• Friday, 19 April 2024
logo

في ذكرى ميلاد رمزنا القومي...قراءتنا الراهنة في نهج البارزاني

في ذكرى ميلاد رمزنا القومي...قراءتنا الراهنة في  نهج البارزاني
ترجمة: دارا صديق نورجان


تصرف وكأن التعامل الأنساني هو في جوهرك وشخصيتك وفي شخصيات الأطراف ايضاً.. وأعتبر التعامل الأنساني وكأنه هو الهدف بذاته، ولا تعتبره أبدا وكأنه سبب فحسب أو وسيلة . (كانت)

إن إحياء الذكرى السنوية لميلاد رموز الأمة أو كما يسميهم الأمريكان( الآباء المؤسيين) والتك والهند بأنهم آباء الأمة هو في الواقع ليس أستذكارا لولادة شخص ما ، بل أستذكار أحدى مراحل تأريخ الأمة.
وهو، أي الرمز القومي، يحمل في حياته وضميره تأريخين الأول بأعتباره شخصا بحد ذاته والثاني هو ذلك التاريخ الذي أدى دورا رئيسا في بناء تأريخ آخر، هو تأريخ حديث وجديد ويعتبره مرحلة جديدة في تأريخ الأمة، لذا فأن ذكرى ميلاد أب الأمة الرمز القومي إنما هي مقارنة بين تأريخين مختلفين للأمة وتعمت و سبر أغوار أساليب التعامل والتصرف ومن ثم أتخاذ القرار في بناء ذلك التأريخ الجديد و أستمراره وليس توقفا بذات القدر على الشخص ذاته، أو ذلك الذي ينجح شرف تسميته ولقب الأب القومي، ما يجعل أمم العالم عندما تستذكر ميلاد رموزها تقف أمام الأفكار التي بنت تأريخها الحديث وشهدت حياة أفضل وأسعد على تلك الأفكار التي شخصها رمزهم القومي، أي أن هذه السطور لعموم مجالات الحياة، وتنظيم حياة المجتمع وإعادة تعريف الحاضر، كأساس لبناء القادم والمستقبل.. ما يؤدي بنا الى التوقف إزاء ذلك التاريخ الذي غدا فيه (مصطفى البارزاني) قائد الأمة ونستذكر اليوم ميلاده كأب قومي، ذلك التأريخ الذي أصبح بذاته جزاء من تأريخ أمة تتلطع أن تتبين في إطاره الأيام والأفاق الوضاءة لمستقبلها..

(مصطفى البارزاني كرمز للخلق والعدالة).
لو أعتبر الأنسان نفسه، وعلى وفق من شعوره و دوافعه وطموحاته عضواً في عالم الطبيعية ورضع لقوانينها كما ينبغي، بأعتبار أن تلك القوانين هي التي تسيطر على عالمنا هذا وترسخ أسسه موزاينه، فأن ذات الأنسان، وبالأنطلاق من عقله هو عضو في عالم آخر وهو عالم المعقول أو الشعور وهذا يعني أننا مواطنو بلد نسعى لتنويره بالفكر والعقل والمنطق، وعند ذلك سيصبح أفراد هذا البلد مواطنين في بلد الأهداف والطموحات الوضاءة.. لذا فأننا لو قمنا ببناء جسر للتواصل بين عالمي الطبيعة والمعقول، إنما نشعر أن الأنسان قد توصل بتجاربه الى حقيقة إيجاد قوانين الطبيعة وفهم كنه تولى تلك القوانين الأعتيادية والكبيرة موازين نظام الطبيعية وعلمت الطبيعية الأنسان، وبذات الأساليب وعبر التجارب، أنتاج جملة قوانين لتنظيم حياته عن طريق أنتقاد عقله الذاتي (النظري والعملي) وهي قوانين الأخلاق أو تلك الأسس والمبادئ الأخلاقية لموجودة في العقل أو تلك الأسس والمبادئ الأخلاقية الموجودة في العقل وهذا ما يبين لنا كيف أن قوانين الطبيعة بشكلها البسيط قد نظمت هذا النظام الطبيعي الشاسع,
