• Friday, 29 March 2024
logo

هل يُنظر الى تركيا كمحور فعّال في مشكلات الشرق الاوسط ؟

هل يُنظر الى تركيا كمحور فعّال في مشكلات الشرق الاوسط ؟
ترجمة / بهاءالدين جلال

((تسعى الحكومة التركية الى زيادة تأثيرها الأقتصادي و السياسي في المنطقة عن طريق تعزيز علاقاتها الأقتصادية مع أقليم كوردستان،وهذا حدث تأريخي جديد لم يكن موجوداً من قبل،ولاتستطيع تركيا انكاره في الوقت الحاضر،خاصة أنّ السيد نيجيرفان بارزاني يترأس الآن حكومة أقليم كوردستان،فهو محل التقدير و الأحترام في تركيا و اوروبا وأحد السياسيين الناجحين المحنكين)).
اذا كان موقف تركيا حتى العام الماضي والى بداية التغييرات في الدول العربية لم يكن متفقاَ مع موقف الناتو و الولايات المتحدة الآمريكية في بعض المجالات فإنها قد نظّمتْ في هذا العام سياستها الخارجية بحيث لاتناقض سياسة الغرب،وحول دور تركيا في مشكلات الشرق الأوسط أشار البروفسور طالب كوكجان استاذ علوم الأجتماع في جامعة اسطنبول و مستشار رئيس الجمهورية التركية لمجلس التعليم العالي الى هذا الدور قائلاَ: (( شهدت تركيا منذ بداية عام 2000 نمواَ كبيراَ بفضل استقرارها الأقتصادي و السياسي واصبحت عاملاَ فعالاً و رئيسا في المنطقة، ويعود سبب ذلك الى أنّ السياسات الأمريكية حيال العراق في هذا الوقت تواجه عداء شديداً وكان دور الأتحاد الأوروبي ضعيفاً بسبب الأزمة الأقتصادية التي كان يتعرض لها،ما ادى الى ظهور دور تركيا بشكل اوسع وذلك لوجود فراغ كبير في المنطقة،لذا فقد بدأت تركيا بملء هذا الفراغ وكان هذا يعكس اتباع السياسة الخارجية التركية،ولم تكن تركيا حتى عام 2010 تهتم بشكل كبير بالشرق الأوسط،ولكنها زادت من اهتمامها بهذا الجانب لاحقاَ حيث نرى اليوم أنها غدت احدى كبريات الدول ال 17 الأقتصادية العالمية، وسادس كبريات الدول الأقتصادية في اوروبا واصبحت اكثر فاعلية و ذات رؤوس أموال كبيرة جداً،وهذا يعني أنّ هذا النمو مهمة جداَ بالنسبة اليها وهي نتيجة السياسة التي تتبعها على الصعيد الخارجي،النقطة الثانية، هي أنّ تركيا لم تكن قادرة حتى الفترة الأخيرة على بناء علاقة صحيحة مع شعوب و قادة المنطقة،ولكنها تمكنت فيما بعد من تطوير تلك العلاقة بالرغم من أنهّا لاتعتبر نفسها نموذجاَ ومثالاَ فريداَ في المنطقة الاّ أنّ الغرب و المختصون في العالم العربي يعتقدون أنّ تركيا هي الدولة التي تستطيع أنْ تصبح مصدر الهام لمعظم دول المنطقة،لأنّها نظّمتْ علاقاتها الأقليمية بحيث تتوالم مع المنطقة،وعلى المستوى المحلي تتقدم خطوات حثيثة نحوبناء دولة مدنية و ديمقراطية،وفي الوقت ذاته تبني تركيا علاقاتها مع الشرق و الغرب بشكل متوازِ،أي تتبنى علاقة غير منحازة الى أي منهما،وهذا يجعلها اكثر قوة ، ويعني أنها لن تستمد قوتها فقط من الجيش وإنّما تحصل عليها من ثروة ثقافية و تأريخية و اجتماعية و اعلامية الخ..