• Sunday, 22 December 2024
logo

في الحملة الأنتخابية لبرلمان كوردستان العراق..أعتمد الحزب الديمقراطي الكوردستاني مواصفات مختلفة تضمن أتخاذ الناخبين القرار لحكم رشيد في البلاد

في الحملة الأنتخابية لبرلمان كوردستان العراق..أعتمد الحزب الديمقراطي الكوردستاني مواصفات مختلفة تضمن أتخاذ الناخبين القرار لحكم رشيد في البلاد
منذ عام 1992، حيث أجريت ولأول مرة في أقليم كوردستان، أنتخابات حرة و شارك فيها شعب كوردستان كمهرجان فرح و حرية، وتم لأول مرة أنتخاب و تشكيل برلمان و حكومة أقليم كوردستان، منذ ذلك الحين والى يومنا هذا، ورغم أجراء أنتخابات أخرى عديدة، ولم تشكل الحملات الأنتخابية لبرلمان كوردستان العراق مثل هذا الأندفاع والحرارة وأظهرت مستوى عالياً من المشاركة ما يعني أن أبناء كوردستان يعلقون آمالاً كبرى على المشاركة فيها..
كما أن تلك المشاركة الكبيرة، وقبل أن تتم قراءتها بصدد أي الأطراف السياسية تحقق نسب فوز أعلى أو تشكل الحكومة، لهي اشارة الى أن المواطنين عندما يشاركون بهذه النسب العالية في عملية التصويت، إنما يعني أن أسلوب الحكم في النظام الديمقراطي بإقليم قد بنى الأمال في ضمائر الناس بإن هذا النظام يتجه بخطى صحيحة نحو حكم رشيد.
ما يبين ايضا أن أطراف المعارضة، وبالأخص حركة(كوران)، و مهما حاولت إحباط الناس تجاه هذا النظام، إلا أن مشاركة الجماهير في عملية الأنتخابات قد برهنت خيبة آمل الناس من النهج غير الحضاري للمعارضة و تسائلهم أمام صناديق الأقتراع عن منعهم و حيلولتهم خلال الأعوام الأربعة الماضية، دون ظهور الوجه الساطع للحكم في أقليم كوردستان أو تهيئة فرصة سانحة لضمان مشاركة المواطنين في صنع القرار السياسي بصورة مباشرة و تحديد السلبيات والنواقص وأيجاد الحلول المناسبة لمعالجتها.
لقد أنصبت مساعي المعارضة عبر السنوات الأربع الماضية في تغيير أسلوب المنافسة و الصراع بين الأطراف السياسية في السلطة والمعارضة من نهجها المدني والديمقراطي الى أسلوب العنف البعيد عن المدنية، و حاولت المعارضة تحويل تلك المنافسات الى صراع و عداوات بين الحلال و الحرام وبين الديمقراطية والدكتاتورية وأستخدام جميع الوسائل المتوفرة داخل النظام الديمقراطي لأزاحة النظام المذكور بعينه وسعت، باللجوء الى آليات الديمقراطية ، مثل البرلمان و توفر حرية الرأي، للتحايل على الديمقراطية و قمعها عبر تلك الوسائل إلا أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني(البارتي) قد تمكن في الحملة الأنتخابات لهذه المرة، أن تمارس حملة لائقة أستطاعت أخماد جميع الأصوات التي ظلت تحلم وتأمل خلال السنوات الأربع الماضية، في أجهاض النظام الديمقراطي عبر الوسائل الديمقراطية.
(الهدف الأسمى للبارتي كان فوز كوردستان بالعملية الديمقراطية)
لقد كان أسلوب أتباع حملة الأنتخابات من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني(البارتي) أسلوبا جديداً الهدف منه إيجاد تحول كان الأساس في بلوغ العملية الديمقراطية في أقليم كوردستان مستوى تحول جذري في أسلوب الحكم وحث الناس للمشاركة في العملية السياسية وصنع القرار وكان أساس اللجنة العليا لحملة الأنتخابات للبارتي في ذلك كالآتي:
1- بدأ الحزب الديمقراطي الكوردستاني بعد(5) أيام من بدء الحملات الأنتخابية، و بصورة رسمية حملته الأنتخابية في مهرجان جماهيري كبير، وكان هدفه في هذا التأخير أن يقوم مواطنو الأقليم بأجراء مقارنة بين الأساليب التقليدية وغير المدنية للأطراف السياسية في ذلك وبين الأسلوب الجديد الذي يتبعه البارتي في حملة الأنتخابية.
