أنتهاء الحرب وأعادة الاستقرار تبدأ من مسح الحدود الراهنة "الدول داخل حدود سايكس بيكو هي التي أنتجت الحروب وعدم الاستقرار
* كل الدلائل والتحليلات تشير الى أن جذور المشكلات في الشرق الاوسط تتركز أكثر في فشل الحكم والذي يتجسد هو الاخر في عدم أمكانية تقاسم السلطات والايرادات بحيث يؤدي الى تحقيق توازن السلطات والايرادات وشعور كل مكونات البلاد بأنهم مشاركون في صنع القرارات وإدارة شؤون البلاد ورسم سياستها .كي يشعروا بأنهم مواطنون حقيقيون فيها ولهم دورهم في تقرير مصيرهم ومستقبلهم ومستقبل البلاد أيضأ ويعتبروا أنفسهم مسؤولين عن النتائج المترتبة عن السياسات والقرارات المتعبة .وقد أمتد هذا الفشل الى حروب داخلية أو بالوكالة والتدخل الخارجي وتحول المنطقة الى ساحة للالعاب والصراعات الاقليمية الجيوسياسية ،بحيث يؤدي الى تهيئة عواصف الخلافات طويلة الامد والازمات العالقة والمعضلات المتراكمة لاوضاع أودت بالمنطقة الى حافة التحولات وإعادة صياغة الخرائط من جديد اذ لا يمكن لحالات سفك الدماء والفوضى وعدم الاستقرار الحالية أن تستمر ،بل أن كل ما يتوافق عليه الجميع هو عبارة عن أضطراب وتفتت النظام الذي بني عليه الشرق الاوسط ما بعد أتفاقية سايكس بيكو .ولو أمعنا النظر اليوم ، وفق مقاييس فرانسيس فوكوياما ٍفي أوضاع تلك الدول ،فانه يتبين لنا كيف فشلت في أداء المهمات الاساسية للدول وكيف خسرت تلك المعايير والمواقع ،وقد تجد هذا الواقع بصورة جلية في دول مثل ليبيا وسوريا والعراق واليمن ،فنجد على سبيل المثال ،أن سوريا والعراق قد أنقسمتا ـ بحيث لم يبق في الوجود أي أحتمال لاعادتهما الى وضعهما السابق .ما يعني ضرورة حلول تحولات جديدة وسط تلك الاوضاع الدموية والصراعات المحتدمة ،كي يحل زمن أو حقبة جديدة يمكن فيها معالجة المشكلات الاساسية والرئيسة ويخيم السلام على المنطقة من جديد وعلى غرار حلول مجموعة أتفاقات بحق حرب السنوات الثلاثين في أوربا والتي اصبحت فيما بعد جزءأ من سلام (وستفاليا) والأكيد أن أحد التحولات والتطورات التي يتفق بشانها أكثرية الباحثين والمحللين في المنطقة الى حدما ،هو أن بعض شعوب المنطقة التي منعت من أن تكون لها دولها المستقلة وذات السيادة ،مثل الشعب الكوردي ،فأنه يتوجب الان مراعاة تطلعات تلك الشعوب في عملية إعادة صياغة خريطة المنطقة ونظامها وأفساح المجال لها لممارسة حقها في تقرير المصير .
