• Friday, 26 April 2024
logo

زيارة البارزاني الى واشنطن تحول أيجابي في العلاقات بين أقليم كوردستان وبين الولايات المتحدة

زيارة البارزاني الى واشنطن تحول أيجابي في العلاقات بين أقليم كوردستان وبين الولايات المتحدة
ترجمة: دارا صديق نورجان


حول الدعوة الرسمية التي وجهها السيد باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الى السيد مسعود بارزاني رئيس أقليم كوردستان لزيارة واشنطن تحدث السيد ديفيد فليبس المستشار السابق لوزارة الخارجية الأمريكية لمجلة كولان قائلا:
إن الولايات المتحدة الأمريكية متلهفة لأستقبال الرئيس البارزاني في واشنطن وستغدو زيارة سيادته حفلا وتحولا نوعيا في العلاقات الأمريكية الكوردية، وفرصة سانحة للحكومة الأمريكية لتأكيد دعمها الدبلوماسي وتحقيق الأهداف التي يناضل كورد العراق من أجلها منذ سنوات عديدة، ما يعني أن الدعوة هي بحد ذاتها اشارة الى الأهمية الستراتيجية لأقليم كوردستان وأستعداد إدارة أوباما للعمل مع البارزاني من أجل حل القضايا العالقة وترسيخ السلام والأستقرار في العراق ، هذا بالذات هو حديث ذلك الدبلوماسي الذي عمل، ولسنوات عدة، مستشاراًُ لوزارة الخارجية وأحد الباحثين الذين يدرسون ويراقبون عن كثب، ومنذ (10-15) سنة أوضاع الكورد في العراق وتركيا.. ما يعني أن وجهة نظر البروفيسور فليبس هي ليست توجها إعتياديا بل مطلع على مستوى النظرة الدبلوماسية للولايات المتحدة أزاء الكورد.. كما أبدى البروفيسور(مايكل أوهالون).


وهو أحد أكبر الباحثين في معهد(بروكينكز) المعروف ومختص في المسألة الكوردية و العراقية، أبدى لمجلة كولان رأيه في الزيارة وقال:
إن زيارة السيد البارزاني الى واشنطن هي بكل أطمئنان والى حد كبير، اظهار لدعم الولايات المتحدة الى أقليمكم، وقد تكون ورقة(ناعمة) للضغط على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ليقوم بمعالجة القضايا العالقة مع الأقليم.. غير أن هناك ثقة حقيقية بأنه كلما تصرف المالكي بصورة دكتاتورية أوسع، كلما أزدادت المخاوف وبالنسبة للتصرف الدكتاتوري للمالكي فأنا لا أعتقد أنه سيكون بذات الطريقة التي كان صدام يتبعها، بل سيكون أكثر كما تصرف مبارك أو الأسد، غير أن نتيجة أثنين من هولاء القادة كانت بكل أطمئنان سيئة للغاية.. نعم أن ما تذكرونه هو صحيح فهناك العديد من الأسباب والمسببات التي تقلقنا غير أن على الكورد أن يتحلوا بالصبر وليس أمامهم طريق أسلم من ذلك فالحرب أو الأقتتال هو أسوء بكثير من الوضع الذي نراه اليوم كما أننا لا نعتقد بأن الولايات المتحدة ستلجأ الى التدخل العسكري.. وعن رأيها في هذه الزيارة تحدثت الأستاذة(مارينا أوتاوا) مديرة البرامج السياسية للشرق الأوسط الى مجلة كولان بقولها: برأيي أن واشنطن هي ممتعضة كثيرا إزاء راهن الأحداث في العراق والتوتر القائم بين الحكومة المركزية وحكومة أقليم كوردستان ما يدفع بالبيت الأبيض الى التحاور والتباحث مع الرئيس البارزاني على أمل تهدئة الأوضاع تلك.. ثم أن الولايات المتحدة هي على أطلاع و علم كبير باالدور الذي أداه أقليم كوردستان وأن الكورد كانوا حليفا أفضل للولايات المتحدة. وكان للأقليم أقل نسبة من المشكلات في حين كانت سائر أنحاء وأقسام العراق في أوضاع غير ملائمة وأزاء ذلك فأن المهم أن يدرك الكورد بأن الولايات المتحدة راغبة في بقاء أقليم كوردستان ضمن اطار العراق . . أو بمعنى آخر أن الولايات المتحدة قد شعرت بالقلق عندما تحدث الرئيس البارزاني عن أستقلال كوردستان لأن ليس من مصلحتها أن تنفصل كوردستان عن العراق...

