عصى فولاذية لتحطيم الأرهاب
(أنتاج الحقد والبغضاء – حقد أسود على كوردستان)
إذا كان الحقد و البغضاء هما نتاج المجموعات الأرهابية من أفرازات المجتمع الفاشل والسياسة الفاشلة، فإن من الطبيعي جداً أن يصب الأرهابيون حقدهم الأسود هذا على أقليم كوردستان الذي أظهر للعالم أجمع نموذجا جميلاً ورائعاً لنجاح الديمقراطية فيه، لأن الهجوم الأرهابي الذي تعرضت له(آسايش أربيل) جاء بعد يوم واحد فقط من أعلان النتائج الأولية لأنتخابات برلمان كوردستان العراق ما يعني أن تحديد أربيل وأستهدافها وبالأخص مديرية آسايش اربيل كان عملاً مدروساً و مبرمجاً ولأسباب عدة منها:
1- لقد منحت غالبية جماهير مدينة أربيل في أنتخابات يوم 21/9 أصواتها للحزب الديمقراطي الكوردستاني والذي أحتل مركز الفائز الأول فيها، وكانا(الحزب وأربيل) في ذلك اليوم يحتفلان بنجاح الأنتخابات ما دفع الأرهابيين لمحاولة تعكير أحتفالات أربيل وأفراحها.
2- إن الأستقرار والأمان السائد في مدينة أربيل هي نتاج سهر رجال الآسايش وعموم الأجهزة الأمنية في أقليم كوردستان وتضحياتهم.. أي أن الهدف الكامن وراء هجموم الأرهابيين على مؤسسات الآسايش كان زعزعة ثبات وإرادة هذه القوة التي وفرت هذا الأمان والأستقرار وكان وراء ذلك الأستهداف جملة مسائل منها:
• هناك اليوم في أربيل، كعاصمة لأقليم كوردستان، أكثر من (25) قنصلية و ممثلية لمختلف دول العالم ومن بينها قنصليات(4) دول أعضاء دائميين في مجلس الأمن الدولي.
• وفتح مكاتب مئات الشركات الأستثمارية الكبرى والتي تنفذ فيها مشاريع حيوية و ستراتيجية.
• تم تحديد مدينة أربيل عاصمة للسياحة العربية ما يعني أن أقليم كوردستان قد أصبح محطة هادئة وآمنة للسياحة وصناعتها.
• والنقطة الأهم التي أقضت مضاجع الأرهابيين وأعداء الأقليم هي أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني قد أعلن خلال حملته الأنتخابية، ومن اربيل أيضا، و لعموم شعب كوردستان أن فوز البارتي في الأنتخابات يعني حث الأقليم خطاه المسؤولة نحو أهداف أكبر من الفدالية، و فاز البارتي فيها، ما يبرهن أن الأرهابيين قد(أستقتلوا) لوضع العراقيل أمام توجه البارتي هذا في تحقيق أهداف أسمى.. ولو أمعنا النظر في النقاط أعلاه ووقفنا أزاءها بأنصاف، لوجدنا أن الأرهابيين قد ترادفوا معها كلها ما حدابهم لأستهداف مدينة أربيل وبالأخص مديرية الأسايش فيها، إلا أن ما أفرزه هذا الهجوم الأرهابي كان مدرجاً عموميا لأرادة جمعية لرجال الأسايش و جماهير أربيل بصورة عامة لم يكن في الحسبان أبدا، ما يضعنا أمام وقفة متابعة أخرى:
• أن الهجوم الأرهابي الذي تم تنفيذه ضد(آسايش أربيل) لم يكن مجرد(عملية أنتحارية) أو تفجير أرهابي نفذ في منطقة محدده فحسب، بل تم تنفيذه على مراحل شهدت بعض جوانبها أشتباكاً بالأيدي بين رجال الأسايش وبين هؤلاء الأرهابيين (الأنتحاريين).
• ولأن تنفيذ العملية لم يستغرق سوى دقائق محدودة.
