• Thursday, 25 April 2024
logo

سوريا تتجه نحو أوضاعٍ أكثر دموية..فلا الأسد يتنازل ولا المجتمع الدولي يتحرك بأتجاه الحل

سوريا تتجه نحو أوضاعٍ  أكثر دموية..فلا الأسد يتنازل ولا المجتمع الدولي يتحرك بأتجاه الحل
ترجمة/ بهاءالدين جلال
رغم أنّ التدخل العسكري لن يؤدي الى نتائج ايجابية في كل الحالات،ولكن تأريخ الدكتاتوريين بشكل عام و النظام البعثي خصوصاً يذكر لنا أنه حتى اذا جرى تدخل عسكري ولم يكن الهدف منه هواسقاط النظام،فإنّ النظام البعثي مستعد لقتال الشوارع ولن يستسلم بسهولة،والنظام البعثي البائد في العراق نموذج حي للوضع الحالي في سوريا،لأ نّ تأريخ مثل هذا النظام يبيّن لنا حقيقة الا وهي أن الأنظمة البعثية تمتلك مناورات عجيبة مع المراقبين الدوليين و استغلال معاناة الشعب لرفض العقوبات الأقتصادية،وهاتان الوسيلتان لايمكنهما اسقاط النظام و لاتحثان الشعب على اسقاطه بنفسه،وفي هذه الحالة فإنّ المجتمع الدولي يسلك طريقه التقليدي ضد نظام الأسد مثلما سلكه في اسقاط النظام العراقي البعثي،والذي لايجدي نفعاً غير اضاعة الوقت فقط، كما أنّ ارسال المراقبين الى سوريا والذي وصل 50منهم لحد الآن من مجموع 300 مراقب هو الأخر لم يتمكن فقط من تهدئة الأوضاع المتأزمة بل زاد من حدة اعمال العنف حتى وصلت الأمور الى ظاهرة التفجيرات الأنتحارية،ولهذا نجد في هذا الأطار أنّ الأوضاع في سوريا والتي تتجه يوماَ بعد آخر الى الأسوء أدتْ الى تدني الثقة بالمراقبين،وفي اطار ذلك وتفاقم العنف بعد وصول المراقبين الأجانب الى سوريا،سألنا البروفسور جارس كوردن ماكدونالد استاذ القانون الدولي و سياسة الشرق الأوسط و المسألة الكوردية في جامعة فلوريدا اتلنتيك وقد تحدث عن هذا الجانب قائلاً: (( متى ما خيمتْ الأضطرابات على الأموروفشلت الدولة فإنّ وضعاَ مأساوياَ سيئاَ سوف يستجد،يجب ايقاف العنف القائم حالياً.وبالرغم من اتهام الأمم المتحدة و الأطراف بتحمل تبعيته فإنّه من الضروري جداً ايقاف اعمال العنف في هذا البلد،لأنّ المدنيين العزل هم الذين أصبحوا ضحايا وتعرضوا الى حالات العوق من الجانبين،المجتمع الدولي يحاول وضع حد لأعمال العنف ولكن عندما تتهاوى الدولة و يغيب القانون و النظام فإنّ ذلك يستوجب عملاَ شاقاَ، وذلك لأنّ الجانبين يساورهما القلق و الخوف. ولكن المكونات الأخرى كالمسيحيين و الكورد و المجاميع من الأقليات العرقية فإنّهم يقعون بين مطرقة حرب العلويين وسندان العرب السنة،اذاّ لاتوجد اجابة سهلة لهذه المسألة،ليست لدي أية وصية غير ايقاف العنف من قبل الطرفين،فمثلاَ الولايات المتحدة الأمريكية استطاعت عبرمشروع الملاذ الآمن انشاء منطقة آمنة في (شمال) العراق والتي ساعدتْ في انقاذ أرواح الألاف من الناس، ومن الناحية التأريخية تبنى هذه الملاذات في المناطق الحدودية،في الحقيقة أنه مشروع يساعد الناس على المدى القصيرولكنه ليس حلاَ على المدى البعيد،وذلك لو بنيتْ تلك المناطق فإنّ الذين سوف يأوون اليها يجب أنْ ينأون عن العنف،وعلى سبيل الأمثلة التأريخية نستطيع القول أنّه متى ما تم انشاء منطقة محايدة بين الأطراف المتقاتلة و احترمها جانبا القتال،فأنّ ذلك يؤدي حتماَ الى نتيجة ايجابية ،وحول اوضاع الكورد اعتقد انّهم يعيشون الآن في اوضاع مزرية،لأنهم يواجهون احتمال تعرضهم الى الأعتداء من الجانبين وهم يتفادونه وفق الممكن،انّ انعدام التعاون بين المجاميع المعارضة هو مشكلة حقيقية والحاجة تدعو الى التسامح من الجانبين من اجل ايقاف العنف واعلان وقف اطلاق النار والوصول الى حل سلمي،وينبغي أنْ لا يخشى أي طرف من التعرض للعقوبات من قبل الطرف الآخر والاّ سوف لن يندفع أي منهما الى ايقاف العنف،وهذا بحاجة الى وجود قيادة دولية،وهناك احتمال بتحسن الأوضاع أو التوجه نحو الأسوء،لذا اعتقد لو يتخذ المجتمع الدولي موقفاً يدون تفضيل مصلحة طرف على طرف آخر فأنه حتماً يصب في صالح الحل السلمي للأزمة، إنّ اوضاع سوريا الآن اكثر توتراَ بالمقارنة مع دول الربيع العربي الأخرى،وخاصة بسبب وجود المجاميع العرقية و الدينية المختلفة،في الحقيقة إنّ تحقيق الحل السلمي يحتاج الى احترام كرامة الانسان من الجانبين)).
