• Thursday, 25 April 2024
logo

الابتعاد عن العقلية الشوفينية .. الخيار الوحيد لحلحلة مشكلات العراق

الابتعاد عن العقلية الشوفينية .. الخيار الوحيد لحلحلة مشكلات العراق
ترجمة/ بهاءالدين جلال

التوقعات و التكهنات بشأن مستقبل العراق لاتبعث على الارتياح،والسبب هو أنّ العراق اصبح جزءاً من الازمة السياسية و الامنية و عدم الاستقرار،وفي الوقت ذاته لا تستطيع الكيانات السياسية أن تخطو في اطار تنفيذ الدستور نحو حل المشكلات،و لكن المطلب لدى الكيانات السياسية ليس شخص رئيس الوزراء العراقي،وللتأكد من هذا الموضوع سألنا السيد نزار الجنابي المختص في الملف العراقي بمعهد واشنطن للدراسات الستراتيجية فأعرب عن رأيه ل(كولان) قائلاً: ((يضم العراق مكونات مختلفة لايمكن لآي طرف حكمه بمفرده ،المشكلة في الوقت الحاضر هي أنّ طرفاً أو حزباً يريد تحويل الاوضاع نحو أزمة مستدامة،ومن اجل ذلك يمارس سياسة التشتت و السيطرة،بدلاً من محاولة بناء اجماع و مشاركة حقيقية في ادارة امور البلاد،ويشكّل هذا خطراَ الى حد كبير على مستقبل العراق و لاأظن أنْ يدوم ذلك سلمياً،وفي المحصلة النهائية يحاول الناس التخلص من هذه التوترات ومواصلة الحياة و المطالبة بتأمين جميع خدماتهم،ولايمكن أنْ يحدث هذا بدون ادارة جيدة في الحكم وكذلك بدون اجماع سياسي،نشرتْ صحيفة"واشنطن بوست" مقالاً قبل أيام قارنت فيه الاوضاع بين كوردستان و بغداد و سلطتْ الاضواء على الاختلافات، اختلاف في المكاسب و المنجزات، نمط الحياة،البناء و الاعمار،ركّزتْ على التطورات الحاصلة في اقليم كوردستان مقارنة مع التخبط السائد في بغداد،وفي الحقيقة فإنّ خطوات المالكي نحو الحكم الفردي هي احد المخاطر الرئيسة بعد التحرر و الانعتاق حيث ترفض عموم الاطراف الخضوع للدكتاتورية،بل تتصدى لها و تميل نحوالانفصال عن الحكومة المركزية،كما نلاحظ تزايد الدعوات بأتجاه الفدرالية و فشل الحكومة المركزية في كبت تلك المطالب،ولكنني أعتقد أنّه بعد العمل و المحاولة مع الحكومة الاتحادية و عدم النجاح في هذا الأمر ،فإنّ سكان هذا الجزء المهمّش تبذل قصارى جهوده لتحقيق ما يتطلع اليه،ولكن في كل الأحوال أرى البلد لايتحمل بعدْ حروباً أخرى،لآننا نعلم أنّه تعرض لفترة طويلة الى حروب و ويلات والشعب أصابه التعب و الهلاك،اذاً فإننا لانستطيع مواصلة الحروب و وهذا هو خطر يواجه بلادنا)).

يؤكد نزار الجنابي على أنّ الخطر الرئيس هو الانفراد في الحكم،ومن هذا المنطلق فإنّ صحيفة واشنطن بوست تشير بشكل صريح وواضح الى المقارنة والاختلاف بين أقليم كوردستان و العراق،وتأكيداً لذلك سألناه كيف تقيّم الاوضاع في الاقليم؟فأجاب قائلاً: (أنا أؤمن بساسة أقليم كوردستان في العمل و استخدام حكمتهم السياسية لحل خلافاتهم مع بغداد، أنا عملتُ مع بعض الساسة الكورد ولاحظتُ المواقف التي يتخذها الاقليم، وقد تبين لى أنهم يتصرفون بكل عقلانية .كما يعملون بأنضباط عال لتحقيق مصالح شعبهم،وهذا مايتمناه الشعب وأنْ يتخذ هؤلاء الساسة القرارات بكل جدية، وعلى أية حال و إنْ كان العمل مع الحكومة المركزية أمراً في غاية الصعوبة، ولكنني لدي قناعة تامة بأنّ الساسة الكورد يستطيعون حل خلافاتهم معها،وذلك بالحوار و التفاهم أو عبر تنظيم مواقفهم حيالها و التحالف في البرلمان).


