• Tuesday, 16 April 2024
logo

تأثيرالاعلام في المرحلة الانتقالية.. يحتاج المواطنون فيها فقط الى الاعلام الذي لاينشر الاخبار و المعلومات غير الصحيحة

تأثيرالاعلام في المرحلة الانتقالية.. يحتاج المواطنون فيها فقط الى الاعلام الذي لاينشر الاخبار و المعلومات غير الصحيحة
برافدا وازفيستيا واللتان تعنيان( الحقيقة و الخبر) اسمان لصحيفتين روسيتين عريقتين،الاولى تأسست عام 1912 و لينين هو احد مؤسسيها،والثانية تأسست عام ،1917 وكلاهما مستمرتان في الصدور لحد الآن،كانت برافدا في عهد الاتحاد السوفيتي لسان حال الحزب الشيوعي السوفيتي وازفيستيا كصحيفة للدولة السوفيتية،حيث كانت الصحيفتان منذ عام 1917 و حتى عام 1991 أي لمدة 74 عاماً صحيفتي المجتمع الشيوعي ودون أنْ تؤمنان بالأعلام الحر،ولكن بعد عام 1991 والى الآن تغيَر اسلوب الصحيفتين و تعملان حالياً وفق نهج يتفق مع الصحافة الحرة،البروفسور دوسان ريلجيك و هو باحث كبير في معهد الاعلام الاوروبي( إي آي ئيم )،يؤكد في احد بحوثه بعنوان ( المجتمع المدني ، وسائل الاعلام والديمقراطية في الدول مابعد الشيوعية)حول دورالاعلام في المرحلة الانتقالية و خصوصيات تلك المرحلة، يؤكد أنّ المرحلة الانتقالية لها نهاية مفتوحة،ولانستطيع أنْ نعرف الى أي جهة تأخذها هيكلة التكوين الاجتماعي في ظل العقلية البالية في عهد الشيوعية وكيف تكون اساليب المتغييرات،ولكن مانعرفه هو أنّ الجزء الاكبرمن المجتمع لاتسمح أن يتم بناء الاوضاع المغلقة السابقة مرة اخرى تحت أي مسمّيات،وحول دور و تأثير الاعلام في هذه الظروف الحساسة،يشير البروفسور دوسان الى أنّه بالرغم من أنّ معظم الناس لايريد أنْ يكون اعلام المرحلة الانتقالية ( سي إن إن)،ولكن لايريد ايضاً أنْ تكون صحيفتا برافدا و ازفيستيا كما كانتا في العهدالسوفيتي السابق،البروفسور دوسات يتوقف على اسمي الصحيفتين برافدا(الحقيقة) و ازفيستا( الخبر)، وكتب عن ذلك :ان شعب روسيا لايريد أي من الصحيفتين بمعزل عن الاخرى،أي أنّه لايريد الحقيقة بلا اخبار و لاأخبار بلا حقيقة،ولهذا فإنّه يقول في صلب بحثه :المواطنون في دول المرحلة الانتقالية لايدعون الاعلام من اجل الثقافة،بل يدعون الاعلام الى عدم نشر المعلومات الخاطئة و الاخبارغير الصحيحة،اذنْ أنّ هذه الدراسة توضّح لنا بأنّ الأشكالية الرئيسة في بناء ديمقراطية دول مابعد الشيوعية و امريكا اللاتينية و التي اصبحتْ سبباً في ظهور صيغ ديمقراطية مختلفة،هي الصيغ المختلفة للعمل الصحفي ومستوى الالتزام الصحفي بأصول الصحافة المهنية.
