(البيشمه ركه حلقة الوصل بين دافوس و ميونيخ)
نعم أن بإمكان ألمانيا أن تتولى القيادة و لكنني أتساءل حول غايتنا في القيادة و كيفية قيامنا بها، فهل نتطلع الى القيادة على غرار روسيا؟ كلا.. أم أن نكون متسلطين على جيراننا؟ كلا بالطبع فالقيادة بنظرنا تعني القيادة أو الزعامة من الوسط مع حلفائنا و شركائنا بصورة متساوية، ويتذكر بعض الموجودين في هذا المؤتمر مقولة وزير الخارجية البولندي: أن ألمانيا ستكون مصدر خطر سواء كانت ضعيفة أم قوية) وهو أمر يعني إعادة دور ألمانيا إلا أن ذلك يعني بطبيعة الحال أن تكون المانيا القوة الأولى في أوربا، وأن تكون متسلطة على جيرانها، بل أن وجهة نظرنا للقيادة من الوسط هي بالعكس من ذلك تماماً، لأن القيادة من الوسط لا تؤدي عملها عن طريقنا فحسب، بل أن علينا جميعاً أن نعمل بكل قدراتنا و بصورة متوازنة و مشتركة، ما يعني أننا، وكما نحارب الأرهابيين معاً، و نحارب المشكلات المختلفة والحروب المحتدمة، فإن أية دولة في هذا العالم مهما كبرت وتعاظمت قدراتها فإنها ستبقى عاجزة عن حل مشكة معينة لوحدها، ولكننا عندما نشترك معاً في عملية صنع القرار حول كيفية معالجة المشكلات عندها ستكون لقراراتنا شرعية أكبر و تعمل بذكاء و فاعلية أكبر فقد تمكنا في العام الماضي في كل من الصومال و مالي و باكستان و لبنان، من تنفيذ ألتزاماتنا و تمكنا أيضاً في العراق وأقليم كوردستان من توفير المستلزمات والأسلحة للبيشمه ركه من جهة وايصال المساعدات الأنسانية الى الكورد الأيزديين من جهة ثانية كما أن برلمان ألمانيا قد قرر أرسال مستشارين ألمان الى أقليم كوردستان بغية تدريب البيشمه ركه و تأهيلهم، ولقد كانت مساعدات ألمانيا لقوات البيشمه ركه فاعلة ففضلاً عن تمكنهم من ايقاف هجمات داعش، فإنهم قد أستطاعوا في ذات الوقت دحر أرهابيي داعش و تحرير منطقة كوباني إلا أن ذلك لا يعني أن الحرب قد أنتهت، فهي حرب طويلة الأمد و يجب أن تستمر مساعداتنا لهم.
ارسولا فون ديرليان/ وزيرة الدفاع الألمانية
مؤتمر ميونيخ ال(51) للأمن
• تجربة البيشه ركه لمستقبل الجيوش في العالم:
لقد تمت هذه السنة ولأول مرة زيادة لقائين أو ندوتين خلال المنتدى الأقتصاد العالمي في دافوس، وكانتا عبارة عن: ( مستقبل الجيش و مستقبل أجهزة المخابرات) و قام مقدم الندوة الأولى بتقديم د. روز نوري شياوه يس نائب رئيس الوزراء العراقي الذي حضر الندوة يوم 24 كانون الثاني 2015، كقائد للبيشمه ركه، كما تمت دعوة خوان كارلوس بينزون وزير الدفاع الكولومبي على خلفية نجاح بلاده في أنشاء جيش تمكن من تطهير كولومبيا من الأرهابيين و عصابات المافيا و جوزيف ناي كمفكر يحمل فكرة(القوة الناعمة هي مستقبل القوة) والذي كان إبان أدارة الرئيس كلنتن مساعد وزير الدفاع الأمريكي و كذلك والفنك شنايكر رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن و ذلك للربط الجدلي بين