• Saturday, 29 June 2024
logo

معالجة الازمات والمشكلات تحتاج تحولات جذرية في عقلية النخية التي تسببت فيها : • من نظرية إثارة الازمات والمعضلات الى تقييمها في سياق الواقع

معالجة الازمات والمشكلات تحتاج تحولات جذرية في عقلية النخية التي تسببت فيها : •	من نظرية إثارة الازمات والمعضلات الى تقييمها في سياق الواقع
إن الاختلاف بين نظرية إدارة الازمات ونظرية تحولها هو :في نظرية إدارة الازمات يتدخل بأستمرار طرف ثالث فيها ،كي يقوم بتحديدها في نقطة معينة والسيطرة بشكل مؤقف على العنف والتطرف بينما نجد في مسالة تحول المعضلات أن خطوته الاولى تأتي بهدف أجتثاثها وتحول بنائها المستمرالى تهيئة أرضية مناسبة الى بناء سلام دائم بين الاطراف المتعارضة ،إن ما يخرج نظرية بناء الازمات أوذرائع بنائها ويضعها جانبا ويقرأ المشكلة أو المعضلة ضمن سياقها الذاتي ،أي وفق الواقع الداخلي للبلاد ،أو على المستوى الاقليمي مع قراءتها في أطار العناصر أو الابعاد العالمية وفاعليتها على طبيعة المشكلات أو المعضلة .ونجد أن نظرية تحول المعضلات ،ولانها تضم مسألة أو عملية متعددة الابعاد وتودي بمساعيها نزولا من تغيير عقلية النخبة الى عقلية الافراد والتي كثيرأ ما يصاحبها سؤال مفاده :هل هناك شئ بأسم نظرية تغيير المعضلات ؟أم أن هذه العملية المعقدة متعددة الجوانب والابعاد تسمح بهدف معين وفي زمن بعينه ؟ والظاهر أن قناعة واقعية قد تولدت لدى الباحثين والخبراء في مجال ادارة المعضلات أو بناة السلام وحماتها بان عملية ادارة المعضلات fconflict manaqement أو عملية معالجة المشكلات (conflict resolution ) ولم يتمكنوا من دفع عملية تغيير أو تحويل المعضلات نحو سلام حقيقي ...... إن ما يستجد من تلكما العمليتين بين الاطراف المتنازية وبمساعدة من طرف ثالث لم يكن سلاما قط بل كان بداية لتجد د وتكرار معضلة العنف والتطرف السابقة مرة أخرى .صحيح أن المشكلات والمعضلات الداخلية بين أفراد الاطراف المتعارضة والذين لهم تماس يومي مستمر ،إنما تختلف عن المشكلات بين دولتين معينتين تفصلهما حدود معينة فعلى سبيل المثال :إذاما توفق المجتمع الدولي في أيقاف الحرب بين العراق وايران في عام 1988 وأنتهاء أعمال العنف بعد ذلك الاتفاق ،فأنه لم يكن قط ناجحأ أم موفقأ في أنها مشكلات كشمير وفلسطين والمكونات المختلفة ليوغسلافيا السابقة أو الصومال أو غيرها من الدول الافريقية .كما أن الخبراء والباحثين الذين جاءت مساعيهم بأستمرار بمثابة مساعدة لصناع السياسة وسبل معالجة المشكلات المعقدة قد ميزوا أيضا بين المشكلات الداخلية بين مختلف المكونات و الاتنيات داخل دولة واحدة مع المشكلات الداخلية بين أفراد مكون قومي وأتني واحد .ویقترحون فی الاولى ،ومثالها الخلافات بين الصرب وبين الالبان في كوسوفو أو بين فلسطين وأسرائيل أو بين الكورد وبين العرب والترك والفرس وبشكل دائم بأنه نظرأ لصعوبة حدوث تحولات في فكر أطراف الازمات سواء على مستوى النخبة السياسية أم على مستوى الافراد بحيث تغير المشكلة وتحولها الى سلام دائم ما يجعلهم يفضلون أنفصال تلك القوميات أو الاتنيات عن بعضها البعض بشكل من الاشكال ..