• Saturday, 29 June 2024
logo

أستقبال الملك سلمان الحافل للرئيس البارزاني قد جعل أقليم كوردستان نظرأ للسعودية

أستقبال الملك سلمان الحافل للرئيس البارزاني قد جعل أقليم كوردستان نظرأ للسعودية
هذه هي المرة الاولى التي يستقبل فيها الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ أن تولى الحكم في المملكة العربية السعودية ،أحد زعماء دول العالم الاسلامي بمثل هذا المستوى الرفيع والاستقبال الحافل الذي أستقبل به الرئيس البارزاني.ونوهت وسائل الاعلام السعودية وكذلك تلك الصادرة في لندن الى هذا الاستقبال الرائع ،بانه العاهل السعودي الملك سلمان قد أستقبل الرئيس البارزاني أستقبال رئيس لدولة مستقلة وهي مسألة صحيحة إلا أنه من الواجب أن ننوه الى حقيقة أن الملك سلمان الذي لم يمر حتى الان أكثر من (11) شهرأ على توليه الحكم ،قد أصدر خلال هذه الفترة عدة قرارات مهمة وشجاعة وبرهن للعالم أجمع أن بأمكان العربية السعودية أن تتزعم ،وبشكل عملي ،العالمين العربي والاسلامي والذي يعتبره العالمان أهلا له ،وقد شهدنا بالفعل أن جلالته قد أستقبل خلال السنة الماضية العديد من رؤساء الدول العربية والاسلامية والغربية من منصبه الرفيع هذا ،إلا أنه لم يبد في أي منها مثل هذا الترحيب الحار والمنقطع النظر الذي قابل به الرئيس البارزاني ...
لقد مر على الملك سلمان البالغ 80 عامأ من العمر زهاء (60) سنة وهو يتولى أمور الدولة في المملكة العربية السعودية وفضلأ عن كونه وليأ للعهد خلال الاعوام 2012 ـ 2015 فقد تولى العديد من المناصب الحساسة وكان مستشارأ خاصأ لا سلافه من الملوك والامين على أسرار الاسرة المالكة ورئيسأ لمجلس الاسرة لذلك عندما أستقبل الملك سلمان وبرفقة وحضور عموم الشخصيات المعروفة من الاسرة السعودية المالكة الرئيس البارزاني ولا يضع العلم العراقي خلف رأس البارزاني في مراسيم الاستقبال فأن ذلك يعني في العرف السياسي للعربية السعودية أية دولة بأسم العراق على غرار ما يحدث فيه بالنسبة لسوريا ،ما يعني أنه قد أن الاوان ليتم أستقبال دولة جديدة وبالتالي أن من ستراتيجتيها الجديدة تأسيس دولة مستقلة للعرب السنة في العراق وسوريا وأستقبال دولة كوردستان المستقلة نظرأ لتلك الدولة السنية .
*التحول في ستراتيجية العربية السعودية بعد تولى الملك سلمان السلطة فيها :
تولى الملك سلمان بن عبدالعزيز يوم 23 كانون ثاني 2015 وبصورة رسمية ،مقاليد السلطة في بلادة خلفأ للراحل الملك عبدالله وتمكن خلال (60( يومأ فقط من انشاء تحالف عربي لضرب الحوثيين في اليمن وسماه حلف (عاصفة الحزم )وضم (10) دول وهي (العربية السعودية ،والامارات العربية والكويت وقطر والبحرين والاردن ومصر والسودان والمغرب وباكستان )بل وأكثر من ذلك أن الدول التي تعتبر نفسها سنية ضمن العالم الاسلامي قد عبرت عن مساندتها الكاملة للسعودية (أي الدول غير المنظمة للتحالف ) ومنها تركيا وأندنوسيا فضلأ عن الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ايضأ إن القرار الشجاع الذي أتخذه الملك سلمان قبل (8)أشهر لضرب الحوثيين في اليمن و وضع حد للمد الشيعي في المنطقة ،لم يكن مجرد موضع أعجاب معظم رؤساء العالم فحسب ،بل كان موضع أعجاب غير متوقع على مستوى تلك الاوساط الفكرية والبحثية في سياسة الشرق الاوسط أيضأ .