• Friday, 29 March 2024
logo

هل سيسقط نظام الأسد في غضون ستة اشهر القادمة؟

هل سيسقط نظام الأسد في غضون ستة اشهر القادمة؟
ترجمة/بهاءالدين جلال

ريجارد هاس الرئيس الحالي لمعهد العلاقات الخارجية و الرئيس السابق لفريق المخططين في وزارة الخارجية الأمريكية في ادارة كلنتون،في آخر توقعاته حول نهاية نظام الأسد يشير الى سقوطه في غضون الستة أشهر المقبلة،ولكن تلك التوقعات حتى لو كانت مبنية على اساس المعلومات و الأحصائيات و المراقبة الذكية الاّ انها لاتعني أنّ النظام سيرحل في غضون الستة اشهر القادمة ام لا،ولكن الشىء الذي يتفق عليه الكل هو أنّ النظام سوف يسقط و اصبح سقوطه امراَ حتمياً و مسألة وقت فقط،ولكن دون معرفة المدة التي يستغرقها لتحقيق ذلك،وحول هذا الجانب سألنا الصحفي التركي المعروف سامي كوهين ،وفي معرض رده على هذا السؤال الى (كولان)أيّد هذا التوجه الذي يشير الى سقوطه خلال المدة المذكورة أو في وقت آخر،واضاف:((لقد سمعنا كثيراً عن سقوط نظام الأسد وكانت كلها توقعات ولكن كلنا على ثقة بأنّ سقوط نظام الأسد مسألة حتمية لأنّه ليس بمقدوره الأستمرار في الحكم باستخدام القوة و قمع الشعب.
بالتأكيد سوف يشكّل سقوطه انعطافة تأريخية،وعليه ترك السلطة بأي شكل من الأشكال،ونتمنى أن يتركها اليوم قبل الغد،لقد قٌتل اكثر من 60 الف مواطن و جرح مئات الألوف ومثلهم من النازحين و اللاجئين السوريين الى دول الجوار ومن بينها تركيا التي وصلها لحد الآن اكثر من مليون و نصف مواطن سوري،ومن المستحسن أن يحصل سقوط النظام بسر عة تفادياً للمزيد من الضحايا،هذا من جهة ومن جهة اخرى ماذا سيحدث بعد رحيل النظام؟الحالة المثالية بالنسبة الى الشعب السوري تكمن في اقامة نظام مستقر يتبنى الديمقراطية و الأنتخابات الحرة تؤدي الى اختيار برلمان و دستور جديدين والتزام بوحدة الأراضي و الشعب،والسؤال الرئيس هو هل يمكن المحافظة على وحدة الأراضي و الشعب،حيث هناك اتجاهات مختلفة توحي بوجود تهديدات حول الأختلاف العرقي و الطائفي،و نحن اذ نتوقع حدوث مثل هذه الكوارث الأنسانية حيث تؤثر على سوريا و كذلك على المنطقة برمتها،لذا انها تشكل في الوقت ذاته عاملاً لعدم الأستقرار للأوضاع،لذا فمن الضروري المحافظة على وحدة الأراضي السورية،ونتمنى أن تكون مرحلة مابعد رحيل الأسد مرحلة انتقالية لأعادة الأستقرار و الديمقر اطية لهذا البلد)).انًّ ما يؤشر اليه سامي كوهين هو الجانب التفاؤلي للمسألة و الذي يؤكد فيها أنّه ليس باستطاعة النظام السوري البقاء من خلال فرض السيطرة و قمع ابناء الشعب.