• Wednesday, 26 June 2024
logo

رئيس له القدرة على توقع و مواجهة مخاطر و تهديدات القرن(21)

رئيس له القدرة على توقع و مواجهة مخاطر و تهديدات القرن(21)
(لو تم تقليد الأنتصار في بناء الدولة بصورة عصرية خلال القرن العشرين كمدالية فوق صدر رئيس سنغافورة(لي كوان يو) فإن أنتصارات بيشمه ركه كوردستان و نجاحها في بناء إعادة دولة معاصرة و بأسلوب حديث للعالم أجمع ستكون تلك الميدالية التي يعلقها العالم في صدر مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان، وإذا كان الأسلوب الجديد ل(لي كوان يو) في بناء الدولة ذلك الكتاب الذي نشره(يو) بعد 30 عاماً بإسم(قصة نجاح سنغافورة)، فإن الأسلوب الجديد للبارزاني لتعديل مفهوم سيادة الدولة المختفلة، والتعايش والتسامح وتناغم وتوافق القيم والثقافات المختلفة، إنما هو التضحيات والأنتصارات التي تحققها قوات بيشمه ركه كوردستان و تدحر بأشراف مباشر من البارزاني ارهابيي داعش في جبهات القتال، وإذا كان رمز(لي يوان يو) ونجاحه في إعادة بناء سنغافورة عبارة عن إعادة أحياء أرادة المواطنين السنغافوريين في تحريك نجاح عملية التنمية، فإن رمز نجاح البارزاني هو أعادة أحياء إرادة البيشمه ركه على المستويات العسكرية والسياسية والأخلاقية، لدحر أعداء الأنسانية وحماية معاني الحرية، ما يعني أن البيشمه ركه إنما يتجاوزون المعاني التقليدية للجنود والجيش(Soldiers and army) وإذا ماكان الجنود والجيش يشكلون بإستمرار تهديدًا على الحرية والديمقراطية، لذلك فإنه، بإستثناء البيشمه ركه، ليس أمام اية دولة في هذا العالم المضطرب حل ناجع لدحر الأرهابيين و حماية الحرية، لذلك فإن على العالم، سواء أحب البيشمه ركه و كوردستان أم لا، أن تسمع الى البارزاني في مسعى حماية و دحر الأرهابيين..)
إن تعقيدات مشكلات العالم نابعة من منطلق أن قادة العالم و صناع القرار لا يمتلكون القدرات الكافية لتوقع المشكلات والتحديات و مواجهتها، والأسوء من ذلك عندما تتفجر تلك التحديات فإنهم لا يمتلكون القدرة والأرادة على التعامل معها كما هو أيجاد الحلول لناجعة لها، ثم أن قسماً من تلك الحالة التي وقع فيها العالم إنما يتعلق بذلك النظام المتهالك الذي سمى بعد سقوط جدار برلين ب(النظام العالمي الجديد) في حين أنه مازال ذلك النظام القديم للحرب الباردة، فيما يتعلق القسم الأخر منها بالجغرافية السياسية لحقبة الحرب الباردة حيث كان لتلك الحرب تعريفها لسيادة الدولة، ثم طرأت تحولات على تلكما الحالتين في قسم من أوربا والأتحاد السوفيتي السابق، فيما شهدت مناطق اخرى من العالم مثل الشرق الأوسط و شمال أفريقيا، وبذات الأيقاع دعماً أكبر للأنظمة المتسلطة والدكتاتورية، ما أدى الى أنقطاع الدول العربية والأسلامية عن العملية الديمقراطية والأنفتاح على مدى 22 سنة(2011-1989) ، وبالتالي الى تفجر الغضب العارم والمتراكم لدى أكثر من(300) مليون شخص و الذي بدأ من أحراق(بوعزيزي) لنفسه في تونس، تلك الحالة التي يقول عنها الخبراء والمفكرون: إن قرار بوعزيزي ذلك لم يكن قراراً فردياً بل كان قرار 300 مليون شخص محرر مين من الحرية.. وفي العراق، حيث ظهرت منذ أواخر عام 2002 بوادر أستعداد الحلفاء والعراقيين لأسقاط نظام البعث، تبين أن جميع الأطراف الرئيسة في هذه القضية، بإستثناء شخص البارزاني، كانت تفكر في مصالحها الذاتية وأهدافها وأن مالم يفكروا فيه كان مستقبل العراق.. فعلى سبيل المثال:
1- كان الهدف الرئيسي للولايات المتحدة هو أحتلال العراق، وقد اتضح ذلك منذ اليوم الأول لسقوط بغداد عندما رفعوا العلم الأمريكي، على تمثال صدام حسين في العاصمة بغداد، والأسوء من ذلك أنهم قد أختاروا شخصاً بإسم(بول بريمر) حاكماً مدنياً للعراق والذي لم تكن لديه اية تجارب أو معلومات عن العراق والعراقيين.