وبصورة أدق لو تحدثنا عن ذلك بالنسبة الينا نحن الكورد ولو تم فصلنا عن (كقومية مظلومة )عن الترك والفرس والعرب بشكل من الاشكال ،فأن ذلك الفصل تتم المصادقة عليه من قبل الباحثين والخبراء بحيث يكون للكورد دولتهم المستقلة ،إلا أن صناع القرار أو الدول الكبرى تعيد تعريف هذا الفصل أو الاستقلال في أطار (اللامركزية أو الحكم الذاتي أو الفدرالية )الا أنهم في كلتا الحالتين أعلاه قد توصلوا الى قناعة واحدة إنما تتطلب نوعأ من الفصل بينهم ،الا أن الاحداث المحزنة التي وقعت عقب السنوات ال (25) الماضية ما بعد سقوط جدار برلين قد برهنت عجز الاساليب الثلاثة (اللامركزية والحكم الذاتي والفدرالية )عن معالجة الخلافات القائمة بين الاطراف المتنازعة داخل الدولة الواحدة ما يحدوبها للموافقة والتصديق على تأسيس الدولة المستقلة كحل جذري للمسالة ..هذا مع أن المجتمع الدولي مازال ،ورغم وصولها الى قناعة ثابته بمعالجة تلك المشكلات وفق هذا الاسلوب :الا أنها وتوخيأ للحفاظ على مصالحها الذاتية والتوازن بين الدول الكبرى ،إنماتنأى بنفسها ،وبشكل من الاشكال ،عن هذه المعالجات الجذرية ...وتكون النتيجة هذه الفوضى ومساعي السيطرة التي نجدها اليوم في دول الشرق الاوسط وشمال أفريقيا .
ولوعدنا من هنا الى المشكلات أو المعضلات الداخلية القائمة داخل مكون قومي معين ،أو بالاحرى بين حزبين سياسيين يحملان رؤية ونظرة مختلفة في مسألة كيفية ممارسة السياسة وحث الخطي نحو ادارة الحكم في البلاد عندها لا يمكن اعتبارها لا مشكلة بين دولتين معينتين ولا بين مكونين مختلفين داخل الدولة الواحدة ..وكذلك علينا الاننتظر من الطرف الثالث أن يدخل المسألة ويتمكن من حلها ...إن هذا الواقع يفرض ضرورة ان تمر مثل هذه المسالة أضطراريأ بعملية تحول الازمات ومناقشة كل أبعادها في أطار قراءة واقعية لمجتمع المفاهيم والابعاد ومنحها الوقت المناسب لتحقيق عملية التغيير في فكر وعقلية تلك النخبة التي أثارث المشكلة وينتقل هذا التحول الى أفراد تلك المجموعة التي لاتزال تجهل السبب الرئيس لحدوثها ..ولو أمعنا النظر ،من هذا المنطلق ،في الازمة والخلاف القائم بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني وبين حركة كوران ،حيث يطالب أبناء كوردستان والاطراف السياسية الجانبين بالتفاوض والاتفاق وذلك من منطلق حرصهم على حماية أمن أقليم كوردستان وأستقراره ،لوجدنا أن المهم في المسالة هو المساحة السوداء بينهما والتي تشكل نوعأ من التشاؤم بهذا الصدد وهي عدم وجود أي نوع من التغيير أو التحول في أسلوب تفكير وعقلية النخبة التي تتزعم حركة كوران ،كي يمهد الطريق لحث الخطي نحو معالجتها أو مداراتها على الاقل بل أن هذه المشكلة ،وكيفما نظرت اليها ،هي بمثابة قنبلة موقوته ستنفجر في أي وقت وتحدث المزيد من الفوضى والعنف ،لذلك نجد أن هذه الحالة تفرض على المجتمع الكوردستاني أن يباشر خطوته الاولى وتبدأ من تغيير نظرية وتوجه صنع الخلافات الى تقييم وقراءة المشكلات بين كوران والبارتي في سياقها الواقعي وكذلك في تأثيرات الشخصيات والاطراف الاقليمية وأنعكاساتها العالمية على هذه المشكلة التي ظهرت وأستجدت بشكل والقعي .

