• Monday, 23 December 2024
logo

اعادة العراق الى مساره الوطني بحاجة الى انتفاضة شعبية متعددة الأطراف

اعادة العراق الى مساره الوطني بحاجة الى  انتفاضة شعبية متعددة الأطراف
اعداد/ بهاءالدين جلال

أهدر المسؤولون القائمون على إدارة العراق اكثر من 250 مليار دولار خلال السنوات العشر الأخيرة، منها نتيجة فساد المحاصصة الحزبية، وبعضها في المعارك الطائفية والاقتتال الداخلي، وأخرى بصفقات تسليحية فاسدة، وضمنها نتيجة الجهل والسياسات المزاجية الكارثية. ومازال اتباع الحكومة المشلولة برئاسة حيدر العبادي بلا حول ولا قوة، فضلا عن تدخلات وانتهاكات رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، بحق الحكومة والشعب، نتيجة تدخله في القرار السياسي والأمني، والتلاعب بالمليشيات، فيما يؤكد مختصين انه من ادخل العراق في دوامات ومتاهات لا نهاية لها، بدل ان يفعل العكس خلال ثمانية سنوات.
اليوم العراق تهزه الريح، حكومة بلا حول ولا قوة، تدخلات متعددة في قرارها السياسي والامني من دول الجوار، وتلاعب بالمليشيات. مع جيش ضعيف واجهزة امنية مخترقة، بالإضافة الى وضع اقتصادي حرج قد يضع الحكومة خلال أشهر امام عجز تأمين رواتب موظفيها، والتدخلات الطائفية والدينية، وشلل نيابي وتشريعي وتنفيذي، والافتقار لقرارا سياسيا حكيم، مع ضيعا لحقوق الشعب، وفقدان الهوية ومئات الملاحظات والانتقادات والنواقص والانتكاسات لا تراها الا في العراق.
عندما تسمع خطابات وتبريرات السياسيين الرنانة والشعارات الملونة، لا تصدق ما يجري في الواقع العراقي، لكن للأسف لا يتوقف المدافعون عن سياسات المالكي التي تسببت بصناعة رجال مهرجين لا يحترمون المواطن ولا يخشون حتى خالقهم، ولا ولاءأ للألاف الأرواح التي سقطت ضحايا الأخطاء والفساد. لكن الواقع امر مفروض وبرهان يعلمه الجميع، حيث ربع العراق غارق في الفوضى والفساد والصراع العشائري، والربع الاخر محتل من إرهابي داعش، وقسما اخرا يعاني من دمار البنية التحتية، والربع الأخير يشهد صراعا بين الدين والمدنية والهوية والمذهبية والوطنية والمليشاوية، فاين العراق الموحد، ان العراق الديمقراطي والفيدرالي؟.
لا نريد الخوض في موضوعه الازمة الحاصلة ما بين ايران والسعودية نتيجة نقاط معنية تخص اعدام نمر النمر واخرين، فضلا عن الاعتداء على الدبلوماسية السعودية في ايران، لكن ترى حقيقة الصراع الطائفي في العراق يظهر، بين السنة والشيعة، الجانبان يهددان بالوعيد والانتقام، اين اذا الوحدة العراقية، وحتى على المستوى الدولي، يرى مراقبون ان العراق سيمر بمرحلة ازمة مع السعودية، لا نها ساحة ايران المفتوحة، بينما يرى بعض السنة ان السعودية على حق واخرين يهددون، لا يفكر أحدا بعقلانية واحترام شؤون الدول الداخلية، حتى الحكومة العراقية، عاجزة عن تفسير ما يجري وتهدئة الشارع العراقي،
مع ذلك اعلن الناطق بإسم ثوار العشائر عبد الرزاق الشمري، دعمه للسعودية في قرارها قطع العلاقات التجارية والدبلوماسية مع إيران.
وكان الشمري قد دعا في (5-12-2015) الى تشكيل قوة سنية ودخول قوات عربية الى العراق لتحرير مناطق السنة، ولمواجهة خطر تمدد المليشيات الايرانية.
الكاتب والأستاذ الجامعي سعد سلوم قال لـ(كولان)، ان العراق يمر بمرحلة الذهاب لا العودة ولا نجاة مما يجري الا بمعجزة آلية وللأسف زمن المعجزات وللا، الفشل له نقاط وامال عديدة للحل، لكن الدمار يعصب عليه ذلك، لا يمكن الاقتداء بقيادة عراقية فاسدة لا تحترم الحقوق والمبادئ والأقليات والقوميات والمذاهب، ولا ترى سوى جانبا واحدا مذهبا محددا، لا ينتهي الحديث عن الانهيار السياسي والاقتصادي والأمني في العراق، كان الله في عوننا.
سامر الفرحان باحث عراقي، يقول لـ(كولان)، بكل صراحة ما يجري من تدهور وانتكاسة الشأن السياسي والامني في العراق هو انتقاما من السنة، وما يجري من ازمة اقتصادية هو فشل الحكومة العراقية السابقة والحالية، وما يجري من انهيار البنية والتحتية هو الفساد المالي والإداري والقضائي والرقابي أيضا، حكومة المالكي والعبادي ولا فرق بينها الأخير مكمل للأول ولا إصلاحات حدثت منذ ان اعلنها العبادي، هو رجل الشيعة والبيت الشيعي والمالكي معه واتباعه، وهم يتحملون اوزار كل خطية ودمار، وعلى الشعب اعلن ثورة على المجرمين والفاشلين، لا اعلم لما لا يتركون المناصب، بعد الفشل الذريع .
Top