وما يحدث الآن تشكل كارثة انسانية كبيرة ،واذا استمر النظام على هذا النهج فإن الشعب السوري سوف يواجه مآسي اخرى،و الأسوء من ذلك كما يقول البروفيسور جوشوا لانديز استاذ العلوم السياسية في جامعة اوكلاهوما و المتخصص و المراقب في المسألة السورية : ((ارى أنّ نظام الأسد سوف لن يرحل في غضون أشهر معينة ويستمر لمدة اطول، و لكن الأسوء من ذلك هو حتى لو تم ارغام الأسد على الرحيل فمن المحتمل أنْ يلجأ الجيش و فلول حزب البعث الى الجبال و مقاومة الحكم الجديد،واذا تم ابعاد الأسد فإنّه يتجه الى السواحل القريبة من المواقع الأيرانية عند ذلك يصعب على الربيع العربي القضاء عليه،وبأمكانه اعادة تنظيم جماعته و الحصول على الدعم اللازم،وهذا أمر متوقع، ويصب في مصلحة ايران ايضاً لأنها سوف تسيطر على المناطق الساحلية،على غرار حزب الله في لبنان،و في الوقت ذاته يساعد الكورد لأن العرب هم الذين يقاتلون العلويين و ليس الكورد،لذا فأن هذا الأحتمال صحيح من حيث حصول تحولات بعد سقوط نظام الأسد،بسبب انّ العرب السنة سيخلفون السلطة و يصبحون حلفاء لتركيا و السعودية،ما يقلق الكورد كثيراً،لأن عليهم اتخاذ قرار بين خيار الحكم المحلي أو الأستقلال أو أمر آخر و هو صعب جداً،وعندما يؤيد المجتمع الدولي المعارضة السورية ،فإنّ المعارضة (العرب السنة)يؤيدون حكماً ذاتياَ للكورد لن يؤدي الى الأستقلال، وهذا وضع صعب جداً)).
و بالرغم من أنّ النظام السوري فقد السيطرة على الجزء الأكبر من البلاد وكما هو الحال داخل دمشق العاصمة،ولكن لايزال بقاء الأسد في المعادلات الأقليمية و الدولية مثار الجدل حيث هناك دول تؤيد بقاءه،وحول هذا الجانب يضيف الصحفي سامي كوهين قائلاً: ((لقد لعبت تركيا دوراً متميزاً في الأزمة السورية،حيث يتضح من تصريحات المسؤولين الأتراك و من بينهم رئيس الوزراء ،أنّ تركيا قلقة الى حد كبير من الأوضاع التي سوف تستجد بعد سقوط النظام السوري الحالي،لأنها لعبت دوراَ كبيراً في دعم العارضة من خلال ايواء المدنيين و قادة المعارضة و المقاومة ايضاً وبالتأكيد هذا لا يعني أنّ تركيا تدخلتْ بشكل مباشر في العمليات العسكرية التي تجري في سوريا،ولكنها قدمت الدعم الى مايسمى ب(الجيش السوري الحر)، وهذا يشير الى أنّ تركيا سلكت طريقاَ يؤدي بالنتيجة الى الأطاحة بالنظام السوري الحالي و من خلال تأديتها لدور تأريخي في هذا المجال،لأنها تؤمن ايضاَ بقدوم نظام جديد يوفر العيش السعيد للشعب السوري و يمثّله حقاً من خلال اجراء انتخابات ديمقر اطية وانتخاب البرلمان و كتابة دستور جديد للبلاد،فالحكومة التركية حريصة على أنْ تلعب دوراً تطرح من خلاله تجربتها في العملية السياسية،وكذلك دعم السوريين لأعادة بناء بلدهم و مساعدتهم على بناء اقتصادهم و بنية سوريا التحتية، أما بالنسبة الى ايران فإنها غير مطمئنة بسقوط الأسد لأنها لازالت مصرة على دعم النظام السوري،وكذلك الحال بالنسبة الى روسيا التي تؤيد بقاء النظام ، إنّ ما يثير دهشة المسؤولين الأتراك و خاصة رئيس الوزراء و وزير خارجيتها هو لماذا تقوم ايران بدعم دكتاتور في بلد مسلم يقوم بقمع و قتل ابناء شعبه بكل وحشية،لأن ذلك يشكّل احراجاً كبيراًو سوف يؤثر سلباً على توازن القوى في المنطقة)).
