• Monday, 23 December 2024
logo

هل اصبح تنظيم "الدولة الاسلامية" على اعتاب العاصمة بغداد؟

هل اصبح تنظيم
بسقوط مدينة الرمادي اصبح تنظيم "الدولة الاسلامية" قاب قوسين او ادنى من العاصمة العراقية بغداد .

وسيطر تنظيم داعش على مدينة الرمادي أمس الجمعة بعد نحو عام ونصف العام من المعارك التي تحملت العشائر العربية العبء الاكبر منها في مواجهتها للمسلحين .

وجهاء وعشائر محافظة الانبار القوا باللائمة على الحكومة العراقية التي تجاهلت امداد المقاتلين بالسلاح ما اوجد نقطة ضعف استغلها تنظيم داعش للسيطرة على مركز مدينة الرمادي .

الرمادي (مركز محافظة الانبار) لم تعد تحت سيطرة القوات العراقية باستثناء مقر الفيلق الثامن الواقع غرب المدينة، الذي يعد اخر معاقل القوات الامنية، ويرجح اقتحامه خلال الساعات القليلة المقبلة .

بسيطرة داعش على مدينة الرمادي، اصبحت العاصمة العراقية الان تحت مرمى نيران مسلحي داعش، ومن الممكن توجيه ضربات تهدد المراكز الامنية والمواقع الحساسة داخل بغداد .


العاصمة بغداد تحت تهديد داعش

ابو غريب ومطار بغداد واحداث 2003

ابو غريب المدينة المحاذية للعاصمة بغداد، والواقعة شرق الفلوجة وتشكل غالبية من العرب السنة والبالغ عدد سكانها نحو 750 الف نسمة، لم تعد بمنأى عن نيران داعش الذي يقترب يوما بعد اخر من الوصول لتلك المدينة التي تعد بوابة بغداد الغربية .

مدينة ابو غريب لا تبعد سوى 30 كم عن العاصمة ويشطرها مطار بغداد الدولي الى جزئين، ولو افترضنا تقدم تنظيم داعش لتلك المنطقة فإن العاصمة بغداد تكاد ان تكون منطقة عسكرية قد تعيد للاذهان احداث 2003 عقب المعارك الضارية التي شهدها مطار بغداد بين القوات الامريكية والجيش العراقي .

داعش يسيطر على مدينة الرمادي

كيف سقطت الرمادي ؟

مع تشكيل قوات الحشد الشعبي الصيف الماضي وبدعوة من المرجعية الدينية بزعم التصدي لتنظيم داعش عقب تهاوي القوات العراقية النظامية. اصبحت الحكومة العراقية لا تعتمد كثيرا على الجيش النظامي في وقت باتت الميليشيات (الحشد الشعبي) العمود الاساس لخوض المعارك كبديل عن الجيش العراقي .

الحكومة العراقية قدمت كل امكانياتها للحشد الشعبي وسخرت الاموال والتجهيزات العسكرية وشرعت لجميع من يستطيع حمل السلاح للقتال، وعلى صعيد اخر اهملت كثيرا دور الجيش العراقي والذي اصبح لاحقا نقطة ضعف واضحة استغلها مسلحو داعش للاستيلاء على اسلحته ومقاره الامنية .

العشائر العربية التي اخذت على عاتقها التصدي لتنظيم داعش منذ عام ونصف باتت ضحية الاهمال من قبل الحكومة المحلية والاتحادية بعد استنزاف جميع قدراتها العسكرية الذاتية .

الحكومة العراقية اهملت مناشدة العشائر بتسليحها


ملف تسليح أبناء العشائر لمواجهة التنظيم

مقاتلو العشائر طالبوا لفترات طويلة من الحكومة العراقية ان تقدم لهم العون وامدادهم بالسلاح، بينما رجح الكثير من المصادر المحلية بمحافظة الانبار، تعمد حكومة بغداد عدم ارسال المساعدات العسكرية بغية اشراك قوات الحشد الشعبي والتي يرفض غالبية السكان في المناطق الغربية تواجد تلك القوات على اعتبار ان ذلك سيؤجج الصراع الطائفي على غرار ما حصل في مدينة تكريت (مركز محافظة صلاح الدين) عقب اعمال حرق ونهب وسلب وتخريب طالت المؤسسات الحكومية والمباني المدنية .

عزيمة الجيش العراقي تكاد تكون منهارة اثناء المعارك، وهو لا يملك خيارات كثيرة في القتال فإما المساندة المباشرة من قبل طائرات التحالف الدولي او التخلي عن مواقعه تاركا أسلحته وزيه في المقرات ليفر افراده الى جهات مجهولة وهذا ما حصل في الموصل وتكريت والثرثار .

الجيش العراقي الذي كلف خزينة الدولة نحو 25 مليون دولار طوال ثماني سنوات، لم يعد قادرا لخوض معارك تستمر عدة ايام واصبح من السهل امام المواطن العراقي ان يشاهد مقاطع الفيديو او الصور التي ينشرها مسلحو داعش وتظهر جيشا كبيرا وجرارا بمعداته والياته وفي ظل تجهيز كبير ان ينهار خلال ساعات معدودة امام مسلحين افراد .

وعلى اساس هذا التهاوي فإن الحكومة العراقية نراها تستنجد دائما بالميليشيات الشيعية (الحشد الشعبي) والذي تشكل على اساس طائفي .

امن العاصمة العراقية لم يعد مستتبا لانها باتت غير محصنة على غرار جميع التصريحات التي يأتي بها القادة الامنيون .
Top