وبذات النسق تغدوا الأسس الأخلاقية البسيطة التي يكون العقل مصدرها ويكون المنتج لأدارة الخير، تغدو تلك القوة والحقيقة التي عنها،(كانت)، لا يمكن أن تعتبر) في عالمنا هذا، أي شئ وبصورة مطلقة بأنه هو الخثر بأستثناء أرادة الخير) أي يمكن أن نعتبر أرادة الخير ونعرفها كقوة ميتاً فيزيقية أخلاقية لنتمكن من أستخدامها أوعن طريقها ، من تنظيم حياة المجتمع وتوجيهه نحو مجتمع سعيد وهانئ.. لذا فأننا لو أمعنا النظر أكثر في إرادة الخير وفاعليتها نشعر بالـتأكيد أن هذه الأرادة لا يمكن تسميتها بالخير إذا ما شملت معطياته تلك الأرادة أشخاصاً معدودين بآثارها وفاعليتها أو حققت النجاح الى جماعة أو حزب معين، بل يقال لها الخير أو إرادة الخير ويعتبر كذلك بالفعل عندما تكون أساليب إرادتها أو أستخدامها بحيث يكون لصالح تحقيق كل الرغبات أو الطموحات التي نتمنها جميعا وأنه تتوسع بمدياتها بأن تصبح أو تتصل إرادة الخير الى موقع أو مطمع ترنو اليه الأنسانية جمعاء، وتوجهنا هذه القراءة في وجهها الآخر نحو قناعتنا بالقول(لا يمكت لأحد أن يدعى أنه صاحب تلك الأرادة دون غيره من التوجهات المختلفة..لا بل أن إرادة الخير تعني نتائج الأداء والتصرفات التي تحدد الأسس الأخلاقية إطارها، وهنا نكون أمام تساؤل آخر هو أننا لو أردنا أن نقرأ هذا التأريخ وفق النظرة الأحادية لحزب معين أو وجهة أمة أو ديانة معينة فأن كلماتنا حتى لو كانت في غاية الروعة والأنهار، ستكون عند قراءتنا هذه نسيجاً أوحريرا يطغى أو يخضى في مدياته جوهرة براقة.. أما لو أردنا أن تصبح أو نشوه ارادة الخير هذه بحقد وغل وبعيداعن الأنصاف فأن هذه الغاية ستكون في مدياتها السيئة وكأننا نرمي جوهرة في الأوصال أبدأ)..
لذا فأننا عندما نتحدث عن أسس الأخلاق والعدالة في ضمير نهج البارزاني و جوهرة، فأننا نتوظى أن نقول لقرائنا إن هذا النهج إنما لا يحتاج ال أن نتغنى بها لأن مديحنا ومهما زينا له ولن يكون أكثرمن قطعة الحرير التي جوهرة ثمينة، أما لو أنتقدنا ذلك النهج فأن ذلك بن يكون أكثر من الوصل الذي يخفق في أخفاء رونق تلك الجوهرة... ما يخبرنا ويعمينا بأن قيمة الجوهرة تلك هي في ذاتها ولا يزيدها التغني قيمة ولا الأنتقاد إنتقاصا غير أن العمل بأرادة الخير تلك يعملنا تفاصيل تجربة أو كيفية العثور على الأسس الأخلاقية في عقلنا أو جعل تلك الأسس صيغة نستتج ونعثر بها على معاني سعادة مجتمعنا.. هنا وبعودة منصفة الى ذلك التاريخ والنهج وسؤال السيرة التاريخية لمصطفى البارزاني كيف تحولت تصرفاته وغدت بريف تلك الجوهرة التي تسمى اليوم(نهج البارزاني) فيكون القول عندها: أن ذلك نابع من التزان مصطفى البارزاني بالأسس والمبادئ الأخلاقية في (طريقة بارزان) وعدالته في الدفاع عن نهج أنهاء الظلم والأستبداد ضد شعب كوردستان المحروم من حقوقه وعلى اختلاف قومياته ودياناته، وكان ذلك وتجسد بأمانة عندما وجه الشيخ أحمد البارزاني شقيقه مصطفى البارزاني وكان يومها في ريعان شبابه، بأغاثة ثورة(شمال كوردستان) ومن بعدها ثورة الشيخ محمود الحفيد في السليمانية ونجدتها، فأن مصطفى البارزاني،وكجندي ترابي على تلك المبادئ الأخلاقية قد ساعد أخوته هناك وهذا ما يقول لنا وجد أنا أن شعاع جوهرة أرادة الخير إنما يعني كيفية وطرق العمل والتصرف وفق تلك الأرادة.. ولو توقفنا أكثر عند هذه المسألة وبأنصاف لوجدنا أن إنطلاق مصطفى البارزاني لمساعدة أخوته في تلك الثورات لم يكن السبب في نجاحها وأنتصارها، غير أن تصرفاته تلك التي تتوافق مع الأهداف والمصالح العامة لشعب كوردستان والتي مرت عليها أكثر من(100)عام إنما تميز لنا أيام حاضرنا وإرادة الخير تلك وتلعمنا قراءة جديدة صادقة وهي:
