تقرير روسي: موسكو لا مانع لديها من سعي الكرد لتوحيد اراضيهم
وعرضت قناة روسيا 24 الرسمية المقربة من الرئيس الروسي فلادمير بوتين، تقريرا مفصلا عن الورقة الكردية في الصراع الروسي -التركي وذلك ضمن برنامج الحقائق.
وأكد التقرير أن القضية الكردية هي أكثر ما تسبب الألم للرئيس التركي رجب طيب اردوغان وتركيا، وتعتبر من أهم نقاط الضعف والألم الدامي لنظامه وتقض مضجعه في سوريا و العراق وإيران، ويتوقف الأمر على كيفية تعامل روسيا مع الورقة الكردية.
واشار التقرير الى ان صالح مسلم الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي اعرب عن أستعداده للتنسيق مع روسيا في محاربة الأرهاب، مضيفا (حسب التقرير)، أن الكرد حتى ألآن لا ينسقون مع موسكو في هذا المجال ولكنهم يودون التنسيق معها في المجال العسكري لمكافحة الأرهاب معا.
ولفت التقرير الأنظار إلى أن الكرد في سوريا حققوا نجاحا منقطع النظير في دحر تنظيم "داعش" الارهابي في العديد من الأماكن داخل سوريا .
واشاد التقرير بالشعب الكردي والتعاطف مع قضيته المحقة قائلا :الكرد شعب عريق و قديم و لهم جذور عميقة في التاريخ تمتد لآلاف السنين ويتجاوز تعدادهم 45 مليون نسمة، منهم 20 مليون يعيشون في كردستان تركيا و لايملكون حتى ألآن دولتهم الخاصة بهم، أما في سوريا، لم يكن معترفا بهم، لكن بعد عام 2011 انشأؤا إدارتهم الخاصة بهم و أصبحوا حالة وواقعا على الأرض وليس بإمكان أي أحد أنتزاعها منهم، موضحا ان نظام بشار الأسد مستعد للإعتراف بهم قانونيا و لكن ضمن وحدة الأراضي السورية.
ويشير التقرير الروسي الى ان تركيا تحاول حل القضية الكردية بطريقة واحدة فقط و هي، صهرهم و أمحاء هويتهم و ثقافتهم عن طريق القمع و القوة لكي يصبحو أتراكا كما فعل أتاتورك سابقا معهم،مبينا ان المناطق الكردية في تركيا ،لا يوجد فيها أية مقومات للحياة الكريمة، لا يوجد فيها لا مصانع و لا معامل و البنية التحية فيها تفتقر الى أبسط مقومات الحياة ، لهذا البطالة فيها عالية جدا مما يدفع بهم إلى الهجرة القسرية ،بعد مجيئ أردوغان الى الحكم و لكي يحصل على أصوات الكرد في الأنتخابات ، سمح لهم التكلم بلغتهم فيما بينهم و أعطاهم بعض الحقوق البسيطة و لكن بعد أن اعطى غالبية الأكراد أصواتهم في الأنتخابات 7 حزيران 2015 لممثلهم حزب HDP أنقلب أردوغان و شن عليهم الحرب الضروسة لكسر شوكتهم والانتقام منهم .
ويقول التقرير ان تركيا أستغلت ظهور "داعش" لصالحها و دعمتهم ضد الكرد في سوريا وجغرافية الكرد في سوريا قريبة جدا من عاصمة "داعش" في الرقة ، لهذا يجب على روسيا أن تسرع الخطى لجذبهم إلى جانبها بأسرع وقت والعمل معهم على تحرير الرقة من "داعش" قبل أن يفعلها الأمريكان ،هذا مهم جدا و يجب أن تكون هذه الخطوة من أولويات روسيا في هذا الوقت الحساس،خاصة وأن للكرد علاقات وثيقة مع روسيا و هم ينتظرون مساعدة موسكو لهم وإذا كسبت روسيا الكرد في سوريا إلى جانبها ستكون قد كسبت القوة القتالية الضاربة على الأرض ضد الأرهاب إلى جانبها، لكن يجب على روسيا أن لا تنسى إن الكرد حلفاء لأمريكا وهي تساعدهم بالتغطية الجوية و بعض الأسلحة ومن الصعب جدا أن تتخلى عنهم لصالح روسيا لأنهم منفتحون و معتدلون وماهرون و أشداء في القتال و أثبتوا وجودهم القوي في المعارك ضد "داعش" ويعتبرون حاليا القوة الوحيدة القتالية الضاربة على الأرض التي تعتمد عليها أمريكا في حربها ضد داعش في سوريا ،لذلك دعمتهم مؤخرا بخبراء عسكريين لتدريبهم و التنسيق معهم أكثر ورصد الأحداثيات للطائرات ،إلا أن أمريكا لا تسمح لهم بتخطي نهر الفرات غربا لكي يوصلوا كوباني بعفرين و ذلك إرضاء لحليفتها تركيا و لهذا الكرد منزعجون من هذا و ينظرون إلى موسكو كحليف مستقبلي لا مشكلة و لا مانع لديها في تخطيهم غرب نهرالفرات لكي يوصلوا مقاطعة كوباني بعفرين .
وذكر التقرير أن الكرد في سوريا قدموا مؤخرا طلبا لفتح سفارة لهم موسكو و هم يؤيدون العملية العسكرية الروسية ضد الارهاب في سوريا.
وختمت القناة تقريرها بالقول : يزداد حظوظ الكرد أضعافا لتحقيق حلمهم في بناء دولتهم و ذلك بعد دورهم الفاعل والبطولي في محاربة "داعش" ويتحتم على العالم مساعدتهم في مسعاهم المحق ردا للجميل.