،انّ الدول التي كانت حتى الأمس فعالة في الشرق الأوسط كالولايات المتحدة الأمريكية و الدول الأوروبية لم تعد فاعلة بعد اليوم،لأنها بصدد مشكلاتها الخاصة،من جهة أخرى فإنّ امريكا و اوروبا لم تكن أبداً مصدر الهام للمجتمعات الأسلامية،ولكن السؤال هنا هو كيف يكون النظام و الاسلوب الجديد في حين أنّ تركيا احدى دول المنطقة والتي بأمكانها أنْ تتحول الى نموذج ناجح ومصدر الهام للدول الأخرى؟الجواب هو أنّ تركيا دولة ذات اغلبية مسلمة ومستمرة في الأزدهار و التقدم و الأستقرار،لذا فإنّها بأختصار تُنظر اليها كمثال لدولة ناجحة في المنطقة بسبب تأثيرها الأقتصادي و انفتاح نظامها السياسي والأهم من هذا أنها دولة ذات اغلبية مسلمة و أنّ توجهاتها تكمن في ايجاد حلول لمشكلات الشرق الأوسط في اطار الدول ذاتها وقد يجوز الأحتكام الى امريكا أو اوروبا ولكن دون أي تدخّل عسكري خارجي لأنه قد يتحول الى اثارة الأضطرابات كما حدث في العراق و أفغانستان،تركيا تبحث عن ايجاد حلول محلية للمشكلات المنطقة ،لذا فإنّ تأثيرها يزداد وتدعم هذه الفكرة بفضل تأريخها و جغرافيتها، لأنها جزء من هذه الجغرافية كما هي ايران و العراق و سوريا وتؤمن بمبدأ التعايش،وهذا أمر صعب اذا ما تم تفسيره على هذا النحو من الخارج،وتركيا دولة ذات فاعلية قوية في المنطقة سواء شاءتْ دول الغرب و امريكا أم أبتْ،وعلى امتداد ال10 سنوات الماضية فقد قام وزير الخارجية و المسؤولون و الوزراء الآخرون من الحكومة التركية بعقد لقاءات واجراء زيارات الى دول المنطقة محاولة منهم لتعزيزو تفعيل العلاقات سيما على الصعيد الأقتصادي حيث حققتْ تركيا تقدماً ملحوظاً ولكن هذا الدور لايعني أننا نستطيع من خلاله اعادة بناء الشرق الأوسط بطراز حديث)).
ما أشار اليه البروفسور كوكجان دليل على أنّ تركيا استطاعتْ بشكل متميز ملء الفراغ في الشرق الأوسط،ولكن يرى بعض المراقبين بأنه يجب أن لايكون هذا الأختلاف معاكساً لمواقف الغرب، ولكن رأينا في العام الماضي كيف كان لتركيا موقف مختلف من هجمات الناتو على ليبيا،وبهذا الشان سألنا البروفسور حسين باغجي استاذ العلاقات الدولية في جامعة الشرق الأوسط التكنولوجية في أنقرة حيث عبّر عن رأيه قائلاً: (( التطورات الأخيرة حققتْ لتركيا فرصة لتتحول الى احدى الدول التي تتبنى نظاماً متميزاً في المنطقة،ومن المعلوم أنّ تركيا لاتستطيع القيام بهذا لوحدها بل هي بحاجة الى التنسيق مع امريكا و الأتحاد الأوروبي،وكما ذكرتُ سابقاً فإنّ التطور الذي شهدته تركيا على الصعيد السياسي والأقتصادي والأجتماعي جدير من أنْ يؤخذ كنموذج على مستوى الشرق الأوسط، كما على تركيا أنْ تمتلك امكانيات أكثر و تُعزّز علاقاتها مع دول الجوار،ولكن نجد في الفترة الأخيرة ظهور بعض المشكلات في تلك العلاقات ،كالعراق و ايران و سوريا واذا اضفنا ارمينيا اليها لتبين لنا أنّ من بين 10 دول فإنّ لتركيا مشكلات و خلافات مع 4 منها،وعلينا أنْ نعلم بأنّ ما توصلت اليه تركيا من النمو الأقتصادي و السياسي هو اشارة الى تأثيرها الفاعل على المنطقة.
