• Sunday, 22 December 2024
logo

الهجرة الجماعية لغرب كوردستان ... رسالة أمة للقرن الحادي والعشرين

الهجرة الجماعية لغرب كوردستان ... رسالة أمة للقرن الحادي والعشرين
اشار ريتشارد هاس رئيس مركز بحوث العلاقات الخارجية في أحدث مقالاته عن أستخدام السلاح الكيمياوي في سوريا، الى أن أوضاع سوريا قد قلبت رأساً على عقب بالنسبة للولايات المتحدة المبدأ السياسي القائل(عدو عدوك صديقك) وذلك كون القسم الأهم من المعارضة السورية منتمية للأسلاميين المتطرفين التابعين لتنظيم القاعدة صحيح أنهم معادون لنظام بشار الأسد إلى أنهم أعداء للولايات المتحدة في ذات الوقت ما يعني بالنسبة للكورد في الشأن السوري أن(عدو عدوهم هو عدوهم أيضا) وإذا ما صح هذا الأمر الذي صوره هاس في المشكلة السورية، فإنه في وجهه الآخر صحيح بالنسبة للكورد في غرب كوردستان بذات الشكل. لأن هجرة ولجوء هؤلاء الكورد الى أقليم كوردستان هي ليست خوفاً من هجوم نظام الأسد على المناطق الكوردستانية في سوريا، بل تأتي إتقاء و خوفاً من هجوم تلك الأطراف السياسية التابعة لتنظيم القاعدة و بسبب الأختلاف القومي).
فهم يكفرون شعباً مسلماً مثل الكورد و يحلون أموالهم و ممتلكاتهم ونقول من هذا المنطلق: إذا ماكان أستخدام السلاح الكيمياوي من قبل نظام الأسد هو جريمة قل نظيرها و نادرة ووحشية و منافية للأنسانية بالنسبة للقرن الحادي والعشرين فإن الهجمات الوحشية التي تشنها(جبهة النصرة) المنتمية الى تنظيم القاعدة على غرب كوردستان وإجبار الكورد فيه على هجرة جماعية وإجبار الكورد فيه على هجرة جماعية نحو جنوب كوردستان، هي ليست جريمة أنسانية وحشية فحسب، بل هي عودة لتأريخ الوحشية الى عصور الظلام في التأريخ حيث تقوم جماعة، تحت ستار الدين الأسلامي الحنيف، بإبادة جماعية ضد شعب مسلم لمجرد أختلافهم القومي لذا فإنه حتى لو ثبت بالدليل القاطع لمفتشي الأمم المتحدة أستخدام نظام الأسد للسلاح الكيمياوي ضد شعبه و مناوئيه فإن مبررات الأسد لأقدامه على هذه الجرائم الوحشية تكون أقوى من مبررات القوى الأسلامية تلك في هجماتها والتي تصدر فتاواها بالأبادة الجماعية للكورد في غرب كوردستان دون أي سبب بل فقط لأنهم يطالبون بحقوقهم الطبيعية التي وهبها الله تعالى لكل شعب وأمة فالكورد لم يطالبوا بعدم محاربة(جبهة النصرة) ضد نظام الأسد أو قتاله بل يدافعون عن حقوقهم القومية ولا يقبلون أن يخرق أي شخص أو جهة حقوقهم تلك.


(القضية الكوردية هي قضية قومية وأعداؤنا يعادون أنتماءنا الكوردي)

من المهم جدا، سيما في هذه المرحلة، عدم خلط الهجرة الجماعية لضرب كوردستان مع أسباب لجوء و تشرد المواطنين السوريين من الغرب الى الدول المجاورة، لأن أسباب لجوء هؤلاء تختلف تماماً عن أسباب الهجرة الجماعية لمئات آلاف الكورد من غرب كوردستان الى جنوبها ومن شأن التفريق بين تلك الأسباب أن يكون بداية منصفة للنظر الى مستقبل الوضع السياسي السوري بمراعاة خصوصيات القضية الكوردية في غرب كوردستان وذلك لأنه إذا ما أقدم العالم على جمع المشكلة السورية بصورة عامة في سقوط نظام الأسد، فإن ذلك يعكس أهمية سقوطه بالنسبة للكورد أيضا أسوة بجميع المكونات السورية، إلا أن المسألة الرئيسة هنا تكمن في أنه لا يمكن حل قضية الكورد هناك بمجرد سقوط نظام الأسد، وكما يتعرض الكورد اليوم الى الهجمات الوحشية للأسلاميين المتطرفين، فإنه لا يستبعد أن تتكرر، بعد سقوط النظام، ذات المآسي والولايات التي كان يتعرض لها الكورد إبان حكم بشار الأسد، ولو أوردنا تجربة جنوب كوردستان مثالاً بالنسبة لغرب كوردستان فإن الأمر يحتم، وكما يجري العمل والسعي في جنوب كوردستان اليوم لضمان عدم تكرار المآسي التي تعرضوا لها إبان الحكم البعثي البائد، أن يمارس ذات التوجه والسياسة بالنسبة للكورد في غرب كوردستان وعدم السماح بتكرار ما تعرضوا له على أيدي نظام الأسد في السابق ما يحتاج الى صياغة سياسة وطنية لتكون هذه الهجرة الجماعية للكورد سببا في الفات نظر العالم لضرورة معالجة القضية الكوردية في غرب كوردستان.

