• Saturday, 29 June 2024
logo

العلاقة بين "الادعاء الجماهيري "اليساري والجديد الاسلامي (populism) كوسائل للتحايل على الناس.

العلاقة بين
لقد أدرك رئيس الحكومة جيدأ حقيقة أن اجراء الاصلاحات هو ليس عبارة عن استعراض العضلات السياسية لما يسمى الشخصية الشعبية بل يدرك أن البرنامج الاصلاحي هو عبارة عن جمع القدرات وتهيئة الارضية المناسبة للعمل المشترك وبناء التعاون بين عموم الوزارات و أنه ليس بمقدور رئيس الوزراء أداء هذا العمل لوحده ..
*ممارسة السياسة بالفساد ومعاناة الناس ،تختلف عن ممارسة السياسة من أجل القضاء على الفساد وأيجاد حل مناسب لمعالجتها.
*أن الشخصية الشعبية ،وسواءكانتيمينية أم اسلامية سياسية أوجهادأ سلفيا ،إنما تعمل جميعها بأسلوب واحد ومن أجل هدف واحد ومشترك هو عبارة عن التحايل على الديمقراطية ..
* الهدف الرئيس للبوبيوليست هو التحايل على الديمقراطية وتحطيم الموسسات وتفتيتها :
إن أبسط تعريف للتظاهرة هو أيجاد سوق نشطة ورائجة لمسالة تتعلق بحياة الناس ،كي تتحول قوة التصويت والانتخاب الى قوة للتعبير عن الرفض وعدم الرضا و دون أن يعيرها الشخص الشعبي أية أهمية أويراعي كيفية معالجة مشكلات الناس أو أن يكون لدية برنامج لاجراء التحولات أو الاصلاحات في أطار المؤسسات الشرعية للدولة ،وسواء كان الشخصية الشعبية يساريا أم يمينيا ،اسلاميا سياسيأ أم جهاديا سلفيا إنما يعمل جميعهم بأسلوب واحد ،ولهدف معين ،وهو عبارة عن التحايل على الديمقراطية وأستخدام المبادئ والقوانين الديمقراطية الليبرالية بغية تفيت مؤسسات النظام الديمقراطي .ومسعى حقيقي لاهانتها ومباركة الشخص الواحد واظهاره كمنقذ حقيقي .
إن الحركة البوبوليست وأيا كانت أيديولوجيتها إنما تنتج وسط البيئة اللبرالية الديمقراطية ،وبالاستفادة من القوانين والمبادئ الديمقراطية ،قوة فعالة تغير الثقة الى التسيب و فقدها وتحول نتائج صناديق الاقتراع الى التعبير عن عدم الرضاوالتسلط وتهدف هذه القوة على الاكثر الى تغيير مظهر النظام الديمقراطي الى نظام قمعي و دكتاتوري وتجعل من الثقة القائمة بين المواطن والشرطة الى حالة من عدم الثقة بين الشرطة والمتهم بل وتنتج بيئة غير مستقرة يتحول فيها الفساد ،وبكل سهولة الى ثقافة تضم وتشمل بصورة منظمة عموم فقرات الحياة اليومية للحكومة والمواطنين .والسبب الرئيس لهذا التحول هو أن ظاهرة أو مايسمى الحركة الشعبية لا تسمح بأن تتخذ عملية الاصلاح مسارها الصحيح لانها قد شيدت سياستها الذاتية على السوق الرائجة للفساد ،فكيف تسمح ،والحالة هكذا ،بأجتثات الفساد ..ومهما كان الاختلاف بين الحركات ذات الصفة الشعبية فانها جميعا تلتقى عند نقطة واحدة وهدف- مشترك ،وهي تعطيل مؤسسات النظام الليبرالي الديمقراطي فعلى سبيل المثال:
1ـ الشخص الشعبي اليساري يشارك في العمليةالديمقراطية فقط عندما يكون اليسار الاشتراكي غير ديمقراطي ،وذلك لان الحركة اليسارية للاشتراكية الديمقراطية تؤمن بأقتصاد السوق وقوانين الملكية الخاصة وتنظيم الحريات في اطار القانون الا أن اليسارالشعبي يؤمن بالاقتصاد المركزي وفرض توجهاته على المقابل ،ويؤمن بحق الملكية العامة وليس الخاصة ،أي أن اليسار الاشتراكي الديمقراطي يتطلع لاعادة التعريف بنفسه على أسس العدالة على الاقل في الحياة الهانئة للمواطنين ....وبالمقابل نجد أن اليسار يؤمن بحل النظام الديمقراطي على أساس مبادئ اللعبة الديمقراطية .