وفي حديث خاص لمجلة كولان تحدث الأستاذ(ستيفن زونزس) أستاذ العلاقات الدولية في جامعة سانفرا نسيسكو والمؤرخ والمنظر الدولي في مسألة الشرق الأوسط، عن مغزى زيارة رئيس أقليم كوردستان الى الولايات المتحدة قائلا: هذه الزيارة إنما هي تنويه الى أن إدارة (أوباما) قد توصلت الى قناعة مفادها عدم جواز أهمال قلق وأمتعاض الكورد و العراق وأن الولايات المتحدة تأخذ ذلك بنظر الأعتبار من حيث سياستها الستراتيجية هي.. فضلا عن رؤيتي بتناقص وتراجع نفوذها ، عن السابق، على العملية السياسية في العراق، كما أن المسألة متعلقة بحاجة المصالح الأقليمية ومراعاة أمتعاض القيادة الكوردية وقلقها.. والسائد أن الولايات المتحدة هي راغبة بصدق في أستقرارها لأن كل القوى العظمى قد رغبت على مدى التأريخ في أستقرار المنطقة ، ما يجعل أندلاع حرب داخلية جديدة خبرا سيئا لمصالح الولايات المتحدة في العراق وفي عموم المنطقة...
وأن أقصى ما تمتلكه الولايات المتحدة أزاء هذا الوضع هو الوقوف موقفا محايدا لتوصل سائر الأطراف الى أتفاق أو مساومة شاملة.
قد تفلح فيها أو تفشل، ثم أن الأوضاع لن تبقى كما هي الآن الى النهاية، غير أنها غير مستقرة في الوقت الراهن مع تخوف بأن تشهد مزيدا من التطرف، كما أن الولايات المتحدة ستكون ضد أية مساع فردية أحادية و دكتاتورية وتتخذ موقفا في غاية القوة أزاء مثل هذه التوجهات سيما التوجهات والتصرفات العسكرية والدكتاتورية.
(ضغوط الأمريكية لتنفيذ الدستور وتجنب الحكم الفردي.
لقد حدد رئيس أقليم كوردستان في كلمة التي القاها بمناسبة أعياد نوروز وبكل صراحة ووضوح القضايا والمشكلات التي تشكل عائقا أمام العملية السياسية في العراق ومساعي أتباع التفرد ما يحتم على رئيس أقليم كوردستان مواجهة شعب كوردستان بكل القرارات في حال عدم أستعداد الحكومة العراقية لمعالجة تلك المشكلات ، عن هذا الجانب يرى الخبراء والمختصون أن مشكلات العراق هذه ستكون المحور الأساسي لأجتماعات الرئيس البارزاني مع الرئيس أوباما، هنا يعود الأستاذ(ديفيد فليبس) ويضيف:
إن كورد العراق هم أفضل صديق وحليف للولايات المتحدة في العراق، فلا يمكن نسيان وزن الكورد وفي ذات الوقت فأن الولايات المتحدة تأخذ بنظر الأعتبار مصالح العراق طريقا لترسيخ الحرية والأستقلال فيه... كما أن أقليم كوردستان له سياسته الرسمية والمستقلة ويعتبر الكورد الدستور العراقي كستراتيجية حاسمة لحل ومعالجة مشكلاته وخلافاته في العراق ولا يزال هذا الدستور، والى يومنا هذا، هو أساس لمعالجة الخلافات ما يحتم على جميع الأطراف العراقية العمل معاً على أساس الألتزام بالدستور وبدفع وتشجيع من الولايات المتحدة من أجل تقدم البلد على أساس الفهم المشترك أي أنه ليس هناك من يتوقع أن يتخذ العراق طريقا آخر لمعالجة مشكلاته، فالدستور هو عبارة عن حكم حسم معترف به من قبل الجميع لحث الخطى نحو التقدم والأزدهار، واضاف:
أنا أتفهم أمتعاضكم وقلقكم لأن رئيس الوزراء(المالكي) والحكومة المركزية لم يبديا أية نوايا حسنة ولم يلتزما بالأتفاقات التي أقروها في السابق.. ومن المهم جدا أن يطرح الرئيس البارزاني أمتعاضه هذا أمام الرئيس أوباما ويؤكد من جديد التزام أقليم كوردستان بعدم أتباع طرق حل متطرفة لمعالجة القضايا والمعضلات التي قسمت العراقيين وتوجهاتهم.