حتى أن البروفيسور روبرت ساتلوف ،رئيس برامج الدراسات السياسية للشرق الاوسط في معهد واشنطن قد أعلن في ندوة خصصت لاوضاع الشرق الاوسط وحضرها جيمس جيفري السفير الامريكي السابق في العراق ودينيس روز السفير الامريكي السابق في أسرائيل ،وبكل صراحة ،لقد كان قرار الملك سلمان موضع أعجابنا وذهولنا وذلك لان كل التوقعات كانت تسير نحو :إذاما تم تشكيل تحالف أسلامي للحرب فأنه سوف يتم تشكيله للحرب ضد أسرائيل وليس لوضع حد للمد الشيعي في المنطقة ،أي أن تصور روبرت ساتلوف هذا يبين أنه قد أستجد تحول كبير في قراءة الملك سلمان بصدد تهديدات المنطقة ومستقبلها والدول العربية والاسلامية عمومأ ورغم أن بدايات هذا التحول قد ظهرت إبان حكم الملك سلمان ،إلا أن ذلك التحول قد بان وظهر بكل وضوح بمجيئه وتتم قراءة النقاط الاتية من هذا التحول :
1ـ لقد كانت تهديدات المد الشيعي في اليمن والخليج وكذلك في العراق وسوريا ولبنان والاردن قد وصلت حدأ كان العديد من السياسيين الايرانيين يصرحون علنأ ،قبل قرار الملك سلمان :لن يكون للعربية السعودية أي دور في المنطقة بعد الان ،وهي دولة سائدة نحو الاضمحلال ،وكانت رسائل ايران هذه الى السعودية أشارات الى تحول وتغيير الهلال الشيعي الى الدائرة الشيعية المحيطة بالسعودية ،وعليها في هذه الحالة أن تستسلم ولا تدعي بعدالان زعامة العالم الاسلامي السني ،إلا أن السعودية قد أستعادت بتشكيل هذا التحالف وبالمساندة االكاملة من الغرب وعموم الدول الاسلامية السنية ،ليس موقعها السابق فحسب ،بل وبينت أن الدول الاسلامية السنية قاطبة وتقبل بالزعامة السعودية لها ،كما أن مساندة الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة لهذه الخطوة كانت وجها أخر لمنح الشرعية الدولية لتلك الزعامة .
2ـ كما أن قرار الملك سلمان هذا قد ميز بين ظاهرتين وأظهر للعالم أنهما بصدد العربية السعودية كمجتمع والثانية كدولة وسلطة ...أي أنه صحيح أن العربية السعودية كمجتمع تعيش بيئة من الفكر الوهابي الاسلامي والوهابية في الواقع هي مصدر التطرف الاسلامي ،غير أن تلك البيئة محصورة فقط في المساجد والتي هي في الحقيقة بعيدة عن صنع القرارات السياسية في البلاد ،عليه فأن السعودية ،كدولة وحكم ،لها مجموعة من القيم المشتركة مع الدول المعاصرة الغربية أيضا ،كما أن التحديات والتهديدات التي تواجه الدول المذكورة هي ذاتها التي تواجه السعودية كدولة ...وبذلك فقد أعاد الملك سلمان للسعودية مكانتها داخل المجتمع الدولي .
3ـ رغم كون الموقف السعودي أزاء أنتفاضات الدول العربية في عام 2011 واضحأ والضد من تزايد المد الاسلامي السياسي والاخوان المسلمين على غرار معاداتهاللقاعدة و داعش أيضأ ،إلا أن مجي الملك سلمان قد نجم عن نتائج أيجابية بصدد مساعي محو أثار حكم الاخوان في مصر والتي تمكنت اجراء الانتخابات العامة السير نحو التهدئه ...كما أن سياسة الملك أزاء العرب السنة في العراق وسوريا تنعكس في ذات الاطار إذ أن السعودية لم تخف معاداتها لجميع التيارات الاسلامية التي تساندها دول أخرى ،فيما تقوم هي بدعم العرب السنه الذين يسعون لانشاء دولة مستقلة لهم ،وأدارتها كدولة معاصرة وليس دولة على غرار الاخوان أو داعش .
