الكورد بين رحمة الممالك وظلم الجمهوريات
لا ألوم مسعود بارزاني على مساعيه لإستقرار كوردستان، بعد فشل تجربة حكومات المحاصصة الحزبية العراقية التي لا تبالي بالوضع الوطني ولا تترفع عن المصالح الحزبية والشخصية، بل انها تكرس الطائفية والإرهاب والتطرف في العراق.
وفي جوانب أخرى من المقال يتطرق الكاتب الى مقال لنابليون بونابرت الذي يقول فيه إن الجغرافيا هي القدر وهي المصير.
ويقول، وهذا الكلام ينطبق أكثر ما ينطبق على الشعب الكوردي.
ويضيف الكاتب "يمكن أن نضيف شيئاً آخر يتحكم بمصير الشعب الكوردي هو العيش ضمن حدود دول جمهورية تعسفية شمولية ديكتاتورية طاغية. وقد أثبت تاريخ العرب في العصر الحديث إن ظلم أي ملك أو أمير أو سلطان عربي هو أفضل بكثير من عدالة ورحمة أي رئيس عربي.
ويقول ايضاً، وفي الوقت الذي كانت تلك الجمهوريات الظالمة تلاحق الكورد وتقمعهم كانت الممالك العربية، تستقبل الكورد وتعاملهم معاملة حسنة وتؤمن لهم حياة حرة كريمة وتؤمن لهم فرص عمل وتفتح قنوات ديبلوماسية مع التجمعات والأحزاب الكوردية، وترفع من مستوى التمثيل الديبلوماسي والتبادل التجاري مع أقليم كوردستان.
وفي الوقت الذي كانت الجمهوريات تدمر المدن وتقتل الشعوب وتسفك الدماء كانت الممالك تسعى إلى تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين جميعاً وتهتم بالتطور الإجتماعي والإقتصادي، فكانت تلك الممالك تنافس الدول الأوروبية بعض الشيء في استقطاب المواطنين الكورد الفارين من بطش حكومات الجمهوريات. وكان رؤساء تلك الجمهوريات يسعون إلى تحويل بلدانهم إلى جمهوريات وراثية من خلال تسفيه برلماناتهم وتقديم الرشاوى لأعضائه وصنع أحزاب شكلية موالية لسياساتهم وسيطرة الأجهزة الأمنية. وربما كانت هذه من الأسباب الحقيقية التي دفعت تلك الجمهوريات إلى الهاوية والدمار والخراب، بينما في الممالك كانت هناك أنظمة ملكية محترمة تراعي الخصوصيات القبلية والعشائرية والعادات والتقاليد العربية الأصيلة. فحرمان المرأة من حق قيادة السيارة لا يشكل شيئاً بالمقارنة مع عمليات الأنفال والتطهير العرقي والقصف الكيماوي والقصف بالبراميل المتفجرة وجلب التطرف والإرهاب إلى البلاد والإستقواء بالطائفية. والحكم الملكي لم يمنع إنشاء برلمانات محترمة، لا يجوز بأي حال من الأحوال إجراء مقارنة بين أنظمة الحكم في الجمهوريات الظالمة والجائرة وبين أنظمة الحكم في الممالك الرحيمة. وبكل تأكيد لو بقي نظام الحكم في كل من سورية والعراق ملكياً لكان أفضل بكثير لشعوب الدولتين، ولما كنا شاهدنا المآسي والكوارث! ولا ألوم على الإطلاق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي كان يسعى الى تأسيس سلطنة عثمانية. ولا ألوم مسعود برزاني على مساعيه لإستقرار كوردستان، بعد فشل تجربة حكومات المحاصصة الحزبية العراقية التي لا تبالي بالوضع الوطني ولا تترفع عن المصالح الحزبية والشخصية، بل انها تكرس الطائفية والإرهاب والتطرف في العراق.
ما أروع كلمات الأغنية التونسية التي تقول خذوا المناصب والمكاسب لكن أتركوا لنا الوطن؟