بناء الدولة في كوردستان العراق
في ندوة مشتركة لمجلة كولان مع معهد البحوث والتنمية .
ـ أسس بناء الدولة في كوردستان هي أكثر بكثير منها في كل من تيمور الشرقية وجنوب السودان وكوسوفو
*نشرت مجموعة Task Force في شهرأ أكتوبر الماضي تقريرأ بعنوان "بناء الدولة في كوردستان العراق ،وهي المجموعة التي باشرت أعمالها في نيسان من عام 2015 في مركز دراسات حقوق الانسان في جامعة كولومبو وأعدت في دراستها قائمة متعددة الجوانب حول الستراتيجية والتوجهات والنتائج والتوصيات كي تكون خريطة طريق لتقوية وتعزيز التيار الديمقراطي في (كوردستان العراق ) والاهتمام بالتعاون الامني في الحرب ضد داعش وقد أنيطت رئاسة هذه المجموعة بالسفيرة نانسي سودر بيرك والتي كانت قبل ذلك نائب مستشار الامن القومي للرئيس كلينتن كما أنيطت مهمة ادارة مجموعة Task Force بديفيد فيلبس وهو مدير برامج بناء السلام والحقوق في الجامعة المذكورة ومازال يتولى مهمة البحث في الشؤون الكوردية ،والمعلوم أن التقرير يركز في الاساس على عملية بناء الدولة في (كوردستان العراق )الى جانب تطرقه للاقاليم الكوردية الاخرى ،وعرض فيلبس خلال ندوة مشتركة أقيمت أثناء زيارته الاخيرة الى أربيل بين مجلة كولان وبين معهد البحوث والتنمية الكوردستاني ،مختصرا عن التقرير وعبر فيه عن وجهات نظره حول المستجدات الاخيرة في أقليم كوردستان وأوضاع الكورد الراهنة والاحتمالات القائمة بشان مستقبلهم وسبل الانفصال عن العراق ومسيرة أستقلال كوردستان ...هنا ننشر نص حديثه وجملة من الاسئلة التي وجهها اليه الحضور وإجاباته عليها ،وأجرت مجلة (كولان )بهذا الصدد أيضا لقاء خاصأ مع ديفيد فيلبس مرفقأ بتفاصيل التقرير .
*الصديق الوحيد للامريكان حاليأ في سوريا والعراق هم الكورد وحدهم :
تحدث البروفيسور ديفيد فليبس في بداية الندوة عن (3) مجالات ومحاور :
ـ تقرير بناء الدولة في كوردستان العراق
ـ بعض المسائل السياسية التي أستجدت في كوردستان مؤخرأ
ـ مسألة الاستقلال وطريق التقدم.
1ـ تقرير بناء الدولة في كوردستان العراق :بصدد جوهر هذا التقرير قال فليبس :إن ما يتعلق بهذا التقرير هو أن السفيرة نانسي سودير بيرك قد تولت رئاسة مجموعة تسك فورس وكانت قبل ذلك نائب مستشار الامن القومي إبان إدارة كلنتن كما أن المشاركين في اعداد التقريرهم مسؤولون سابقون في الادارة الامريكية وباحثون ونشطاء مطلعون حول تفاصيل الوضع هنا . وكانت غالبيتهم من الولايات المتحدة إلا أنه كان من بينهم شخصيات أوروبية أيضأ .أنا شخصيأ مدير المشروع وقد بدأت أقوم بزيارات منتظمة الى كوردستان منذ عام 1992 وأشعر بالسعادة وأنابينهم ،ولقد أجرينا تقييمأ للوضع وأوصينا بأن توفر الولايات المتحدة ودول التحالف أسلحة أكثر تطورأ لقوات البيشمه ركة كي تكون عند مستوى مهماتها في دحر داعش .نحن نوحي بأن يستخدم الرئيس الامريكي صلاحياته في ضمان أرسال الاسلحة الى أقليم كوردستان بصورة مباشرة وليس عن طريق بغداد ، ونقترح بأن تقوم الولايات المتحدة بأقامة قاعدة عسكرية في كوردستان على أساس أتفاق أمني ،وستكون هذه القاعدة فاعلة تمامأ عندما تنال كوردستان العراق أستقلالها ،نعم نحن ندرك حقيقة أن كوردستان تواجه العديد من الازمات ورغم الازمة الامنية المتجسدة في تنظيم داعش ،فقد أستجد فيها وضع أنساني الى جانب أزمتها الاقتصادية ،فقد أوى أقليم كوردستان زهاء 7/1 مليون لاجي ونازح مايشكل عبئا ثقيلا عليه . وتكمن توصيتنا في قيام المجتمع الدولي والولايات المتحدة بمساعدة مباشرة لوزارة الصحة والتخطيط بغية توفير المستلزمات الانسانية الاساسية للاجئين المقيمين في الاقليم ،والذي عليه أن يعد برنامجأ وخطة أشمل للمرحلة ما بعد الحرب ،و أن تعالج هذه المرحلة الاوضاع الانسانية المتردية بصورة عاجلة ، الى جانب معالجة المرحلة الحياتية .