عقب قرار الرئيس البارزاني بجعل حلبجة محافظة جديدة....ستكون مراسيم استذكار القصف الكيماوي و الإبادة الجماعية أكثر سموا و شموخا .
مع حلول الذكرى السنوية للقصف الكيماوي لمدينة حلبجة و الإبادة الجماعية للمواطنين المدنيين فيها فقد وجه السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان حكومة الإقليم بتنفيذ مطالب أهل المنطقة بجعل مدينتهم محافظة جديدة، و تجاوز الانتظار الطويل لموافقة الحكومة العراقية على هذا الطلب ... و يأتي ذلك عقب استخدام الحكومة العراقية هذه المسألة كمزايدة و لعبة سياسية و تعليق طلب الإقليم بجعل قضائي الدوز (خورماتو) و تلعفر محافظتين جديدتين و يأتي قرار الرئيس البارزاني هذا وفاء لتضحيات أبناء المنطقة و دورهم في الحركة التحررية الكوردستانية و تحديا حقيقيا ضد وضع العراقيل و المعضلات أمام طموحات أبناء إقليم كوردستان، و أصبح قرار رئيس الإقليم موضع ارتياح أهالي حلبجة و بهجتهم بحيث يختلف إحياء الذكرى السنوية للقصف الكيماوي لمدينتهم عن السنوات السابقة و قد شاهدنا في زيارة لنا للمدينة أن مجموعة من الفنانين و المثقفين قد أستكملوا الاستعدادات لإحياء الذكرى السنوية الأليمة هذه بمجموعة من النشاطات الفنية و الثقافية و وضع أكاليل من الزهور على مزار شهدائها و عندما تدخل مركز المدينة من بوابتها الرئيسية فإنك تدرك حقيقة وجود الإعمار و النماء رغم تدمير المدينة و عموم بنيتها التحتية في عام 1988 إن إعادة بناء مدينة أو بلد مدمر بعد الحرب ليس بالأمر الهين، و بالأخص إذا كان شعبه قد واجه على غرار الأمة الكوردية، قد واجه القتل الجماعي, فقد كانت حلبجة على مدى تاريخها البعيد و المعاصر. حركة سياسية و ثقافية نشطة و كانت على مدى تاريخ شعبنا، ساحة للأحداث السياسية و العسكرية . ما جعلها تبقى ثابتة حية رغم تعرضها لهجمات شرسة و لعدة مرات خلال الأعوام 1963 . 1974, 1983. 1987 و مقتل أعداد كبير من أبنائها في جرائم عشوائية و كانت أشرس هجمات الجيش العراقي على المدينة تلك التي شنها يوم 16/3/1988 بالقصف الكيماوي للمدينة عن طريق الطائرات الحربية و المدفعية العراقية و أدى إلى استشهاد (5000) مواطن مدني أعزل من أبنائها و إصابة (10) آلاف آخرين منهم، هذه الهجمة الشرسة التي شنها النظام البعثي البائد و الجيش العراقي على أحد أكبر أقضية كوردستان لم تكن مجرد جريمة ارتكبت ضد الأهالي المدنيين لحلبجة، بل كانت جريمة ضد الإنسانية و البيئة و تدمير المنطقة بأسرها و نزوح سكانها إلى إيران الإسلامية و المدن الكوردستانية الأخرى . و قد أجرينا هذه الأيام بعض اللقاءات مع مواطني حلبجة و قد اعتبروا جعل قضائهم محافظة جديدة أكبر تعويض عن مآسيهم تلك إلى جانب المطالبة بتحسين المشاريع الخدمية للمدينة، و دعوا حكومة الإقليم و وزارتها إلى إيلاء مزيد من الاهتمام بها لأن توسع المدينة و زيادة اعداد سكانها قد أوجدت واقعا جديدا تزداد مطالبه باستمرار إلى جانب النقص الخدمي الذي تعاني منه ابتداء من سوء شبكات الماء الصافي و قدمها و شحته و عدم وجود صومعة (سايلو) للحبوب و معمل لإعادة تصنيع المواد المستخدمة و إهمال القطاع السياحي و النقص الكبير في مشروع التخطيط الأساس للمدينة، فمجموع سكان مركز المدينة يتجاوز (100) ألف نسمة، صحيح أنها مشيدة على مساحة واسعة من سهل شارزور الذي يعتبر من أخصب سهول إقليم كوردستان، إلا أنها تفتقر إلى مشاريع زراعية متطورة في هذا السهل فما زال المخطط الأساس للمدينة هو المعتمد عليه في توسيع المدينة و تخصيص الأراضي لإنشاء المشاريع فيها ...