المؤتمر الوطني..خلافات الأقليم مع بغداد
رغم أنّ الكيانين السياسيين السنة و الشيعة بينهما خلافات كثيرة و يتبادلان التهم بشكل مستمر و الجانب الكوردستاني بذل جهوده وفي الوقت الحاضر يسعى الى أنْ لايصبح جزءاً من الأزمة،ولكن محاولات أخرى تعمل من أجل جعله طرفاً و بالأخص في مشكلة طارق الهاشمي مع نوري المالكي والتي لاتمت للجانب الكوردستاني بأي صلة لامن قريب و لامن بعيد،وحول هذا الجانب و حل خلافات الأقليم مع بغداد كورقة عمل عامة تُطرح في اطار المؤتمر الوطني المزمع، عبّر الدكتور فؤآد معصوم رئيس كتلة التحالف الكوردستاني في مجلس النواب العراقي عن رأيه ل(كولان) قائلاً: (( بالنسبة الى مشكلة الهاشمي ، كما ذكرت من قبل في العديد من اللقاءات ، اذا ما لجأ اليك أحد في دارك هل يجوز تقييده و تسليمه الى اعدائه؟أو تحاول أنْ تحل مشكلته؟لذا نحن نقع بين اثنتين أو ثلاث حالات، فمن جهة لانستطيع خرق قرارات المحكمة و الوقوف ضدها،كما أنّ هناك بعض العادات و التقاليد تفترض مراعاتها،لو كان الهاشمي قد توجه الى بيت أي مسؤول رفيع في بغداد لما كان الأخير سلّمه الى السلطات وحاول ايجاد حل لمشكلته،كما هو الموقف الكوردي،أما بصدد الخلافات بين الأقليم و بغداد فالمسألة الأساسية ليست فقط الورقة الكوردية، وانما نمط الحكم في العراق،كما ليس هناك موقف معين ازاء الكورد ونقوم من جانبنا بحل مشكلاتنا من خلال هذا المؤتمر،لسنا الأن في زمن كما كنّا نجري الحوار أو نقدم طلب لذلك و ننتظر موافقتهم على بعض النقاط أو رفضها، فاليوم نحن كأي طرف آخر في الحكم أحد أصحاب هذا العراق،لذا يجب أنْ يسمعوا آراءنا ويحسبون لها الحساب،ولهذا علينا أنْ نسعى من الآن لتحويل الحكم في العراق الى ادارة ترتكز على مباديء الديمقراطية والمحافظة عليها،صحيح هناك بعض الخلافات بين الأقليم و بغداد ويتعلق جزء منها بقانون النفط و الغاز والآخر بالمادة 140، وقد اُضيف لها شيء آخر وهو مسألة طارق الهاشمي،لذا من الضروري حل كل تلك المشكلات)).
اذاً حسب رأي فؤاد معصوم فإنّ ورقة قد أُعدّتْ لطرحها في المؤتمر الوطني من اجل حلحلة كل الخلافات،ولكن هناك آراء حول تأجيل موعد انعقاده الى مابعد الانتهاء من القمة العربية المزمعة في بغداد نهاية الشهرالحالي،و حول هذا المؤتمر قال معصوم:(لو اتفق الجميع على عقد الاجتماع قبل انعقاد القمة فهذا شيء أفضل، لآنّ العراق سيكون له موقف موحد ازاء الأحداث الداخلية و الاقليمية،وهذا يتطلب موافقة عموم الاطراف، لأن انعقاد الاجتماع بحاجة الى مشاركة الكل وعلى مستوى رفيع وإنْ حضره بعض دون آخر فأنه سوف يلقى الفشل حتماً).