*المعضلة الرئيسة والكبرى بين حركة كوران و الحزب الديمقراطي الكوردستاني :
إن نوشيروان مصطفى صاحب شركة (وشه)ومؤسس حركة كوران يود أن يبلغنا في خطابه الظاهري :مشكلتي الاساسية (أي مشكلة حركة كوران وشركة وشه )هي أن حركة كوران تعني شخصا واحدأ وهو نوشيروان مصطفى )وأن هناك مشكلة جديدة مع البارتي والاتحاد ومتعلقة بين النظرة والتوجه العالمي المعاصر بشأن كيفية حكم أقليم كوردستان ومستقبله !إلا أن التساؤل الذي يواجه نوشيروان مصطفى على هذا الخطاب الظاهري هو:ترى في أي توجه أو نظرة حقيقية صادقة لك وجدت أن الرئيس مسعود بارزاني قد أثار معضلة في وجهك ؟أو لم يعطك الدور اللائق بك ؟بل وأكثر من ذلك أن نوشيروان مصطفى كشخص سياسي أو الشخص الثاني في الاتحاد الوطني الكوردستاني قد دخل بعد عام 1985 معترك مسارالاتفاق والعلاقات بين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني وسائر الاطراف السياسية الكوردستانية حيث كان يدخل بشكل أقل قبل ذلك التاريخ بينما كان السيد جلال الطالباني يؤدي الدور الرئيس والشخص الاول فيه ..الا أنه قد عمل مع الرئيس البارزاني بعد عام 1986 حيث بدأت عملية المصالحة بين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني (البارتي )وفيما بعد تشكيل الجبهة الكوردستانية فهل بأمكانه أن يعرض مسألة أختلافه في التوجهات والنظرة العلمانية للحكم ولمستقبل كوردستان خلال الفترة 1986 ـ 1991 وفيما بعد إبان الانتخابات وتشكيل برلمان وحكومة أقليم كوردستان ؟
كي يكون الجيل الحاضر على بينة من الاختلا الكبير في وجهة نظر نوشيروان مصطفى المهمة والتي أوجدت هذا التباين الكبير مع توجهات الرئيس مسعود بارزاني أو الحزب الديمقراطي الكوردستاني /البارتي ؟أن الرد على هذا التساؤل يفرض علينا أخراج أسلوب تفكير نوشيروان مصطفى في إثارة الازمات والفوضى في أقليم كوردستان من أطاره السائد ،وقراءته في أطار سياق واقعي .وهذا ما يعني بصراحة أن الحجج والمبررات الواهية التي يصنعها كمعمل صناعي ويطرحها في الاسواق كي يجعل منها صيغة تبرئة أو براءة لمشكلاته مع البارتي والتي هي مشكلة مصطنعة في الاساس ومستورة وتحمل معها كل البغض والاحقاد التي يخجل من أن يكشفها أمام جماهير كوردستان !أي أن الخطوة الاولى لمعالجة تلك الخلافات هي قراءة واقعية للاحقاد التي أنتجها نوشيروان مصطفى بهدف معاداة وانهاء البارتي ،وعندما نقول معاداة وأنهاء البارتي فأن ذلك ليس بالكلام المخفي بل هو كلام شائع بين أعضاء وكوادر كوران والتي يقولون هم عنها أنها قد تهيأت على يدي نوشيروان مصطفى أو تم تدريبهم على أستخدامها في معسكر (كردكه )أي مقر كوران الرئيس .إن أسمى نتاجات تفكير نوشيروان مصطفى في أتباع السياسة والعمل الجمعي والنضال المشترك مع الاحزاب الحليفة معه هي هذه الكلمات البديعة( الاستغفال والجنون وأنتاج الفاشية ) فلنمعن النظر كيف يهي مؤيديه للتعريف بأحزابه الحليفة بتلك الصيغة فيقول مثلا :الحزب الديمقراطي الكوردستاني هو الحزب الذي يستغفل الناس ويظهر نفسه كغول مارق وحزب ينتج الفاشية أو النازية على غرار هتلر .وهي مسالة رائعة تفرض توجيه بعض الاسئلة اليه شخصيأ :