2ـ وبالنسبة للشخص الشعبي اليميني نجد أنهم غير أولئك الذين يعتبرون أنفسهم ورثة الديمقراطية والليبرالية والمساواة بين الامم والقوميات بل أنهم يزرعون بذور الحقد والضغائن بين القوميات وذلك عن طريق التلاعب بمبادئ الليبرالية والديمقراطية ...فعلى سبيل المثال نجدهم يعادون قدوم اللاجئين خلال الدعاية الانتخابية ويعيدون السبب الرئيس في التضحم الاقتصادي الى من يقدمون الى ذلك البلد من أجل العمل ..ويعلنون عدم جواز المس بالثقافة الاوربية الطاهرة والاصيلة ..وينظرون الى ذوي (البشرة السوراء )وغير الاوربيين بعين الاستهجان ..ولقد عرضت هذه التوجهات في يومنا هذا كامل تاريخ النظام الليبرالي الديمقراطي الى المساء لة في أن مؤسسات الانظمة الليبرالية الديمقراطية القديمة هي الان غير قادرة على تلبية طموحات .

الناس ومطاليبهم :
1ـ الشخص الشعبي الاسلامي السياسي المعتدل وهو لا يتطلع ولا يرغب في حكم الدولة على أساس الشريعة الاسلامية والمثال على ذلك هو حزب العدالة والتنمية في تركيا .وحزب التنمية والعدالة في أندنوسيا والعدالة والحرية المصري .وهنا نتساءل
:لماذا يتخلون عن مسالة (لا يشترط أن تكون الدولة أسلامية والشريعه هي الحاكمة )وهدفهم الحقيقي في ذلك هو أن يتمكنوا من وضع شبكة مزروعة ومنسوجة بين عناصر ومكونات المجتمع المختلفة أساسها من الطبقة الفقيرة والوسطى والمثقفين المهمشين وكبار الاغنياء وأصحاب الشركات .والهدف من هذه السياسة إنما هو أن ما يسمى الحركة الاسلامية الجديدة لا تؤمن بالنظام الاقتصادي والرأسمالي للبرالية الديمقراطية بل وأكثر من ذلك وصولهم الى السلطة عن طريق صناديق الاقتراع .غير أنهم لا يؤمنون بالنظام السياسي الديمقراطي ..وخير مثال على ذلك هو أيضا حزب العدالة والتنمية في تركيا والذي فاز بالانتخابات البرلمانية لثلاث دورات متتالية ويدير الانتخابات المبكرة لدورة رابعة .ويطالب رئيس هذا الحزب ،رجب طيب أردوغان كأقوى شخصية في تركيا ، باعادة الخلافة العثمانية مرة أخرى وليس تطوير النظام الديمقراطي ،والذي كانت ذريعة الكبرى في عدم محاربة تنظيم داعش ما أعلنه في محاضرة ألقاها أو اخر عام 2014 في معهد العلاقات الخارجية الامريكي بقوله :نحن لا نشترك في حرب داعش لكوننا ندرك كيفية معالجة هذه المسالة فلدينا تجربة الخلافة العثمانية مع أبناء تلك المنطقة على مدى 400 عام نعرف كيف نعالجها إن أنيطت بنا و نعيد الاستقرار للمنطقة والواجب هنا أن نمعن النظر في مقولة أردوغان هذه ونقارنها مع وعوده في تولى السلطة فقد كان يتعهد أنذاك بتصحيح الديمقراطية بينما أصبح اليوم يطالب بعودة الخلافة الاسلامية العثمانية ! ان النموذج التركي هذا هو مصدر الهام جميع الحركات ذات الشعبية الاسلامية الاخرى وبالاخص من يعتبرون أنفسهم فرعأ من الاخوان المسلمين ..
