عراقيون يدعون إلى الثورة ضد السياسيين
الحكومية ايضا.
يشرح المتحدثون بتذمر الاسباب التي من اهمها عدم استطاعة السياسيين حماية ارواح الناس وانشغالهم بمصالحهم وسرقاتهم التي فاح عفن رائحتها حتى ان البعض منهم صار يتباهى بالثروة التي يمتلكها ويمنح الاخرين فرصة كشفها من دون اي اعتبار للناس الفقراء الذين يتعرّضون لاسوأ انواع الاذى، حيث مقدراتهم بيد السياسيين، الذين يعمل معظمهم في التجارة والاحتكار لواردات البلد، فيما المنطقة الخضراء التي صار البعض يسميها (مغارة اللصوص) مجرد فندق بالنسبة إليهم، حيث عوائلهم ومقار اقامتهم في الخارج.
ويرى الكثير من العراقيين ان الثورة لابد منها، والا فالامور تزداد سوءا بعدما تزايدت التفجيرات الارهابية، بل ان البعض يرى ان الوضع يتردى الى مؤشر خطير، حينما وصلت الحال الى قمع المتظاهرين المحتجين على سوء الخدمات وقتلهم بدم بارد، فيما الجميع متفق على ان السياسيين نهبوهم وسرقوهم وقتلوهم، سرقوا حقوقهم، دمروا بلادهم، وبفسادهم سمحوا لداعش ان يحتل اجزاء واسعة من البلاد.
"ايلاف" حاولت ان تنصت الى اصوات عراقيين ورصدت ما يتحدثون به في هذا الموضوع:
الثورة ضرورة حتمية
اكد احمد سالم، طالب في جامعة بغداد مرحلة رابعة، ان الثورة اصبحت ضرورة حتمية. وقال: وصلت الامور الى حد لا يطاق حقيقة بعدما اصبح كل شيء امام اعيننا مغايرا لتطلعاتنا وهمومنا، ما نعيشه من جحيم يومي لا يطاق وسط مخاوف ازدادت بعدما راحت المناطق الآمنة تضربها التفجيرات التي وراءها سياسيون خونة فيذهب ضحيتها ناس فقراء، وكذلك الفساد الذي نقرأ عنه كل يوم بالوثائق لمسؤولين كانوا يستجدون في اوروبا وسوريا وايران، والان اصبحوا من اصحاب الثروات واغنياء العالم.
واضاف: الوضع الان في اسوأ احواله، والسياسيون غير مهتمين ولا مبالين بما يحدث، فالاهم عندهم انهم وعوائلهم بخير، وليذهب الشعب الى الجحيم، وفي الحقيقة على الشباب العراقي المحب لوطنه ان ينتفض ضد هذه الزمرة الضالة التي عاثت بالبلاد وجلبت لها الويلات، انا من جانبي سأحرّض على الثورة، التي اصبحت ضرورة حتمية، بكل الوسائل المتاحة، لانني اشعر بان هؤلاء السياسيين يضحكون علينا منذ 13 عاما، ولا هم لهم سوى السرقة والفساد وقتل الناس.
لا بد من التغيير
اما نداء عباس، موظفة، فقد اكدت يأسها من تغير الاحوال، لذلك لابد من التغيير. وقالت: اولا اريد ان اسألك بالله اين هم السياسيون الان في هذا الصيف العراقي الساخن جدا وفي ظل اوضاع الحرب الصعبة؟، الجواب كلهم ذهبوا للاصطياف في بلدان اوروبا واميركا وكندا وبيروت، وتركونا نصطلي بنار الحر وانقطاعات الكهرباء والتفجيرات التي يوميا تضرب الكرخ والرصافة وحتى اخر المدن الامنة، حتى اصبح الواحد منا لا يأمن على نفسه في بيته، فهذه ليست عيشة؟ .
واضافت: كنا نأمل خيرا منهم، قلنا انهم فقراء وعاشوا الفقر والعوز وسيعملون لمصحة الشعب، واذا بهم جوعى بطونهم لا تشبع وعيونهم لا تقنع، انهم فعلا الذين قال فيه الامام علي (ع): خذوا الخير من بطون شبعت ثم جاعت، ولا تأخذوه من بطون جاعت ثم شبعت، وهؤلاء كانوا جوعى واليوم شبعوا من المال الحرام مال الشعب، واصبحت لديهم مليارات الدولارات في البنوك، وهذا ما نقرأ عنه يوميا ونسمعه، انا اشعر باليأس من ان يتغير هؤلاء السياسيين نحو الاحسن، والله اننا تعبنا من هذه الحال السيئة، وقد ابتلانا الله سبحانه بساسة لا يخافون الله، واعتقد، بل مؤمنة كل الايمان ان بقاء هؤلاء السياسيين هو بقاء لرؤوسنا في الوحل، ولا يمكن ان يتغير حال البلد الا بثورة عارمة تنسف الاول والاخير، واذن لا بد من التغيير مهما كان الثمن.
