• Monday, 23 December 2024
logo

من نحن بدون علم كوردستان و البيشمركه؟العَلَم دليل على سيادة الأنتماء و الوحدة القومية

من نحن بدون علم كوردستان و البيشمركه؟العَلَم دليل على سيادة الأنتماء و الوحدة القومية
ترجمة/ بهاءالدين جلال

البروفيسور اسماعيل بيشكجي قضى جل حياته في السجون و المعتقلات دفاعاً عن حقوق الشعب الكوردي، و في لقاء خاص اجرته معه كولان في 14 تموز من عام 2014 حول تهيئة الأجواء لعقد المؤتمر القومي الكوردي، حيث سألته المجلة: ماهي العوامل التي يجب انْ تتفق عليها كل الأطراف و القوى السياسية الكوردستانية من اجل انجاح المؤتمر القومي؟ اجاب بيشكجي: ( نجاح المؤتمر يتوقف على اتفاق الأطراف الكوردية اولاً على بعض المبادىء و اهمها هو ( عَلم كوردستان) حيث يتم الآن رفعه في كوردستان الجنوبية ، هذا العلم الذي اعلنته جمعية( خويبون) في عام 1937، و تم رفعه ايضاَ في عام 1946 بعد اعلان جمهورية كوردستان في مهاباد، ولكن نرى ان ( بيدة و ب ك ك) يرفضانه بججة انه لايعبّر عنهما، لذا من الضروري ان يتم قبل كل شىء حل مسالة العَلم، لأنه بدون حلها المؤتمر لايعني شيئاَ، اجابة بيشكجي دليل على ان العلم الذي رفعه القاضي محمد لدى اعلان جمهورية كوردستان في ساحة (جوارجرا) بمهاباد في 17 كانون الأول من 1945 و صادق عليه برلمان كوردستان في 16 ايلول 2004 قد تم بموجبه تسمية يوم 17 من كانون الأول من كل عام(يوم العَلم الكوردستاني) ، ان هذا العلم لايقتصر على جزء معين من كوردستان بل انه رمز لعموم كوردستان و لكل مواطن كوردي يعيش داخل كوردستان أو في أية بقعة من العالم، السؤال الرئيس هنا هو: هل ان لدى اعداء و خصوم الشعب الكوردي الرأي ذاته الذي اشار اليه الصديق الكوردي اسماعيل بيشكجي؟ وللأجابة عن هذا السؤال نقول: نعم. ان مايكل روبن وهو احد الأشخاص الذي يعمل في المراكز الأمريكية كعميل للجنرالات الأتراك و يتخوف كثيرا من اقليم كوردستان و رئيسه مسعود بارزاني، كتب في احدى مقالاته عام 2007 بعنوان( تحقيق احلام و اوهام الكورد Enabling Kurdish Illusions) يشير بكل صراحة الى ( ان العَلم الذي قرر مسعود بارزاني رفعه في اقليم كوردستان هو العلم ذاته الذي رفع في جمهورية كوردستان في مهاباد عام 1945، وان الخرائط التي طبعت في اربيل و تباع في الأقليم تؤكد ربط البحر الأبيض المتوسط بالخليج)، ان الأشارة الى هذين التصريحين هو التوصل الى هذه النتيجة وهي ان كلاَ من الأصدقاء و الأعداء لهم التعريف و المدلول المشترك حول علَم كوردستان و هو تأكيد واضح على هوية الشعب الكوردي و كوردستانيته، ان هذا العلم هو دليل قاطع على التأريخ النضالي و المقاومة السخية و التضحيات الجسام لمئات الآلاف من ابناء كوردستان باختلاف الأديان و القوميات، و هو اكبر من انْ يُنظر اليه من منظار النظرة الحزبية الضيقة أو من مصالح الدول المحتلة لكوردستان، ولكن كما يشير اليه بيشكجي بكل صراحة فأن( بيدة و ب ك ك ) عندما يرفضان هذا العلم بذريعة انه لا يمثلهما أو لا يعبّر عنهما انها لمسالة غريبة! السؤال المهم هنا هو: منْ انتم حتى تعلنون انه لا يعبّر عنكم؟ ومنْ انتم عندما ترفضون رفع علم كوردستان؟ ان التساؤلات هذه تحتاج الى الأجابة عنها من منطلق الفكر القومي الكوردي و الوطني الكوردستاني، والتأكيد على ان مسألة العلم الكوردستاني لايمكن المساومة عليها أو التحدث عنها في الأجتماعات و اللقاءات الحزبية، انها مسألة اكبر من انْ يأتي حزب سياسي و يتلاعب بالتاريخ و الرموز القومية، يقول صاموئيل هنتنكتن بكل صراحة في كتابه( من نحن؟) ان عظمة كارثة 11 سيبتيمبر من عام 2001 جعلت الأمريكيين يعودون الى رشدهم و يسألون: لماذا ابتعدنا عن العَلم؟ وفي الوقت ذاته و كما اشار اليه هنتنكتن فإن النجمات و الخرائط الموجودة على العلم اتخذت قدسية بمستوى الديانات لدى الأميركان، وهذا يعني ان هذا العلم قد انهى حقبة طويلة من التقسيم و العداء داخل البيت الأميركي، لأن الأميركان تحولوا تحت هذا العلم و لغاية كارثة سيبتيمبر عام 2001 و لأكثر من 150 عاماً الى الدولة التي قادت العالم ، ان هذه الرسالة لهنتنكتن حول رد الأرهاب و اعادة الأستقرار و الأمن لأمريكا، قد تضمنت ايضاً ان الأميركان يستطيعون عبر توحيد صفوفهم حول العلم و نبذ خلافاتهم التصدي للأرهابيين و ان هذه المهمة تقع على عاتق كل فرد امريكي، وهذا الأمر جعل امريكا تفكر بعد احداث 11 سيبتيمبر في تشكيل وزارة بعنوان( وزارة الأمن الداخلي) ، ولو قمنا بتقييم رسالة هنتنكتن هذه نستطيع القول ان مايقصده بيشكجي هو التأكيد على ضرورة توحيد الكورد لصفوفه في الأجزاء كوردستان الأربعة، وهذا هو ذات التأكيد بشأن نجاح المؤتمر القومي الكوردي المشار اليه اعلاه، ولكن للأسف عندما كان الكورد في غرب كوردستان يستعدون للأحتفال بيوم العلم و يرفعونه في سماء بلادهم نرى كيف ان الأجهزة الأمنية لـ ( بيدة) تتصدى لهم و تمنعهم من ذلك. ان هذا التصرف لأجهزة بيدة الأمنية يصفه بيشكجي بقوله( ان بيدة و ب ك ك يرفضان هذا العَلم) ، كما ان اقتحام البيوت و الشوارع بهدف منع العلم لايدخل في اطار التصرف غير المقبول فحسب بل يتعدى ذلك الى وجود فكرة غريبة وراء هذا التصرف المشين و الذي سوف يؤثر سلباً على الفكر القومي الكوردي و يهدد وحدة صف شعبنا و وحدة القوى و الأطراف السياسية.
ان هذا التفكير المسموم ل(ب ك ك و بيدة) هو التغافل عن الواقع الذي اصتنعه الرأي العام العالمي عن الكورد، انهم لايعلمون ماذا يعني الفرق بين الرأي العام و السياسة الحكومية و ادارة الحكم في الدول الديمقراطية و العالم الحر، لذا فأنهم لاينتمون اصلاً الى فكرة استقلال الكورد و لا يؤيدونها فيما تدعم معظم الدول الأوروبية و العالمية و الناتو مسألة استقلال دولة كوردستان، وعندما تنشر وسائل الأعلام الغربية خبراً عن كوردستان فإنها تنشر صورة للبيشمركة و علم كوردستان، وحول هذا الموضوع انتقد المفكر و الفيلسوف الفرنسي الكبير ريجس دوبريه لدى مقابلة اجرتها معه كولان في شهر تشرين الأول من عام 2014 الحكومة الفرنسية ويوجهها بعدم مساعدة البيشمركة عبر الطائرات وانما تسليم كوردستان الطائرات و القيام بتدريب البيشمركة على الطيران من اجل الدفاع عن انفسهم بأنفسهم، هذا التوجيه لدوبريه يعني انشاء دولة كوردستان وليس بقاء اقليم كوردستان ضمن اطار العراق.