4ـ إن ما يظهر من هذا التحول الستراتيجي السعودي على يدي الملك سلمان هو أنه لم يبق لسوريا والعراق أي وجود كدولتين بل أنهما قد فقدنا الصفات التي تؤهلهما لضمان تعايش مكوناتهما في البلاد والأسوء ما أنتجته سياسات بشار الاسد الحالية في سوريا ونوري المالكي السابقة في العراق فقد أصبحنا بيئة ملائمة لانتاج المزيد من التطرف والعنف المذهبي والقومي ..والاسوء من ذلك أيضأ هو السياسة المذهبية الشيعية التي جمعت المثلث القائم في جنوب لبنان ودمشق وبغداد وبدعم من طهران .ولم يترك أي مجال ليتمكن الشيعة والسنة من التعايش معأ ثانية ،كما أن مسلحي (حزب الله اللبناني ) و(عصائب أهل الحق ) التي كان نوري المالكي يشرف عليها سابقأ في سوريا يقولون علنأ :نحن نحارب من أجل الدفاع عن الشيعة ،كما أن ما يسمى اليوم في العراق الحشد الشعبي هو جزء مهم من ميليشيات عصائب أهل الحق وقادة حزب الله والمستشارين الايرانيين وهي مسألة دفعت بالعرب السنة في العراق وسوريا ليختاروا أرهابيي داعش دون الحشد الشعبي والميليشيات الشيعية وهي حالة قد أوصلت أجواء العداء بين الشيعة والسنة حدأ لا يمكن معه التفكير حتى في اعادة المزج بين المكونين ما يحتم أتخاذ خطوات حاسمة وجدية لهذه المسالة ومساندة أولئك العرب السنة الذين لا يشكلون جزءأ من أرهابيي داعش ،ويمكن ،كما أشار اليه ديفيد كامرون رئيس وزراء بريطانيا ،مساندة الجيش السوري الحر الذي يبلغ تعداده زهاء (70) ألف شخص وهم ليسوا من الدواعش وفي العراق عم القبائل العربية التي شكلت مجالس الصحوة في عام 2007 وتمكنت من أجبار منظمة القاعدة الارهابية فرع العراق على التقهفز هنا لوقمنا بقراءة الموقف السعودي أزاء الجبهة المعادية لداعش ،لوجدنا أن السعودية تسعى لان يكون دورها اللائق بها في ذلك أيضأ وألا يكون من يختلف داعش خلافة تلك التيارات الاسلامية التي تعود بأصولها الى الاخوان المسلمين أومن مغرزات وفروع الاخوان كما أن السعودية تدرك جيدأ أن تحرير شنكال بأشراف مباشر من الرئيس البارزاني وبتعاون جيد بين قوات بيشمه ركة كوردستان على الارض والتحالف الدولي جوأ قد نقل المعركة الى مرحلة جديدة ..سيما بعد الفكسة التي أصابت داعش في شنكال حيث هاجم التنظيم فرنسا وفشلت محاولات أرهابية أخرى له في بعض الدول الاوربية ،فقد توصل العالم أجمع والدول الاوربية والولايات المتحدة الى قناعة بأنه ليست هناك أية طريقة غير دحر داعش وفي ذلك نجد أن الغرب عموما منشغل اليوم بصياغة ستراتيجية عسكرية جديدة لدحر داعش في العراق وسوريا ولأن لكل طرف من الجهات الاقليمية المشاركة في هذه الحرب ملفه الخاص وبرامجه و وجهة نظره المختلفة لمابعد تدمير التنظيم الارهابي ،وبالمقابل نجد أن لدول الاتحاد الاوربي وأمريكا ملفاتها وبرامجها الخاصة بذلك ،ما يدفع السعودية التي هي جزء من تلك الستراتيجية الجديدة لتدمير داعش لتعزيز الجبهة التي تتطلع لتحل دولة عصرية محل تلك الدولة الوحشية فيما بعد.
