رئيس إقليم كوردستان: لسنا عقبة أمام أي تغيير يخدم العراق ومشاكل العائلة الواحدة تُحَل بالحوار
April 24, 2021
مقابلات خاصة
أكد رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، أن المشاكل الموجودة بين أربيل وبغداد هي جزء من موانع استقرار العراق "ومشاكل العراق مشاكل عائلة واحدة، وهي بحاجة إلى الجلوس والحوار والوصول إلى حلول علی طاولة المفاوضات، مبيناً أن "دورنا ليس دورا تخريبيا في العراق بل هو دور بناء ونحن ومستعدون لتحقیق هذا النهج في إقليم كوردستان بشکل عام لنتوصل مع بغداد إلى تفاهم مشترك لاجل مستقبل العراق...أكد رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، أن المشاكل الموجودة بين أربيل وبغداد هي جزء من موانع استقرار العراق "ومشاكل العراق مشاكل عائلة واحدة، وهي بحاجة إلى الجلوس والحوار والوصول إلى حلول علی طاولة المفاوضات، مبيناً أن "دورنا ليس دورا تخريبيا في العراق بل هو دور بناء ونحن ومستعدون لتحقیق هذا النهج في إقليم كوردستان بشکل عام لنتوصل مع بغداد إلى تفاهم مشترك لاجل مستقبل العراق، فنحن الكورد لسنا بأي شكل عقبة في طريق أي تغيير يخدم العراق فعلاً".
وقال نيجيرفان بارزاني خلال حوار متلفز مع قناة الشرقية نيوز، عرض ليلة أمس الخميس إنه "لغرض حل مشاكل العراق وتحقيق الاستقرار في البلد، يجب أن يكون للأطراف والمكونات كافة فهم ورؤية مشتركين لمستقبل العراق، وأن يعملوا على أساس الدستور ومبادئ التوافق والشراكة والعمل المشترك وأن يعتبروا من أخطاء الماضي"، موضحاً: "وأوضح أن "جيلاً جديداً نشأ في العراق وأن المرحلة الانتقالية في العراق بعد مرور ثمانية عشر عاماً قد انتهت، ولم يعد العراقيون يقبلون من سياسيي البلد شعارات تخلو من مضمون، وأنه يجب العثور على حل جدي لأوضاع العراق".
وأضاف: "في زيارتي الاخيرة الى بغداد كانت رسالتي لكل السياسيين العراقيين هي اننا اخطأنا وانتم ايضا اخطأتم، فلنجلس ونتعظ من هذه الأخطاء من اجل حياة افضل لكافة العراقيين، فان لم نفكر بهذا النمط فلا يصل العراق الى الغد المشرق الذي ننتظره، فشعب العراق يستحق حياة افضل بكثير مما يعيشه الان، هذه الصراعات والحروب السياسية التي ليس لها معنى ومبرر"، مشدداً على ضرورة "التركيز على جوانب حيوية اخرى: كيف نحاول جميعنا ان تعود ثقة الشعب العراقي بالسياسيين العراقيين وبالعملية السياسية، فليس للثقة وجود اليوم... لانه لم يعد للشعب ثقة بان صناديق الاقتراع بمقدورها ان تحل المشاكل، فالديمقراطية ليست اجراء الانتخابات كل اربع سنوات فقط، الناس تنتظر النتائج من السياسيين العراقيين، الشعب يريد ان يرى حياة افضل".
ومضى بالقول إن "المشاكل الموجودة بين أربيل وبغداد هي جزء من موانع استقرار العراق"، مبيناً أن "دورنا ليس دورا تخريبيا في العراق بل هو دور بناء، دورنا هو رغبتنا في حل مشاكل العراق من خلال الحوار، وهذا مهم من اجل استقرار العراق، فمشاكل العراق حسب قناعتي هي في الغالب تكمن في كيفية التفكير، فلا یمکن حل مشاكل العراق بمعیار من هو القوي ومن هو الضعيف، مشاكل العراق مشاكل عائلة واحدة، ومشكلة عائلة واحدة بحاجة إلى الجلوس والحوار والوصول إلى حلول علی طاولة المفاوضات".
وشدد على أنه "نحن في إقليم كوردستان نتفهم انه علينا واجبات على عاتقنا ومستعدون للالتزام بها ولدينا الحقوق ايضا، ومستعدون لتحقیق هذا النهج في إقليم كوردستان بشکل عام لنتوصل مع بغداد إلى تفاهم مشترك لاجل مستقبل العراق، فنحن الكورد لسنا بأي شكل عقبة في طريق أي تغيير يخدم العراق فعلاً ويخدم الوضع في العراق، بل يسعدنا أن يحصل"، موضحاً أن "المسألة الكوردية في العراق هي مسالة جدية ويجب ان تكون الحلول جذرية".
وحول المشاكل في كركوك والمناطق المتنازع عليها أوضح أن "للمشكلة شقان الشق الاول هو مسألة الثروات الطبيعية، فهذه الثروات والخيرات موجودة في كل العراق وليس في كركوك وحدها، وإن كان عندنا قانون للنفط والغاز في العراق لما كان بات موضوع النفط مشكلة. لانه كان يصبح لدينا قانون يطمئن بموجبه اقليم كوردستان والمناطق العراقية الأخرى إلى أنها ستحصل على ميزانياتها. والشق الثاني هو مسالة الارض، وهذا الامر يحتاج الى وجود مرونة لدى الطرفين لحل المشكلة، وفاذا ما طبقت المادة 140 الدستورية اقول واثقا بأنه لن تكون لدى الكورد مشكلة ولا لدى اي مكون آخر في كركوك"، ذاكراً أن "الذي يقول ان المادة 140 مادة ميتة فهو يخطئ الفهم جدا، وبدل ان يقول بانها ميتة عليه ان يقول تعالوا لنجلس ونجد لها حلا صحيا وواقعيا، حلا يكون في صالح جميع العراقيين".