2- وتم بناء على طلب من الأطراف الشيعية، التي كانت تسعى للأنتقام من السنة، حل الجيش العراقي وعموم مؤسسات الأمن والشرطة والمخابرات وتم بذلك دمج هذه العناصر الخطرة التي أفتقرت لأي برنامج، الى المجتمع السني، و جاء ذلك ليس لأنها كانت أجهزة قمعية للنظام الدكتاتوري و يجب تغييرها الى مؤسسات دولة عصرية بل أن نوايا الأطراف الشيعية في ذلك كانت إعادة بناء تلك المؤسسات على أسس مذهبية شيعية و تطهير السنة في العراق وحصرهم وكانوا من قصر النظر الى درجة أنه رغم أن صدام و جلاوزته قد نفذوا مئات الجرائم الأخطر والأكثر دموية من أحداث (الدجيل) ضد العراقيين، إلا أن الطرف الشيعي، وأنطلاقاً من طموحهم في الأنتقام، قد تسبب و دعا الى أعدام صدام على خلفية أحداث الدجيل فقط.
3- وقد أنتظم العرب السنة، وهم الأقلية في العراق، في حقبة أعوام (1980-2003) وكأمر واقع في الجيش والأمن والمخابرات والشرطة، أي أن غالبية أصحاب الرتب فيها كانوا من العرب السنة، و قبل سقوط نظام البعث، فقد عقد صدام حسين علاقات قوية مع أرهابيي تنظيم القاعدة وبعد سقوط النظام فقد تم دمج كل هؤلاء في المجتمع السني من جديد ما أدى الى أن يعيد الأرهابيون و رؤوس نظام البعث تنظيم أنفسهم في أقل من(100) يوم والبدء بتنفيذ أعمال( أنتحارية) وأرهابية كبيرة، فقد تمكنوا، على سبيل المثال، من أغتيال(سيرجي ديميليو) الممثل الخاص لأمين عام الأمم المتحدة في العراق يوم 19 آب 2003 وأغتيال السيد محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الأعلى الأسلامي في العراق يوم 29 آب 2003 .
ولو أمعنا النظر في مواقف الرئيس البارزاني أزاء تلك الأطراف لوجدنا أنه قد توقع هذه الظروف والأوضاع في عام 2002 و قبل سقوط نظام البعث وشعر أن تلك العقلية والمصالح الخاصة، إنما تودي بالعراق نحو الجحيم وتركزت جل مساعيه من أجل الحيلولة دون تورط أقليم كوردستان في تلك الأوضاع فعلى سبيل المثال:
1- لقد أبلغ الرئيس البارزاني الشيعة والعرب السنة خلال مؤتمر المعارضة العراقية الذي أنعقد، أواخر عام 2002 في لندن، و بكل صراحة أن(نظام صدام قد أرتكب أكبر جريمة بحق الكورد و كوردستان و قام بإعدام أكثر من 37 شخصاً من عائلتنا فقط، لذلك فإنني أدعوكم لعدم توخي الأنتقام فإن التفكير في ذلك إنما يؤدي بهذا البلد نحو الجحيم).
2- وبعد سقوط نظام صدام فقد ظهرت أصوات تنادي بعدم بقاء قوات بيشمه ركه كوردستان، وعندها فإن البارزاني لم يقم برفض ذلك بل اعلن بإن بقاءه مناط ببقاء البيشمه ركه.
3- وفي آب من عام 2003 حيث بدأت حرب علنية داخلية بين الشيعة والسنة العرب فإن البارزاني لم يسمح حتى الآن حيث نواجه أكبر معركة مع أرهابيي داعش الذين أحتلوا المناطق السنية بإن يكون الكورد طرفاً في تلك الخلافات أي مساندة السنة ضد الشيعة أو بالعكس وأن مئات الآلاف من العرب السنة الذين نزحوا الى أقليم كوردستان هرباً من الحرب إنما يعيشون في الأقليم بحرية وأمان.
