الدواعش ينفقون على حربهم من كنز العراق الاثري!
ولم تشهد آثار العراق تدميراً ونهباً على هذا المستوى منذ غزو التتار لعاصمة الخلافة بقيادة هولاكو حيث خلف مسلحو تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف خسائر لا يمكن تعويضها في الآثار العراقية ولم تسلم من حملتهم حتى الآثار الإسلامية فدمروا مساجد ومراقد على غرار مقام النبي يونس والعديد من التماثيل في الموصل، إضافة إلى قصور أشورية في مناطق سيطرة التنظيم المتطرف نسفت بالديناميت أو تم تدميرها.
وقالت بوكوفا في مؤتمر صحافي عقدته في المتحف الوطني العراقي، "العراق والشعب العراقي يمتلكان تراثا ثقافيا هو من الاغنى في العالم وتعود ملكيته الى كل البشرية. لدينا مواقع على لائحة التراث العالمي، لكن ايضا ثمة الآلاف من المعابد والمباني والمواقع الهندسية والآثارات التي تمثل كنزا للبشرية جمعاء".
وناشدت المسئولة الدولية مجلس الامن الدولي والمجتمع الدولي باكمله بالتحرك الفوري لايقاف تدمير التراث الحضاري العراقي، وحماية الشعب العراقي الذي ساهم من خلال تراثه الحضاري القديم في انعاش التراث الانساني.
واضافت "لا يمكننا ان نقبل ان يتعرض هذا الكنز، هذا التراث للحضارة الانسانية، للتدمير بالطريقة الاكثر الهمجية".
وشددت بوكوفا في زيارتها الاولى الى العراق "علينا التحرك، لا وقت لدينا لنخسره، لان المتطرفين 'من تنظيم الدولة الاسلامية' يحاولون محو الهوية، لانهم يعلمون انه في حال عدم وجود، لن يكون ثمة ذاكرة، لن يكون ثمة تاريخ، ونعتقد ان هذا مروع وغير مقبول".
واكدت بوكوفا التزام اليونسكو بدعم كافة الجهود الرامية إلى تعزيز احترام حقوق الإنسان وكرامة شعب العراق، ولاسيما من خلال توفير تعليم جيد للجميع وصون التراث الثقافي والتنوع في العراق، ومساندة الحكومة العراقية في مجال استعادة الاثار العراقية المهربة.
وشن التنظيم الجهادي المتطرف هجوما واسعا في حزيران/يونيو، ادى الى سيطرته على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه. وقام التنظيم بتدمير العديد من المواقع التاريخية، لا سيما منها مراقد واضرحة ومساجد وكنائس.
وسبق للمنظمة الدولية ان قالت في تقرير لها في ايلول/سبتمبر، ان تنظيم "الدولة الاسلامية" يعمد الى تدمير المعالم التاريخية في العراق ويبيع آثارا وتحفا ليمول انشطته، واضعة ذلك في اطار "التطهير الثقافي".
وأكد خبراء ودبلوماسيون أن تنظيم داعش يعمد إلى تدمير مواقع تاريخية في العراق ويبيع قطعا أثرية لتمويل نفقاته.
وأعرب قيس حسين رشيد، مدير المتاحف بالعراق، عن قلقه إزاء تدمير التنظيم الإرهابي داعش للآثار المتواجدة بالمتاحف والتي لا تقدر بثمن.
وأضاف رشيد "أخشى أن يفعلوا شيئا مجنونا، يكفى ما قام به المقاتلون من عمليات نهب لبعض الآثار".
وأشار رشيد إلى أحد القطع المزخرفة والتي يرجع تاريخها لآلاف السنين، قائلا "قطعوا هذه النقوش وتم بيعها للمجرمين وتجار الآثار، فعادة ما يقطعون الرأس وترك الساقين، لأن الرأس هو الجزء الثمين".
وصرح رشيد أيضًا بان المنطقة حول مدينة الموصل الشمالية بالعراق والتى تجاوزها تنظيم "الدولة الاسلامية" مليئة بالآثار وهى الآن في خطر.
يذكر أن المتشددين يعتبرون التماثيل تقاليد وموروثات وثنية، وقد هدموا ونسفوا من الكنائس وغيرها من النصب والمواقع من التراث المسيحي واليهودي والإسلامي.
ويتسائل مندوب فرنسا الدائم في منظمة اليونسكو فيليلب لاليوت "هل يمكننا التنديد بجرائم ارتكبت ضد التراث في وقت ترتكب أسوأ الفظائع ضد البشر. عندما يتم إحصاء القتلى بعشرات الآلاف، هل يتعين الاهتمام بالتطهير الثقافي؟ نعم"، مشيراً إلى أهمية الثقافة والتراث من أجل السلام والحوار.
من جانبه قدم المندوب الدائم للعراق في اليونسكو السفير محمود ملا خلف في وقت سابق، صورة مأساوية عما حدث ويحدُث حاليا لآثار العراق من تدمير ونهب كان آخرها تكسير وتهديم الآثار في الموصل وتكريت والرمادي وطالب القوات الدولية عدم ضرب المتاحف لأنها تحتوي على آثار عراقية مهمة وبنفس الوقت تتخذها داعش مقرات عسكرية لها
وقدم خبراء في مؤتمر حول التراث العراقي في سبتمبر خرائط لأكثر من "12 موقعا" أثريا تسيطر عليها وتتاجر بها قواتُ داعش حيث تقوم عصاباتٌ متخصصة في بيع الآثار المسروقة لاحقا ببيعها في مزادات عالمية وطالبوا بإعادةِ هذه الآثار المسروقة واعتبار المتاجر بها أو مشتريها إرهابيا وليس تاجرا للآثار.
وشددت مديرة قسم الآثار الشرقية في متحف اللوفر بياتريس اندريه سالفيني على ضرورة انتشال كنوز العراق من قبضة التنظيم المتشدد قبل تهريبها وبيعها من قبل عصابات الآثار التي وجدت من السوق العراقية سوقا يدر عليها أموالا طائلة وناشدت بضرورة تدريب الكوادر العراقية من أجل ترميم ما دمره الإرهاب من المتاحف العراقية.