ويتم تقديم الخطة من قبل ممثل حكومة أقليم كوردستان الى مجلس الامن الدولي فهناك طريق حل يسمى (أريافورميولا ) والذي سمي بأسم الدبلوماسي الشيلي ديبكو أربا ،والذي يسمح وفق اليته بمشاركة الكيانات غير المنتمية في مجلس الامن في أجتماعات المجلس وفي قاعة أجتماعاته الرئيسية ،كما أن أقليم كوردستان يتعرض اليوم الى أزمة أقتصادية في تلقى (700) ألف مواطن رواتب حكومية فيه الامر الذي يتطلب خفض اعداد الموظفين والمتقاعدين ورواتبهم والتي تشكل عبئأ ثقيلأ على موازنة أقليم كوردستان وهنا يمكن معالجة العجز في الموازنة بتقليل الدعم لتوفير الكهرباء والمجالات الاخرى للطاقة ،ثم أن الاقليم بحاجة الى قطاع مصر في فعال يبدأ بأنشاء مصرف مركزي فيه ،وندرك جيدأ حقيقة أن الفساد فيه ،وعلى غرار الدول المجاورة ،هو مصدر تجفيف مصادر الدولة ،وقد طرحنا بالفعل خطة لاعتماد الشفافية والمراقبة بحيث يتمكن المواطنون من تسجيل شكاواهم لدى الحكومة بشراكة تامة فالجلي أن سياسة العراق الموحد هي مجرد خيال ما يعني ضرورة ، أن تتعامل الولايات المتحدة مع اقليم كوردستان ،وأقتراحنا أيضا أن نتعامل أمريكا مع أصدقائها بأقرب من الان وتخصيص فترات أقل لارضاء منافسيها ما أثار ذهولنا عندما يوقع العراق أتفاقأ لتبادل المعلومات المخابراتيه مع ايران وروسيا وسوريا فقد أشتد بنا القلق والامتعاض بأستخدام الاجواء العراقية من قبل روسيا لنقل الاسلحة الى قاعدة اللاذقية السورية ،فقد كنا ننتظر الكثير من العراق كصديق بعد صرف ترليونات الدولارات والتضحية بألاف الجنود الامريكان من أجل تحرير العراق من الدكتاتورية ...وعلى الولايات المتحدة مراعاة الاوضاع على أرض الواقع وألاتضع العراقيل أمام أستقلال كوردستان ..والواقع أن القرار الاخيرحول الاستقلال إنما يعود الى شعب كوردستان ،فعند ما قام الرئيس البارزاني بزيارة الولايات المتحدة في شهر أيار الماضي ، تحدث عن أنه سوف ينظم أستفتاء عامأ حول الاستقلال ولكن قبل ذلك يجب تخصيص وقت كاف لاجراء المفاوضات والحواربين أقليم كوردستان وبين الحكومة العراقية ومع الدول المجاورة أيضا بشأن الاتفاق حول مسار وفقرات الانفصال السلمي ،أنا شخصيأ عملت في مسألة أستقلال كل من تيمور الشرقية وجنوب السودان وكوسوفو .والتي لم تكن أي منها أكثر أستعداد أمن أقليم كوردستان لتصبح دولة مستقلة وذات سيادة ....نعم سوف تواجهون التحديات والعراقيل لانكم تعيشون في بيئة وجوار صعب وعجيب إلا أنني واثق ومؤمن ،بأنكم سوف تحصلون على مساندين لاحلامكم الازلية القومية ،إذا ماكانت لديكم خريطة طريق وجدول زمني لاعلان الاستقلال والحوار مع بغداد والدول المجاورة فالفرصة متاحة أمامكم الان لمعالجة أوضاع أقلم كوردستان الا أنه من الاهمية بمكان أن تعملوا بسرعة لتهيئة الارضية لمستقبلكم بل وانتم محط أنظارالعالم في حكمهم إن كان أقليم كوردستان مستعدأ ومهيئأ ليكون دولة مستقلة وذات سيادة وعلى القادة السياسيين ألا يضيعوا هذه الفرصة لانها تأريخية ومهمة .