المنتدى الأقتصادي العالمي من دافوس و مؤتمر ميونيخ للأمن، والأدميرال كورنيل كممثل للجيش الأمريكي في منتدى دافوس، و قد تذكزت المباحثات في هذه الندوة حول أمكانية تشكيل جيش في الوقت الحالي قادر على دحر المجموعات الأرهابية والمافيا و قد تم لهذا الغرض دعوة ممثلي تجربتين ناجحتين الأولى كانت جيش كولومبيا في أمريكا اللاتينية والذي سجل نجاحات جيدة على مدى (15) عاماً ضد مجموعات المافيا والأرهابيين في أمريكا اللاتينية والى جانب ممثل قوات البيشمه ركه التي تمكنت من تحقيق أنتصارات كبيرة ومذهلة في حرب أرهابيي داعش، ولو أمعنا النظر في أسلوب تنظيم هذه الندوة لتبينت لنا حقيقة أن الهدف من
دعوة ، د. روز نوري شاوه يس، كقائد ميداني لقوات البيشمه ركه وليس كنائب لرئيس الوزراء العراقي و وزير الدفاع الكولومبي و جمعهما مع شخصيتين محترفتين أي صاحبي فكرة و تفعيلها من قبلهما) ممثل الجيش الأمريكي هو أبراز أهمية استفادة الولايات المتحدة من تجربتي بيشمه ركه كوردستان والجيش الكولومبي في دحر الأرهابيين وإعادة بناء الدولة ولا نعني بالأخيرة الصيغة التي سبق أن تم أتباعها في العراق وأفغانستان من قبل الولايات المتحدة، بل بمعنى إعادة دولة قادرة على تنفيذ تعريف ماكسي فيبر للدولة وتكون دولة قادرة على أستخدام القوة و العنف بصورة شرعية وحماية حدودها الجغرافية، وبهذا الصدد، فقد رد جوزيف ناي كمفكر و محترف على سؤال عما كان يقول للرئيس أوباما إذاما توخى نصيحته و توجيهه وقال:
أقول له لا تكرر أخطاء فيتنام وأفغانستان والعراق هنا فقد كان ذلك للسفير و الفنك شنايدراً، فضل وقفه حول مقولة جوزيف ناي هذه وأكد على أن الدولة هي المسبب في المشكلة وبإمكانها في ذات الوقت حلها او بمعنى آخر أن ضعف الدولة و فشلها هما السبب لظهور مجموعات أرهابية وأحتلال قسم من البلاد من قبلها و يعود السبب في ذلك الى أن تلك الدولة لم تتمكن، بمعنى الدولة المعاصرة، من بناء الثقة بينها وبين مواطنيها، ما يفرض في عملية إعادة بناء الدولة مراعاة النقاط التي تتحدث عن كيفية إعادة الثقة بين الحكومة و بين المواطنين وهي مسألة تتطلب مراعاة خصوصيات مختلف المكونات في ذلك البلد وأن عدم مراعاة ذلك قد جعلت الجيش العراقي يستسلم في عام 2014 وبالتالي تأسيس (دولة الخلافة الأسلامية).. و بصدد هذا التحول المفاجئ فقد توصل جميع السياسيين والخبراء الى قناعة أن السبب الكامن وراء ما حصل في عام 2014 وأمتد الى عام 2015 ايضاً كان عدم أمكانية توقع التحديات وأجراء الأستعدادات اللازمة لمواجهة تلك التحديات عند حدوثها، لذلك نرى أن أمعان النظر في ظهور دولة أرهابيي داعش، لوجدنا أنه ليس هناك طرف يمتلك حلالها و أنه ليس بإمكان الطريقة العسكرية حلها، وفي ذلك فقد عرض د. روز نوري شاوه يس الذي هو قائد ميداني للبيشمه ركه في جبهات القتال فضلاً عن كونه نائباً لرئيس الوزراء العراقي، لتلك التحديات