4- وفي عام ( 2006-2007) فقد أضطرت الولايات المتحدة لدراسة أوضاع العراق، وقد شكلت لذلك لجنة خاصة كانت تقوم بإستشارة جميع الرؤساء الأمريكان الباقين على قيد الحياة و يستأنسون بمعلومات مستشاري الأمن القومي و وزراء الخارجية والدبلوماسيين الأمريكيين وآراء السياسيين والخبراء العاملين والمتابعين لمسألة العراق حول أفضل السبل لتصحيح مسار العملية السياسية في العراق، وبعد كل ذلك فقد قامت تلك اللجنة بإعداد تقرير بإسم(تقرير بيكر- هملتون) وأقدم الرئيس البارزاني، الذي كان موجوداً في بغداد آنذاك) برفض ذلك التقرير جملة و تفصيلا وأعلن(نحن لا نقبل توصيات ذلك التقرير لأنه كفيل بإحياء دكتاتور آخر) و بعد عدة أيام من رفض الرئيس البارزاني للتقرير فقد نشر مركز الدراسات الستراتيجية الدولية(csis) تعليقا على التقرير بعنوان(تمخض الجبل فولد فأراً) اي ما يعني أن اللجنة كانت، بحجم جبل إلا أنها قد ولدت فأرا(اشارة الى صغير توصياتها).
5- وقد سعى الرئيس البارزاني، خلال التشكيلة الأولى للحكومة العراقية، أن يؤدي الكورد دور الوسيط والحكم في معالجة المشكلات، غير أن الطرفين السني والشيعي قد حاولاً الأستفادة من الموقف الكوردي هذا لصالح قتالهما المذهبي فعلى سبيل المثال:
لو كانت هناك مشكلة بين السنة والشيعة فإن الطرف الكوردي قد حاول أداء دور خير في ذلك، بينما في حال كون المشكلة تتعلق بأقليم كوردستان، فإن البرلمانيين الشيعة والسنة كانوا يصوتون ضد الكورد وكان الرئيس البارزاني قد شعر مبكراً بهذه الظاهرة، لذلك فقد تم في حقبة التشكيلة الثانية للحكومة العراقية، وبعد (10) أشهر من المباحثات والتحكيم الأمريكي، تشكيل تلك(التشكيلة الثانية) من اربيل وعلى أساس أتفاق اربيل بهذا الصدد بشأن إعادة بناء العراق على أسس مشتركة بين عموم المكونات، إلا أن نوري المالكي، ومنذ اليوم الأول من تشكيل الحكومة، لم يلتزم بذلك الأتفاق، ما حدا بالرئيس البارزاني أن يعلن في نوروز من عام 2012 (هذه هي بداية الدكتاتورية و أننا لن ندخل ثانية تحت سلطة اي دكتاتور وأن شعب كوردستان سوف يقرر بشأن ذلك).
وفي نيسان من عام 2012 زار الرئيس البارزاني العاصمة الأمريكية واشنطن وأبلغ الرئيس أوباما والأدارة الأمريكية بكل صراحة و كذلك في ندوة أقامها معهد واشنطن لدراسات سياسة الشرق الأدنى للرئيس البارزاني أيضاً دقائق تلك المخاطر وطالب بإيجاد حل سريع لها..
6- وفي عام 2013 حاول الرئيس البارزاني مرة أخرى تصحيح مسار العملية السياسية في العراق، وكان أن زار بغداد لهذا الغرض، إلا أنه و بسبب الشعور بالمظلومية الذي ساد الأوساط السنية وعدم تلبية مطاليبهم، فإن ذلك قد هيأ البيئة الملائمة لتنمية الأرهاب، وكانت حكومة المالكي تعتبر جميع السنة أعداء لها، وبمن فيهم مندوبو السنة داخل العملية السياسية، ووفق ذلك فإن المالكي قام بربط جميع الوزارات والمؤسسات المهمة للدولة بمكتبه الخاص، ما هيأ ارضية مناسبة للأرهابيين من جهة وتوقف مؤسسات الدولة من جهة أخرى، ووقع العراق بذلك في حالة من التسلط جعلت بحلول عام 2014 المالكي وعموم الشيعة الى حدما ينحصر جل تفكير هم في كيفية حماية بغداد، لذلك فقد قاموا من هذا المنطلق بقطع موازنة أقليم كوردستان، بينما لم يقرر الرئيس البارزاني، رغم كل تلك التجاوزات على قوت مواطني الأقليم انسحاب الكورد من العملية السياسية بل قام أكثر من ذلك بتحذير بغداد من مخاطر أرهابيي داعش وأبدى أستعداده للقيام بالحيلولة دون حدوث هذه الأوضاع، إلا أن المالكي قد قال للبارزاني آنذاك: عليك أن تتحمل مسؤولية الأقليم ولا تهتم بأمرنا).