2- لقد أزاح البارتي، مع بدء حملته الأنتخابية، الأساليب التي أتبعتها الأطراف الأخرى بحماس كبير، وبالأخص المعارضة حيث أنحصرت كل ما توفرت لديهم من مستلزمات في أن : الطرف الآخر أو المقابل هو سئ و خائن و عميل و دكتاتور ما يدعو الآخرين لرفض المقابل وأنتخابهم هم دون غيرهم، إلا أن الحملة الأنتخابية التي أعتمدها البارتي قد غيرت تلك العقلية وأعلن عن وجود برنامج أحسن وأفضل في العملية الديمقراطية لأنها لا تسع للطرف السئ وأعلن للمواطن الكوردستاني في ذلك البرنامج المستقبلي للبارتي في الحكم دون أن يقول أن أطراف المعارضة هي خائنة وعميلة أو غير وطنية بل قال: برنامجنا هو فضل من برامج الأطراف الأخرى وغير بذلك عقلية التنافس داخل العملية الديمقراطية من صراع بين الجيد والسئ والحرام والحلال والديمقراطية والدكتاتورية الى تنافس بين البرنامج الجيد والبرنامج الأحسن والأفضل.
3- ورغم جهل أطراف المعارضة بهذا الأسلوب الجديد للبارتي وحملته العصرية إلا أن هذا الأسلوب هو في الواقع جديد في عموم المسار و قد شوش الرؤية أمام أطراف المعارضة، التي لم تكن تنتظر إطلاقا هذا الأسلوب الجديد للحزب الديمقراطي الكوردستاني و لم يستعدوا للتنافس السياسي مع البارتي بل أستعدوا فقط لتنفيذ عداء سياسي معه، لذا فقد فرغت أطراف المعارضة خلال الأيام الخمسة تلك، و قبل أن يبدأ البارتي حملته الأنتخابية، فرغت ما بجعبتها من نهج معاداة البارتي وكانوا ينتظرون منه ردود فعل بذات الأتجاه إلا أن الرئيس مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني قد وجه، في أول خطاب أنتخابي أعضاء و مؤيدي و جماهير البارتي، أن ينأوا بأنفسهم عن أي رد على أطراف المعارضة و تنصب غاية أهتمامهم في برنامج الديمقراطي الكوردستاني ما أحرق لدى تلك الأطراف وبالأخص حركة كوران الورقة التي أرادت أستخدامها لأشغال البارتي والحيلولة دون تمكنه من عرض برنامجه بصورة جيدة وعملية أمام الناخب الكوردستاني يوم وصل الأمر حد تحذير البارتي، على لسان(مراقب) لنوشيروان مصطفى منسق حركة كوران من أخضاعه للمساءلة القانونية، فقد أضطر الأخير لتهدئة خطاباته العنفيفة والمتطرفة.