بإن هذه الحرب ليست من طرف واحد، فقد تسببت في نزوح وتشرد أكثر من مليوني شخص وقد توجه القسم الأكبر منهم الى أقليم كوردستان، تزامناً مع تراجع حاد في أسعار النفط وألقت بظلالها القاتمة، و بنسة 60% من موازنة الدولة العراقية ما يعني أن العراق هو الأن بحاجة الى مساعدات مالية كي يتمكن من معالجة مشكلاته، وبالنسبة لأعادة تنظيم الجيش العراقي فقد أكد د. روز نوري شياوه يس أنه وبعد (حل) الجيش العراقي في حزيران 2014 فإن من الأهمية بمكان عند إعادة تنظيمه مراعاة تسليحه من أجل هدف يتركز في دحر الأرهابيين بالدرجة الأولى و بدون هذا الهدف يمكن أن يتعرض للتفكك ثانية مع هجوم أرهابيي آخر و جديد، ما يعني أننا لو لم نكن متيقظين فإن إعادة تسليح هذا الجيش ثانية ستكون هي السبب والمصدر لتسليح الأرهابيين مرة أخرى ، و نبه د. روز في سياق حديثه الحضور الى أن القوة الوحيدة القادرة على الأرض من دحر الأرهابيين هي قوات بيشمه ركه كوردستان، لذلك فإن من المهم أن يفهموا هذا الوضع أو الواقع ويتوصلوا الى أتفاق مشترك حول هذه المسألة يقضي بإن تكون الحكومة والجيش العراقي عوناُ للبيشمه ركه، وحول مشاركة قوات البيشمه ركه في تحرير الموصل فقد أشار د. روز الى أن البيشمه ركه هم الأن على مقربة من الموصل إلا أنهم و لعدة اسباب لا يتمكنون من مهاجمة الموصل لوحدهم، فهي كما معروف مدينة كبيرة و بتعداد سكاني عال وأكثرهم من العرب السنة ما يتطلب دراسة دقيقة لهذه المسألة، ووضع خطة ناجحة لها، لأنه من الصعب على البيشمه ركه القيام بهذه المهمة دون تعاون العشائر السنية والجيش العراقي، إلا أنه مع كل ذلك من الأهمية بمكان تسليح قوات البيشمه ركه كجيش عصري و بالكامل.. صحيح انه قد تم تقديم بعض المساعدات لها إلا أن بإمكانها أن تكون عامل أستقرار، ولفترة طويلة في العراق وسوريا، إذا ما تم تسليحها عصري، إن هذا الواقع الذي أشار اليه د. شاوه يس إنما أيده وزيرا الدفاع الكولومبي خوان كارلوس بينزون بشكل جدي وأكد أن إعادة بناء الجيش وقوات الجيش والأمن والشرطة في كولومبيا كان لها الدور الحاسم في تحويلها من دولة فاشلة الى أخرى ناجحة وقد اشار في سياق ذلك الى(3) نقاط مهمة:
1- يجب ممارسة ضغط كبير على الأشخاص الذين يساندون الأن المجموعات الأرهابية والمهم ابقاء طريق واحد أمام هؤلاء وهو أجبارهم على التفاوض وفصلهم من الأرهابيين، وبذلك يتوصل هؤلاء الى قناعة بإنه تتم معالجة مشكلاتهم .
2- أعداد قوات الجيش والأمن والشرطة حول كيفية مواجهة الأرهابيين و بناء الثقة بينها وبين المواطنين.
3- لقد كان الأرهابيون، وقبل 15 عاماً من اليوم، يحتلون ويسيطرون على نصف الأراضي الكولومبية إلا أنهم يسيطرون اليوم فقط على 9% منها ويطالب الناس في تلك المناطق بأستتاب الأمن ويتطلعون الى قيام الحكومة بإستعادتها ما يعني أن الناس قد توصلوا الى قناعة ورغبة في العيش بإمان واستقرار.