7- وبعد أستسلام(5) فرق عسكرية عراقية و سقوط الموصل، فقد أنتاب المالكي حالة من الأضطراب وكيل الأتهامات لأقليم كوردستان، بينما بذل البارزاني مساعيه على المستويين المحلي والدولي لتدارك هذه المشكلة بعقلية جديدة وايجاد حل مناسب لها.
وتم تأويل مساعي الرئيس البارزاني من قبل العراق والولايات المتحدة(بإن للبارزاني مصالحه الخاصة وينوي أعلان دولة كوردستان، والجلي أن البارزاني، وحتى قبل ظاهرة داعش لم يخف هذه الحقيقة وأنه سيصار حتما الى أتخاذ هذا القرار متى ما كانت الظروف مؤاتية.
وفهم ارهابيو داعش هذا الطموح بشكل خاطئ و فسروا ذلك بإن البارزاني عندما يتحدث عن المخاطر الكبيرة للأرهابيين إنما ينطلق من مصدر أن البيشمه ركه لا يتمكنون من الدفاع عن أقليم كوردستان وأنهم سوف يتمكنون من أحتلال الأقليم في غضون ساعات محدودة، لذلك عندما قاموا بهجومهم الشاسع وبالتعاون مع العرب الموجودين في المناطق المختلطة و بقية القرى العربية هناك فقد تمكنوا من أحتلال بعض المناطق المهمة في محافظة نينوى، غير أن الرئيس البارزاني قد قرر بالمقابل خوض حرب الوجود الوطني مع أرهابيي داعش أعتباراً من يوم 2 آب 2014 بينما أتخذ الرئيس الأمريكي أوباما يوم 8 آب 2014 قرار مساعدة البيشمه ركه و دعمهم جواً وبعد مرور( 100) ساعة على أحتلال منطقة شنكال(سنجار) قررت الحكومة العراقية ارسال طائرتين عموديتين الى أربيل لأيصال بعض المستلزمات الى جبل سنجار.. إن تنويهنا الى توقعات الرئيس البارزاني لا يأتي من منطلق الأنتقاص من مساعدة و دعم التحالف الدولي لأقليم كوردستان و قوات البيشمه ركه، كلا، بل هي في الواقع موضع تقدير وجاءت سبباً مهماً لأنتصارات البيشمه ركه المتتالية بل الهدف من ذلك هو أن البارزاني و رغم توقعاته وتصوراته الدقيقة للأحداث والتحولات، فهو لديه في ذات الوقت القدرة على وضع البرامج والخطط الناجحة لمواجهة الأحداث وسبل التعامل معها، فعلى سبيل المثال: لقد طرح مخاطر أرهابيي داعش على أمتداد عام 2014 ونبه بالمقابل الى كيفية التعامل مع تلك المخاطر، غير أن المقابل لم يستمع اليه، ليس لأنه كان يشك في تحذيرات البارزاني، بل أن ذلك القائد الذي هو المالكي عجز عن التوقع ووضع البرامج المسبقة الكفيلة بمواجهتها، وهي على العموم ليست مشكلة شخص يدعى المالكي أو غيره، بل هي مشكلة أوربا والولايات المتحدة أيضاً لأنهم لم يتوقعوا مسبقاً الأحداث القادمة سواء بالنسبة لظهور داعش وتوسعه أم في مسألة الحاق أقليم(كريما) بروسيا، فقد أنعقد في العام الماضي، على سبيل المثال، مؤتمراً دافوس و ميونيخ في شهر كانون الثاني، ولم نجد في أي من ندواتهما موضوعاً يتحدث عن مخاطر الأرهابيين أو تأسيس(خلافة داعش) أو أن مشكلة أوكرانيا سوف تشكل تهديداً على السلام والأمن في أوربا و العالم..
