• Friday, 26 April 2024
logo

نظام الأسد يصعّد من ممارسة العنف.. والشعب يطلب الدعم العسكري

نظام الأسد يصعّد من ممارسة العنف.. والشعب يطلب الدعم العسكري
-البروفسور جوناسان راينهولد ل(كولان): يجب الفصل بين روسيا والصين بغية القيام بالتدخل المباشر في سوريا
-البروفسور مايكل فيشباخ ل(كولان): الرئيس أوباما يتصرف بحذر ولايورط نفسه في أي مشكلة خارجية إنْ لم يكن متأكداً من النجاح فيها
-البروفسور كاليا بارناتان ل(كولان) : أنا غير متفائل وأعتقد أنّ الاوضاع هي الآن لصالح الأسد ولاتنصب في مصلحة الشعب السوري


ترجمة/ بهاءالدين جلال


حسب المصادرالخبرية كان رد نظام الأسد لكوفي عنان مخيّباً لآمال العالم مرة أخرى في امكانية وضع حد لأعمال العنف التي يمارسها النظام وعبرالوسائل السلمية ، ولكن يعتقد البعض أنّ جهود عنان هي الفرصة الدولية الأخيرة للنظام ولايمكن للمجتمع الدولي أنْ يبقى صامتاً بعد ذلك، ورغم توصّل كوفي عنان الى حقيقة الأمر بأنّ ردود الآسد مخيبة للآمال ولكنه يعتقد بأن الوقت قد حان ليصل مجلس الأمن الدولي وبأجماع دولي الى اصدار قرار ضد النظام،من جهة أخرى فإنّ التقارب في الجهود الدبلوماسية لسعودية و التركية و زيارة المسؤولين العسكريين الأمريكان الى تركيا، كلها إشارة الى أنّ سلوك الخيار العسكري ضد نظام الأسد ليس بالأمر البعيد،أو على الأقل انشاء ملاذ آمن للنازحين السوريين الى الأراضي التركية ووفق آراء الخبراء العسكريين فإنّ انشاءه بدون شن عملية عسكرية كبيرة لايمكن أن يلقى النجاح،ولكن لايزال المراقبون لأوضاع سوريا يعتبرون أنّ الجهود التي تبذل من أجل الأقرار بالتدخل العسكري بعيدة في الوقت الحاضر،وحول هذا الموضوع سألنا البروفسور مايكل فيشباخ استاذ التأريخ المعاصر للشرق الأوسط والمتخصص في العلاقات بين فلسطين و اسرائيل و سوريا و الأردن:الى أين يمكن أنْ تصل الأزمة السورية وما الموقف الذي سيتخذه المجتمع الدولي بشأنها؟فأجاب عن السؤال قائلاً ل(كولان): ((الظروف أمام المجتمع الدولي حول قضية سوريا تختلف عن ظروف ليبيا،وبأعتقادي أنّ المجتمع الدولي يواجه ثلاث مشكلات كبيرة، الاولى تكمن في حقيقة أنّ جميعنا يعلم بأنّ روسيا و الصين مترددتان في شن عملية عسكرية واسعة ضد سوريا مشابهة لماكانت في ليبيا،المشكلة الثانية:إنّ المسألة لاتتعلق فقط بتركيا بل تخص اسرائيل و ايران،وهنا تُذكر مسائل حزب الله و حماس و الفلسطينين لذا فإنّ الغرب قلق من أنْ يؤدي التدخل العسكري الى اندلاع حرب اقليمية واسعة سيما أنّ الغرب لها صراع مسبق مع ايران، المشكلة الثالثة:من وجهة نظر الولايات المتحدة الأمريكية- خاصة أنها تشهد انتخابات خلال العام الحالي وأعتقد أنّ الرئيس أوباما يتصرف بحذر ولايورط نفسه في أي مشكلة خارجية إنْ لم يكن متأكداً من النجاح فيها، وهنا سؤالكم عن موقف المجتمع الدولي بدون تدخل عسكري فإنّي لاأجد لكم جواباً شافياَ، وفي الوقت ذاته أنا متأكد من أنّ بعض الدول ومن ضمنها السعودية هرّبتْ الأسلحة الى سوريا ولكن غالبية تلك الدول قلقة ازاء استمرار اعمال العنف ويخشون من انهيار النظام، لأنهم يجدون في العراق نموذجاً لما شهده بعد عام 2003،ولكن اختلاف سوريا في ذلك هو أنّها ليست على مستوى عال من حيث المصادر الستراتيجية و الحيوية لتقوم الدول بمقاطعتها،فمثلاً نجد أنّ ايران أوقفتْ القطاع النفطي،وسوريا تمتلك ثروة نفطية ولكنها لاتدعم ستراتيجياً قطاعها الأقتصادي،في الحقيقة لاأعلم ماذا على المجتمع الدولي أن يفعل لوقف اراقة الدماء كما أنه يستطيع اقناع سوريا بأنه من المحتمل أنْ يأتي يوم تقوم فيه روسيا و الصين بأيقاف دعمهما للنظام السوري،هذا من جهة، ومن جهة أخرى هناك في الغرب منْ يدعو الى التدخل العسكري ضد الأسد،وعلى سبيل المثال السيناتور الامريكي( جون مكين)الذي كان أحد المرشحين للرئاسة الأمريكية عام 2008، و قد اكد بأنّ الغرب لايمكن لها أن تتحمل بعدْ المزيد من اراقة الدماء في سوريا،ومن جانب آخر لو قامت الدول بالتدخل العسكري أو ارسال الأسلحة الى المعارضة، فأنني كرأي شخصي أعتقد أنّ التدخل الغربي في أية دولة من الشرق الأوسط يخلقّ مشكلة كبيرة،لذا انني أشعر بالقلق ازاء هذه المسألة)).


