• Tuesday, 23 April 2024
logo

المجتمع الدولي مستاء من نظام الأسد وبأنتظار تقارير المراقبين

المجتمع الدولي مستاء من نظام الأسد وبأنتظار تقارير المراقبين
ترجمة/ بهاءالدين جلال

لم ينجح أحد في وصف بشار الأسد والنظام السوري مثل وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، حيث أشار خلال الندوة التي نظمها له مركز الدراسات الستراتيجية الدولية (CISS) أشار الى أنهم كانوا يتوقعون من الأسد أنْ يقوم بتقليد كورباجوف، ولكن للأسف أنّه أخذ يقلّد ميلوسوفيج،ويقصد أوغلو في هذه الأشارة الى أنّ الأسد يقوم بأبادة شعبه مثلما فعله ميلوسوفيج، وفي الوقت ذاته إنّه طعن واضح للمجتمع الدولي بأنه يقف مكتوفة الأيدي ازاء اتخاذ قرار من شأنه إنهاء تلك المذبحة،والآن وبعد مرور شهرين على حديث أوغلو هذا،صحيح أنّ الأسد قد وافق على مقترح عنان وأرسل المجتمع الدولي عدداً من المراقبين الى سوريا ولكن الأوضاع تتجه يوماً بعد يوم الى الأسوء،مع أنّ متحدث البيت الأبيض جون ارنست قد أعلن أنهم يشعرون بخيبة أمل كبيرة ازاء تصرفات الأسد لوقف العنف وفي الوقت ذاته أشار الى أنّ صبرهم بدأ ينفذ،ولكن العبارة الدبلوماسية التي استخدمتْ من قبل المجتمع الدولي بالنسبة لنظام الأسد هُدّد بها بشأن الأزمة و العنف في سوريا لم تؤد الى أي نتيجة مرجوة وهذا مازعزع الثقة في نفوس المراقبين الدوليين بأنّه لايمكن الأعتماد على تلك العبارة حول اتخاذ موقف دولي موحد حيال الأسد وانقاذ الشعب السوري من معاناته و ايقاف حمام الدم الحالي في بلاده.
الأمم المتحدة تتهم الأسد بالأنتهاكات
قبل اسبوع اعلن السفير ادوارد كونيم الذي كان سفيراً للولايات المتحدة الأمريكية في الأردن حتى عام 2005 اعلن في مقابلة خاصة أنّه في النهاية سوف يُهمل الأسد مقترح عنان ويضطر المراقبون الدوليون الى مغادرة سوريا،وهذه الحالة بالنسبة لنا و بأعتبارنا نعيش في العراق ولنا تجربة لمدة 11عاماً مع وجود المراقبين الدوليين للبحث عن اسلحة الدمار الشامل، نلاحظ أنّ تقارير المراقبين يمكن أنّ تؤدي الى احداث هجوم عسكري لأيام قليلة،كما حدث في عهد كلنتون و بلير حيث شُنّ هجوم عسكري على العراق لبعض الأيام ثمّ توقف،لذا عندما يجري الحديث عن المراقبين الدوليين وعزم الأمم المتحدة ارسال 300 مراقب الى سوريا وقبله ارسلت الجامعة العربية عدداً من المراقبين ولكنها لم تجد نفعاً، وفي هذا الأطار سألنا البروفسور اليكسندر طومبسن استاذ العلاقات الدولية في جامعة اوهايو و المتخصص في شؤون الشرق الأوسط،الى أي مدى يؤثر وجود المراقبين الدوليين على الأوضاع و كيف يمكن لتصريحات بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة حول عدم التزام بشار الأسد بمقترح أنان أن يحفّز المجتمع الدولي للأقدام على اتخاذ خطوة أكبر بشأن هذه المسألة؟