أنعقاد المؤتمر القومي الكوردي- بناء القوة الذكية للمستقبل
هذه المقدمة قد تبعدنا بعض الشئ عن الموضوع الرئيس لهذا التقرير، إلا أنها تهم لفهم معنى مفهوم القوة في عالم اليوم وعدم حصر هذا المفهوم في حدود القوة الخشنة أو الناعمة فالعالم يفكر اليوم في(أن القوة الذكية هي التي تحدد مستقبل القوة في العالم).
القوة الذكيية- Smart Power) – هي الناتج الجمعي لعموم مصادر القوة.
إن مستقبل القوة هو أسلوب لأدارة لعبة الشطرنج فهي ليست نتاج اللعبة عينها بل هي عبارة عن فكر اللاعب الذي يدير اللعبة ويبنى ترابطاً و ثيقاً بين العناصر المختلفة لقوة اللعبة وهي عبارة عن(الملك الوزير والفيل والحصان والقلعة والجندي) هذه القوات التي تكون بمجموعها قوة لحماية الملك في الشطرنج، سوف تنتج القوة الذكية عندما يمكن الأستفادة من قدرات القوات المختلفة، صحيح أن عنصر الوزير، في لعبة الشطرنج هو اكثر العناصر فاعلية، إلا أن اللاعب المتمكن يلجأ اليه في وقت متأخر جدا، لا بل أنه يحرك علي العناصر الأخرى لأبراز وأظهار مزيد من القوة، ويبقى على عنصر الوزير كتوازن للعبة، لذا لو أردنا في هذا السياق نقل هذه اللعبة الى لعبة القوة في الواقع الراهن في السياسة الدولية، عندها يمكن أعتبار عنصر الوزير الشطرنجي هو القوة العسكرية الدولية. إلا أنه بالنسبة للعبة القوى، صحيح أن الجيش هو عنصر مهم، إلا أنه، وكما الحال بالنسبة للشطرنج حيث تؤدي كثرة أستخدام الوزير الى تأثيرات سيئة على اللعبة، و يضطر اللاعب المتمكن الى البحث عن المصادر الأخرى للقوة كذلك الحال بالنسبة لمشكلة القوة الدولية.. صحيح ان للقوة العسكرية والأقتصادية أهميتهما، إلا أن هناك مصادر أخرى للقوة خارجهما، والتي يمكن أستخدامها للفت أنظار المقابل و تحقيق ما ترنو اليه بصورة سلمية، ما يعني أنه لو كانت القوة وسيلة للتوصل الى أهدافك فإن قوة الأقناع لدى الطرف الأخر هي مصدر آخر للقوة و كثيراً ما تعجز القوة العسكرية والأقتصادية عما تحققه القوة الناعمة، إلا أن الأهتمام بها لا يعني التخلي عن العسكرية والأقتصادية بل هي بمجموعها موئل كل مصادر القوة لأنتاج قوة ذكية من شأنها تحقيق طموحات وطنك وأمتك وأبعاد مصادر الخطر عنهما والنموذج هنا هو أن أكثرية دول الخليج وقوتها التي لفتت بها أنظار العالم مصدرها الأساس هو النفط، وهناك من يعتقد أن توفر مصدر النفط لدى أية دولة من شأنه الفات نظر العالم نحوها، إلا أن النموزح الذي ينفى هذا الأعتقاد هو النرويج التي هي الأخرى دولة نفطية مثل دول الخليج ، إلا أن السبب في لفت نظر العالم اليها هو ليس النفط بل هو نظامها الديمقراطي و مؤسساتها، حيث أختار العالم هذه الدولة الصغيرة لتكون مقر أنعقاد أهم مؤتمر دولي وهو مؤتمر أوسلو لعملية السلام بين فلسطين وأسرائيل أي أنه لوكان النفط هو الأسلحة عندها كان المفروض أنعقاد المؤتمر في فنزويلا الغنية بالنفط، ونورد مثالاً آخر وهو أنه رغم أننا كشعب كوردستان ، نعتبر القوة الخشنة للولايات المتحدة التي أستخدمتها لأسقاط النظام السابق في العراق، بإنها قوة جيدة، ولأن جورج دبليو بوش قد قرر أستخدام القوة العسكرية لهذا الغرض، فإننا نعتبر الولايات المتحدة أكبر صديق لنا، إلا أننا نشعر بعد(10) سنوات من ذلك، حيث تسود العراق أوضاع متردية، أن القوة العسكرية وحدها لم تتمكن من تحويل العراق من نظام دكتاتوري الى آخر ديمقراطي، حيث عجزت الولايات المتحدة عن إعادة بناء العراق كدولة ديمقراطية و فيدرالية بالقوة الناعمة، ما يعني إمكانية الأشارة الى أن الولايات المتحدة رغم أنفرادها بالساحة الدولية كقطب أوحد بعد الحرب الباردة ومن الناحية العسكرية على وجه الخصوص وتصورها بإن بإمكان قواتها تلك السيطرة على العالم، إلا أن بإمكان قواته تلك السيطرة على العالم، إلا أن أستفتاءات الرأي خلال الأعوام الأخيرة قد أظهرت تراجع ترحيب العالم بإمريكا إبان حكم بوش و حدثت ذات الحالة بحلول رئاسة أوباما الذي أتبع نهج أستخدام القوة الناعمة في دورته الرئاسية الثانية حيث تبين أن هذا الأستخدام قد تسبب هو الآخر في تراجع دور الولايات المتحدة في كثير من المجالات.. حيث كانت تلك