4 ـ الحركة الشعبية السلفية الجهادية (القاعدة وداعش ): لقد كانت الحركة السلفية الجهادية ،ضمن بيئة النظام الليبرالي الديمقراطي الغربي ،وقبل ظهور هذه الحركة الخطرة ،مجرد حركة صامته داخل مساجد الغرب ،وكان جميع السلفيين يعودون الى مرجعية واحدة ويمارسون فتوى واحدة ويلتزمون بها ،وكان أسلوب العلاقة بين أتباع السلفية والمرجعية بشكل عمودي ولم تكن خطاباتهم وخطبهم أستفزازية إلا أن ذلك الاسلوب العمودي قد أنتهى مع ظهور داعش والقاعدة وتحول الى أسلوب أفقي ،أي أنه من حق أي تابع ومؤيد سلفي أن يشكل مجموعة معينة عن طريق الشبكة الاجتماعية وينظم الندوات والاجتماعات بين الناس وأخذوا يستفيدون من قوانين النظام الديمقراطي الغربي وأخذوا يمارسون خطابات أستفزازية ضد الثقافة والنظام الغربي وتنظيم المظاهرات ورفع أعلام داعش والقاعدة وأستغلوا بذلك البيئة الديمقراطية بحيث أصبح على شرطة تلك البلدان أن يقوموا بحمايتهم وعاجزة عن القاء القبض على أي واحد منهم ،إن هذا النمط من (الشخصية الشعبية) والذي جعل مساجد الغرب مركزأ لانتاج أرهابيي المنظمتين يكاد يضع عموم المدنية والحضارة الغربية والثقافة الليبرالية الديمقراطية موضع تساؤل وخطر كبير ..ولو سألنا ضمن أطار هذا الاسلوب :ترى ما هي علاقة هذه الاساليب الاربعة بكوردستان ؟ نقول :إذاما كان في الدول الاخرى نوع واحد من الشخصية الشعبية ،فان هناك وجودأ للانواع الاخرى الاربعة في كوردستان والانكي من كل ذلك هو أنها تتمكن من العمل معا لان هدفهم واحد .
*الحركة الموازية للشعبية وعدم الاقتدار في عملية الاصلاح : إن سياسة الحركات ذات الصفة الشعبية إنما تماثل أخبار موقع (بيازـ The union ) الفكاهي والكوميدي والذي كان يقوم في عام 1988 ،كنشرة أسبوعية مطبوعة ببث الاخبار والخطابات الفكاهية حول الانشطة والشؤون الوطنية والدولية الى أنه قد أصبح منذ عام 1996 موقعا رقميا (ويبسايت ديجتال ) ويتحدث عن السياسة باسلوب هزلي ويبني لها المتطلبات أنطلاقأ من مخيلته : فعلى سبيل المثال نجد أن هذا الموقع قد كتب حول التعقيدات والتسلط الذي يشهده الشرق الاوسط بعد عام 2011 مقالا جاء فيه :هناك 300 مليون حل لمعالجة مشكلات الشرق الاوسط ما يسهل مهمة الامم المتحدة وأن كل ما تبقى هو أيجاد مسار وجسر مشترك بين هذه المعالجات ال (300) مليون ولدى هذا الموقع معالجة فكاهية لكل مشكلة داخلية أمريكية لذلك نجد الباحثين والسياسيين عندما يتحدثون عن مشكلة معقدة مثل الشرق الاوسط ويدركون أستحالة حلها ،إنما يشيرون الى نموذج من المقالات الفكاهية والخيالية لموقع (بياز) فقد وجدنا مثلا فيليب كوردن المستشار السابق لاوباما لشؤون سوريا قد تحدث في مقال له نشرته مجلة فورن أفيرز في عددها ـ مارس ونيسان 2015 حول خروج منطقة الشرق الاوسط عن السيطرة ،وهو يوجه الحديث للرئيس أوباما ويقول له : ولماذا القلق والانشغال ،فأن لدى كل فرد في الشرق الاوسط ،وكما نشر هذا الموقع ،حله لمشكلة هذه المنطقة ..