4- لقد سعى الحزب الديمقراطي الكوردستاني خلال حملاته الأنتخابية لتحويل أسس سياسة تعامل الأطراف السياسية في المجتمع التعددي، من البغضاء والمعاداة الى أسس المحبة وقبول الآخر وعلى هذا الأساس لو لجأ(المراقب السياسي) خلال أيام الحملة الأنتخابية ال(18)الى أجراء متابعة وبحث دقيق أو بأسلوب متعدد الأوجه، حول نهج تغطية وسائل أعلام الحزب الديمقراطي الكوردستاني المرئية والمسموعة والمقرؤة وغيرها، إنما يدرك حقيقة أن البارتي كان الطرف الوحيد المصمم على تلك التحولات في أسس التعامل مع مختلف الأطراف السياسية نحو المحبة المتبادلة والتعايش لذا فإننا لو أمعنا النظر في الوضع النفسي لأعضاء البارتي و مؤيديه لوجدنا أن الحزب قد أوجد أجواء نفسية لديهم تدفعهم لقبول الآخر بكل بساطة وبالتالي التأكيد في دعايتهم الأنتخابية للبارتي على أن برنامج حزبهم هو أفضل من برامج المقابل لا يدعوا بإن برامج الآخر هي مجرد معاداة وأحقاد.. ولو وقفنا أمام أسلوب الحملة الأنتاخابية للبارتي إنطلاقاً من هذه النقاط لوجدنا أن الهدف الأول للحزب الديمقراطي الكوردستاني لم يكن الفوز في الأنتخابات وبأي شكل كان، بل كان نجاح العملية الديمقراطية في أقليم كوردستان الهدف الأسمى للبارتي ثم أن البارتي كحزب رائد و ديمقراطي قوي، قد ادرك حقيقة أن مجرد فوزه في الأنتخابات لا يؤمن الأستقرار والأمان والحياة الهانئة في البلد، بل أن ترسيخ بنى الثقافة والديمقراطية والألتزام بأسس الديمقراطية هو الذي يؤمن ذلك لشعبنا، ما يؤكدلنا، من خلال قراءتنا للحملة الأنتخابية للبارتي أن أبتعاده عن بعض المواجهات والتراشق بالكلمات البذيئة لم يكن بسبب ضعف البارتي أو أفتقاره للأساليب الضرورية لردع وأفشال ذلك الأسلوب غير الحضاري، بل أن غايته الأساسية هي أنهاء الأساليب المدانة التي أوجدتها بعض الأطراف السياسية، وبالأخص حركة كوران، داخل العملية السياسية من جذورها.. وقد يبدو هذا الطرح للوهلة الأولى أنه نوع من المديح للديمقراطي الكوردستاني، إلا أن العكس هو الصحيح في هذا التصور، بل أن الثقافة الكوردية تقف مذهولة أمام الأسلوب السئ الذي أدخلته حركة كوران و منسقه الى داخل النهج السياسي في حركة الفكر القومي الكوردي وذلك بالتساؤل حول كيفية سماح الثقافة الكوردية بالأساءة الى حزب سياسي أو زعيمهم سياسي، ولقد اشار السيد مسعود بارزاني في سياق الحملة الأنتخابية وهو يخاطب جماهير السليمانية بإن أبناء السليمانية كانوا في خضم الهجمات الوحشية التي شنتها الحكومة العراقية على المدينة في عام 1963، مستعدين لمواجهة الموت و دفنهم وهم أحياء دون أن يكيلوا أية اساءة الى الثورة التحررية لشعب كوردستان و قائدها.. والسؤال الآن هو : لماذا تولدت تلك الثقافة المشينة في مدينة السليمانية بعد مرور بضع سنوات على ذلك الموقف البطولي الشهم، في الأستخفاف بكل المقدسات ولماذا أستمرت هذه الثقافة فقط في المناطق التي كان للمنسق الراهن لحركة كوران على مدى الخمسين سنة الماضية دوره فيها و نتساءل هنا عن سبب أستعداد المقربين فقط من نوشيروان مصطفى للأساءة الى الأحزاب السياسية و قادتها، ولو أجرينا متابعة و تغطية لجميع المثقفين والصحفيين المقربين اليه و قارناها مع ماضيهم، و نجري أحصاء لمن تعلم منهم أساليب السب والشتم والأستخفاف بالأحزاب والشخصيات السياسية، لوجدنا أنهم لم يمارسوا يوماً هذا الأسلوب المستهجن قبل أقترابهم منه ومن جماعته والأوضح من