رفع العلم.. هو وحدة صف لأظهار الأرادة القومية
العلم هو رمز الأمة وإبقاؤه خفاقاً هو علامة للوطنية، و هذا الرمز في الواقع هو اشارة لأنتمائنا لأمة ما.. وقد رفعنا، نحن الأمريكيين، علمنا الوطني عالياً خفاقاً بعد كارثة (11) سبتمبر أو علقناه في صدورنا، وكان ذلك تجديداً للعهد للتعبير عن أخلاصنا و وطنيتنا لبلادنا وأظهار وحدة صف الشعب الأمريكي في الأيام العصيبة، لذا فإن من الطبيعي، عندما تتعرض البلاد الى كارثة أو تهديد خارجي، أن يرفع جميع المواطنين علم بلادهم عالياً وهو تعبير عن وحدة الوطن إزاء الوجود والفرض القومي واشارة الى أستعداد الجميع لمواجهة التحديات بوحدة صفوفهم وموافقهم، ولديكم أنتم الكورد علمكم الخاص وقد وضع اليوم، علم كوردستان الى جانب العلم العراقي، تحت قبة برلمان كوردستان العراق، دليلاً على صحيح أنكم زء من العراق إلا أنكم أمة ولكم هويتكم القومية الخاصة؟
لقد أثار(صاموئيل هنتكتن) وبعد مرور(4) سنوات على كارثة الحادي عشر من سبتمبر في كتاب آخر له بعنوان (من نحن) بحثاً فكرياً على مشكلة الهوية القومية للولايات المتحدة الأمريكية ولم يكن ذلك أقل بكثير مما أثاره البحث المشهور(صراع الحضارات) في عام 1993... ولو أعتبرنا هذا الكتاب بمثابة توقع هنتكتن لحدوث صراع و تصادم بين حضارتي الغرب والشرق الأسلامي والذي بدأ بتفجير برجي مركز التجارة في نيويورك يوم 11 سبتمبر، فإن كتابه الثاني- من نحن- هو محاولة سديدة لتهيئة أرادة المواطنين الأمريكان ليتمكنوا من مواجهة تحديات المستقبل وقد ربط الشرط الرئيس لنجاح تلك المواجهة بوحدة صف الأمريكيين و ذلك بردهم معاً حول تساؤل: من نحن والذي يثير بدوره سؤالا آخر هو : عندما أثار هنتكتن هذا التساؤل هل كان يشك في تراخي و تراجع شعور الأمريكيين أزاء هويتهم الوطنية ونقول نعم بلاشك، لأنه ينوه الى أن نادياً لكرة القدم لأحدى الولايات الأمريكية، قبل كارثة سبتمبر، كان يخوض مباراة في ولاية مكسيكو مع ناد مكسيكي حيث كان الفريق الأمريكي يلعب على أرضه و بين جمهوره وقد تعامل معه المشجعون الأمريكان وكأنهم ضيوف والفريق المكسيكي وكأنهم أهل البيت، ما يحد و بهنتكتن أن يعتبر عودة الأمريكيين الى ظل العلم الأمريكي وأنتمائهم ثانية الى هويتهم الأمريكية بأنها نقطة مهمة ليتمكنوا من مواجهة التحديات، وأصبحت كارثة 11 سبتمبر بالنسبة اليه سبباً لعودة الأمريكيين الى رشدهم ويشعروا أن بلادهم في خطر وكان أن قارن نسبة بيع العلم الأمريكي قبل الكارثة بما بعدها وتوصل الى نتيجة مفادها أن النسبة مبيعات العلم الأمريكي قد وصلت، ما بعد الكارثة حداً جعل كل أمريكي يرفع العلم أو يعلقه على صدره رمزاً لوحدتهم الوطنية عن ذلك يتحدث البروفيسور(روبرت جي رابيل) مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة فلوريدا أتلنتك لمجلة كولان خصيصاً عن الهوية الوطنية والعلم كرمز قومي ويقول:
(الهوية القومية هي جزء من الفكر القومي لأية أمة مالا يسمح بالقول أن الهوية القومية تختلف عن الفكر القومي والوطني) وهنا يبرز سؤال: كيف نعرف الأمة والوطن؟ والمعروف وفق رؤية العصر فإن الأمة تعني مجموع المواطنين والهوية هي كيف يعرف هؤلاء المواطنيون عن أنفسهم؟ والهوية بلاشك هي عبارة عن التأريخ والثقافة واللغة والدين وهي بمجموعها تشكل الهوية القومية والوطنية وهناك تساؤل آخر: هل يكون العلم رمزاً لأظهار والتعبير عن الهوية القومية وأن أفراد الأمة، وتحت ظل العلم، يجددون عهد الوفاء لأمتهم.. ثم وما معنى الوفاء للأمة؟ وهو بلاشك عندما يرفع الأفراد العلم القومي وهو علامة أظهار العهد القومي.. وأكثرمن ذلك عندما يرفع المواطنون معاً علم أمتهم كأشارة لوحدتهم الوطنية والقومية لذا فإنني أكرر ثانية بأن العلم هو رمز الوطنية و رمز لأنتمائنا لأمة كما أن بقاء العلم شامخاً في الأوقات العصيبة هو رمز للوحدة الوطنية... نحن الأمريكيين عندما تمت مهاجمتنا في 11 سبتمبر كنت تجد الغالبية العظمى من المواطنين وهم يرفعون الأعلام أو يعلقونها في صدورهم، وكان ذلك تنويها لأظهار المحبة للوطن ثانية أي أن المواطنين عندما يكونون تحت الضغط أو يتعرضون لأي هجوم أو تغتصب حقوقهم أو لأي هجوم خارجي إنما يرفعون العلم في مثل هذه الحالات فهو رمز للوحدة الوطنية ووجود الشعب وفرض نفسه وأنهم مستعدون ليؤزروا بعضهم ويواجهواً التحديات وأنتم كشعب كوردي لكم علمكم الخاص ونجد علم كوردستان وقد وضع تحت قبة برلمان كوردستان الى جانب العلم العراقي وهو أمر في غاية الأهمية أن يكون للكورد علمهم لأن ذلك يعني أنكم تمتلكون هويتكم القومية الخاصة.
رفع العلم هو أثبات للوجود القومي
لو نظرنا الى رفع العلم كحق قومي وأعتبرنا يوم رفع العلم وهو يرفرف بأيدي افراد الأمة كأظهار لأرادتها فإن ذلك يعني أن الفرد عندما يقرر أن يرفع علم بلاده كممارسة لحقه المشروع، فإن ذلك يعني أنه قرر أن يحول الشعور القومي الكامن في أعماقه كشعور شخصي الى شعور موضوعي جماعي ويظهر ارادته هذه برفع العلم بإن أمته راغبة في بناء دولتها و مؤسساتها و سيادة القانون و ذلك يعني عندما يتحول الشعور الذاتي للفرد الى شعور موضوعي جمعي، فإن ذلك إنما يظهر أرادة تكون رمزاً لأرادة الأمة جميعاً وهذه الأرادة التي تجسد الروح الحية للأمة هي في الواقع نتاج مجموع إرادة الأفراد التي تظهر في هدف عقلاني حكيم وهو إعادة تنظيم حقوق الفرد و مكونات المجتمع في إطار الدولة و للتذكير نقول أنه لا يوجد بغياب الدولة أية هوية للحرية تلك وفي هذه الحالة حيث ينحصر هدف إرادة الأمة في نقطة معينة لبناء الدولة كمتطلب رئيس لتهيئة الأرضية الملائمة للوصول الى الحرية والأنعتاق، فإن رفع العلم في هذه الحالة يظهر إرادة الأمة كاملة للوصول الى آخر أهدافها وهو بناء الدولة والتي تصبح حامية الحرية للجميع وشعور الأفراد بوجودهم كأنسان حر لذا، ومن هذا المنطلق، فإن رفع العلم وفضلا عن كونه رمزاً للهوية القومية، فإنه يأخذ وجهة اخرى لبناء الدولة لأن الهوية والحرية القومية لا تتحقق كما ينبغى بدون ووجود الدولة وذلك ويؤكد البروفيسور(توماس أمبروسوي) رئيس قسم العدل الجنائي والعلوم السياسية في جامعة نورث داكوتا في حديث خص به مجلة كولان: على أن رفع العلم ليس فقط أظهاراً و بياناً للهوية الوطنية فحسب، بل هو يكتسب وجهة سياسية وبالأخص عندما لا يكون لتلك الأمة دولتها بل يعني أن تلك الأمة تنوي بناء دولتها و يعبر البروفيسور أمبروسوي عن رأيه لمجلة كولان بقوله:
تؤدي الهوية القومية دوراً مهماً في تعريف أمة معينة وتمنح الناس هوية تفيض شعوراً و مشاعر و بحيث تصبح جزءاً من وجودهم و نظرتهم الى أنفسهم والى الآخرين في علاقتهم مع الدولة و لها تأثيراتها على السياسة التي يمارسونها وأن رفع العلم هو تعبير عن ذلك الشعور وفي رغبة الأمة وتطلعها لتكون لها دولتها ما يحتم أن يكون لأية أمة ترغب في أن تكون لها دولة، علمها لأن لكل دولة علمها و قد تطلب الأتفاق على العلم، كرمز، بعض الوقت في الولايات المتحدة وقد يكون ذلك تحدياً للبلاد و ذلك عن طريق الأنفصال بإعلان(أننا لا نقبل رمزكم بل نهتم برمزنا) أي أنه بالأمكان أن يكون ذلك تكراراً لما سبق أو تحدياً وهناك أحتمالً بسير على الأتجاهين كما أن العلم يحدد من هو جزء من الأمة ومن هو غير ذلك.. ولو أمعنا النظر في علم بريطانيا العظمى لوجدنا أنه مكون من ثلاثة أعلام تكون بمجموعها علماً واحداً موحداً.. وهي أعلام أيرلندا و سكوتلندا و أنكلترا.. وبعكس ذلك نرى أن الكرواتيين اعلنوا صراحة أن علمهم هو يشمل الكرواتيين وحدهم ولا يشمل الصرب أي أن الصرب ليسوا جزء من تلك الأمة ما يعني أن الغاية من العلم في بعض الحالات.