1ـ هل هناك سياسي واحد ،في تاريخ عموم السياسيين في العالم يدخل مع حزب معين عملية الانتخابات ويعتقد بأن ذلك الحزب ينتج النازية أو الفاشية أو لا يختلف عنه بشئ؟
2ـ وهل هناك في تأريخ أي سياسي في العالم أنه يدعي ايمانه بالتعايش والنضال المشترك والتعددية ويصف الحزب المشارك معه بأنه (يستغفل الناس وكأنهم أغبياء )؟ مع أن أكثرية أهالي كوردستان قد صوتوا لذلك الحزب (البارتي )؟أولا يعني ذلك أن نوشيروان مصطفى يعتبر تلك الاكثرية (مغفلين) ؟إذا كيف يمكن التحاور أو التفاوض مع مثل ذلك الزعيم !فهل لنا أن نستذكر بداعة ما ينتجه أو أسلوب تفكير هذا السياسي المخضرم الذي يستهين بالنظام الديمقراطي وبشعبه ..وعلى أي أساس يمكن التفاوض معه؟ ويفترض في هذه الحالة إما أن يصبح البارتي رديفه في تفكيره وفي أستهانته بالديمقراطية وبشعب كوردستان أو أن يطالب بوقت أضافي ليتنسى له التفكير في حدوث تغير جذري في عقلية هذا السياسي ،مايبين أهمية أن تكون نقطة البداية لتهدئه هذا الوضع وتهيئة أرضية مناسبة لوحدة الصفوف والاستفادة والانتفاع ثانية من كل هذه القدرات الموجودة في داخل حركة (كوران ) والتي ضيعها نوشيروان مصطفى هباء منثورا وحين يجب أن نباشر علنا من جملة نقاط يسعى مؤيد ونوشيروان مصطفى ومريدوه ليل نهار لزرع حالات من فقد الثقة (كمزايدة سياسية )بين أفراد المجتمع وكذلك بين الاطراف السياسية الكوردستانية أيضا وهي :
1ـ معاداة الفساد وألية بناء التفكير المعادي له :إن ما يلفت النظر هو أنه عندما أنتجت شركة (وشه )أول نتاجاته ،إنما طرح ذلك كنتاج مجموعة قد أعتزلت السياسة والانتماء للاتحاد الوطني الكوردستاني وليس لها أية علاقة مع الموسسات الادارية الكوردستانية بل قد أنفصلواهم عن هذا النظام ويسعون لبناء نظام جديد وأدخال النزهاء والاشراف الى أدارته ...ولكن هل تم بناء أسس هذه الادعاءات بنية صافية واجراء تحولات أو تغييرات حقيقية ؟ومما لاشك فيه أن واقع أعوام 2005ـ 2009 يبلغنا أن أكثرية المسؤولين في أدارة المنطقة الخضراء وبمن فيهم محافظ السليمانية أنذاك قد أتصلوا بنوشيروان مصطفى بصورة سرية وكانوا يمارسون الفساد بتوجيه مباشرمنه كي يبرهن للجميع أن الفساد هو ظاهرة ولا يمكن اجتثاثها حتى أنه قد أتخذ مهندسين معينين مرشحين لحركته وهم الان أعضاء في البرلمان وكان شغلهم الشاغل وهمهم الوحيد هو تعطيل مشاريع مناطق حلبجة وسيد صادق كي يدفع الناس ويشجعهم على التخلي عن الاتحاد الوطني الكوردستاني وتنعكس حالات الفساد تلك وكأنها فساد الاتحاد في المنطقة هنا دعونا نتوقف ثانية عند النتاجات المبهرة لشركة كوران نتساءل :ترى هل يتبدأ رفع شعار مكافحة الفساد بتهيئة الارضية لتشجيع مزيد من الفساد أو لسيادة ثقافة الفساد عمومأ ؟
2ـ لقد كان نوشيروان مصطفى ،ولغاية عام 2009 منشغلا في أنتاج المفاهيم القائلة بأن الحزب السياسي هو العامل الاساس لجميع مشكلات المجتمع الكوردستاني بل والمعضلة الرئيسة في طريق العملية الديمقراطية ...