وما عليك الا بناء رابط بين هذه الحلول ومعالجة المشكلة ))ما يعني أستحالة حلها ،ونجد من هذا المنطلق وبنظرة موضوعية لسياسات الحركات ذات الصفة الشعبية الكوردستانية (المعارضة السابقة ) لوجدنا أن كل عضو أو مؤيد لهذه الحركات يحمل حلا فكاهيا ساخرأ وخياليا لاجراء الاصلاحات في أقليم كوردستان ويروجون لها باستمرار على شاشات التلفزة كي يقوم بالتالي كل فرد كوردستاني بصياغة معالجة ساخرة وخيالية للاصلاح أي بما مجموعة (6) ملايين حل لاجراء الاصلاحات في أقليم كوردستان ... نحن هنا نجهل مدى أطلاع رئيس حكومة أقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني وعلمه بألخبار ومقالات موقع (بياز) الا أنه طرح منذ بداية التشكيلية الثامنة لحكومة الاقليم وجهة نظره أزاء الاصلاح وذلك في أجتماعات مجلس الوزراء وبرلمان كوردستان العراق .بقولة :يبدو أن رئيس الحكومة في صياغة وجهة نظره للاصلاح في التشكيلة الثامنة إنما هو قارئ جيد لموقع (بياز) وذلك لان الجهات المدعية للشعبية وعلى مدى السنوات الاربع من عمرهافي المعارضة كانت تقول لرئيس الحكومة كل يوم خلال التشكيلة السابقة : ها نحن نطرح اليوم ،ليس حلا واحدأ بل 6 ملايين حل لاجراء الاصلاحات وما عليك سوى متابعة برامج محطاتنا التلفزيونية والتي يقال لها "صوت الشارع "والارجح أن رئيس حكومة أقليم كوردستان قد أتبع ،وقبل تشكيل الحكومة الثامنة ذات القاعدة العريضة ،ستراتيجية موقع (بياز) وقد أبلغ برلمانيي قائمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني في أول أجتماع له معهم :غايتنا هي أن يكون البرلمان مراقبا نشطا على الحكومة وأدائها وأن تبدأ هذه الخطوة من برلمانيي الحزب أي أن ينتقدوا الحكومة بشدة و وزارات الحزب قبل أية وزارة أخرى ،طريقا لنجاح عملية الاصلاح في أقليم كوردستان ..وبعد تأسيس التشكيلة الثامنة فقد وجه رئيس حكومة الاقليم الوزراء أنفسهم بأجراء الاصلاحات في وزاراتهم مباشرة أي أن يقوم كل وزير بصياغة برنامجه الاصلاحي وأبدى في ذلك أستعداده الكامل للتعاون معهم وفي مختلف الوزارات وفيما بينها أيضا ،والبين أن رئيس الوزراء يدرك تماما أن برنامج الاصلاح هو جمع القدرات وتهيئة الارضية المناسبة للعمل المشترك وبناء تعاون مثمربين جميع الوزارات يساعده في ذلك جميع الوزارات في تنفيذ هذا البرنامج الحكومي وقد أختار في ذلك أفضل بيئة للاصلاح في تشكيلته الواسعة ضمانا لنجاح هذه العملية ومن لدن جميع القدرات والامكانيات .وفيما يتعلق بأجراء الاصلاحات في الوزارات ذات العلاقة المباشرة بالحياة اليومية للمواطنين مثل التربية والمالية والاقتصاد والصحة والعمل والشؤون الاجتماعية حيث وجههم رئيس الحكومة بأجراء الاصلاحات فيها ،فقد سعى لوضع كل الامكانيات اللازمة تحت تصرف الوزراء وأمن لهم أفضل الخبراء الاجانب في هذا المجال .ويمكننا أعتبار الاصلاحات في مجال ترشيد النفقات وتنظيم أستيراد الادوية والسيطرة النوعية عليها ورفع مستوى الخدمات الصحية والطبية وأعادة تنظيم شبكة الحماية الاجتماعية بنظامها الالكتوني ،هدفه في هذا البرنامج الاصلاحي أن تكون التشكيلة الثامنة ،وهي تشكيلة جميع الاحزاب الكوردستانية ،هي الراعية والمنفذة للاصلاح نجاحا وفشلا . وألا يعتبر أحد نفسه صاحب هذه الانجازات وعدم أتخاذها موئلا للصراعات والمنافسات السياسية للاعلام .