• Sunday, 22 December 2024
logo

بغداد مصدر للفوضى والضجيج والنفايات

بغداد مصدر للفوضى والضجيج والنفايات
اغلبية شيعية و معاناة المواطن" في ظل ميزانية بلغت 118 ترليون و170 سيطرة داخل العاصمة



لايظهر ضوء في نهاية هذا النفق المظلم الذي يقود البلاد الى هوة سحيقة، كما يخشى الكثيرون، طالما ان الحكومة العراقية تفتقر الى رؤية سياسية لقطع جذور الطائفية والمصالحة السياسية، وعدم الاقصاء السياسي والتهميش الاجتماعي والاقتصادي، بغداد التي اطلقت منه مسودة دستور في 2003 وهي الاولى بتاريخ العراق تحول من المسار الديمقراطي، الى ساحة فوضى وضجيج وقتل وطائفية، وجماعات الارهاب تكفيري.

وبينما يسقط اكثر من الف قتيل وجريح شهريا، اثر هجمات الارهابية، التي لم تستثن حتى المساجد ومدارس الاطفال والاسواق الشعبية والكنائس، تستغل الحكومة عنوان ‘محاربة الارهاب' لتمرير سياساتها وفرض الحلول الامنية في المناطق كافة، متجاهلة البعد السياسي للمشكلة والمظلومية الصادقة التي يعاني منها المواطن المسكين.

بغداد العاصمة العراقية الذي يمتد عبر العديد من العصور و الأزمنة حيث تم بناؤها في العصر العباسي، و أطلق عليها في القديم اسم الزوراء، واسم مدينة السلام، وكانت ذات يوم عاصمة الدنيا، التي بناها الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، وسماها مدينة المنصور، وجعل لها أربعة أبواب والذي يضم أهم الآثار العربية والبابلية والفارسية، يحيطها اكثر من (170) نقطة تفتيش ما اثر حفيظة المواطنين واستيائهم وتسبب بأثارة الضجيج والفوضى والاكتظاظ الدائم، وارفع شكاوى المئات من المواطنين في العاصمة من معاناة كبيرة حتى وصولهم لإعمالهم اليومية التي لا تقل توقيتها عن ساعتين.



بغداد المتنوعة المنقسمة الى قسمين بكل شيء



منطقتين فاصلتين (الكرخ والرصافة)، (سنية شيعية)، (مغلقة مختلطة)، (دجلة والفرات)، كهرباء (حكومية خاصة) (مساجد حسينيات) (عوازل وسيطرات).



ويقول الموظف في وزارة العدل مصطفى جاسم ان "بغداد المتنوعة المنقسمة الى جزئيين غير عادلين وتتمثل بأغلبية شيعية لا تقتصر على سوء الخدمات والعدالة الاجتماعية بل هنالك الحرمان من التمثيل السياسي العادل في الحكم، بل تمتد الى التمييز في مجال التعيينات والتنمية الاقتصادية، وسط اجواء مشحونة بالتحريض عبر خطاب الكراهية الذي تصدره على مدار الساعة قنوات طائفية تستخدم مخزونا تاريخيا من الشعور بالظلم في ابتزاز المشاعر الدينية للمتلقين، وتغذية رغبات الحقد

وفي قلب هذه الدائرة الجهنمية من العنف العبثي يبدو الشعب العراقي وحيدا ومعزولا عن امته التي طالما وقف الى جانبها في محطات فارقة عبر التاريخ."



بغداد عاصمة العراق يشغل عدد سكانها 9 مليون شخص بحسب بيانات وزارة التخطيط للعام الماضي، في عام 2012. حيث تنقسم الى (الكرخ والرصافة) والمقيمين فيها غالبية شيعية لا سيما هنالك مناطق شيعية مغلقة كما يسمونها اي لا يوجد فيها السنة وهذا ما يبرز الجدار العازل في العاصمة.



امين عبدالله عضو منظمة مجتمع مدني يقول " منطقة الرصافة بصورة عامة اغلبية شيعية، و تحولت خلال السنوات الثلاث الاخيرة الى شيعية مغلقة باستثناء منطقة واحدة فقط وهي الاعظمية وذلك لوجود جامع ابو حنيفة النعمان، حيث نسبة الشيعة في هذه المنطقة تصل الى 20% متوزعين في مناطق راس الحواش وشارع المغرب، هذا التحول لم ياتي صدفة بل تطور بعد الحرب الطائفية التي اشعلت النار بين السنة والشيعة في 2006 و2007 ما راح ضحيتها المئات من المواطنين."



منطقة الصدر (الثورة) سابقا الاكبر في العراق

مدينة الصدر التي تشكل النسبة الاكبر من سكان الرصافة، وهي منطقة شيعية ويقدر عدد سكانها بحسب الاحصائيات الغير رسمية بـ 2 مليون ونصف المليون، اما الكرخ يقال عنها سنية لكن هي مختلطة، وتحتوي على مناطق شيعية مغلقة ايضا، كالكاظمية المجاورة للاعظمية، الشعلة، الحرية، الجوادين والرحمانية.



محمد غسان محاسب بشركة طيران يقول " المواطن يدخل اي منطقة يحتاجها في بغداد لكن ان كان سنيا يكون حذر جدا عند دخوله المنطقة الشيعية ولا يحتك باحد ويحاول انجاز عمله في اسرع فترة زمنية، والعكس عند الشيعي، فيما تبرز المناطق المختلطة في بغداد في المرحلة الراهنة (المنصور وحي العامل والبياع والشرطة الرابعة وحي الجامعة) فيما يتواجد السنة في المناطق التالية (العامرية والخضراء و البكرية وحي العدل واليرموك)."