إلا أنه قد أعلن في عام 2009 تأسيس حزب سياسي بأسم (كوران ـ التغيير ) وأظهر نفسه بأن هذا الحزب هو نموذج جديد ولا يطمع في السلطة ويسعى فقط ليكون معارضة أيجابية لا جراء التحول أو التغيير في نظام البلاد ومؤسساتها إلا أن المعارضة التي شكلها أو أنتجها نوشيروان مصطفى في (كردكه ) أي المقر الرئيس للحركة ) ودرب برلمانيه وفق ذلك النتاج ،إنما يعني (المعارضة تعني رفض أحترام كل شئ وعدم احترام الرئيس المنتخب للبلد ،وعدم وضع أي أعتبار للبرلمان والحكومة والتلاعب بألية صياغة قوانين البرلمان ...الخ) هنا لابد من أن نتساءل :هل أن الانتماء للمعارضة في النظام الديمقراطي يعني أنه عندما يحضر رئيس البلاد الى البرلمان ويقدم خطابه هناك ،فأن برلمانيي المعارضة لا يعتبرونه رئيسأ لهم ما يعني الاستهانة بأرادة جماهير كوردستان والنظام الديمقراطي ..لذلك عندما نرغب في التعامل مع مثل هذا التفكير ضمن النظام الديمقراطي إنما علينا أن نفرض شروطا مسبقة وهي تغيير عقلية مثل هذا التفكير وبعكسه سنكون نحن السبب في مثل هذا التفكير المريض لاجهاض الديمقراطية .
3ـ نقطة أخرى تستخدمها حركة كوران عمدأ كورقة للتلاعب بمشاعر جماهير كوردستان هي مسألة (البيشمه ركة ) وهي مساع خبيثة بتشويه
أسم البيشمه ركة كجيش للدفاع عن كوردستان وتصغيرها على شاكلة ميليشيات الاحزاب حيث تقول (كوران ):هدفنا هو أن تصبح قوات بيشمه ركة كوردستان قوات وطنية مؤسساتيه وأخراجها من قوات البارتي والاتحاد ،وهي دعوة ،إن لم تنطلق من أساس خبيث ونية غير سليمة ولا تحمل الحقد والبغضاء ،تعود ومؤيدة من عموم شعب كوردستان وكما قال وزير البيشمه ركة في حكومة لاقليم والمتنمي لحركة كوران :لا يتمكن أي طرف من الوقوف بوجه إعادة توحيد قوات البيشمه ركة أو يتخذ موقفأ معاديأ أو سلبيأ منها ،وأيأ كان ذلك الطرف أو الحزب السياسي فهي مسالة لا يمكن أن يقبلها الشعب منه ،"وقبل الاجابة عن هذا التساؤل لابد لنا من العودة الى الاتفاق الذي تم تأسيس التشكيلة الثامنة للحكومة على أساسه إذ قالت فيه حركة كوران لقد تفقت الاطراف الاربعة كل على حدة مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني وتعني بها الاتحاد الوطني و كوران والجماعة الاسلامية والاتحاد الاسلامي حول كيفية مشاركتنا في التشكيلة الثامنة للحكومة ،ترى ماذا يعني ذلك ؟وهو يعني بالتاكيد أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني ،كفائز أول في الانتخابات قد أرتضى وقبل أي طرف أخر ،بأن تتولى حركة كوران حقيبة وزارة البيشمه ركة وتقول كوران ذاتها كان هدفنا في المشاركة هو أن يصبح قسم من برنامجنا الاصلاحي جزءأ من برنامج التشكيلة الحكومية الثامنة (الحالية )وأن توحيد قوات البيشمه ركة كان أحد بنود برنامج كوران ،ونقول في ذلك أيضا (حسن ) عندما قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني باناطة حقيبة وزارة البيشمه ركة بحركة كوران فأن ذلك يعني قبوله بتوحيد قوات البيشمه ركة وتحويلها الى قوة وطنية مؤسساتية ،ونتساءل بهذا الصدد أيضا :ترى ماذا كان برنامج كوران أزاء هذه المهمة الوطنية وما الذي يبرر تخوفهم من عرض برنامجهم لاتباع الموسساتية في تشكيلات قوات بيشمه ركة كوردستان أو أن يبينوا أن هذا هو برنامجهم وأن البارتي هو ضد ذلك البرنامج ؟