فإن الفترة ما بعد التفجير الأول شهدت نقلاً مباشراً للمواجهات والتفجيرات عن طريق شاشات التلفزة ما يعني، أنها كانت في بيت كل فرد كوردستاني وسواء كان داخل الأقليم أم خارجه وكان هدف الأرهابيين في تجزئة خططهم هو الأنفتاح من الحرية السائدة في أقليم كوردستان وزرع الرعب والخوف في قلوب الكوردستانيين ووجدنا مقابل ذلك العمل الأرهابي أللا أنساني:
1- جاء التشابك المباشر بالأيدي بين الأرهابيين وبين رجال الأسايش بعد التفجير الأول. ما يعني أن رجال الأسايش لم يرتكبوا بعد هذا التفجير بل أنهم قد واجهوهم بعناد واصرار أكبر حداً وصل بأحد أبطال الأسايش أن يحتضن أحد الأرهابيين(الأنتحاريين) ليستشهد هو ولا يسمح بتعكير صفو الأمان في أربيل، إن روح المقاومة والتضحية هذه تذكرنا بمواقف البيشمه ركة الأبطال لثورة أيلول الذين هاجموا دبابات النظام العنصري بخناجرهم المجردة وأسلحتهم البيضاء ليحولوا دون أن(توسخ) بساطيل المحتلين أرض كوردستان و برهنت بطولة رجال آسايش أربيل هذه المرة أن شعار ثورة أيلول (كوردستان أو الفناء) هو ذات الشعار الذي ترفعه ضمائر و برامج رجال الأسايش وحماة هذا الوطن.
2- ولم يتسبب نشر صور وأنباء العملية الأرهابية هذه عبر شاشات التفلزة في ترهيب الناس وخوفهم بل ولدت لديهم غضباً مقدساً وأغاثة شريفة لأخوتهم رجال الآسايش ما جعل بطولة رجال الآسايش والمعنويات العالية لأنباء كوردستان في تحدي الأرهابيين السبب الرئيس ليس لفشل الهجوم فحسب، بل لعودة الأوضاع في أربيل الى طبيعتها خلال ساعة أو ساعتين.. والأهم من ذلك أن وحدة مواقف و صفوف أبناء أربيل بصورة خاصة و جماهير كوردستان بصورة عامة مع أخوتهم رجال الأسايش و حماة الوطن قد دفعت بقنصليات و ممثليات الدول المعتمدة في الأقليم لأبداء تعاطفهم مع شعبنا والأشارة بدور الآسايش وجماهير الأقليم في هذه الملحمة.. هذا المنظر الوجداني الرائع قد أوصل جميع الأطراف الى قناعة أن أبناء كوردستان و رجال الآسايش الأبطال لا يسمحون أبداً بنجاح خطط الأرهابيين و دسائسهم وأن أقليم كوردستان سيبقى آمناً و مستقراً.
(أستراتيجية(الهراوة الفولاذية) تحتاج وحدة الصفوف والمواقف)
لقد تمختضت العملية الأرهابية التي شنت يوم 11 سبتمبر من عام 2001 على مبنى المركز التجاري العالمي في نيويورك عن سؤالين مهمين الأول هو ما أشاره(فريد زكريا) في صحيفة نيوزويك(لماذا يكرهنا الأرهابيون؟)والثاني وقد أثاره (صموئيل هنتكتن) في كتابه(من نحن؟) وإذا كان السؤال الأول نابعاً من تقصى أسباب كره الفاشلين للأخرين من أفراد و مجتمعات و كيف السبيل لأصلاحهم ليتحولواهم أيضاً الى (مجتمعات ناجحة) والتخلى عن معاداة المجتمعات الناجحة فإن السؤال الذي أثاره هنتكتن إنما يناقض ما اثاره فريد زكريا فالأول لا يتوقف عند مسألة المواقف العدائية للأرهابيين بل يؤكد على كيفية العمل ليواجه الأمريكيون الأرهابيين هؤلاء. أي