ذلك نتساءل بالنسبة لمدينة السليمانية، حيث العديد من التوجهات المختلفة والأحزاب السياسية، لماذا لا يلجأ فيها الأطراف السياسية، بأستثناء حركة كوران الى أساليب الأستخفاف والأساءة تلك لا بل أن الأتحاد الأسلامي والجماعة الأسلامية اخذا يلجأن، بعد تحالفهما مع (كوران) الى الكلام الخشن وتقليد حركة كوران في بعض الحالات ولماذا لا يلجأ المثقفون والصحفيون في المدن الكوردستانية الأخرى التي لم تصب بهذه الآفة الى مثل هذا الأسلوب المدان؟ والملاحظ أن حركة كوران لا تتواني حتى في أربيل، حيث مقرات جميع الأحزاب السياسية الكوردستانية عن الأساءة والأستخفاف بالأخر، وأيا كان هذا الأخر، ولا تلتقي معهم في التوجهات، إلا أن ما يغيضهم من البارتي هو أنه لا يرد عليهم في كثير من الحالات وأن جماهير البارتي في تزايد مستمر ضمن عموم شرائح المجتمع، هذه الحقيقة قد أصابت حركة كوران و منتسبيها بنوع من الهيستريا التي تدفعهم لممارسة وأرتكاب أي عمل من شأنه التخفيف من جماهيرية البارتي الذي لا يبادلهم هذا التصرف عادة لا بل يمدلهم يد التعاون لدخولهم العملية السياسية وأنقاذ الشعب من هذه الآفة، من هذا المنطلق تابعنا الأسلوب الجديد للحملة الأنتخابية للبارتي التي بدأها بعد(5) أيام من جميع الأحزاب والكيانات وأستبغت تحولاً كبيراً في الصيغة التقليدية لوجدنا أنه كان وراء تهدئة الأوضاع بشكل من الأشكال. ما يعني أن الهدف الكامن وراء الحملة الأنتخابية للبارتي كان أكبر من فوزه بالأنتخابات وقد تعامل مع القضية السياسية الكوردستانية بواقعية و مسؤولية، في أن الأمر يتطلب، حتى لو حقق البارتي لوحده الأصوات المطلوبة لتشكيل حكومة الأقليم بمفرده، فأن المرحلة الراهنة تستلزم مشاركة جميع الأطراف السياسية، في حكومة الأقليم وتجاوز هذه المرحلة الحساسة معاً، أو أن تكون الأطراف التي ربما لا تشارك فيها و تبقى كمعارضة أيجابية في أطار الألتزام بأسس و تعليمات اللعبة الديمقراطية وليس أستخدام تلك التعليمات لأجهاض التجربة الديمقراطية.


( الأستقرار السياسي يعني مشاركة أوسع و جمالية أكبر لنتائج الأنتخابات)
هنا لنتساءل معاً: ماذا كنا نتوقع اليوم لو أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني قد تصرف بذات الأسلوب الذي مارسته حركة كوران في الأيام الخمسة الأولى من الحملة الأنتخابية؟ وكانت النتيجة الحتمية لذلك تكون أن يخيم اليأس والأحباط على الأقليم كله، وكنا حينها نخشى أن يكون مستوى مشاركة الناس فيها عند أدنى مستوياتها، أسوة بما يحصل من مشاركة متواضعة في أنتخابات المناطق الأخرى من العراق ما يبرر أن الهدف الأساس لحركة كوران كان لأصابة الناس بالأحباط و ضمان المشاركة في أدنى المستويات وهي سياسة أو تكرار مباشر لسياسة حزب الأخوان المسلمين في مصر، الذي كان واثقاً بإن أعضاءه و مؤيديه سيتوجهون الى صناديق الأقتراع كيف كانت الأوضاع كونه تنظيماً فكرياً متطرفا و قوياً. و يكون أحباط الناس و عدم توجههم الى صناديق الأقتراع لصالح الأخوان المسلمين، و توافقاً مع ذلك لو أمعنا النظر في الحملة الأنتخابية لحركة كوران بحقيقة أن الحملة الأنتخابية لكوران و حليفيه الحزبين الأسلاميين، لم تكن في شأن يمكنهم معه تداول برامجها، بل كان أظهار الأخرين بمظهر سوء والأستحفاف بهم وتوزيع التهم الأنتخابية لحركة (كوران) والحزبين الأسلاميين ينم عن فهمهم حقيقة عجزهم عن زيادة الأصوات لهم ما دعاهم للتفكير في