لتعريف شكل البلاد ووضعها أي أن العلم ليس هوية قومية قوية فحسب، بل ويحمل ايضا اشارة ومعاني سياسية لذا فإنه يكون عنصراً لأظهار الهوية القومية، غير أنه بالأمكان أن تشارك عناصر وأجناس أخرى في تلك الهوية وكمثال على ذلك هناك بعض الأشياء التأريخية الخاصة لتلك الأمة ولو دخلنا المتحف الوطني البريطاني لوجدنا فيه تمثالً(أكروبوس اليوناني) وهو بمثابة جزء من الهوية القومية لليونانيين مالم يسعد هؤلاء وضعه في المتحف ويقولون(هو ملك لنا وقد سرقتموه منا ويجب أعادته الى اليونان.. أي أن هناك عدة رموز لأظهار الهوية الوطنية وقد تكون أثاراً معينة أو جوامع أو كنائس تتعلق بالأمة ذاتها وكذلك الأراضي حيث بالأمكان الأعلان: أن هذه أراضينا أو تابعة لنا، أي أن ذلك قيمة رمزية حقيقية بالنسبة للأمة ولو تابعنا العلاقة بين كوسوفو وبين صربيا لوجدنا خلافات كبيرة بينهما تتعلق بالآراضي وعائديتها فنجد اليوم ان أي صربي لا يقيم اليوم على تلك الأراضي إلا أنها كانت من الناحية التأريخية، أرضاً للصربيين على مدى (500) عام وهذا يكفي أن تندلع حروب لأجلها و ذلك نظراً للأهتمام الكبير الذي تحظى به الأرض وبالتالي كل هذه الأمور لها أهميتها لبناء رمز خاص بالأمة).
( قدسية العلم في الولايات المتحدة ).
عادة يتغير الشعور القومي أو التعبير عن الفكر القومي من حالة الى أخرى فلو كانت قومية ما متمكنة وارادت أحتلال أراضي أمة أخرى بالقوة وصهر هويتها القومية في هذا المسعى، فإن هذا الشعور المعادي لا يسمى(الفكر القومي) بل هو عنصرية و فاشية إلا أنه في حال كون قومية ما قدتم أحتلال أراضيها ولم تقبل الظلم والقهر وتعرضت، في مسار النضال لأستعادة حقوقها، الى سياسة التطهير العرقي والأبادة الجماعية(الجينوسايد) فإن السعى لأستعادة أراضيها وأعلان دولتها المستقلة يغير الفكر القومي الى فكر أنساني يهدف الى إنقاذ أمة وإفاقة الأمة المقابلة بإن الأمم تكتسب جماليتها بأختلافاتها وليس محاولة صهر القوميات الأخرى لصالح القومية المتسلطة والمتمكنة، هنا فإن الفكر القومي يختلف من قومية الى أخرى... عن ذلك يتحدث البروفيسور(ستيفان فان ايفيرا) استاذ العلاقات الدولية في جامعة ماسيوشيدت التكنولوجية والمختص في مجال منع أندلاع الحروب والسياسة الخارجية والأمن في لقاء خاص مع مجلة(كولان)، عن الفكر القومي فإنه يقارن ويقول: هل هي هوية أمة ليس لها دولتها أو أخرى ولها دولتها وأضاف: قبل كل شئ لا بد أن أتساءل ما هو الشعور القومي بالنسبة لي؟ فهي لدي عبارة عن هوية لشخص يكون له أخلاصه وولاؤه لجماعة أتنية قومية معينة وليس للدولة كما أن الشعور القومي للفرد الكوردي هو في أنه يولي الأولوية للقومية الكوردية حيث ليس للكورد دولتهم، في حين بالأمكان أن تكون أشتراكيا ألمانياً ومخلصا للقومية الألمانية لأن لها دولتها، فعندما أتحدث عن الأشتراكية و العلمانية، فإنني إنما أتحدث عن الأخلاص الى مجموعة قومية فيما تتحدثون أنتم عن الأخلاص للدولة و تسعون لبناء دولة لأنكم أمة لا دولة لها، و يأتي رفع العلم بالنسبة اليكم بذات المعنى و يكسب أهمية قصوى و نتساءل ثانية : ما هي أهمية العلم كرمز بالنسبة للأمة ومما لا شك فيه أن العلم كان على مدى التأريخ رمزاً قومياً مهما لدى