• Tuesday, 07 May 2024
logo

تنظيم داعش الارهابي في حملة ضد اضرحة مراقد الانبياء وتدمير الاثار واغتصاب النساء وتهديد الاقليات

تنظيم داعش الارهابي في حملة ضد اضرحة مراقد الانبياء وتدمير الاثار واغتصاب النساء وتهديد الاقليات
مدينة الموصل مركز محافظة نينوى الواقعة شمالي العراق على ضفاف نهر دجلة، كانت قبل دخول ما يسمى الدولية الاسلامية في العراق والشام "داعش" ثاني اكبر مدينة بعد العاصمة بغداد، فيما اليوم تحولت الى اتعس مدينة عراقية، فضلا عن ذلك نسبة سكانها كانت تبلغ 3 مليون شخص، بالاضافة الى انها كانت المركز التجاري الحيوي والاهم في العراق، لانها الاقرب لدولتي سوريا وتركيا، وتصل نسبة التجارة فيها سنويا الى ملايين الدولارات، اصبحت في 2014 منفذ للارهاب والخراب وبوابة للتخطيط اعمال اجرامية من قبل عناصر ارهابية ومجاميع مسلحة اخرى تحت مسميات مختلفة.
كم ستقاوم الموصل
تنهار مدينة الموصل يوما تلوا الاخر بطريقة واضحة بسبب نقص المواد الغذائية وانقطاع التيار الكهربائي، وارتفاع اسعار الوقود والغاز السائل، والمواد الغذائية بطريقة غير مسبوقة، فضلا عن انقطاع المياة الصالحة للشرب، حيث بلغ قيمة عبوة "الغاز" الواحدة 22 دولار امريكي، وقيمة اللتر الواحد للبنزين 5 دولار .
ويقول ظافر عمر من داخل الموصل لـكولان: ان "الحياة منتهية في المدينة ولا امل بعودتها، تورطنا بشيء اسمه الدولة الاسلامية في العراق والشام، ولا يمكننا التخلص منهم، خصوصا بعد ان تم سحب السلاح من الاهالي وسيطرو على مفاصل المدينة وادخلوا الرعب في قلوب الناس، من خلال ممارسات اجرامية بشعة، تحديدا بداية دخولهم المدينة، بحق افراد بالجيش ومواطنيين مسيحيين وشبك واكراد، بالاضافة الى عمليات اغتصاب قاموا بها ضد النساء، بالاضافة الى احلل العديد من النساء لانفسهم دون قيد او شرط.
(ع م) من الموصل تحدث لكولان . تنظيم الدولة الاسلامية داعش "قام باغلاق اكثر من 300 محل لبيع الملابس والمستلزمات النسائية وسط المدينة، واستوردت بضائع افغانية تباع الان في محلات خاصة بهم، فضلا عن ذلك يقومون بعمليات اغتصاب بين الحين والاخر بحق فتيات اعمارهم من 14 الى 35 سنة".
واكد (ع م ) ان "الخسائر الكبيرة التي الحقت بهم من قبل قوات البيشمركة في معارك اطراف الموصل"، وصلهم دعم كبير من سوريا، دخل المئات من عناصرهم لمساعدتهم حيث بلغ عدد المركبات التي دخلت العراق قادما من سوريا، اكثر من 800 مركبة، مشيرا الى ان من ضمن عناصر داعش الارهابي جنسيات (افغانية، بريطانية، امريكية، سورية، عراقية، سعودية بدرجة كبيرة، فلسطينية، اماراتية)".
التطوع في داعش
يقول (ع م ) ان التطوع اصبح الزامي عقب صدور اوامر رسمية من قبل والي الموصل قبل ثلاثة ايام، للشباب، حيث يتسلم المتطوع المبتدء راتب شهري قدره 100 الف دينار، ومن امضى معهم ثمانية اشهر يحصل شهريا على 600 الف دينار، فيما يتسلم من استمر معهم اكثر من سنة مليون دينار".
وتابع (ع م) ان "تنظيم داعش قام باجبار بعض اهالي موصل بالتطوع جبرا للانضمام لهم، لافتا الى ان هنالك نساء يرافقا عناصر داعش".
تعد مدينة موصل من اهم المحافظات العراقية كونها تشغل مساحات زراعية واسعة ويتواجد فيها العشرات من الابار النفطية التي لم تستغل، بالاضافة الى ذلك تشتهر المدينة بزراعة الحبوب والخضروات، فضلا عن انها مركز تجاري اقتصادي صناعي وسياحي واسع في شمال العراق والخط الرئيسي للاتصال مع تركيا وسوريا، بالاضافة الى انها تطل على نهر دجلة وفيها السدود والغابات الشهيرة.
محافظة الموصل تعتبر سلة الغذاء العراقي لتصديرها حبوب الحنطة الى كافة ارجاء العراق، بالاضافة الى انها تشتهر بالعديد من المعالم الاثرية والحضارية من زمن الاشوريين، هذا مع وجود مراقد الانباء منهم النبي جرجيس وشيت ويونس عليهم السلام.
داعش لا تؤمن بالانبياء