خطر نشر المعلومات الخاطئة عن العملية الديمقراطية
عندما يتم الحديث عن سلطة الصحافة،هناك وجهة نظر مشتركة بين الباجثين و المختصين السياسيين و علماء الاجتماع وهي :تلعب وسائل الاعلام دوراً حضارياَ مهماً في تحديد مصير الديمقراطية في كل العمليات الديمقراطية بأنحاء العالم،وهذا يعني حدوث تحولات في الشروط المسبقة لبناء العملية الديمقراطية من منطقة الى أخرى و من مجتمع الى آخر،ولكن دورالاعلام في في عملية بناء الديمقراطية هو ذلك العمود الثابت الذي لايمكن لأي ديمقراطية تجاهله،اذنْ حديثنا هنا ليس عن تأثير الصحافة على العملية الديمقراطية و ارساء الديمقراطية في المجتمع ،وإنّما عن كيفية لعب دورها المهم في تلك المرحلة المهمة الحساسة؟وحول هذا الجانب فإنّ الباحثين في مجال السياسة و علم الاجتماع وحتى كليات الصحافة ،يشعرون الى حد كبير بأنّ ايلاء الاهتمام بدور الصحافة في بناء الديمقراطية لايزال قليلاً وإنّ البحوث والتحقيقات التي تهتم بالدورالمتميزللصحافة في الدول النامية ليست بهذا المستوى،أولم يلقَ الاهتمام اللازم لحد الآن،وهذا هو السبب في أنّ الاموال المخصصة من دول اوروبا الغربية و في امريكا لدعم الاعلام في الدول مابعد الشيوعية و النامية لاتحقق النتائج التي على الصحافة الملتزمة و المهنية تحقيقها في تلك المرحلة المهمة،البروفسور دوسان يشير حول ما حققته الصحافة من النتائج في تلك المجتمعات الى أنّ الاعلام والديمقراطية يشبهان ركاب قطارين يسيران في اتجاهين متعاكسين ولايلتقيان في أي نقطة، وحول تأثير مصداقية الاعلام سألنا البروفسورايميلي بيل مدير مركز كارديان ديجتال في بريطانييا واستاذ الصحافة التطبيقية في جامعة كولومبيا،حيث قال في حديث ل(كولان): (( الاعلام له دور حي في أي ديمقراطية و يمنح الاستمرارية للعمل الديمقراطي،لذا لو أنّ الاعلام لم يشر الى كل جوانب الحدث أو الخبر بل يكتفي بجزء منه ،عندها لاتعمل الديمقراطية بشكل كامل، ولمعرفة ماهية الصحافة المهنية ( المحترفة)؟ أعتقد أنّ هناك مجالاً أوسع للتأمل حول ذلك، يتبادر الى ذهني الآن عدة نقاط حول هذه المسألة والتي يتم تعريفها بسهولة منها:يجب أن تتحلى الصحافة المحترفة بالمسؤولية،وبمعنى آخر أنْ تكون مسؤولة عن المواضيع التي تنشرها للشعب، وأنْ تكون المواضيع دقيقة وصحيحة لم تُستخدم فيها الوسائل غيرالقانونية للحصول على المعلومات،ولم يكتنفها الغموض، أقصد أن تتسم بالشفافية و كُتّابها واصحابها معروفين مع كيفية عمل الاعلام،و برأيي أنّ وجود هذه الامور مهمة في الاعلام المهني،الى جانب فهم حدود النشر من الجانبين القانوني و الاخلاقي،وكذلك مراعاة جوانب المصالح العامة ضد القوانين التي يمكن أنْ يكون لها ارتباط بها، مع التفكير بدقة ومسؤولية حول الامور التي تريد نشرها،و بمعنى آخر عليها التفكير بعدم نشر المواضيع و التقارير التي يمكن أن تكون مثار الضرر و التشهير بحياة مختلف شرائح المجتمع،كما يجب التأكيد من التهجم على الحياة الخاصة عندما لاتتعلق المسألة بالمصالح العامة،لذا أعتقد أنّ الاعلام المهني يجب أنْ يكون شفّافاً و واقعياً، بمعنى آخر يجب أنْ يكون مسؤولاً)).