( و ما تزال حلبجة في انتظار جعلها محافظة )
إن أسس استحداث محافظة لأية مدينة لا يعود فقط إلى تاريخها السامي و تضحياتها فحسب، بل إلى إعادة بناها التحتية فلم يتم حتى الآن إعادة بناء مدينة حلبجة بما يوازي متطلباتها و الدمار الذي لحق بها هذه بمجموعها عوامل أساسية لجعلها محافظة جديدة و زيادة إعمار المنطقة برمتها و محو آثار الحرب و الدمار و الإبادة الجماعية ما يحتم عند تنفيذ القرار العمل بكل جدية لتنفيذ هذه المطاليب و قد بحثناها مع قائممقام القضاء كوران أدهم و جاء رده لمجلة لان كالآتي : أحد أهم مطالب أبناء حلبجة هو جعل مدينتهم محافظة جديدة، و رغم وصول هذا الطلب إلى مجلس النواب العراقي و الوعود التي قطعها لهم بذلك تزامنا مع التوتر القائم بين حكومتي إقليم كوردستان و العراق الفدرالي و تهديدات رئيس مجلس الوزراء العراقي نوري المالكي بقطع حصة الإقليم من الموازنة العامة و عدم إرسال رواتب موظفي إقليم كوردستان إلى درجة أنه تم تعليق هذا المطلب باستحداث محافظتي تلعفر و الدوز و أضاف القائمقام أن رفع هذه الطلبات (حلبجة و الدوز و تلعفر) كحزمة واحدة إلى مجلس النواب الفدرالي كان بمثابة مزايدة سياسية ضد الكورد و تم استخدامه كلعبة سياسية إلا أنه لا يجوز أن تعلق مسألة حلبجة بغيرها من الطلبات و قيم كوران عاليا قرار رئيس إقليم كوردستان و توجيهه لحكومة الإقليم بتفيذ مطالب أهالي حلبجة الذين لم يراع المركز نداءاتهم و نأمل ألا تلجأ بغداد إلى إحياء مجموعة من الحسابات السياسية السابقة . و بصدد الاستعدادات الجارية لتنفيذ هذا المطلب أوضح قائمقام قضاء حلبجة أن أسس جعل حلبجة محافظة لا تقتصر على تاريخ أبنائها و تضحياتهم و دورهم المتميز في الحركة التحررية الكوردستانية بل للمدينة أسسها المالية و بناها الاقتصادية و الثقافية و الفنية و ثروتها البشرية التي تفتقر إليها العديد من المحافظات العراقية فهناك علي سبيل المثال العديد من شركات الاستثمار الأجنبية و المحلية العاملة في المنطقة في مجالات النفط و الغاز الطبيعي مع مصادر مائية وفيرة و أراض خصبة فيها و التي من شأنها،أي المدينة، أن تكون من أغنى المناطق الزراعية في الإقليم و العراق بصورة عامة فضلا عن وجود ما يزيد عن 80 كم من الحدود المشتركة مع الجمهورية الإسلامية في إيران و نقاط حدودية يمكن الاستفادة منها تجاريا و عدد من المديريات العامة و المديريات في مركز المدينة . و بصدد تخصيص موازنة مستقلة لحلبجة و آلية صرف حصتها من موازنة تنمية المحافظة و تطويرها أكد القائممقام : لقد تم في العام الماضي تخصيص موازنة عامة لتنفيذ عدد من المشاريع الخدمية و الإنمائية فيها بمبلغ يزيد عن (170) مليار دينار و كان ذلك موضع ارتياح المواطنين، و أمامنا العام الحالي قائمة بـ(300) مشروع متنوع للمنطقة من المؤمل تنفيذها بعد تصديق الموازنة العامة و حل الخلافات بين بغداد و أربيل كما أن مشروعا استراتيجيا مهما للماء الصالح للشرب قد دخل هو الآخر حيز التنفيذ من قبل شركة كورية و ينتفع منه عند إكماله أكثر من (300) ألف شخص من مواطني مختلف مناطق قضاء حلبجة و ما جاوره إلى جانب قرار من وزارة البلديات و السياحة في حكومة الإقليم بتنفيذ مشروع حديث لإعادة استخدام المخلفات و القمامة في منطقة سيد صادق و طلبات تبديل المخطط الرئيس المعتمد حالياً للمدينة و: و بالنسبة لإحياء ذكرى القصف الكيماوي لمدينة حلبجة قال كوران: لن نبعث بدعوات حضور لأي شخص خلال هذه السنة كون أبناء شعبنا يعتبرون حلبجة مدينتهم و بإمكانهم الحضور إليها في يوم الذكرى إلى جانب حضور العديد من الشخصيات العالمية هذه المناسبة سنويا و قد و جهنا هذا العام الدعوة إلى السيد أحمد أوزنجو حامل جائزة نوبل و رئيس منظمة حظر السلاح الكيماوي و هي منظمة عالمية و تضم أكثر من (190) منظمة و منهمكة الآن في تدمير السلاح الكيماوي السوري .
( قرار السيد رئيس إقليم كوردستان بشأن حلبجة )
استنادا إلى آراء العديد من القانونين بصدد وقوع موضوع جعل حلبجة الشهيدة محافظة جديدة ضمن الصلاحيات الإدارية للإقليم و عدم وجود أية استجابة من بغداد بهذا العدد فقد قررنا أن تباشر حكومة أقليم كوردستان و بأقرب وقت، باتخاذ الإجراءات الإدارية لاستحداث محافظة حلبجة الشهيدة استجابة لمطالب أهالي المنطقة الأبطال .. ووقع السيد مسعود بارزاني رئيس أقليم كوردستان
يوم 13/3/2014 أي قبل حلول الذكرى، مرسوما أقليميا بجعل قضاء حلجبة محافظة جديدة في الأقليم(أستنادا الى صلاحياته الدستورية ما أدخل البهجة والسرور في قلب المدينة الجريحة وأبنائها والذين أستقبلوا هذا القرار التأريخي بأحتفالات شعبية عارمة وأعتبروه تعويضاً عن مآسيهم بقصف مدينهم.