صدقية الاعلام هو العمود الفقري للديمقراطية
الاخبار التي تنشرها بعض هذه الاجهزة , مثيرة للسخرية , لا تعد مصادر للمعلومات . ولهذا فانها تصبح بؤرة للعنف , تتناول الحياة الخاصة بالسياسيين اكثر من تناولها لافكارهم وبرامجهم , هذا النوع من الاعلام لا يشجع على وجود حوار جدي داخل المجتمع , واذا لم يكن الحوار الجدي موجودا فان المواطنين سيبقون في عهدة الشعارات السياسية ويبتعدون عن العملية السياسية وبهذا يتحول الاعلام ,من العين الخافرة لنقل الحقيقة الى العين التي ترينا الاخطاء بدلا من الحقائق )
البروفيسور اكنر فوك ـ جامعة كوبنهن هاغن
الاعلام الحر هو مصدر المعلومات الحقيقية للمواطنين ولصناعة الراي العام , الاعلام بشكل عام يكون مؤثرا في المجتمع وفي بناء الديمقراطية , اذا ماكان مصادر معلوماته لتغطية الاحداث وايصال الاخبار , حقيقية ,من اجل ان يتمكن المواطنون من اتخاذ مواقفهم على ضوئها .
ولكن , غالبا ما يخفق الاعلام في اداء دوره المطلوب ولا يمكنه ان يؤدي دوره بسب السعي للاحتفاظ بمستوى المبيعات او من اجل ضمان الواردات لغرض استمرارية الاعلام ما يضطره للوقوع تحت ضغوط اطراف خارجية , قد تكون منظمات دولية تقدم الدعم المشروط للاعلام في الدول حديثة التطور او دول ما بعد الشيوعية , او ربما تكون تلك الاطراف الخارجية قوى واطراف تجعل من الاعلام الحر ظلا وغطاءّ لها من اجل مآربها الخاصة , وهذه الحالة ليست خاصة ببلادنا فحسب بل نراها في معضم الدول التي تعيش مرحلة الانتقال نحو الديمقراطية , اذ نرى الاعلام لم يعد مصدرا صادقاَ للمعلومات ,كما جاء في تقرير UNDPI الذي يتناول اعلام دول ما بعد الشيوعية ويصفها على النحو التالي ( ان الاعلام في هذه الدول تحول الى غاز مثير للضحك وللمتاجرة بالمعلومات ).
وهذا الوصف للاعلام ( الذي تحول الى غاز مثير للضحك) يعني ان المواطنين حينما يقرؤون الاخبار في هكذا اعلام فانها تثير عندهم رغبة الضحك لأن مصادر تلك المعلومات غير صحيحة بل هي مصادر مثيرة للسخرية,
اذ تحول الاعلام الى سوق لترويج المعلومات في السوق السوداء ! والسبب هو عدم وجود قانون خاص في تلك البلاد ,يجيز الحصول على المعلومات من مصادرها الحقيقية ولهذا فان المعلومات التي تنشر في وسائل الاعلام , هي تلك التي يحصل عليها الاعلام عن طريق السوق السوداء, مجهولة المصادر , كما هو حال هذا الوباء المستشري في صحافة كوردستان اذ انها تنشر معلومات ( نقلا عن مصادر رفضت الكشف عن اسمها ) وبهذه الطريقة تنشر العديد من المعلومات التي لا وجود للمصادر التي نقلت عنها تحت ذريعة انها امتنعت عن ذكر اسمها !
يعبر البروفيسور اكنر فوك من جامعة كوبن هاغن الدنماركية عن مخاوفه من اجهزة الاعلام التي تفقد دورها الحقيقي في عملية بناء الديمقراطية ويعزي اسباب تلك المخاوف في محاضرة له تحت عنوان ( الدور الحقيقي للاعلام في الديمقراطيات الجديدة )
(the real role of mass media in modern democracy) الى الاسباب التالية :
• اذا ما فقد الاعلام دوره الحقيقي في البناء الديمقراطي فان اخباره تتحول الى مصادر للسخرية والتندر ولا يفقد المواطن ثقته بالاعلام فحسب في هذه الحالة بل يفقد الثقة بالعملية السياسية برمتها وينآي بنفسه عنها .