وفي معرض رده على السؤال قال ل(كولان): ((اعتقد أنّ الهدف من ارسال المراقبين الدوليين هو الأمل في قيام بشار الأسد بتقليل اعمال القمع خوفاً من المجتمع الدولي و المراقبين،واعتقد أنّ هذا هو جزء من الستراتيجية وهي عبارة عن ارسال المراقبين الى سوريا لكي يكون ذلك ذريعة لمجلس الأمن الدولي في حال قيام قوات الأسد بالهجوم على المراقبين حتى يتقدم في اجراءاتها و يساعد اعضاءه والذين يؤيدون التدخل ومن ثم يُهزم كلاَ من روسيا و الصين المعارضتين،ورغم ذلك لايمكن توقّع امور أخرى من المراقبين،ولاتنسوا أنّ المراقبين لم يصل جميعهم الى سوريا بعد، لأن المجلس الأمن الدولي عندما قرر ارسال 300 مراقب الى هذا البلد فإنّ عملية وصولهم قد تحتاج الى بعض الوقت ،وفي الحقيقة فإنّ هذا العدد لايكفي لبلد يبلغ عدد سكانه اكثر من 20 مليوناً،وبرأيي هناك احتمال في أنْ يجري تغيير تدريجي،ولكن ليس من الشرط أنْ يكون التغيير جذرياً، وبالنسبة لموقف بان كي مون ،لقد قرأت ذلك في الصحف بأنّ سوريا قد أخلَتْ بخطة السلام،واعتقد أن المراقبين يكتبون في تقاريرهم ايضاَ بأنّ نظام الأسد نفّذ فقط عدداَ قليلاَ من نقاط الخطة وأخلّ بالكثير منها،ويعتبرارسال الأمم المتحدة مراقبين محايدين الى سوريا من الأمور المهمة وذلك بغية الأطلاع عن كثب على مايجري على أرض الواقع و بقائهم كشهود عيان على الأحداث،كما اعتقد أن ارسال المراقبين يُعزّز مكانة الدول المؤيدة للتدخل في سوريا ويُضعف مكانة الدول التي تعارض التدخل،وسبب من أسباب عدم التدخل هوالخشية من حدوث كارثة انسانية ، لذا من الضروري أنْ ننظر الى المسألة من منظور مساندة التدخل في سوريا الى أنّ الآلاف من المواطنين لقوا حتفهم حتى اليوم،ومن جهة أخرى يجب أنْ لاننسى بأنّ خطة كوفي عنان لاتتضمن نقطة تشير الى تنحي الأسد عن السلطة،لذا يمكنني القول بأنّ مجلس الأمن والمجتمع الدولي يؤيديان ايقاف العنف اكثر من رغبتهما في تغيير النظام، وعندما تقولون إنّ خطة عنان فشلتْ،اعرف ماتقصدون بذلك،ولكن أعتقد أنّ الخطة كانت ناجحة الى حدما لأنّ كوفي أنان تمكن في ظل رعاية الأمم المتحدة و الجامعة العربية الذهاب الى سوريا و ارغام الأسد على توقيع خطة السلام، المسألة وصلت الى مرحلة نتأكد من خلالها هل أنّ الأسد سيلتزم بنقاط الخطة أم لا ؟ الواضح هو أنه لم يلتزم بها،لذا نستطيع القول أنّ الخطة قد فشلت من جهة ومن جهة أخرى تعدّ مهمة جداً لأن ماقام به كوفي عنان كان اختباراً أمام الأسد للأطلاع على عدة خيارات،ولكن الأسد أخلّ بها،لذا فإنّ هذا الأمر يُضعف مكانة بعض الدول أمثال روسيا و الصين اللتين تعارضان التدخل ،كما يُزوّدنا بمعلومات أوفر لمعرفة نوايا الأسد،واليوم قد بات الأمر اكثر وضوحاً حيث أنَ الأسد ينوي البقاء في السلطة ويواصل القمع من أجل ذلك)).