* الدولة القومية المعاصرة هي نتاج الحرب الاوربية ذات ال 30 عاما:في شهر تشرين الاول من عام 2014 ،نشر البروفيسور ريتشارد هاس رئيس معهد العلاقات الخارجية في الولايات المتحدة بحثا بعنوان (التفتت :كيف يمكن الرد على هذا الخلل النظامي العالمي ؟) وقد أورد فيه حادثين كنموذج لذلك مثل أنتهاء النظام العالمي الجديد وهما أولا ذلك التسط الذي ساد الشرق الاوسط وتم تشبيهه ببدايات الحرب الاوروبية الثلاثينية وثانيأ هو ألحاق أقليم كريما الاوكراني بروسيا الاتحادية وتمت مقارنة هذا الحدث باحتلال الكويت من قبل صدام وألحاقه بالعراق ،ولو أمعنا في تأريخ أوروبا في القرن السابع عشر حيث كانت حرب دينية محلية تسودها على مدى (30) عامأ فأن الواضح هو أن أنتهاء تلك الحرب وعودة الاستقرار قد حلت نتيجة تأسيس الدولة القومية المعاصرة وتشكيل الدول القومية الجديدة و بالنتيجة ،وكما أشار اليه هنري كيسنجر في كتابه (النظام العالمي 2014 )فأن أنتهاء حرب الثلاثين عامأ تلك عن طريق معاهدة ويستفاليا للسلام 1648 قد أصبح سببأ في تاسيس الدولة القومية وفي أيجاد نظام عالمي وأنشاء علاقات دولية بين الدول القومية الحديثة في أوروبا ..ووفق توجه كيسنجر هذا ،فأن تأريخ الدولة القومية المعاصرة وكذلك النظام العالمي و العلاقات الدولية قد بدأ من (ويستفاليا )أي أن ذلك يقول لنا :إن الدولة القومية الحديثة هي نتاج الحرب الثلاثينية والتي أنهت الحدود المصطنعة للامبراطوريات القديمة وهي التي تسببت أيضأ في ظهور الثورة الصناعية في القرن ال (18) وأنتصار الدول القومية الاوربية على الامبراطورية العثمانية والعالم أجمع لقد أورد ريتشارد في موضوعه الذي قارن فيه الشرق الاوسط الحالي مع الحرب الدينية الاوربية الثلاثينية في القرن السابع عشر ،أورد مقولة ل (هيدلي بولي ) (هناك في العالم معضلة أزلية بين القوى النظامية وغيرا لنظامية (الفوضى والتسلط ) ويبين التوازن بين تلكما القوتين مظاهر كل حقبة{ ما يعني أن المظهر الحالي للشرق الاوسط هو أنعكاس لحقيقة أنه لم يبق هناك شي بأسم النظام العالمي الجديد ،أو النظام الاقليمي على مستوى الشرق الاوسط ،وأن الدول الكبرى ،وفي مقدمتها الولايات المتحدة هي أعجز من أن تتمكن من معالجة مشكلات الشرق الاوسط . ولكي تبرهن أكثر بأن مشكلات النظام العالمي الجديد هي ليست في الشرق الاوسط فحسب ،إنما تشير الى الحاق بوتين أقليم كريما الاوكراني بروسيا الاتحادية ،وفي ذلك فان هاس لايرى أي خلاف في مقارنة ذلك بألحاق صدام حسين للكويت بالعراق ،الا أن جورج بوش الاب ،ونظرأ لانحياز ميزان القوى نحو النظام العالمي ،قد تمكن خلال أقل من ستة أشهر (في عام 1990 )تشكيل أكبر تحالف دولي ،بما فيها روسيا ،لطرد العراق من الكويت ،الا أن بوتين قد ألحق منذ مايناهز العامين أقليم كريما بروسيا ،غير أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بصورة عامة لم تتمكن حتى الان من بناء أي تحالف دولي ،وحتى على مستوى حلف الناتو ،لأجبار روسيا على الانسحاب منه ،هنا لو عدنا مرة أخرى الى الشرق الاوسط والمقارنة بين توازن النظام والحرب لوجدنا ،وكما أشار اليه أنطوني كوردسمان في أحدث بحوثه بعنوان (المعضلات القديمة والجديدة وعدم الاستقرار في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا )ونوه هو الاخر صراحة الى التسلط والاستقطاب السائد الان في الشرق الاوسط بقوله إن أكثرية