• اذا ما فقد الاعلام دوره الحقيقي , فبدلا من ان يكشف عن الاخطاء فانه يحجب عنا الحقائق.
• اذا ما فقد الاعلام دوره الحقيقي , فانه لن يستطيع ان يجمع الافكار المختلفة , داخل المجتمع , ضمن اطار تجمّع واحد ولن يعير اهتماما الا لتلك الشعارات التي يرضخ تحت تأثيرها , تلك الشعارات التي لا تعني شئيئا لدى المواطن .
• اذا ما فقد الاعلام دوره الحقيقي فانه لن يتابع برامج وافكار الاحزاب السياسية , ولا يضع المسؤولين عن سوء برامجهم , تحت طائلة المساءلة, بل على العكس نراه يسعى من اجل ان ترتيب فضائح شخصية للسياسي نفسه ولاسرته , ان هذا الاعلام هو كسمك القرش الذي يجرح السياسي ثم يستمتع بحالة الجنون التي مر بها ساعة قيامه بذلك .
و بموازاة هذه المخاوف , يصف البروفيسور اكنر فوك دور الاعلام الحقيقي على النحو التالي :
1ـ الاعلام الصادق هو العمود الفقري في البناء الديمقراطي .
2ـ الاعلام الصادق هو مصدرتلك المعلومات الحقيقية التي يعتمدها المواطنون كأساس لبناء مواقفهم ويتخذون قراراتهم على ضوئها .
3 ـ الاعلام الصادق يعرّف الاشكالات ويعرضها كما هي لكي يتم بحثها لدى الراي العام . هو المراقب الذي يزيح الستار عن الاخطاء ويكشف عن اولئك الذين يمارسون السلطة بشكل خاطئ .
4 ـ دور الاعلام الصادق اكثر اهمية من دور الاحزاب السياسية في عملية البناء الديمقراطي .
حول هذا الجانب المهم من صدقية الاعلام في مشروع البناء الديمقراطي , ولمتطلبات كتابة هذا التقرير اتصلنا بالبروفيسور لاري فولي استاذ الصحافة في جامعة اركنساس للصحافة وسألناه :
اذا كان ايصال المعلومة الحقيقية الى المواطن من اهم واجبات الصحافة في المجتمع الديمقراطي , من اجل مشاركة المواطن بشكل مباشر في العملية السياسية , ياترى كم هي مسؤولية الاعلام في ان يصبح جسرا لايصال المواطنين الى السلطة ؟
وكان جوابه على النحو التالي :
( من واجب الاعلام ان يكون صادقا ودقيقا الى اقصى حد , في نقل المعلومة, عليه ان ينقل المعلومة بشكل مسؤول وبحيادية , هنا , في الولايات المتحدة الامريكية يعتبر الاعلام المصدر الرئيس للحصول على المعلومات , مسؤولية الصحفي تقتضي الحصول على المعلومة ونقلها بصدق وموضوعية , هنا , في كليات الاعلام في الولايات المتحدة الامريكية , يتعلم الصحفيون كيف يكونوا محايدين في نقل الخبر, ولكن ليس على اساس نقل الخبر الذي يريدونه او نشره على الطريقة التي تستهويهم , عليهم نقل الحدث كما هو دون زيادة او نقصان , والمواطنون هم الذين سيمزيون بين الاخبار الصادقة والكاذبة ).
في حديثه هذا يشير البروفيسور فولي وبصراحة الى ان من واجب الاعلام ان يقوم باداء مهامه بصدق , لذا سألناه :
كيف يمكن توفير هذه المصداقية داخل الاعلام وكم هو حجم الضرر الذي سيلحقه بمهنة الصحافة وبالمجتمع في حال عدم التزامه بالصدق ؟
فقال البروفسور لافي :
( لابد من وجود غرفة اخبار تعمل بحرية بعيدا عن الضغوط الخارجية , حتى وان كانت ضغوط حكومية اوضغوط الاحزاب السياسية او ضغوط رجال الاعمال .