أن إرادة الخير إنما تجتمع وجهات النظر المختلفة ولا تفرقها... غير أن الأهم من ذلك هو أن هذا النهج هو ليس فقط عودة الى الأرادة الثورية لأقامة ثورة تكتسع الظلم والأستبداد على المستوى السياسي فحسب، بل كان ثورة شاملة مترامية والأطراف والأهداف وأن كل الثورات قد اندلعت في وقت واحد والسبب البسيط لذلك كان لأن نجح بارزان كان توصلا الى واقع تجسد في عدم قبول الظلم والأستبداد أكثر من ذلك وأن يشعر أتباع ذلك النهج بمعنى الحرية لذك وقبل أن يبدأ الكفاح ضد الظلم وأستبداد المحتل ويغدو أساسا أخلاقياً للشعور القومي والوطني فقد بدأت المساعي لتربية وتاهيل ذلك الشعور الوطني والقومي الطاهر في بيئة من العدالة ولا تقصد هنا بالطبع العدالة ما بين الرجال وحدهم بل والعدل بين الرجال والنساء وكذلك على أساس حماية البيئة وجمال الطبيعة في كوردستان أيضاً، لذا فأننا عندما نعود الى التأريخ الذي يسمى ولادة الرمز القومي أو الأب القومي، إنما نعود الى رحاب تأريخ أنتج إرادة تشمل جميع مناحي الحياة.. غير أن معانية هذه الأرادة أو العودة اليها لا تعني بالضرورة حصر أنعكاس تلك الأرادة فقط في هذه الحقبة من التأريخ ، بل كان لأجل أظهارها والوقوف على أنعكاسها على حاضرنا ولا تعني أيضاً أن نضع أو نعتمد تلك الأرادة ضمناً أو حصرها فحسب بل لأثباب حقيقة أن يمكن لها أن تبنى المستقبل كما بنت الماضي الجميل المتألق أو أن نتصور أنها تقف عند نقطة معينة ، بل أن العودة الى تلك الأرادة إنما هي تواصل لأرادة بنت التأريخ الحديث للأمة..
أي بمعنى آخر: طالما أستمر هذا التأريخ وتولى أبناء كوردستان أدارة تلك الأستمراية ، فالأمر يحتم أن تستمر تلك الأرادة.. ومنحها معنى جديدا على وفق أمكانيات الأجيال وسبل أدارتها، وكمنبع للخير يشع بألقه على جميع مناحي حياة االمجتمع...
تأريخ الميلاد... تأريخ أجيال الحاضر والمستقبل.
إن روعة لقراة الحاضر وحث الخطى نحو المستقبل.. وليس عودة الى الماضي. أو بمعنى آخر أن مناسبة ذكرى الميلاد هي تواصل التأريخ وأستمراره وربط الحاضر بالماضي وهو ليس ترابطاً ، لا يشبه ربط حلقات التاريخ مع بعضها بل هو عرض وتبيان للخلافات الموجودة بين حلقات مسلسل تأريخي واحد.. والأمر هكذا نجد أن الفرنسيين عندما يعودون الى السيدة التأريخية لديكول، فهم لا ينوون بذلك العودة مرة أخرى الى الجمهورية الرابعة والأعلان من هناك عن الجمهورية الخامسة ثانية، بل أنهم يجددون الجمهورية الخامسة ثانية وبروحية(ديكول) وقراءتهم الراهنة لمستقبل فرنسا أو يسعون، وفق ذات االنهج الذي سار عليه ديكول وبناه أساسا لأعادة بناء جمهوريتهم السادسة، وبما تيلاءم مع واقع الراهن والواقع السامي لفرنسا في العالم..
