• Saturday, 27 April 2024
logo

طبول الحرب تدق فوق رؤوس أهل بغداد

طبول الحرب تدق فوق رؤوس أهل بغداد
بلغ الهجوم الذي يشنه مسلحون في العراق منذ اسبوع مدينة بعقوبة على بعد 60 كلم فقط من بغداد التي خسرت، الثلاثاء، السيطرة على معبر حدودي ثان مع سوريا، في وقت امر رئيس الوزراء نوري المالكي بإعفاء ضباط كبار من مناصبهم على خلفية الاحداث الاخيرة.



ووسط حالة الفوضى الامنية والسياسية التي يعيشها العراق منذ سبعة ايام، ارسلت الولايات المتحدة التي ناقشت احداث العراق مع ايران بشكل مقتضب في فيينا، 275 عسكريا لحماية سفارتها في بغداد، في اول خطوة من نوعها منذ الانسحاب الاميركي نهاية 2011.

وقال قائد عمليات دجلة، الفريق الركن عبد الامير محمد رضا الزيدي، الثلاثاء، ان "مجموعة من المسلحين نفذوا هجوما بالأسلحة الرشاشة في بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) والقوات الامنية صدت الهجوم".

وأكد ضابط برتبة مقدم في الجيش ان المسلحين "تمكنوا من السيطرة على احياء الكاطون والمفرق والمعلمين في غرب ووسط بعقوبة لعدة ساعات، قبل ان تتمكن القوات العراقية من استعادة السيطرة على هذه الاحياء".

وقتل 44 شخصا بالرصاص داخل مقر للشرطة في وسط بعقوبة خلال الهجوم، بحسب ما افادت مصادر امنية وطبية.

وهذا اول هجوم تتعرض له بعقوبة مركز محافظة ديالى منذ بدء الهجوم الكاسح للمسلحين في انحاء من العراق قبل اسبوع والذي تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق واسعة في الشمال، بينها الموصل (350 كلم شمال بغداد) وتكريت (160 كلم شمال بغداد).

وجاء الهجوم على بعقوبة، وهي اقرب نقطة جغرافية الى بغداد يبلغها المسلحون منذ بدء هجومهم، في وقت لا يزال قضاء تلعفر (380 كلم شمال بغداد) يشهد في بعض اجزائه اشتباكات بين قوات حكومية والمسلحين الذين ينتمون الى تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" وتنظيمات اخرى وعناصر من حزب البعث المنحل.

وقال نائب رئيس مجلس محافظة نينوى نور الدين قبلان "هناك 50 شهيدا من المدنيين الذين سقطوا جراء الاشتباكات المتواصلة منذ يومين والرمي العشوائي والقصف وهناك ايضا عشرات القتلى من المسلحين والقوات الامنية".

وأضاف ان "المسلحين يسيطرون على معظم اجزاء القضاء (380 كلم شمال بغداد) لكن لا تزال هناك بعض جيوب المقاومة من قبل القوات الامنية والاهالي"، بينها "اجزاء من المطار".

ويقع تلعفر، وهو اكبر اقضية العراق من حيث المساحة الجغرافية، في منطقة استراتيجية قريبة من الحدود مع سوريا وتركيا، ويبلغ عدد سكانه نحو 425 الف نسمة معظمهم من التركمان الشيعة، علما بان غالبية هؤلاء قد غادروا القضاء منذ اندلاع المعارك فيه.

في موازاة ذلك، اعلن عقيد في الشرطة العراقية ان الشرطة عثرت اليوم على 18 جثة تعود الى عناصر في القوات الحكومية شرق مدينة سامراء (110 كلم شمال بغداد).

وفي بغداد، قتل 13 شخصا في تفجيرات متفرقة، بينهم سبعة قضوا بانفجار سيارة مفخخة في منطقة مدينة الصدر التي تسكنها غالبية شيعية، فيما قتل اربعة اشخاص في قصف على الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) التي تخضع منذ بداية العام الحالي لسيطرة مسلحين.

وبعدما خسر العراق سيطرته على معبر ربيعة الحدودي الرسمي مع سوريا، والواقع في نينوى لصالح قوات البشمركة الكردية، سيطرت مجموعة من المسلحين على معبر القائم (340 كلم غرب بغداد) الواقع في محافظة الانبار غرب البلاد بعد انسحاب الجيش والشرطة من محيطه.

وأوضحت مصادر امنية وعسكرية ان مسلحين قالت انهم قريبون من "الجيش السوري الحر" و"جبهة النصرة" هم الذين سيطروا على المعبر، علما ان عناصر "الجيش السوري الحر" يسيطرون منذ اشهر على الجهة السورية المقابلة من المعبر في مدينة البوكمال.

ولم تعد الحكومة المركزية في بغداد تسيطر إلا على معبر واحد مع سوريا، التي تشترك مع العراق بحدود تمتد حوالى 600 كلم، هو معبر الوليد والواقع ايضا في محافظة الانبار قرب الحدود مع الاردن.

وبعد اسبوع من سقوط الموصل ومدن اخرى، امر رئيس الوزراء نوري المالكي بإعفاء ضباط رفيعي المستوى في القوات الحكومية من مناصبهم وإحالة احدهم على محكمة عسكرية، واصفا سقوط مناطق في ايدي المسلحين بالنكسة، بحسب ما جاء في بيان رسمي الثلاثاء.

ومن امر المالكي بإعفائهم من مناصبهم هم الفريق الركن مهدي الغراوي قائد عمليات نينوى، ونائبه اللواء الركن عبد الرحمن مهدي، ورئيس اركانه العميد الركن حسن عبد الرزاق، والعميد الركن هدايت عبد الرحيم عبد الكريم عبد الرحمن قائد فرقة المشاة الثالثة الذي احيل على المحكمة العسكرية.

سياسيا، حملت الحكومة العراقية في بيان السعودية مسؤولية الدعم المادي الذي تحصل عليه "الجماعات الارهابية" وجرائهما التي رأت انها تصل الى حد "الابادة الجماعية" في العراق، معتبرة ان موقفها من الاحداث الاخيرة "نوع من المهادنة للارهاب".

وكانت السعودية اتهمت، الاثنين، وفي اول تعليق رسمي على الاحداث الامنية الاخيرة في العراق، رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بدفع بلده نحو الهاوية بسبب اعتماده سياسة "اقصاء" العرب السنة، مطالبة بـ"الاسراع" في تشكيل حكومة وفاق وطني.

من جهته، اعتبر مبعوث الامم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف متحدثا في مقابلة صحفية ان الهجوم الذي يشنه المقاتلون الاسلاميون منذ اسبوع يشكل "تهديدا لبقاء" هذا البلد واكبر خطر على سيادته منذ عدة سنوات.

وفي جنيف، حذر الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون من تحول الهجوم الذي يتعرض له العراق الى نزاع طائفي يتخطى حدود هذا البلد.

وكان رئيس وزراء كردستان العراق نيجيرفان بارزاني اعلن في مقابلة صحفية انه "من شبه المستحيل" ان يعود العراق كما كان عليه قبل سقوط الموصل، ثاني مدن البلاد، واعتبر ان السنة يجب ان يكون لهم الحق في ان يقرروا اقامة منطقة خاصة بهم مثل كردستان.
Top