تقليل أعداد ناخني الأطراف الأخرى وبالأخص الحزب الديمقراطي الكوردستاني وأحباطهم وبالتالي ضمان عدم التوجه الى صناديق الأقتراع ... ولا بد من ملاحظة أن حزباً سياسياً مثل حركة كوران، وعلى خلاف جميع الأحزاب الديمقراطية في العالم، تنصب كل مساعيه في تقليل نسب مشاركة الناس في الأنتخابات ضماناً لأرتفاع عدد أصواته، وقد مارست حركة كوران هذا الأسلوب التقليدي وغير الحضاري في مبدأ(فوزك في الأنتخابات منوط بزيادة مستويا لمشاركة لصالحك و تقليله بالنسبة للأخرين) ولكن هذا أمر لم يتحقق لها لا بل أن البرنامج الذي خططه البارتي بهذا الشأن قد الأعاد توجهات (كوران) الى الصفر وأنطلق في ذلك من نقاط القوة لدى كوران لتدمير تلك الخطة وأفشالها، وأنقذ جماهير كوردستان من الوقوع في الفخ الذي نصبته الحركة، وأصبح برنامج البارتي بالمقابل ليس السبب في منع اليآس لدى أعضائه و مؤيديه فحسب، بل في تراجعه لدى عموم الجماهير وأعادلهم الأمل في عملية الأنتخابات والذي أصاب(كوران) بصدمة أضطرتها للجوء في الأيام الأخيرة من الحملة الأنتخابية الى أقاويل هي مبعث السخرية لدى أي مراقب سياسي، وكان أشدها عندما قالت بإن(التصويت للحزب الديمقراطي الكوردستاني هو تصويت للدكتاتورية) ولكن لماذا هذه الأدعاءات الواهية، وعند منسق كوران االخبر اليقين بها، هذه الأمور تبلغنا بإن الغاية من التوقف عند أسلوب الحملة الأنتخابية للبارتي هو ليس توقفا لما بعد إعلان النتائج أو أن تأتي قراءته وفق ذلك، بل ـ أن هذا الموضوع قد كتب في وقت كنا نجهل نسبة المشاركين في عملية التصويت بشكل دقيق، بل كان قراءة لأندفاع جماهير كوردستان و لهفتها للمشاركة فيها، ومن قبل عموم أطراف الأقليم، والتي من المتوقع ألا تقل عدداً عن أنتخابات عام 1992 فالنسب المتدنية من المشاركة تلقى بظلالها الوخيمة على العملية الديمقراطية ليس في دول النامية فحسب بل حتى في دول أوربا الغربية والولايات المتحدة كناتج أو محصلة أشغلت جميع الخبراء والمختصين السياسيين والعلميين ما يعني أن تزايد مستوى مشاركة المواطنين فيها بشكل ملحوظ يولد أملاً كبيراً بالعملية الديمقراطية من جديد و نشير اليها هنا بعدة نقاط:
1- تزايد مستوى المشاركة الجماهيرية في الأقتراع هو خطوة جادة لتقوية و ترسيخ مؤسسة التصويت التي تصبح حائلاً أمام سيادة جماهيرية الشخصية البارزة المشهورة (بوبو ليزم) كما أن التيارات الأسلامية التي تجعل عملية التصويت أسيرة تفسير الحلال والحرام أو أستخدام شعار (لا إله إلا الله) لتسول وأستجداء الأصوات.
2- المستوى الواسع لمشاركة الناس يعرض الحجم الحقيقي للأحزاب، والأطراف السياسية التي تعمل من أجل أحباط الناس ويأسهم وأبتعادهم عن عملية الأنتخاب.
3- وهو يضطر الأحزاب السياسية للخروج من نقاط الفكر والمبدأ اليساري الضيق والديني وأن تتخذ من متطلبات الناس برنامجها السياسي والذي يتسبب بالتالي في ترسيخ الثقافة الديمقراطية في المجتمع وعدم خداع الناس بمعسول الكلام من قبل الأحزاب السياسية.

(كل العيون تتطلع إلى تحقيق البارتي لنتائج جيدة)
الأصدقاء والأعداء يتفقون معاً على أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني سيحصد أصواتاً كثيرة في هذه الأنتخابات ويحصل على التصنيف الأول. إلا أن كل الأمال تتطلع الى كيفية وأوجه التصويت للبارتي وهو أمل لم يأت من فراغ بل هو نتاج ربط ماضي الحزب بالحاضر و رغبة الجماهير في التصويت له من جديد.
