الشرق الاوسط بين التدخلات الخارجية والصراعات الاقليمية ...
قبل الاشارة أو الحديث عن أية معضلة أو أزمة تتعرض لها الشرق الاوسط ،فأنه يمكننا القول أن داء تلك المنطقة ومرضها كان في الحقيقة أنه حتى حدود الدول فيها لم تكن بأرادة ورغبة شعوبها ،أي أنه لم يكن نتاج أي أتفاق ولم تراعى فيها الحقائق على أرض الواقع ،بل تم فرضها من قبل فرنسا وبريطانيا في أعقاب الحرب العالمية الاولى ،أي أنه يجب في البداية أن نقف على حقيقة أنه لم تكن لشعوب هذه المنطقة أي دور أو نهج في صنع وصياغة حدود دولها ،وكان لذلك نتاجه وتداعياته طويلة الامر وأصاب هذه المنطقة بجملة من الماسى التي تعاني منها لعقود طويلة ،ولوأمعنا النظر في أوضاع هذه المنطقة بعد الحرب العالمية الثانية فأننا سنتبين حقيقة أن دول الشرق الاوسط قد أصبحت ساحة لعب للقوى المنتصرة في تلك الحرب وأن شعوبها لم تكن لتتولى زمام أمورها ومصيرها بل وتم أستخدامها بأستمرار من قبل القوى المنتصرة وبالاخص الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق وذلك بهدف الاهتمام ببث نفوذها وتعديل الموازين وأحتواء تسلط منافسيها وتحديده ومقاومته ،كما أن هذه المنطقة كانت خاضعة بأستمرار تحت التدخلات العسكرية الخارجية والتي تمخضت عن حل تلك الدول وذلك لأنه لم يتم بناء الموسسات فيها كي تتمكن من مواصلة مها مها بعد سقوط أصحاب النفوذ والسلطة فيها وقطع الطريق على الانتكاس الامني والاستقرار وتداعي عملية توفير الخدمات أي أن الدولة في تلك البلدان كانت مجرد علب خاوية وتم ملؤها فقط بالقوة والقمع والاضطهاد .ثم أن المشكلة أخرى لهذه المنطقة هي أنها مبتلاة بالصراعات الاقليمية والتي يمكن تسيمتها ب(الحرب بالوكالة ) ،والحرب الباردة بين الدول ذات الموقع البارز في المنطقة مثل ايران والسعودية وتركيا والتي كان لها بأستمرا ر طموحها في تطوير وتوسيع تسلطها وترسيخ موقعها في الدول الاخرى ،وأستغلت بهذا الصدد كل أمكانياتها وقدراتها لتحقيق هذا الهدف ،أي أنها كانت تسعى بأستمرار لتوجيه مسار مستقبل دول المنطقة نحو مأل يخدم فيه مصالحها هي أو أعادة صياغة مسار الاحداث بحيث تؤدي الى ترسيخ وتعزيز قدراتها ،وهي صحيحة كل الصحة بالنسبة لبعض الدول مثل العراق وسوريا وليبيا واليمن ،والتي أصبحت ساحة لعبة شطرنج لتدخل القوى الخارجية وصراع القوى بين الاطراف الاقليمية بحيث أنها قد بلغت من الضعف حدأ يناقض قدراتها في أتخاذ قرارها في الاستقلال وتولي زمام أمورها بأنفسها وفرض أدارتها على بلادها ..وفي هذه المرحلة حيث تمر الشرق الاوسط بأوقات عصيبة ومصيرية وتقف المنطقة عند تقاطع الطريق هذا فأن المستقبل هو مفتوح بوجه كل الاحتمالات وربما لايجرؤ أحد على ابداء توقعه لمستقبل المنطقة إلا أن ما نحن متأكدون و واثقون منه هو أن الشرق الاوسط لاتعود مرة أخرى الى سابق أوضاعها وأن تلك الظروف السائدة قد ولت بحيث تجري تحولات جذرية ٍليس على مسار اعادة رسم الخريطة السياسية والعسكرية ومسائل الحكم ولإعادة تقسيم السلطات والايرادات وأساليب الحكم في هذه الدول فحسب ،بل أن اعادة صياغة الحدود قد أصبحت ضرورة لتجاوز هذا الوضع السئ ولمعالجة قسم كبير من أسباب عدم الاستقرار الراسخ وفقد الامان القاتل الذي يواجه المنطقة ،هذه كلها تستحق الوقوف عندها وغدت مناقشتها وتقييمها ضرورة أنية أيضأ