كما أن الهنديين أو الهنود عندما يعودون الى غاندي فأنهم لا يهدفون من وراء ذلك لأجل البدء من الصفر وربط عموم اقتصاد الهند بأنتاجه هو... بل أنهم تعلموا من غاندي كيفية خوض معركة المعرفة مع العالم بالأعتماد على أنفسهم واللجوء الى عقلهم الذاتي... فقد قال غاندي للأنكليز:
بأمكان شعبي أن يتقدم بأمكانياته وقد رأته الذاتية والأمر هكذا فأن على الهنود أن يتعلموا منه أن الشعب الهندي هو صاحب أرادته ويتمكن، رغم فترة ، من ابراز أو أظهار أرادته للعالم.. كما أن الأمريكيين الذين هم بأمسى الحاجة، واكثر من أ وقت آخر، للآباء المؤسسين فهم بحاجة، كما قال(هنكتن) أن يسألوا أنفسهم(من نحن؟ Who arr we )، والسؤال هذا هذا بالطبع لا يعني أن الأمريكيين هم الأفضل من الأنسانية جمعاء ولهم حق السيادة على عموم الأنسانية، بل يأتي ذلك بمعنى أنهم تربوا في عز الجمهورية الأمريكية الحرة وأن حماية الحرية إنما تتطلب إعادة السمو والشموخ الى ذلك الراية التي أوقفها جورد واشنطن وبقية الآباء المؤسسين لأمريكا وفيما بعد سائر الأجيال الى يومنا هذا، وفعوها لتظل خفاقة ولا تنتكس أبدا لذا فأن(هنتكتن) يطلب من الأمريكيين في كتابه أن يعودوا الى ظلال تلك الراية ويحملوها معاً ليقفوا صفا واحدا ضد الأرهاب...) وبالنسبة الينا نحن شعب كوردستان، فأن عودتنا الى تأريخ البارزاني ونهجه هي مسعى آخر لقراة جديدة ولأعادة إنتاج فكر جديد من القراءة الجديدة لذلك التاريخ ومحاولة لفهم ذلك الشعار الرفيع والخالد الذي يقول (كوردستان يان نةمان.. كوردستان أو الفناء)، وهذا ما غدا اساسا وجوهرا لأندلاع ثورة ايلول وجميع عموم الكوردستانين تحت خيمة هذا الشعار.. لذا فأن عودتنا الى هذا الشعار هو وقفة تأريخية مضفة أزاء معنى (كوردستان في نهج البارزاني) وهو(الحرية أو الفناء) أي أن كوردستان التي يتحدث عنها البارزاني تعني(الحرية) لذا فأنه لن يكون أي معنى للحياة مالم ترفل كوردستان بالحرية، غير أن وقفة أكثر وأشمل أمام هذه المقارنة بين كوردستان وبين الحرية في نهج البارزاني ونعيدها في يومنا هذا مصدر تفكيرنا واساسا أخلاقيا في تقدمنا نحة المستقبل إنما تعني ونتبين أن معاني الحرية في نهج البارزاني كانت كالآتي:
لقد كانت مسألة تشكيل دولة كوردستان آخر أهداف ذلك النهج وتجلى ذلك الهدف منذ حياة ونضال الشيخ عبد السلام البارزاني بأن بناء أو تأسيسي دولة كوردستان كان بالفعل أحد الأهداف الرئيسة لهذا النهج.. رغم أن الهدف لم يتحقق حتى الآن إلا أن إرادة بناء دولة كوردستان كانت وبقيت إرادة حية لذا فأن السيد مسعود بارزاني قد أكد في في العديد من المناسبات وجدد ذلك في لقاء خاص مع مجلة(كـــولان) بقوله(سيحل بأذن الله ذلك اليوم الذي يقرر فيه الكورد مصيره) وهذا ما يشيره علينا( نهج البارزاني) ويقول إن المحطة الأولى لتأريخ حرية شعب كوردستان تبدأ من جمهورية كوردستان الحرة و من يوم يشعر فيه مواطنوا كوردستان بأنهم أعضاء في ذلك الجمهورية الحرة وأنها انعكاس وتجسيد لطموحات الجميع وأهدافهم.
إن الجمهورية الحرة هذه تبنيها إرادة الخير التي هي بدورها أنعكاس لتطلعات وحدة صفوف وخطاب عموم الأفراد والمجموعات والأحزا السياسية الكوردستانية لذا فأن البارزاني الخالد قد شكل، ومنذ بداية ثورة بارزان الثانية، لجنة الحرية كخيمة تستظل بها التوجهات المختلفة كلها ما ينقلنا الى حقيقة أخرى هي أن البارزاني مصطفى قد أستعمل في اولى خطواته الوطنية الثورة بمعنى الحرية وسمى قيادة ثورته بلجنة الحرية وتلخصت مهماتها في قيادة كل المساعي لتحقيق تلك الحرية التي كانت الهدف الأسمى للثورة، لذا فأن مهمات هذه اللجنة قد أستمرت حتى بعد ثورة بارزان الذاتية بل سارت لمساعدة جمهورية كوردستان الديمقراطية في مهاباد وتنظيم الحرية وحمايتها في تلك الجمهورية الفنية وهو بذاته، أساس تأسيسي الحزب الديمقراطي الكوردستاني.. ما يبين لنا أن تأسيس البارتي هو مرحلة أكثر نضجاً في فكر البارزاني بكونها تربط حماية لنا أن حماية الحرية تكون بسيادة الديمقراطية.. لذا فأن مبادئ تأسيس البارتي وصيغ تأسيسه تعرفنا بالديمقراطية وتقول:
الديمقراطية تعني تهئية أرضية لجميع الأختلافات وكذلك تعاون الناس وتعاونهم وعموم الأوجهات المختلفة وكانت إعادة تنظيم جميع الأمكانيات هو الذي فجر ثورة أيلول وسع مديات المناطق المحررة في زمن الثورة وخيمتها الجليلة السائدة عليها... بحيث أوحد حقيقة أنه لم يكن من الضروري أن يكون جميع بيشمةركة ثورة أيلول أعضاء أو مؤازرين للحزب الديمقراطي الكوردستاني بل كانت بيشمةركة الأحزاب الأخرى مثل الشيوعي العراقي وجمعية أحياء الكورد والأطراف الأخرى في الثورة أعضاء في الأحزاب والجماعات، فضلا عن اعداد كبيرة من البيشمةركة المستقليين... كما أن تلك الأحزاب، تفتخر أسوة بالحزب الديمقراطي كوردستاني بالملاحم والبطولات التي التي سجلتها ثورة أيلول ويعتبرونها وبكل أعتزار من سير تأريخهم لذا فأن الأمور تتطلب اليوم، ونحن نعيش مرحلة أخرى، ان تكون التجربة الديمقراطي الراهنة في الأقليم، كما كانت ثورة أيلول، ملكنا جمعاء ونضحى جميعاً من أجل نجاحها وتطورها أكثر.