إن ما يبعث على التأمل هو :لماذا عجزت الوزارات التي كانت تتولاها المعارضة بالامس عن اجراء الاصلاحات فيها والرد نابع من منشورات وبيانات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة الشفافية الدولية والتي تعلمنا أن السياسة والمتاجرة بالفساد ومعاناة الناس إنما تختلف عن ممارسة السياسة لاجثثات الفساد وأنها ئه و أيجاد الحلول الناجعة لتلك المعاناة .
* يتحقق الاصلاح وفق النهج المؤسساتي وليس الخطابات الاستفزازية عبر شاشات التلفزيون :
الواقع أن رئيس حكومة أقليم كوردستان لم يعلن ستراتيجية للاصلاح أو أطلاق أيدي الوزراء لهذا الغرض في أجتماع جماهيري أو على شاشات التلفزة ،بل تحدث عنه في أجتماعه مع مجلس الوزراء وخلال زياراته لبرلمان كوردستان العراق ورجا وبأخوة برلمانيي جميع الاطراف السيلسية أن تكون عملية الاصلاح بهدف التقليل من معاناة الناس وليس قراءة لخطابات أستفزازية على شاشات التلفزة .فالاصلاح هو مهمة وطنية يتحملها الجميع وبامكاننا معا أن نحققه ولا يمكن تحقيقه من قبل طرف معين أو شخص واحد ،الا ان الاطراف الاخرى ،ومع الاسف ،وأن الاتحاد الوطني الكوردستاني وبعد أن شارك بمفرده في الانتخابات العامة إنما يمارس السياسة وينتهج ذات الاسلوب الذي تمارسه أطراف المعارضة (في السابق) أزاء الحكومة ويناى بنفسه عن المسؤولية وجعلوا عملية الاصلاح مجرد خطاب اعلامي لتشويش الرؤية أمام الناس !فعلى سبيل المثال :
*هل حصل في أية دولة في العالم تعتريها أزمة تدني جودة البنزين ،أن قام برلماني ما وبدون علم من البرلمان وبدون تعاون من وزير الثروات الطبيعية ،بسحب البنزين بواسطة حاوية ماء (وعاء) ويذهب شخصيا لاجراء الفحوصات عليه في مختبر خارجي ،ولم يطلع الوزارة بل واكثر من ذلك أن يصطحب معه قنينة بنزين الى برنامج تلفزيوني ويسعى عن طريق مهاجمة وزير الثروات الطبيعية الاساءة الى الحزب الذي يحالفه في حكومة واحدة ؟
أو أن يلقى بمسؤولية ارتفاع سعر البنزين على عاتق الوزير المذكور والذي ليست لديه مثل هذه الصلاحية أصلا! فلنلاحظ هذا البرلماني الذي يحاول أن يوهم الناس بأنه من الحزب الفلاني الذي يقف ضد الفساد وأن الحزب الديمقراطي الكوردستاني هو مصدر الفساد ،دعونا نقبل بهذا التقسيم العجيب لللتهم وبالمقابل عليهم أن يعتبروا معاقبة محطة الوقود تلك بغرامة مليون دولار نجاحا للحزب وللحكومة كلها وليس له بالذات وهو ذات البرلماني الذي أتهم الديمقراطي الكوردستاني بأنه هو الذي يقف وراء أرتفاع سعر البنزين غير أن السيد قباد طالباني نائب رئيس حكومة الاقليم وعضولجنة النفط والغاز ،هو الذي أعلن وأقترح :ترشيدأ للنفقات وزيادة لمصادر الايرادات سوف نضطر لرفع أسعار البنزين ،ونتساءل هل أن أقتراح السيد قباد طالباني كان مخالفأ للنهج الوطني في ظروف عدم صرف الرواتب وحرب داعش أم كان خطوة وطنية وشعورأ عاليا بالمسؤولية ؟ ونحن بأنتظار الرد على هذا التساؤل وشعور من قبل البرلماني نفسه وعلى شاشات التلفزة أيضا !!