*ضعف دول المنطقة أم قوة وأقتدار المتصارعين :لايمكن أنكار حقيقة أن لدى دول الشرق الاوسط مشكلاتها لبناء هيكلة الدولة ،أي أن بناء تلك الدول كان منذ البداية باعثة للازمات والمعضلات ..ولم يكن لديها ليس أداء جيد للحكم فحسب بل وفشلت في تنفيذ مهماتها الرئيسة بل أنها وأزاء حجب حريات المواطنين وتطوير البلاد لم يكن لديها سوى العهود الفارغة وجعلوا من الفشل مصيرأ لعموم أحلام شعوبها وطموحاتها وذلك لان الناس في تلك الدول قدأهدت كل شئ ولم ينل أي شئ مقابل ذلك ،كما أن تلك الدول ،من جهة أخرى ،كان لها أسوء أداء في مسائل توزيع وتقاسم السلطات والايرادات وأتخذت من كل قدراتها وأمكانياتها وقودأ لاشعال الحرب الداخلية والخارجية بدل اعادة بناء البلاد وأتباع عملية سياسية سليمة وأصبحت دولا تحمل في أعماقها مشكلة أساسية وعميقة والواقع أن تداعيات سيئة جدأ قد ظهرت على خريطة تلك الدول السيئة والفاشلة وتمخض ذلك عن حدوث فراغ حاولت دول المنطقة والجهات غير الدولية ملاها والتي تصبح في كثير من الاوقات سبببأ لتعكير الوضع وتعميق المشكلات وأستمرار الخلافات وتتشكل وسط ذلك حلقة فارغة يكون تجاوزها والتخلص من ورطتها تحديأ في غاية الصعوبة والذي سيؤذي والى فترة طويلة .شعوب المنطقة ...أي أنه لوكان قدتم فتح تلك العلبة الفارغة لدول المنطقة ,فأن مجموعات متطرفة وأرهابية مثل داعش وكذلك الاضطرابات والحروب الداخلية والقتال بالوكالة والتدخلات الخارجية قد أصبحت أكثر وأكثر لأنهاء خصال الدولة في هذه المنطقة
*الخلافات المناطقية هي منافسات طائفية أم صراع القوى
لقد كان لدولتي ايران والسعودية ،وبأستمرار ،تأثيراتها الفاعلة والمهمة على ظهور أية مشكلات أو معادلات في الشرق الاوسط ،فلكل من الدولتين وزنها وموقعها وتعتبر كل منها تقدم ومكانيات الاخرى خطرأ داهمأ وتحديأ لامنها القومي .صحيح أن، الدولتين لم تتواجها حتى الان بصورة مباشرة ولم يندلع أي قتال بينهما ،إلا أنهما لم تدخرا وسعأ لتشغيل وتفعيل كامل مصادرها لتحديد قدرات بعضهما البعض بحيث يمكننا القول بأنه كان لهذا الصراع تأثيراته البارزة على تحديد مسار الاحداث وأعادة صياغة الوضع الداخلي لبعض دول المنطقة .أي أن حربأ باردة تقوم بينما لايمكن تجاهلها لفهم سير الاوضاع في المنطقة بل ستصبح هذه الحرب أساسأ لتمرير وأستيعاب التحولات التي تشهدها المنطقة وكما يقول البروفيسور كريكوري كوس الباحث الاقدم في معهد بروكينكز في بحثه الموسوم (الابعد من الطائفية الحرب الباردة في الشرق الاوسط ):إن أنسب أطار لفهم السياسة المعقدة والمتطرفة في الشرق الاوسط هو عبارة عن الحروب الباردة القائمة بين لاعبي المنطقة وكذلك بين الدول والشخصيات غير الدولية والتي تؤدي ايران والعربية السعودية الدور الرائد فيها ...