طفح الكيل
عدنان الحيدري، موظف في وزارة الثقافة، من جهته فقد اكد ان الكيل قد طفح، وقال: نظامنا حقير وعفن.. يتوارى خلف قوى قاهرة ومتخلفة لانها مستفيدة من الاموال التي يمنحها الساسة لهم لحمايتهم وحماية ابنائهم وعوائلهم.. بينما يتراجع ابن البلد الى الوراء ويعمّ الخراب يوما بعد يوم.. ينعمون بخيرات هذا البلد المسلوب ويتوارون خلف الدين المتهالك بحجة الحلال والحرام، ولكن انبوب ضخ الاموال جار على قدم وساق الى البنوك السويسرية وواجهات المصالح الاوروبية، والشرفاء من ابناء هذا الوطن الجريح يتساقطون على جبهات القتال مع اشرس واعنف قوى ظلامية قاهرة ورجعية تساندها اميركا وحلفاؤها.
واضاف: كنّا قبلا لانتوانى في اسقاط انظمة مرّت على العراق لشعورنا بانها لا بد ان تسقط، حتى وان كانت اسبابها في البقاء من الممكن اصلاحها.. نحرنا الملك وحاشيته وألغينا انظمة عسكرية مستبدة.. فلماذا لايتم اسقاط المنطقة الخضراء بجلاوزتها من اللصوص والسراق لمال العراق وابنائه.. ؟؟ لا استبعد ان يتغير هذا النظام الموغل بالاجرام والمتاجر بدم الفقراء قريبا".. لقد طفح الكيل كثيرا.. كثيرا جدا.
لا يمكن السكوت
من جانبه اكد اسعد عبدالله، صاحب محل تجاري، ان الوضع يحتاج ثورة، وقال: الوضع الان لا يمكن السكوت عنه، ونحتاج ثورة تطيح بالرؤوس العفنة التي اكدت المحاصصة والطائفية واشتغلت لنفسها فقط، وها نحن نعيش في اسوأ حال، فيما هم يسرقون وينهبون ويسافرون ويفسدون ويجعلون من انفسهم اوصياء على الناس، لكنني اعتب على الناس الذين صدقوهم، وها هي بغداد والمحافظات ما زالت الازبال تملأ شوارعها ولا خدمات فيها، وفوق هذا من يتظاهر يقتل او يعتقل بتهمة جاهزة والمشاكل اكثر من الهم على القلب.
واضاف: اصحاب المنابر والفضائيات في غالبيتهم هم من يثير الفتن والاحقاد لان مصالحهم تعتمد على الفتن والفوضى، ولا يمكنهم ان يستمروا من دون فوضى وتأجيج للطائفية، وعليه فلا بد ان تكون للشعب كلمة، وان يتخلص من سباته وان يستفيق، ويتخلى عن الكلام الديني الذي يخدره به المعممون واصحاب النيات السيئة الذين يخيفون السني بالشيعي ويخيفون الشيعي بالسني، بينما هم يسرقون ويفسدون ويقيمون الليالي الحمراء ويستغلون الدين لصالحهم، لان معظم الشعب جاهل ولا يفقه سوى ان يمشي خلف رجال الدين سواء كانوا صالحين او مفسدين.
