إزاء العقلية الأنفرادية.. دبلوماسية الحماية من الأزمات المفتعلة هي وحدة الصف والخطاب القومي
السيد مسعود بارزاني رئيس أقليم كوردستان، وقبل أجتماعه مع جميع الأطراف الكوردستانية لتقييم الأوضاع الراهنة و مشكلة الأقليم مع بغداد والتوصل الى خطاب موحد أزاء التعامل مع المشكلة التي أوجدها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لأهداف سياسية شخصية على شبكة(الفيسبووك يقول: لقد كان أجتماع الأطراف السياسية الكوردستانية يوم أمس (22/11/2012) خير وأقوى رد للمؤمرات التي تحاك ضد كوردستان، وبأمكاننا وعلى ذات المسار من وحدة الصف والموقف، أفشال جميع المؤمرات، إن هذه الكلمات المحدودة التي كتبها الرئيس البارزاني عن وحدة الصف والمواقف تعلمنا من جديد أنه يهدف الى قطع الطريق أمام الأزمات والمشكلات قبل حدوثها وبالتالي يبقى أمن أقليم كوردستان وأستقراره مستتبا و تهيئة ارضية مناسبة تضمن معالجة مشكلات المناطق المقتطعة والقضايا العالقة بين أربيل و بغداد عن طريق القانون والدستور، و في ذلك فقد أعتبر رئيس أقليم كوردستان، كما القائد الراحل مصطفى البارزاني، وحدة الصف والموقف والخطاب السياسي الكوردستاني خير آلية وأفضل طريق لدحر المؤامرات التي تحاك ضد أقليم كوردستان... وفي هذه الحالة أيضا بود الرئيس البارزاني، الذي يتحمل الآن مهمات تأريخية أن يبلغنا جميعا: (ليس المهم أن تكون هناك مشكلة بل المهم كيف نواجهها ونعالجها و كيف نتعامل معها نحن شعب كوردستان) والأكثر أن رئيس الأقليم لا يعني بذلك فقط ساعة حدوث المشكلة بل أثناء الشعور بمخاطرها ودنوها والسعي للأبتعاد أو الحماية منها..إن تفكير البارزاني يتخلص في أتباع السلام وإعادة المقابل الى مسار الحوار ومعالجة المشكلات بقوة الدبلوماسية و ليس باللجوء الى دبلوماسية القوة، لذا وفي هذه الحالة التي يحاول المقابل التعامل مع المشكلات بصيغة تقليدية أو ينكر وجودها أصلا، ويحاول فرض نفسه بالقوة، فإن البارزاني، وبالأعتماد على وحدة صفوف جميع الأطراف الكوردستانية وأرادة شعب كوردستان، قد خول المقابل بأجراء ما يرتأيه عن طريق أستخدام القوة، لذا فإن متابعة منصفة لموقف الرئيس البارزاني تبين أنه، قد واجه، خلال العقدين الأخيرين أو أكثر، وفي أدق المراحل التي مر بها شعب كوردستان، قد واجه بكل عزم مؤامرات و تحديات الجوار، وقد أنبرى الرئيس البارزاني لساحات المواجهة كبيشمه ركه وأبدى أستعداده للفداء من أجل إبعاد كوردستان من المخاطر... ولو نظرنا الى مواقفه من هذه الوجهة لوجدنا أنه كان يحمل هذه الأرادة في أصعب الأيام وأخطرها وبرهن أنه ليس بأمكان أية قوة أخضاع إرادة شعب كوردستان وكمثال على ذلك يقول: عندما واجه الرئيس البارزاني، إبان أسطورة خواكورك البطولية، ذلك الجيش العراقي الذي تم بناؤه وتسليحه على مدى سنوات لمحاربة جمهورية ايران الأسلامية ولم يكن هناك أي تكافؤ بين قوات بيشمه ركه كوردستان وبين الجيش العراقي إلا أنها كان هناك تتحمل أرادة معنوية وطنية مكنتها من أخضاع ذلك الجيش وكان أن قاد مسعود بارزاني، عقب نكسة أنتفاضة عام 1991، قاد عمليات المواجهة في دربند(مضيق) كوري ودفع القوات العراقية الباغية للهروب من أرض المعركة وترك دباباتها ذليلة مدمرة وقام بعد حرب تحرير العراق لاحقا، بإبلاغ العالم بإن (على الجيش التركي أن