فهي حرب باردة وذلك لأن الدولتين لم تتواجها حتى الان ويصعب ذلك من الناحية العسكرية بالذات ،أي أن ذلك يبلغنا أن الصراعات والمناقشة بين تلك الدول من أجل تعزيز تسلطها في المنطقة إنما لها تأثيرها على الانظمة السياسية المحلية و الدول الضعيفة فيها ....وهو صراع على تحديد مسار السياسات الداخلية للشرق الاوسط وليس صراعأ عسكريأ ما يبين أن الوزن العسكري والسياسي لأطراف الحروب الداخلية وكذلك تاثيرات القوى الخارجية على تلك المواقع هو أهم بكثير من توازن القوى بين الرياض وطهران .غير أن هذا الصراع كثيرأ ما يكسب مظهرأ طائفيأ أو أنها في الغالب هي جذور الخلافات بين السنة والشيعة ،إلا أن السؤال الحقيقي هو :أوليست تلكما الدولتان تستخدمان الجذور الطائفية بهدف الاهتمام بمسائلها وقوتهما ؟أم أنهما لم تتخذا من هذه المسألة أحد عناصر الاهتمام بقوة تسلطهما؟ عن ذلك يتحدث البروفيسور كريكوري كوسن في بحثه أنفأ عن (أن الحروب الباردة الجديدة في الشرق الاوسط لها عنصر طائفي مهم) إلا أننا لا نحظى بفهم كامل لها ،ولو عمدنا الى أعتبارها كحرب السنة ضد الشيعة فقط ،فأن ذلك هو في الواقع لعبة توازن القوى ويمكن أن نفهمها فقط عندما نتمكن من عقد والربط بين الخلافات الطائفية والتعاطف الدولي وطموحات الدول الاقليمية ،فقد أمتدت الخلافات الداخلية من أجل السلطة نحو لجوء الشخصيات أو الجهات العملية الى الحلفاء الاقليميين الذين يتمكنون من توفير الاسلحة والتمويل امالي والدعم الايديولوجي والدبلوماسي لهم "ودفعنا نتائج سياسات طهران والرياض هذه للبحث عن الحلفاء المناطقيين أو الاقليميين والذين لهم بشكل من الاشكال مواقفهم السياسية والايديولوجية ذاتها أي أنها تشعر بتقارب فكري و وجداني معها .
*تراجع التسلط الامريكي والتدخل العسكري الروسي في المنطقة :لقد كان محور التحول والتبادل الذي طرأ على سياسة الادارة الامريكية بعد تولى السلطة من قبل باراك أوباما هو عدم أمكانية أتباع طريق التدخل العسكري بعد الان في أعادة صياغة مسار أحداث المنطقة ،وتحديد وجهتها المستقبلية ،وذلك لان المساعي التي أتبعت في السابق عن طريق التدخل العسكري كانت ،من وجهة نظر أدارة أوباما ، مجموعة محاولات بعثية وفاشلة وهي في ذات الوقت حملت الولايات المتحدة أعباء ثقيلة ودون أن تصيب أهدافها بل وتمخضت عن نتائج عكسية ،أو أن الرأي العام الامريكي لم يعد يؤيد التدخل العسكري الامريكي في هذه المنطقة ،وألا يكون جميع ٍمكتسباتها أو الضرائب التي تدفعها لجنود ها من الخزينة الامريكية وعلى كل حال فأن ذلك قد أصبح اليوم واقعأ وتبلورت وجهة النظر القائلة بتقليلها لالتزاماتها في المنطقة ،وتولدت بالنتيجة مشاعر لدى حلفائها الاقليمين بعدم أمكانية أعتبار الولايات المتحدة كحليف ذي مصداقية وموضع ثقة .