وعن مخاوف أقدام رئيس الوزراء العراقي من جديد على الأنفراد في الحكم من جهة وتصحيح العملية السياسية في العراق من جهة أخرى قال فليبس: لا شك في أن من حقكم الشعور بنوع من الخيبة لأن رئيس الوزراء العراقي(المالكي) غير مستعد لتنفيذ الأتفاقات فلقد قاسى الكورد، وعلى مدى السنين والأجيال، من المحن والمآسي من أجل تحقيق أهدافهم وطموحاتهم القومية، والتي يضمنها الدستور وينوه اليها صراحة وأن التزام العراق بسيادة القانون ضمانة لتنفيذه لبنود الدستور، ويعكسه سيكون على أقليم كوردستان أن يبذل مساعيه لأيجاد طرق حل بعيدة عن العنف من أجل تحقيق أهداف الكورد في أطار عراق فدرالي وديمقراطي ويتم بسلطة لا مركزية للمركز وحكم محلي للأقليم، وضمانا لتحقيق ذلك فأن الولايات المتحدة ستستخدم برأيي، نفوذها وضغوطها لتأمين التزام العراقيين بأتفاقاتهم... وهو، أي الألتزام، يتعلق بالعراقيين أنفسهم وتنفيذها فيما بينهم لذا فأن عقد أي أتفاق كهذا الألتزام بالدستور سيكون من شأنه أن يعالج العراق الجديد مشكلاته عن طريق التحاور فلقد كان العراق(السابق) يعالج مشكلاته عن طريق القوة والعنف- فيما أدى الكورد في السابق دورا فعالاً وكبيرا في العملية العراقية.. ما يحتم عليهم مواصلة الألتزام بالحوار لمعالجة قضاياهم ما يجعلني أؤكد ثانية أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تلتزم بالدستور العراقي الآن و تكرره مستقبلا.
(لا أحد يقبل التطرف).
المشكلة الأساسية لرئيس الوزراء العراقي هي أنه يحاول إعادة العراق الى دولة مركزية وأحتكار جميع السلطات بيديه, ويحاول بأستثمار تقليل وحصر سلطات أقليم كوردستان أو أيجاد معوقات ومشكلات على طريق تطويره وإزدهاره، عن أستمرار المالكي على تصرفاته هذه تقول الأستاذة(مارينا اوتاوا) لمجلة كولان :
هذا موقف لن يقبله منه أحد وأضافت: برأيي أن الولايات المتحدة ستبذل ما بوسعها لمنع أنفصال اقليم كوردستان عن العراق وإن حدث ذلك فأن معظم الدول، وبما فيها الولايات المتحدة، سيرفضه على المدى البعيد، غير أنني أتوقع أن تبذل مساع دبلوماسية كبيرة لأقناع الكورد بعدم الأنفصال عن العراق، لذا فأنني ارى أن الرئيس أوباما سيسعى خلال زيارة الرئيس البارزاني الى واشنطن، لأقناعه بعدم أتخاذ قراره بالأستقلال ويمارس الضغط على المالكي في ذات الوقت لضمان التزامه بالدستور .
آمازيا بارام لمجلة كـــــــــــولان:
زيارة البارزاني الى واشنطن مهمة جدا و وقتها مناسب
الأستاذ آمازيا بارام الذي كان أحد الباحثين المعروفين والعالميين في مركز سابان لدراسات الشرق الأوسط. في معهد بروكينكز العالمي ويعتبر أشهر المحللين في الشأن العراقي وأحد الذين أستشارهم الرئيس بوش والأدارة الأمريكية قبل حرب تحرير العراق كان موضع لقائنا هذا بشأن الأوضاع المعقدة في العراق ومعضلات أقليم كوردستان مع بغداد و موقف الأدارة الأمريكية بصدد تلك الأحداث.