اذنْ أنّ كل هذه الشروط التي وضعتْ للأعلام و يعمل بها في أمريكا حالياً،كلها عبارة عن رموزوشفرات أخلاقية الصحافة حدّدها الصحفيون المهنيون لممارسة العمل الصحفي،وحول هذه المسالة سألنا البروفسور آن كوبر الذي عمل لمدة 25 عامّاً كمراسل للأذاعات و الصحف الامريكية،والآن يعمل استاذاً للصحافة في جامعة كولومبيا حيث تحدّث ل(كولان) وعبّر عن رأيه قائلاً: (( يجب أنْ يتحمل الاعلام مسؤولية بناء ثقافة تطور العمل و التعامل الاخلاقي،واهم شي يجب أنْ تتسم به المؤسسة الاعلامية هو المصداقية،وأنّ نشر المعلومات الخاطئة عمداً يؤدي الي فقدان عملك في اقرب وقت،وبدون وجود المصداقية لايتمكن الاعلام من كسب المتابعين له،وهذا يعني عندما ترتكب خطأ ما،ونحن نخطأ ايضاً، على الصحفي الاعتراف بخطأه بأسرع وقت،وإنْ لم تفعل ذلك، فإنّه بمرور الوقت سوف تفتقد المتابعين لك،لأنّ الناس يدركون بأنّ هذه ليست مؤسسة اعلامية و لايمكن الاعتماد عليها للاطلاع على الحقائق،وهذا جعل الذين يقومون بتأمين الموارد المالية ويسعون لبناء اعلام حر في الدول التي تمر بالمرحلة الانتقالية، جعلهم يسعون الى تعليم نموذج اخلاقي والحث على تأسيس مؤسسة اعلامية فردية تتبنى اخلاقيتهم،وفي الدول التي تمربالمرحلة الانتقالية صرفت المليارات من الدولارات من قبل الدول الاوروبية لتدريب الصحفيين في الدول مابعد انهيار الشيوعية و الدول الاخرى التي كانت تمر بأي شكل من أشكال التحولات نحو الديمقراطية،في الحقيقة كانت هناك في البداية طفرة أو سذاجة كبيرة ، المدرّبون لم يلاحظوا كثيراً في حقيقة تدريب صحفيين كبار، ولكن إنْ لم تستمر المؤسسات الاعلامية في التمويل المالي ،فإن الجهود كلها سوف تواجه الفشل،اذن لقد تم اجراء تدريبات كثيرة بشأن كيفية حصول المؤسسات الاعلامية على ارباح طائلة،أو على الأقل الحصول على الموارد تتمكن عن طريقها منح رواتب مناسبة لمنتسبيها من الصحفيين،وهذاصعب،الاعلام في الدول الديمقراطية الغربية واجهت الصعوبة من الناحية المالية،ففي الاتحاد السوفيتي السابق أومباشرة بعد انهيار الشوعية في اوروبا الشرقية،كان هناك اشخاص يقومون بالدعايات التجارية،كانت تلك العمود الفقري في الدعم المالي للأعلام الغربي و دول عدة،اذنْ فإنّ الدعايات قد نمتْ و اصبحت الآن مصدراً للموارد المالية في الكثير من الدول، وعلينا بذل الجهود من أجل ايجاد آلية من الناحية المالية من أجل الاستمرار،حتى لايأتي ظرف يكون فيه الاعلام معتمداً بشكل كلّي على حزب سياسي معيّن أوعلى الاغنياء،هذا أمر علينا الابتعاد عنه،وأنْ نجد صيغة مالية تحول دون سيطرة اشخاص معينين على الاعلام، واستخدامه وفق توجهاتهم الخاصة)).