الدولة أشد تقديراً لدى العالم في الفترة ما قبل الحقبة التي سمتها (الربيع العربي) وعجزت الولايات المتحدة في المسألة الليبية عن قيادة عمليات حلف شمال الأطلسي(الناتو) في أسقاط نظام معمر القذافي.. رغم تأييدها للتدخل العسكري فيها.. وشهد العالم أيضا أحتلال السفارة الأمريكية في ليبيا بعد سقوط نظام القذافي إبان الأدارة الأولى لأوباما الذي لم يتمكن حتى الآن، فيما يتعلق بالمسألة السورية، من تغيير جميع مصادر قواته الى قوة ذكية قادرة على أنقاذ سوريا من محنتها، بل بالعكس من ذلك فقد أصبحت الصين و روسيا سبباً في تقوية نظام الأسد، وكاد هذا النظام الآن أن يسترد الكثير من المناطق التي سبق ان أنسحب منها وخسرها، و مقابل عدم وجود أية مواقف أمريكية بأستنثاء(مراقبة الموقف والتفرج عليه) والأغرب من ذلك كان مواقف الأدارة الأمريكية بصدد التحولات الأخيرة في مصر حيث تباينت مواقف السفارة الأمريكية في القاهرة منذ اليوم الأول من عزل محمد مرسي مع الموقف الأخير لمساعد وزير الخارجية الأمريكي في القاهرة أي ان هناك نوعاً من التردد في السياسة الخارجية الأمريكية، بل حتى أن كبار المسؤولين في البيت الأبيض يقفون اليوم عاجزين عن اتخاذ القرارت المناسبة على المسائل العالمية، ما يؤكد لنا حقيقة عجز اللجؤ الى اية قوة لوحدها من تحقيق الطموحات التي ترنواليها... بل الواجب هو تنظيم عموم مصادر القوة معاَ و تشكيل قوة ذكية منها، و سيكون المستقبل في القرن الحادي والعشرين للقوة الذكية فقط..
(المؤتمر القومي الكوردي والقوة الذكية)
ولو أمعنا النظر، إنطلاقاً من تلك الحقائق، في المؤتمر القومي الكوردي المقرر أنعقاده في الشهر الجاري وتجري الآن الأستعدادات لعقده، لتوصلنا الى نتيجة مفادها أن الكورد يدخلون منذ تلك اللحظة، أي عقد المؤتمر، مرحلة جديدة وهي وجود شخصية قوية لا تزال تفتقر الى دولتها المستقلة، وهو جانب آخر من اسلوب التحويل ونقل القوى في هذا القرن، وذلك بنقلها الى شخصية غير دولية و ستكون عندها قوة ملفتة على المستوى الدولي والأقليمي وبإمكانها أن تكون عاملاً لبناء الديمقراطية والأستقرار و مساعدا لحماية الأمن والسلام العالمي وهذه القوة المهمة أي الكوردية، هي القوة الوحيدة، ضمن الخلافات السياسية في الشرق الأوسط، التي لم تصبح جزءا من الصراع المذهبي مع ثبات أسلوب نضالها من أجل الديمقراطية، وعدم تغيره الى عداء قومي(الكورد مع العرب أو الأتراك أو الفرس) والأهم من ذلك هو وجود تجربة في جنوب كوردستان عمرها أكثر من(22) عاماً والتي لفتت أنظار العالم بإنها ليست مصدر تهديد للدول الأقليمية بل تعتبرها شريكا ستراتيجيا لهم لتطوير الأقتصاد والتجارة.. وتستقبل رئيس الأقليم و رئيس الحكومة استقبالها لزعمائها، من هنا بالأمكان الأشارة الى عدة جوانب مهمة وإيجابية لأنعقاد المؤتمر القومي مع قراءة موضوعية وواقعية لمساعي مختلف الأطراف السياسية في أجزاء كوردستان الأربعة في أعداده في جنوب كوردستان.. ومن المقرر دعوة وفود من الدول الأربع (العراق وايران و تركيا فضلا عن سوريا التي قد تمثلها المعارضة فيه فضلا عن الأتحاد الأوربي والجامعة العربية و ممثل الأمم المتحدة وقناصلة جميع الدول الممثلة في أقليم كوردستان ما يشير الى أن الكورد قد يصبحون شخصية للقوة الذكية في المنطقة، وإلفات نظر العالم اليهم بالجوانب الرائعة في سياستهم و ثقافتهم وأسلوب حكمهم الرشيد والتسامح والوئام، وتأمين أحترام هذه القوة على المستويين الأقليمي والدولي والقبول بها.
وعلى شاكلة دول شمال أوربا مثل السويد و فنلندا والنرويج التي أصبحت تلك القوة الذكية لفتت أنظار العالم أجمع نحو الحكم الرشيد والديمقراطية وأحترام حقوق الأنسان، وأحتلت وفق معايير القوة الذكية موقع أكبر قوة ذكية التي في العالم.
وكذلك الحال بالنسبة لتايوان في شرق آسيا و بتوانا في أفريقيا و شيلي و المكسيك في أمريكا اللاتينية و بهذا المعيار يكون أنعقاد المؤتمر القومي الكوردي أعترافاً بإن الكورد يعتبرون على مستوى الشرق الأوسط القوة الذكية في المنطقة ووجوب أعادة تنظيم الشرق الأوسط بواسطة تلك القوة الذكية التي يمارسها الكورد حالياً.
ربما توجد هذه القراءة لأنعقاد المؤتمر القومي الكوردي من منطلق مستقبل القوة في القرن الحادي والعشرين في البداية نوعاً من عدم الأستيعاب و كيف تكون كوردستان لا دولة مستقلة لها قوة ذكية متميزة في هذه المنطقة المعقدة، أي الشرق الأوسط، هذا في حين لا نزال نحن في عموم أجزاء كوردستان و بما فيها جنوب كوردستان تحت تهديدات عسكرية عديدة من المقابل، عن ذلك علينا العودة ثانية الى معاني و دلالات القوة الذكية، لأنه يتعذر حل معظم مشكلات المنطقة بالقوة العسكرية و تتطلب تنظيم كامل مصادر القوة في أطار قوة ذكية، لتتمكن من حل مشكلاتها بنفسها وهي حالة معروفة و بارزة في تركيا اكثر منها في الدول الثلاث الأخرى(العراق وايران و سوريا) ما يعني أن تركيا هي أقوى من تلك الدول من النواحي العسكرية والأقتصادية والتجارية والأهم من ذلك أنها عضو في حلف شمال الأطلسي منذ أكثر من(50) عاماً و مرشحة لقبول عضويتها في الأتحاد الأوربي، إلا أن تركيا رغم كل ذلك قد أستشفت قبل غيرها عجزها عن معالجة قضاياها بأي من تلك القدرات ما دفعها للجوء الى القوة الذكية، وقد تصورت تركيا في البداية أنها لو مارست سياسة (صفر مشكلة)أي القوة مع جيرانها وأنهاء مشكلاتها معها فإن ذلك يعني تنمية أقتصادها وبالتالي أنهاء جميع مشكلاها الداخلية وبالأخص القضية الكوردية وأتبعت هذه السياسة في المرحلة المذكورة مع دول المنطقة بالفعل إلا أن أن أهم جيرانها كان أقليم كوردستان الذي لا دولة له ما أوجد لديها مخاوف بإن يصبح تطبيع العلاقات مع أقليم كوردستان سببا لأن يصبح الأقليم دولة من شأنها أن تكون سببا لعدم أستقرار تركيا، غير أن تصميم الرئيس البارزني و رئيس الوزراء نيجيرفان بارزاني على ممارسة القوة الناعمة والفات نظر العالم نحو الأسلوب السلمي للحكم في أقليم كوردستان قد أدى بتركيا لأعاد النظر في علاقاتها مع الأقليم وكانت النقطة الأهم في ذلك هو تفهم تركيا قبل غيرها وإدراكها لمعنى القوة الذكية ما بين أمكانية توافق قوتين ذكيتين، في مرحلة تطبيع العلاقات بين أربيل وأنقرة وتصاعد التجارية والأقتصادية منها نحو السياسسة والدبلوماسية، في أستتاب الأمن والسلام في المنطقة إذا ما أصبحتا شريكين ستراتيجيين، ما أوصل تركيا، و بتشجيع من أقليم كوردستان، الى قناعة أعتماد سياسة القوة الذكية لحل المشكلات و تهيئة أرضية مناسبة للأنعاش الأقتصادي والبناء الديمقراطي، لذلك على مستويي الدولة والشخصية غير الدولية وكان أن أتخذت تركيا خطواتها نحو سياسة الأنفتاح وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للعالم أجمع، عندما تم أستقباله في مدينة أربيل عاصمة أقليم كوردستان بالأعلام التركية والكوردستانية، أعلن بكل شجاعة: لقد ولى زمن أنكار وجود الكورد، والأهم من ذلك كان مشاركة السيد مسعود بارزاني رئيس أقليم كوردستان في مؤتمر حزب العدالة والتنمية التركي والقاء كلمته باللغة الكوردية، ما ابلغ مواطني تركيا بإنه قد حان الوقت أن نشارك و نتعايش معاً رغم أختلافاتنا القومية.
إن هذا التحول في السياسة التركية وأعتمادها قوة حلف الناتو الى القوة الذكية هو أشارة واقعية الى أن هذه القوة هي أكثر فاعلية من صواريخ الباتريوت التي نشرتها تركيا على حدودها مع سوريا تلافياً للحرب الداخلية في الأخيرة، لأن حالات الأقتتال قد أدت الى مقتل أكثر من (40) ألف مواطن تركي و كوردي على مدى ال(30) سنة الماضية وكان أستمرارها لا يؤدي ليس إلى الى عدم معالجة القضية الكوردية فحسب بل وكانت الحرب ستصبح أكثر دموية، إلا أن الجانبين (الحزب العمال الكوردستاني و تركيا) لو خطيا نحو الحوار والنهج السلمي، وأعتبر ذلك، كما نوه اليه الرئيس البارزاني في الرسالة التي وجهها اليهما كستراتيجية عملية، طريقا لمعالجة جميع المشكلات، وهي حالة تصح أيضا للدول الأخرى في المنطقة والتي الحق بكل منها جزء من كوردستان، إلا أن الأختلاف هو أن تركيا تتقدم عليها في فهمها للقوة الذكية(الحوار والتفاهم والتفاوض) وكمثال على ذلك هو العراق ما بعد عام 2003