* تسير أوضاع العراق بعد الأنسحاب الأمريكي نحو أزمة سيئة مع تزايد تعقيد المشكلات بين أقليم كوردستان وبين بغداد فكيف تقرؤون هذه الأحداث في وقت يقوم فيه رئيس أقليم كوردستان بزيارة واشنطن؟
- أنا أرى في الواجهة عدة تقاطعات ستراتيجية سواء بالنسبة لأقليم كوردستان أم بالنسبة للولايات المتحدة أبتداء من حقيقة وجود خلافات بين سنة العراق والقائمة العراقية مع رئيس الوزراء نوري المالكي, هنا ليس بودي أن أتحدث عنه بسوء فهو يمر في مرحلة صعبة إلا أن قناعتي هي أنه يسعى ليصبح شخصا غير ديمقراطي.. وهذا بحد ذاته هو نبأ أو حدث سئ وبأمكان البارزاني والولايات المتحدة الضغط عليه ليعود ثانية الى أجراء مباحثات جدية مع السنة وبرأيي أن الكورد لا يثقون بالسنة غير أنني هنا أتحدث عن(العراقية) أصلا رغم وجود بعض الشيعة فيها... وهي بالأساس حليف طبيعي للكورد.. وأقولها صراحة أن أتخاذ المالكي خطوات بينة بأتجاه أن يكون شخصا غير ديمقراطي، هو مسألة يجب التحدث بشأنها وأيجاد سبيل مؤثر يمكن عن طريقه التأثير على المالكي لتنفيذ الأتفاق الديمقراطي الذي تم التوقيع عليه منذ سنة من الآن.. والذي تم على أساسه تشكيل الحكومة الحالية وهي مسألة مهمة بالنسبة للولايات المتحدة واليكم أنتم الكورد، لأنكم بأمس الحاجة أيضا الى رئيس وزراء يستمع اليكم أنتم والى(العراقية) وإذا ما تمكن المالكي الآن ايجاد شرخ بينكم وبين العراقية فأنه سيستطيع أن يعمل بكم ما يشاء و يولد مشكلة أخرى قد ترغب الولايات المتحدة التحاور معكم بشأنها وعليكم أن تفكروا بما ترغبون فيه.. وهناك مسألة أخرى قد تطرح خلال الزيارة وهي مختلف عليها حيث يقدم المالكي مساعدات سخية لبشار الأسد، وذلك ليس لأنه راغب في ذلك بل لأن ايران تمارس الضغط عليه، وأعود وأكرر ثانية أن بأمكان الكورد والولايات المتحدة أيجاد طريق حل يضمن أيقاف المالكي عند تلك الممارسة وهي مسالة لها أهميتها بالنسبة اليكم وللولايات المتحدة أيضا لأنكم لا تنوون مساعدة الأسد... هنا يتوجب علينا الأنتقال الى مشكلات الكورد لأن ما ورد ذكرها آنفا كانت مسائل عراقية بالدرجة الأساس.. وتحليلي الواقعي في ذلك هو أن هناك نسبة جيدة لا تقل عن 50% من أحتمال تتفكك سوريا خلال سنة أو سنتين أو ثلاث وهنا لا أقصد بالطبع أن تتحول الى دولة ديمقراطية بل أن يكون لمختلف مناطقها حكم ذاتي قوي ، وقد لا تبقى حدود سوريا على حالها، غير أنها في كل الأحوال لا تبقى كدولة ذات مركزية قوية وستكون لكورد شمال شرق سوريا علاقات أقوى، مما هي الآن، مع كوردستان العراق. وهو أمر أرى أن يتباحث فيه البارزاني خلال هذه الزيارة. وبعبارة أخرى أعتقد أنه سيكون من المفيد جداً أن يقنع البارزاني الولايات المتحدة بمنع حكم ذاتي لكورد سوريا شبيه بما يتمتع به كورد العراق.. ومع أن كورد سوريا والعراق لا يتحدثون من الناحية السياسية غير أنه ستكون لهم علاقات أقرب وليس هناك أي سؤ في ذلك. فأنا لا اساند تفكيك سوريا غير أنني على قناعة بأنها ستكون بلدا لا مركزيا في كل الأحوال وفي هذه الحالة فأنه من الأفضل أن تكون للكورد علاقة أو ثقة مع شرق سوريا .... وبالنسبة للولايات المتحدة فهي لا تتمكن الآن من عمل أو تقديم الشئ الكثير غير أنه لو كنت أنا مكانكم لسألتها عن رؤيتها الواضحة أزاء المسألة وتلك الأوضاع كما أن أفضل نتيجة بالنسبة للولايات المتحدة هي أن تصبح سوريا دولة لا مركزية وهو شأن مقبول و ستؤول الأمور اليه عاجلاً أم آجلا- وهناك شئ آخر هو أنني، في مقابلاتي معكم ومع المجلات الكوردية الأخرى، انتقد البارزاني، أنا أحبه فهو موضع أعجاب وقائد فذ وكنت أحب والراحل أيضاً إلا أن هناك مسألة أخرى هي: يتوجب على البارزاني والطالباني أيضا تفهم واقع أن هناك