البحوث والتقارير والتحليلات التي نسمعها حول المنطقة إنما تقول لنا :نحن نسير من معضلة الى أخرى مع عدم تحديد الاولوية في توجهات تلك التقارير ،فنرى مثلأ أن الاهتمام يكون بشأن اليمن في بعض الفترات أو عن الاسد و داعش في فترات أخرى ،كما أن الاهتمام قد أنصب كله الان حول الخلافات بين السعودية وايران فيما كان هناك أحتمال للصدام بينهما أم لا ،وربما من الممكن أن يتم الاهتمام بكل مشكلة على حدة أو قراءة كل المشكلات معأ في أطار العناوين الرئيسة ). ما يعني أنه صحيح أن مشكلات الشرق الوسط ،تبدو جديدة بشكل ظاهري ،الا أنه لو تم وضعها في مسارها التأريخي ،فأن لكل المشكلات أصولأ وجذورأ واحدة ويعود كلها الى ذلك النظام الفاشل الذي أسس الدولة من أجل الحروب وعدم الاستقرار وحماية المصالح الخارجية ،وليس تشكيل دولة توافق تطلعات مختلف القوميات والمكونات في المنطقة ..هنا لوعدنا الى بحث أخر للبروفيسورة (مارينا أو تاواي ) كان قد نشرته عام 2015 في مركز وورد ولسن بعنوان (ماذا نتعلم من أتفاقية سايكس بيكو ؟.) فأن ذلك البحث يشير صراحة إن الخريطة التي أنتجت الدول الحالية في الشرق الاوسط وتسمى خريطة سايكس بيكو فأن تلك الدول هي ليست نتاج أتفاق سايكس بيكو سري ،بل هي نتاج خريطة سايكس بيكو ما بعد الحرب العالمية الاولى في عام 1925 وتقول أو تاواي في بحثها هذا :صحيح أن بريطانيا وفرنسا قد تمكنتا نتيجة تلك الحرب وفي أطار هذه الاتفاقية من تقسيم غنائم الحرب وترسيخ الحدود المصطنة ،إلا أنهما لم تتمكنا من بناء دول عصرية )وتقصد بها تلك الدول التي تشكلت في الغرب بعد معاهدة ويستفاليا ،فالا كيد أن الدول الديمقراطية اليبرالية في الغرب تفتخر بأنه لم تنشأ أو تندلع أية حروب على مدى 200 عام بين الدول الديمقراطية والجلي أيضأ أن الفضل في ذلك لا يعود الى الديمقراطية بل الى أعادة تخطيط حدود ما بعد حرب ال 30 عامأ بين الدول الديمقراطية التي تشكلت على أساس الهوية القومية للدول الاوربية والدليل على ذلك أنه وبعد تغيير الانظمة القمعية والعسكرية التي شيدت الاستقرار داخل تلك الحدود المصطنعة بقوة الحديد والنار وأنه لن يتشكل الديمقراطية فيها ثانية عن طريقه الديمقراطية أو الانقتاح وهو السر الذي أخفاه الغرب على شعوب الشرق الاوسط على مدى (100) عام من أجل أستمرار تسلطه وسيادة قوته وخير دليل لراهن الوضع في الشرق الاوسط هو سوريا بالدرجة الاولى ومن ثم اليمن وأصله ظهور التعنت الذي نراه اليوم إذاما أقدمنا على التدخل في توجهات الانظمة الدكتاتورية المماثلة لنظام الاسد .إن هذه الخلفية التاريخية على الحدود المصطنعة لسايكس بيكو إنما تبين لنا حقيقة أن بريطانيا وفرنسا ،ضمن تقاسم غنائم الحرب قد أوجدتنا الحروب وعدم الاستقرار بدل بناء الدول لذلك ،وكما يقول جارلس تيلي :إذاكانت الدول نتاج الحروب ،فان الدول إنما تنتج الحروب أيضأ ،وهو نموذج جيد للدول داخل خريطة سايكس بيكو ،كدول من نتاج الحروب وقيام التوازن بين مصالح القوى العظمي ،غير أن تلك الدول ذاتها قد غدت عوامل الحروب وعدم الاستقرار في المنطقة وتتلخص أسباب التفكيرفي معالجة مشكلات الشرق الاوسط في نقطتين هما
1ـ البين أن القوى العالمية العظمي وعلى سبيل المثال فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى إنما تلتقى في معاداة أرهابيي داعش وتهدف الى دحره و إن أختلفت حول نتائج مرحلة ما بعد القضاء عليه .