هنا من المناسب ،وكتحد لعموم حركة كوران أن نقول بأعلى صوتنا :إن من لا يقصد ولا يرغب في توحيد قوات بيشمه ركة كوردستان وتصبح قوة وطنية هو فقط حركة كوران وذلك لانه لوتم فصل قوات البيشمه ركة ،كجيش للدفاع عن كوردستان ،عن السياسة فأن ذلك سوف يؤدي الى صهر حركة كوران قبل غيرها فهي لا تميز في عملية أنتاج كلماتها الرائعة ! بين البيشمه ركة وبين الميليشيات فالذي سمى البيشمه ركة ،في أنتخابات عام 2009 بالميليشيات كان المرشح الشخصي لنوشيروان مصطفى في برلمان كوردستان وعضو البرلمان لمدة (4) سنوات ،بل وأكثر من ذلك لو أن حركة كوران كانت تطمح في توحيد قوات البيشمه ركة ،فانه كان الاحرى بها أن تنصب كل مساعيها في بناء ثقة عالية بين قوات البارتي والاتحاد ،الا أنه ،وكلجؤلا صغر برهان ،كان المفروض بحركة كوران أن تقوم خلال مدة 5/1سنة في الحكم بعرض بعض برامجها المنظمة لجميع قنواتها الاعلامية والتي كانت تخدم اعادة بناء الثقة بين البارتي والاتحاد كي يقول عنهم أبناء كوردستان : صحيح أن الهدف الاسمى لنوشيروان مصطفى وحركة كوران هو توحيد البيشمه ركة وأن البارتي والاتحاد هما اللذان منعاها من ذلك .هنا نعود ثانية ونقول :ليطرح نوشيروان مصطفلى و حركة كوران التي تطالب بمكافحة الفساد واجراء التغييرات والتحولات وتعزيز النظام الديمقراطي ،مجرد برنامج واحدلهم على شعب كوردستان ويقولوا :هذا هو برنامجنا للاصلاح كي يرحب البارتي به وكما رحب به في التشكيلة الحكومية الثامنة الا أنه قد تبين للجميع أنه ليس لديهم أي برنامج من هذا القبيل غير الردود الاعتيادية والبسيطة على الاسئلة الكبرى للامة .
4 ـ هناك مسألة أخرى يرتزق منها نوشيروان مصطفى وحركة كوران سياسيأ وهي مسألة أستخراج وأنتاج النفط من أقليم كوردستان وتصديره ،والشخص الجدير بالمساءلة في عموم حركة كوران حول هذا الموضوع هو شخص نوشيروان مصطفى ،حيث لايبدو أن الحركة قد شهدت متابعان عملية حول هذه المسالة ونتساءل :
*هل كان موضوع فصل حق الانتفاع من المصادر الطبيعية في أقليم كوردستان عن مشروع الدستور العراقي لعام 2005 خطأ أم كان مكسبأ تأريخيأ لشعب كوردستان ؟
*وهل أن تفعيل هذا الحق وتركيز المساعي لصياغة قانون النفط والغاز لاقليم كوردستان عام 2007 عملا سيئأ أم كان المفروض أن ننتظر الى أن يصدر قانون النفط والغاز الاتحادي والذي لم يصدر حتى الان ،ولا يمكن أن يصدر طالما أن الحكومة العراقية تفكر بهذه العقلية ،
*لقد سعى نوشيروان مصطفى ،وقبل تأسيس حركة كوران ،ولايزال الى تشويه المسعيين الوطنيين للانتاج والاستثمار في مجال النفط والغاز ،إلا أنه لم يتمكن حتى الان من الاتيان ولو بكلمة واحدة عن أي عقد نفطي ،والامر هكذا ،لماذا لايطرحون الحقيقة إذاما كانت العقود النفطية فاسدة أو غير شفافة ولماذا يتحدثون بكل خجل ويخفون كل شئ عنها؟
*هناك نقطة أخرى كثيرأ ما يتحدثون عنها وهي مسألة تأخر رواتب موظفي أقليم كوردستان :إنه من المؤسف حقأ أن حركة كوران ،وبدل أن تتهم الحكومة العراقية بذلك إنما تمنحها الحق في قطعها لرواتب وموازنة مواطني الاقليم .كما أنها هي كانت السبب الرئيسى في تأخر البيع المباشر للنفط الكوردستاني وهي التي تتخذ هذه المسالة الان ذريعة لغرض إثارة الفوضى .ومن الممكن في مجموع هذه النقاط أن نطلب من هذه الحركة ومنسقها علنا :تعالوا وأطرحوا برنامجكم بصورة صحيحة منعأ للتشويش أكثر على تصورات الناس ....