التدخل الأقليمي والتأثير الأمريكي
المشكلة الأخرى في العراق و التي عقّدتْ الاوضاع أكثر، هي تأثير و تدخل دول الجوار وعدم وجود تأثير امريكي في المعادلة،وحول هذا الموضوع سألنا البروفسور توماس كسيني مديرمركزفليب ميرل للدراسات الستراتيجية حيث أجاب ل(كولان) :( كل التوقعات بشأن مستقبل العراق هي افتراضات واسعة،ولكن هناك ثلاثة خيارات، أحدها هو اتفاق الاطراف السياسية المختلفة على البقاء لمدة سنة او أكثرموحدين وحل الخلافات بين الشيعة والسنة و الكورد،والخيار الثاني هوإنْ لم تتمكن بغداد من ادارة حكم الدولة الموحدة بشكل مركزي، عندها يتم تشكيل الاقاليم الفدرالية وهذا الخيار يتفق عليه الكورد اكثر من غيرهم،ولكن من المحتمل أنْ يتّبع هذا في كوردستان اكثر من غيرها من المناطق الأخرى في العراق،بين الشيعة و السنة،بالرغم من ردود الفعل خلال ال (10) سنوات الماضية،وبرأيي أن كلاهما متداخلان في معظم المناطق العراقية و هذا يؤدي الى أنْ تلقى عملية تشكيل الأقاليم الصعوبة بحيث تُرضي جميع الأطراف،و يتم توزيع نسب الموارد النفطية بشكل متساو،و لكن التصرف الفردي أو التخطي نحو الفردية يزيد من الأنقسامات بين العراقيين،وهناك احتمال من اندلاع حرب أهلية التي تحوّل الاوضاع في العراق الى المخاطر و احتمال أكثر للتدخلات الخارجية،وبأعتقادي أنّ أي تدخل في الوقت الحاضر سوف تعقّد الامور اكثر،وذلك عندما يتم تعزيزطرف أو محاولة زيادة تجاوز طرف معين لتخسر الحكومة العراقية سيطرتها على المستقبل،و أمريكا تنأى بنفسها الآن عن أي تنخل عسكري في العراق،ولكن تحاول بشكل من الاشكال أنْ يكون لها تأثير وذلك عبر المساعدات الأقتصادية،أو عبر تشجيع الدول الأخرى في المنطقة لعدم التدخل في الشؤون الداخلية في العراق،أو العمل للتطوير الأيجابي، لذا فإنّ توقعاتي هي أنّ أمريكا سوف تستخدم وسائل اخرى عدا التدخل العسكري)).
ما أكد عليه البروفسور توماس كسيني هو أنّ التدخلات الخارجية تحول الاوضاع الى الأسوء و أمريكا تسعى بوسائل أخرى التعامل مع تلك الاوضاع بعيدة عن التدخل العسكري،ولكن نزار الجنابي يتهم الحكومة العراقية بالأستعانة بالأيدي الخارجية،أن أمريكا تتعامل مع الوضع العراقي بمرونة،وحول ذلك قال: ((اريد أنْ أقول ، لو كنتُ مكان ايران أو السعودية أو أية دولة جارة للعراق لكان اهتمامي الأول كحكومة أو كقائد لدولة معينة ينصب في مصالح شعبي، الدول الجارة تولي اهتماماً بالغاً بمصالح شعوبها وليست بمصالح مواطني العراق،لآن ذلك هو شأن الحكومة العراقية و الساسة بدلاً من العمل بالأجندات القادمة من الحدود،اذاّ أنا لاأُلقي باللوم على الدول الأخرى التي تتدخل في شؤون العراق وإنّما على الاشخاص و الجهات التي تسمح بهذه التدخلات،وبالنسبة لأمريكا أعتقد أنها تتعامل بكل مرونة مع اوضاع العراق ولها أصدقاء كما أنّها تتمتع بنفوذ كبير على المستوى الأقليمي سيما مع غالبية دول الجوار للعراق عدا سوريا و ايران،كما لها حضور عسكري كبير في الدول المحيطة بالعراق بينها الكويت و تركيا، و قطر في الخليج،وهذا ما يخولها استخدام القوة اينما تشاء و ترغب)).