وهذا هو السبب الكامن وراء مبادرة دولة مثل السعودية لتشكيل تحالف بزعامتها هي وتسعى للامساك بزمام القضايا الامنية في المنطقة وألا تنظر للولايات المتحدة بعد الان كقوة ضامنة للاستقرار وحامية لتوازن القوى فيها وتجسد ذلك في التحالف الذي تم تشكيلها لردع الحوثيين في اليمن وأيقاف التسلط الايراني فيه ،وكان أن تولت السعودية وبمشاركة (34) دولة أسلامية ،زمام تحالف أخر بأسم التحالف الاسلامي والذي يهدف كما أعلنوا ،معاداة الارهاب بصورة عامة وليس تنظيم داعش فحسب وأن ما يجدر الاشارة اليه هو أن بعض الباحثين مثل (ستيفن سيمون وجوناثان ستيفن ) يؤيدان في بحثهما المسمى ) The end of pox American) عدم ضرورة عكس أتجاه التراجع الامريكي المحدد بل يجب أستمراره ،على الاقل لحين وجود وظهور تهديد كبير للمصالح الامريكية في المنطقة ،لانهم يرون أن الدافع الرئيس لذلك التراجع هو ليس ما يحدث في واشنطن .بل هو ما يحدث في المنطقة ،وذلك لان التطورات السياسية والاقتصادية في الشرق الاوسط قد حددت مجال التدخل الامريكي الفعال بحيث لايضطرون للجوء اليه بعد الان...وأدرك صناع السياسة الامريكان هذه الحقيقة وعملوا وفقها إلا أن التراجع الامريكي هذا قد تمخض عن عدة نتائج في المنطقة الاولى هي لأنه كان لأمريكا في السابق تسلطها و وزنها وفاعليتها الكبرى في عموم الشرق الاوسط ،فأن أي تراجع منها إنما يخلف فراغأ وراءه ونجم أيضأ عن فقد الثقة أزاء ها من قبل أصدقائها وحلفائها ،هنا بالامكان الاشارة الى أن روسيا قد تمكنت بجدارة من أستغلال هذا الوضع لترسيخ سلطاتها وموقعها في هذه المنطقة وبالاخص بعد تدخلها العسكري في سوريا ،وبشكل ،وكما بقول دانكيلا ستينت في مقال له بعنوان (patins power piay in syria قد يكون المكسب الاول لروسيا في تدخلها في سوريا هو أنها قد هيأت وضعأ ن أنساها مشكلات أوكرانيا وعدم أستقرارها ....إن خطوة روسيا هذه بأرسال رسالة مفادها أنها لم تبق قوة مناطقية فحسب ،بل هي قوة فاعلة ولا عبة وبودها أن برهن عدم أمكانية أخفاء دورها بصدد كيفية معالجة المشكلات والتعقيدات و واثقة أيضا أن قرار الرئيس بوتين للتدخل العسكري أنما تمتد جذوره صعودأ من تحديات روسيا نحو الاقتدار والتسلط ومجزء من خطوات أوسع لاعادة تسلطها وسلطانها في الشرق الاوسط .وكان لذلك ردودها وأصداؤها حيث زار زعماء مصر وأسرائيل والاردن والكويت والسعودية والامارات موسكو في النصف الثاني من عام 2015 و وقع بعضهم أتفاقية لشراء الاسلحة منها ،كما أن السعودية قد وقعت في شهر تموز عقدأ بأستثمار ما قيمته (10) مليارات دولار في روسيا وبالاخص في المشاريع الزراعية والذي إذاما تم تنفيذه فأنه سيصبح أكبر رأسمال خارجي في روسيا ،وهو ما يبين لنا حقيقة أن التدخل الروسي قد غير مسارات اللعبة الى درجة يعتقد معها الخبراء بأن الولايات المتحدة هي الان بحاجة الى مراجعة سياساتها وستراتيجيتها وتعريف (المصالح) من جديد أي أن سوريا قد أصبحت اليوم ساحة للحرب بالوكالة والحرب الداخلية والطائفية وصراع القوى الاقليمية والدولية ،وربما تشجع ذلك مسار مجموعة أرهابية و وحشية ومتطرفة مثل داعش ،وذلك لانه لو أصبح بشار الاسد الان معملا لانتاج الارهابيين ومحركأ لصنع المتطرفين ،فأن روسيا ومعها ايران تدافعان بقوة عن بقاء الاسد وهو الذي نقل الوضع الى اخر أكثر جمودا كما أن الولايات المتحدة لاتساعد روسيا ولا تقاومها ،ومن