ولكن صمت المجتمع الدولي واضاعة الوقت لمواجهة تفاقم حدة العنف هما السبب في تعقيد الأزمة ،وبهذا الخصوص يقول البروفسور جاميس جونز استاذ القانون الدولي في جامعة ويكونسين في تصريح خاص ل(كولان): (( لدي شكوك حول موقف المجتمع الدولي في الحقيقة أنه غير موحد في اتخاذ أي خطوة ازاء المسألة،وبصراحة أكثر اقول أنّ موقف المجتمع الدولي ليس موحداَ في القضية السورية على غرار مواقفه السابقة حيال بعض الحالات كحالة ليبيا الذي فرض فيها منطقة منع الطيران،ولكنه لم يصل لحد الآن الى اجماع نهائي بشأن انشاء ملاذ آمن في سوريا والذي أعتبره خطوة مهمة،ولكن المجتمع الدولي لم ينجح في هذا الأجراء ، كما لاحظنا هذا الفشل في دارفور حيث لم يتمكن من انشاء الملاذ رغم الخسارة الكبيرة في الأرواح – وينتظر وقوع مزيد من الضحايا قبل اتخاذ أي خطوة بهذا الصدد،وفي الحقيقة فمن منظور البعض ،الذي يتعرض الى الفناء أمثال شعب دارفور أو حتى الكورد هي مجاميع صغيرة !!، اذاَ المجتمع الدولى قلق في هذا الجانب و يقف بمنأى عنه)). انّ هذا الأنحباط الذي أشار اليه البروفسور جاميس جونز يأتي من منطلق أنّ المجتمع الدولي انتهك شرعيته بنفسه،لأنه في بعض الأماكن التي شملها الربيع العربي لم يراع فيها اتباع القانون الدولي في مسألة التدخل بالشكل المطلوب،أنا لاأتفق مع التدخل العسكري،ولكنني أعتقد أنّه من الضروري الضغط على الطرفين من قبل اصدقائهما بهدف ايقاف العنف و الوصول الى حل سلمي،احياناَ عندما يستمر النزاع فإنّ القانون الدولي سوف يوفر الوسائل التي تؤدي الى انهائه بين الطرفين كذلك المجتمع الدولي و الأمم المتحدة تطرح خيارات أخرى أمام المتحاربين للغرض ذاته،وأملي أنْ يتم اللجوء الى الخيار السلمي،اعتقد أنّ تركيا تستطيع أنْ تلعب دورالمساعد في هذا الجانب،وفي الحقيقة أنّ دول الجوارتستطيع المشاركة في بعض جوانب المشكلة،لوجود مصالح اقتصادية وقد تنعكس على طرفي النزاع،أتوّقع دخول اللاجئين السوريين الأراضي التركية وهذا يسبب بعض المشكلات،وبأمكان المجتمع الدولي مساعدتهم في هذا الأمر،كما أعلق الآمال على الدول الجارة لسوريا في اتخاذ خطوات مناسبة من شأنها ايقاف القتال،واعتقد أنّ تركيا في موقع أفضل من جاراتها للعمل و الضغط على المجتمع الدولي من اجل انهاء الأزمة سلمياَ))
Top