على الصحفي ان يعمل بمهنية وان يضع الحقيقة نصب عينيه , واذا ما حاولت قوة خارجية ان تضغط على غرفة العمليات وان تتدخل في شؤونها , ففي هذه الحالة يضع الصحفي نفسه تحت تصرف الاخرين ويفقد المواطن ثقته بالاعلام . لا احد يتمنى ان يتعرض الاعلام للتشكيك وفقدان الثقة , نحن كأمريكيين , في تقييمنا لدور الاعلام , عادة ما نعود الى ( توماس جيفرسون ) حينما يتسأل في مقولته الشهيرة ( اختيار حكومة او اختيار اعلام حر؟) اعتقد انه كان يفضل الاعلام الحر ,اظن ان الرئيس ( توماس جيفرسون ) كان يريد ان يقول ان طريق المواطين الوحيد لمعرفة ماذا يحصل, هو وجود اعلام حر , لذا فان وجود الاعلام الحر عامل مهم لوقوف المواطنين على الاحداث وعلى ممارسات الحكومة والاحزاب السياسية , بطريقة يمكن للمواطن الاعتيادي فيها ان يتناول الجريدة بيده ويقرا فيها او من خلال مشاهدته للتلفزيون او سماعه للاخبار عبر الراديو او من خلال بحثه في المواقع الالكترونية , من اجل معرفة الاخبار وماذا يحصل , وعلى المواطن ايضا ان يختار من بين هذا الفيض , اعلاما يثق به وبصدقيته فان الثقة عامل مهم من عوامل معرفة الحقيقة ومعرفة مالذي يجري على ارض الواقع , وهذا لا يحصل الى في بلد يتوفر فيه اعلام حر).
ان ما يشير اليه البروفيسورلاري فولي تأكيد على ان الاعلام اذا ما فقد مهنيته واصبح تحت تاثير اية قوة جارجية , فان هذا الاعلام او هذا الاعلامي او الصحفي , لا يمكن ان يعرّف نفسه على انه صحفي مستقل او يعرّف مطبوعته على انها اعلام حر .
حول كيفية التزام الصحفي بالجانب المهني والتزامه بالمصداقية , اتصلنا بالبروفيسورة باتسي واكسن استاذة الصحافة في جامعة تكساس الامريكية وسألناها عن ما يمككنا فعله لكي يكون الصحفي صادقا في ممارسة مهنته ؟
فقالت لكولان :
( يوجد في الولايات المتحدة الامريكية ميثاق شرف للعمل الصحفي (البروفيشنال) وهذا الميثاق يدرّس للطلبة في كليات الصحافة اذ انهم يتعلمون كيفية الالتزام باخلاق الصحافة البروفيشنال , وهذا يعني ان على الصحفيين ان يكونوا عادلين ودقيقين ومحايدين في نقل المعلومات , وليس شرطا ان يقوم الصحفي بهذا العمل ولكن المهم ان نعلمه ان لا يكون سيئا , ورغم ذلك فان هناك ضغط كبير على الصحفيين في الولايات المتحدة الامريكية لأن يكونوا سيئين ... وهذا ما جعل من دور الصحافة الحرة في النظام الديمقراطي , دورا مهما .
انا شخصيا ومن خلال كل البحوث والدراسات التي اطلعت عليها , وكل المتخصصين والاساتذة الذين التقيتهم, متفقون على ان , الديمقراطية ستكون مستحيلة من دون وجود اعلام حر , لا بد للمجتمع من اعلام حر من اجل ممارسة دور الرقيب على الحكومة , وان يساعد المواطنين على الكشف عن ممارسات الحكومة و يطلعهم على الحقائق ومن اجل ان لا تلجأ الحكومة الى اخفاء الحقائق عن المواطنين وان تتعامل معهم بشفافية .
وهذا الرأي مبني على اساس كل ما قراته من بحوث ودراسات كتبت حتى الان وعلى اساس الاحاديث والمحاضرات التي استمعت اليها من المتخصصين في هذا المجال , الاعلام الحر مهم وحساس للغاية في المجتمعات الديمقراطية ).