*التطورات السياسية الاخيرة في أقليم كوردستان :
وفيما يتعلق بهذه المسألة فقد أشار البروفيسور فيلبس إلى أن الخلافات التي حدثت في الاقليم مؤخرأ حول رئاسة أقليم كوردستان كانت بعث قلق وأسف لشعب كوردستان وقال "أنا واثق تمامأ بأن أبناء كوردستان سيعملون معأ في النهاية ويتوصلون الى وجهات نظر مشتركة للمستقبل ويعالجون خلافاتهم بالحوار ولا يلجاؤن الى العنف فنحن لا نوصي أو نتكهن بنتائج الحوار ،إلا أننا نؤكد أن المهم حسمه بالنسبة اليكم هو بأبلاغ العالم بانكم مستعدون لتكوين دولة مستقلة وأن جانبأ من ذلك الاستعداد هو كتابة دستور يبين توازن القوى ومسائل المراقبة والمساءلة بين سلطات الحكومة ويمكن أن يكون نظامأ برلمانيأ ولكن يحمل عدة خصال رئاسية ،إلا أن المهم أن تشارك الاطراف المعنية في حوار وطني....وبصدد تأسيس وأقامة ميثاق للحكم في المستقبل والى جانب تأمين توازن القوى ،فمن الضروري أن يكون الدستور معيارأ لحقوق الانسان وترسيخ حقوق الانسان والافراد وحقوق اللغات والثقافة والسياسية للاقليات وحقوق المرأة فيه.
*مسألة أستقلال كوردستان:
عن هذه المسالة المهمة يقول مدير مجموعة (تاسك فورس):بودي أن أقول لكم بأنه لا أحد يمنحكم الاستقلال ولا يدعوكم أويمنحكم العضوية في الامم ،بل عليكم أستحصال وتحقيق السيادة وبرهنوا للعالم بأنكم مستعدون لحكم أنفسكم بأنفسكم وإذاما أتبعتم هذا المسار
،فأنني مطمئن بأن كوردستان سوف تصبح نموذجأ للشراكة مع الولايات المتحدة كشريك ديمقراطي وأمني وأقتصادي ،لقد لا حظت ،منذ أن بدات زياراتي الى أقليم كوردستان بعد عام 1992 ،تقدمأ مذهلا والمتفق عليه جميعا هو أن الوضع الراهن لن يبقى كما هو ،ولن يستمر ،ما يفرض أن نعمل معأ وبنظرة مشتركة وكشركاء بين الكورد ،وكذلك مع المجتمع الدولي لتحقيق حلمكم الكبير بعدها ،وردأ على أسئلة الحضور حول مستقبل العراق وأقليم كوردستان قال فليبس :أنا لا أومن بأن العراق ديمقراطي لانه قدتمت السيطرة على هذا البلد من قبل ايران ،وأصبحت حكومة بغداد عصا بيد طهران ،ولقد كان الكورد ملتزمين بعراق جمهوري وديمقراطي وفدرالي ،إلا أن الحكومة العراقية قد خانت وعودها بعدم تنفيذها مسؤولياتها الدستورية ،سيما المتعلقة بتقاسم الايرادات النفطية من الموازنة العامة ولقد بذلتم أنتم بأستمرار مساعيكم وحسن نواياكم للعمل مع بغداد ،الا أنه قد أن الاوان لان تتبعوا أتجاها مغايرأ .أما سؤالكم الثاني فهو متعلق بالازمة السياسية وهو أمر مؤسف لانه يعطي المنطقة والمجتع الدوليه أشارات سلبية للغاية ،ولو أردت أن أكون صادقأ معكم فأن الكورد الذين أعرفهم هم أحسن من ذلك فهم يعملون معأ في أصعب الظروف والحالات لان لهم أهدافأ مشتركة وأنا وافثق بأن وضع الخطة وخريطة الطريق سيكون سببأ للوحدة والاتحادبين الكورد أنفسهم "وبالنسبة للموقف الامريكي أزاء دولة كوردستان أجاب ،لا تفهموا الموقف الامريكي خطأ بأنها لا تساند أستقلال