مباحثات البارزاني مع رؤساء أوربا:
وبصدد تفتت أو تحلل النظام العالمي وعدم وجود القرار المناسب بشأنه، فقد أشار رئيس البرلمان الأوربي في أحدى ندوات مؤخر ميونيخ للسلام الى أن النظام العالمي هوعبارة عن تمكن القوى العظمى من حمايته إلا أن القوى العظمى نفسها تعاني الأن من مشكلات عديدة، و حصل فراغ لا يجدون طريقاً لأتخاذ قرار بشأنه، كما أن هناك مشكلات وتحديات تواجه العالم اليوم، غير أن أهمها هي مشكلة الأرهاب والتي لها منطلقان أولهما هو محاربة الأرهابيين خارج الدول الغربية وتفهم حتى الآن زهاء 16 دولة والثاني هو محاربة الأرهابيين داخل الدول الغربية وكان آخرها هجوم الأرهابيين على مجلة(شارلي آيبدو) وسط العاصمة باريس فأوربا اليوم تتعرض الى العديد من المشكلات العويصة بسبب مخاطر الأرهاب، والتي تختلف حتى عن مشكلات الخمس سنوات الأخيرة ومنها:
1- لقد كانت اوربا في السابق تتخوف من تسلل الأرهابيين من الشرق الى بلدانها وأرتكاب أعمال أرهابية فيها، بينما اصبح هؤلاء اليوم نتاج المجتمعات الغربية حيث يتوافد الأرهاب من هناك الى الشرق الأوسط وسوريا والعراق بهدف الجهاد فيها.
2- واصبحت حرب الأرهابيين حرباً مختلطاً(Wybrid war Fare) أي أنهم يخوضون هذه الحرب في عدة مجالات و بقصارى أمكانياتهم فهناك في أوربا على سبيل المثال، قوانين حق التعبير عن الرأي والتظاهر الحر، ويلقى الأرهابيون في الساحات الأوربية علناً خطاباتهم في التطرف الديني ويتظاهرون ويطالبون بتطبيق الشرعية في فرنسا و بريطانيا و بلجيكا وعموم دول الأتحاد الأوربي.
3- هناك في الدول الأوربية تأشيرات دخول بأسم (شنكن فيزا) يتمكن الارهابيون بواسطتها من السفر الى جميع دول الأتحاد الأوربي أي أن بإمكان هؤلاء صياغة خططهم الأرهابية من ألمانيا مثلاً و تنفيذها في فرنسا أو بلجيكا أو أية دولة أوربية أخرى و بسبب عدم وجود تحالف دولي بين أجهزة المخابرات في تلك الدول فإن ارهابياً ما إذا ما وضع تحت المراقبة في بلده، فإنه لن يكون كذلك عندما يسافر الى بلد آخر ما أوجد مشكلة كبيرة لهذه الدول.
4- هناك في الدول الغربية أشكالية أخرى بين حماية الأمن الداخلي للبلد و بين حماية خصوصيات الأفراد و حريتهم، فكيف تتمكن أجهزة المخابرات ياترى من جمع المعلومات دون خرق تلك الحريات الفردية؟ وهل يمكن التضحية بالأمن من أجل خصوصية الفرد و حريته وبين أجهزة المخابرات وإذا ما تم بناء تحالف قوي بين أجهزة المخابرات في العالم الحر فالى أي مدى يتسبب هذا التحالف في الأضرار بالشركات الكبرى التي تتنافس على المعلومات ومدى كشف تلك المعلومات وفقدان قدرات التنافس التجاري فيها؟ .