وفضلاً عن كون التجربة الكولومبية أكثر علاقة بمجموعات المافيا وتقع بصورة أقل في أطار دولة مثل سوريا والعراق، ذواتي تكوين موزائيكي وفي همها مشكلات مذهبية وقومية، فإن تطبيق تنويهات وزير الدفاع الكولومبي في إعادة بناء الجيش وقوات الأمن على أنتصارات قوات البيشمه ركه وقراءتها وفق ذلك، ولكون وجود ثقة تامة بينها وبين مواطني كوردستان، فإن ذلك كان السبب في تحقيقها لأنتصارات كبيرة لذلك عندما تتم المطالبة بتسليح قوات البيشمه ركه على غرار جيش عصري، فإن ذلك يعني أن في تلك القوات البنى الأساسية لأرادة مثل ذلك الجيش وتحتاج فقط الى التسليح والتدريب والتأهيل.. ومن شأن هذه المسألة أن ترفع قوات البيشمه ركه الى مصاف جيش حقيقي قادر على توفير الأمن والأستقرار على الأرض إلا أن السؤال المهم هنا هو:
ترى الى أي مدى تستفيد الولايات المتحدة من تجربتي قوات البيشمه ركه والجيش الكولومبي؟ هذا السؤال تم توجيهه في سياق الندوة الى ممثل الجيش الأمريكي الأدميرال كورنيل فرد قائلا: لقد تعلمنا من تجربة الجيش الكولومبي أكثر مما علمناهم)، ما يعني أن الجيش الأمريكي قد تعلم خلال هذه الفترة تجربة كبيرة من قوات البيشمه ركه أيضاً وتظهر أنعكاسات ذلك في قرارات الكونكريس الأمريكي، في إعادة تنظيم(9) ألوية عراقية و (3) ألوية من قوات بيشمه ركه كوردستان وتسليحها.
• البيشمه ركه في جدول أعمال مؤتمر ميونيخ:-
لقد كان حضور الرئيس مسعود بارزاني، كرئيس وحيد لا يرأس دولة بصورة رسمية الى مؤتمر ميونيخ رداً المانيا على التساؤل الذي ورد في التقرير الذي أعد للمؤتمر وكان: هل أن ألمانيا مستعدة لرئاسة أو قيادة مشكلات العالم؟ وقد أبلغت وزيرة الدفاع الألمانية ارسولافون ديرليان في الجلسة الأولى للمؤتمر: بإمكاني الرد هنا و ببساطة على هذا التساؤل المثير والقول: نعم إن ألمانيا مستعدة لتولى هذه الزعامة.. وقد إعادت السيدة ارسولا الاسباب الكامنة وراء ذلك رغم عدم استحسان 62% من الأمريكيين لمسألة تدخل ألمانيا في كل القضايا تعرض لها الشعب الألماني على مدى 70 سنة الماضية ما بعد الحرب العالمية الثانية ووصفت تأثيرات تلك المعاناة على نفسية الفرد الألماني بقولها: لقد أصبحت تلك العذابات جزءاً من D.N.A، في نفوس الشعب الألماني ما يفرض على توضيح مفهوم القيادة أو الزعامة اليكم، والتي هي عبارة عن القيادة من الوسط مباشرة مع شركائنا وحلفائنا، إن هذا التنويه من لدن وزيرة الدفاع الألمانية يبلغنا أن كوردستان هي من وجهة نظر المانيا جزء مهم و رئيس في تأمين (الأمن العالمي) وأن قوات البيشمه ركه هي جزء من ذلك الجيش الذي بإمكانه توفير الأمن والأستقرار لموقعه الجغرافي لذلك يجب التعامل مع كوردستان من المركز و بصورة مباشرة وتوفير الأسلحة والمعدات والمستلزمات للبيشمه ركه بصورة مباشرة ايضاً لذلك، لو أمعنا النظر في أطار مفهوم القيادة من الوسط (Lead in center)، في المساعدات الألمانية لقوات البيشمه ركه وعلاقاتها المباشرة مع أقليم كوردستان لوجدنا أن تصريحات وزيرة الدفاع الألمانية نابعة على أسس ستراتيجية وفي إعادة تعريف الأمن الوطني الألماني وذلك لأن البرلمان الألماني كان قد قرر وقبل تصريحات الوزيرة الألمانية في أفتتاح مؤتمر ميونيخ يوم 6 شباط 2015 ، أن تقوم المانيا بإرسال القوات بصورة مباشرة الى أقليم كوردستان، بهدف تدريب وأعداد قوات البيشمه ركه.. إن هذا الحدث المتمثل في أرسال قوات المانيا الى الأقليم بصورة مباشرة وليس تحت مظلة الناتو وكذلك ارسال الأسلحة والمعدات لأقليم كوردستان لهو حدث غير مسبوق وأن تصميم ألمانيا على ذلك يبين حرصها على ممارسة القيادة من الوسط أو المركز كما أن التوضيح الذي بينته وزيرة الدفاع الألمانية في أفتتاح مؤتمر ميونيخ لا يعني أن تصبح ألمانيا القوة الأولى في أوربا أو فرض تجاربها على الدول المجاورة وحلفائها بل أن مفهوم القيادة من المركز أو الوسط يعني:
1- أن تصبح عملية صنع القرار في أوربا عملية مشتركة بين الدول طريقاً لكسب القرار شرعية أكبر ويتم تنفيذه بصورة أكثر فاعلية.