يجب أن يعود الأمريكيون جميعاً و مرة أخرى الى ظل العلم الأمريكي وأن يضعوا الأنتماء الأمريكي فوق كل شئ ليتمكنوا من تلك المواجهة.. و يعيد هنتكتن أحد اسباب نجاح الضربات التي وجهها الأرهابيون في الولايات المتحدة الى تراجع شعور الأنتماء الوطني لدى الأمريكيين و خروجهم من مديات العلم الأمريكي.. ما يجعله يؤمن بإن كارثة 11 سبتمبر قد أثارت هذا الشعور مرة أخرى ما دفع بهم لرفع العلم الأمريكي في تحدى الأرهاب والأرهابيين و بشكل جمعي.. هذه القراءة الدقيقة لهنتكتن تعلمنا بإن الواجب يحتم أن تجمعناً الحوادث الأرهابية جميعاً حول علم و راية كوردستان و تخرجنا من أطار الفكر الحزبي الضيق لأن الأرهابيين قد وقعواً فعلاً في مدارج الحقد والبغضاء ضد التجربة الديمقراطية والمكتسبات والنجاحات التي حققها أقليم كوردستان، لذلك وعندما يعبر عضواً أو منتم سياسي لحزب أو طرف معين عن سروره وأرتياحه لعمل أرهابي كالذي سمعناه أو قرأناه على الشبكات الأجتماعية على لسان بعض أعضاء حركة (كوران) مع الأسف ، بصدد تفجيرات أربيل والذي كما قال عنه هنتكتن في كتابه(من نحن) إنما يضعف الشعور القومي والوطني في الألتزام والتعلق بالأرض والأزمة، أي أنه لو اردنا صياغة ستراتيجية الهراوة الفولاذية) أو العصى الفولاذية بوجه الأرهابيين وعدم السماح لهم بأرتكاب أعمال وحشية، فإن علينا أن نسأل أنفسنا:
ترى من نحن جماهيرو أعضاء الأحزاب السياسية الكوردستانية؟ ويكون الجواب، بإننا جميعاً كوردستانيون قبل أي شئ آخر واليقين هنا أن هدف الأرهاب والأرهابيين هو كوردستان، ما يعني عدم جواز فصل أي شخص لنفسه عن هذه المعادلة، ولأن المذكور ينتمي الى جهة سياسية معارضة ، فإنه يعبر عن سروره بإن هذه الجريمة أو لنقل العملية، قد أرتكبت ضد السلطة!!!
والجواب البسيط على هذا التفكير الساذج هو أن أعضاء و منتسبي حركة كوران قد فكروا على أساس أن(عدو عدوي هو صديقي) إلا أن الأحسن لهم هو أن يعرفوا جيداً أنهم يعبرون عن فرحتهم لهذه العملية الأرهابية أنطلاقاً من بغضهم وحقدهم على جهة سياسية معينة مثل الحزب الديمقراطي الكوردستاني، و يدركوا أن صداقة الأرهابيين يضعهم ضمن تصنيف (أعداء كوردستان).
البروفيسور ستيفن فان ايفرا لمجلة كولان:
الهجوم الأرهابي ضد أربيل كان موضع الأمتعاض ، وعلينا أن نعيد ثانية تفعيل الجبهة المناوئة للأرهاب الدولي.
- البروفيسور(ستفين فان أيفرا) هو أستاذ العلوم السياسية في جامعة ما سيوشيد أنترناشنال تكنولوجي و مختص في مجال السياسة الدولية على التصدى المسبق والبعيد للحرب والسياسة الخارجية للامن الأمريكي وتدخل الولايات المتحدة في دول العالم الثالث وفي السياسة الدولية في الشرق الأوسط و سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة الأرهاب و قد تحدث لمجلة كولان مسهبا عن العملية الأرهابية التي حدثت في مدينة أربيل ( يوم 29/9/2013)..
