ظروف نازحي سنجار سيئة وجروحهم لن تندمل قريبا
موسو خدر قاسو 71 سنة بعدما وصل حديقة قاعة لالش في شاريا وكان في استقباله مجموعة من النشطاء والمتطوعين رمى بجسده المنهك على الارض وقال : فقط اعطوني ماءا واتركوني ارتاح قليلا، لا اريد اي شيء الان .
موسو كان قد وصل في متأخر من ليل الثلاثاء 13 اب 2014 بعد رحلة شاقة من جنوب سنجار وبقائه محاصرا مع عشرات العوائل في منطقة صولاغ لسبعة ايام ثم قطع الطريق الى شمال الجبل ومن ثم مشيا على الاقدام لمدة خمسة عشرة ساعة مع عائلته حتى وصل الى منطقة امنة داخل غربي كوردستان تقع تحت سيطرة قوات حماية الشعب ليصل الى فيشخابور ومنها الى بلدة شاريا جنوب دهوك .
موسو وصف الرحلة بانها كانت " رحلة جرح لايندمل، فقدت ابنتي ذي الـ 51عاما على الطريق، وما يؤسفني هو انني لم استطع ان اجري لها اية مراسم عزاء وادفنها كما يجب"
اتم حديثه والبكاء يقطع كلماته "فقدنا الكثير من الناس، نساء ورجال، وخاصة كبار السن، الخوف كان يلاحقنا، والرعب استقر في قلوبنا، انظر ماذا حل بالاطفال، وانظر لوجوه النساء ، لاتزال مليئة بالحزن،،، لقد فقدنا وطننا بلحظة سيئة من التاريخ".
تمتم موسو حديثه ، نظر الى السماء والدموع تتساقط من عينيه،" صدقني هذه اللحظة ما كنت اريد ان ابقى حيا لانني تركت سنجار عنوة و ليس رغبة مني، ولكن الله موجود وسننتقم لكل من كان سببا ،،، لقد ابيدونا ولن يغفر لهم التاريخ "
اردت الاستفسار منه عن من يقف وراء الذي حدث فقال مسرعا :انهم المسؤولين الذين باعونا، الذين خذلونا، ولم يستطيعوا الدفاع عن سنجار ولا اعتقد ان الجرح الذي اصبنا به سيطيب قريبا.
الى جانب موسو تابع ( مشعل قاسو خلف 57 سنة ) راينا الكثير من الناس يسقطون من الجوع ولم يستطيعوا اكمال مسيرتهم، رأينا الكثيرمن المواطنين تركوا رجال ونساء كبار السن في الجبل لا اعتقد انهم سيتمكنون من الوصول الى المنطقة الامنة." انا جدا قلق عليهم انا اخاف ان يقعوا في قبضة داعش"
واضاف مشعل : هناك الكثير من الذين لم يستطيعوا ان يجروا مراسيم الدفن اللائقة لموتاهم، رايت امام عيني ثلاثة اشخاص يسقطون صرعى الموت في الجبل واحدا منهم بسبب المرض وعدم توفر الادوية، وثانيهم لم يستطيع اكمال مسيرة الوصول الى كرسى المنطقة الامنة، والثالث لم اعرفه جيدا كان معنا في قافلة المسير ولكنني شاركت في مراسيم دفنه البسيطة في اعلى الجبل.
موسو شأنه شأن الاف اخرين وصلوا اقليم كوردستان وخاصة محافظة دهوك ولكن ظروفهم صعبة ولابدا من تدخل دولي وقدوم منظمات دولية متخصصة واعلان لحالة الطوراء حتى تتمكن مؤسسات الحكومة من استيعاب هذا العدد الهائل ( وصل عدد النازحين الموجودين في دهوك بحسب محافظ دهوك لأكثر من سبعمائة الف نسمة ) وايجاد المأوى لهم و توفير المستلزمات الحياتية الضروية وفقا لما قاله الناشط المدني و الاستاذ الجامعي د. سعيد خديده علو.
اضاف د. سعيد " فقط في شاريا الان نستضيف اكثر من خمسة وعشرين الف شخص غالبيتهم من النساء، يعيشون ظروفا سيئة، المواد بدأت تنفذ لدينا، ما نبذله من جهد هو من خلال متطوعين، ولا نستطيع الاستمرار لفترة طويلة اذا لم تتدخل الحكومة او المنظمات الدولية والمجتمع الدولي لايجاد حل لمشكلة مئات الالاف من النازحين وخاصة القادمين سنجار المنكوبة ".
يبين سعيد : انه في شاريا كما في غيرها من بلدات ومدن محافظة دهوك يوجد نازحين ولكن اعتقد اننا نبذل جهدا كبيرا مع مجموعة من النشطاء من حقوقيين و تدريسيين وشرطة وبلدية شاريا ويساهم الكثير من الاهالي بتقديم المساعدة الممكنة والتي لو لاهم لما استطعنا الاستمرار مع مساعدات بسيطة من غذاء وماء من ادارة المحافظة.
وتابع د. سعيد : هناك مواقف مشرفة يسجلها الاهالي وهنا لابد من الاشارة الى الجهود الكبيرة التي تبذلها مؤسسة بارزاني الخيرية التي لو لادعمها في توفير الغذاء كل يوم مرتين لما استطعنا ايواء هذا العدد الكبير. وكذلك موقف كبير سجله تاجر من اذربيجان صاحب شركة ( مونيترى وباران كروب ) الذي جلب مساعدات كبيرة ومستلزمات النازحين بحاجة ماسة اليها.. والكثير من الشخصيات والمؤسسات والاصدقاء لايسعنا ان نذكر اسمائهم جميعا.