كوردستان ،بل هي بحاجة لاتباع مسار مبني على أساس الواقع ،وذلك لان العراق دولة فاشلة وغير فاعلة ولا تتمكن من اداء مهماتها كما ينبغي ولكن بتبيان أن الكورد قادرون على العمل معأ وبتعزيز الديمقراطية في كوردستان وكونها سببأ للاستقرارفي المنطقة ويتمرور الوقت قد تغير الولايات المتحدة نظرتها فلوكانت جدية في دحر داعش فأنها تكون بأمس الحاجة للشراكة مع الكورد وذلك لان البيشمه ركة هي القوة الوحيدة الموهلة لتحقيق النصر في ساحات الحرب وتذكروا بأننا مقبلون على خوض الانتخابات الرئاسية في العام القادم وأن أحد المواضيع المهمة فيها سيكون الارهاب ومواجهة التمرد وبالاخص بعد أحداث باريس وستكون كيفية محاربتنا ضد الارهاب و التمرد موضوعأ رئيسأ في المناظرات التي سوف تقام بين مرشحي الرئاسة الامريكية إبان الانتخابات .وكان القول السائد دائما :بأنه لا أصدقاء للكورد بأستثنا الجبال ،إلا أنه اليوم لا تجد الولايات المتحدة في سوريا والعراق غير الكورد صديقا ...
"أسئلة كولان حول تقرير بناء الدولة في كوردستان العراق "
*تعتمد ستراتيجية الادارة الامريكية في الحرب ضد داعش على القوات الارضية والتي هي البيشمه ركة فقط .وفي ختام الندوة وجهت مجلة كولان عدة اسئلة للبروفيسور ديفيد فيليبس فرد عليها :
*برايكم ما هي الاختلافات التي جعلت كوردستان أكبر تأهيلأ للاستقلال من تيمور الشرقية وجنوب السودان وكوسوفو؟
ـ الجلي أن الامم النامية ليست مستعدة للاستقلال ،بل أن زعماءها هم الذين يتعلمون هذه العملية ...وكوردستان هي اليوم في ظروف أفضل وأستعداد أكبر وذلك لان الكوردستانيين يمارسون أو يكافحون ويناضلون بشكل أصعب ومستعدون للتضحية من أجل تحقيق سيادتهم وإن كان قادتهم السياسيون في خلافات وأنا واثق بأن وضع خريطة طريق وجدول زمني للاستقلال سيكون دافعهم للعمل أو مساندة هدف مشترك هو أسمى من خلافاتهم
*أشرتم بأمكانية دولية في السماح للكيانات غير الدولية بحضور الاجتماعات غير الرسمية في مجلس الامن الدولي لمواجهة داعش ترى ماهي سبب ذلك في حين أن قوات البيشمه ركة تحارب ،بدعم من القوات الجوية الامريكية ،الارهاب على الارض ونيابة عن العالم أجمع ؟
ـ لن تكون أية أهمية للمسألة دون حضور أقليم كوردستان في أجتماعات مجلس الامن أو الامم المتحدة والتي تعمل فقط مع الدول الاعضاء فيها ،إلا أنه لو عملت الولايات المتحدة وكوردستان معأ فأنه عندها سوف تتم مراعاة المصالح الكوردستانية في أطار نظام الامم المتحدة .
*وإذا كانت الولايات المتحدة لاتساند دولة كوردستان المستقلة وإذا كان العراق الموحد مجرد خيال ،فكيف للولايات المتحدة أن تكون لها علاقات مباشرة مع أربيل ؟
ـ أن الاولوية الرئيسة لادارة أوباما هي عبارة عن أضعاف داعش ودحره إلا أنها لا تتمكن من تحقيق ذلك دون وجود قوات برية والبيشمه ركة هم اليوم رأسالرمح في الحرب ضد داعش ولا يمكن أن تتحقق أهداف واشنطن والعالم بدونهم .
