• Sunday, 28 April 2024
logo

المالكي يتعلق بقشة الميليشيات

المالكي يتعلق بقشة الميليشيات
تقاتل القوات العراقية لاستعادة مناطق من ايدي مسلحين متطرفين بمساندة ألاف المتطوعين وجماعات مسلحة سبق وان خاضت مواجهات مع هذه القوات التي تواجه صعوبات مع وقف زحف المتشددين.

ورغم ان الجماعات المسلحة التي تقاتل الى جانب القوات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد تنجح في وقف زحف المقاتلين المتشددين، إلا ان منح هذه الجماعات دورا عسكريا في الوقت الحالي قد يظهر في المستقبل ان الحكومة استبدلت خطرا امنيا بخطر امني اخر.

ويقول جون دريك، المحلل في مجموعة "اي كي ايه" الاستشارية الامنية البريطانية، "عندما اكتسبت المليشيات في السابق القوة كان عليها ان تتواجه مع بغداد (...) لكن الفارق ان الحكومة لا تتمتع اليوم بالدعم العسكري الاميركي ذاته".

ويشير دريك بذلك الى حملة "صولة الفرسان" التي قامت في العام 2008 على معارك ضارية ضد الجماعات المسلحة الشيعية وعلى رأسها جماعة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في عدة مناطق من العراق بينها بغداد والبصرة.

ويخشى مراقبون من ان يقود بروز الجماعات المسلحة الشيعية من جديد نحو شرخ اكبر بين السلطات والأقلية السنية التي تسكن غالبية المناطق التي سقطت في ايدي مسلحين يشنون هجوما كاسحا منذ اكثر منذ ثلاثة اسابيع في غرب وشمال وشرق العراق.

وشهد العراق بين عامي 2006 و2008 حربا طائفية بين السنة والشيعة قتل فيها الالاف وقادتها فرق موت من الطرفين، وذلك عقب تفجير تعرض له المرقد الشيعي للإمامين العسكريين في مدينة سامراء (110 كلم شمال بغداد) من قبل متطرفين سنة.

ويرى دريك ان "اعادة انبثاق المليشيات الشيعية سيثير قلق المجتمع السني على اعتبار ان هذه الجماعات كانت متورطة في الاقتتال الطائفي"، مضيفا "سيصعب هذا الامر على الحكومة والمجتمع الدولي دفع السنة نحو حوار مثمر وسيسيس المجتمع العراقي بشكل اكبر".

وتعتبر جماعة "عصائب اهل الحق" التي كانت في السابق جزءا من "جيش المهدي" احدى ابرز الجماعات المسلحة التي تقاتل الى جانب القوات الحكومية خصوصا في ديالى وشمال شرق بغداد، بحسب مسؤولين امنيين، علما ان هناك جماعات مسلحة سنية اخرى تقاتل الى جانب القوات الامنية في محافظة الأنبار خصوصا.

وشهدت مدينة النجف على مدى الاسابيع الماضية تشييع مقاتلين ينتمون الى هذه الجماعة وجماعات اخرى ومتطوعين شيعة قتلوا في معارك مع المسلحين المتشددين الذين ينتمي معظمهم الى تنظيم ما يسمى الدولة الاسلامية.

وكان مقتدى الصدر اعلن، بعد ايام قليلة من بدء الهجوم الكاسح للمسلحين في التاسع من حزيران/يونيو، تشكيل "سرايا السلام" التي تضم عناصر من "جيش المهدي" بحيث تكون مهمتها حماية اماكن العبادة الاسلامية والمسيحية ايضا من المتطرفين.

وقال النائب حاكم الزاملي، المنتمي الى كتلة الاحرار التي تمثل التيار الصدري في مجلس النواب، ان قوات "سرايا السلام" تتواجد حاليا في سامراء حيث ستقوم مهمتها على حماية المرقد بالتنسيق مع القوات الامنية العراقية.

وجاء اعلان الصدر في وقت دعا المرجع الشيعي الاعلى اية الله العظمى السيد علي السيستاني العراقيين سنة وشيعة الى حمل السلاح ومقاتلة المسلحين المتطرفين، ما دفع الالاف الى التطوع في القوات العراقية.

وعلى مدى السنوات الماضية بقي للجماعات المسلحة من خارج الدولة حضورها على الارض انما من دون ان تكون فعالة بالشكل الذي هي عليه اليوم، وعلى رأسها جماعة "جيش المهدي" التي نظمت قبل نحو اسبوعين استعراضا عسكريا كبيرا في بغداد ومناطق اخرى.

وقال مقاتلون شاركوا في الاستعراض انهم ليسوا ضد اي طائفة، في اشارة الى السنة، او اي قومية، في اشارة الى الكورد، مشددين على ان هدفهم هو حماية العراق من التهديد الذي يمثله زحف المتطرفين.

وسبق ان اكدت الدولة الاسلامية، اقوى التنظيمات الاسلامية المتطرفة التي تقاتل في العراق وسوريا والذي اعلن الاحد قيام "الخلافة الاسلامية" ومبايعة زعيمه ابو بكر البغدادي "خليفة للمسلمين"، نيته الزحف نحو بغداد ومحافظتي كربلاء والنجف اللتين تضمان مراقد شيعية.

وقال علي الزيدي، وهو احد المقاتلين الذي شاركوا في استعراض "جيش المهدي" في منطقة مدينة الصدر في بغداد "نحن جيش السلام. يد واحدة، سنة وشيعة واكراد، ولن نبيع هذا البلد".

وبالنسبة الى سكان مدينة الصدر، حيث تسكن غالبية من الشيعة، فان هؤلاء المقاتلين يشكلون حاجز الدفاع الاول عن المنطقة الشيعية، بحسب ما يقول ابواحمد الذي يملك محلا في مدينة الصدر، مضيفا "نحن فخورون بهم. هم ابناؤنا".

غير ان العديد من سكان بغداد يبدون امتعاضهم من ظهور المسلحين في الشارع من جديد، ويخشون من عودة سنوات العنف الطائفي.

ويقول طه عبيد ان المسلحين، وان كانوا سنة او شيعة، "هم نفسهم. اسماؤهم فقط هي التي تتغير".
Top