فوآد معصوم (كولان) :
نحن كأي طرف آخر في الحكم أحد أصحاب هذا العراق،لذا يجب أنْ يسمعوا آراءنا ويحسبون لها الحساب
توماس كسيني ل(كولان) :
وبرأيي أن الشيعة و السنة يعيشون معاً في معظم المناطق العراقية و هذا يؤدي الى أنْ تلقى عملية تشكيل الأقاليم الصعوبة البالغة
عارف طيفور نائب رئيس محجلس النواب العراقي ل(كولان):
لايستطيع أحد بعد الآن أن يسير بالعراق نحو الدكتاتورية وأتمنى أنْ يتذكر المالكي بدقة تلك الايام التي أوصلتْ الدكتاتورية فيها العراق الى اي اتجاه؟
عارف طيفور عضو قائمة التحالف الكوردستاني و نائب رئيس مجلس النواب العراقي تحدث ل(كولان)قائلاً: (الخلافات بين الشيعة و السنة كثيرة للغاية بحيث لايمكن حلها بسهولة،وحول دور الجانب الكوردستاني في العملية،أكد بأنه حاول بأستمرار أنْ يلعب دور الوسيط وأنْ لايصبح جزءاً من الآزمة،وبالنسبة لمسألة طارق الهاشمي التي يريد بعض الاطراف جر اقليم كوردستان اليها، أشار الى أنه قبل لجوء الهاشمي الى الاقليم ب(15) يوماً كان قد صدر له أمر باعتقاله،كما أنه وصل الاقليم قادماً من مطار بغداد الذي ظل فيه لمدة أربع ساعات قبل سفره و قد أمرشخص رئيس الوزراء بالسفر،لذا فإن مايقال الآن هو محاولة لآحراج موقف الأقليم ، وبصدد هذه المسألة و مسائل أخرى، تحدث نائب رئيس مجلس النواب العراقي ل(كولان):
* بعد انسحاب القوات الأمريكية، دخل العراق في دائرة من الأزمات السياسية بدون أي حل يذكر،وتلك الأزمات لم تعطل فقط الحكومة بل تكاد تخلق مخاطر كبيرة على مستقبل العراق،ولو ظلتْ هذه الازمة السياسية بدون حل ، ترى الى اين تتجه الاوضاع مستقبلاً؟
- انسحبت القوات الامريكية من العراق وفق الاتفاقية الستراتيجية الموقعة بين الطرفين،وقبل الانسحاب كانت هناك خلافات بين الاطراف العراقية وقد تفاقمت تلك الخلافات اكثر بعد الانسحاب حتى وصلت الى حد الاتهامات المتبادلة بوجود العلاقات في العمليات الارهابية التي تعم مناطق مختلفة من العراق،وعلى سبيل المثال اتهام الهاشمي هو احد الاتهامات التي نتجت عن هذه الخلافات وهو الآن قد لجأ الى اقليم كوردستان،كما أن العراق لم يستطع لحد الآن حسم المناصب الآمنية و العسكرية،والتي بقيت حالياَ بيد دولة القانون ويشرف المالكي عليها شخصياً،وهذا هو مبعث قلق و امتعاض من عموم الاطراف الأخرى،وبالأخص الطرفين السني و الكوردي،لآنه كان من المفترض أن تكون القوات الامنية تحت أمرة أشخاص مستقلين وبعيدين عن الانتماءات الحزبية،هذه الامور أدتْ بالنتيجة الى ظهور خلافات حادة بين الاطراف،لذا نجد المحاولات تنصب حالياً في عقد مؤتمر وطني من اجل تنفيذ بنود الاتفاقية التي وقعت في اربيل،ومن ضمنها النقاط التي تراجعتْ عنها دولة القانون بعد الاتفاقية وتضاف لها نقاط أخرى،ولكن قبل انعقاد المؤتمر استجدّتْ مشاكل أكبراحداها ملف اتهام طارق الهاشمي و مشكلة صالح المطلك والأخير قد كشف بعض الامور تخص المالكي،وفي المقابل بعث المالكي رسالة الينا لأقالته،ولكننا لم نفعل ذلك حتى الآن،لآننا نعتبر المسألة سياسية،وكل هذه المشكلات إنْ لم تجد لها حلولاً حتى بعد إنعقاد مؤتمر الجامعة العربية فأنه بالتأكيد سوف تتجه العملية السياسية في البلاد الى الانهيار،وذلك لأنّ جميع الاطراف تتباعد عن بعضها البعض و السبب الرئيس هو أنّ المجموعة التي بيدها زمام السلطة غير مستعدة للتفاهم مع الاطراف الاخرى وحل الخلافات معها.