(الهجرة الجماعية للجنوب عبرة لغرب كوردستان)
لقد كانت الأوضاع التي تهيأت لجنوب كوردستان في أعقاب أنتفاضة ربيع عام 1991 الناتج الحتمي للهجرة المليونية التي قام بها شعب جنوب كوردستان ضد النظام البعثي في العراق، وكان أحد منطلقات الهجرة وجود جبهة كوردستانية آنذاك والتي تمكنت بجداره من وضع القضية الكوردية في جنوب كوردستان في مقدمة جميع المصالح الحزبية ولفت أنظار العالم الى أن الهجرة المليونية للكورد هي رسالة مفادها أن الكورد لن يقبلوا بعد الآن بالأحتلال والقهر والأضطهاد وهو ذات الشأن الذي أظهر بجلاء وحدة الخطاب الكوردي في مساندة الهجرة الجماعية ونيل العالم والمجتمع الدولي وكان أن أضطر العالم الى التفكير في أيجاد حل مناسب لأنقاذ أمة من مأساة أنسانية كبرى واللجوء والتشرد.. أي أنه إذا ما كانت الهجرة الجماعية لجنوب كوردستان أواخر القرن الماضي رسالة الشعب الكوردي في الجنوب بأستحالة عيش أية أمة تحت نير الأحتلال والقهر، فإن نتائج الهجرة الجماعية التي بدأها و واصلها كورد غرب كوردستان نحو جنوبها ستكون أنفع وأحسن في عدة وجوه من الهجرة المليونية لجنوب كوردستان إذا ما وضعت عموم الأطراف السياسية في غرب كوردستان هذه القضية كمسألة قومية في مقدمة مصالحها الحزبية والتعامل معها بوحدة خطاب و موقف مع هجرتهم الجماعية والسعي لجعل هذه الأحداث تحولا عملياً لمعالجة القضية الكوردية في غرب كوردستان، وبالأخص في هذه الظروف حيث أوضاع الكورد اليوم هي أنسب مقارنة بأوضاعهم في بدايات تسعينيات القرن الماضي..
ويمكن الأشارة اليها بعدة نقاط:
1-لقد جاءت الهجر الجماعية من الغرب في وقت يعيش فيه جنوب كوردستان تجربة ناجحة في الحكم لفتت اليها أنظار العالم أجمع، ثم أن نجاح هذه التجربة قد هيأت أجواء لا يمكن للمجتمع الدولي فيها يندم على أقامته ملاذاً آمناً لقسم من جنوب كوردستان .
2-وأضفى الموقع الأسمى لرئاسة أقليم كوردستان ووجود الرئيس البارزاني في منصب رئيس الأقليم كقائد محب للسلام، وجها آخر ناصعاً للنضال التحرري لشعب كوردستان في أجزاء كوردستان الأربعة، وخير مثال لذلك كان اصداء وأنعكاس مطالبة الرئيس البارزاني عبر وسائل الأعلام العالمية حول ضرورة التحقق في القتل الجماعي للكورد في غرب كوردستان على أيدى منظمة(جبهة النصرة) المنتمية الى تنظيم القاعدة ما يعني أنه إن كان إغاثة إنسانية ، فإن التعامل الدولي مع الرئيس البارزاني كرئيس دولة على مستوى العالم، هو الآخر مساندة كبرى للعمل الجدي بشأن هذه المسالة من الناحيتين الأنسانية والسياسية معاً.
3-النقطة الأهم في الأستفادة من الهجرة الجماعية لكورد غرب كوردستان هي وحدة صفوف و مواقف الأحزاب والأطراف السياسية الكوردستانية هناك فالضرورة الحالية تتطلب منها مراعاة حقيقة أن السبب الرئيسي الكامن وراء النتائج الجيدة التي حققتها الهجرة الجماعية في جنوب كوردستان كان العمل الجماعي لجميع القوى السياسية الكوردستانية في الجنوب في أطار الجبهة الكوردستانية والدفاع بمواقف و خطاب سياسي موحد عن المسألة القومية هذه.. ما يبرر في هذه المرحلة الأهمية القصوى لعودة الأطراف السياسية في غرب كوردستان جميعاً الى أتفاق أربيل وأتخاذ مواقف موحدة أزاءه في أطار مجلس واحد و بعكسه فإن الأختلاف أو الصراع بين الأطراف السياسية تلك إنما يقلل من أهمية المسألة القومية.
4-وجود تجربة أقليم كوردستان هو دعم كبير للاجئي الغرب، لأنهم قدموا ونزحوا الى بلدهم إلا أن هذا لا يعني بطبيعة الحال أفراغ غرب كوردستان من الكورد بل الغاية هي الأستفادة من جنوب كوردستان كملاذ آمن و مؤقت لكي يكرر العالم ذات التجربة في غربها.
5-مسألة أيجابية أخرى لصالح الكورد في غرب كوردستان هي الأرضية المهيئة الآن لأنعقاد المؤتمر القومي الكوردي في أربيل في مستقبل قريب، ومما لا شك فيه أن قضية غرب كوردستان ستكون المسألة الأهم والرئيسية خلال المؤتمر، الذي يشارك فيه ممثلو الدول المجاورة والعالم والأمم المتحدة، هي أيصال رسالته الى العالم والتي ستكون لها بلا شك تأثيراتها الكبرى.