انّ هذا التوجه للبروفسور تومبسن اشارة الى أنّ المجتمع الدولي سوف يضطر الى التدخل في سوريا،ولكن بعض المراقبين الآخرين يعتقدون أنّ تلك المناورات للمجتمع الدولي ازاء سوريا هي من اجل أنْ لايتدخل ولن يهدر الوقت حتى يصل الأمر الى انهيار نظام الأسد من الداخل،البروفسور اوموت اوزكيريملي استاذ العلوم السياسية في جامعة اسطنبول و المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات التركية اليونانية ،لايرى بأنّ ارسال المراقبين الى سوريا سيؤدي الى وضع حد للعنف فيها،بل يريدون تحذير بشار الأسد للقيام بهذا الأمر بنفسه من دون التدخل،وحول هذا الجانب وفي تصريح خاص ل(كولان) قال: ((اعتقد أنّ المجتمع الدولي قد أرسل المراقبين الى سوريا من اجل ايقاف العنف، يريدون أنْ يقوم الأسد بنفسه بهذا الأجراء من غير التدخل الدولي،لأنها هي المرة الثانية يذهب فيها المراقبون الى سوريا،ولكن دون جدوى،لذا من الممكن ارسال المراقبين من تركيا الى هذا البلد ومن شأن ذلك انشاء ملاذ آمن للنازحين داخل الأراضي السورية،وبأعتقادي أنّ المجتمع الدولي مع ايقاف اراقة الدماء في سوريا فقط عن طريق التصريحات و الخطابات،ويقصد بذلك عدم التدخل المباشر فيها،ويعود ذلك الى أنه وصل الى قناعة بأنّ اسقاط النظام السوري ليس بالأمر الهين،لذا أرى أنّ ذلك هو فقط قضاء للوقت من قبل المجتمع الدولي،وأقولها بصراحة أنني لاأثق بالمراقبين الدوليين لأنهم لا حول لهم ولا قوة، لقد مر عام على هذه الأوضاع في سوريا وبشار الأسد غير مستعد للأنصياع الى دعوة المجتمع الدولي ولا حتى الى التنسيق معه،وتساورني الشكوك ايضاً بأنّ تركيا هي الدولة الوحيدة التي اعلنت استعدادها للتدخل في سوريا ولكنني اعتقد أنها لن تلقى النجاح لوحدها،لأنّ التدخل يؤدي الى المزيد من اراقة الدماء،وبدلاً من ارسال المراقبين و فرض العقوبات الأقتصادية والتي لاتجدي نفعاً هي الأخرى كونها تضر بالمواطنين فقط وليس بالنظام، من الضروري أنْ يكون هناك اجماعاَ بين الناتو و قوات التحالف الدولي ومعها الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و فرنسا وتركيا للتدخل في سوريا)) .
التدخل الدولي كأحتمال بعيد
كانت تركيا الدولة التي يُعتقد أنها سوف تصبح ممراً اقليمياً للتدخل الدولي و انهاء الأزمة الدموية المستمرة في سوريا منذ عام،ولكن المجتمع الدولي مازال صامتاً،وحول هذا الصمت الدولي سألنا البروفسور عماد الدين أحمد رئيس مركز منارة للحرية(Minaret of freedom institute)في امريكا وحامل جائزة الديمقراطية لعام 1988،حيث عبر عن رأيه حول الأوضاع السورية و موقف المجتمع الدولي ل(كولان) قائلا: (( كل الأطراف، بغض النظر عمّا لديها من نوايا على مدى البعيد،متفقة على أنّ ارسال المراقبين هو الخطوة الضرورية الأولى لكشف الحقائق وبيان ما يحدث على أرض الواقع،بعض الجهات تأمل في ايجاد حل للمشكلة عبر الحوار، وأخرى تعتمد على نوع من التدخل العسكري،وبين هذين الموقفين هناك وجهات نظر أخرى،ولكن المفهوم هنا هو ضرورة ارسال المراقبين من اجل نقل الحقائق الى المجتمع الدولي ، لأنّ هناك تناقضاَ حول تلك الحقائق،والسبب هو ما يُعرف بأنّ ارتفاع العنف من قبل النظام السوري يعود الى وجود مسلحين و عسكريين بين المتظاهرين،وحتى وجود مسلحين من القاعدة الذين يزيدون من العنف ،كما أنَ الميليشيات المنشقة من جيش النظام تدّعي بأنّ التظاهرات تسير بشكل سلمي والنظام هو الذي يمارس العنف،وهذا هو أول خطوة بالنسبة الى المراقبين لأعداد التقارير بشأنها وذلك بهدف الحصول على اجماع المجتمع الدولي لأي خطوة اخرى قد تُتّخذ لاحقاً،لذا لاأعتقد أنّ المجتمع الدولي وقف صامتاً بل أنّه قد انقسم على نفسه،ولكن اذا بقي النظام مستمراَ على نهجه الحالي فإنّ هذا الأنقسام سوف يتضائل، ولكن على المدى البعيد تبقى المواقف المختلفة على حالها بشأن الأعمال القمعية التي تمارسها الأنظمة الأخرى ضد أي أنتفاضة سلمية،أي يظهر هناك منْ يدعو الى التدخل العسكري، وآخر يدعم بترك المسألة الى الشعب،وآخرون يدعمون فرض العقوبات المختلفة على النظام،أو منْ يؤيد انشاء منطقة منع الطيران و لا أظن أنها قد تجدي نفعاً للوضع الراهن في سوريا أم لا ،لو نظرنا الى ليبيا فإنّ أسوء النتائج تمخضت عن التدخل فيها بالرغم من أنّه كان تدخلاَ قياسياَ،وكذلك سقوط نظام صدام حسين ، فإنّ الأوضاع التي تلت السقوط هي بعيدة عن الأوضاع المثالية،ولو نظرنا الى العقوبات المفروضة على ايران،لم تؤد حتى الآن الى نتائج ايجابية،بحيث لم يتمكن الراغبون في اسقاط النظام و لا الذين يدعون الى اجراء اصلاحات داخلية من الحصول على ماكانوا يقصدونه،حتى العقوبات المفروضة على العراق فأنها بقدر ماكان لها تأثير على الشعب العراقي لم يكن لها تأثيرعلى صدام و المقربين منه،ولو نظرنا الى تونس و التجربة المصرية وهي تجربة خاصة لوجدنا أنّ بعض الأطراف الدولية كانت تدعم الجيش في ترك النظام،وبما انّ الجيش غير مستعد للأستغناءعن هذا الموقع الخاص و الموجود في الدكتاتورية العسكرية،ولكن مع هذا فإنّ الاوضاع في مصر تسير بأتجاه ايجابي حيث شهد أقل عنفاَ مقارنة مع الدول الأخرى)).
وفي الأطار ذاته وكأقل تقدير لسقوط نظام الآسد وبديله و أوضاع مختلف المكونات السورية والكورد أحد ابرزها ولايمتلك لحد الأن حق المواطنة،يواصل البروفسور عمادالدين حديثه: ((مسألة بديل بشار الأسد مسألة تناقشها مجموعات الأطراف من المجتمع الدولي في حساباتها،ولكن هناك اعتبارات أخرى في تلك المسألة،وعلى سبيل المثال علينا معرفة ما حدث في الأجزاء الأخرى من العالم،عندما أُسقطتْ الأنظمة بغية وضع الأعتبارات في الحسبان،احدى هذه المسائل هي مسألة الأقليات،ليس فقط على المستوى الطائفي و التقسيم الشيعي و السني،لأننا نعلم أنّ العلويين هم الذين يحكمون سوريا،وهم أقلية لذا يجب معرفة مصيرهم بعد الثورة،كما هناك أقلية مسيحية كانت لها علاقات جيدة مع العلويين،و لايُعرف مصيرها اذا ماحدثتْ الثورة،اذن المعلوم هو النظر الى سوريا كعدو ولكن موقف الجميع هو أنّ عدو معروف خير من آخر غير معروف،هذا في الوقت الذي يتراجع فيه نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية و تحدث الأنتفاضات والعمليات الديمقراطية في العالم العربي،وصحيح أنها تعتبر سوريا عدواً ولكنها عدو تمكنت من ادارتها و لاتعلم من سيكون البديل له،أقول أنّ الأوضاع في سوريا حرجة و خطيرة والنتيجة الأيجابية التي قد تظهر هي حدوث الأنشقاق في الجيش السوري،بشكل يؤدي الى انهيار نظام الأسد،كما حدث في ايران،عندما لم يقبل جنود الشاه اطلاق النار على المتظاهرين،واعتقد أنّ هذا يحدث في سوريا الى حدما،وفي الحقيقة هناك تطورات أخرى من المحتمل حدوثها ولكنها قد تكون خطرة على الشعب السوري وعلى استقرار المنطقة،لذا في مثل هذه الظروف يتحتم التفكير في حل المشكلات لما بعد سقوط نظام الأسد تفكيراً على المدى البعيد،ولكن الظروف الحالية لاتشجع على هذه الخطوة،الحقيقة فإنّ اوضاع الكورد في سوريا حالها حال أوضاع اقرانهم في العراق و دول المنطقة، والذي يُحتّم الأعتراف بتقرير مصيرهم،ولكن لحين الأعتراف بهذا الأمر فأنّ الكورد يعيشون في اوضاع حرجة بغض النظر عمنْ سيحكمهم،هل هو بشار الأسد أم اطراف أخرى،أم تحالف يتسم بالديمقراطية،هذه المشكلة موجودة في العراق ايضاً،وعلى سبيل المثال مستوى التطورات التي طرأت على الاوضاع بعد سقوط نظام صدام حسين تظهر جلياً بالنسبة لأوضاع الكورد وصولاَ الى حق تقرير المصير واعتقد أنّ الاحتمال ذاته يسري في سوريا)).