الذي يفترض به أن يكون عراقا جديداً في أطار دستوره الدائم وبصيغة دولة ديمقراطية و فدرالية حيث نجد أن المسؤولين في بغداد ما زالوا ينظرون و يتخوفون من مفهوم الفدرالية والديمقراطية، وأن تطبيق الدستور سيؤدي الى تقسيم الدولة العراقية، في حين أن تنفيذه سيكون في الواقع قوة لأبقاء العراق موحداً وعدم تنفيذه سيكون سبباً لتقسيمه.. فقد كانت الحكومة الأتحادية، والى فترة قريبة، تحاول أستخدام حصة أقليم كوردستان من الموازنة العراقية كقوية ضد الأقليم، وأن تحول دون بيع أقليم كوردستان لنفطه وعدم أستقلالية أقتصاده لكي لا يتمكن من الخروج عن طوعها.. إلا أنها عندما تأكدت أن قوة ذكية هي التي صاغت سياسة النفط والغاز فيه وأن مصير النفط والغاز الكوردستاني هو البيع شاءت بغداد أم أبت، لأنه أمر وارد و مفروض في أطار الدستور والأهم من ذلك أن أقليم كوردستان مستعد لتقاسم أيرادات نفطه مع جميع العراقيين، و من ثم قام رئيس حكومة أقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني بزيارة بغداد و تفاوض و تباحث مع المسؤولين العراقيين بكل صراحة، حينها فتحت بوابة واقعية لحث الخطى نحو حل المشكلات لذلك نقول: لو توصلت الحكومة العراقية وسط الأوضاع الدقيقة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط الى قناعة أن شراء الأسلحة لا يمكن أن يكون السبب في تقوية العراق بل الأساس هو العودة الى القوة الذكية التي ستكون بوابة مشرعة لوقوف العراق على قدميه من جديد، وسط أدق الأوضاع التي يعيشها و يكاد فيها أن ينزلق نحو أكبر حرب مذهبية دموية، وبالنسبة لسوريا نقول من الواجب على المعارضة ألا تكرر خطوات نظام الأسد، الذي فات الأوان عليه ليكون جزءا من تداعيات و مشكلات المنطقة، وأن تتعامل هذه المرة بالقوة الذكية مع المواطنين الكورد في غرب كوردستان.. وعلى ايران، حيث نصب الآن رئيسها الجديد ويرنو اليها العالم بعين الأمل، أن لا تختصر هي الأخرى عملية الأنفتاح مع دول الغرب كدولة فحسب، بل أن توسع هذه العملية لتشمل وضعها الداخلي أيضا، عنها ستنفتح أمامها بوابة كبرى، وهي تتعرض لحصار دولي خانق، من شأنها المساعدة في تعديل وضعها الأقتصادي حتى لولم ترفع مديات الحصار هذا في الوقت المنظور.. أي أن هذه التوجهات تبلغنا أن القوة الذكية هي الأساس الوحيد لحل المشكلات وتهيئة الأجواء للتعايش وأن اي تأخير في ذلك سيؤدي الى تعقيدها.
(جنوب كوردستان وبناء القوة الذكية)
السيد مسعود بارزاني هو اليوم أقليم كان لغاية 20 عاماً مضت، بلدا دمرته الحرب والأضطهاد، إلا أن هذا الأقليم، وكما تشير اليه الصحافة الفرنسية، قد جعلت منه حملات التطوير والتنمية شبل فهد في جبال الشرق الأوسط، إلا أن السؤال هو كيف ولد هذا الشبل؟.
ونعود في ذلك الى رد للسيد مسعود بارزاني على سؤال وجهته اليه مجلة(هارفرد ريفيو) عام 1992- 1993 وجاء فيه بصراحة :
نحن بلد مدمر و لسنا فقراء، بل جل ما نطمح اليه هو أن تساعدونا الى أن نقف على أقدامنا فنحن عندها نتمكن من إدارة شؤوننا بإنفسنا.. هذا الجواب يعني أن السيد مسعود بارزاني قد حاول منذ بداية عملية إعادة أعمار أقليم كوردستان، أن يجمع وبصورة ذكية، مصادر القوة في هذا البلد لتكون اساساً لأعادة إعماره، ونتساءل ثانية: هل ان هذه التعابير نابعة من مجتمعنا وأعتزازنا بسيادته أم أنها موضوع يبحث الخبراء والمختصون والدبلوماسيون والباحثون فيه عن كيفية أنتاج هذه القوة الذكية، وهناك لا بد من العودة الى التحولات الكبيرة التي شهدها الأقليم وعموم العراق خلال الأعوام العشرة الأخيرة ومنها:
1- لقد حاول السيد مسعود بارزاني في مؤتمر لندن للمعارضة العراقية أقناع الأطراف العراقية بضرورة إعادة بناء عراق ما بعد نظام صدام حسين بالقوة الذكية، وليس بالأنتقام، فقد أعلن أن لا أحد قد عانى مثله من المآسي على أيدي النظام البعثي فقد تم تغييب(30) من أقرب ذويه خلال الأنفال العنصرية، إلا أن حقوق شعب كوردستان هي أكبر من أن تتم قراءه المشكلات من وجهة نظر أنتقامية أو ثأرية شخصية، وكان أن جعل سيادته، و يومها كان رئيس الجبهة الكوردستانية جعل الجبهة تصدر قرارها بالعفو العام والحيلولة دون تعكير وحدة البيت الكوردي وكان أن توصل المؤتمر المذكور الى نوع من الأتفاق إلا أن أطراف المعارضة لم تتمكن من تفعليه عملياً بعد سقوط النظام السابق.. الى أن وصل العراق الى ما هو عليه اليوم.
2- لقد أبلغ مسعود بارزاني العالم أجمع إبان عملية تحرير العراق بإن تركيا إذا ما حاولت خرق أرض كوردستان من (الشمال) فإن على دباباتها أن تجتاز و تسير فوق جثته، أي أن هذا الزعيم السائر وفق السلام والتسامح سيضطر لأتباع سبيل آخر إذا ما عجزت المساعي السلمية عن أهدافها وهو بحد ذاته نوع آخر من أستخدام القوة الذكية في وقتها.