* بعد ست سنوات من الأمان والأستقرار في أقليم كوردستان، هل بأمكان تنظيم القاعدة وإعلانها ما يسمى(الدولة الأسلامية في العراق وبلاد الشام) أن تجعل هذه المنطقة ملاذاً لهم؟
- لقد شاهدت حادثة أربيل وكانت موضع أمتعاضي و قلقي لأنه لم يسبق لتنظيم القاعدة أن هاجم أقليم كوردستان، وهي مسألة تؤدي بنا الى نتجيتين أو أستنتاجين الأول هو أن القاعدة هي تنظيم خطر جداً و لديهم أيديولوجية نافرة و عنيفة و متطرفة يرافقها برنامج وهدف وحشي، فهم يفرضون على كل الناس طريقة عيشهم ويعملون بمنطلقات عنيفة و طوروا مبدأ يبررلهم عدم تحفظهم عن ممارسة أية أعمال متطرفة، أو قتل المدنيين والأطفال وأرتكاب جرائم كبرى، ويعتقدون أن من حقهم تخويفنا جميعاً و تحقيق أية أعمال عنف يرونها مناسبة لتحقيق أهدافهم، فهم تنظيم نافر، ولو عمدت الى قراءة أدبياتهم لوجدت فيها أنهم قد طوروا علمانية خاصة تمنحهم الشرعية في أستخدام أسلحة القتل الجماعي لذا فإنني أحمل عنهم نظرة سيئة للغاية وأعتبرهم تهديداً في منتهى الخطورة و أعتقد أنهم سوف يبقون مصدر خطر وتهديد دائم الى أن يتم تحطيم آيديولوجيتهم فقد كان البعض في الولايات المتحدة يتحدثون خلال السنوات الأخيرة عن أنتها حرب القاعدة وأنه لن يشكل بعد الآن تهديداً كما كان له في السابق وذلك بسبب قتل زعيمه بن لادن وتحطيم القاعدة في باكستان إلا أن وجهة نظري تقول أن تنظيم القاعدة ما زال خطراً، وكما نراه في هجومه على اربيل و تصاعد قوته المستمر في سوريا، ويبقى مصدر خطر داهم ما بقيت آيديولوجيته حية في أي مجتمع كبير و مهم في العالم الأسلامي- أو أية منطقة أخرى في العالم- ومن الضروري والمهم أن يقاوم ذوو النوايا الحسنة هذه الأيديولوجية ودراستها وأشباعها بحثاً و تحليلاً و أفشالها.. لأنها مبدأ خطأ وقراءة خاطئة للمبادئ والأفكار الأسلامية وأستخدام خاطئ للتوجهات الأسلامية المعتدلة، فهم على سبيل المثال، يبررون مقتل أناس غير محاربين في حين أن القرآن الكريم قد حرم ذلك بقوة كما أنهم يستخدمون القوة من أجل الأعتداء وهو الآخر محرم في القرآن أيضاً لذلك فإنني أطمح في إن نفهم توجهات القاعدة ووجهات نظره طريقاً لرفضها وأفشالها، وعلينا مقاومة و معارضة الأيديولوجيا الواسعة لهذا التنظيم و تحطيمها والكشف في تأريخ جرائمهم وممارساتهم السيئة فلم يقدم أي شخص أو جهة خلال العشرين سنة الماضية على قتل المسلمين كما فعل القاعدة.
* والى أي مدى يدفع تطور برامج القاعدة الأرهابية العالم لتفعيل الحرب ضد الأرهاب ثانية؟
- هذا ما أتمناه، فيما الأمريكيون لا يعيرون العراق أهتمامهم اليوم كما ينبغي وهو أمر غير جيد وكلي أمل أن يكون هذا الهجوم الأرهابي(أربيل) سبباً في أفاقة الناس وتقول الحقائق أنه كانت هناك هجمات عديدة متطرفة، كان المفروض أن يكون السبب في آفاقة الناس و تفعليهم في معاداة القاعدة.. وقد أشرتم في سياق حديثكم عن نشاطات القاعدة في اليمن وسوريا والعراق إلا أنه قد نفذ مذبحة كبرى في كينيا عن طريق حركة (الشباب الصومالي) المنتمية الى تنظيم القاعدة ونفذت تلك الحركات أعمال قتل واسعة في نيجيريا وقد تكون احدى المنظمات التابعة له هي المسؤولة عن تفجير كنيسة في الباكستان مؤخراً وأدى الى مقتل زهاء(80) مسيحياً كما أنه قد هاجم قبل عشرة أيام مجلس عزاء للشيعة في بغداد وأدى تفجيره الى مقتل(100) من المعزين و الحضور، أي أن تنظيم القاعدة يقوم بقتل المواطنين الأعتياديين الأبرياء في عموم أنحاء العالم، وهو في تطور وتقوية متصاعدة.. ما يجعلني أوافقكم الرأي في ضرورة تفعيل ما يسمى ب(الحرب ضد الأرهاب) ثانية وأن لا تقتصر على المواجهة العسكرية فحسب بل يجب أن تشمل حرب الأفكار والمبادئ تلك أيضا.. وكانت الولايات المتحدة في غاية السوء في مسألة شرح أسباب كون تنظيم القاعدة خطراً وفي الكشف عن جرائمه والأضرار التي تسبب فيها ليس ضد الغربيين فحسب، بل ضد المسلمين أيضا، وكشف النقاب عن تشويه الأسلام الذي يتخذه مساراً لتوجهاته وفضح أكاذيبه عن تأريخ الأسلام و طبيعته وأخلاقياته ما يعطي أهمية بالغة للحرب الفكري والأيديولوجية ضد القاعدة وأن يباشر ذو و النوايا الطيبة عملية تربوية وتعريف العالم بالنهج الشرير لهذا التنظيم وأفكاره و مبادئه الخاطئة والهدامة أي من الضروري تحطيم تلك الأفكار وفضح سجلاتهم الأجرامية لكي يدرك الجميع مدى الأفكار الخاطئة التي يلتزم بها القاعدة وأي تنظيم وحشي هو في الواقع.