*دولة البارزاني ضمن الستراتيجية الجديدة الاوربية والامريكية :الواقع أن جميع دول الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة عاكفة الان على تأمين أجماع حول أن الطريق الوحيد للتخلص من داعش هو دحر وأسقاط (دولة الخلافة الاسلامية) وفي ذلك ورغم أنها قد قررت أرسال قوات عسكرية خاصة محدودة على الارض الى المنطقة ،الا أن الخط الرئيس لهذه الستراتيجية الجديدة هو مساندة ودعم أكبر للقوات العملية في المنطقة بغية ضمان دحر داعش على الارض ،وبصدد هذه المسألة فأن ريتشارد هاتس رئيس معهد مجلس العلاقات الخارجية ورئيس هيئة التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الامريكية في أدارة الرئيس كلينتن يؤكد على أن قوات بيشمه ركة كوردستان هي القوة الوحيدة المؤهلة للتحالف معها والاعتماد عليها وطرح هيس مواقع القوات الاخرى في المنطقة كافة وأشار منها الى مصر والعربية السعودية إلا أنه ليس بأمكان أي منها ولمختلف الاسباب ،أن تكون الحليف الذي تمكن الاعتماد عليه والسؤال الرئيس هنا هو بأمكان قوات البيشمه ركة والسؤال الرئيس هنا هو :ترى هل بأمكان قوات البيشمه ركة هزم ودحر أرهابيي داعش على جبهتي العراق وسوريا ؟أو تتمكن من تحرير المناطق دون التسبب في قيام أية أشكالية أو حساسية بين الكورد والعرب السنة والشيعة ؟وبصدد ذلك نشر البروفيسور ستيفن بيدل مستشار الجنرال بتريوس في العراق وأفغانستان وصاحب وجهة نظر (ضرورة زيادة القوات العسكرية في العراق)عام 2007 في أطار عملية الزيادة السريعة للقوة العسكرية (surge )موضوعا حول دحر داعش وفهم معنى وحقيقة الانتصار في حرب داعش مؤخرأ وأكد فيه ضرورة أن تختلف حرب داعش عن حرب أسقاط نظام طالبان في أفغانستان ونظام صدام في العراق وذلك لان الرئيس جوج دبليو بوش تمكن من الانتصار في حرب العراق وأفغانستان دولتين عصريتين منتصرتين واليوم :إذا ماكان الهدف الوحيد في الستراتيجية العسكرية الجديدة أسقاط دولة الخلافة الاسلامية لداعش ،فأن المستشار الستراتيجي والعسكري ستيفن بيدل يقول بمقدورنا أسقاط تلك الدولة والسيطرة على عاصمتها (الرقة )بقوات عسكرية لايتجاوز قوامها (27) ألف جندي ،إلا أنه يجب ألا تكون المسألة الرئيسة فيها مجرد أسقاط داعش أو تدميره بل أن تكون كيفية اعادة تطبيع الوضع بعد ذلك بحيث تتمكن مختلف المكونات من التعايش معا أو كيفية تصحيح العملية السياسية في العراق وسوريا والمباشرة بعملية إعادة بناء الدولة والتنمية .أي أن الستراتيجية العسكرية الجديدة لهزم داعش في البلدين ،رغم كونها محصورة في عدم وجود طريقة أخرى غير القضاء على أرهابيي التنظيم ،هي مختلفة تمامأ عن السياسة التي أعلنها باراك أوباما في سبتمبر 2014 وكان هدفها دحر وأجتثاث داعش هدفها دحر وأجتثاث داعش
(degraded and destroyed) إلا أن الاختلاف الرئيس كان في جوهر صياغة الستراتيجية ألا أن الاهم فيها هو عدم أختصار تلك الحرب فقط في أسقاط الخلافة الاسلامية لداعش ....