3- وقد تعرض أقليم كوردستان بعد سقوط النظام السابق وأكثر من السابق الى مخاطر خارجية ، و كان يتعرض لضغوط عديدة
لكي يعتبر شخص الرئيس البارزاني حزب العمال الكوردستاني كمنظمة أرهابية، إلا أن البارزاني قد برهن في ذلك ثانية ذكائه ولم يعتبر ب.ك.ك ليس أرهابيا فحسب، بل أن خطواته وممارساته و مساعيه كانت السبب وراء جعل العمال الكوردستاني جزءاً من العملية السلمية في تركيا وكان ذلك بداية الطريق لأخراج المنظمة من قائمة المنظمات الأرهابية على مستوى العالم.. أي أن ذلك الجيش الكبير(التركي) الذي كان عضواً في حلف الناتو، لم يتمكن من أجبار مسعود بارزاني على تغيير رأيه و موقفه فيما تمكنت القوة الذكية للبارزاني من توفير الطريق الصحيح لجميع الأطراف وأبعادها عن القتال والفوضى والمشكلات.
4- وبالنسبة للعملية السياسية في العراق فإن العالم جميعاً يشهد بإن الكورد هو جزء من عملية حل المشكلات العراقية. وليس جزءاً من المشكلات، وللتذكير نقول:
عندما أثمرت مساعي مسعود بارزاني عن عقد أتفاق أربيل و تشكيل الحكومة العراقيية، وتزيين شوارع البصرة بإعلام كوردستان ما يعني أن القوة الذكية لأقليم كوردستان في معالجة المشكلات هي أمضى من قوات الناتو والولايات المتحدة في كثير من الحالات.
5- وتظهر أنعكاسات هذه القوة الذكية اكثر جلاء في الأوساط البحثية والندوات والأجتماعات التي تنظم للسيد مسعود بارزاني في الأوساط البحثية العالمية وعلى سبيل المثال نذكر، أن كينس بولاك رئيس مركز سابات في معهد بروكينكز قد ابلغ الحضور خلال ندوة أقامها المعهد للرئيس البارزاني:
بالنسبة لمن لايعرفون السيد البارزاني أقول إن هذا البيشمةركه هو في الشرق الأوسط بمثابة باريس لفرنسا وأن كل الطرق تؤدي اليه ثم وجه اليه مارك أنديك وهو دبلوماسي أمريكي مخضرم وتولى منصب السفير الأمريكي في أسرائيل لفترة من الزمن، سؤال مفاده: بودنا سيادة الرئيس أن تحدثنا عن تجربتك في إقامة علاقة دبلوماسية متوازنة مع جارتكم أيران لننتفع نحن منه أيضا...هنا لا بد من أستشراف سؤالاً عن هذا السؤال الدبلوماسي: ترى ما مغزى اهمية أقليم البارزاني في أن نكون بالنسبة للشرق الأوسط بمثابة باريس بالنسبة لفرنسا؟ وما هي القوات العسكرية أو القدرات الأقتصادية العالمية الهائلة التي يملكها و ساعدته في تحقيق ذلك التوازن؟ والجواب بلا شك هو أن البارزاني لا يملك غير تلك القوة الذكية التي أستنبطها من مصادر قوات بلاده المحلية.
مسعود بارزاني والمسؤوليات القومية الكبرى
البارزاني يتحمل في هذه المرحلة مسؤولية تأريخية كبرى، فهو يتحمل، كما أشار اليه في رسالته يوم 16 تموز الماضي، وكلمته التي القاها في أفتتاح الأجتماع التأسيسي للمؤتمر القومي الكوردي، يتحمل واجبات السيد جلال الطالباني( الذي يتلقى الآن العلاج في الخارج و نتمنى له العودة العاجلة للوطن) ، وحماية وحدة صفوف الأطراف والأحزاب السياسية الكوردستانية والتحالف الستراتيجي القائم بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والأتحاد الوطني الكوردستاني، فضلا عن تحمله على مستوى جميع أجزاء كوردستان، واجبات السيد جلال الطالباني والسيد عبدالله اوجلان(الذي تمنى له التحرر من معتقل بأسرع وقت) أي أن سيادته يشرف في هذه المرحلة على هذا المؤتمر القومي نيابة عن زعيمين أخرين هما الطالباني وأوجلان و يبلغنا موقف الرئيس البارزاني هذا : كي نتمكن من توحيد جميع مصادر القوة في كوردستان بأجزائها الأربعة، و بناء جميع مصادر القوة ذكية وفقها، فإن المفاد هو وجوب تحملنا جميعاً لهذا الواجب التأريخي و مشاركتنا معاً في مكتسباته و نجاحاته وأخفاقاته والأهم من ذلك هو أن القوة الذكية التي يقصدها البارزاني و يعمل لتوفيرها للكورد في هذه المرحلة، هي ليست فقط وجهة نظر أحادية، أي بصورة أوضح: أن القوة الذكية هي ليست القوة التي يتقبلها طرف واحد، بل يجب أن يقتنع بها الطرف المقابل، والمشاركة معاً في حل المشكلات، ما يبين أن أحد أهداف المؤتمر القومي هو معالجة القضية الكوردية في أجزاء كوردستان الأربعة بصورة سلمية و عبر الحوار أي أن القوة الذكية تواجه