يمر فوق جثتي وجثث البيمشمه ركه إذا ما حاول احتلال اقليم كوردستان)، إن العودة للمواقف الوطنية والقومية للرئيس البارزاني ليست بهدف أعلان أنه يؤمن بالقوة لعالجة المشكلات بل كي يفهم المقابل ويعي بأنه لا يمكن معالجة الخلافات عن طريق القوة ويقول له أن العقلية السياسية التقليدية لمعالجة المشكلات قد ولت وأنه قد آن الأوان لحلها بصورة حضارية بلغة السلام والحوار والتفاهم والفهم، المتبادل، لذا فإننا إذا ما قرأنا مواقف سيادته و نتائج الأزمات من خلالها لوجدنا أن مواقفه كلها عبارة عن دعوة المقابل لتغيير عقليته و سياساته إزاء التعامل مع( مشكلة) كوردستان أي أنه ليس الطرف الكوردستان هو وحده الذي يتضرر من التفكير بالعقلية العسكرية بل أن الجهة ذاتها التي تمارس تلك العقلية ستكون هي المتضرر الرئيسي فيها.. وهنا بودنا الأشارة الى موضوع نشره الكاتب العراقي عدنان حسين يوم 22/11/2012) في صحيفة (المدى) بعنوان(الخط الأحمر) بصدد تحريك الجيش من قبل المالكي ضد أقليم كوردستان بقوله: نحن ، عرب العراق ، كنا أكبر المتضررين من الحروب التي شنتها حكوماتنا ضد الكورد..)، واعاد حقبة تلك الحروب الى سياسيي القرن الماضي، و لغاية أسقاط النظام الملكي ومن بعده عبدالكريم قاسم وصولا الى صدام حسين، فقد حاولوا جميعا قمع القضية الكوردية عن طريق القوة العسكرية بو وباالمقابل كان الكورد يطالبون في عام 1958 بتنفيذ ذلك البند من الدستور الذي يقول (الكورد والعرب شركاء في الوطن العراقي) وعندما لم ينفذ هذا المطلب وأرتفع سقف مطاليب الكورد الى الحكم الذاتي عام 1970 فإن حكومة البكر- صدام أضطرت لتوقيع أتفاقية آذار مع الكورد وأراد صدام فيما بعد التراجع عن الحكم الذاتي وكان أن تنازل عن نصف(شط العرب) الى شاه ايران مقابل أخماد الثورة الكوردية ثم حارب ايران الأسلامية لمدة(8) سنوات بهدف الغاء ذلك الأتفاق ومارس شتى السياسات الوحشية والأبادة الجماعية والقهر العنصري ضد الكورد وكانت النتيجة أن قام صدام باحتلال دولة الكويت وتعريض العراق الى تلك المأساة الكبيرة، وأرتفع بالتوازي مع ذلك، سقف المطاليب الكوردية من الحكم الذاتي الى الفدرالية، و يشير عدنان حسين في مقاله: والآن حيث تحاول حكومة المالكي تحريك قواتها فإن المتضرر الأكبر من ذلك، حسب عدنان حسين، سيكون عرب العراق و يرفع الكورد سقف مطاليبهم من الفدرالية، إن وجهة نظر الكاتب عدنان حسين تعتبر بحق صوت العرب العراقيين الذين مازالوا اقلية إلا أنهم يشعرون بأنه مالم يقم المسؤولون وأصحاب القرار في الحكم العراقي يتغيير عقلياتهم أزاء كيفية التعامل مع قضية شعب كوردستان، فإن كارثة كبرى ستحل على العراق... نعم لو وصلت الأمور، لا سمح الله، الى قيام الجيش والبيشمه ركه بحسم المشكلات فإننا ككوردستان سنتضرر أيضا...
سيما ونحن نمر الآن بمرحلة إعادة البناء والأعمار والبناء الوطني والقومي و مؤسساتنا الدولية. إلا أن الحكومة العراقية و نوري المالكي و حزبه سيكونون هم المتضرر الأكبر من ذلك... لذا فإن وجود وحدة الصف والخطاب والكلمة السائدة بين القوى السياسية الكوردستانية إزاء الدسائس وأعمال الفوضى إنما يحتم إما عودة المالكي الى العقلية المدنية ولغة الحوار والفهم المشترك في أطار الدستور العراقي، أو تعريضهم العراق الى مأساة ستحرقه هو وحكومته قبل غيرهم.