2- تواجه أوربا اليوم جملة من التهديدات والمخاطر الحقيقية، وأنه ليس بإمكان أية دولة في العالم، مهما أوتيت من قوة عسكرية فاعلة وأقتصاد قوي، معالجة مشكلات هذا العصر بصورة أحادية، ما يفرض على الدول الأوربية أن تعيد من جديد تعريف سيادة الدولة وأنشاء جيش قادر على التجمع والأنتشار من جديد(Pooling and sharing).
3- من المهم ألا تصبح بعض الأسس البالية معضلة أمام حل المشكلات لذلك فإن القيادة أو الزعامة من الوسط إنما تهمل تلك الأسس التي تعيق أدارة الأزمات، فنجد أن عالم اليوم، على سبيل المثال، ليس لديه أي حل لمعالجة قضية أرهابيي داعش، إلا أن قوات البيشمه ركه قد تمكنت على الأرض من تغيير المسألة وقد اشارت وزيرة الدفاع الألمانية الى ذلك بكل صراحة بإنه وبعد أن توفرت بعض المساعدات للبيشمه ركه بصورة مباشرة فإن تلك القوات قد تمكنت من تحرير مناطقها من داعش وإعادة تحرير (كوباني) من جديد ايضاً ولو أمعنا النظر من هذا المنطلق وفي أطار مؤتمر ميونيخ و مشاركة الرئيس البارزاني فيه لوجدنا أن مسألة البيشمه ركه قد تصدرت من جديد العناوين الرئيسة لجميع الصحف المعروفة في العالم والأخبار الرئيسة لتلفزيونات العالم ايضاً، فلقد نشر ديفيد أيكنا شيوس الصحفي المعروف في الواشنطن بوست والذي كان أحدى الشخصيات التي قامت بإدارة ندوات مؤتمر ميونيخ وأدارة الندوة تحت عنوان(هل أننا قد خسرنا حرب داعش بالفعل؟) نشر بعد المؤتمر مباشرة مقالا في تلك الصحيفة يوم 11 شباط بعنوان(الكورد هم بحاجة آنية للأسلحة) وكان ذلك بمثابة رد على ندوة ميونيخ تلك وقال للولايات المتحدة بصراحة(لو رغبتم في عدم خسارة حرب داعش فقوموا الآن بتسليح قوات بيشمه ركه كوردستان، لأنها القوة الوحيدة القادرة على دحر أرهبيي داعش، وتحدث في هذا المثال بأسهاب عن أنتصارات قوات البيشمه ركه في محور شرق دجلة، والظاهر أن أكناشوس قد استنبط تفاصيل المقال على ضوء تصريحات الرئيس البارزاني في ميونيخ لأنه يشير فيه الى أن الرئيس البارزاني قد أوضح له بعض التفاصيل ومنها أن الأرهابيين متمكنون في شن الهجمات بواسطة السيارات المفخخة وقاموا خلال يوم واصد بمهاجمة قوات البيشمه ركه بواسطة(14) سيارة مفخخة وأن تحطيم وتدمير تلك السيارات إنما يحتاج الى اسلحة مضادة للدبابات وغيرها من الأسلحة المتطورة، ويضيف أيكناشيوس، أن مطاليب الكورد هذه هي معقولة جداً وأن تزويد البيشمه ركه بالسلاح لا يقلق العراق لأن الرئيس البارزاني لا يمانع في ورودها عن طريق بغداد ايضاً وتسليمها لقوات البيشمه ركه.