*وماذا تقصدون من وجود خريطة طريق للكورد في اعلان الاستقلال
ـ هو الاستعداد لاجراء الاستفتاء وأشراك الخبراء الدوليين في الاستعدادات ودعوة المراقبين الدوليين للاطمئنان على سلامة الاستنقاء وعدالته ،وحاولوا عندما يجري الاستفتاء ،بأن يكون هناك مجال وفترة زمنية للتفاوض مع بغداد وأنقرة ،عندها وسواء أبدوا موافقتهم أم لا؟بأمكانكم أتخاذ الخطوة لاعلان الاستقلال .ولن يحدث أي طموح إن لم يقم أقليم كوردستان بتوجيه هذه المسألة نحو الامام .والجلي أن بغداد هي وكيلة ايران وأصبحت سوريا مهدأ للجهاديين والعصابات الاجرامية أي ليس للولايات المتحدة هناك أصدقاء سوى كوردستان .
*وكيف تقيمون حضور الرئيس البارزاني في الجبهات الامامية ومع قوات البيشمه ركة لمنع تقدم داعش وفي عملية تحرير شنكال أيضأ ؟
ـ سوف يسجل تحرير شنكال في التاريخ نقطة تحول في حرب داعش وأن قطع طريق أيصال أمدادات الاسلحة والغذاء والسيطرة على الطريق 47 سوف يؤدي الى عزل الموصل أكثر ،كما أن تحرير شنكال سوف يسمح للايزديين بالعودة الى موطنهم بعد أن ذاقوا الامرين على أيدي داعش .
*وما مدى أهمية تزويد البيشمه ركة بالاسلحة الثقيلة والحديثة والمساعدات اللوجستية كي تكون نموذجأ يحذى في دحر أرهابيي داعش سيما وقد وصلت مخاطره أوربا وكما وجدت ذلك في أحداث باريس الاخيرة ؟
ـ أنا أعتزو أفتخر بأن الولايات المتحدة قد وفرت الدعم الجوي لقوات البيشمه ركة في حرب تحرير شنكال التي تعتبر نقطة تحول تأريخية ويقطع الطريق الرابط بين الموصل والرقة فقد غير تم التوازن الستراتيجي لتلك الحرب ،والمهم اليوم أن تكملوا الاستعدادات لصد هجمات داعش ومن ثم والى جانب توفير الاسلحة والعتاد ،تأمين الغذاء لقوات البيشمه ركة والمعدات الشتوية للوقاية من البرد ،ولو أعتمدت الولايات المتحدة على الكورد فأن عليكم أنتم أيضأ أن تعتمدوا عليها .
*وماذا تكون أهمية أنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في أقليم كوردستان بحيث تكون فرعا من محلف الناتو في الشرق الاوسط؟
ـ سيكون من شأن ذلك أن تفرض الولايات المتحدة و جودها بشكل أكبر في المنطقة وتكون رمزا لمساندة والتعاون بينها وبين أقليم كوردستان وأخيرا من شان اجراء مفاوضات وحوار وجاهي مع تلك الاطراف أن يمهد الطريق للاستقلال وهي مسألة يجب أجراؤها بصورة سلمية وعن طريق التفاوض والحوار ...
***********************
السفيرة نانسي سودير بيرك تتحدث في ندوة تلفزيونية لشبكة
C ـ span
توصتينا للمجتمع الدولي هي ليست (عدم عرقلة تأسيس دولة كوردستان فحسب بل والتعاون في تأسيسها) .
وقد أدلت السفيرة سودير بيرك بحديث عن بعض تفاصيل ندوة هئية رئاسة مجموعة (تاسك فورس )أعلاه حول تأسيس دولة كوردستان وجاء فيها :
"الشرق الاوسط هي اليوم في دوامة وفوضى ،حيث أصبحت مسائل فشل الدولة العراقية والتقدم الوحشي لداعش والحرب الداخلية من سوريا والخطوات الاخيرة لروسيا لمساندة بشار الاسد ،هذه كلها قد أصبحت موضوع متابعة صناع السياسة على جانبي الاطلسي وفي المنطقة أيضأ والتي يفترض أن تكون ناقوس خطر وأفاقة لصناع السياسة الامريكان والمجتمع الدولي بصورة عامة ،لان مصير المسار المتبع الان بهذا الصدد سيكون الفشل وقد نسينا وسط هذه الفوضى وأهملنا مسألة مهمة وهي مسيرة أستقلال كورد العراق ،فنحن ندرك حقيقة أنها جزء من مسالة أكبر ،إلا أننا نركز على حقيقة و واقع لم يجر تحليله كما ينبغي أو متابعته ،ونرى بأن على كورد العراق وبغداد والمجتمع الدولي أتخاذ قرار صعب فيما يتعلق بمسيرة أنطلاق كورد العراق نحو الاستقلال والتي إذا ما تحققت بصورة صحيحة ،فأن ظهور كوردستان مستقلة ونامية وديمقراطية ومستقرة سيكون من مصلحة المنطقة والمجتمع وتخدم تلك الدولة مصالح الكورد والعراق والمنطقة والمجتمع الدولي أيضأ وبالامكان أختصار المعطيات الرئيسة في (3) مجالات :
أـ يحتاج المجتمع الدولي الى عدم الوقوف ضد أستقلال الكورد بل والعمل مع الكورد لهذا الغرض .