* رغم أنّ المشكلة بين المالكي وعلاوي هي خلاف بين كيانين سياسيين،ولكنها تطورت بحيث تنذر بأندلاع حرب أهلية بين السنة و الشيعة، أنتم كالطرف الكوردستاني كيف تقرأون هذه المسألة؟
- في الحقيقة الخلافات و التجاذبات بين الشيعة والسنة كثيرة للغاية من المستحيل الوصول فيما بينهم الى نتيجة حاسمة من شأنها حل الخلافات بشكل نهائي،حتى أنّ الاطراف السنية رغم خلافاتها مع الاطراف الشيعية نجدها لم تبد أية مرونة تجاه الطرف الكوردي،كما أنها لم تعرب عن استعدادها للعمل معه و التنسيق لحلحلة المشكلات،على عكس ذلك فإنّ غالبية المسؤولين الكورد يجدون في الشيعة الطرف الافضل رغم الخلافات الكثيرة بين الحكومة المركزية و اقليم كوردستان، وعلى سبيل المثال ففي الايام القليلة الماضية عندما استذكرت لجنة الشهداء في مجلس النواب فاجعة حلبجة، لم يحضر المراسيم أي عضو من القائمة العراقية للمشاركة في هذه الذكرى الأليمة،ولكن الشيعة الذين يختلفون معنا حضرفيها معظم مسؤولي دولة القانون ،وهذا دليل على التفكير القديم للسنة و اعتقادهم بأنه ينبغي أنْ ينفردوا بالحكم المطلق للعراق لوحدهم،ولهذا فأنّ السنة لم يتمكنوا من التقرب من الكورد بأي شكل من الاشكال لايجاد ضغط كبير من اجل حل المشكلات،ولكن نجد مشكلات السنة تتفاقم ازاء الكورد و الشيعة يوماً بعد يوم،كما أنّ مجلس محافظة الموصل قرر في الاسبوع الماضي بالأجماع أنّ المادة 140 الدستورية لاتشمل مناطق خارج المحافظة،وهذه الامور ادت الى ابتعاد الجانب السني من الكورد والبقاء لوحده مقابل الجانب الشيعي تبقى المشكلات متراكمة.
* حول ملف اتهام طارق الهاشمي ،لماذا يحاول بعض الاطراف من توريط اقليم كوردستان في هذا الموضوع؟
- هناك خلافات و صراعات بين اقليم كوردستان و تلك الاطراف،حيث بعضها تخطط بأستمرار للتآمر على الاقليم،واقرب مثال على ذلك هو مسألة طارق الهاشمي،والاّ فإنّ أمراَ بأعتقاله صدر ضده قبل مجيئه الى الاقليم ب(15)يوماً كما أنه بقي في المطار قبل سفره لمدة اربع ساعات و رئيس الوزراء كان على علم بالسماح له بالسفر الى اقليم كوردستان مع النائب الثاني لرئيس الوزراء،و في ساعة وصول الهاشمي الأقليم طلبوا منّا اعادته اليهم،وذلك من اجل احراج الآقليم واتهامه بخرق حقوق الانسان و تسليمه طارق الهاشمي بعيداً عن كل الاعراف و العادات.
* التصرفات و القرارات الفردية للمالكي تكاد أنْ تهدد العراق وتجره الى الدكتاتورية،وبرأيكم كيف يكون مستقبل العراق في ضوء تلك التصرفات الفردية ؟
- حسب قناعتي فإنّ المالكي يسعى الى استحواذه شخصياً أو حزبه على السلطة بصورة مطلقة،ولكن في الوقت ذاته لاأعتقد أنّه بعد المصير الأسود الذي واجه صدام حسين لايستطيع أحد بعد أنْ يجرالبلاد الى الدكتاتورية و الحزبية الاحادية،حتى داخل التحالف الوطني هناك ردود فعل قوية لوضع حد للتصرفات الفردية للمالكي،اتمنى أن يتذكر المالكي الآيام التي ناضل فيها ضد صدام حسين و الحكم الدكتاتوري و يعلم ماذا حلتْ الدكتاتورية بالبلاد من الدمار،لذا لو سار هو ايضاً على النهج ذاته وكيفما كان يعادي صدام سابقاً فإنّ الاطراف المعارضة الآن سوف تعاديه بذات النفس و تقاومه، لذا الحري به أنْ لايستمر على تصرفاته تلك.