*وبالنسبة لتوحيد قوات بيشمه ركة كوردستان في أطاروزارة البيشمه ركة والتي أتخذتها حركة كوران وعلى مدار الساعة ألة أعلامية للدعاية المغرضة ضد الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني في أن الحزبيين لا يوافقان على هذا التوحيد بحجة أن لديهما قواتهما الخاصة (الوحدتان ) (70ـ 80 ) ولا بد أن نتساءل أيضا :هل أن لدى الحزبين النية لهذا التوحيد بل والاهم هو :ما هو برنامج حركة كوران لبناء الثقة بين تلكما القوتين ضمانأ لتهيأة الارضية المناسبة للتوحيد أم أنها قد حاولت وبأستمرار ،بناء أرضية غير ملائمة لذلك ،وتشهد جماهير كوردستان قاطبة ،في هذه المعضلة التي أو جدتها الحركة حول مسألة رئاسة أقليم كوردستان أي مستوى من فقدان الثقة قد أوجدته الحركة مرة أخرى ،لذلك فأن على هذه الحركة التي سمت نفسها كوران (التغيير)أن تدرك أن التغييريتطلب تهيئة الارضية من أجل بناء الثقة وليس فقدها أو أنهائها ،وأية تغيرات يتوقع حصولها من قبل مثل هذه الحركة غير المومنة بتهيئة تلك الارضية والتي هي عامل أساس ونهائي لنجاح عملية الاصلاح ؟والاسلوب الاخر الذي يقف عثرة بوجه مسالة الاصلاح هو الاسلوب ذاته للقاعدة و داعش والذي يتبعه هولاء وهو ممارسة أسلوب الخطاب الاستفزازي وتهيئة الارضية لا هانه الطرف المقابل والرموز المقدسة للموسسات الشرعية في البلاد ،هنا نذكر بأن توماس فريدمان قد أشار في أحد مقالاته حول الاسلوب (المدعي للشعبية) لداعش والقاعدة الى كراس حصل عليه في مركز للتدريب والتاهيل لداعش لارهابيي تنظيم القاعدة وتمت فيه الاشارة الى ضرورة مهاجمة هولاء الارهابيين للرموز والقيم الخاصة بالدول الغربية كي تشعر أجيالها بالاحباط ،واليوم فقد قام مدعو شعبية داعش بأتباع أساليبهم في مختلف أنحاء الساحة الاوربية و بصورة أستفزازية وفي ظل قوانين دول الاتحاد الاوربي ،وكذلك في كوردستان ذات الارضية من الديمقراطية والحرية والقوانين الكوردستانية ويهاجمون بمنتهى درجات الاستفزاز سمو رئيس أقليم كوردستان وشرعية حكومة الاقليم ولقراء هذه السطور في متابعة الموضوع ملاحظة اساليب لداعش في أوروبا وفي كوردستان عند هايدرك أن الخلاف أو الاختلاف والتباين بينهما هو فقط أختلاف الكلمات المكتوبة على الشعارات التي يرفعونها ليس الا فهما يسعيان لذات الهدف .