هنا فقط شخص البروفيسور باراك ميندلسن في مقال له بعنوان التقسم والنصر في العراق وسوريا (pivide and conguer in Syria and lraq ) نشرته مجلة فورن أفيرز يوم 29/11 /2015 وبكل صراحة النقطة الجوهرية التي يجب على الولايات المتحدة والتحالف الدولي مراعاتها في الحرب ضد داعش هي أنه لم يعد للعراق وسوريا وجودهما كدولة كما في السابق ،بل وأنتهتا ضمن جغرافيتهما وبالتالي يجب أنشاء دولة أخرى للعرب السنه في سوريا والعراق وبالتالي ألا يتعرض بعد ألان العرب السنه للاخطار في سوريا على أيدي الاقلية الشيعية ولا في العراق أيضا وبالنسبة لدولة كوردستان ،يبدو أن البروفيسور ميندلسن قد راعى أن تاسيس الدولة العربية السنية يعني الانفصال التام لاقليم كوردستان عن بغداد ،وتحل دولة جديدة بين كوردستان وبين العراق الشيعي لذلك فقد تحدث ميندلسن عن مسألة تأسيس دولة كوردستان كدولة أمر واقع في كتابته تلك وأكد أكثر على أنشاء دولة للعرب السنة ،وبذات الاتجاه نشر السفير جون بولتن من مركز (أمريكان أنتربرايس )مقالا في الاسبوع الماضي وأكد فيه (أن انشاء دولة كوردستان إنما يخدم مصالح الولايات المتحدة ما يعني أهمية التفكير من الان فصاعدأ في انشاء دولة للعرب السنة )...هنا لو أمعنا النظر في (دولة البارزاني )حبث أصبح أسم مسعود بارزاني صراحة في الادبيات السياسية الراهنة في العالم بديلأ أو رديفأ لاسم كوردستان لذلك فأن أهمية دولة البارزاني في الستراتيجية الجديدة لحرب داعش لاتكمن فقط في أنتصارات البيشمه ركة في جبهات القتال على هؤلاء الارهابيين ،بل أنها البيئة السياسية لدولة البارزاني التي وفرت الى جانب تلك الانتصارات الامن والاستقرار على المستوى المحلي الكوردستاني كما أن دولة البارزاني للامر الواقع ذاتها قد أصبحت سببأ لسيادة السلام والامن الاقليمي والدولي ،ما يعني أن موقع دولة كوردستان الان كدولة أو واقع ومستقبلا كدولة فاعلة في المنطقة بعد هزم ودحر داعش ،موقع متعدد الجوانب وينظر التحالف الدولي اليها من عدة عوامل أو توجهات ويتكون منها جميعا توجه معين وكيف أن دولة كوردستان قد تكونت فقط بتعاون سوقي وعسكري من لدن الحلفاء وقيادة فذة من الرئيس البارزاني ،فأنه يجب أن تبذل المساعي ،وبذات المسلك من التحالف وقيادة البارزاني لانشاء دولة مستقلة للعرب السنة في العراق وسوريا ..ولكن هل تتم أدارة أية دولة أخرى تنشأ في المنطقة كما هي ادارة دولة البارزاني وتكون مصدرأ للامن والوئام داخل تلك الدولة وهل تصبح تلك الدولة عاملا لضمان السلام والوئام الاقليمي والدولي ؟أم تختلف في معطياتها الاقليمية ؟وكما يقول فوكويامي :كما الاختلاف بين الدانمارك والصومال ؟وبصدد رد المجتمع الدولي ،وكما يقول أصحاب الفكر والتجربة ويشيرون الى أنه (أين كانت أخطاؤنا في عملية بناء الدولة في العراق وأفغانستان )أو يتساءلون هل يمكن أن يتم بناء الدولة الناجحة أو الديمقراطية في أطار خريطة سايكس بيكو ؟وقد دفع البحث عن ردود لمثل هذه الاسئلة وأنتصارات ونجاح أقليم كوردستان في ظل التوجيه اللوجستي للرئيس مسعود بارزاني ،هولاء الخبراء أن يقفوا على حقيقة السلبيات والنواقص التي سادت عملية بناء الدولة في العراق وأفغانستان عامي 2001ـ 2003 وتوصلوا الى نقطتين رئيستين وهما:
1ـ تتكون الدولة الناجحة عادة في بيئة يكون لثقافة التسامح والتعايش فيها وجودها ،ويكون لها رئيس يحمي تلك الثقافة وتكون التعددية الدينية والقومية والمكونات المختلفة في تل الدولة قوة لحمايتها ،وكما أضحت التعددية الدينية والقومية والتعايش في أقليم كوردستان قوة لحماية دولة كوردستان للامر الواقع .
2ـ وأن يكون لهذه الدولة جيشها الذي يشعر بأنتمائه الوطني اليها ويعتبرهاملكأله ،وأن يكون لذلك الجيش قائد هو جندي وقائد في أن واحدو يرابط مع جيشه في جبهات الحرب ،وكما كان الرئيس مسعود بارزاني ،على مدى حرب داعش ، بيشمه ركة له حضوره في عموم الجبهات .