ما يبين لنا أن الظروف الموضوعية والأوضاع الدولية هي الآن سانحة لحل القضية الكوردية في منطقة الشرق الأوسط و يبقى الأهم هو أوضاعنا و ظروفنا القومية الذاتية وأدراك كيف السبيل لتوجيهها و توحيدها.

(الهجرة الجماعية للقرن الحادي والعشرين.... معانيها و مغزاها الخاص)

بعد أنتشار نبأ أستخدام السلاح الكيمياوي في أطراف دمشق، أخذ بعض المؤرخين والخبراء يقفون عند هذه المسألة بإن أستخدام السلاح الكيمياوي في المسائل الداخلية وضد شعوبها في القرن الحادي والعشرين يختلف عن أستخدامه في القرن العشرين، ما يعني عدم التعامل مع هذه المسألة الآن و كأنه أستخدام السلاح محرم دولياً من قبل نظام معين بل من الضرورة أن تكون ردود الأفعال بأتجاه ألا يفكر أي نظام أو طرف آخر في أستخدامه.. وبالتالي أن يكون موقف المجتمع الدولي أزاءه رداً على جميع الدول الحائزة على الأسلحة المحظورة الأخرى من كيمياوية و بايولوجية غيرها، وإذا ما جاء هذا الموقف الدولي بصدد أعتبار الأسلحة الكيمياوية سبباً لأرتكاب الأبادة الجماعية، فإن هذه الحقائق تتطلب سيادة رد فعل دولي أزاء جميع الحالات السائدة نحو أعتبارها سلاحاً للأبادة الجماعية في القرن الحادي والعشرين، وبالتالي أن يكون أول رد فعل بشأن أجبار شعب كامل على الهجرة الجماعية كرد فعلها أزاء أستخدام الأسلحة المحرمة، أي أنه لا يمكن أن يهاجر شعب كامل هرباً من القتل الجماعي وينظر الدولي الى هذه المسألة في ذات الوقت كقضية أنسانية، بل يجب التعامل معها بجانبيها السياسي والأنساني وليس الأنساني وحده، لأن هذه القضية هي في الأساس سياسة وتتطلب أيجاد حلول جذرية لها منعاً لتكرار هذه المآسي ثانية.. والأهم من ذلك ضرورة مراعاة أن الأمم التي تبلغ لديها الأحقاد القومية المتسلطة حد أرتكابها إبادة جماعية بحق الأمم المضطهدة.. عندها نرى و نتحقق في أن تجارب معالجة المشكلات القومية في العالم قد أظهرت ضرورة أنفصال القوميتين عن بعضهما البعض كمرحلة أولى، وأيجاد مسافة بينهما تهيئ أرضية مناسبة لضمان أستعدادهما لمعالجة قضاياهما و مشكلاتهما وهنا تنبرى أهمية أن يسعى المجتمع الدولي لأيجاد وأقامة ملاذ آمن للكورد في غرب كوردستان.. ويتحمل مسؤولية حمايته لتهيئة أجواء يتمكن من خلالها المهجرون من العودة الى مواطنهم والأهم من ذلك هو أستمرار بقاء هذا الملاذ حتى بعد سقوط نظام الأسد و تبدي السلطة ما بعد الأسد أستعدادها بشكل معملي للأعتراف بحقوق الشعب الكوردي في غرب كوردستان.