* وماذا عن حرب طائفية محتملة بين الشيعة والسنة ومخاطرها على عموم المنطقة؟
- نعم أنا معك، وقلق بشأن الحرب الداخلية المتصاعدة في العراق، والأمر يتطلب أتفاقاً حول توزيع السلطات والأيرات بين المكونات الثلاثة الرئيسة فيه- الشيعة والسنة والكورد- وكان من رأيي أن حكومة المالكي كان لها أداؤها الخاطئ ولم تكن مستعدة لأجراء هذا التوزيع أو التقاسم مع السنة ما هيأ فرصة سانحة للسنة الراديكاليين للعمل على أنعاش سلطتهم ثانية وهيأوا لهم كل المبررات ، فقد تصرفت حكومة المالكي قبل ما يقارب سنة ونصف السنة(من الآن مع السنة المعتدلين معاملة سيئة للغاية ما دفع بهم للأصغاء أكثر للراديكاليين، وسبق أن كتبت قبل عام من الآن: أن على الولايات المتحدة أن تنصح المالكي بالتوصل الى أتفاق للتوزيع العادل مع السنة وعدم التعامل معهم كأناس من الدرجة الثانية وإن أقدم على ذلك وأستمر فإن ذلك سيتسبب في تراجع وأنكماش المعتدلين في عالم العرب السنة وبالتالي من شأنه تعزيز مبررات القاعدة إلا أنه قام بأعتقال السياسيين السنة المعتدلين وقام قبل سنتين بأعتقال بعض أهم الشخصيات السنية وكان ذلك سياسة سيئة جدا، وعليه أن يقبل هذا التقاسم معهم( أي تقاسم السلطة مع السنة المعتدلين) وبعكسه فإنه يوجد و يفتح بوابة للقاعدة فالطريق الوحيد لمستقبل العراق هو أتفاق المكونات الثلاثة على تقاسم السلطة والأيرادات وألا يحاول أحد التسلط، فقد كان السنة، قبل دخول الأمريكان في عام 2003 يحاولون و يطالبون بالحكم والتسلط على الآخرين، وهو ذات المطلب الذي أراده الشيعة خلال السنوات الأخيرة وعلى السنة على أقل تقدير، ولو كنت أنا محل القادة الكورد وأصدرت توصيات الشيعة تلك، فإن الأمر يحتم ألا نفرض عليهم مالذي يجب فعله بل تقاسم السلطة والأيرادات مع العرب السنة وإن لم يفعلوا ذلك فإن القتال سوف يندلع في العراق ويدخل تنظيم القاعدة الى العراق من أوسع أبوابه وتزداد سلطات الراديكاليين، وأنا أتخوف من أن تسوء مخاطر تلك الحرب وتعبر الحدود الى سوريا ولست واثقاً من الذي من المفروض أن يتولى التحكيم والأعتدال لأيجاد حل سلمي في العراق إلا أنه يتوجب أن نرى تفهماً بين الشيعة والسنة فيه على أساس التقاسم ويعيد الطرفان صياغة علاقاتهما بصورة تضمن الأحترام المتبادل بينهما.
