السيسى رئيسا لمصر..مرحلة جديدة ومعركة لم تنته بعد
فاز المشير عبد الفتاح السيى وزير الدفاع المصرى السابق بنسبة 96% من أصوات 47% من المصريين الذين شاركوا فى انتخابات الرئاسة من إجمالى 50 مليونا هم تعداد الناخبين المصريين ، ومرت ايام الانتخابات التى جرت فى ظل تحوطات أمنية عالية بسلام ، ولم تقع أحداث عنف كما كان متوقعا .
ودار جدل واسع فى أوساط المصريين ومن يتابعون انتخاباتهم فى العالم ، عن مستوى المشاركة فى الإنتخابات ، وما إذا كانت دون المتوقع ، إلى حد ذهاب البعض لوصفها بانها اشبه بمقاطعة شعبية ، فى حين قال مؤيدو السيسى ان هذه هى نسبة مشاركة المصريين فى الانتخابات عموما، وأن النسب العالمية لاتزيد عن ذلك .
وينتظر غالبية المصريين بأن تكون المرحلة القادمة التى سيحكم فيها السيسي مرحلة جديدة بكل ما تعنيه الكلمة، باعتباره رجل دولة ولديه خبرات كبيرة بطبيعة تجربته، ويرونه الأقدر علي تنفيذ البرنامج الذي يحقق مصلحة كل المصريين والمصلحة الوطنية.
ويعلق كثير من المصريين الآمال على السيسي أن يعيد للدولة والسياسة المصرية عافيتها مرة أخري بعد أن ايقن الشعب أن الرئيس المعزول محمد مرسي كان ولاؤه للجماعة والتنظيم وليس لمصر والمصريين.
احتفل المصريون بوصول السيسي للرئاسة ، وهو الذى أدار معركة الاطاحة بالإخوان وحافظ هو وجيشه علي عدم نشوب حرب أهلية بين المصريين وجماعة الاخوان ومناصريها من جماعات إسلامية متطرفة ، كانت ستخوض مع شعب مصر معركة غير متكافئة بعدما جهزوا أنفسهم لها منذ ثورة يناير 2011.
صور السيسي التي انتشرت في الشوارع والميادين وفي المنازل والبلكونات والمقاهي والحارات الشعبية أثناء الاقتراع وبعد فوزه ، إيذانا ببدء مرحلة جديدة
وأكد السياسيون أن الحكم على السيسي سيكون مرهونا بفريق العمل الذى سيختاره ، ورؤيته لحل مشكلات البلد المتفاقمة.
يقول الدكتور عماد جاد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام : قبل إعلان النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية المصرية ، خرجت الجماهير المصرية إلى الشوارع للاحتفال بنجاح السيسي، لم يكن الاحتفال بسبب التفوق الكاسح الذي حققه المشير بل كانت فرحة المصريين سابقة على إعلان النتائج من منطلق ثقتهم المطلقة في وفوز مرشحهم المفضل، وبدء مرحلة جديدة في البلاد. على مدار نحو أربعين شهرا، كانت قليلة وشحيحة بل ونادرة أيام الفرح، منذ الخامس والعشرين من يناير والغالبية الساحقة من المصريين تعاني من غياب الأمن، البلطجة، التدهور الشامل في مختلف أنحاء البلاد، غياب دولة القانون، انتشار الجريمة الجنائية نتيجة هروب آلاف المساجين من سجونهم، تحلل جهاز الشطرة وعدم قدرته على ضبط الأوضاع في الشارع، في نفس الوقت وفد إلىالبلاد آلاف الارهابيين من شتى أنحاء العالم واستوطنوا شمال سيناء ومنهم من انتشر في الوادي والدلتا. جاءت الانتخابات البرلمانية والتي حصد فيها تيارالإسلام السياسي قرابة ثلاثةأرباع المقاعد لتقدم للمصريين أنماط من الشخصيات الوافدة والسلوك غير المتوافق مع الهوية المصرية وتاريخ البلاد، واكتملت مأساة المصريين بفوز مرسي برئاسة الجمهورية، فظهرت ملامح لبلد لايعرفونه، وتغير سلوك الكثير من المصريين توافقا أو تكيفا أو نفاقا مع ما تطلبه الجماعة، تحولت البلاد إلى مسرح للكآبة، انتشر الخوف والفزع في صفوف الطبقة العليا والشرائح العليا من الطبقة الوسطى ومنهم. بدأ يبحث عن ملجأ آمن يذهب اليه أو وطن بديل يحمل جنسيته.
ويضيف : انتشرت الكآبة في بر مصر، وتغيرت عادات الكثير من المواطنين، وبدا واضحا أن البلاد في طريقها لاستيراد النموذج الباكستاني وربما الأفغاني، بدأت حرب الجماعة والتيارات الإسلامية من سياسية وجهادية ضد كل مكونات الهوية المصرية، ضد الفن من مسرح وسينما، ضد صناعة البهجة بصفة عامة، فهم ضد كل ماله علاقة بغذاء الروح ويفضلون كل ما له علاقة بحاجات الجسد أوالحاجات البيولوجية من طعام وشراب وجنس، خرجت على الشعب أشكال لم يعتد على رؤيتها وأفكار لم يتربى على مثلها، طعنوا مصر في قلبها حينما حاولوا التفرقة بين المصريين وفق عوامل الانقسام الأولى أي الموروثة من الجنس والدين والطائفة.
وفى تصريحات له قبيل إعلان النتيجة رسميا فى غضون الساعات القادمة قال السيسى : إن مصر لن تعود إلى الوراء، وأنه يمد يده إلى الجميع، من أجل بناء الوطن، بعيدا عن الصراعات والخلافات، وأنه يعتزم احتواء الشباب خلال الفترة المقبلة. وأنه سيختار مقاتلين للعمل معه من أجل تحقيق الأولويات فى الأمن والاستقرار، وأنه لا إقصاء لأحد، وأنه سيعمل من أجل شراكة وطنية حقيقية . معلنا أنه لاعودة للوراء، وأن مصر ستتقدم للأمام ، وأنه سيعمل من أجل تحقيق طموحات الشعب والبسطاء ، الذين يحتاجون للعمل والقتال من أجلهم .
وأيا كان نسبة المشاركة أو النسبة التى حصل عليها السيسى المرشح الفائز فى السباق الإنتخابى ، فالمؤكد أن التحديات التى سيواجهها هى تحديات ضخمة هائلة ، على الصعيدين الداخلى والخارجى.وفى مقدمتها معالجة الأوضاع الإقتصادية والأمنية المختلة ...فالمعركة لم تنته بعد ، ومازال هناك طريق طويل أمام الرئيس الجديد فى مصر لتحقيق الوئام والسلام الداخلى ، واستعادة مكانة مصر فى الخارج.