*وأسلوب أخر من العثرات أمام الاصلاح هو تقسيم الوزارات داخل الحكومة ،أي أنه مثلا :لان وزير الزراعة ينتمي الى الجماعة الاسلامية ،فأن تلفزيون الجماعة يعتبر وزارة الزراعة بعيدة عن الفساد ،وكذلك الحال بالنسبة لوزير البيشمه ركة المنتمي لحركة كوران فأنه بنظرهم هو وحده يتفقد قطعات البيشمه ركة وكذلك الحال بالنسبة للعديد من الوزارات عاءات أعلام الاحزاب بشأن حسن أدائهم ..وبناء على ذلك فأن من المبكر جدأ تهيئة الارضية المناسبة في أقليم كوردستان بغية اجراء الاصلاحات وأجتثاث الفساد فيه بسب عدم توفر مديات تهيئة الاسلوب السياسي للاصلاح والقضاء على الفساد بحيث يتحول الفساد وممارسته الى منما هضة الفساد فأتباع النهج السياسي هذا هو ليس مجرد شعار بل هو عمل جمعي منظم ومؤسساتي والذي وصفه دانيال كوفمان المدير السابق للبنك الدولي ببداعة "إن مناهضة الفساد وإبادته هي نوع من السحر ،أنا لا أعرف كيف يمارس الا أن ما أعرفه هو أنه إذاما نجحت هذه السياسة فأن الاشياء كلها سوف تتغير وترتفع مستويات المعيشة لعشرات الاضعاف ،وتصبح الجامعات مصادر للمعرفة وتنخفض نسبة الوفيات للاطفال ما دون سن الخامسة وتتحول التنمية الى مستديمة وتعمل المؤسسات بكامل طاقاتها وتتطور "ولوربطنا بين مقولة كوفمان هذه وبين أخرى لايفان دورتي مدير برامج الاحزاب السياسية في معهد (NDI) والقائل :أن أعظم قوة قادرة على أجتثات أسلوب ادعاء الشعبية من الجذور هي تقوية وتعزيز الموسسات الديمقراطية ما يبلغنا بانه إذاما كان الاصلاح والسعي للحيلولة دون الفساد سببأ لتعزيز المؤسسات فأن ذلك هو أيضا سبب لانهاء(البوبياليست) ،و وفق ذلك فأنه ما دام الفكر المدعي للشعبية موجودأ في أقليم كوردستان فأنه لا يمكن أن تترعرع عملية السلام دون عوائق كبرى ...
*تنويهات عن الموضوع:
أستغلال الحركات والاحزاب الاسلامية وبجدارة أوضاع ما بعد سقوط الانظمة العسكرية مثل الاخوان المسلمين وحزب النهضة في مصر ما أوجد الخيفة والخوف قلب المؤسسات الاعلامية الغربية وتحولت الى أحزاب وحركات أسلامية معتمدة على الشعبية وسميت الشعبية أو الجماهيرية الاسلامية الجديدة .
*الزعيم المدعي للجماهير هو ضد الديمقراطية حتى العظم .ونقصد بذلك ظهور شخصيات تبدو وكأنها تحمل رسسالة رائدة وهي ظاهرة تبرز عادة في سياق الازمات السياسيه بعد أن تعجز الاطراف المعنية من الاستجابة لمطاليب الجماهير وتصرح بظروف أستعادة ما فقدوا ،فالادعاء أو التظاهر بالشعبية هو بحد ذاته مشكلة سياسية وينشأ القادة هولاء خارج المؤسسات الطبيعية وتسعى لتفكيكها وحلها حتى لو تولوا زمام السلطة لفترة معينة ،وما لهذة الظاهرة من أثار سلبية على مسار حياة الشعوب وتطورها ....

ترجمة :دارا صديق نور جان
*****************************************
Top