يتسائل الباحث الاسلامي مؤيد حميد من اهالي الموصل، نازح الان في بغداد، ما هي الديانة التي يتبعها ارهابيي داعش؟ العديد من المواطنين كانوا يؤمنون بهم كمنظمة سلفية دينية هدفها الدفاع عن حقوق الفقراء والمساكيين وذات فكر سلفي ديني متشدد، لكن بعد مراقبة المشهد وكشف فضائحهم من خلال عمليات القتل والاغتصاب، واخيرا تفجير مرقد النبي يونس في الموصل، تفاجئ الجميع عن " ملة ودين داعش الارهابي".
هذا التنظيم الارهابي بدأ بتجنيد أطفال وإدخالهم في دورات تدريبية على القتال قبل تخريجهم وتوزيعهم على الفصائل المسلحة التابعة له، وذلك يعتبر مخطط لتنشئة جيل جديد من الإرهابيين، يحملون السلاح في صغرهم، فتموت بداخلهم كل ملامح الرحمة، ويسعون دائما لتطبيق أفكار مغلوطة عن ضرورة حمل السلاح وتطبيق ما يسمونه دولة الخلافة .
ولم يعد خافياً مدى بشاعة الأعمال التي يقوم بها ارهابيو "داعش" في المدن التي يسيطرون عليها، من الحملة المنظمة لنسف مراقد الأنبياء وتهجير المسيحيين من منازلهم ومصادرة ممتلكاتهم، وتهديد العائلات الكوردية، وتبنى تنظيم داعش الذي اعلن الخلافة في المناطق التي سيطر عليها الشهر الماضي تفجير عدد من اماكن العبادة التي يعود تاريخها الى قرون من الزمن.
من جهته، دعا محافظ نينوى اثيل النجيفي، أبناء الموصل إلى "التعاون مع هذه الكتائب التي ولدت من حجم المعاناة"، مضيفاً "نحن واثقون بان أهالي الموصل قادرون على تغيير هذا الواقع، وسنلاحظ في الأيام المقبلة تنظيم عمل هذه الكتائب وتحديد أهدافها".
بيئة حاضنة
وسعت "داعش" إلى إيجاد بيئة حاضنة في كل من سوريا والعراق بأساليب شتى. ففي العراق، استغلّ التنظيم المتشدد الصراع القائم بين المجموعات المسلحة على اختلاف مشاربها (بعثية، نقشبندية، عشائرية) وبين الحكومة المركزية لتأمين الغطاء اللازم لتوسيع سيطرته.
وكان واضحاً منذ البداية أن ثمة تناقضات حادة على المستوى الايديولوجي والاجتماعي بين "داعش" وتلك المكوّنات، ما دفع بكثيرين إلى القول إن الصدام بين "الحلفاء المؤقتين" آتٍ لا محال.
داعش فصلت كل من ليس سنيا من الدوائر
اعلنت ما تسمى الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) التي تسيطر على اغلب مفاصل محافظة نينوى منذ اكثر من ثلاثة اسابيع، اعتبار المسيحيين والايزيديين والشبك والشيعة مفصولين من الخدمة الوظيفية، فيما تتداول بينها لاصدار فتوى يخص وظيفة المراة.
واعلن والي الموصل الجديد امر بفصل المسيحيين والايزيديين والشبك والكاكيين وممن من الطائفة الشيعية مفصولين من الخدمة، فيما ينتظر فتوى اخرى، لحسم مشكلة الموظفات. فيما (يعتبر الشبك والكاكيين من القومية الكردية).
واكدت مصادر عسكرية في تموز الماضي ان "قوة من قيادة فرقة المشاة الثانية وبالتعاون مع وكالة التحقيقات في نينوى، قامت في منطقة 90 الاربجيه في الساحل الايسر من مدينة الموصل عملية امنية تمكنت خلالها من محاصرة وقتل المسؤول الأمني ووالي الموصل واثنين من مساعديه داخل وكر للتنظيم المذكور، فيما اعلن التظيم والي جديد على المدينة".
وتشهد محافظة نينوى وبعض اجزاء من تكريت والرمادي والفلوجة وبيجي والحويجة والسعدية، سيطرة لتنظيم داعش، منذ ايام، ما ادى الى اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية والبيشمركة ، ووقع عشرات القتلى وجرحى من الاطراف الثلاثة.
ويتحدث سكان الموصل اللهجة الموصلية (أو المصلاوية) التي تشابه مع اللهجات السورية الشمالية، ولهذه اللهجة الموصلية الدور الأكبر في الحفاظ على هوية المدينة، وأغلبية سكان الموصل عرب سنة ينحدرون من خمس قبائل رئيسية وهي شمر والجبور والدليم وطيء والبقارة، ويوجد أيضا مسيحيون ينتمون إلى عدة طوائف وأكراد وتركمان. فيما تعود جذور مدينة الموصل الحالية إلى عام 1080 قبل الميلاد عندما اتخذت السلالة


بهاء جلال الدين
Top