كان البارزاني مصطفى يعتبر الدين عماد المجتمع ومصدر عبادة الخالق والأخلاق فيه لذا فقد كان يحترم مختلف الديانات ودون أي تمييز بين معتنقيها في كوردستان.. والأهم من ذلك ولأن أكثرية أبناء كوردستان هم مسلمون وتمكينا لعلماء الدين فيها من وراء دورهم في مختلف مرافق المجتمع وبأفضل شكل، فقد أسس البارزاني، وفي أول مبادرة تأريخية، أتحاد علماء الدين الأسلامي في كوردستان. وكان تأسيس تلك المنظمة أشارة الى أن الموقع الرفيع لعلماء الدين الأسلامي في المجتمع الكوردستاني ونحو ترسيخ بنى أخلاقية في كوردستان هو خطوة مهمة للحفاظ على ذلم الموقع السامي وفصله عن السياسية.
لقد شعر مصطفى البارزاني ، وقبل الجميع على مستوى المنطقة والشرق الأوسط عامة، أنه لا يمكن أن يكتب النجاح للثورة من أجل الحرية والبناء الديمقراطي دون مشاركة فعالة لنساء كوردستان.
لذا فقد بادر في عام 1959 عقب عودته من الأتحاد السوفيتي السابق الى كوردستان الى تأسيس اتحاد نساء كوردستان ولم يكن تأسيس هذا التنظيم لأظهار أن المرأة هي موضوع الأهتمام فحسب بل كان الغرض منه لتدخل المرأة قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني و تشارك في أتخاذ القرارات، غير أننا في يومنا هذا أن رغم تزايد نسبة النساء في قيادتي البارتي وبرلمان كوردستان ، إلا أن تلك النسبة لا تزال قليلة ومتواضعة في الحكومة و بأمسى الحاجة الى إعادة النظر فيها لأن عديدهن هو أكثر من مشاركتهن بوزارة أو وزارتين فيها.
لم يكن مصطفى البارزاني مع توجه أن يتصل الشبيبة والطلبته بالحزب بصورة مباشرة وتربيتهم ككوادر للحزب على وفق المنهاج والنظام الداخل لأي حزب(حتى لوكان الحزب الديمقراطي الكوردستاني) ما حدا بالقيادة الى التفكير في وقت مباشر في تأسيسي اتحاد الطلبة والشبيبة ورابطة طلبة كوردستان في المهجر... ولم يكن الهدف من تلك الخطوات تنظيم تلك القطاعات وبشكل مباشرة في صفوف الحزب بل كانت منظمتها الطلبة والشبيبة محطة أساسية للتربية القومية والوطنية لعموم الشبيبة ليفكروا، وأوسع من الكوادر الحزبية، وضخ الدماء الشابة تلك وبأستمرار في اوصال الحزب تجنبا للتخطى الأخير نحو حزب آيديولوجي مغلق وكان يعتبرهم رؤوس الرماح لكل الثورات والأنتفاضات لذا فأن قراءة منصفة لهذا الجانب ايضاً تبين لنا أن البارزاني مصطفى كان يربط انبثاق الروح الثورة والأنتفاضة بأثارة الروح الوطنية والقومية وليس روح الأندفاع الحزبي، ونجد هذا النهج الصحيح في يومنا هذا يؤكد حاجة شبابنا، وأكثر من أي وقت آخر، الى مديات يتطلعون فيها، وتفاؤل وأمل، وبعيدا عن تأثيرات ومبادئ تنظيم الأحزاب السياسية الى مستقبل هذا البلد الذي سيتولون قيادته غدا.