بي بي سي،قناة تعمل بضرائب المواطنين
في الكثيرمن المرات يشار في الدول النامية أو الدول مابعد الشيوعية الى مؤسسة بي بي سي كمؤسسة اذاعية حكومية،لانها يتم تمويلها من قبل الحكومة،وبهذا الصدد فقد يتم الحديث عن امكانية تأسيس قناة اعلامية مماثلة ل(بي بي سي)وتقوم الحكومة بتأمين نفقاتها وتعمل بحرية تامة،لذا فالسؤال الرئيس هنا هو:هل يجوز لمؤسسة اعلامية يتم تأمين تمويلها من قبل الحكومة وتكون مستقلة؟جواباً على هذا السؤال يعتقد البعض أنّه اذا ما تم توفيرالحرية الاعلامية في دولة ما،فإنّ جميع القنوات الاعلامية تضطر الى العمل بحرية،ودون ذلك فأنها تفقد مصداقيتها،وعلى سبيل المثال يشار الى نماذج اعلام تلك الدول التي عملتْ في المرحلة الانتقالية بكل حرية، ولكنها فقدتْ ثقة الناس بها أو تصل الحالة الى المستوى الذي يقول فيه الناس لسنا بحاجة الى الاعلام،وحول تشويه الاعلام في تلك االدول يقول البروفسور شيلا كورنيل مدير مركز توني سستابيل للبحوث الصحفية في حديث خاص ل(كولان) : ((المعروف بعد سقوط الدكتاتوريات أو الانظمة الشمولية المتسلطة تُفتتح أبواب الحرية أمام الجميع، سيكون للكل الحديث و المحاولة في اصدار الصحف وتأسيس الاذاعة والموقع الالكتروني،هذا جزء من الامور التي تأتي بها الديمقراطية،الجانب السلبي يكمن في نشرها للمواضيع الصحفية المثيرة،وينشر أناس أخرون آرائهم دون أن يكون لها أي أساس،ويزرعون بذور الشقاق وليس الاجماع في المجتمع،وفي هذه الظروف فأنك تحتاج الى جمعية الصحفيين المهنيين لصياغة اصول الصحافة المهنية،وتؤكد على ضرورة وجود هذا النوع من الصحافة في المجتمع،و الصحافة لاتستطيع القيام بهذ العمل بمفردها،وإنك بحاجة الى المجتمع من أجل دعم الاعلام الحر،وكذلك تحتاج الى التنظيم وسيادة القانون و المشرّعين للحكم في صالح الصحفيين الذين يتحملون المسؤولية، وعلى اصحاب المؤسسات الاعلامية والنشرو مسؤوليها والذين يفضلّون الصحافة المسؤولةو يطوّروها لصالح المجتمع و يسعون الى خلق الاجماع في المجتمع وليس التجزئة،انّ الصحفيين الذين يواصلون المناقشات ليس بالحقد و الكراهية أو بالمناقشات الباطلة ، بل يحاولون انْ تكون تلك المناقشات انعكاساً للقيم و الاعتبارات الموجودة فى المجتمع،كما أنّ الصحافة المحترفة تؤمن بأصول الصحافة، وهي الدقة و المصداقيية،والاعلام المحترف لايقوم من تلقاء ذاته بأختلاق الاخبارو الحقائق،بل أن ّمهمتها الرئيسة هي نقل الحقائق في اطارها الحقيقي،وليس خارجها،الصحافة المهنية تسعى الى طرح ما لديها من الادلة عن المخالفات و الانتهاكات أو سوء استخدام السلطات وأنْ تكون موثّقة بشكل جيد، ولم تُذكرْ من قبل أناس بل تكون معلومات مؤكدة،اذنْ إنّ التقارير الصحفية المسؤولة هي التي كُتبتْ بالاستناد على الادلة و المعلومات،نشر المعلومات الخاطئة قد يؤدي الي فقدان الثقة بالصحافة،واذا ما قمتَ بنشر تقرير خبري لم تراعي فيه الدقة و المسؤولية ،فإنك تفقد الثقة و لايقوم الناس بتصديق ما تقوم بكتابته فيما بعد)).