ـ وبعد تكلما النقطتين المهمتين اللتين تعدان العماد الرئيس للدولة المعاصرة ، فأن النقطة الاخرى هنا هي أن تكون دولة تتمكن من اجتثاث الارهاب من البيئة السياسية للبلاد .بعدها يبدأ دور المجتمع الدولي الذي يتوجب عليه مساندة هذه الدولة بكل السبل لكي تتمكن من الاستمرار ومواجهة الارهاب بصورة مستمرة وأجتثاثه من جذوره .و وفق ذلك فأن دول الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة توشك الان أن تتوصل الى أجماع وهي الان بأنتظار أنبثاق نماذج لدولة كوردستان للامر الواقع في المنطقة ذاتيا ،وهي توجهات تلتقى أكثر مع وجهة النظر السعودية أكثر من الايرانية والتركية ،لذلك فقد لمسنا ،مع الزيارة الاخيرة للرئيس البارزاني الى السعودية والترحاب الحاروالمتميز به من لدن الملك سلمان ،ردود فعل غير منصفة من قبل بعض الاوساط الاعلامية وهي في الحقيقة نوع من التعبير عن الامتعاضه الذي يشعرون به من جراء تسامي موقع كوردستان وألتقاء خطوات الاقليم مع توجهات الاتحاد الاوربي وأمريكا ...إلا أن الوقائع قد برهنت لنا وشخصت التوجهات المستقبلية لعموم دوله الاتحاد الاوربي ومنها المانيا وفرنسا وبريطانيا وأعلنت أنها سوف تساند الاقليم من الان فصاعدأ وأكثر من ذي قبل وتدخل حرب داعش بزخم أكبر .
*أنعكاس أنتصارات ونجاحات مجلس أمن أقليم كوردستان ضمن الخريطة الجديدة للستراتيجية العسكرية ضد داعش
بعد الجلسة الاخيرة للجنة الخدمات العسكرية للكونكريس الامريكي للاستماع الى وزير الدفاع أشتون كارتر ورئيس الاركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفور ،حيث كشف كارتر عن أستعدادات وزارته لارسال قوات خاصة برية الى العراق وسوريا ،إلا أن أرسالها ،وكما قدم أوباما أيضا حاته بشانه ،وذلك بعد عودته من قمة باريس ،بأن أرسال تلك القوات لن يكون على غرار أرسال القوات الى العراق في عام 2003 لاسقاط نظام صدام أو الى أفغانستان في عام 2001 لاسقاط نظام طالبان ..أي أن الاسلوب هذه المرة سيكون مختلفأ وبأعداد أقل من الرجال ،وأبلغ أشتون كارتر الكونكريس بأنه :ستكون لهذه القوات مهمات خاصة وبالتعاون مع القوات العحلية الموجودة في المنطقة وتتمع بقدرات مداهمة بأسلوب الانزال من الجو للسيطرة على مقر ما وتحرير الرهائن الموجودين لدى أرهابيي داعش والمهددين بالذبح .هنا نتساءل :وكيف تتكمن ادارة الرئيس أوباما التي فشلت ثلاث مرات (الاحتلال في العراق ،التدخل في ليبيا .والتفرج في سوريا )من أتخاذ قرار بارسال قوات برية خاصة ويكون متأكدأ من نتائجها وأنتصارها ؟ولدينا هنا تنويهات من الاوساط الفكرية بهذا الصدد ومنها تصدر العدد الاخيرة لمجلة فورن أفيرز لشهري 11و 12 /2015 عنوان (الشرق الاوسط ما بعد الولايات المتحدة ويتضمن موضوعأ ضمنيأ أخر لدانيال بايمن بعنوان (بعد الحرب ضد الارهاب فأن الولايات المتحدة تحتاج الى سياسة واقعية في الشرق الاوسط)هذه كلها أشارات صريحة من تلك الاوساط بأن الولايات المتحدة لا تتمكن الا بصعوبة بالغة من أتخاذ قرار للشرق الاوسط بصورة عامة وللعراق وسوريا بصورة خاصة .