الحالة الاقتصادية



سامر عمر 40 عام عامل . الحالة الاقتصادية في العاصمة سيئة جدا، والبطالة مستشرية بطريقة غير مسبوقة، والفقير لا يمكنه العيش بسهولة، نعيش في ظل معاناة لم يشهدها مدينة في العالم تتمتع بميزانية عملقة، ونفطها اكثر من مائها ، وقال (حسبي الله ونعم الوكيل) في حكومة تضع المواطن في اخر الاولويات.







المعاناة اليومية



المواطن ابو حمودي بائع في احدى اسواق العاصمة بغداد يقول "لدينا معاناة كبيرة من الطاقة الكهربائية التي اصبحت كـ(اشارة المرور) والتفكير المستمر ببقائها بهذه الطريقة ونحن مقبلين مرة اخرى على جحيم جديد وبداية الصيف".

ابو حمودي يقول ان "الكهرباء من منطقة الى اخرى تختلف لكن بشكل عام لا تتجاوز 12 ساعة يوميا، وسعر الامبير الكهربائي نوعان (الحكومي ستة الف دينار، والخاص اي (الاهلي) تصل الى 15 الف دينار)."



سائق تكسي كاظم حسين 43 عام صاحب 4 اطفال يسكن مدينة الصدر يقول ان "العمل في هذه المدينة اصبح من الامور المستحيلة لربما تسطيع ان تنقل يوميا اربعة الى خمسة ركاب مع وجود العشرات من نقاط التفتيش، في مدينة بلغ عدد المركبات فيها الى 6 مليون سيارة والطرقات سيئة جدا جدا، فضلا عن اغلاق العشرات من المداخل والمخارج والطرق الرئيسية"، مشيرا الى ان اغلب اصدقائه تركو المدينة ورحلوا الى اقليم كردستان العراق".



الشرطة والشعب في خدمة الوطن.



عدنان سعد محامي 33 عام من العاصمة بغداد قال وطن لا يخدم شعب لا تستحق ان تكون دولة، مشيرا الى ان "عدد نقاط التفتيش في محافظة بغداد بلغ 170، بحسب قيادة عمليات بغداد، التي تبرر ذلك لمنع الاعمال الارهابية، والعكس هو الصحيح، كون الانفجارات لا تنطع عنا اطلاقا".

واضاف سعد "لا يعلم المواطن هل يعني من الاجراءات الامنية او الانفجارات او سوء الخدمة الصحية والتعليمية".



ام اسراء تتحدث عن معاناة مع المستشفيات ومعاناة ابناها الثلاثة في المدارس المنكوبة قالت "المستشفيات في حالة يرثى لها وسوء الخدمات فيما واسعة وكبيرة ولا تستطيع التحمل في اي مشفى لأسباب عدة"، منها عدم وجود كوادر بالاضافة الى سوء المعاملة ووجود الواسطة والمحسوبية لا سيما ان ازمة النظافة والاكتظاظ المستمر".

وتابعت ام اسراء تروي المعاناة مع المدارس وقالت ان ابنتي اصيبت بمرض بكليتيها بسبب قذارة المدرسة وعدم وجود مرافق صحية للبشر وبقائها لفترة طويلة لا تتبول "هل هذه حكومة دولة القانون".



ضحايا الارهاب والارامل .





اركان اسماعيل ناشط ومتخصص في شؤون المرة قال "بلغ غدد الارامل الى مليون ارملة ولا تعويضات توحي وتضمن حقها بالعيش الكريم كاي انسان اخر".

لا تمتلك القدرة على رؤية الارامل وضحايا الاعمال الارهابية عند ذهاب نسبة قليلة جدا منهم الى دوائر الرعاية الاجتماعية لأتمام معاملتهم او استلم المعونة، تلاحظ تعامل سيء معهم فضلا عن حالتهم الاقتصادية المزرية السيئة، من خلال الملابس او الحالة النفسية، كل ذلك لا يهم الحكومة، ولا تلتفت الى الطوابير العجيبة التي يقف بها هؤلاء المساكين، وهم يرقدون في مناطق فخمة ومنازل برجوازية ومركبات مصفحة ورواتب خيالية ".



واخيرا وليس اخرا،،، ترى العشرات من الطرقات والمداخل مغلقة بسبب النفايات فيما تقول امانة العاصمة ان الملايين تصرف لتنظيف بغداد، لا نعلم من نصدق ولا نعلم الى من نلجئ ونشتكي ونبكي ونصرخ، هذا ما قاله عجيل حسن صاحب كشك صغير لبيع السكائر في منطقة النهضة.



مجلس النواب العراقي الذي اخفق خلال السنوات الاربعة الماضية في تمرير العشرات من القوانين المهمة بينها قانون البنية التحتية اخفلت التفكير بسوء اوضاع المواطن بكافة المجالات، عاصمة بغداد وحدها تحتاج الى ميزانية تقدر بـ14 ترليون لإعادة بنيتها التحتية، الخدمات (الماء، المجاري، الكهرباء، الصحة، التربية والتعليم، المناطق الترفيهية الاسواق التجارية، البطالة)، ولا تفكر عندما يتساقط الامطار تصبح العاصمة قريبة جدا من ادماجها بنهري الدجلة والفرات.
Top