وفي هذا الأطار وحول احتمال التدخل في سوريا،يتفق البروفسور اليكسندر تومبسن مع البروفسور عمادالدين في أنه أمر مستبعد،وقد استطرد قائلاً(( لأعتقد الى هذا الحين قيام أي دولة بالتدخل في سوريا من غير موافقة مجلس الأمن الدولي، ولأظن قيام بريطانيا أو فرنسا بالتدخل لوحدهما،لأنهما تحتاجان الدعم من الولايات المتحدة الأمريكية،كما أنني لاأشعر بأي ارادة سياسية من الولايات المتحدة الأمريكية بشأن التدخل العسكري بدون موافقة مجلس الأمن الدولي والتحالف معه،ولكن من جهة أخرى اذاما اتجهتْ الأوضاع نحو الأسوء واعربت كل من روسيا و الصين عن استعدادهما للتدخل،عندئذِ اعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى بالتنسيق مع مجلس الأمن في استصدار قرار للمزيد من الضغط على الأسد،و نجد حالياُ أنّ العقوبات فُرضتْ على سوريا والوقت في صالح النظام،بأعتبار أنّ تلك العقوبات تضر بالشعب السوري يوماَ بعد آخر،لذا فإنّ الامور تسير نحو اتجاهين إمّا أنْ تضطر الدول الى التدخل في سوريا وانهاء الأزمة،وإماّ أنْ تعمل من أجل تطبيع واستمرار العلاقات مع النظام،لذا اعتقد أنّ العقوبات تضر بالمواطنين وفي هذا الجانب سيتعرض المجتمع الدولي الى الفشل)).
ولكن البروفسور اوموت اوزكيريملي يتشكك في قيام المراقبين بنقل الحقائق الى المجتمع الدولي،وفي الوقت ذاته يعتقد أنّ تركيا لم تقف صامتة بل كان لها موقف واضح،وحول هذا الجانب وفي اطار حديثه قال: ((مع أنني لستُ متأكداً من أنّ النظام في سوريا يفسح المجال الكافي للمراقبين للوقوف على الحقائق كما هي،ولكن نفرض أنهم تمكنوا من ذلك،الاّ أنّ السؤال هنا هو كيف يكون موقف دول المجتمع الدولي التي تؤيد النظام السوري؟بأعتقادي أنها المشكلة الكبرى،لأنّ روسيا وايران هما المشكلة الرئيسة في هذه المعادلة، وفي الوقت ذاته لن نستبعد الصين،ولكن روسيا وايران قد أيّدتا سوريا بشكل أساس،لأنّ عموم الدول والمجتمع الدولي بشكل عام كانت متأكدة من أنّ بشار الأسد لايستطيع الأستمرار لأكثر من 3-6 أشهر لأنه لايمتلك مصدراً مالياً كافياً يؤهله للأستمرار،ولكن ها قد مضى عام و يُعتقد أنه لازال قوياً و بأمكانه فرض سيطرته على البلاد،والأسباب تعود الى: أولاً: لاتزال الدول الخارجية تقدم له التمويل المالي،ثانياً:أنّ المجتمع الدولي يحتاج الى تفكير أعمق في هذا الجانب لأنّ كل المواطنين السوريين لايقاومون النظام وهناك منْ يؤيده ولم تشارك الأغلبية من الناس في مواجهة الأسد،وذلك لأسباب كثيرة منها خشية الكثير منهم في المقاومة أو أنّ الجيش مازال يؤيد النظام الى جانب أسباب أخرى،ولكن السبب الأساس هو مواقف كل من روسيا و