• Sunday, 22 December 2024
logo

مآسي نازحي سنجار تتفاقم، وجهود اغاثتهم تتعثر

مآسي نازحي سنجار تتفاقم، وجهود اغاثتهم تتعثر
كان سالم خديدا قاسم ( 31 سنة ) لايزال مندهشا، كيف سيمضي حياته في موقعا ليس موقعه، في واقعا لايشبه واقعه، لقد خطفوا زوجته، ولايعرف مصير والدها، الذي كان يرافقها، مع فقدان العديد من اقرباءه في واقعة كبيرة حدثت في صولاغ – غرب بلدة سنجار 25 كم .
يضيف سالم " بعد مهاجمهتم لنا وملاحقتهم للنساء والرجال، والرمي العشوائي، عرفنا انهم لن يرحمونا، وعرفنا من طريقة ملاحقتهم للناس انهم يريدون القاء القبض على اكبر عدد ممكن من المواطنين العزل وفي تلك الاثناء لم تستطع زوجتي مواصلة المسير ووالداها وعدد كبير اخر من المواطنين فاصبحوا في قبضة داعش "

ويؤكد سالم " هناك الكثير من امثالي، هناك العشرات فقدوا ابنائهم وبناتهم، ولايعرف مصيرهم، وهناك من لايعرف ماذفعلت بهم داعش من نساء ورجال، لأن المعلومات التي وردت الينا تقول انهم بدأوا يلقنوا الشباب والاطفال دورس التربية الاسلامية لتهيئتهم لترك دينهم".

سالم مع الاف اخرين وصلوا الى اقليم كوردستان ، الان يمضي حياته في بلدة شاريا جنوب دهوك 15 كم في منزل غير مكتمل مع عائلة اخرى مجموعهم 53 شخصا ،،، التي تستضيف اكثر من خمسة وعشرين الف شخص يعيشون ظروفا سيئا، بسبب الاعداد الكبيرة التي توافدت على المنطقة وصعوبة توفير المأوى والمأكل لهم في ايام قليلة.

سالم الذي قال انه امضى سبعة ايام كانت بمثابة سبع سنوات في الجبل يفكر بزوجته وما سيحل بها، اضاف "لاتتصور حجم المأساة، ولايمكن لأي كان ان يعبر عن الذي عشناه في صولاغ لمدة ستة ايام كنا نشهد قصفا مستمرا، وكنا نتصور في كل لحظة اننا سنتعرض للقصف او مهاجمة داعش،،،، صيحات الاطفال كانت تصل السماء، و اهات الامهات كانت تقطع الصمت الذي يعم الاجواء مساءا ".

ويضيف "الان الامر المهم عندي هو ملاحقة اية معلومة لمعرفة مصير زوجتي ووالدها ومن كان معها، الان قمنا بتسجيل اسمائهم وتثبيت تاريخ فقدانهم وخطفهم أملين ان نصل الى اية معلومة حول مصيرهم ومكان تواجدهم وهذا الامر بالنسبة لي هو الاهم من اي امر اخر"

مع انتهاء عملية وصول الاف النازحين من جبل سنجار الى دهوك تشهد شاريا وخانك والعديد من المواقع الاخرى، يتوافد المئات من المواطنين من دهوك في مواقف لايمكن ان تنسى لتقديم المساعدات لهم، وتوفير المستلزمات الضرورية حيث يقول الحقوقي سعود مصطو الذي يشارك مع فريق طوعي لمتابعة شؤون القادمين الى شاريا " حقيقة انهم يعيشون ظروفا مأساوية صعبة، الان بعدما استقروا قليلا باتوا يعرفون في اية محنة هم، الان بعدما امضوا ليلة او اثنتين من النوم المستقر اصبحوا يعرفون في اية محنة هم، اصبحوا يعرفوا الامراض التي يعانون منها والوضع الصعب جدا الذي هم عليه"

يقول السيد سعود الذي يعمل مع مجموعة من النشطاء في شاريا للاهتمام بهم" الامر بدأ يخرج من سيطرتنا، المستزلمات الضرورية لم تتوفر لهم بعد، نحن الان في ظرف حرج جدا اذا لم تصل مساعدات عاجلة ولم تتدخل المنظمات الدولية في الاهتمام بهم فانهم سيتعرضون الى كارثة انسانية لايعرف عواقبها"

وتابع " من الضروري ان تهتم حكومة الاقليم بكافة مؤسساتها بهذه الازمة ، ان توفرالاموال اللازمة بسرعة، ان تسخر كل جهودها لاحتواء هذه الازمة الكبيرة التي تعد فعلا كارثة بكل معنى الكلمة فترك اكثر من نصف مليون شخص لمنازلهم بعد ظروف قاسية من الحصار يعني مواجهة ازمة كبيرة، فقيام حكومة اقليم كوردستان بفتح ابوابها لهم يتطلب ان تتحرك باقصى سرعة لمتابعة شؤونهم وايوائهم الى حين العمل على اعادتهم الى منازلهم باسرع وقت ممكن".

وفقا للتقديرات الاولية فان اكثر من ثلاثمائة وخمسين الف من الايزيدية نزحوا من سنجار التي اصبحت منكوبة تسيطر عليها داعش ولايعرف ما الذي يحدث للمواطنين الذين لايزالوا هناك.
Top