المقابل بلغة الحوار و تحتاج ان تكون فاعلة وتتفاعل في ذات الوقت مع المقابل.. قوة تحمي المصالح العليا للأمة الكوردية و تحترم في ذات الوقت مصالح الطرف المقابل.. ورغم أن فكرة أنعقاد المؤتمر القومي الكوردي هي فكرة قديمة و تم تطرقها قبل سنوات، إلا أن أنعقاد المؤتمر في هذا الوقت إنما يحتاج الى تفكير جديد، يتجاوز ليس فقط حدود جميع الآيديولوجيات الحزبية فحسب، بل يجب أن يستنبط مصالح الكورد والدول التي ألحقت بها كوردستان في ذات الوقت في أطار المشكلات المشتركة في المنطقة.. وهذا يعلمنا كيفية النظر والأمعان في مجموع المشكلات القائمة على الجغرافية السياسية للمنطقة، وليس في مصالحنا وحدها.. صحيح أننا نحن الكورد قد أصبحنا الآن شخصية رئيسة في لعبة سياسية معقدة، إلا أن الأمور تتطلب ان نكون لاعبين متمكنين لكي نلفت نظر المقابل الينا، وهي بالضبط تماثل الحالة التي عاتب محمد حسنين هيكل الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران بسبب موقفه تجاه مصر بعد فاجعة حرب عام 1967 والتي رد عليها ميتران بالقول: نعم من حقك أن تعاتب لأنك ترى من مصر أسرائيل فقط، فيما أرى أنا من باريس مصر و أسرائيل معاً، وهو السبب الكامن وراء موقف فرنسا الذي تعاتبنا عليه.. هذا في الواقع هو نموذج مناسب علينا أتباعه في هذه المرحلة لأننا في أي جزء من كوردستان نرى فقط الدولة التي ألحقنابها، إلا أن الوقت قد حان الآن لنرى كامل المنطقة، نحن والدول التي ألحقنا بها، هذا التفكير الجديد واجب صعب يقع على عاتق مسعود بارزاني و يحتاج الى تعاون جميع القوى السياسية و منظمات المجتمع المدني والخبراء في اجزاء كوردستان الأربعة.
على حسين عضو مجلس قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني لمجلة كولان:
المؤتمر هو حلم السنين لعمل مشترك للأطراف السياسية الكوردستانية..
ويقول على حسين، المعلوم أن الشعب الكوردي موزع على عدة دول وقد سعت القوى السياسية الكوردستانية على مدى تأريخ الحركة التحررية الكوردستانية لألا يكون الكورد مشكلة للشعوب المتعايش معها لأن مشكلتنا كانت مع أنظمة الحكم فيها.. والتي لم تعترف بحقوق الكورد والأرجح أن الظروف التي تهيأت للكورد خلال الأعوام الأخيرة لم تتهيأ له على مدى تأريخ الحركة التحررية الكوردية محلياً وأقليمياً و دولياً، وكان ذلك حال القادة العظام للكورد أبتداء من البارزاني مصطفى والى الأحزاب والأطراف السياسية الأخرى، وقد تم تداول هذه المسألة على مدى الثلاثة أو الأربعة عقود الماضية في عموم أجتماعات و لقاءات تلك الأطراف، إلا أن الأوضاع المحلية والأقليمية والدولية لم تكن مواتية لتحقيق ذلك المهم ان المؤتمر القومي الذي ينعقد على أرض كوردستان لم يكن ليكتسب أية أهمية فيما لو عقد في أية دولة أوربية ، لأن الأقليم هو معترف به وفق الدستور العراقي ما يتطلب أن تعترف جميع الشعوب المتعايشة معنا به من عرب أو تركمان، بهذا الموقع المعترف به والذي يشهد أنعقاد مؤتمر قومي للكورد فيه فيما تكاد الدول الأقليمية ان تتفهم هي الأخرى نتائج السياسة السليمة للقيادة الكوردية لمعالجة القضية الكوردية عن طريق الحوار السلمي والديمقراطي والفهم المتبادل، كما أن المؤتمر هو بمثابة رسالة سلام وتعايش و وئام من قبل الكورد الى الشعوب المتعايشة معهم، وللدول الأقليمية التي تقاسمت الكورد و رغبتنا في معالجة القضية الكوردية في كل جزء على حدة ووفق خصوصياتنا، و للمجتمع الدولي سياسياً وأنسانياً بإن الكورد هو الشعب الوحيد الذي لا يملك، رغم كبر تعداده، دولته و كيانه المستقبل ما يحتم أن تتقبل بصورة أعتيادية حق هذا الشعب في التفكير بمصيره، ولكن ليس عن طريق العنف ورفض الأخر بل بالحوار والتفاهم من الوجهة القومية والدينية والتعايش هذه كلها مجموعة عوامل مهمة انا مقتنع بإن المؤتمر سيسير هو الأخر بهذا الأتجاه.
سعدي أحمد بيره عضو المكتب السياسي للأتحاد الوطني الكوردستاني وعضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي الكوردي:
- المؤتمر القومي الكوردي هو رسالة وحدة الكورد وأجماع خطابهم والسلام لجميع الأطراف.