اذاَ هذا الأمر يوضح لنا انّ الرأي العام في العالم الحر و الديمقراطي هو بداية لتغيير الأمور من الجذور، كما يشير اليه معظم رؤوساء الدول و وزراء الدفاع و الخارجية بكل صراحة الى انه لم يبق هناك فعلاَ أي أمر واقع حول وجود منطقة بأسم الشرق الأوسط حتى يتم الدفاع عنه، ولهذا السبب فإن اوضاع الشرق الأوسط تتركز في كلمتين فقط و هما( الفوضى و مواجهة الفوضى).
وعندما يجري الحديث بشأن كل التغييرات الكبيرة الحاصلة على صعيد المنطقة نرى ان ارهابيي داعش يعدون اكبر هجمة شرسة ضد خنادق البيشمركة في يوم العلم الكوردستاني، و في المقابل هناك قوة تحت المسمى الكوردي في احد اجزاء كوردستان تقوم بتنزيل العلم الكوردستاني تحت تهديد السلاح و تعتقل منْ يرفعه، وهذا هو تعبير عن التصرف اللامسؤول و المقزز و المحاولة لشق صفوف الشعب الكوردي، وعلى هؤلاء الأجابة عن هذا التصرف و يعلنون لماذا يكنون العداء الى البيشمركة و علم كوردستان و يوضحون لنا منْ هم هؤلاء؟
المسألة الأخرى و المهمة التي يستوجب انْ تتفق عليها عموم القوى و الأطراف الكوردستانية هي الأتفاق العسكري و اسم البيشمركة، ان البيشمركة هو توأم العلم الكوردستاني انهما ثمرة النضال التحرري لشعب كوردستان و توأمان في التضحية و انهما لايقترنان بأي حزب أو حركة بل انهما ملك للشعب الكوردستاني. ان البيشمركة منذ ان وجد كان رمزاَ للتضحية و الدفاع عن المبادىء و الحقوق القومية و الوطنية ان اسم البيشمركة لايمكن مقارنته بما يسمى مجاميع مسلحة صغيرة أو الفدائيين الفلسطينيين أو ( كريلا)، الفرق بينه و بين تلك المسميات يعود الى انّ البيشمركة كان منذ البداية و عبر تأريخ النضال القومي و الوطني يعبّر عن آمال و تطلعات الشعب دون تمييز، وانه لم يتلطخ اسمه بالأرهاب و الأعتداء و الغدر، انّ ما يميّز اسم البيشمركة و هو مبعث فخر ان هذه الكلمة قد دخل قواميس اللغات العالمية دون ترجمته أي عندما يتحدث اي مسؤول غربي أو اجنبي أو حتى وسائل الأعلام فأن الكل تتلفظ الأسم كما هو ( بيشمركة). وان ما يقوم به البيشمركة الآن في الدفاع عن الوطن و يحارب داعش بدلاَ من العالم و بأعتراف الجميع هو ايضاَ مفخرة تأريخية كبيرة لشعبنا.
و مع كل ذلك فإنه من المؤسف انْ نجد بيدة و ب ك ك يبحثان عن تسميات اخرى لأستخدامه بدلاَ من اسم البيشمركة و الذي اخذ العالم ينادي به، هذه الحالة تذكرنا بنهائيات ستينيات القرن الماضي عندما اصبح اسم( بارزاني) رمزاً و هوية للشعب الكوردي، ولكن كانت مجموعة على الصعيد الداخلي تكن العداء له و لأسمه المعروف، وعندما تغادر كوردستان و تسافر الى الدول كانوا يسألونهم من انتم؟ تضطر للأجابة بأنهم شعبُ البارزاني هو قائدهم، و كما هو الحال بالنسبة الى بيدة و ب ك ك فأينما يكونوا يجب عليهم الأجابة عن هذا السؤال: من هم (كريلا و شرفانان) عليهم الأعتراف بأسم البيشمركة. واخيراَ علينا ان نعلم بأن علم كوردستان و البيشمركة هما رمزان كبيران ولايمكن تجاهلهما ابداَ لأننا لايمكن الأستمرار في النضال و تحقيق اهدافنا القومية من دون البيشمركة و علم كوردستان.

Top