وضمن نفس الاطار وحول دور الاعلام في تغيير السلوك السياسي للفرد , سألنا البروفيسور دانيال كوردن سمث من كلية بروان , فأجاب :
( لا شك ان للدين والاعلام , تاثيرهما , ولكن دور الدين غير واضح اذ يمكن للدين يكون له دور مؤثر في دعم النظام الديمقراطي , كما يمكنه ايضا ان يكون بالضد من المفاهيم الديمقراطية , الاديان بطبيعتها , نرى بينها ماهو اكثر ديمقراطية من دين اخر , لهذا فان باعتقادي ان الناس يمكنهم ان يمارسوا الدين باكثر من طريقة , بطريقة يمكنها ان تكون داعمة للديمقراطية , كما يمكنهم ممارستها بالعكس , وهذا لا يخص دينا معينا ولا يمكننا ان نحدد دينا بعينه , لأن كل الاديان ايدت الديمقراطية في بعض الحالات وعارضتها في حالات اخرى , والمسألة لا ترتبط بالدين ذاته بل بكيفية العمل به .
وفيما يتعلق بالاعلام الحر فانا اعتقد انه شبيه بالدين ايضا , اذ لا يمكننا ان نقدّر دور الاعلام في التاثير على الممارسة السياسية او انجاح المشروع الديمقراطي , لأن المسالة منوطة بكيفية و بطريقة عمل الاعلام , فبامكانه ان يكون ايجابيا , مساعدا للمشروع الديمقراطي , كما يمكنه ان يكون سلبيا ايضا ,والموضوع مرتبط باولئك الذين يتولون ادارة الاعلام وبطريقة ادائهم .
الخلاصة , يمكننا القول ان احد المشاكل التي تعترض السياسة والبرامج والمؤسسات الديمقراطية , هي التحولات التي تتعرض لها السياسة , ففي بعض الحالات تتغير السياسات الام الذي يؤدي الى تغيير في الممارسات السياسية , ولهذا اعتقد ان الناس حينما يقررون ان يتصرفوا بطريقة سياسية, فانهم حينها لا ينتظرون معرفة البرامج السياسية , بل ينظرون الى الحياة السياسية على ارض الواقع الذي يعيشونه ويرونه باعينهم .
ولهذا فان خطواتهم نحو التوجهات الديمقراطية تكون بطيئة جدا , معضم المحللين يعتقدون ان الناس يفكرون في مصالحهم الخاصة فقط ويتصرفون على هذا الاساس , ولهذا فانهم غالبا ما يعتقدون ان الديمقراطية ليست في صالحهم واذا ما حاولنا ان نوجد علاقة بين الممارسة السياسة و الثقافة السياسية فاننا سنجد ان هذه العلاقة تنحصر في اتجاهين , من جهة نجد ان الممارسة السياسية هي رد فعل لممارسة الثقافة السياسية , ومن جهة ثانية فان السلوك السياسي او الممارسة السياسية بامكانها تغيير الثقافةالسياسية ... اذن , فان الثقافة السياسية لها اهمية كبرى .
من وجهة نظرى , اعتقد ان هناك نوعا من سوء الفهم في السياسة الدولية حينما يقال ان الديمقراطية مرتبطة بالمؤسساتية او بضمان قاعدة ما داخل المجتمع , ولكن الحقيقة هي ان الديمقراطية اكبر بكثير من القواعد المؤسساتية واوسع من الثقافة السياسية التي ترتبط بدورها بالممارسة السياسية ).
وحول تاثير النخبة المثقفة التي غالبا ما تفكر مثل السياسيين فيما يتعلق بالممارسة السياسية وترسيخ الثقافة السياسية الديمقراطية داخل المجتمع , قال البروفيسور دانيال :
( هذه الظاهرة لا نجدها في المجتمعات حديثة التطور فحسب بل نجدها في البدان المتطورة ايضا , فمثقفو المجتمع الذين يعتبرون انفسهم من المفكرين , نراهم يتحولون الى لسان حال الاحزاب والاطراف السياسية في المجتمع , وكما اشرت انفا فان هذه الظاهرة لا تقتصر على المجتمعات المتخلفة فحسب بل انها موجودة في المجتمعات المتطورة ايضا .