كل أمة ففي الولايات المتحدة مثلاً يكتسب العلم شعوراً دينياً كبيراً لدى الناس وهناك على سبيل المثال مراسيم خاصة، لرفعه و حفظه أيضاً ولا يجوز أحراقه بأي شكل و هناك أسلوب خاص لأتلاف العلم القديم أي أن الناس عموماً يتعاملون معه كوثيقة دينية ولو عدنا الى سؤالنا: هل الهوية القومية لها تأثيرها على الأنتماء القومي، ولها تأثير كبير حسب قناعتي، وأرى أن الشعور القومي وأخلاص الناس للمجموعات القومية، هو أعلى درجات الأخلاص في العالم وأقوى من الأخلاص للفكر والمبدأ بالنسبة للدولة والعشيرة وللدين أيضا رغم أن الأخلاص للدين والأمة يتداخل وأهم من الأخلاص للقطاع الأقتصادي.. و برأيي أن حكومتي – الأمريكية – تسير مسرى أخر ولا ترى تلك الأهمية إزاء الأخلاص القومي غير أن الوقائع تشير الى ضرورة التعامل مع الأخلاص القومي لأنه أكثر القوى فعالية في يومناً هذا وارى بصورة عامة أن القومية تصوغ الأنتماء القومي لجماعة قومية في الدولة التي هم جزء منها ما يعني أهمية الشعور والأخلاص القومي والهوية القومية(وأشار البروفيسور (ايفيرا) الى أن العلم، حتى وإن أصابه القدم وأستوجب تجديده فإن للتجديد مراسيم خاصة به ولا يقتصر فقط في جلب علم جديد وأتلاف القديم، وسألناه بهذا الصدد: كيف ترون رفع العلم؟ فرد قائلاً: تجتمع غالبية الناس حول العلم ويستخدمونه كرمز لوحدتهم عندما يواجهون هجوماً أو كارثة.. إلا أن رأيي هو أن العلم هو سبب للوحدة بل رمز يستخدمه الناس ليقال أن لهم هوية مشتركة... ومن العجب ان يحمل الجيش العلم معه أثناء الحرب و ربما يقال فليحارب من بحاجة الى العلم إلا أنهم يأخذونه معهم كرمز لوحدتهم ودافع أمامهم لرفع معنوياتهم، كما أنه ليس هناك أحد في العالم ليس له علمه ما يكسبه هذه الأهمية و بالنسبة للأمة التي ليس لها دولتها فإن للهوية القومية أهمية في جمع كل العناصر.
لذا فإن أية حركة قومية عندما تقدم على هذا المسعى بجدية، فإن ذلك يكون جزءاً أساسا من الأهتمام بالهوية و بالرمز القومي بحيث يرضى الجميع على هذا الأساس واشراك الجميع في تحديد ماهية تلك الرموز وهي دليل وحدة تبلغ العالم بأنهم متفقون على رمز معين.. والأفضل أن تتقدم الأمة أبعد من ذلك وتبنى ثقافتها و تبين العناصر الأساسية للثقافة القومية فللكورد ثقافتهم وعليهم أن يبينوا من هم- أي أية قومية هم كما أن لهم لغتهم المشتركة وهوية ثقافية واسعة فقد عمل الأشتراكيون في أوربا في البداية على مشروع للأهتمام بكتابة ثقافتهم القومية وهناك كتاب عليناً جميعاً أن نطالعه و يتحدث عن كيفية أهتمام أهالي الجزر البريطانية برمز معين في حين أنهم لم يكونوا أصلاء ومع ذلك أعلنوا أن لهم تأريخا قديماَ وكان السكوتلنديون على ذات الشاكلة وكان ذلك الأهتمام في حقبة القرن التاسع عشر إلا أنهم قد أبتدعوا أسطورة كان تأريخياً يعود الى مئات السنين وأصبحت رمزاً للأسكوتلنديين في أن لهم رمزهم وهناك كتاب حول الرموز التي صنعتها الأمم وهو أمر مهم، و شئ آخر فلعته الأمم خلال القرن التاسع عشر وكان عبارة عن محاولة جمع الأدبيات القومية والموسيقا بين دفتي كتاب واحد وفي متحف واحد ليجتمع أفراد الأمة على ماهية المكون الثقافي القومي وهي بعمومها متوافقة في السير نحو الأتحاد القومي.