نظاماً شبه ديمقراطي يحكم كوردستان وليس دكتاتوريا، أو فرديا.. غير أنهم عندما يتباحثون مع البارزاني فهم (أي أوباما وأدارته) على الأرجح يقولون له عليكم أن تتبعوا وتمارسوا بالتدريج ديمقراطية أعم في ضرف(5) أو(10) سنوات وذلك لأنك تلاحظ(الربيع العربي) ومناهضة التفرد في الحكم وسأكون أول شخص أقول لهم أن البارزاني والطالباني هم أكثر ديمقراطية بكثير من رؤساء الدول العربية وعليكم السير حثيثا نحو الديمقراطية وأن أقليم كوردستان هو الذي وجه العراقيين على الطريق ، فلكم أقتصاد جيد وتديرون شؤونكم بشكل جيد والسلم سائد في أقليمكم ويعيش شعبكم وينتقل بحرية مع وجود أستثمار أجنبي جيد وأنتم الذين علمتم أقسام العراق ألاخرى كيف السبيل الى أدارة شؤونهم وبوسعكم الآن أيضا أن تنجوا للمالكي أن بأمكانكم أن تكونوا أكثر ديمقراطية منه وهو أمر مهم يجب أن يتحقق في ظرف السنوات القريبة القادمة كما أن لديكم مسائل ليس بأمكان الولايات المتحدة مساعدتكم فيها فلديكم خلافاتكم مع بغداد على قضية النفط وهو أمر يتطلب منكم أجراء مباحثات حثيثة مع بغداد... وبالعودة الى مسألة(القائمة العراقية) وكيفية العمل معها.. أقول سيكون عندها بأمكانكم مساعدتهم في تحقيق ما يتطلعون اليها ويتعاونون معكم بالمقابل في مسألة النفط والغاز وهو أمر جيد بالنسبة للطرفين أي عليكم أن تمارسوا لعبة ذكية بين المالكي وبين(العراقية) غير أن الأهم هو طريقة ممارستها فالهاشمي لايضعه المالكي في السجن وهو أمر جيد وعليكم التعامل مع الأحداث بهذا الأسلوب، ومع أطلاعي على ما ينوي البارزاني بحثه مع الولايات المتحدة، أتمنى له الموفقية على توجهاته غير أن عليه أن يدرك أنه يطلب مساعدة الولايات المتحدة ومساندتها لأستقلال كوردستان، وهو أمر لا تقدم عليه في هذه المرحلة على الأقل،بل بأمكانها أن تعمل أو تقدم له غيرها من الطموحات.
* أنا أعلم ذلك جيدا وأشاطركم الرأي إلا أن المشكلة تكمن في أن الولايات المتحدة لا تستطيع التعاون معكم في العودة الى الدستور إلا أنها تستطيع فعل ذلك نيابة عنكم بل عليكم بناء التحالف داخل العراق ومن بينها العمل مع(العراقية) والذي يمكنكم من ممارسة الضغط على المالكي للعودة الى الدستور، وهم مستعدون لهذا التعاون وقد تولدت لدى القناعة بضرورة تغيير المالكي تحت الضغط وذلك بسبب كونه في موقف صعب عندما يفقد أكثريته البرلمانية وهي على الأساس والأقل من المسائل التي يجب أن تخضع للأختبار من قبلكم وبعكسه فأنكم إنما تخسرون فرصة جيدة فهو يتطلع الى الظهور بمظهر قائد ديمقراطي غير أنه لم يعد بعد الآن رئيسا ديمقراطيا إلا أنكم لو تمكنتم من حرمانه من هذا الظهور وأظهاره كدكتاتور بسبب فقده للأكثرية البرلمانية ومع ذلك هو مسيطر على السلطة فهذا هو المهم في الموضوع. وذلك لأن هذا التوجه سيكون بداية لضغط دولي على المالكي من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة والأتحاد الأوروبي والضغط العربي أيضا وستقدم ايران بلا شك على التعاون معه إلا أن المالكي لا يود أن يسير على خطى الأسد ويمر بذات الأوضاع مربها...أي أنكم بحاجة الى ضغط دولي، من سياسي و دبلوماسي وأقتصادي إن تطلب الأمر ، وإذا ما فقد المالكي تلك الأكثرية وبقى رئيسا للوزراء دون أجراء أنتخابات جديدة وهي مسألة دستورية، في ظرف الشهور القليلة القادمة وظل يحكم بشكل دكتاتوري مستبد، عندها ستتمكن الدول العربية من مساعدتكم والتعاون معكم في ممارسة تلك الضغوط عليه وبالأخص إذا ما عملتم مباشرة مع (العراقية) ومع بعض الجماعات الشيعية أيضا، مع ضرورة أبلاغ المالكي بأنه سيسحب منه الثقة مالم يغير سياسته ولم يلتزم بالدستور عندها سيكون اللجوء الى الضغط الدولي أفضل من الأقتتال الداخلي .