5 ـ عقلية جديدة للتعامل السياسي :
لو كانت حركة كوران وشخص نوشيروان مصطفى ينوون التعامل مع البارتي وفق ذات العقلية القديمة ما قبل 12 تشرين الثاني الماضي والعوة بذات النفس القديم للاتفاق والعمل المشترك مع حكومة الاقليم ،فأن تجربة السنوات الاخيرة قد برهنت للجميع أن العقلية التي تكون جل أهدافها أنتاج المزيد من السباب والكلمات النابية والتشهير بالمقابل ،فأنه لم يعد بأمكانها ممارسة السياسة بعد الان ،وحتى لوتمكنت من اجراء المفاوضات فأنها تسمى كل شئ الاالسياسة ،وهناك جانب أخر على كوران ونوشيروان مصطفى أن يجروا تغييرات مؤثرة فيه وهو عليهم أن يدركوا أن أطار العمل داخل أي حزب سياسي هو ليس مركزأ للتدريب والتأهيل العسكري لتدريب مؤيدي وكوادر ومسؤولي حركتهم على معاداة الحزب الحليف المقابل ،بل أن تغيير ذلك سيؤدي الى تقسيم المجتمع وتفتيته ،ما يضر بشكل كبير بالسلم الاجتماعي ،لذلك لو كان القرار هو عقد التحالف السياسي من أجل تفتيت السلم الاجتماعي ،فأن ذلك هو أيضا بمثابة اللعب بالنار ويحرق المجتمع بأسره ،من هنا الواجب يقضي بالتحاور والحديث المتبادل والصريح وأن يكون الكشف عن الوجه المخفي للخطاب السياسي بداية لتهدئة الوضع وأن يعلن نوشيروان مصطفى شخصيأ وعلنا وحركة كوران عموما خلافاتهم ضد الحزب الديمقراطي الكوردستاني ودون خجل ،وكذلك فهم هذه الحركة المتعالية لسيادة القانون والديمقراطية والتعايش وأن أية حركة سياسية لا تؤمن بهذه المبادئ وتخفي تطلعاتها وراء ذلك ،فان مصير أي حوار أو تفاوض يجري سيكون لا شئ طالما لم ترفع هذه الستارة ! هناك تنويهات بشان كيفية تحويل المعضلات نقلأ عن مشكلة ايرلندا الشمالية التي أعتبرت احدى المشكلات المعقدة والمستحيلة في القرن العشرين فالبين هنا :
1 ـ المشكلة بين ايرلندا الشمالية وبين بريطانيا كانت ناجمة عن التحولات طويلة الامد في المجتمعين البريطاني والايرلندي كما أن التقدم الذي شهده الاتحاد الاوروبي وأنتهاء الحرب الباردة كان السبب في أن تتخذ تلك المشكلة سياقأ جديدأ وقابلا للتعامل .
2 ـ التحولات التي طرأت في هذا المسار على الحكومة البريطانية وحركة شين فين الايرلندية ،والسير نحو وحدة الاهداف والمنطق ،وكان من ضمنها أتفاق الجمعة العظيمة بين ثقافتين تقليديتين وحث الخطي بالتالي لبناء مؤسسة تضم أفكارو توجهات الايرلنديين والبريطانيين داخل الحكومة ،الا أن حصول تغييرات بارزه في عقلية النخبة والافراد هو الكفيل بترسيخ تلك الاتفاقيه .
المصدر :تحول الازمات ،مهمة متعددة الجوانب .
الكاتب: Huqh Miall


ترجمة:دارا صديق نورجان
Top