الأدارة الثانية لأوباما..عام عصيب لأختبار القوة الناعمة او المرنة
جوزيف نايي
يشيري السيد هوشيار زيباري و زير الخارجية العراق في لقاء خاص معه في هذا العدد الى ان عام 2013 سيكون عاماً عصيبا بالنسبة للشرق الأوسط بصورة عامة والعراق بصورة خاصة وكذلك بالنسبة للسياسة الأمريكية لمواجهة كل المشكلات التي تحدث فيها.. ويشير زينبينو برخسكي، مستشار الأمن القومي إبان أدارة الرئيس كارتر. في آخر مقال له نشرته مجلة فورن بوليس بعنوان(عهد أوباما) .
- يشير الى التحديات التي تواجه السياسة الخارجية للولايات المتحدة غبان الأدارة الثانية لأوباما، ومع أن برجنسكي يؤكد أن أوباما ليس دكتاتوراً لكي يرسم وحده السياسة الخارجية لبلاده، إلا أنه ينوه الى أن الرئيسي الأمريكي، ووفق نظام توزع السلطات في الولايات المتحدة، مساحة واسعة ليتخذ قرارات حاسمة في توجيه السياسة الخارجية. ما يعني أنه صحيح أن الأسس الرئيسة لتلك السياسة بصورة عامة لا تجري عليها تغييرات تذكر، إلا أن الرئيس الأمريكي لديه صلاحيات واسعة في آلية تنفيذ تلك الأسس طريقاً لتحديد مصادر القوة(سواء كانت صلدة أم ناعمة).. وذلك ما يطابق توجهات(جوزيف اسس ناي) المساعد السابق لوزير الدفاع الأمريكي في كتابه( القوة الناعمة آلية ناجحة للسياسة الدولة) و يشيري فيها : لأنني كنت مساعد لوزير الدفاع الأمريكية.. إلا أن للولايات المتحدة، الى جانب قوة عسكرية و أخرى أقتصادية كبيرة، قوة ثالثة يمكن تسميتها ب( القوة الناعمة او المرنة).. و يشير (جوزيف ناي) في معرض معاني أختلافات و متغيرات القوة بين(صلدة و ناعمة) الى مقولة لكولن باول وزير الخارجية في الأدارة الأولى للرئيس(جورج دبليو بوش) رد بها على سؤال حول(القوة الناعمة) ومفادها(لقد كانت الولايات المتحدة بحاجة الى اللجوء للقوة الصلبة لضمان فوزها في الحرب العالمية الثانية، إلا أن هناك تساؤلاً هو هل انها حاولت، بعد فوزها في الحرب احتلال أوربا بذات القوة؟ والجواب بلاشك هو كلا فقد أستخدمت القوة الناعمة في أطار (خطة مارشال) لأعادة أعمار أوربا و ذات الأسلوب في اليابان أيضا، ودفع باول هذا أزاء فهم المعاني والمصادر المختلفة للقوة، دفع بجوزيف نايل لوصفه بالرد المعقول والناجح- ثم أن يشير في قسم آخرى من كتابه الى مقولة لميكيافيلي بتوجيه و توصية الأمريكيين قبل (400) عام بإنه من المهم أن تكون للأمير هيبته أكثر من محبته، إلا أنه بحاجة في يومنا هذا الى كلتيهما( أي الخوف والهيبة والمحبة معاً) أي أنه عندما نشر جوزيف ناي كتابه(القوة الناعمة) كأنتقاد للأدارة الأولى للرئيس جورج دبليو بوش و وزير دفاعه دونالد رامسفليد الي لم يكن يؤمن إطلاقاً ب(القوة الناعمة) فإنه لم يكن ليجد عموم مصادر القوة الأمريكية في مصدر واحد وهو(القوة الناعمة) بل هو في الواقع يقصد بذلك عدم تصغير مصادر قوة الولايات المتحدة وحصرها واحد أو مصدرين فحسب.. بل الواجب أن تخدم مصادرها القوة كأنه المصالح الأمريكية لكي تبقى أقوى دولة في العالم.. أو بمعنى آخر أي ألا تقلد الولايات الأمريكية الآن الأمبراطورية الرومانية التي كانت قواتها تنحصر فقط في جيشها و جنودها.. بل أن تتعزر و تتوطد في عموم المجالات الفنية والأنسانية و ينظر اليها العالم كأمة نموذجية تحتاج الى تفاعل جميع المصادر القوات التي تمتلكها لذا فإن(جوزيف ناي) تدعونا لفهم معنى(القوة) و كيفية أستخدام مختلف القوى لمختلف الأهداف و يرى وفق ذلك (أن القوة تشبه الوضع حيث يعتمد الجميع على معطيات الطقس والمناخ إلا أنهم قليلون من يفهمونه كفهم الفلاح الذي يتابع الطقس و يفهم منه إن كان الجو سيكون ممطراً أم لا. ويسعى القادة السياسيون والمفكرون والمؤرخون لتعريف علاقات القوة و توقع اللجؤ الى مصادرها.
ثم أن القوة تشبه الحب الذي تكون تجربته اسهل من تحديده إلا أن كل ذلك لا تغير شيئاً من حقيقة ان القوة هي شئ حقيقي.
هنا و بالعودة الى مقال(بريجنسكي) الذي ينبه و يخدر فيه