الباحث الأقدم في معهد(جاتام هاوس) ميكلبيرك لمجلة كولان:

إن لم تتوصل الأمم المتحدة الى قرار حاسم بشأن المسألة السورية فإن على المجتمع الدولي أن يعيد النظر في حساباته....
البروفيسور(يوسي ميكلبيرك) هو باحث أقدم في معهد (جاتام هاوس) البريطاني لدراسات الشؤون الدولية و خبير و مختص في السياسة الخارجية الأمريكية و سياسات الشرق الأوسط و عملية السلام بين العرب وأسرائيل، و باحث أقدم في ذات الوقت في برامج دراسات الشرق الأوسط و شمال أفريقيا و قد حدثنا عن توقعاته بحدوث أكبر مأساة أنسانية في سوريا:
•الى متى يقف العالم صامتا إزاء المأساة الأنسانية المتوقعة في سوريا؟
-هذا الذي يحدث في سوريا هو في الواقع حرب داخلية و تسببت خلال السنتين الماضتين في قتل زهاء(100) ألف شخص وتشرد و نزوح أكثر من مليون شخص الى جانب أنباء تتحدث عن أستخدام الأسلحة الكيمياوية و ضرورة أن يقوم العالم بحماية المواطنين المدنين فيها و تحمل المجتمع الدوي هذه المسؤولية في التزامه بحماية المدنيين الأبرياء أي أن المسألة لا تقتصر فقط على حقهم في الحماية بل أن ذلك من صلب واجباته كل ذلك قد تسبب في سيادة هذه الأوضاع المتأزمة منذ أكثر من سنتين، والأمر كذلك فإن على المجتمع الدولي أن يكون له موقف واضح و تبيان ما المطلوب أجراؤه و دون ذلك سنكون جميعاً مشاركين في ما يحدث في سوريا الآن، و عن تفاصيل ذلك الموقف يقول ميكلبيرك:
هناك مأساة أنسانية كبرى تتطلب أيقاف القتال فيها وهناك مصالح متابينة بين الولايات المتحدة واوربا و روسيا والصين و تركيا والسعودية و قطر تسببت في عدم التوصل الى قرار بشأنها إلا أن هذا الوضع ينعكس سلباً على المجتمع الدولي وعلى نظام الأمم المتحدة لأنها إن عجزت عن إيقاف هذا القتال الدموي وعدم التوصل بينها الى أتفاق بشأن بناء جبهة موحدة ضد الحرب، فإن ذلك سيضع علامات أستفهام على المنظمة الدولية التي تأسست أصلا من أجل التعامل مع مثل هذه الأوضاع والمشكلات و في حالة عجزها عن تحقيق ذلك عندها يكون على المجتمع الدولي أن يراجع مواقفه إزاء الأمم المتحدة و مجلس الأمن الدولي و كيفية التعامل مع أوضاع كهذه والتي لا تحظى بأي موقف مشترك..
إلا أنه من الضروري إيقاف الجرائم التي ترتكب ضد الأنسانية في سوريا، و بعكسه فإننا جميعاً سنتحمل وزر نتائجها وأستمرارها من كل حالات القتل وربما القصف الكيمياوي و تعذيب الناس و حرمانهم من وسائل العيش والحياة.
•وهل يجوز أتباع الصمت إزاء جرائم القتل الجماعي التي يرتكبها القاعدة بحق جزء من الشعب السوري حيث نزح زهاء 100 ألف لاجئ من غرب كوردستان الى الأقليم خلال الأسبوع الماضي؟
-هذا الموضوع يتعلق أصلاً بتدخل القوات الأجنبية في سوريا و تورط الأسلاميين الجهاديين والأصوليين في هذه الحرب الداخلية.. ثم أن أحدى أشكالات الحرب الداخلية في سوريا هي عبارة عن عدم وجود وحدة الصفوف بين السوريين، سواء كانوا كورداً ام مسيحيين ام سنة، بوجه نظام الأسد. فالمعارضة لم تكن موحدة الصفوف في البداية و حاول كل طرف بوحده أسقاط نظام الأسد وتوقعاته و رؤيته حول مستقبل النظام في ذلك البلد، ما أتاح الفرصة، مع الأسف، لدخول الجهاديين ذوي الأجندات المتباينة، لأنهم لا يتطلعون الى سوريا أحسن بل تسعى، إذا صح التعبير، لتصدير و جهاتهم الجهادية والمتطرفة الى الخارج.