وحول الموقف المميز لتركيا في مسألة التدخل في ليبيا أنا لاأعتقد أنّ تركيا كان لها أي موقف معادي للولايات المتحدة الآمريكية،واذا كان القصد هو الناتو فإنّ تركيا اتخذت في البداية موقفاً عدائياً بشأن ليبيا ولكنها تحركت فيمابعد مع الناتو و الأتحاد الأوروبي ما ادى ذلك الى تسمية هذا الموقف بالننفعية( البراكماتيكية)لأوردوغان،أي أن تركيا قامت بدعم الجهة الأكثر قوة في اشارة الى أنها فتحت قاعدة أزميرأمام قوات الناتو وفي قمة شيكاغو التي انعقدت في ايار الحالي وأتوقع أنْ تنتقل تركيا من دولة ثانوية الى دولة محورية قوية مايجعل الناتو أنْ تضغي الى صوتها اكثر،خاصة في العمليات القادمة وكذلك في التطورات التي حدثت أمس حيث أوقفت العلاقات بين الناتو و الدول الأخرى كاليونان و روسيا بأستخدامها الفيتو ضد العملية المشتركة لأسرائيل و الناتو،وقد تم تفسير ذلك كموقف عدائي في الغرب حيال اسرائيل و اُنتقد بشدة،وهذه اول مرة تستخدم فيها تركيا في تأريخها مثل هذه السياسات،في الحقيقة أنها تمارس منذ قمة بودابست المنعقدة في 2008 سياسة متناقضة و متشددة ضد الناتو،وبمعنى آخر فإنّ تركيا استغلتْ حقوقاً لم تمارسها من قبل ولهذا السبب نرى أنْ النائب الثاني للناتو هو تركي الجنسية،وهي التي وقفت بقوة في قمة بودابست أمام انضمام جيورجيا و اوكرانيا الى عضوية الناتو،ولأول مرة تتدخل في تعديل نظامه الداخلي وتتصرف هي الأخرى في الناتو مثلما تقف فرنسا و الدول الأخرى مانعةأمام انضمامها الى الأتحاد الأوروبي،وبالرغم من الأنتقادات التي توجهها اليها دول الغرب الاّ أنها لايمكن الاستغناء عن سياسته هذه،وكما يقول المثل ( العين بالعين)،ولهذا يجب أنْ ننظر الى تركيا كأنها تكاد تتحول الى قوة أمن دولية وهذا يخولها أنْ تقرر في الأوقات الضرورية التدخل في شؤون الدول الآخرى، وهذه هي سياسة الحماية ، وتعني أنّ الناتو ليست مؤسسة ثابتة وأنها سوف تشهد في المستقبل القريب تغييرات داخلية كبيرة، واذا مابقيتْ في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى سوف يصبح أحد الأتراك سكرتيرها العام)).
البروفسور كوكجان يصف موقف تركيا ازاء مسألة ليبيا بالمتأخر وليس بالخلاف في المواقف بين تركيا والناتو و الولايات المتحدة الأمريكية،وفي اطار حديثه ل( كولان) يقول السيد كوكجان: (حول موقف تركيا في ليبيا لقد تأخرنا سيما اننا كنا نؤيد مطالب الشعب نحو التغيير،لذا تأخرنا من جانب عملية الناتو اعتقاداَ من تركيا بأنّ اسقاط أي نظام عن طريق التدخل العسكري سوف يؤدي الى حدوث مخاطر، الصورة الكبيرة هنا هي هل توجد حقاً في الشرق الأوسط دعوات الى التغيير أم لا؟بدون شك الجواب هو نعم،اذاّ هنا علينا معرفة ماذا كان موقف تركيا ازاء تلك التغييرات؟