سيما إذا ما كان القرار متعلقا بأرسال قوات عسكرية... إن مساعي البحث عن الاسباب التي تقف وراء هذا االقرار إنما تعود الى الانتصار الباهر الذي حققته قوات مكافحة الارهاب التابعة لمجلس أمن أقليم كوردستان والقوات البرية الامريكية الخاصة في قضاء الحويجة الشهر الماضي ،وتمكنت في عملية نوعية للانزال الجوي من تحرير زهاء (70) رهينة من سجون داعش والتي أنتهت بخسائر قليلة جدأ حيث قضى فيها جندي أمريكي واحد فقط ، وسوف تصبح هذه العملية المشتركة ضمن الستراتيجية العسكرية الجديدة ضد داعش عمادأ رئيسأ لتلك الستراتيجية ،وكما أشار اليه أشتون كارتر صراحة ،فأن هذه العملية جزء من العمل المشترك وتبادل المعلومات والقتال المشترك ضد داعش ،وأن ما يزيد أسناد هذا التوجه هو أن مسؤولا عسكريا أمريكيا قد أبلغ وكالة رويتز بأن كل المدلولات تشير الى أنه سوف يتم تثبيت القوة الخاصة المنوي أرسالها الى العراق في أربيل عاصمة أقليم كوردستان ،وبقراءة شاملة لابعاد والستراتيجية العسكرية ضمن التحالف الدولي ضد داعش أوبين كل الاطراف التي تلتقى في معاداة هذا التنظيم الارهابي ،نوعان من التحالف ،أو لهما هو تحالف مؤقت وتكون فقط عبارة عن اسقاط الدولة الاسلامية لداعش ،فيما سيكون التحالف الثاني دائميأ ومستمرأ لاسقاط تلك (الدولة )أولا ومن ثم إعادة تنظيم المنطقة وأستئناف عملية بناء الدولة والوئام والاستقرار فيها ....إن ما يبعث على التفاؤل بالنسبة لاقليم كوردستان هو أنه قد أصبح الان الموقع الرئيس لتدمير داعش ولاعادة تنظيم المنطقة ما بعد القضاء عليه ،ما يبين أن الاطراف التي تلتقى مع توجه الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة كحلفاء دائميين بدأت منذ الان تقترب أكثر من الاقليم وبالعكس أما غيرها من الاطراف التي تشارك في العملية بصورة مؤقته ولمجرد أسقاط داعش والقضاء عليه ولايسرها وجود دول مدنية ومعاصرة ما بعد داعش فأنها سوف تشهر عداءها ضد أقليم كوردستان ورئيسه البارزاني ومسائل التقارب مع التحالف الدائم ..
تنويهات حول الموضوع
1ـ النصر الستراتيجي الامريكي الوحيد على داعش هو ذلك النصر الذي حققتة بالتعاون مع البيشمه ركة ...بقلم باراك ميندلسن والمصدر هو "التقسيم ومجلة الاحتلال في سوريا والعراق ونشرته مجلة(Foreign affair)، الامريكية .ويتخلص في ضرورة أيقاف "تقدم "داعش في بعض ممارساته الارهابية ومنها أسقاط الطائرة المدنية الروسية في أجواء سيناء والهجمات الاخيرة في باريس وتتحدث عن عدم أستعداد الرئيس الامريكي في كل الحالات لارسال قوات برية بغية أسقاط تلك الدولة (الجهادية )وبدل ذلك شن الحرب على أسلوب (الخطوة بخطوة) وتشير عموم تداعيات المنطقة ومنها محنة الكورد وجرائم الابادة الجماعية (الجنيوسايد) ضد الكورد الايزديين وذبح ذلك الصحفي الامريكي ،الا أن (رئيسهم المتردد) قد أضطر لاتباع سياسة دفع القوات العحلية للقتال بالاعتماد على أمكانياتها وبدعم أمريكي ومنها ما حققته وتبين لامريكا أيضا أن قوات بيشمه ركة كوردستان هي الحليف الموثوق به وهي التي وقفت بوجه داعش في مساعيه لاحتلال عاصمتهم أربيل وحررت كوباني في غرب كوردستان أيضأ بالتعاون مع المقاتلين الكورد المدافعين عنها وأخيرأ تحريرها لبلدة شنكال الستراتيجية وقطع الطريق الرئيس لامدادات داعش بين الموصل والرقة ...
2ـ يبدو أن القوات الخاصة الامريكية سوف تستقر في أربيل
المصدر :أسوشيتد بريس ـ عن موقعHuFFington post

*****************************************************
ترجمة :دارا صديق نورجان
Top