2ـ هناك وجود واضح لعموم القوى العظمي في الشرق الاوسط ..وبأمكانها التدخل في مشكلات المنطقة بالاساليب التقليدية إلا أنه ليس بمقدور أي منها أن تحارب الاخرى وذلك كونها تمتلك قوات و إمكانيات متناهية من شانها تعريض مستقبل العالم للخطر أيضأ ،ما يضطرها لعدم خوض تلك المغامرة ،بل والتقرب شيئأ فشيئأ فيما بينها والبحث عن حلول مشتركة لها .ونستنتح من ذلك أن القوى العظمى تتطلع في مساعيها للقضاء على داعش الى عودة وضمان الاستقرار للشرق الاوسط ،كما أن سائر القوى العظمى ،عدا روسيا والصين ،قد توصلت ومعها عموم دول حلف شمال الاطلسي الى قناعة أنها عاجزة عن فرض هيمنتها على القوى العظمى الاخرى بالقوة العسكرية ولا اعادة الاستقرار والسلام الى المنطقة بذات الاسلوب ما يضطر جميع الاطراف للبحث عن العامل الحقيقي لأنهاء الحرب و عودة الاستقرار للمنطقة وهو ألغاء سايكس بيكو وإعادة تحديد رسم الحدود بهدف تأسيس دول تكون عاملا لسيادة الاستقرار والسلام وكما حدث في أوربا بعد عام 1648 وهو تأسيس الدول القومية ولا يعني ذلك بالطبع بناء دولة لكل أمة أو قومية بل أتباع وأحترام قرارات عموم القوميات في كيفية التعايش فيما بينها في أطار الحدود الجديدة .
*كوردستان وسط هذه الاشكالية المعقدة للشرق الاوسط: رغم كل التعقيدات و الهيمنة السائد ة في الشرق الاوسط وكل التحالفات والصراعات الدينية والمذهبية فيها إلا أنه لاتزال هناك نقاط مشتركة بين القوى العظمى العالمية والشرق أوسطية وهي القضاء على داعش وإعادة الاستقرار ).وسواء تحقق ذلك ضمن الحدود القديمة لدول النطقة أم صار الى تخطيط حدود جديدة ،وتشعر تلك الدول بمجموعها بأرتياح ملموس أزاء أقليم كوردستان وأسلوب ادارة الحكم المتبع فيه ،وتشعر كل من تلك القوى العظمى ،بشكل أوباخر وتفتخر بانها قد ساعدت أقليم كوردستان أو أنها مستعدة لمساعدته وبما فيها ايران وروسيا والحكومة العراقية أيضأ .ولو أمعنا النظر في سياسة أقليم كوردستان من هذا المنطلق أزاء مشكلات الشرق الاوسط بصورة عامة والعراق وسوريا خاصة فأن العالم أجمع ،ولسنا نحن وحدنا، يشعر بالسياسة الواضحة التي يتبعها الاقليم ،وبصورة أدق أن تلك السياسة تلتقى مع النقاط المشتركة الثابتة لعموم التحالفات المختلفة في المنطقة والتي هي عبارة عن القضاء على داعش وإعادة الاستقرار للمنطقة ،فعلى سبيل المثال لو كان الهدف الموحد للقوى العظمي الثلاث في الشرق الاوسط (تركيا وايران والسعودية ) هو القضاء على داعش وعودة الاستقرار ،فأن أقليم كوردستان هو في الحقيقة صديق لتلك الاطراف الثلاثة ويزور ها بمستوى واحد ويستقبل وفودها بذات الاسلوب ...وسواء أختلفت أم توافقت أجنادتها فهذا لا يعني سياسة حكومة الاقليم بشئ وذلك لان مستقبل كوردستان منذ الان وليس بعد دحر داعش ،سيبقى ما يقرره شعب كوردستان عن طريق صناديق الاقتراع ويواصل الاقليم مباحثاته وحواره مع كل من الرياض وطهران وأنقرة وقبلها مع بغداد وفق معطيات ذلك الاقتراع والاستفتاء العام فيه ويتعامل على ضوء ذلك ايضأ و وفق قرار شعب كوردستان ،مع المجتمع الدولي ...