قلّما يجري الحديث في الأزمة السورية عن الكارثة الأنسانية التي حلت بسبب الأقتتال المستمر بين قوات المعارضة و بين قوات النظام السوري،خاصة في هذا الفصل البارد الذي لجأ فيه الكثير الى المناطق خارج البلاد حيث لم تتمكن وكالات الأمم المتحدة و المنظمات الأنسانية من ايصال المساعدات اللازمة الى النازحين و اللاجئين،لذا نجد أنّ الجميع يهتم بسقوط النظام و المتغيرات السياسية اللاحقة دون ايلاء أي اهتمام يُذكر بالكارثة الأنسانية التي تسوء يوماً بعد آخر،وحول هذا الجانب اوضح البروفيسور دون جاتي استاذ الأنتروبولوجي في جامعة اوكسفورد و المتخصص في شؤون المرحلين و النازحين المحليين أوضح في تصريح ل(كولان) : (( الكارثة الأنسانية التي حلت بسوريا يعود جزء من اسبابها الى حكومة الأسد التي لاتسمح للمنظمات الدولية غير الحكومية و الأنسانية الدولية بأيصال المساعدات الى المحتاجين في البلاد،الاّ عن طريق منظمة الهلال الأحمر في سوريا،والتي هي عاجزة عن تقديم المعونات و المستلزمات الأنسانية،هناك الحديث عن نزوح قرابة نصف مليون مواطن سوري الى تركيا و لبنان و الأردن،ولكن يوجد اكثر من مليون و نصف مليون مواطن سوري تركوا ديارهم داخل المدن في البلاد وهم بأمس الحاجة الى الغذاء و المحروقات و المساعدات العلاجية و الطبية،وليس بأمكان الهلال الأحمر توفير جميع الأحتياجات الأنسانية نظراً لقلة موظفيها وكذلك محدودية المساعدات،أما بالنسبة الى الولايات المتحدة الأمريكية، لايمكنني تصور ما ستفعله ادارة اوباما لأننى لاأعتقد أنها تحقق أي تغيير يُذكر،ولكنها في الوقت ذاته لها شخصيات و خبراء يعملون في المنطقة و الشرق الأوسط هم على اطلاع كبير حول الأوضاع وبأستطاعتهم حث الأسد على الدخول في مفاوضات من شأنها التخلي عن السلطة حيث أنّ الشعب السوري يرغب ايضاً في ايقاف القتال و تطبيع الأوضاع و عودة الحياة الى ماكانت عليها قبل الأحداث سواء يقي الأسد في الحكم أم لا،و ما يهم المواطنين اليوم هو التخفيف عن معاناتهم الأنسانية التي واجهتهم جراء الأحداث الأخيرة.
ما أشارت اليه السيدة دون جاتي هو واقع الكارثة الأنسانية للشعب السوري الي يواجهها بسبب الظروف الحالية للبلاد،وجول هذا الجانب يعتقد سامي كوهين انّ الدول التي تقلق على هذه الكارثة المرعبة هي كل من تركيا و لبنان و الأردن الدول الجارة لسوريا،الى جانب اقليم كوردستان العراق،وفي ختام حديثه ل(كولان) يقول: (( لقد حلت بسوريا الآن اكبر كارثة انسانية في تأريخها حيث قُتل الألاف من ابناء الشعب و تشرد الوف اخرى من ديارهم، وكما ذكرتً سابقاً هناك 150،000 الف لاجىء سوري في تركيا و العدد قابل للزيادة يوماً بعد آخر، لقد صرفت الحكومة التركية حتى الآن نحو 400 مليون دولار لتأمين الخيام و المستلزمات الحياتية ، ولكن ما يؤسف اليه أنّ المجتمع الدولل لم يحرك ساكناً تجاه هذه المأساة ،و ما تم تقديمه من المساعدات ماهو الاّ معونات رمزية ، لقد دعا رئيس الوزراء اردوغان في اكثر من مناسبة مراراً دعا الأمم المتحدة و المجتمع الدولي،التدخل على الأقل في الأمور الأنسانية من خلال تأمين الأموال و المعونات الأنسانية ،ولكن للأسف المأساة زادت من حدتها و التي تحتاج الى المزيد من الأجماع الدولي و بذل الجهود الأضافية لمساعدة الشعب السوري المغلوب على أمره.
Top