وهو بحد ذاته خطر كبير يجب الوقوف بوجهه ثم أن أقامة ملاذ آمن و منطقة حظرا طيران في سوريا أصبحت ضرورية لحماية المدنيين الأبرياء وهي برمتها لا تنحصر بالنسبة للغرب والمجتمع الدولي بصورة عامة في إقامة مثل هذه المنطقة تمهيدا للتدخل و من ثم أسقاط النظام في سوريا كما حدث في ليبيا آنذاك لأن هذه الوجهة تصطدم برفض روسيا والصين لها كون المسألة السورية في غاية التعقيد إلا أن عدم إقامة مثل هذه المناطق ستكون السبب ليس في أطالة امد المشكلة فحسب بل في مقتل أعداد أكبر من البشر و تشرد و لجؤ أعداد كبيرة من المواطنين في الداخل والخارج.
•وكيف ترون مستقبل سوريا عقب هزيمة الأسد وأنشاء دولة للقاعدة في سوريا بعد ذلك؟
-بإعتقادي أن الشعب السوري سيرفض بعد سقوط الأسد الأسلاميين والجهاديين ولا أرى أن تولى مقاليد السلطة هناك من قبل الجهاديين أو الأجانب أو غيرهم سيكون أكثر تعقيداً وصعوبة بقدر تقسيم سوريا تحارب فيها طوائفها فيما بينها إلا أن ذلك هو في الواقع تحد أمام أبناء سوريا أنفسهم، من مسيحيين و سنة و كورد و علويين من غير المؤيدين للأسد و يسعون لبناء سوريا جديدة تكون بلد الجميع و منح عموم الأطراف فيها حكماً ذاتياً ويرفضونها بلدا مهزوماً وفاشلاً، ولا يتمكن أي طرف من ضمان الأنتصار ما يحيل الأمل الى القوات الأجنبية أو الخارجية لمساعدتهم في بناء سوريا ناجحة إلا أننا نتحدث اليوم في هذا السياق عن عملية صعبة وطويلة الأمد وهناك أحتمالات ب(بلقنة)سوريا إذا ما تم تقسيمها لأي سبب كان حيث يطول أمد القتال الداخلي ويحاول كل طرف فيها السيطرة على الأرض و مصادر الحياة و في هذه الحالة تظهر مخاطر أنتقال القضية الى لبنان المجاور وهو في الحقيقة أسوء سيناريو للأحداث والمستقبل ومن الضروري منعه، ما يفرض أجراء الحوار بين سائر الأطراف و تجنب السيناريوهات السيئة تلك وأحدى الأشكالات التي عشناها خلال الفترة الماضية كانت فشل الأطراف السياسية، ومتى ما أجتمعت في الخارج ، في الوصول الى أرضية مشتركة للأتفاق على نوع حقبة الحكم ما بعد الأسد وهو أحد المعوقات القائمة أمام سقوطه، وهو أمر يتطلب مساعدة المجتمع الدولي- أي قطع الطريق أمام(بلقنة) سوريا ما بعد الأسد، وبرأيي أن بإمكان أقليم كوردستان أداء دور مهم و فعال في هذه المسألة وذلك بسبب وجود وحدة( وطنية) في المناطق الكوردية خلال السنوات الأخيرة و تحقيق تنمية أقتصادية وأجتماعية فيها. ما يؤكد لدى أمكانية تعاون الكورد في معالجة المشكلات السورية بصورة عامة و لفترة ما بعد الأسد أيضا، فضلاً عن أنها ستكون نموذجا جيداً للمناطق الكوردية في سوريا و ذلك لأن المواطنين السوريين يرون في أقليم كوردستان نموذجا ناجحاً لأعادة البناء نظراً لتقدم الأقليم الكبير في مجال التنمية الأقتصادية ما يكسب هذا الواقع أهميته لسوريا ما بعد الأسد و لكورد سوريا أيضا.

ترجمة/ دارا صديق نورجان
Top