وتبين المعطيات أن الرسالة التي بحثها الرئيس البارزاني مؤخرأ في أجتماعه مع قناصلة ومندوبي الدول المعتمدة لدى أقليم كوردستان ومنهم قناصلة الدول دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي أنما تعني أن الرئيس البارزاني قد أبلغ العالم وجهة النظر الكوردستانية لمستقبل وأستقرار المنطقة ما بعد داعش وهو بداية لمساع دبلوماسية كبيرة لكي يتم بحثها بصورة مباشرة و باسلوب سلمي و دبلوماسي مع جميع بلدان العالم .والسوال المهم هنا هو :كيف تلتقى المصالح الدولية والاقليمية المختلفة على الواقع الراهن لاقليم كوردستان وكيف تتم المحاولة لبناء تفاهم مع سياسة الاقليم في خضم تلك الاختلافات ؟ويتعلق الرد على هذه التساؤلات باسلوب ادارة تلك السياسة على أرض الواقع والايمان والثقة بالقتال والمعارك التي تخوضها قوات البيشمة ركة على الارض والانتصاراتالكبيرة التي سجلتها وتسجلها فيها ،كما أن ما يبعث على الاعتزاز بالنسبة لامتنا هو أنه لوقارنا بين معركة تحرير مدينة شنكال الستراتيجية وبين معارك تحرير مدينة الرمادي لوجدنا أن الانتصار الكبير الذي حققته قوات البيشمه ركة في أقل من 48 ساعة ،فأن القوات العراقية لم تتمكن من تحقيقها في الرمادي خلال عدة أشهر ،فضلأ عن أن المواطنين العراقيين من العرب السنه لايرحبون بأنتصارات القوات العراقية وبالأخص ميليشيات الحشد الشعبي ويتخوفون من تعرضهم للأنتقام المذهبي الشيعي فيما فرح العرب السنه وشيعة العراق ايضأ وبمن فيهم النازحون في أقليم كوردستان أو الباقون في مناطقهم ورحبوا بأنتصارات البيشمه ركة ومستعدون ويرحبون بأجراء الاستعدادات من أقليم كوردستان ،وبالتعاون مع قوات البيشمه ركة لتحرير الموصل ولكن بشروط مسبقة منهم وعدم قبولهم بمشاركة القوات العراقية وبالأخص الحشد الشعبي في أستعادة الرمادي أو الموصل .... وهذا يعني أن قوات بيشمه ركة كوردستان التي هي قوة لعموم القوميات والديانات والمذهب المختلفة في الاقليم وجيش تستمر هويته الوطنية القومية أسمى من أي تسلط على هذه الامة أو تلك الديانة ،ومن هذا المنطلق أيضأ فقد تمكن أقليم )كوردستان من أخراج مفهوم الامته nation) من أطار أمة معينة ومنحها معناها الوطني وكما غير أنتصار الدولة القومية في أوربا هذا المعنى (nation states)الى معنى الدولة الوطنية .وبمعنى أنه صحيح أن كل طموحات الكورد وأمانيهم هي تأسيس دولة كوردستان ،إلا أن تلك الدولة لا تعني أن يكون الكوردي مواطنأ من الدرجة الاولى والاخرون مواطنين من الدرجة الثانية :كلا ،فكما نلاحظ اليوم في دولة كوردستان للامر الواقع بأن كوردستان هي وطن جميع المكونات
والقوميات والديانات والمذاهب المختلفة ،فأنها ستبقى في المستقبل أيضأ وطن الجميع ،بل وأكثر من ذلك وكما أن الاقليم اليوم هو ملاذ أمن لجميع القوميات والديانات المختلفة التي تتجه نحو الاقليم هربأ من مخاوف عدم الاستقرار و وصلت حدأ يطلق فيه الاعلام العالمي اسم (شقلوجة ) على مدينة شقلاوة في أربيل ،فأنه سيبقى في المستقبل أيضأ ملاذأ أمنا لعموم الانسانية ومختلف القوميات والديانات في المنطقة ثم أن الواقع الراهن في أقليم كوردستان يلتقى على المستوى العالمي لسياسة المجتمع الدولي والشرق أوسطي مع جميع التوجهات المختلفة و سائر الديانات والقوميات والانسانية بصورة عامة في مساعي القضاء عل داعش وإعادة الاستقرار للمنطقة ما جعل من الاقليم تلك النقطة المشتركة التي تلتقى مع الجميع وليس مع تحالف أو استقطاب معين في المنطقة .....