* الجانب الآخر لتوتر الأزمة بين الأطراف هو بسبب تدخل اللدول الجوار للعراق لشؤونه الداخلية و التأثيرفي قراراته، والسؤال هو ماذا يبقى لسيادة العراق من معنى في حين تتأثر الاطراف العراقية بما تملي عليها دول الجوار؟
- سيادة العراق في الوقت الحاضر تحت التهديد ومن المحتمل أن لاتبقى كما عليها الآن،سواء كان بسبب الخلاف المستمر بين السنة و الشيعة أو بين الكورد و العرب الى جانب الخلافات القائمة بين الاطراف السياسية ذاتها والتوجّه المستمر للمالكي الى التفرد بالحكم مع نفوذ دول الجوار التي تؤجج الاوضاع نحو الأسوء،لأنّ تلك الدول متنافسة فيما بينها و تنعكس خلافاتها بصورة مباشرة على الاوضاع في العراق،وبالتالي تزيد من اضعاف العملية السياسية فيه، لذا يتوجب على العراقيين أن يكونوا على وعي تام وعدم الجري وراء أهواء ومصالح تلك الدول التي لاتريد الوحدة للعراق وتحاول بأستمرار اضعافه بشتى الوسائل.
* يشهد أقليم كوردستان كمنطقة وحيدة في العراق الأمن والاستقرار،ولكن نرى أنّ اصحاب النفوذ في الحكومة المركزية يسعون دائماً الى اثارة الفتن و المشكلات لهذا الأقليم الذي ينعم بالديمقراطية و التقدم،اذاَ كيف يتمكن له تجنب تلك التهديدات؟
- كما تحدث عنه السيد مسعود بارزاني رئيس أقليم كوردستان في مؤتمر الشبيبة المنعقد مؤخراَ في اربيل بأنّه من المحتمل أنّ غالبية الاطراف العراقية تحسد بماعليه الأقليم من استقرارو هدوء وحيث يشهد اقامة العديد من المشاريع ويقدّم خدمات أساسية لمواطنيه مقارنة بباقي المناطق الأخرى من العراق،إنّ هذا الحسد يدفع ببعض الأطراف لمنافسة أقليم كوردستان، لذا علينا أنْ نكون على وعي ونتصرف بحذر أكثر ولاندع الأخرين القيام بتشويه هذا الوضع المستقر و نواجه خطوات من شأنها اثارة مشاكل كبيرة مع الحكومة المركزية،وعلينا التعامل بدبلوماسية و عقد الحوار من اجل حل جميع الخلافات القائمة،رغم أنّ هناك أطرافاً تحاول بأستمرار زعزعة اوضاع الأقليم كما هي الآن في المناطق الأخرى من العراق.
* حالياً لم يبق لأمريكا أي وجود عسكري في العراق،ترى ماذا يمكن لها أنْ تعمل من أجل مساعدة الاطراف للوصول الى حل مشكلاتها وذلك بغية عدم تأزم الاوضاع وانهيار العملية السياسية في العراق؟
- ما ألاحظه في الوقت الحاضر أنّ امريكا ليس لها أي تأثير في العراق حتى تساعد العراق عسكرياً و أمنياً،ولكن بأمكانها توعية تلك الاطراف عن طريق النصائح و الارشاد و التوجيه، لأنّ النفوذ الامريكي في العراق يتراجع يوماً بعد يوم أمام تزايد النفوذ الأيراني، وأصبحت أعداء أمريكا أكثر قوة في الساحة العراقية،ولهذا ينبغي علينا العمل من أجل عدم اعادة تسليح الجيش و الحيلولة دون قيامه بقمع الكورد و الاطراف العراقية مرة أخرى.
Top