جهة أخرى ،وكما يقول الباحثون والمحللون أن الولايات المتحدة لاتتمكن لافي فرض حل سياسي في سوريا ينتهي بتقسيم السلطة بشكل يقبل به عموم الاطراف السياسية ذات العلاقة ولا ترغب في أستخدام القوات المسلحة لدحر داعش في المنطقة ،كما أن أمريكا قد وقعت وكما يقول جوشوا لانديز الباحث والخبير في شؤون الشرق الاوسط في دوامة عجيبة لأنها منشغلة ببناء نظام شيعي في العراق والذي تسانده ايران من جهة بهدف القضاء على داعش وتسعى في ذات الوقت لبناء النظام الشيعي في سوريا والذي تساندة ايران أيضا والقضاء على هذا النظام بأسم القضاء على داعش
*أقليم كوردستان كمساحة ساطعة في الاضطراب الذي يخيم على المنطقة... يتحدث جميع المراقبين والمحللين الذين يتابعون تطور أقليم كوردستان وتقدمه عن أن هذا هو وقت الكوردوأوانهم في تاريخ المنطقة وتم التساؤل حول :ألم يحن الوقت الان أن تنضج وللمرة الاخيرة زهرة ربيع الكورد ؟أم لماذا أن الوقت قد حان بالفعل لتحرر الكورد ؟هذه كلها في الواقع أنعكاسات وأصداء حقيقة أن العالم والمنطقة أيضأ متعطشة لنموذج فعال وقصة نجاح في هذه المنطقة الحافلة بالفشل والانتكاسات ،وذلك لان الاستقرار وعدم الفاعلية والامان قد أصبحت داء وبيلأ وطويل الامد لهذ المنطقة ،ما يبين أهمية ظهور مساحة ساطعة في هذا الجو المظلم ،إن ما جعل من أقليم كوردستان محط الاهتمام هو أن يكون له أداء متميزة في محاربة الارهابيين ومواجهة أكبر وأعظم قوة أرهابية وأكثر ها وحشية ما جعله موضع أعجاب العالم أي أن أقليم كوردستان يتمكن ليس من تأمين وحماية أستقرار الداخلي فحسب بل هو مؤهل بالفعل بأن يكون سببأ لتقدم وأستقرار المنطقة وفي ذات الوقت ،وفضلا عن الصعوبات المالية والحصار الذي فرضته الحكومة العراقية علية فأن حكومة أقليم كوردستان قد قامت بأداء واجباتها الانسانية وأيواء مئات الاف من اللاجئين والنازحين وامنت لهم الاستقرار والامان ،وتمكنت أيضأ من أن تكون ناجحة في علاقاتها الخارجية مع دول المنطقة والعالم هذه كلها كانت الباحث لأن يكون لاقليم كوردستان دوره وفاعليته في المنطقة وفي مسألة اعادة صياغة هذدسة المنطقة وخريطتها ،هذا في الواقع هو شئ حتمي ولن يعود الوضع الى ماكان عليه مرة أخرى بل يكون الكورد لاعبأ له وزنه ،وقد أدركت الدول الكبرى والمجاورة ذلك أيضأ ،فعلى سبيل المثال يكاد يتكون في الاوساط البحثية الامريكية أجماع حول أن تعطيل وعرقلة عملية بناء دولة في كوردستان العراق لم يعد من مصلحة المنطقة والعالم بعد الان بل أنه يخدم أستقرار المنطقة وأمانها ويطور المصالح الامريكية أيضأ ويرون بأنه لايمكن إلا أن يكونوا أنعكاسأ لهذا الواقع الجديد ،كما أن الدول المجاورة المهمة مثل السعودية وتركيا ،تستقبل الرئيس البارزاني بمراسيم لائقة لانها ترد بأنه مفتاح جزء من حل قضايا المنطقة واعادة تنظيمها وصياغة مستقبلها بحيث أن فتح أبواب وأفاق التنمية والاستقرار فيها يكون في يدي أقليم كوردستان، كما أن رفض هذه الحقيقة أو أهمالها سيكون فقط مبعث أطالة أمد المعاناة والمأسي والنكسات في هذه المنطقة ....