• Monday, 23 December 2024
logo

العراق مجزأ فعليا .. وحيدر العبادي يحكم بغداد فقط

العراق مجزأ فعليا .. وحيدر العبادي يحكم بغداد فقط
لفجوة التي اوجدها الانهيار الامني بسقوط مدينة الرمادي، اثار تساؤلات عدة ابرزها: هل فعلا مازال العراق تحكمه حكومة واحدة ؟ وهل العراق لم يعد مقسما ؟

الانبار تقسم العراق

ما ان سيطر تنظيم "الدولة الاسلامية" داعش منتصف الشهر الماضي على مدينة الرمادي (مركز محافظة الانبار)، لتصبح نحو ثلث مساحة العراق تحت سيطرة المسلحين المتشددين، بغض النظر عن المساحة التي يهيمن عليها داعش في الموصل .

مساحة محافظة الانبار تشكل ما يعادل 1/3 من مساحة العراق. تبلغ مساحتها 138،500 كم مربع، وبذلك يكون تنظيم داعش قد سيطر على منطقة واسعة في العراق تمتد لحدود ثلاثة دول عربية متمثلة بالاردن والمملكة العربية السعودية وسوريا .

الانبار التي يقطنها قرابة 2 مليون شخص وتضم مدن عراقية تشكل أهمية جغرافية تصل لحدود العاصمة العراقية بغداد متمثلة بمدينة الفلوجة الواقعة (45 كم غربا) وصولا لمدينة الرطبة الحدودية مع سوريا والنخيب مع المملكة العربية السعودية ومدينة القائم التي تحد سوريا .

وليست الانبار المحافظة الوحيدة الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية"، وقبل ذلك بنحو عام توغل عشرات المقاتلين صيف 2014، الى مدينة الموصل (مركز محافظة نينوى) ليسيطر على المدينة وضواحيها الممتدة نحو اقليم كوردستان .

رقعة القتال

مناطق محددة بمحافظة الانبار تحت سيطرة القوات الامنية العراقية وقد تشكل ثغرة امنية بالامكان استغلالها حال سقوطها بيد مسلحي داعش لاحتوائها على خزين هائل من الذخائر والاليات العسكرية .

الحبانية وحديثة والعامرية .. اخر مدن الانبار

والتي تعد جغرافيا منطقة مؤهلة للسقوط بيد تنظيم "الدولة" في اية لحظة . داعش يحكم السيطرة على مدينة الرمادي غربا والفلوجة شرقا وبذلك تكاد تكون مدينة الحبانية التي تضم اكبر معسكر للقوات العراقية محاصرة فعليا .

ومدينة حديثة (270 كم غرب الرمادي) تبدو على حافة الهاوية لهيمنة مسلحي داعش، فهي تخضع لحصار منذ قرابة العام حتى بدأت المواد الغذائية والعلاجية بالنفاذ .
اما ناحية عامرية الفلوجة فأقرب ما تكون لمدينة قد تسقط مع القصف المدفعي والهجمات الانتحارية التي يمارسها مسلحي داعش بينما

اما رقعة القتال وخط التماس بين الحكومة العراقية ومسلحي داعش، لا تبدو جلية في العديد من مدن الانبار حيث يعمد الجيش العراقي والحشد الشعبي لاستخدام الطائرات المروحية لالقاء البراميل المتفجرة والقصف المدفعي، في محاولة لتجنب المواجهات المباشرة .

هل يحكم حيدر العبادي العراق فعليا ؟

نينوى والانبار وبعض مناطق صلاح الدين جميعها تعد خارج سيطرة الحكومة العراقية التي تتوعد منذ قرابة العام ونصف باستعادة تلك المدن القابعة لهيمنة حكم "الدولة الاسلامية" داعش .

القرارات الصادرة عن حكومة بغداد لم تعد تشكل ذراعا حديدية تفرضه على بقية المدن، وعطل مجلس الوزراء ترويج التعاملات العقارية واجراءات النقل والبيع والشراء في المناطق الخاضعة لسيطرة داعش .

وكشفت قضية توغل تنظيم داعش الى الرمادي وسيطرته خلال 24 ساعة على الابنية الحكومية والمواقع العسكرية التابعة للجيش العراقي والشرطة الاتحادية والمحلية بأن القيادة العامة للقوات المسلحة اصبحت فاقدة لزمام المبادرة في ميادين المعركة وحسم الامور بينما تخطى مسلحي داعش تلك القوات العسكرية رغم انضمام مليشيات مسلحة تحت مسمى الحشد الشعبي اليها . وهيمن داعش على مقرات عسكرية كبيرة في الرمادي منها الفيلق الثامن في الرمادي ويحاول التوسع شرقا مهاجما معسكر الحبانية .

النائب عن التحالف المدني الدينمقراطي مثال الآلوسي، اعتبر الامور في العراق تدار من قبل نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي .

وقال الالوسي، لشبكة رووداو الاعلامية، "المالكي مايزال يحكم العراق ولديه سلطة واسعة على قرارات الجيش العراقي وقوات الامن".

السياسي السني البارز رافع العيساوي قال لرووداو، ان "نصف الأراضي العراقية خرجت عن سيطرة الحكومة الاتحادية، لذا فإن مطالبتنا للولايات المتحدة الأمريكية بتسليح السنة والبيشمركة بشكل مباشر، تأتي في إطار الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية لا تقسيمها، لأن العراق مقسم في الوقت الحاضر بشكل فعلي".
Top