ردود فعل المجتمع الدولي
من المرجح أنْ يتّخذ المجتمع الدولي موقفاً ايجابياً من سوريا، ولكن البروفسور كاليا بارناتان استاذ العلاقات الدولية في جامعة القدس يعتقد أنّ الاوضاع في المرحلة الحالية تصب في مصلحة بشار الأسد وحول هذا الموضوع صرّح ل(كولان) قائلاَ: (( التوقعات في هذا الجانب صعبة للغاية،ولكن كرأيي الشخصي أناغير متفائل وأعتقد أنّ الاوضاع هي الآن لصالح الأسد وانها ليست في مصلحة الشعب السوري،لأنّ الامريكان بصدد الآنتخابات في الوقت الحاضر و الدول الاوروبية منهمكة في حل مشكلاتها الأقتصادية،كما أنّ الأسد رأى الظروف التي حلّتْ بمبارك و القذافي وتعلم منها درساَ واقتنع بضرورة أنْ يكون اكثر عنفاً و قساوة لبقائه على سدة الحكم،والمراقبون لأوضاع سوريا يعتقدون أنّ النظام لايزال يحتفظ بقوته العسكرية للدفاع عن نفسه وهذا مايجعلني أعتقد أنّ الاوضاع معقّدة و شائكة،ولو كانت الأوضاع في سوريا سبقتْ أوضاع ليبيا لحصل التدخل،وهذا ما يعقّد الامور وبأعتقادي التدخل في سوريا بعد ماحصل في ليبيا صعب جداً،ولكن بأمكان المجتمع الدولي القيام بأجراءات أخرى كتمويل المنشقين بالأسلحة أو فرض عقوبات أشد على النظام ولكن من غير التدخل العسكري،ومنْ الامور المقلقة بالنسبة للمجتمع الدولي هو كيفية التعامل مع سوريا مابعد الأسد،،لأن المجتمع الدولي يسعى من جهة الى تقدير الديمقراطية و حقوق الأنسان فمن جهة أخرى يرى أنّ ّمن أهم الأمور هو ارساء دعائم الاستقرار في المنطقة،و اذا ما أخذنا مصر على سبيل المثال نجد أنّ الشباب الليبرال هم الذين بدأوا بالثورة ولكن في النتيجة سيطر الأخوان المسلمون على مقاليد الحكم والسبب هو أنّ غالبية الجماهير كانت تتعاطف مع الأخوان لذا فأنّ الغرب قد تفهّم الوضع و ماهية ضرائب ارساء الديمقراطية لأنها ليس بالشرط أن تعني الديمقراطية الليبرالية أو الغربية،أو يمكن تأجيل ارساء دعائمها الى مابعد 50 عاماً آخر،واعتقد أنّ الجهود الحالية تبذل بالدرجة الأولى من أجل الأستقرار وليس لأرساءالديمقراطية،ولهذه الأسباب نجد أنّ الدول قلقة في سياساتها ازاء الأوضاع في سوريا، صحيح إنها تؤيد انهيار نظام الأسد ولكنها في الوقت ذاته تفكر في نتائجه ومستقبل هذا البلد)).
كل الآمال تُعوّل على تركيا