كان البارزاني مصطفى يعتبر القانون وسيادته عماد كل تقدم وتطور ونجاح وأستقرار وسلام أجتماعي وينظر الى قانون بهذه النظرة الوضاءة لذا فأنه، ورغم اهتمامه بعموم الشرائح والقطاعات ومساعيه الوطنية لبناء أسس الأخلاق والعدالة في المناطق المحررة من كوردستان ، نقول:
لم يربط كل ذلك بالأرادة الثورية والسلطة والشرعية الثورية بل مارس الشرعية الثورية وأستخدمها لتأسيس المحكمة العليا للثورة كأعلى سلطة وأرفع مرجع في المناطق المحررة ضمانا لتنظيم و شؤون الناس وفق القانون ، واناط رئاسة تلك المحكمة لمجال و بيشمةركة في ثورة أيلول، وكان من الأخوة المسيحيين، وكان ذلك تنويها الى تنفيذ المواطنة بكل معنى الكلمة داخل الثورة و دون تفريق أو تمييز بين الكورد وبين الكلدو وآشوريين أو بين المسلمين وبين المسيحيين، ويعني ذلك في كل الأحوال أن البارزاني مصطفى ينعي سيطرة القانون وسيادته بشكل عملي ما أناط بها الى ذلك الأخ المسيحي ضمنا لمساواة أنفع من هذا وأفضل لنتعلمه من نهج البارزاني؟. وضرورة عودة كل إرادة الى القانون ونتصرف جيمعاً ونحث الخطى نحو المستقبل تحت ظل لتلك السيادة....
مملكة الأمل والمطامح في نهج البارزاني.
لم تكن المناطق المحررة في ثورة أيلول العظيمة تقل مساحة وأهمية إلا قليلا المناطق الخاضعة الآن لحكومة أقليم كوردستان صحيح أن مراكز محافظات كوردستان الثلاث أربيل والسليمانية و دهوك هي الآن تحت سيطرة حكومة الأقليم ولم يكن ذلك قد تحقق إبان ثورة أيلول العظيمة غير أن المناطق المحررة كانت تشمل آنذاك عديدا من المناطق التي تعرف الآن بالمناطق المقطعة من أقليم كوردستان ولو لم يكن الغاية من هذا المسار حتى المقارنة فأن الغاية هي بيان سعة المناطق المحررة من كوردستان آنذاك من زاخو الى خانقين فهي لم تكن تتعرض لحصار اقتصادي شامل فحسب، بل كان أجواء لتلك المناطق مفتوحة أمام مخاوف كبيرة ومفاجئة عن طريق القصف المدفعي أو الجوي، غير أن ماكان يشعر بها على أرض الواقع ويلاحظ في تلك(المملكة) يكمن في مسألتين، غدتا عنصرين للمخاطرين:
داخل المملكة
خارجها....
أي كانت هناك على الدوام على الدوام قوة خارجية، عسكريه واقتصادية تسعى لتكعير أوضاع تلك المناطق والأستقرار الأجتماعي فيها... غير أن إدارة تلك الأدارة التي كانت تدير تلك المناطق لم يكن بمقدورها ردع لتلك العناصر الغريبة والخارجية فحسب بل أوجدت فيها نوعا من الأستقرار والسلام الأجتماعيين ضمن للناس شعور جيداً بالأمان والأطئمنان ولم يكن سبب ذلك الواقع بلا شك أن الجميع كانوا من الحزب الديمقراطي الكوردستاني ولم يكن هناك، داخل ثورة أيلول وفي مفاصلها تفكير و وجهات نظر مختلفة فضلا عن أفكار مختلفة كمجموعات وأحزاب سياسية الى جانب عدد من التنظيمات المختلفة، كما أشرنا سابقا. غير أن شعور عاليا من العدالة والأستقرار والسلام الأجتماعي، وكما يذكرنا من عاشوا تلك الفترة، كان يسود المناطق المحررة من الثورة والى حد، وكما يقول المثل: لو نقلت حملاً من الذهب من زاخو الى خانقين لما كنت تشعر بأية مخاطر للأعتداء عليها وعلى مستوى القضايا الأجتماعية – ولأن قيماً أخلاقية رفيعة كانت تضرب عميقا في أرض الثورة وداخل المجتمع فأن معظم المشكلات الأجتماعية كانت تجد طريقها الى الحل بسير وسهولة وتحسم عن طريق القانون.. أي أن إدارة المناطق المحررة آنذاك ، والتي يشهد عليها الجميع حتى الآن، لم تكن تتعلق بأمكانيات الذاتية فقط بل كان الناس يمولون البيشمةركة قوتاً وحياة كنوع من الزكاة غير أن وجود إرادة للخير قد جمعت كل الأماني والطموحات، قد غرست الأمل في أعماق الجميع يتسحق بجدارة أن يسمى (مملكة الآمال والمطامح داخل نهج البارزاني).