يعتبر المؤتمر القومي الكوردي احد الأحلام التأريخية لسائر الأطراف السياسية، وبالأخص أواسط السبيعينيات وأواخرها و بداية ثمانينيات القرن الماضي.. حيث كانت المساعي تتواصل من أجل أيجاد نوع من التعاون بين الأحزاب السياسية، و تركزت تلك المساعي يومها عند السادة جلال الطالباني و مسعود بارزاني والدكتور قاسملو وعبدالله أوجلان وكمال ميخائيل ومن كورد سوريا السيد حميد درويش، في دور قومي متميز ما تمخض عن نوع من التعاون والتنسيق في سبل إدارة الأختلافات في هذه المنطقة، إلا أن الأوضاع الموضوعية لم تكن مؤاتية آنذاك لعقد هذا المؤتمر، فيما تشهد المنطقة اليوم تحولات كبرى حيث النظام البعثي في سوريا يسير بين الأستمرار والزوال و يتمتع الكورد فيها بحالة من حرية التعبير والأدارة الذاتية فيما تشهد تركيا، و بدلا من تعرض من يحمل اسماً كوردستانياً الى خطر، توقعاات بأجراء أنتخابات محلية مع حوار سلمي سائد فيها بين الكورد و الحكومة التركية وبأتجاه عملية مصالحة مع حزب العمال الكوردستاني ب.ك.ك فيما يدعو الرئيس الأيراني الجديد د. حسن روحاني الى تهدئة وحل جميع المشكلات فيما يعيش الكورد في أقليم كوردستان العراق مرحلة جديدة من التقدم في ظل حكومة الأقليم و تعاون جميع الأطراف السياسية بعد سنين من عمليات الأنفال والقصف الكيمياوي والترحيل، بحيث يقع الأقليم اليوم و يبرز على خريطة الطاقة في العالم،.. هذه العوامل هي ملائمة لأنعقاد أول مؤتمر قومي للكورد مع وجود سابق لبرنامج عمل كوردستاني مشترك بين الأجزاء الأربعة في تلكما المرحلتين، وكان ذلك النضال في أطار رابطة طلبة كوردستان في أوربا في بدايات ستينيات القرن الماضي والتي كانت تمثل الكورد في عموم أجزاء كوردستان وأدت دوراً مهماً في تعريف الكورد في أوربا وأدت فيها مجموعة من النشطاء دورهم القومي أمثال د. كمال فؤاد- عصمت شريف واني بدرخان، د. وريا رواندزي أعقبتها مرحلة ثانية في النضال ضمن أطار مؤتمر(KN.C) وكان مقره في ألمانيا وبمشاركة طلبة من الأجزاء الأربعة، إلا أن أياً من هذه المراحل لا تشبه هذا المؤتمر القومي لأختلاف زمن هذا المؤتمر والأهم من ذلك هو أنعقاده على أرض كوردستان و ستتركز المساعي فيه أن يكون المؤتمر عاملاً مهماً لتهدئة التوترات القائمة بين الأطراف السياسية ثم أن المؤتمر يشهد، فضلا عن مشاركة تلك الأطراف و قطاعات الشبيبة و النساء والمثقفين والشخصيات الكوردستانية المعروفة، إسهام عدد كبير من الشخصيات السياسية الأجنبية ذات الأهتمام بالشعب الكوردي وكذلك المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة والأتحاد الأوربي والمؤتمر الأسلامي و ممثلي الجامعة العربية و مجلس التعاون الخليجي والدول التي تتقاسم كوردستان. وبذلك يكون المؤتمر القومي للكورد بمثابة رسالة و حدة وأجماع للخطاب الكوردي والسلام لجميع الأطراف وهي مرد نجاحه..
أبو بكر على – عضو المكتب السياسي للأتحاد الأسلامي الكوردستاني:
سيكون للمؤتمر بلاشك أهميته القومية إلا أن أنعقاده هو بشارة خير في تقدم وعلو مجد الحركة الوطنية لشعب كوردستان بل نتمنى لأهداف المؤتمر النجاح والتوفيق ودليل على تجاوز مديات من الآلام والخلافات في عدم قبول الآخر داخل الحركة التحررية الكوردستانية واجنحة العمل القومي الكوردي على مستوى الأجزاء الأربعة، وتجاوزها كحد أدنى، و ثانياً هو تنويه الى أهمية توارد الحد الأدنى من الوحدة القومية بين القوى الكوردستانية و وجود فهم مشترك و تعاون لتقدم المسألة القومية.. والثالث هو تفهم التحولات و مستجداتها على مستوى المنطقة والعالم، وأستغلال الفرص لصالح تقدم الطموحات القومية على مستوى تلك الأجزاء وأنهاء التهميش بين مختلف القوى و رصد القدرات بأتجاه تحقيق غالبية الخطوط لتجاوز الواقع المفروض على الكورد منذ أكثر من(100) عام بعد أتفاقية سايكس بيكو، والرابع هو الآخر أشارة الى تجاوز الأيديولوجيات التي يبين لنا التجمع حول الأهداف القومية بإن الهموم القومية تحت المرحلة الأولى ومن ثم الهموم الأيديولوجية، ويكون الخامس هو أبراز مظهر جديد للحركة الوطنية الكوردستانية في السلام والعدالة من أجل معالجة القضية الكوردية- مع تمنياتنا للمؤتمر بالنجاح وتكامل جميع القوى على مستوى كل جزء لوحده والأجزاء الأربعة معاً و بداية العمل لأعتماد أطار عام لتنافس الكورد على مستوى العالم كأدنى تقدير.