في اعتقادي ان هناك فارقا بين المثقفين الحقيقيين وبين اولئك الذين يعتبرون انفسهم مثقفين وهم في الحقيقة يمثلون احزابا سياسية معينة ويعملون من اجل مصالح شخصية , والفرق بين الاثنين يكمن في قدرتهما على التفكير النقدي المستقل , فضلا عن الخروج عن دائرة الايديولوجيا الخاصة بالجهة التي يمثلها والابتعاد عن استغلال اسمه كمثقف , للاغراض والمقاصد الشخصية , اضافة الى التفكير في المشروع السياسي والثقافة السياسية والمشاركة السياسية بشكل محايد ومستقل . وعلى هذا الاساس فاننا نرى نوعان من المثقفين في المجتمع , الاول هو مثقف بالاسم فقط اذ انه يروج لايديولوجيا معينة .
اما النوع الثاني , في اعتقادي ,فهو المثقف الحقيقي الذي يعمل يمارس دوره بحرية وحياد واستقلالية ويمارس دوره في المجتمع على افضل وجه من اجل ترسيخ وتطوير الديمقراطية ).
وفي نفس الاطار وحول تاثير الاحزاب والاطراف السياسية على الصحفيين والمثقفين , قال البروفيسور مايكل ادموند برايس استاذ السايكولوجيا في جامعة برونيل البريطانية :
( ان الممارسات السياسية للفرد تخضع لنوعين من التأثير , تأثير الثقافة السياسية , من حيث ان المثقف او الصحفي هو فرد من افراد المجتمع , ولهذا فاننا من الصعوبة ان نجد مثقفين , بشكل كامل , من الناحية السياسية .
او انهم يخضعون لتأثير اجندات احزابهم السياسية , وانا لا اجانب الحقيقة هنا وهؤلاء نجدهم في كل الانظمة الديمقراطية .
على كل حال , على المثقفين ان يسعوا بكل طاقاتهم الى الابتعاد عن الايديولوجيات السياسية من اجل الاحتفاظ بشخصيتهم ومن اجل ان يكونوا في موقع اعلى , اثناء الصراعات السياسية وان يكون في مقدورهم الاسهام في ايجاد الحلول المعقولة والمنطقية للمشاكل السياسية , داخل المجتمع .
ان المثقفين الذين يسعون دائما للعمل باستقلالية , هم الافضل وهم الاكثر نجاحا من الناحية العلمية , ولهذا فانا اعتقد ان , كلما فكّر المثقفون بشكل مستقل , كلما اصبحوا اكثر معرفة وتحولوا الى متخصصين في مجالات الاقتصاد والسيكولوجيا والعلوم المختلفة .
وعلى نفس الوتيرة , على الصحفيين ايضا ان يحافظوا على استقلاليتهم لان الاعلام الحر يضطلع بدور مهم وهو المصدر الوحيد لايصال الحقيقة لغالبية الناس , كما انه يساهم في خلق وبلورة اراء الناس فيما يتعلق بالمساءل السياسية .
ومن اجل قطع الطريق على اولئك الذين يعبثون ويتدخلون في هذه ( الطاقة ) المهمة , لا بد من وجود العديد من اجهزة الاعلام الحر والمختلف , داخل المجتمع , كوكالات الانباء و الانترنيت و الورشات واداوات الاتصال , من اجل ايجاد نوع من المنافسة والصراع فيما بينها ).
ربما اختلفت الاراء التي وردت في هذا التقرير فيما يتعلق بدور الاعلام الصادق في المجتمع , غير انها اجمعت على نقطة مهمة وهي التزام بمثاق العمل الصحفي والاخلاق الصحفية من اجل ان يتحول الاعلام الى مصدر صادق للمواطنين للحصول على المعلومة ومن اجل احترام مشاعر المواطنين وعدم اقصائهم عن العملية السياسية .
ترجمة عبدالرحمن باشا