بار بارا كارول فورست:
ننظر الى الآباء المؤسسين بعين المرجعية ونتطلع لأن نتعلم منهم كيف نحث الخطى نحو المستقبل..
البروفيسورة باربارا فوست هي استاذة الفلسفة في جامعة لويزيانا ومختصة في التاريخ التنويري والثوري الأمريكي وقد تحدثت لمجلة كولان فيما يتعلق باهمية الثورة ودور المؤسسين في حياة الأمم قائلة:
نحن المواطنين الأمريكيين نرنو بأستمرار الى سابق تأريخنا لنقف على حقيقة(ماذا حقق آباؤنا المؤسسون) أي أننا نتابع وكيف عرضوا المشكلات والقضايا ونظرتهم الى الدستور.. نحن نعتبرهم دائما بأنهم مراجع تعيننا على اتخاذ قراراتنا اليوم.. وكمثال على ذلك ننظر الى التأريخ ونرنو اليه لنقف على ما قاله(توماس جيفرسن).
و(جورج واشنطن)و(جيمس مادين) بصدد فصل الكنيسة عة الدولة ...الخ.
أي أن عودتنا المستمرة الى التأريخ ليغدو دليل طريق لنا للتعلم من أقوالهم تلك- أقوال الآباء المؤسسين وأعمالهم وطرق تفكيرهم عند إعادة كتابة الدستور وبرأيي أنه يتطلب فيما يتعلق بإعادة بناء المجتمع وفق تأريخ الشخصيات الوطنية- مثال_توماس جيفرسن و جورج واشنطن إلغاء نظرة مسؤولية لنقف على حقيقة ما قاله شخصياتهم الوطنية وأعمالهم من حيث الأسس والمبادئ فقد صاغ الآباء المؤسسون، لحسن الحظ، دستورا أصبح أساسا لأنهاء العبودةي وفسحو لنا الطريق معبدا لمعالجة القضايا والمشكلات وتصرفوا على أساس عصر النهضة والتنوير في أوربا والذي كان بدوره مرتبطا بحرية الفرد وحرية التعبير فضلا عن ضمان الحرية للمواطنين لأنتقاد حكوماتهم، إن ممارسة هذه الجوانب واتباعها كانت أساسا راسخا لبلادنا غير أنه لوكانت بلادنا غير هذه البلاد والآباء المؤسسون غيرهم من الأشخاص وصاغوا دستوراً غير هذا، عندها كان يستحيل علينا أو يتعذر الأحتفاظ بحرياتنا سامية عالية أو نؤمن حريات الأفراد أو نوجه انتقاداتهم الى الحكومة، فقد كانت تنبري آنذاك بلاد غير بلادنا لذا فعندما يترك لكم المؤسسون اسسا راسخة ومتينة عندها سيكون بمقدوركم البناء على تلك الأسمى والعكس ليس صحيحا.. لذا فإن يوم الأستقلال الذي يوافق ال(4) من تموز قد حدد(من قبل جون آدمز على ما أعتقد) أو سمى يوم أستقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا العظمى بعد حرب معها من أجل تحقيق الحرية والخلاص من النفوذ البريطاني، لذا فإن 4 تموز هو عيد جليل ومعهم جدا وهو اليوم الذي توحدت فيه البلاد أكثر وأشخاص وتأتي أهمية هذا العيد في مراعاة وتقدير الأمريكيين لتحريرنا فهو رمز للحرية التي حققناها بعد اعلان الأستقلال ورمز لأنعثاق المواطنين العاديين من الحكم الملكي وباشروا فيه أدارتهم وحكمهم الذاتي ولا بد من القول أنه ليس لدينا ملك غير أن جورج بوش كان أسوء رئيس في تأريخ الولايات المتحدة لأنه كان يتصرف كأنه ملك وفوق القانون ما أدى بنا أن نزيحه عن سدة الحكم وعن طريق حل سلمي وهو، حسب رأيي- ما يستذكره الأمريكيون ويفكرون فيه يوم 4 تموز بأعتبارنا نحكم أنفسنا بأنفسنا ، ليس بطريقة مباشرة ثم أنه ليس لدينا ملك ومتى ما تصرف أي رئيس وكأنه ملك، عندها سنزيحه عن طريق الأقتراع.