((المشكلات والتعامل معها و معالجتها ))
يشير المفكر الألماني الكبير(اولريج بيك) في كتابه(المجتمع الخطر) الى أن العولمة قد فتحت حدود جميع الدول على مصراعيها وهو أمر يأتي بالأيجابي والسلبي معاً ونوه الى أحد هذه المخاطر وهو الأرهاب و يشير بيك في كتابه(السلطة والسلطة المعادية في زمن العولمة) الى أنه(لا الدولة فيها هي دولة السابق ولا السلطة داخل الدولة هي تعود فقط لمن يتولونها) و بمعنى آخر أنه بقدرما تحدد العوامل الدولية(والشركات الكبرى والمنظمات الدولية توجهات الدولة؟ فإن المتسلطين على الدولة لا يتمكنون من تحديدها بذات القدر لذا فإنه يطالب برفع التوجهات من المستوى القومي أو الدولة القومية المغلقة الى أعلى من هذا المستوى و تتخذ اسلوباً للعولمة وهو توجه يشير الى:
1- أصبح السلام والأمن العالمي وحدة موحدة لا يمكن تفريقها وتحويلها الى مشكلة داخلية للدولة والأ تتعرض الأخيرة لأية مساءلة أزاء ممارساتها داخل تلك الدولة.
2- و بسبب كون الحدود مفتوحة في زمن العولمة، فإن أية أشكالات أو مخاطر تستجد في اية دولة إنما تنتقل، و بمنتهى البساطة، الى الجوار ومنه الى العالم ومن أخطرها مسألة نقل الأرهاب.
3- كما أن العالم، قد اصبح على المستوى الأقتصادي وحدة لا تتجزأ ما يبرر أنتقال تأثيرات أية أزمة في أية دولة الى العالم بأسره.
4- وهي اسباب تحتم أن يخترق التفكير في عالم أمن و مستقر كل الحدود التقليدية للدول ولو نظرنا من هذا المنظور الى جميع مشكلات العالم لوجدنا أن لها تأثيراتها غير المباشرة والمباشرة على سائر دول العالم. والعالم يعاني الآن من مخاطر وصول الأرهابيين مستوى شن حروب ألكترونية عندها لن يكون من الصعب، وعلى مدى بعيد، تشويه أستقرار مدن كبيرة مثل نيويورك أو لندن أو باريس وايقاف جميع خطوط قطارات الميترو والسكك الحديد والطيران أو التسبب في وقوع مآس لا تحصى و يذهب الآف المواطنين ضحايا لها... ما يفرض على المجتمع الدولي، في هذه المرحلة، أن ينظر الى المشكلات ضمن أطار أوسع ولو أنتقلنا هنا الى مسألة تعاون المجتمع الدولي في الأبتعاد عن المشكلات و معالجتها، لوجدنا أن الأمر يتطلب تعاونه مع الأرادات الخيرة التي تسعى، محليا، أو في مواقع الأحداث، لرفع وأخماد أدوار المشكلات وفي ذات الوقت مع تعاون دولي وثيق لمساندة الأرادات المحلية والداخلية الخيرة التي تسعى لمنع المشكلات والحيلولة دون حدوث أزمات كبرى، لذا فإن الواقع يقول لوكانت دبلوماسية التحفظ أزاء المشكلات أو الحماية الذاتية من الأزمات في السابق فإنها قد أصبحت الآن مسعى دوليا وعلى المجتمع الدولي أن يتعاون على مستويين لمواجهة المشكلات:
1- على أساس الأعتراف بوجود المشكلة.
2- على أساس طريقة مواجهة المشكلات و كيفية التعامل معها.