ايران،ولكن اذا عادت التقارير وأثبتتْ أنّ بشار الأسد لم يلتزم ببنود التفاقية، عندئذٍ من المحتمل أنْ تؤدي التقارير الى الضغط على روسيا من اجل التراجع عن مواقفها وتسمح للتدخل في سوريا على غرار القضية الليبية عندما وافقتْ على التدخل الدولي فيها،وحول الصمت التركي ،أعتقد أنّكم غير مطلعين تماماً على هذه المسألة،انها لم تصمت،لأنني اتابع يومياً المواقف التركية،أنها غير صامتة و أنها تتحدث الى حدما عن سوريا، والشيء الوحيد الذي لم تفعله تركيا هو التدخل العسكري،والكثير من المواطنين ومن ضمنهم أشخاص في الحزب الحاكم متفقون على التدخل السريع،ولكن السياسيين و و المثقفين والرأي العام التركي غير موافقين على تدخل تركيا بمفردها،وأنا متفق مع ذلك،كما أنّ وزير الخارجية داودأوغلو كان له حديث شديد اللهجة أمام البرلمان ، لم يدين فقط بشار الأسد بل دان أركان نظامه كاملة،حيث قال:إنّ تركيا تقود موجة تغييرات ولكن المشكلة تكمن في كيفية تحقيقها، وهذا دليل على أنّ تركيا سوف يكون لها دور قيادي وتؤمّن ممراً في حال حدوث التدخل في سوريا،ولكن المشكلة هي أنّ أي طرف لم يبد رغبته في الأنضمام اليها في هذا الأمر،كما أنّ الجيش التركي لايتمكن من الدخول بمفرده و المكوث في سوريا لفترة طويلة،وآخر مرة كانت في عام 1974 عندما تدخلت في القبرص و نتعامل الى يومنا هذا مع هذه القضية،كما لايمكن أنْ ننسى المسألة الكوردية ، انتم تتصلون بي من اربيل ومطلعون اكثر مني على هذه المسألة، انها في غاية التعقيد،لذا على الحكومة التركية أنْ تكون حذرة،ولكن هذا لايعني أن تبقى صامتة،ولو تابعنا الصحف التركية لوجدنا أنها غير صامتة،قبل اسبوعين قام جيش بشار الأسد بقصف المناطق الحدودية داخل تركيا حيث مجمعات اللاجئين، واعتبرتْ تركيا هذه العملية تدخلاً،وعل اثر ذلك دعا طيب اوردوغان الناتو ليكون لها رد فعل، لأنه بموجب اتفاقية الناتو عليها التدخل ضد نظام الأسد،لآنّ الأخير هاجم دولة هي عضو فيها،ولكن لم يحدث التدخل ولم يُعلن أي موقف ازاءهذه المسألة،واذا ماأراد المجتمع الدولي التدخل فإنه يفعله في غضون شهرين حتى من غير انتظار قرار من الأمم المتحدة على غرار ماحدث في ليبيا و العراق و أفغانستان.الأمريكيون في وضع حرج جداً لقد سحبوا قواتهم من العراق،ومازالوا في افغانستان كما أنّهم الآن بصدد الأنتخابات،لذا فإنّ اوباما لايريد أنْ يُعرّض كل الأمور الى التهديد، لذا فالمفهوم المهم هو وبرأيي عرضه في مجلتكم- قلق المجتمع الدولي ليس بسبب الخوف من الأسلاميين أو من شيء آخر، بل أنّ قلقهم يتعلق بالمصالح السياسية لبعض الدول التي عقّدتْ الاوضاع في الوقت الراهن)).
Top