• Friday, 03 May 2024
logo

صراع على السلطة في شوارع بغداد مع تغيير المالكي ورفضه الرحيل

صراع على السلطة في شوارع بغداد مع تغيير المالكي ورفضه الرحيل
عين الرئيس العراقي يوم الاثنين رئيسا جديدا للوزراء لينهي ثماني سنوات قضاها نوري المالكي في السلطة لكن الزعيم المخضرم رفض الرحيل بعد نشر ميليشيات وقوات خاصة في الشوارع مما خلق مواجهة سياسية خطرة في بغداد.



وهنأت واشنطن -التي ساعدت في تنصيب المالكي بعد غزو العراق عام 2003 الذي أطاح بصدام حسين- حيدر العبادي المساعد السابق للمالكي الذي كلفه الرئيس فؤاد معصوم بتشكيل الحكومة الجديدة.



لكن حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي أعلن أن خليفته غير شرعي وقال صهر المالكي إن الزعيم المخضرم سيتحدى القرار في المحكمة. ووجهت واشنطن تحذيرا صارما للمالكي من أن "يثير القلاقل" باستخدام القوة للتشبث بالسلطة.



والمالكي اسلامي شيعي يتهمه حلفاؤه السابقون في واشنطن وطهران وبغداد بتهميش الأقلية السنية ودفعها لثورة تهدد بتدمير البلاد. ودعاه زعماء السنة والكورد في العراق الى الرحيل كما تحول ضده كثير من ابناء طائفته الشيعية.



ولم يقل المالكي نفسه شيئا بشأن قرار تغييره ووقف صامتا متجهم الوجه يوم الاثنين بجوار عضو من حزب الدعوة تلا بيانا عبر التلفزيون الوطني معلنا أن تعيين العبادي غير قانوني.



وقال خلف عبد الصمد عضو حزب الدعوة إن العبادي لا يمثل إلا نفسه.



وقال حسين المالكي صهر المالكي لرويترز إن معسكره سيقاتل القرار "غير القانوني". واضاف أن مؤيدي المالكي لن يقفوا صامتين.



وقال إن التعيين غير قانوني وينتهك الدستور وأن مؤيدي المالكي سيلجأون للمحكمة الاتحادية للاعتراض عليه.



وعبرت واشنطن بوضوح عن تأييدها للزعيم الجديد. وقال البيت الابيض إن نائب الرئيس جو بايدن نقل تهاني الرئيس باراك اوباما الى العبادي في اتصال هاتفي.



وقال البيت الابيض في بيان "أعرب رئيس الوزراء المعين عن اعتزامه التحرك بسرعة لتشكيل حكومة لا تقصي أحدا وذات قاعدة موسعة قادرة على التصدي لتهديد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام وبناء مستقبل أفضل للعراقيين من كل الطوائف" مستخدما الاسم السابق لتنظيم الدولة الاسلامية.



وتأتي الازمة السياسية الجديدة بعد أيام من بدء واشنطن أول تحرك عسكري لها في العراق منذ سحب قواتها في 2011 . وقصفت طائرات حربية امريكية مسلحين سنة من تنظيم داعش الارهابی الذي اجتاح مناطق واسعة في شمال العراق وغربه منذ يونيو حزيران.



وتقول واشنطن إنها تتخذ تحركا محدودا لحماية اقلیم كوردستان ومنع ما يصفه أوباما بأنه "ابادة" محتملة لاقليات دينية يستهدفها المسلحون.





وطلب الرئيس فؤاد معصوم وهو كوردي من العبادي القيادي في حزب الدعوة الاسلامية الذي يتزعمه المالكي تشكيل حكومة يمكنها كسب تأييد البرلمان المنتخب في ابريل نيسان. وفي تصريحات بثها التلفزيون حثه معصوم على تشكيل حكومة "ذات قاعدة عريضة" خلال شهر.



ودعا العبادي الذي قضى عقودا في المنفى في بريطانيا خلال حكم صدام حسين إلى الوحدة الوطنية ضد الحملة الهمجية لتنظيم داعش.



وقال العبادي في تصريحات أذيعت بعد لقاء معصوم "علينا ان نتعاون جميعا للوقوف بوجه هذه الحملة الارهابية على العراق وايقاف كل الجماعات الارهابية."



ومع اغلاق الشرطة ووحدات مسلحة من القوات الخاصة وكثير منها جهزتها ودربتها الولايات المتحدة شوارع العاصمة وجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تحذيرا صارما الى المالكي من اللجوء للقتال للتشبث بالسلطة.



وقال "لا يجب استخدام القوة أو الدفع بقوات أو ميليشيات في هذه اللحظة من الديمقراطية من أجل العراق."



وأضاف أن "عملية تشكيل الحكومة مهمة فيما يتعلق بتحقيق الاستقرار والهدوء في العراق وأملنا هو ألا يثير السيد المالكي القلاقل."



وتابع "شيء واحد يحتاج كل العراقيين لمعرفته وهو أنه سيكون هناك القليل من الدعم الدولي من أي نوع كان لأي شيء يحيد عن العملية الدستورية الشرعية القائمة ويجري العمل عليها الآن."



ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوم الاثنين بما وصفه بأنه "تحرك للأمام صوب تشكيل حكومة في العراق" مشيدا بقرار الرئيس العراقي بتعيين العبادي رئيسا لحكومة جديدة.



وقالت ستيفان دوگاريتش المتحدث باسم الأمم المتحدة للصحفيين إن الأمين العام "يحث الدكتور العبادي رئيس الوزراء المكلف على تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة مقبولة لدى كل مكونات المجتمع العراقي."



وأضاف أن بان قلق من أن التوتر السياسي المتزايد الى جانب التهديد الذي يمثله الهجوم العسكري لمتشددي تنظيم الدولة الإسلامية "يمكن أن يدفع بالبلاد إلى أزمة أعمق".
Top