ديفيد إن كينس:
أستذكار أو حيادة ترى رمز الأمة هو مسعى لأعادة قراءة التاريخ وتقيم جوانبه الأيجابية والسلبية.
البروفيسور ديفيد كيس هو استاذ التاريخ في جامعة أريزونا ومختص في تأريخ وسياسة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في والعلوم السياسية وقد تحدث لمجلة(كولان) فيما يتعلق بقراءة التاريخ والأنتفاع ثانية في تأريخ دور الرموز في بناء التأريخ قائلا:
إن أحياء ذكرى الرمز القومي هو نوع من الفهم ثانية للتأريخ ولتقيم الجوانب السلبية والأيجابية والأيجابية وتحديدها... ما يحتم ضرورة نشد الحقائق التأريخية ودرجها، على سبيل المثال في الكتب دوراتها في المدارس.. لقد حاولت الدول والشعوب بأستمار وسعت جمع الأختلافات، عن طريق الرموز، وقد تمكنا نحن في الولايات المتحدة من تحقيق غير أن وحدتنا هي ليست بالمستوى المطلوب وتسود بيننا، والى حدما الخلافات.. وتوجد في الهند بلا شك خلافات أقليمية ومناطقية ودينية.. وهناك في فرنسا نوع في الخلافات من الناحية المبدئية أو الفكرية أو الآيديولوجية بين الجناحين الأيسر والأيمن وذلك بسبب الحزبي الشيوعي، وهو ضرب واسع وتشكل في أعقاب الحرب العالمية الثانية.. الأمر الذي تحاول مختلف الدول معه تجاوز تلك الأختلافات عن طريق إبراز شخصية معروفة وأظهارها كرمز لوحدة البلاد.. طريقا لتحويل بلد مقسم الى بلد موحد وغدت عملية بناء الأمة من العلوم السياسية الى بناء الهوية القومية في البلدان ذات الهوية القومية الضعيفة، وهذا أمر جيد لأنه يوفر النظام ويقطع الطريق أمام إندلاع الأقتتال الداخلي والفوضى كما أنه مسألة صعبة المنال من ناحية أخرى فنجد في العراق مثلاً أختلافات واسعة بين مكونات البلاد و بالأخص على المصادر و الحقول النفطية وكان أن حدثت، بعد سقوط نظام صدام الدكتاتوري حرب داخلية هناك غير أن المشكلة تمكن اليوم في مستوى الخلافات بين تلك المكونات هي أوسع من السابق ما يوجب بذل الجهود و المساعي لأنتاج نوع من الهوية القومية، غير أنني لا أعتقد أن ذلك هو سهل التحقيق والمنال في الوقت الراهن وأؤكد وأقول: هذه إنما هي عملية صعبة ومبهمة وغامضة النتائج.


قراءات في الموضوع:
عودتنا الى تأريخ البارزاني ونهج البارزاني مسعى آخر لقراءة جديدة وإعادة إنتاج فكر جديد من القراءة الحديثة لذلك التاريخ و محاولة لفهم الشعار السامي القائل(كوردستان أو الفناء).
العودة الى ذلك التاريخ القومي الجديد أو تأريخ الأمة الحديث.
لا يتمكن أحد من ادعاء ملكية إرادة الخير وحده دون التوجهات المختلفة الأخرى.
يعلمنا نهج البارزاني أن أولى محطات وأنطلاقة تأريخ أنعتاق أبناء كوردستان وتحريرهم تبدأ من جمهورية كوردستان الحرة وحين يشعرون بأنهم أعضاء من تلك الجمهورية الحرة وأنها انعكاس طموحات وأهداف جميع الأطراف.
لقد شعر مصطفى البارزاني ، وقبل الجميع- على مستوى المنطقة وعموم الشرق الأوسط أن لا يمكن أن تحقق الثورة من أجل الحريةس والبناء الديمقراطي، النجاح والظفرون مشاركة فعالة لنساء كوردستان وكان أن بادر في عام 1959- الى تأسيس أتحاد نساء كوردستان.
تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستانية هو مرحلة أكثر تقدما في فكر البارزاني كونه يربط حماية الحرية بالديمقراطية ما يعني أن نهج البارزاني وتأسيس البارتي يعلمنا أن الحرية إنما تجري حمايتها بالديمقراطية.
مصطفى البارزاني أستخدم الشرعية الثورية لتأسيس المحكمة العليا للثورة كأعلى سلطة وأرفع مرجعية في المناطق المحررة لتنظيم ودون الناس عن طريق القانون.
Top