علينا قراءة الأحداث بهذا الشكل، عندما ظهرتْ دعوات الى تغيير النظام في تونس و مصر قامت تركيا بتاييدها ايماناً منها بضرورة بدء عملية الدمقرطة و التحرر، هنا ننظر الى الأمور بأكثر من خيار،فمثلاً دعمت تركيا مطالب الشعب في تونس و مصر بوسائل مدنية لتغيير النظام،ولكن بسبب ضعف موقف المجتمع المدني في ليبيا و المقاومة القوية لجيش القذافي ، تبين أنّه لايمكن اجراء أي تغيير بدون تدخل عسكري،وتنبأت تركيا لهذا الأمر في وقت متأخر،وهذا لايعني أنها اتخذتْ الموقف الأمريكي ذاته ازاء ليبيا،وكانت تدعو الى تلبية مطالب الشعب و حدوث التغييرات من دون اندلاع القتال و اراقة الدماء،وبالنسبة الى سوريا،كما تعلمون أنّ نظرة تركيا كانت دائماً تتجسد في ضرورة اجراء اصلاحات و تغييرات فيها،ولو اجرى الأسد هذه التغييرات لتحول الى قائد تأريخي وبقى في سدة الحكم الى الأبد، وحتى شهر آب من العام الماضي لم تستخدم تركيا أي موقف متشدد ازاء سوريا، ولكن بعد بدء المذابح الجماعية في ذلك الشهر واستمرارها في شهر رمضان ، بدأت تركيا ممارسة ضغوطها داعية في ذلك الدول العربية لمساعدتها،لم تطلب المساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية أو الغرب،وكانت تهدف من وراء ذلك المزيد من الضغط على الأسد لأجراء التغيرات،كما انها تقف بشدة ضد أي تدخل عسكري في سوريا،وفي الوقت ذاته تدعم خطة كوفي عنان بالرغم من أنها لاتراها واقعية،لأن الأسد أهمل مطالب الشعب و يمارس قتل المدنيين،وأنّ تركيا ترغب فقط في تلبية تلك المطالب سلمياً وهي ترفض أي تدخل عسكري في سوريا،واذا ماتم ذلك فإنّ تركيا سوف تتحمل خسائر كبيرة، لذا لايمكن القول بأنّ السياسة الخارجية التركية مرهونة بالسياسة الخارجية الأمريكية،بل أنّ تركيا اتبعتْ مؤخراً سياسة خارجية اكثر حكمة وقد تكون في هذا شبيهة لأمريكا أو ايران أو الغرب،وهذا لايعني أنها تتبع سياسات الدول تلك،وكما أسلفنا فمن الضروري اقامة انظمة دول الشرق الآوسط مجدداً،لآن الدول الحالية معظمها شمولية واستبدادية و حزبية،هنا نستطيع القول انّ تركيا وجدتْ تغييراَ كبيراَ في سياستها وغدت أكثر حضارية و تقدمية و ديمقراطية،أي استطاعت بدلاً من اتباع سياسة خارجية وحيدة ازاء الغرب أنْ تتبع سياسة متوازنة مزدوجة ازاء الشرق و الغرب معاً،ومنذ محاولاتها المستمرة للأنضمام الى عضوية الأتحاد الآوروبي وفي ذات الوقت لم تتجاهل أمور الشرق الأوسط،ومارست سياسة متقابلة و عقدت مع دوله علاقات اقتصادية ولهذا فإنها ليستْ امام خيار إمّا الشرق و إمّا الغرب،بل تحولت الى جسر رابط بين الطرفين،إنّ عضوية تركيا في الناتو عزّزتْ من مكانتها وكذلك انضمامها الى الأتحاد الأوروبي تعززها اكثر كما أنّ موقعها الستراتيجي في الشرق الأوسط مهم بالنسبة الى الغرب لذا فإنها تُعتبر من أهم بوابات الغرب بالنسبة الى الشرق الأوسط).