*وكتبوا في تاسيس دولة كوردستان المستقلة :
خبير العلاقات الدولية مايكل كنتر لمجلة كولان :من مصلحة المجتمع الدولي الترحيب بدولة كوردستان المستقلة .
ـ مايكل كانتر هو استاذ العلوم السياسية في جامعة تينيس التقنية وحاصل على شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة
(كينت ستيت )وله (7) مؤلفات وكتب حول نضال الشعب الكوردي وكفاحه وعشرات الكتب والمقالات حول الشرق الاوسط ...وبغية تقييم وتحليل سقوط وأنهيار دول الشرق الاوسط وأحتمالات بناء وتأسيس دول جديدة نتيجة حروب المنطقة ،فقد أجرت مجلة كولان القاء الاتي معه بالأخص في كون دول الشرق الاوسط هي العوامل الرئيسة للفوضى التي تعم المنطقة ،وأحتمالات بناء الحرب الراهنة (حرب داعش )لدول جديدة وعودة الاستقرار للمنطقة وضرورة ترحيب المجتمع الدولي بدولة كوردستان وغيرها من المسائل فقال :أن أكثرية دول الاشرق الاوسط هي صنيعة الاستعمار ما بعد الحرب العالمية الاولى وقد أثبتت تلك الدول مثل العراق وسوريا عجزها عن معالجة مشكلاتها الكثيرة ما حدا بسكانها للتوجه نحو المجموعات العرقية مثل الكورد و الطائفية مثل السنه والشيعة لحلها و سوف ندرك بمرور الوقت فقط ما الذي يحدث في سوريا والعراق ،أو ظهور العديد من الكيانات الجديدة الصغيرة أو العرقية أو الطائفية أن الفدراليات الضعيفة الاكبر ثم أن مفهوم أو جلان للحكم الذاتي الديمقراطي اللامركزي لا يخظى بأي نصيب من التاسيس بمراعاة الوجود المستمر للسلطة السياسية والارجح التفكير في أسلوب جديد للدولة داخل الحدود الجديدة ،وأرى بصورة عامة أن أفضل شيء للمجتمع الدولي هو الترحيب بحكومة أقليم كوردستان المستقلة مع أفتقار هذا المسعى لحدوثه بمراعاة الحاجة للأستقرار ما يفرض أن تقرر حكومة أقليم كوردستان الوقت والزمن والوضع الملائم لاعلان الاستقلال مع بذل مساعيها الجادة لاستحصال الموافقة غير الرسمية للولايات المتحدة وتركيا وأيران على ذلك ،وأخيرأ أنا واثق بأن أكثرية الكورد يتطلعون الى الاستقلال فالظاهر من عمليتي أستفتاء غير رسميتين في السابق يؤكد أنه عندما يحدد زعماء أقليم كوردستان موعدأ للاستقلال عندها يكون من الافضل الدعوة لاجراء استفتاء رسمي تشرف عليه الامم المتحدة ولكن بمراعاة المشكلات الاقتصادية والسياسية الراهنة وقد لا تكون هذه المسالة سهلة في الوقت الحاضر وعناوين أخرى لمجريات الاحداث في الشرق الاوسط نتيجة فشل دولة سايكس بيكو
*********************************
ترجمة: دارا صديق نورجان