• أنتصارات البيشمه ركه لا يمكن أخفاؤها عن الرأي العام العالمي
لقد تم مع بداية عام 2015 والى النصف الأول من شهر شباط أنعقاد ثلاثة مؤتمرات مهمة على مستوى العالم خاصة بالأمن وخطورة أرهابيي داعش والتحولات الجيوبولتيكية في العالم، ففي مؤتمر لندن الخاص بتجمع أو أجتماع دول التحالف ضد أرهابيي داعش لم تتم دعوة أقليم كوردستان كأحد أطراف التحالف، ورغم التعذر بإن عدم توجيه الدعوة جاء بسبب خلل فني، إلا أن تصريحات وأحاديث رئيس الوزراء العراقي و وزير الخارجية الأمريكي تبين أن ذلك كان مناورة الهدف منها أعتبار أنتصارات قوات البيشمه ركه، أنتصارات للجيش العراقي والمعلوم أن العالم يدرك جيداً أن العراق وخلال(10) سنوات مضت، لم يعترف بإن قوات البيشمه ركه هي جزء من منظومة الدفاع العراقية إلا أنه قد تقرر، وبعد الأنتصارات الكبيرة التي حققتها قوات بيشمه ركه كوردستان، على أرهابيي داعش، قد تقرر تخصيص جزء من موازنة القوات البرية العراقية للبيشمه ركة إلا أن ذلك لم يتحقق لهم، ورغم عدم تمكن رئيس أقليم كوردستان من حضور الؤتمر الثاني وكان منتدى دافوس العالمي الأقتصادي بسبب ظروف الحرب ضد الأرهابيين غير أنه قد تمت دعوة د. روز نوري شياوه يس نائب رئيس الوزراء العراقي الى تلك الندوة كأحد القادة الميدانيين لقوات البيشمه ركه بعنوان(مستقبل الجيش) و دعونا نلاحظ أنهم قد حاولوا في مؤتمر لندن(أي العراق والولايات المتحدة) التكتم على أنتصارات البيشمه ركه غير أنهم قد دعوا د. روز لمنتدى دافوس و سحبوا منه هناك جنسيته أوصفته العراقية(إذا صح التعبير) و دعوه كقائد ميداني وأستمعوا اليه بهذه الصفة أيضاً وهو يتحدث عن تجربة أنتصارات قوات البيشمه ركه بالنسبة لمستقبل العراق و سوريا و يعتبر المؤتمر الثالث، وكان مؤتمر ميونيخ، أهم مؤتمر علمي وفكري للأمن على مستوى العالم، وتمت دعوة الرئيس البارزاني الى هذا المؤتمر بعنوان- النظام العالمي المتهرئ والمنحل والقلق من حمايته والحفاظ عليه- إنما يعني أن كوردستان بعد إعادة صياغة النظام العالمي الجديد أو أنقاذ النظام العالمي ما بعد الحرب الباردة ، هي المنطقة التي لا يمكن أهمالها وأن رئيس أقليم كوردستان هو تلك الشخصية التي يستوجب حضوره بشأن هذه المسألة وأن تكون له كلمته فيها، ولقد كشفت هذه الأحداث للعالم جملة من الحقائق المهتمة، ما حدا بوسائل الأعلام الأمريكية، وكما لا حظنا ذلك خلال الأسابيع الأخيرة، أن تتخذ من أنتصار قوات البيشمه ركه و مستلزماتهم و متطلباتهم في صدر الأخبار... إن هذا الأنفتاح بوجه أنتصارات البيشمه ركه إنما يعني أن الدول الأوربية لا تنتظر التعامل مع شعب كوردستان والبيشمه ركه بصورة مباشرة وعن طريق العراق فحسب بل أن البرلمان الأوربي قد أتخذ قراره بالتعامل المباشر مع شعب كوردستان وتليه قرارات من بقية البرلمانات الأوربية لأنها قد توصلت الى قناعة أن من بين(16) دولة تقوم بمحاربة أرهابيي داعش، فقد تمكنت قوات بيشمه ركه كوردستان فقط من تحقيق الأنتصار في تلك الحرب.
ترجمة / دارا صديق نورجان