البروفسور كورنيل يؤكد أنّ انفتاح المرحلة الانتقالية له ايجابياته وسلبياته،ولكن ما يبرز جانبه السلبي هو أنّ الصحفيين لايلتزمون بمهنة الصحافة أو يتجاهلون مباديء مهنة الصحافة،و للتعمق في هذا الجانب المهم سألنا البروفسور دارين براهام استاذ الصحافة في جامعة اوتا، حيث عبّر عن رأيه ل( كولان) قائلاً: ((هناك العديد من الاسس الصحفية في المجاميع الصحفية الكبيرة،أنا أتفق معكم في ضرورة أنْ تواصل المؤسسات الاعلامية عملها و تعتمد على نفسها لتبقى على مصداقيتها وتمارس عملها الصحفي على احسن وجه، هناك اختلاف كبير بين الصحافة المستقلة الحرة و التي لاتعمل على أساس الارباح و بين المؤسسات الاعلامية العملاقة و التي تمارس عملها غالباً من أجل الترفيه،في الحقيقة توجد نماذج ممتازة من تلك المؤسسات الاعلامية الخبرية،ولكنني اعتقد أنّ قناة فوكس نيوز من أسوء النماذج،أو أي مؤسسة خبرية كبيرة اخرى في امريكا،مهمٌ جداً بالنسبة الى محرري التقاريرفي القنوات الاعلامية والمشرفين على أدارتها ، أنْ تكون لديهم قناعة راسخة بالاخبار ويلتزمون بالمقومات الاخلاقية الصحفية،لانك تواجه مشكلة حينما يعمل أحد كمحرر في صحيفة و لايمتلك التجربة الصحفية ويعمل اكثر اوقاته في التجارة، انك ترى العمل الاداري في الهرم الاعلى من المؤسسات نزولاً الى التعامل اليومي للصحفيين،انك تستطيع ممارسة هذا العمل بكسل،اذا كان لديك عدد قليل من الصحفيين، فإنّك تضغط عليهم بحيث لايكون لديهم الوقت الكافي لممارسة عملهم الصحفي بشكل أفضل،لذا عندما تقوم مؤسسة اعلامية بنشرمعلومات خاطئة و لأي غرض كان،فبالنتيجة تُضعف مصداقية تلك المؤسسات وتُعرّض مقومات الاعلام الحرفي المجتمعات الديمقراطية الى الخطر،هناك فارق بين التأييد و بين المعلومات المضللة،اعتقد أنّ كل المؤسسات الاعلامية بطبيعتها تؤيدها،لأن الافراد يؤيدونها بالطبع، ولكن لونظرنا الى قناة فوكس نيوز،نجد أنها تؤيدها حتى و انها لاتنشر رأي الجانب الآخر أو تقوم بتشويه ما يريد أنْ يقوله،وهذا مايضر بصورة الاعلام كله في امريكا،و يزعزع ثقة الناس بالصحافة الناجحة وتُضعف مصداقية المؤسسات الاخرى)).ما أشار اليه البروفسور دارين هو تشويه عمل الصَحفي وعدم عرض الجوانب الاخرى من الخبر،و لكون بي بي سي كقناة حكومية وتعمل بشكل مستقل،أكد البروفسور ايملي بيل الذي يقيم في بريطانيا ومطّلع عن كثب على عمل(بي بي سي)في اطار حديثه ل(كولان) : ((صحيح أنّ نفقات (بي بي سي ) تُصرف من قبل الدولة ولكنْ تلك النفقات يتم تأمينها من ضرائب الناس التي تشترك في قناة(بي بي سي)،وقال بصدد ذلك:اذا ماخضع الاعلام لسيطرة الحكومة و الاحزاب السياسية، حينئذٍ لايكون الاعلام شفّافاً حول بعض المسائل المهمة في العملية الديمقراطية،أنا في بلدٍ يقوم فيه المواطنون بتمويل(بي بي سي)و ليست الحكومة،لأنها تبثّ برامجها بفضل ضرائب المواطنين وهم المصادر الرئيسة للصحافة،في الوقت الذي نجد فيه شكوكاً كبيرة في الولايات المتحدة الامريكية حول تمويل الناس ل(بي بي سي)،وبالرغم من أنّ تمويلها في بريطانيا هو من اموال الضرائب الاّ أن هذه الضريبة تم فصلها من خزينة الضرائب الاخرى في البلاد،كما أنّ الحديث يدور حول سيطرة الحكومة على(بي بي سي) الاّ انها تعمل بشكل مستقل وحر واحياناَ تتجاوز الحدود والقوانين،وهذا شيء منطقي لأن الناس يدفع الاموال لتمويلها،لذا فإنّ وجود اعلام مستقل يعتبر ضرورياً،سؤالكم يتعلق بكيفية تحويل الاعلام الى اعلام فاعل بمنأى عن سيطرة الحكومة ويعتمد على نفسه بالدرجة الاساس،واعتقد إنّه أمر صعب جداً،ولكن في اغلب الديمقراطيات النامية تحدث أحياناً مشكلات حول بعض وسائل الاعلام التي يتم تمويلها عن طريق الاعلانات التجارية ،واكثرها تخضع لسيطرة السلطات، لذا فإنّ وجود اعلام حر تحت الضغوط التجارية والسياسية أمر في غاية الصعوبة)).

ترجمة/ بهاءالدين جلال
Top