5- واية مخاطر ستتعرض لها الأنسانية فيما لو تمكن الأرهابيون من التوصل الى التكنولوجيا الحيوية(بايو سايبر) أو تكنولوجيا نانو؟ وأية كارثة ستنجم عن ذلك؟
إن التنويه الى تلك النقاط بهدف أدراك أن القسم الأكبر من التهديدات والتحديات التي تواجه العالم اليوم أنما لها علاقة وطيدة و مباشرة بالأرهاب والأرهابيين، إلا أن مخاطر عموم تلك المجالات إنما تنعكس في نقطتين رئيستين لمحاربة الأرهابيين واللتين لا تتمكن أوربا التوقع في أي منهما أو قطع الطريق عليهما وهما دحر الأرهابيين على الأرض والحيلولة دون ارتكاب أعمال أرهابية ويبقى اقليم كوردستان في هذين المجالين المنطقة الوحيدة في العالم التي انتصر فيهما في محاربة الأرهابيين، فالنظام السياسي الموجود في الأقليم، يؤمن كما في الأنظمة السياسية الغربية، بحرية التعبير مع وجود متميز للتعددية الحزبية والدينية والقومية وعموم وسائل التكنولوجيا الحديثة وبالأخص الكومبيوتر والأنترنيت، أي أن الأنتصارات التي يحققها أقليم كوردستان في الحرب ضد الأرهاب على المستويين المحلي وجبهات القتال كانت محور مباحثات البارزاني مع الرؤساء و وزراء الدفاع والخارجية لدول الأتحاد الأوربي، هي حالة أوجدت اشكالية جديدة في منحيي حاجة الأقليم وعلى مستوى قوات البيشمه ركه و أجهزة المخابرات الى تجارب أجهزة المخابرات الغربية و تكنولوجياتها وأسلحة الجيش، كما أن أوربا تحتاج بدورها الى تجارب و معنويات وأرادة قوات البيشمه ركه وفي هذه الحالة تكون المصالح المشتركة بين أقليم كوردستان و بين الدول الغربية سبباً وأداة مباشرة لدحر الأرهابيين على الجبهتين الداخلية والخارجية، ولو قامت أية دولة بعقد أتفاق مع أقليم كوردستان بصورة مباشرة والتي سمتها وزيرة الدفاع الألمانية (القيادة من الوسط) أي العلاقة من الوسط واليه فإن من شأن ذلك أن يستفاد اقليم كوردستان من تجاربهم و تقنياتهم واسلحتهم من جهة والذين بدورهم يتمكنون من بناء جيش على غرار قوات البيشمه ركه يتمكن من دحر الأرهابيين وإعادة تفعيل أجهزة مخابراتهم بشكل تتمكن وفقة من الحفاظ على التوازن بين تأمين الأمن وبين أحترام خصوصية الفرد وحريته ومن هذا المنطلق الذي تدعو اليه أوربا بصوت عال و تحاول الولايات المتحدة عدم سماعها فإن أوربا لا تذكر الأن في مباحثاتها الرئيس البارزاني في تلك النقطة التقليدية حول ما إذا كان الرئيس البارزاني يقرر أعلان دولة كوردستان أم يبقى الأقليم جزءاً من العراق بل أن هذا المفهوم التقليدي لحقبة الحرب الباردة قد أنتهى الآن في أوربا وحل محله تفكير جديد حول كيفية محاربة الجميع للأرهاب و كيفية أعتبارنا أمن المقابل كما هو أمننا الذاتي ويعتبر الأقليم في هاتين النقطتين عاملاً قوياً تتمثل النقطة الأولى فيه في إعادة التعريف بالأمن الدولي وستراتيجية دحر الأرهاب، وهي حالة تتجاوز مسألة كون بناء دولة كوردستان خطراً على الأمن العالمي بل بالعكس من ذلك فإن دولة كوردستان وإعادة الأنتشار وقد ظهرت الأن هذه القناعة في أوربا بالفعل حيث تتمكن الدول(28) الأوربية من الحديث عن التضحية بقسم من سيادتها من أجل الأنتصار في حرب أرهابيي داعش وضمان الأمن داخل الأتحاد الأوربي، عندها يكون التفكير في حماية سيادة ووحدة أراضي دول مثل سوريا والعراق أمراً جانبياً ولأن أقليم كوردستان، كقوة رئيسة داخل التحالف المعادي للأرهاب قد برهن أمكانيته في قهر ارهابيي داعش كما أن مجلس أمن اقليم كوردستان قد برهن ايضاً قدرته على بناء الثقة والحفاظ على التوازن بين تأمين الأمن وبين خصوصيات الفرد وحريته، مع أمكانية رئيس أقليم كوردستان في توقع المشكلات القادمة والتحديات القائمة وأدراكه لكيفية صياغة برنامج عملي لمواجهتها عندها فإن المصالح الأمنية الراهنة والمستقبلية للعالم تتطلب أن يكون هذا الكيان(أقليم كوردستان) نموذجاً لتلك الدولة القادرة في القرن الحادي والعشرين على حماية الحرية و دحر الأرهابيين.

ترجمة/ دارا صديق نورجان
Top