ب ـ ويحتاج لتفعيل مساعيه الموحدة أكثر لمحاربة داعش
ج ـ وأن يساعد الكورد للسيطرة على العبء الثقيل للاجئين ما يفرض أن يكون توجيهنا للمجتمع الدولي ألايقف أكثر أمام مسيرة توجه كورد العراق نحو الاستقلال ،لان أيةمتابعة للماضي تبلغنا بأن الكورد قد أسسوا منذ عام 1991 دولتهم للامر الواقع وسعوا منذ (احتلال )الولايات المتحدة للعراق في عام 2003 أي منذ (12 )عاما أن يعملوا بأخلاص مع الحكومة العراقية في بغداد ،الا أنه لم يعد بمقدور الكورد ،أن يواصلوا ذلك بالتزامن مع فشل العراق ومعاداته لهم ،وكان للكورد شروطهم إبان محادثات صياغة الدستور العراقي في عام 2005 ،للبقاء في أطار العراق وكان ذلك أن يبقى العراق دولة ديمقراطية وفدرالية وغير مركزية ،إلا أنه لم يعد أي وجود لمثل هذا العراق ،ففي شهر تموز من عام 2014 أعلنت كوردستان خطتها لاجراء الاستفتاء والذي كان من شأنه تمهيد الارضية لاعلان الاستقلال وأن أقليم كوردستان يفهم بدوره حقيقة ألا يستعجل الامور لانه سوف يواجه أختلافات ومشكلات مع العراق وسوريا وتركيا وأيران ،ومازلنا لانعلم متى وكيف تسعى كوردستان العراق لنيل أستقلالها بصورة رسمية ،إلا أنه ليس من مصلحة المجتمع الدولي أن يقطع الطريق على الحلم المشروع للكورد في ممارسة حقهم في تقرير المصير. بل وعلى المجتمع الدولي بدل ذلك أن يعمل مع أقليم كوردستان وبغداد والدول ذات العلاقة لكي يكون ذلك عملية أستشارية وديمقراطية ومستقرة ومسؤولة .وأنا واثقة من أنه كلما حث كورد العراق الخطي بوعي وحذر نحو الاستقلال فأن من شأن ذلك أحتواء مخاوف الدول المجاورة التي فيها سكان كورد ،كما أن المجتمع الدولي سيتعرض للتحديات عندما يرسخ الكورد دعائم دولتهم .نحن لدينا ضمن تقرير بناء الدولة في كوردستان العراق عدة توصيات نعرض هنا بعضنا منها :أولى توصياتنا للحكومة العراقية هي ضرورة معالجة مشكلة المناطق (المتنازع عليها )وأن تجري الاستفتاء العام وفق المادة 140 من الدستور العراقي بشأن كركوك والمناطق الاخرى (المتنازع عليها ) في محافظتي ديالى ونينوى وبمراعاة ومراقبة من المجتمع الدولي وإن لم تتمكن الحكومة العراقية أو لم ترغب في اجراء ذلك فأن توصيتنا هي أن يقوم أقليم كوردستان بذلك وبدعم قوي ومراقبة المجتمع الدولي .
*والتوصيات الى اقليم كوردستان هي :
1ـ أطمئنان ايران وتركيا بعدم وجود أية خطوة مستقبلية من قبل الاقليم لتاسيس كوردستان الكبيرة التي تضم اليها جزءأ من تركيا أو سوريا أو ايران .
2الطلب من الرقابة الدولية العمل ،في حالة اجراء الاستفتاء واعلان الاستقلال ،لاشعار العراق والدول المجاورة والمجتمع الدولي بكامل العملية .
3ـ أتباع طريقة خاصة لتوزيع السلطات في كركوك و المناطق الاخرى إذا ما صوتوا للاستقلال في عملية الاستفتاء وأجراء المفاوضات أو المباحثات مع حكومات العراق وتركيا وايران حول المسائل السياسية ما بعد الاستقلال مثل تحديد الحدود والاعتراف والمسائل الاقتصادية .