الفوضى أرحم
الى ذلك قال الكاتب احمد عبد الحسين اننا الآن في قعر الهاوية ولا بد من ثورة، وقال: العراق مقسم عملياً، الجيش والحشد يخوضان معركة وجود مع وحوش عقائدية شرسة، الطبقة السياسية لم تهدأ لصوصيتها لحظة واحدة، فهي مستمرة في السرقة والضحك على الشعب وضرب بعضه بعضاً، ثرواتنا تستنزف في حسابات السياسيين المصرفية في دول العالم، ونحن نفتقر الى أبسط الخدمات، متظاهرون يقتلون لأنهم طالبوا بالكهرباء، الشارع أصبح ملكاً لقوى غامضة لا نفهمها، ليست هي الحكومة، لكنها مع ذلك حاكمة، ولا تفويض قانوني لها، لكنها تفرض قوانينها في الشارع والجامعة والأماكن العامة، داعش على أبوابنا وفي بيتنا لصّ هو نفسه قاتل أيضاً. نهم الساسة والبرلمانيين والمسؤوليين وجشعهم ليس له حدود، جراد أصفر لا تكفي لملء كروشهم وكروشهنّ كل ثروات العراق. شبابنا يموتون على الجبهات والساسة يتنعمون في جنات أرضية خلقوها لهم بأموالنا المسروقة، وشبابنا الذين لا يشاركون في القتال يموتون كمداً وحسرة على انقضاء فتوتهم في مشهد كهذا: عطل عن العمل وفقر حياة وغياب المتع واللذائذ التي انحصرت لدى السياسيين وأبنائهم وبناتهم. هذا هو "النظام" الذي نعيش فيه ببساطة. وإذا احتج شخص ما جوبه برد فعل قويّ يسكته ويلجمه مؤداه ان هذا الاحتجاج سيؤدي الى الفوضى!.
واضاف: ليس من حلّ إلا بتغيير هذه الوجوه، بالقوة إذا لزم الأمر، ثورات كبرى اشتعلت لأسباب أقل فداحة مما نمرّ فيه اليوم. يجب معاقبة الساسة كلهم على ما فعلوه بنا، أشعر بان غضباً عارما يعتمل في الوجوه التي أراها والنفوس التي ألتقي بها وقد آن أوان خروج هذا الغضب للإطاحة بهذا النظام الفاسد وبهذه العملية السياسية التي لم تنتج سوى القتلة واللصوص.
وتابع : شخصياً أتوقع سقوط المنطقة الخضراء "مغارة اللصوص" قريباً بيد مسلحين يشعرون بانهم وحدهم من يعطي دماً اليوم من أجل أن يتنعم أباطرة سياسيون جهلة أميون تافهون بخيرات العراق. لست قلقاً من شكل هؤلاء المسلحين وانتمائهم وتوجهاتهم أكثر من قلقي مما يحدث اليوم.الفوضى أرحم من نظام كهذا!.
الانتفاضة آتية
اما فاروق عبد الجبار البصري، كاتب واعلامي من البصرة، فقد اكد ان الإنتفاضة آتية، وقال: كل مسببات الإنتفاضة في العراق قائمة، كل المؤشرات والمعطيات تنبئ بذلك، لو اننا راجعنا (دفاتر) معظم ثورات العالم، لوجدنا ان مسبباتها دون الأسباب المتوافرة حاليا في العراق، الانتفاضة قائمة، الانتفاضة آتية، ستشتعل شرارتها في أي لحظة، من دون تحضير، من دون تخطيط، ربما (في مقاييس الربح والخسارة) ستتسبب هذه الإنتفاضة بخسارة الكثير من جزئيات حياتنا النمطية. ربما ستتعدد (بوصلات) هذه الانتفاضة. ربما ستفتح جروح هي نائمة اليوم. ربما سنخسر (هدوءنا) و(رتابتنا) وبعض مما يسميه العراقيون (راحة البال). ربما سيطول أمدها. ربما ستعم الفوضى غير المسيطر عليها. ربما ستتعدد الأصابع الخفية التي ستهرول لضبط موجاتها وإيقاعها. ربما سيسرقها (مارقون) جدد. ربما سيأكل يابسها أخضرها. ربما ستتقطع أوصال جغرافيتنا لبضع سنين. لكنها ستقوم، ستنطلق شرارتها، ستندلع نيرانها، سيتصاعد سعيرها!
اضاف: في النهاية.... وفي الحسابات (الإنسانية) المستقبلية، سينقذ العراقيون أنفسهم من السقوط - أكثر مما هم اليوم ساقطون - في مستنقع التخلف والتشرذم والتردي والتصدع. الخوف فقط من شحة الثقافة الثورية لدى جمهورنا. الخوف فقط من هذا الانحسار المعرفي لجمهورنا، مقابل اتساع مخيف للأشرار والجهلة والقتلة ومتصيّدي الغنائم. الخوف من أن تتغلب (الكثرة) الجاهلة على (القلة) العاقلة، وهو خوف مشروع خلفته ثورات (الربيع) العربي. الانتفاضة اتية.