تركيا مستاءة من المالكي
يعتقد الكثير من المراقبين أنّ حكومة المالكي لم تتمكن من بناء علاقات متوازنة مع تركيا،على عكس أقليم كوردستان حيث له علاقات قوية مع تلك الدولة،وحول امتعاضها من سياسات نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي،يقول حسين باغجي في اطار حديثه ل(كولان): (بما أنّ العراق و تركيا جارتان، نجد أنّ للعراق أهمية كبيرة بالنسبة لها،ولكن بعد التصريحات الأخيرة للمالكي شهدت العلاقات بين الدولتين نوعاً من التشنج و التوتر،ولكن علاقات تركيا مع اقليم كوردستان ارتقت الى مستوى من التطور في الفترة الأخيرة،وهناك تقارب أكثر بينهما يوماً بعد يوم،بحيث اذا أرادت تركيا أنْ تخيّر بين العراق واقليم كوردستان لأختارتْ الأقليم حتماً،كما نجد أنّ الأنتربول تلاحق الهاشمي في الوقت الحاضر ولكن تركيا لن تنوي تسليمه حيث أكدتْ انها لن تسلّم أي شخص تسانده هي،وتم اعتبار هذا الموقف على الصعيد الدولي تحديّاً من تركيا،ويعني ذلك وجود تشنج و وتوتر في علاقاتها مع المالكي،لأنّ وجود الهاشمي في تركيا وعدم رغبة الأخيرة تسليمه اليه يعني تأزم اكثر في العلاقات بين الجانبين،وهذا هو قرار الحكومة التركية ،من جانب آخر أنّ تركيا تؤيد الرئيس البارزاني كثيراً وهذا يصب في مصلحة الطرفين، وبأعتقادي انّ النقطة الأساسية هي النموالأقتصادي الذي يشهده اقليم كوردستان،وعلى سبيل المثال تم في الأسبوع المنصرم افتتاح فندق ديوان بمدينة اربيل وهو مشروع مهم وكلفته 100 مليون دولار،ان المراقبين و قادة الدول في المنطقة يراقبون تلك المشاريع بدقة وجدية،واعتقد أنّ تركيا هي احدى تلك الدول،إنّ ايضاحات المالكي ازاء تركيا دليل على التقارب في العلاقات بين ايران و العراق،وبالرغم من كل هذا فإنّ العراق و تركيا دولتان بأمس الحاجة الى بعضهما، ومتأكد من أنّ مشروع (نابوكو) لن يلق النجاح طالما هناك توتر في اوضاع العراق،وهي ايضاً لن تشترك في مشروع من هذا القبيل،ولااعتقد أنّ الأمر سوف يصل الى حد الأقتتال و الصدامات،هنا أود أنْ أذكر شيئاً آخر لو أُجري في نهاية هذا العام استفتاء لأستقلال كوردستان ، عندئذٍ من المحتمل أنْ نرى نوعاً من التحرك في المنطقة،وحول هذا الجانب أعتقد أنّ اقليم كوردستان منطقة صغيرة ولايملك منفذاً بحرياً وأنّ استقلاله في هذا الوقت بالذات ليس في صالح تركيا،ولكن نجد اليوم أنّ الفكرة التي طرحها توركوت اوزال عام 1990 حول انشاء نظام فدرالي مع الكورد سوف يتحقق ،ولكن تحقيقه غير معلوم في الوقت الحاضر، واعتقد أنّه متى ما تم الأعلان عن كوردستان مستقلة فإنّ تركيا سوف تنظم علاقاتها وفق هذا التغيير،واعتقد أنّ هذا يتعلق ايضاً بكورد تركيا بشكل مباشر أي أنّ الحكومة التركية تسعى من خلال تعزيز علاقاتها مع اقليم كوردستان الى زيادة تأثيرها الأقتصادي و السياسي في المنطقة وهذا حدث تأريخي جديد لم يكن موجوداَ من قبل،ولاتستطيع تركيا الآن تجاهله،سيما أنّ السيد نيجيرفان بارزاني هو الآن رئيس لحكومة اقليم كوردستان،وسيادته هو احدى الشخصيات التي لها تقدير كبير في تركيا وفي اوروبا وأحد السياسيين الناجحين المحنكين،وبدون شك فإنّ انتخابه مرة أخرى و كذلك زيارته الى تركيا تشكل أهمية كبيرة وتنعكس ايجاباً على العلاقات الثنائية وخاصة في المجالين الأقتصادي و الأجتماعي وسوف يكون لها تأثير على تعزيز العلاقات السياسية مستقبلاً،اعتقد أنّ هذا التحول يعتبر مهماً وأنّ تركيا تتطلع اليه بأستمرار، لذا فإنّ زيارة سيادته مهمة جداً لأنّه كلما زاد مستوى الحوار والأنشطة الأجتماعية بين الطرفين كلما توفرتْ فرص التعايش والسلام أكثر وعلى تركيا عدم تفويت هذه الفرصة ابداً).
Top