تعتبر تركيا أهم محطة لأتخاذ موقف واضح حيال سوريا،وللوقوف على هذا الجانب سألنا البروفسور جوناسان راينهولد الباحث الكبير في مركز السادات- بيكن والمتخصص في اوضاع الشرق الأوسط و سوريا، حيث اعرب عن رأيه ل(كولان) قائلاَ ((بأعتقادي أنّ اعمال العنف سوف تستمر و السبب هو أنّ الجيش السوري يدعم النظام ويمتلك قوة كبيرة ولكن نلاحظ أنّ الانشقاق الذي يحصل من حين لآخر لايخدم المسألة بشكل يؤدي الى اسقاط النظام،وأنا واثق أنّ المرحلة الراهنة تتطلب الضغط على النظام ،كما أنّ عدم غلق السفارات يمكن أن يفيد الدول حيث من خلالها تستطيع الاطلاع على آخر المستجدات،وبالنسبة لموقف تركيا لو اتخذتْ موقفاَ متشدداَ من سوريا فإنها تخشى من زيادة الدعم الذي تقدمه ايران وروسيا للنظام،لذا إنها قلقة من أي تدخل اذاما فكرتْ أن تقوم به وتؤدي بالنتيجة الى التدخل المقابل لتلك الدولتين في سوريا،لذا على المجتمع الدولي البحث عن جانب القوة داخل المعارضة السورية وتزويدها بالأسلحة، يجب الفصل بين روسيا والصين بغية القيام بالتدخل المباشر في سوريا، وأخيراً أرى أنّ السبيل الأفضل هو التنسيق و التعاون مع الأطراف القوية داخل المعارضة من خلال دعمها معنوياَ و عسكرياً)).
هذه الحالة لن تكون أمراً سهلاً من غير التدخل التركي،لأنّ طبيعة نظام الأسد كنظام ديكتاتوري لايسمح بوصول أية مساعدة انسانية الى بلاده،وبصدد ذلك وفي اطار حديثه ل(كولان) يقول البروفسور مايكل فيشباخ:( لقد تبين للجميع أنّ وصول المساعدات الانسانية مستحيل الى حدٍما لأنّ النظام وبعد مرور شهر من الأزمة سمح للصليب الأحمر الدولي و الهلال الأحمر السوري الوصول الى منطقة باباعمر في حمص، من الصعوبة بمكان أنّ يتمكن أي شخص أو طرف من الخارج دخول الدول التي تحكمها الأنظمة الدكتاتورية المغلقة بسهولة،حتى الصحفيين يدخلون سوريا سراً وكما تعلمون بمقتل الصحفي الامريكي من صحيفة نيويورك تايمز في سوريا وكنت على معرفة به عن قرب،لذا من الصعب جداَ ارسال المساعدات أو المراقبين الى هذه المجتمعات، كان هذا أحد التحدّيات في القرن العشرين ونحن الآن في القرن الحادي و العشرين،وأقرب مثال على ذلك ما واجهته الولايات المتحدة الأمريكية من صعوبات عندما أرادت وكالة مخابراتها ال(سي آي أي)زرع عملائها داخل العراق، لذا في الختام أقولها بصراحة ويساورني القلق أنّه لايمكن أبداً ايصال المساعدات الى سوريا اذا بقيتْ الأوضاع كما هي الآن)).
Top