وقد كان الحزب الديمقراطي الكوردستاني منذ تأسيسه عام 1946 على يدي القائد مصطفى البارزاني و سيلة لتجاوز وإحباط حالات اليأس وولادة وصنع الأمل لجماهير كوردستان من جديد، ورغم أن أعداء شعب كوردستان قد لجأوا منذ تأسيس الحزب الى ممارسة القتل الجماعي والقصف الكيمياوي وعمليات الأنفال العنصرية إلا أن هذا الشعب لم ييأس أبدأ وأنصبت آماله، ومن خلال قتامة المناطقية والمآسي، في تحقيق مستقبل مشرق وضاء، وعاد العديد من الأطراف السياسية هذه المرة أيضا، ومنذ بداية الحملة الأنتخابية لزرع اليأس في قلوب الناس بالنسبة لهذه العملية الديمقراطية إلأ أن مباشرة البارتي حملته الأنتخابية قد جددت الأمل في ضمير الشعب وتوجه إلى عملية الأقتراع بكل شوق وأندفاع.
مارك ميرديس لمجلة كولان:
الطرف الخاسر في الأنتخابات تدعى على الأكثر بتزويرها
البروفيسور(مارك ميرديس)هو أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنسلفانيا و مختص في مجال الحملات الأنتخابية والتصويت والأقتراع.. عن هذا الجانب تحدث لمجلة كولان قائلاً:
تبين التجارب والبحوث الخاصة بمجال العلوم السياسية أن الحملات الأنتخابية هي أساليب مهمة لضمان حصول الناس على معلومات سياسية وهو أمر لا يعرف الناخبون إلا القليل عنه إلا أن الحملات الأنتخابية تفسح المجال للمرشحين والأحزاب بأقامة العلاقات مع الناخبين، و تزويدهم بالمعلومات المطلوبة للتصويت بوعي وإدراك، كما أن التنافس السياسي هو الآخر مهم جداً إذا ما أقدم السياسيون على خدمة المصلحة العامة، وعندما تعتقد الأحزاب الحاكمة بإن الناخبين يعيدون أنتخابهم من أجل مصالح وخدمات أكبر لهم، فإن الحقيقة تقول أن إدارة الأنتخابات هي أصعب بكثير مما يتصوره ويدعى المرشحون الخاسرون على الأكثر بتزويد الأنتخابات حتى لو كانت نزيهة ، ما يؤكد ضرورة وجود وحضور مراقبين محايدين يراقبون العملية الأنتخابية لضمان تحكيم عادل حول نزاهة الأنتخابات.

ريتشارد هاسن يتحدث لمجلة كولان:
جوهر الديمقراطية هو عبارة عن أنتخابات نزيهة وقبول الطرف الخاسر بنتائجها.
ريتشارد هاسن هو أستاذ أستشاري في القانون والعلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا و مختص في قوانين الأنتخابات والتشريع وقد أدلى بحديث خاص لمجلة كولان عن أهمية الحملات الأنتخابية قائلاً:
(إن الحملات الأنتخابية هي معين الناخبين في فهم المواقف المختلفة للأحزاب أزاء المسائل ذات التأثير والفاعلية فيها، وأبتداء من المسائل الأمنية وصولاً الى الأقتصاد و التربية والضرائب، و لفهم نقاط القوة والضعف لدى الزعماء السياسيين وتكون الحملات الأنتخابية عادة بشأن المسائل والمشكلات ذات الأهتمام العام للناس وهي مسائل تختلف في الدول النامية مقارنة بالديمقراطيات الناضجة مثل الولايات المتحدة والملاحظ أن تركيز العديد من تلك الحملات في الديمقراطيات الناضجة يدور حول المطاليب والمستلزمات الأساسية، ولكي تكون الأنتخابات شرعية، يجب أن يلتزم المرشحون والأحزاب والآخرون بالتعليمات ما يضمن إدارة عملية الأقتراع بشكل عادل بحيث يدرك كل شخص كيف تجري العملية وماهو المسموح والممنوع فيها، كما أن جوهر الديمقراطية هو في الحقيقة عبارة عن أجراء أنتخابات وعملية فرز أصوات نزيهة وعندما يشعر الجميع و يؤمنون بأجراء أدارة محايدة للأنتخابات، عندها فقط يكون الطرف الخاسر مستعداً لقبول نتائجها...)

ترجمة / دارا صديق نورجان
Top