4ـ وتوصيتنا الاساسية لاقليم كوردستان هي تعزيز قدراته لانجاز هذه المهمة وأن يعمل وزير البيشمه ركة فيه
على تعزيز سيطرة السلطات المدنية على الجيش وتحويل قوات البيشمه ركة الى جيش مهني محترف والعمل على اعادة صياغة هيكل رواتب البيشمه ركة وتأمينها بصورة منظمة وكذلك الرواتب التقاعدية وأمتيازاتها الاخرى .
*توصيات التقرير للمجتمع الدولي :
ـ ونوصيه بأن يفهم حقيقة أن أبناء كوردستان العراق يحثون الخطى نحو الاستقلال وأن يعمل مع أقليم كوردستان والعراق والدول المجاورة لمساندة وتطوير خريطة طريق وجدول زمني شفاف حول أحتمال قرار أنفصال الكورد عن العراق .لان الشفافية ستعزز عادة العلاقات ما بعد الاستقلال مع ضرورة تأمين مساعدات مباشرة للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في أقليم كوردستان ضمانأ لان تكون نتائج أية عملية كهذه وفق المعايير الدولية وأرسال المراقبين للاطمئنان على سير العملية بنزاهة وعدالة ،وأزيد هنا أتباع مساع أكبر لمواجهة داعش في المنطقة
ـ الكورد هم الطرف الرئيس في الحرب ضد داعش سواء في سوريا أم في العراق ،وكان بعث أعجابنا بأن ساعدت الولايات المتحدة الكورد في الدفاع عن مدينه أربيل في عام 2014 وفي قطع الطريق أمام تقدم داعش نحوها ،كما أن من مهمة المجتمع الدولي أن تصبح كوردستان العراق ملاذأ أمنأ ومستقرا وحليفأ أفضل ضد داعش.
ـ ونوصي المجتمع الدولي فيما يتعلق بتنظيم داعش أن يساند مساعي التوحد في العراق وسوريا لدحر داعش وذلك بتحقيق التعاون بين المجموعات الكوردية عن طريق أتباع التدريب الضروري وتامين مستلزماتها الضرورية كي تتمكن من تحقيق النصر مع مراجعة مستلزمات البيشمه ركة ومتطلباتهم بأستمرار لمواجهة خطر داعش وتهديداته
ـ ضرورة الاسراع في تأمين الاسلحة المضادة للدبابات لقوات البيشمه ركة كي تدافع عن نفسها بفاعلية أكبر ضد السيارات المفخخة والعبوات الناسفة وتدريبهم وتزويدهم بالأسلحة المتطورة الضرورية للممارسات الهجومية ضد داعش .
ـ وبمراعاة المستلزمات الامنية العاجلة في المنطقة ،نوصي بأن تطورا الولايات المتحدة خطة لانشاء قاعدة عسكرية في كوردستان العراق والتي ستكون في منتهى الفاعلية إذا ما حققت كوردستان أستقلالها ،كما أن الكوردستانيين سوف يرحبون بها كاصدقاء فهم مقاتلون متمرسون وهو ما يطور المصالح الامريكية بصورة جيدة وعملية .
ـ ونوصي المجتمع الدولي أن تمنح المساعدات لاقليم كوردستان بصورة مباشرة تطويرأ لخطة شاملة ومتعددة لاوضاع مابعد الخلافات بغية ضمان أستقرار الوضع .
ـ ونقترح أن يطرح ممثل حكومة أقليم كوردستان هذه الخطة في جلسة مجلس الامن الدولي وفق ما يسمى Arria ـ For ـ mula كونها غير رسمية وتسمح للدول من غير أعضاء مجلس الامن لالقاء كلماتها فيها .
ـ ونقترح تقديم المساعدات بصورة مباشرة الى مؤسسات حكومة أقليم كوردستان مثل وزارات التخطيط والصحة والمنظمات الحملية غير الحكومية التي تقدم خدمات صحية وأنسانية للتعاون في معالجة الازمات .
ـ نعم لن يكون هناك أية دولة جديدة مستعدة للاستقلال إلا أن بمقدور المجتمع الدولي أن يساعد الكورد في مواجهة هذه التحديات .
ترجمة :دارا صديق نورجان