* وهل من الواجب أن يشكل حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة مثل السعودية وتركيا و قطر وأقليم كوردستان جبهة معادية للأرهاب؟
- نعم المفروض أن يشارك الجميع في معاداة الأرهاب وبالأخص تنظيم القاعدة ، وكان قسم من الأنتصارات التي تحققت ضد القاعدة بسبب تعاون تلك الدول أعلاه فلدينا تعاون مخابراتي جيد ويكون ذلك سبباً لتصفية القادة البارزين للقاعدة، أي أننا تلقينا تعاوناً أستخباراتيا جيدا من قبل السعودية والأردن والآخرين وكنت أمل تعاوناً أوسع من ذلك وأتطلع الى تعاون أمثل من السعودية و منع مواطنيها الذين يوفرون موارد مالية للمدارس الجهادية، التي تنشر الفكر الجهادي و تؤمن موارد مالية للراديكاليين في سوريا، ثم أن القاعدة اليوم موطئ قدم جيداً في سوريا ما يضعنا أمام تساؤل مالذي يجب فعله في تلك البلاد وبرأيي أن أنسب طريق لذلك هو المساومة والتوافق لأن مسار الأحداث إن سار بشكل طبيعي فإن ذلك يعني تولى للقاعدة للسلطة وعندها يقومون بطرد المسيحيين والعلويين ونتعرض عندها الى كارثة أنسانية جديدة، وهم لا يتعاملون مع الكورد بصورة جيدة إلا أن الكورد، برأيي، قد بنوا قلعة بإمكانهم الدفاع عنها، لذا فإنني أتطلع الى نوع من المساومة أو التوافق في سوريا وتعمل الولايات المتحدة على تحقيقها ولنتحدث بصراحة، نعم الأسد هو شخص سئ للغاية إلا أنه ليس من الضروري مطالبته بمغادرة السلطة بل علينا فقط التركيز على المساومة لنتوصل الى طريق حل يوافق عليه جميع الأطراف، قد يبدو هذا عملاً جنونياً بمراعاة كل ما يحدث هناك إلا أننا لو عدنا للتأريخ لوجدنا ان الحروب الداخلية التي تتسبب في وقوع أسوء الأحداث والمآسي إنما جرى أنهاؤها عن طريق المساومة ما يعني عدم أحباطنا إزاء أنهاء الحرب في سوريا بهذه الطريقة.
* والى مدى ترون المجتمع الدولي مستعداً لمساندة الأوضاع الديمقراطية المهددة بالمخاطر توخياً لتطورها سيما في البلدان حديثه الديمقراطية؟
- برأيي أن أقليم كوردستان هو أحدى المناطق التي تشهد وتدار بأحسن حكم في المنطقة ما جعله موضع ثقة الغرب ونواياه الحسنة، فلا شك في أن المجتمعات التي تحكم عن طريق الأسس الديمقراطية و سيادة القانون وأحترام الأقليات تتمتع بمساندة أوسع من الغرب، ولا تنسوا ان الصحف الأمريكية لا تغطى أحداث الشرق الأوسط، بصورة جيدة، ولا تدرك من هو الجيد ومن هو السئ، إلا أن لديها نظرة عامة حول الكورد وأدارة حكمهم بصورة جيدة ويتصفون بتصرفات سليمة وسلمية أزاء جيرانهم وهي مسائل تسجل لصالح الكورد في وجود الديمقراطية والحكم الرشيد وسيادة القانون وأحترام الأقليات و حقوقهم في ظل حكم لا يمارس الفساد ، والسبب الرئيسي والكامن وراء عدم مساندة الولايات المتحدة للمعارضة السورية هو أنهم ليسوا ديمقراطيين جيدين أو منظمين، كما أن النموذج الذي يبنيه الكورد هو في مصلحتهم بدرجة كبيرة ولا أعتقد أن الكثير من الأمريكيين يعون المكتسبات الأيجابية في أن أقليم كوردستان هو نموذج جيد ويدار حكمهم بدرجة كبيرة وعن طريق الأسس الديمقراطية وسيادة القانون وعلى القادة الكورد تخصيص جانب من أيراداتهم، وإن كانت محدودة، وأوقاتهم لتعريف الغرب بهذه الحقائق الى حد معقول.. كما أن على الكورد ان يكونوا محاديين بين الشيعة والسنة في العراق لأن سيادة الوئام بين المكونين هي لصالح الكورد وأن أقليم كوردستان بحاجة الى المصالح والسلام بينهما وبرأيي أن يقترحوا تولى التحكيم أو الوساطة بين المكونين ويكون الحل عن طريق المساومة أو التوافق فالكورد أدرى أكثر من غيرهم، بعرب العراق وبإمكانهم أن يكونوا حكماً جيداً في ذلك .
ترجمة / دارا صديق نورجان