مروان كلاله يى عضو المكتب السياسي للجماعة الأسلامي في كوردستان:
- نحن كجماعة اسلامية نرى وجوب أنعقاد هذا المؤتمر آملين أن يجمع الأجزاء الأربعة من كوردستان معاً والجمع بين كل الأصوات المحتجة التي لم تتوصل بعد الى تفاهم مشترك.... وكانت لنا نحن كجماعة اسلامية كوردستانية ملاحظاتنا حول أسلوب أنعقاد المؤتمر واشراك مختلف الأطراف فيه فقد ضحينا بأنفسنا من أجل شعبنا و نتمنى له النجاح و تحقيق أهدافه أو تشكيا لجنة مختصة تتولى تدارس نتائج المؤتمر و معطياته، وتحديد النقاط السلبية فيه طريقاً لمعالجتها، لأن من شأن أي مؤتمر أن يتسبب في أمتعاض الناس مالم يحقق أهدافه، وكلنا أمل أن يكون جمعاً للكورد في أجزاء كوردستان الأربعة ونعتقد أن أنعقاد جاء متأخراً فقد تعرض شعبناً ومنذ عقود من الزمن الى الظلم والقهر وكان المفروض أنعقاده مع اليوم الأول من تحرير أقليم كوردستان إلا أنه يبدو أن الأستعدادات لم تجر له في حينه ونأمل أن يكون اعلان الدولة الكوردية هو أحد قرارات المؤتمر، ليكون للشعب الكوردي، أسوة بسائر شعوب العالم، دولته وعلمه و قراره الخاص.
غفور مخموري السكرتير العام للأتحاد القومي الديمقراطي الكوردستاني عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر:
قررت اللجنة أشراك مندوبي الكورد في كازاخستان وارمينيا وأوزبكستان في المؤتمر.
لقد تواصلت أجتماعات اللجنة التحضيرية خلال الأيام الأخيرة..
وحققنا فيها جملة مسائل وأعمال فقد تمكنا على سبيل المثال من تحديد موعد ومكان أنعقاد المؤتمر وأتفقت جميع الأطراف على أنعقاده في أربيل خلال الأيام 24-26 من شهر آب الحالي و بمشاركة 600 عضو، تكون مشاركة المرأة فيه بنسبة 40% وتفاصيل أخرى حول النسب بحيث تكون 35% منها لمنظمات المجتمع المدني و 45% للقوى السياسية في كوردستان الكبرى و 10% للشخصيات المعروفة و ينقسم الأعضاء ال 600 على الأجزاء الأربعة و قررنا في أجتماعنا يوم 3/8/2003 تشكيل المفوضيات الثماني تقوم أحداها بأعداد مشروع للمؤتمر حول المشتركات بين الأحزاء الأربعة فضلا عن المفوضيات الأقتصادية والسياسية والبيئة و حمايتها والمجتمع الحر في قطاعات المرأة والشبيبة والمجتمع المدني ومفوضيات أعلام و حماية الحقوق المشروعة في الدفاع عن أنفسنا و ستباشر هذه المفوضيات أعمالها خلال الأيام القليلة القادمة وتهيئ تقاريرها للمؤتمر وقرار بمشاركة مندوبي الكورد في أسيا الوسطى أي كازاغستان و أوزبكستان وأرمينيا، كأعضاء في المؤتمر، الى جانب الكورد في لبنان والأردن و ستعمل اللجنة التحضيرية كفريق عمل واحد بتفهم وتنسيق جيد بعيداً عن الحزبية، فإنعقاد المؤتمر في هذا الوقت هو أمر مهم وهو مسعى لأعادة تنظيم البيت الكوردي الكبير والخطاب السياسي الكوردي وأن تطور مختلف الأطراف الكوردستانية مساعيها في النضال السياسي، هذا فضلاً عن الآثار النفسية لأنعقاده على الفرد الكوردي وشعوره بمساعي القيادة السياسية الكوردية في إعادة تنظيم البيت والشأن الكوردي وأن الكورد هم شعب واحد وأن المؤتمر هو بمثابة إلغاء كل الحدود المصطنعة بين أجزاء كوردستان و رفع روح المقاومة والصمود في وطن واحد هو كوردستان.
شمال بيرة مسؤول اللجنة المركزية لحزب حرية كوردستان في شرق كوردستان لمجلة كولان:
- تمنياتنا للمؤتمر القومي الكوردي خي بناء وحدة الصف والخطاب بين الأجزاء الأربعة فقد كان أنقله أحدى الأماني التي تطلعنا اليها نحن في حزب حرية كوردستان والأمة الكوردية جمعاء وعلى أختلاف مكوناتها منذ أـمد بعيد.. ونحن بأعتبارنا أحد الأحزاب السياسية في شرق كوردستان، والذي يتابع ويتحدث منذ بدايات تأسيسه عن حلم أنعقاد المؤتمر القومي الكوردي الذي بإمكانه أيجاد وضمان وحدة الصف بين الكورد في أجزاء كوردستان الأربعة و وقواهم و مكوناتهم السياسية والبيت الكوردي بصورة عامة. و نتطلع اليوم على الأقل الى تثبيت عوامل تحديد المصير السياسي للكورد، و مراعاة خصوصية كل جزء وبأمكان حق تقرير المصير السياسي و عن طريق أستفتاء قومي عام، ان يكون خطوة مهمة لتقرير مصير الكورد في سائر أجزاء كوردستان مع تمنياتنا للمؤتمر بالنجاح ودعوتنا لجميع الأشخاص والقوى السياسية الكوردستانية لمساندة المؤتمر وعدم نسيان أو أهمال المسائل القومية والديمقراطية و حقوق المراة والشبيبة والأطفال وتأسيسها في المجتمع وفق الأسس الديمقراطية.
ترجمة / دارا صديق نورجان