عن ذلك وسير الحماية من الدبلوماسية هذه فقد توجهنا بالسؤال الى البروفيسور(روبين زايوتي) أستاذ العلوم السياسية في جامعته دال هاوس فأجاب: في حالة توقع حدوث أية مشكلة أو توتر أو خلاف فإنه يتطلب أتخاذ الأجراءات المناسبة قبل أن يخرج من نطاق السيطرة والدبلوماسية في ذلك هي معالجة لكبح جماح المشكلة، أي أنه يمكن اللجوء الى الدبلوماسية هذه قبل وقوع المشكلة أو بعد وقوعها و حتى لو أدى ذلك الى القتال والحرب أي أن الدبلوماسية هي أستخدام مجموعة أدوات للسيطرة على المشكلات والنأي عن حدوث الأزمات إلا أن الدبلوماسية ستكون لها تأثيراتها بوجود نوع من التفاهم على الأقل بين الأطراف حول أهمية أيجاد حل قبل خروج المسائل عن السيطرة، كما أن الدبلوماسية هي مجال مهم و دقيق جدا وقد لا تنجح في كل الحالات لأن تأثيراتها تتحدد فقط في بعض الحالات ولها طرق وأساليب مهمة ومنها العثور على الحقائق(Fact Finding) ، أوعدة حلول أخرى كأجراء الأجتماعات واللقاءات على اساس متواصل لبناء الثقة لأنها عنصر رئيس لتطوير العلاقات و بناء التعاون... غير أنه لا يشترط أن ينجح هذا المنوال في كل الحالات سيما إذا كان مستوى التعقيدات والتوترات مرتفعا، أو وصلت حد أتباع سياسة العنف أو التدخل العسكري، فلقد أشرتم الى التعاون والتنسيق الدولي سيما في الأتحاد الأوروبي.. إلا أن مشكلة الأتحاد الأوروبي تكمن في أن له فقط موقفه السياسي ولا يمكن الأعتماد عليه وأعنى بذلك أن الأتحاد الأوروبي ليس موحدا كما ينبغي وقد يكون لبعض الدول فيه مواقفها المحددة أزاء أية مسألة ... إلا أن تلك الدول، و بسبب أختلاف مواقف وتوجهات الدول الأخرى الأعضاء فيه، لا يمكنها أن تؤدي دورا يخالف مساندة مواقفها.. لذا فإن الملاحظ في بعض الحالات حيث تتوحد أصوات اكثرية الدول و مواقفها، أنها في مثل هذه الحالة تؤدي دورا أكبر وأكثر فاعلية.. ولو نظرنا الى أوضاع العراق من هذا المنظور فإن لا يختلف عليه أثنان هو أن الحرب الداخلية ستكون مأساة بالنسبة اليه لأن المتوقع لهذا البلد كان أفضل وأسلم وكان يعتبر في العام الماضي اقل الدول مشكلات، إلا أنه، وكما أشرتم أنتم، فإن الأوضاع لم تتوجه نحو الأحسن وتكون درسا للمجتمع المدني بضرورة أن يكون له موقفه وتدخله فيه ولكن على أساس تحقيق الأستقرار فيه وعن طريق علاقات سلمية معه... إلا أن المشكلة تكمن في صعوبة أيجاد البدائل والحلول بالنسبة لأوضاع قد خرجت عن السيطرة بالفعل ومنذ فترة طويلة، و كمثال على ذلك نجد أن الحروب والمواجهات قائمة منذ عقود من الزمن بين الفلسطينين وبين أسرائيل.
وجل ما أشار اليه البروفيسور(زايوتي) ومن قبله البروفيسور (آفروش) لمجلة كولان في بداية هذا التقرير هو أن أندلاع حرب داخلية في العراق سيكون مأساويا، وتذكرنا بالأيام التي كان قسم ضئيل من العرب السنة يقفون بالضد من حكومة المالكي ووصلت الأوضاع حدا كتب معه(البروفيسور سيتفن بيدل مستشار الجنرال بترايوس في مجلة(فورن أفيرس): نتذكر مدينة سايكون عندما نشاهد بغداد.. أي أن الولايات المتحدة وكما خسرت الحرب في فيتنام، فإنها قد خسرتها في العراق، وهذا بالذات ما دفع بأدارة بوش الى الأسراع في تشكيل لجنة مشتركة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري لدراسة أوضاع العراق، ضمانا لعدم أنهاء العراق على غرار الكتاب الذي الفه(بيتر كالبريس) قبل فترة بعنوان(نهاية العراق) وكان أن تمت صياغة ستراتيجية الأسراع في زيادة القوات.. ولو قارنا ذلك بمساعي المالكي و حكومته في الوقت الراهن فإن علينا أن ندرك كل المعلومات والحقائق في أنه(مالم يوضع حد للمالكي) أو على الأقل أجباره على العودة الى الحوار ومعالجة المشكلات بشكل سلمي و دستوري، فإنه سيكون من المحال، في هذه الحالة، منع(أنتهاء العراق) إلا أن السؤال الرئيس في هذه الحالة هو الى أي مدى يتحمل المجتمع الدولي، مسوؤلية سير العراق بهذا الأتجاه؟ وقد توجهنا بهذا السؤال الى (البروفيسور دينيس جي سالدوم، من معهد تحليل و معالجة المشكلات في جامعة جورج ماسون فابدى رأيه لمجلة كولان كالآتي: إن دبلوماسية الحماية أو التحفظ بالنسبة الى تعني قطع الطريق أمام حدوث خلاف يؤدي الى العنف أو بمعنى آخر قد يكون بين بعضهم خلافات وأختلافات إلا أن ذلك لا يتطلب ولا يحتاج الى قتل بعضهم البعض أي أن دبلوماسية الحماية لا تعني في الواقع إنها الخلافات بل منع لأتباع وسائل وصيغ العنف إلا أن المشكلة هنا تكمن في أن الكثير من الدول، ومن بينها الدول الأعضاء في الأتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالتأكيد، هم يتعبدون سير تفسير ضيق لسياسة واقعية(Real Politic) ومفاده أن لكل أمة مصالحها القومية والمشكلة هنا هي أن كثيرا من هذه المصالح لا تراعي غيرها وأن تلك الدول لا تدرك حقيقة أن نجاح المصالح القومية متعلق بتوافقها مع المصالح العالمية أو بمعنى آخر يجب تداخل المصلحة القومية مع المصلحة العالمية وكمثال على ذلك نقول بسبب أنه ليس بأمكان أية دولة مواجهة الأحتباس الحراري فإن عليها التعاون في ذلك مع الأمم الأخرى وهذا الأمر ينطبق في الواقع على الكثير من الخلافات والحروب في منطقتكم وكذلك ما يحدث في سوريا اليوم مثلا و في شرق تركيا وفي فلسطين ايضا أي أنه ليس بأمكان أية امة أن تواجهها لوحدها.. بل يجب أتباع ذلك بعمل جماعي إلا أن التفسير الضيق والذي يسمى(Political realism) ، ومع الأسف سيكون حائلا أمام مثل هذا التعاون.. فالملاحظ مثلاً أن أوضاع العراق سائرة من سئ الى أسوء لأن حالات أعمال التفجيرات والعمليات (الأنتحارية) في بغداد و سائر مدن العراق هي في تزايد مستمر، فهي بمجملها أوضاع في منتهى التعقيد وتبنى بحدوث حرب داخلية فيه و يحدث كل ذلك في قلب منطقة أندلعت فيها حروب و خلافات أخرى ومنها حرب أسرائيل و حماس) و ما يسمى الربيع العربي، أي أن الوضع قلق جدا و قد يتجه نحو أي مسار.. وبرأيي أن جانبا من حل القضية الكوردية في كوردستان العراق يتعلق بالعلاقات الأمريكية والأسرائيلية أيضا مع أيران ولو تطورت تلك العلاقات وتقدمت، عندها سيكون بالأمكان أدارة أحسن لتأثير إيران على النظام الشيعي في العراق وقد يؤدي ذلك الى تخفيف التوتر بين ذلك النظام وبين أقليم كوردستان.. وبالنسبة للأوضاع الراهنة والمستقبلية للكورد في تركيا و سوريا والعراق وايران وغيرها فإنها بحاجة الى عقد مؤتمر دولي يقيمه الأتحاد الأوربي وربما بتعاون مع الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة وذلك توخيأ للتركيز على أوضاع الكورد في القرن الحادي والعشرين وبالتالي معالجة هذا الوضع.
إن ما يشكل الخطر حتى الآن، وفي هذه المرحلة بالذات، هو الخطوات الأستفزازية للمالكي بدل التوجه نحو تهدئة الوضع والسعي بكل جدية لأعادة بناء الثقة المتبادلة شيئا فشيئا وليست هناك أية إشارات الى أية نوايا خيرة منه لمعالجة المشكلات بطرق سلمية ومن واجب دول الجوار والمجتمع الدولي أن تحدد، كما في تركيا، الطرف المعتدي لتشويه الوضع وتصعيد العنف والتوتر لتكوين ضغط دولي على المالكي وحكومته و يدرك جيدا أن تعكير أوضاع العراق اليوم هو ليس ورقة يمكن اللعب بها بسهولة و يسر، وقد حان الآوان، كما اشار البروفيسور سالدوم أن تتبع الولايات المتحدة والأتحاد الأوروبي سياسة واقعية وأتباع طريق سليم والأستماع الى الآراء والأصوات التي تعلن بأعلى نبراتها كما يقول الرئيس البارزاني:
سوف ينتهي العراق مالم تعالج هذه المشكلات وتكمن الأسباب الحقيقية للمأساة في الممارسات غير الدستورية و غير القانونية لحكومة بغداد وأهمال المجتمع الدولي و تلكئه في ذلك عندها سيكون من حق شعب كوردستان لحماية نفسه من هذه المأساة، أن يتخذ قراره وعلى العالم أن يحترم أرادته هذه.
• كيفن ايفروش الباحث في دراسة و معالجة الأزمات
ترجمه/ دارا صديق نورجان