(رفع العلم عاليًا هو رغبة أمة نحو الأستقلال)
إن رفع العلم او تخصيص يوم لرفع العلم القومي، بالنسبة لأمة لا دولة لها، فضلاً عن أنه إظهار و بيان لتطلع أمة نحو الأستقلال، هو رسالة لأنهاء القمع والأضطهاد و ذلك لأن وجود القمع في أية دولة سيما إذا كانت تعددية القوميات إنما يسفه هوية الأمة المتسلطة أو المتمكنة ما يعني أن رفع العلم هو أنعكاس وأيفاء المعنى الحقيقي لهوية الأمة المحتلة والمتسلطة معاً.. وكمثالً نقول: لأن عرب السودان قد أرتضوا بإستقلال جنوب السودان فإنهم لن يبقوا بعد الآن الأمة المتسلطة ويصح ذلك بالنسبة لصرب يوغسلافيا السابقة ولم تبق جمهورية الصرب الأمة المتسلطة بعد استقلالً كوسوفو والبوسنة والهرسك ومونتينكرو، وقد منح الأستقلالً الهوية القومية الجديدة لكل هؤلاء ولا تبقى الهوية القومية السربية هوية محتلين بل لأمة تعتبر القوميات الأخرى رديفة لها.. و يصبح ذلك بالنسبة للعراق أيضا.. فلو أعتبرت الأنظمة العراقية المتعاقبة الهوية القومية العربية هوية أمة متسلطة و محتلة، فإن عرب العراق سوف يعيدون النظر في هويتهم القومية في حال أصبحت كوردستان دولة مستقلة ... و تحدث البروفيسور(أسحق نادري) من جامعة نيويورك وهو أستاذ الأقتصاد وفي ذات الوقت أحد الناشطين السياسيين الأفغان وكان في عام 2001 أحد المشاركين في مؤتمر بون في المانيا لتأسيس حكومة مؤقتة في أفغانستان تحدث عن الهوية القومية في الدول متعددة القوميات وعن أهمية العلم قائلاً: المشكلة الرئيسة هي أن العديد من الدول تتكون من عدة قوميات و يتطلب ذلك أن تكون فيها العديد من الدول المشتركة توخياً لتنظيم المجتمع وتطويره.. إلا أن أحد التحدياتًً التي تواجه بعض تلك الدول هي: عجز الأرادة العامة للقوميات المختلفة عن تعريف تلك الهوية المشتركة أي بمعنى آخر أنه في حال عدم وجود أتفاق مشترك لتحديد الأهداف ووسائل تحقيقها فإنه لن يكون هناك وجود للهوية القومية المشتركة أو أي تأثيرلها.. لذا عندما يتم رفع العلم القومي لأحدى القوميات فإن ذلك يعني أنه رمز واشارة الى تطلع في الرأي والأمر برمته يحتاج الى تفهم لرغبة الأستقلالًً .. وأن ما أرغب في إضافته الى ما سبق أن تحقيق الأستقلالً هو أمر جيد وعلى كل من يرغب في الأستقلال أن يجد طريقه لتحقيق ذلك ولا ننسى في ذات الوقت أننا نعيش في عصر يتوجه نحو العولمة والتي تتطلب أن تعمل مع جيرانك ومع العالم أيضا وهذه مسألة تشمل الجميع... فاليوم هو عصر الأعتماد على بعضنا البعض أي أنك عندما تحقق في أي وقت نوعاً من الأستقلال فإن القضية الرئيسية عندها تكون العمل مع الأخرين وتسعى لتحسين أوضاعهم المعيشية وتسهم في أسعاد الآخرين من حولك.
ترجمة/ دارا صديق نورجان.