* لم يكن الكورد لحد الآن جزءا من المشكلة غير أنها، أي المشكلة أخذت تشمله، ترى ما هو بديل الكورد في مثل هذه الحالة؟
- أؤكد يجب أن تحاولوا وتتوصلوا الى ترتيبات عملية مع الحلفاء.. هذه هي الديمقراطية حيث عليكم البحث عن تحالفات جديدة عملية يكون أساسها التخلي عن بعض الأولويات من قبل الطرفين وبالأخص عند العمل مع... العراقية... وكذلك الحال بالنسبة اليها.. أي أن عليكم العودة الى مكونات النظام السياسي الراهن والمهم أن لديكم دستورا هو لصالحكم لذا فعليكم السعى لأستخدام قدراتكم السياسية لمعالجة مشكلاتكم وقضاياكم ومازلت لا أتفق على أن الكورد قد أصبحوا جزءا من المشكلة بل أنهم قد تصرفوا بشكل جيد بأن علموا العراقيين سبل الحكم بشكل سلمي وبعيدا عن الدكتاتورية، وبأمكان الكورد عمل الكثير والسير حثيثا نحو الديمقراطية وعليهم أيجاد حلفاء داخل النظام السياسي العراقي والعمل على توطيد علاقاتهم مع كورد سوريا مع بقاء علاقاتكم الجيدة مع تركيا، لأن هناك حاجة مشتركة فيما بينكم وأؤكد، ضرورة العمل مع العراقيين أولا وأحراز تعاون الأمريكان معكم للعمل ضد المالكي لأن الولايات المتحدة هي الآن غير مرتاحة معه ما يعني أمكانية الحصول على الدعم الأمريكي، ثم أن زيارة البارزاني الى واشنطن هي مهمة جدا وجاءت في وقتها المناسب وأؤكد ثانية أهمية العمل مع العراقيين ضمانا للضغط عليه في السير وفق نهج سليم ومعالجة قضية كركوك وعدم الركون الى حليف يعمل نيابة عنكم مثل واشنطن.

رالف بيترز لمجلة كـــــــــــــــولان"
(زيارة الرئيس البارزاني الحالية الى واشطن هي مهمة جدا وكان المفروض تحقيقها قبل الآن).
رالف بيترز هو كاتب وخبير ستراتيجي أمريكي وهو صاحب 33 كتابا وأكثر من 600 عمود و مقال في الصحف المجلات وخدم كضابط في القوات المسلحة الأمريكية لما يزيد عن(22) عاماً وزار معظم مناطق العالم الأسلامي والشرق الأوسط وزار العراق لعدة مرات وألف(5) كتب عن هذا البلد.. وهو أحد الأصدقاء المقربين من الكورد ورسم خريطة الشرق الأوسط التي تظهر فيها كوردستان دولة مستقلة ويأمل، كما أكد في هذا اللقاء أن يراها مستقلة في يوم ما والعقيد رالف هو الآن عاكف على أعداد دراسات ستراتيجية عن أفغانستان والعراق، وقد أجرينا معه هذا اللقاء حول الزيارة الراهنة للرئيس البارزاني الى الولايات المتحدة ولقاءاته مع الرئيس اوباما والمسؤولين الأخرين في البيت الأبيض.
* هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها السيد مسعود بارزاني بشكل رسمي الولايات المتحدة عقب أنسحاب قواتها من العراق الذي يمر بوضع دقيق ومتذبذب ترى ما هي قراءتكم لأهمية هذه الزيارة؟
- هي في الواقع عمل جيد ومهم غير أنها تأخرت كثيرا وكان الواجب أجراؤها منذ مدة، إلا أن المشكلة تكمن في أن الرئيس أوباما، كما الرؤساء الديمقراطيون الآخرون، يولي أهتماماً أقل بالشؤون أو الستراتيجيات الخارجية، أي أن همه الرئيسي يتركز على المسائل الداخلية لبلاده، ما جعله يمتلك معلومات محدودة عن العراق ويوليه أهتماما قليلا فهو ينظر اليها كمشكلة سياسية لا غير، ولم يرغب وجماعته في عمل الكثير في العراق لأنهم أعتبروا أنها كانت حرب الرئيس بوش بالدرجة الأولى والذي لم يكن موضوع أنتمائهم أي أن المسألة برمتها قد أصبحت قضية سياسية وعندما تولى الرئيس اوباما مقاليد الحكم فقد غدا همه الاول الأنسحاب من العراق وأنهاء المسألة السياسية تلك. وكان يعتقد أنه هو و مستشاريه يعرفون مسار الأحداث وحلولها غير أنهم كانوا يجهلون ذلك المسار وعندما حان موعد تمديد بقاء القوات الأمريكية فأن أوباما كان يجهل المعلومات اللازمة لعقد صفقة سلمية وكان من نتائجها أن تمكن مقتدى الصدر، وبدعم من ايران، من التلاعب بالأوضاع في بغداد وعملوا على إفشال أي أتفاق على بقاء القوات الأمريكية لذا فأن من رأيي أن أدارة أوباما قد عجزت عن التعامل مع العراق، بصورة جيدة ومناسبة أو فهم حقائق وأهمية قضايا الكورد و مشكلاتهم وأوضاعهم.. وأنهم صديق حميم للولايات المتحدة وراغبون في بقاء القوات الأمريكية وهو الآن على وشك أن يفهم تلك التفاصيل وأقامة علاقات قريبة مع البارزاني والذي كان من المفروض أن يقيمها منذ أمد وكان ذلك سيكون من المهام الرئيسة في الشرق الأوسط... رغم كون أقليم كوردستان جزءا من العراق إلا أنه لم يكن جزءا من العراق الذي أحتلته الولايات المتحدة بل أصبح الكورد حلفاء لها في أسقاط نظام صدام والسؤال هو : الى أي مدى يمكن أن تستمر هذه العلاقة؟
- أملي وطيد بأن تكون الولايات المتحدة الآن قد فهمت جيدا أهمية الكورد ومشكلات و قضايا كوردستان وأقامة علاقات طويلة الأمد معها.. غير أن موطد الأمل هو أن أوباما سيلتقي البارزاني شخصيا فأنا على قناعة بأن أوباما عندما تولى مقاليد السلطة فأنه لم يفهم العلاقات المعقدة لتلك البلاد التي تسمى العراق ولا عن العلاقات العميقة والمعقدة بين القوات الأمريكية وبين الكورد إلا أنه الآن عاكف على فهم ذلك ولو بشكل بطئ وأعتقد أنه عندما تتصاعد المخاوف أو المخاطر في الخليج وبالأخص المخاطر العسكرية فأن الرئيس أوباما يدرك عندها أن سحب القوات الأمريكية من العراق بهذا الشكل السريع كان خطأ فادحاً جدا .
* كان الرئيس البارزاني قد أعلن ، قبل زيارته الى الولايات المتحدة هذه، أن لا مجال لقبول الدكتاتورية وعلى جميع الأطراف السياسية أن تنفذ الدستور، وسيتخذ الكورد قرارهم، في حال اهمال الدستور وعدم تنفيذه من قبل الحكومة المركزية، ترى هل تساند الولايات المتحدة والمجتمع الدولي هذا القرار ويحترمونه في حال أتخذ الكورد قرارهم بالأستقلال؟
- أنا ممتعض وغير مرتاح إذا لم يقدم أوباما وبشكل نشط وفعال على دعم هذه الخطوة المتخذة من أقليم كوردستان وذلك لسبب بسيط وهو الرجال والدبلوماسيون والخبراء المحيطون بالرئيس أوباما وتفكيرهم المتخلف فهم يفكرون بعقلية القرن العشرين ولا يلمسون حقيقة أن الحدود القديمة هي لم تكن ناجحة بل هدامة وتسببت في تقسيم الشعوب و(اعتقالها وحبسها).
ومنها الشعب الكوردي وبرأيي أن أدارة أوباما لم تزل تجهل هذه المسألة..
والأمر هكذا فأن(الربيع العربي) يشكل تأثيرا كبيرا على الكثير من مناطق الشرق الأوسط، وقد يكون الوقت ملائما، بالنسبة للكورد ليتخذوا موقفا قويا غير أن هذا هو خطوة خطرة لأن المالكي، كما تعلمون، يسير يوما بعد آخر، نحو الدكتاتورية بالتناظر مع جهة شيعية في الأشتراكية العربية وأقولها بثقة أن الكثير من السياسيين العرب عاجزون عن متابعة والنظر الى القضية الكورد بشكل موضوعي.
* يكاد المالكي وأمثاله يسيرون بأتجاه جعل الكورد جزءا من المشكلة وليس من الحل كما هو الآن، فهل من سبيل حل، عدا العودة الى الدستور، سيما وأن المالكي يرفض تنفيذ الدستور أيضا؟
- لم ار هناك حتى الآن، أية دولة عربية تحترم دستورها و حتى ذلك الدستور الذي كان قائما إبان النظام السابق لم يكن بذلك السوء الذي كان عليه الواقع السئ آنذاك، وبرأيي أن هناك تقليدا طويلا لعدم احترام الدستور في ثقافات الدول العربية وأؤكد بثقة أن الثقافة الكوردية هي تختلف عنها كثيرا ، اي أن هناك خلافات في القيم وهي عميقة وكثيرا ما كنت، اردد في السابق بإن العداوات والتحالفات هي في تغير دائم فلو كان السنة قد قاموا في السابق بقمع الكورد إلا أن الظروف مؤاتية الآن لأقامة تحالف بناء للتعاون بين الكورد والسنة والعرب السنة ضد دكتاتورية(بعض) الشيعة في بغداد، وأعرف جيدا أن العديد من الكورد لا يتصورون التعاون مع العرب السنة، وذلك بسبب المآسي التي تعرضوا لها على ايديهم غير أن عليهم اجراء التحالف هذا متى ماكان ذلك ممكنا.
* تجرى معالجة المشكلات العالقة ومنها المناطق(المتنازع عليها) و كركوك و قانون النفط والغاز عن طريق الدستور غير أن رئيس الوزراء يمنع ويقطع الطريق على تنفيذ الدستور ترى هل هناك من بديل؟
- هذا في الواقع هو سؤال في غاية التعقيد والذي على الكورد ومندوبيهم توجيهه الى انفسهم، نعم هناك عدة طرق ولكن هل هي ذكية أو فعالة؟ وهل أن الوقت ملائم ليعلن الكورد استقلالهم؟ وهو سبيل يحمل معه الكثير من المخاطر، غير أن أشاراتكم هي صحية بصدد عدم استعداد بغداد لمعالجة قضية كركوك، مشكلة النفط والغاز وغيرها.. وهي تنويه الى أن بغداد ولا تزال تفكر في إمكانية التعامل مع كوردستان كمستعمرة لها أو شريك من الدرجة الثانية في العراق.. وهو وضع معقد أعني أن يعالج بعيدا عن العنف أي أنني ممتعض من انبثاق وضع أقليمي صعب للكورد إذا ما أعلنت كوردستان أستقلالها.. وعلى الناس بملاحظة تلك الحقائق أتخاذ موقف مقبول وناسب بحيث لا يسمح للمالكي أن يرفض شروق، فلم يكن نضال أي طرف في الشروط الأوسط من أجل الحرية أصعب وأطول من كفاح الكورد وعلى المالكي أن يتفهم أن عليه أن يساوم ويظهر نيته في عدم بقاء المناطق التي عربها صدام على حالها فكركوك من الناحية التأريخية هي مدينة كوردية وأن النفط والغاز فيها للمشاركة فيها يكون أفضل حل.
* مدى الحاق اخفاقات العراق الضرر بمصالح المنطقة وأستعداد الولايات المتحدة للتدخل لصالح حل المشكلة؟
- بقناعتي الشخصية أن أدارة أوباما لن تقدم ثانية على التدخل في العراق و بود أوباما فقط انتهاء هذه القضية وأقول صراحة أن لن يكون بأمكان الكورد الأعتماد على تعاون نشط للأدارة الأمريكية قبل تغيرات تلك الأدارة.. وأؤكد أنه راغب فقط في حسم النزاع في العراق وبرأيي أنه ممتعض من اوضاع هذا البلد و قد يكون هذا هو السبب الرئيس لأجتماعه بالرئيس البارزاني .
* هل من كلمة أخيرة لشعب كوردستان ؟
- أنا في مراقبة دائمة لأوضاع أقليم كوردستان وسعيد بالتطور التقدم الاقتصادي والأجتماعي السائد فيه ثم أن نجاح الأقليم هو نموذج و موضوع أعجاب سائر اجزاء العراق والمنطقة فالكورد يكافحون بضراوة وهم شجعان ومستوى التربية لديهم هو ارفع من مستواها لدى أطرافهم وجيرانهم ويكون هذا النجاح موضع حسد كبير لأهالي العراق والمنطقة وأنا فخور بالتطورات الكبيرة التي يشهدها أقليم كوردستان وآمل ، هي أمنيتي منذ أمد بعيد, أن أرى في يوم ما كوردستان وهي حرة مستقلة....
Top