وبشأن سبب عدم تحدثه باللغة العربية، قال رئيس إقليم كوردستان: "هذه واحدة من الامور التي اعاتب نفسي عليها كثيرا، ولا اقول بانها صعبة فالإنسان يستطيع أن يفعل أي شيء إن اراد ذلك. لكني بالتأكيد اوصي أولادي دائما واقول لهم تعلموا العربية وأكرر توصيتي هذه لهم، واقول للجيل الجديد في كوردستان تعلموا اللغة العربية، وان شاء الله ساتعلمها انا أيضاً"، معبراً عن رغبته بزیارة المحافظات العراقیة في المستقبل بالقول: "احب ذلك كثيرا وأخطط لزيارة هذه المناطق في المستقبل، زيارة البصرة وزيارة الانبار، وان ارى اهالي هذه المناطق. إن تطور أي مدينة عراقية تطور لإقليم كوردستان في رأينا، وتزايد قوة الاقتصاد العراقي يضيف قوة لإقليم كوردستان وليس العكس".
نيجيرفان بارزاني شدد على ضرورة وجود رؤية سياسية جديدة، ومضى بالقول: "الذي اراه انا في بغداد أن رئيس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي يتحدث عن ذلك ولديه قناعة بأن علينا ان نقوم بامر جديد والسياسيون العراقيون الاخرون ايضا تحدثوا عن هذا الامر.. فالسنوات الثماني عشرة كافية للحديث عن الفترة الانتقالية، هذه الفترة انتهت،إذا لم يجر ذلك سيتجه العراق نحو الهاوية ونحو مصير مجهول".
وفيما يتعلق بالهجوم علی مطار أربیل الذي وقع في 14 نيسان الجاري، قال رئيس إقليم كوردستان: "مع الأسف الشدید؛ نحن نرى بأنه تصعيد خطير جدا للاستقرار السياسي لكل العراق، فالقوات الأميركية المتواجدة في أربيل وفي إقليم كوردستان، موجودة ضمن إطار اتفاق أبرم بين بغداد وواشنطن وليس بين أربيل وواشنطن، وإقليم كوردستان ينظر إلى هذا الموضوع وهذه المسألة بصفته جزءا من العراق، فليس الأمر أننا في إقليم كوردستان لدينا شيء خاص يختلف عما هو موجود بين بغداد وبين القوات الأميركية".
ولفت إلى أنه "نحن في إقليم كوردستان نعتقد حتى الآن أن العراق لكي يبلغ شاطئ الأمان يحتاج إلى الدعم الدولي، يحتاج إلى أن تقدم أميركا ودول التحالف المساعدة للعراق. لكن قد يكون هناك الآن في العراق من يرى رأيا مختلفا، وتلك القوى تريد أن تضع كل السلطات السياسية والسلطات الأمنية للدولة العراقية في موضع تساؤل وأن يستهان بها. فليس معقولا أن تأتي فئة من خارج الحكومة العراقية ومن خارج الهيكلية الأمنية والعسكرية العراقية وتمنح نفسها الحق في القيام بهذا التصرف في إقليم كوردستان، والتكنولوجيا المستخدمة ليست بالتكنولوجيا التي يمكن أن يمتلكها حزب سياسي لوحده، بل هي تكنولوجيا تقف وراءها جهة، وخاصة التكنولوجيا التي استخدمت في العملية الأخيرة حيث كانت طائرة درون التي استخدمت كبيرة جدا".
ورداً على سؤال بشأن اعتقال المتورطين في الهجمات الأخيرة، أوضح: "في القصف السابق تم إلقاء القبض على أشخاص بعضهم تم إلقاء القبض عليه في بغداد وبعضهم في أربيل. فهناك تعاون أمني بيننا وبين بغداد للعثور على الأشخاص الذين نفذوا هذه العملية، ومن حيث التنسيق هناك تنسيق جيد جدا بيننا وبين بغداد في هذا الموضوع، والتحقيقات مستمرة. لا أستطيع أن أجزم الآن أیة جهة هي التي أقدمت على هذا الفعل لأن التحقيق في العمليتين مستمر حتى هذه اللحظة".
وتطرق نيجيرفان بارزاني إلى مشكلة السلطة في العراق بالقول: "هناك مشكلة جوهرية في العراق. لديك مؤسسات الحكومة العراقية، ولديك رئيس وزراء ووزراء. لكن من المؤسف جدا أنه يوجد إلى جانب هؤلاء وخارج هذه الحكومة وهذه الهيكلية شيء آخر والذي بدلا عن أن يكون عونا لمؤسسات الحكومة يشكل في بعض الأحيان معرقلا لها، وليس ممكنا أن تكون هناك حكومة داخل الحکومة وأن يكون هناك شيء آخر خارج الحكومة، يجب أن يكون الجميع واحدا. أنا أرى أن أكبر المشاكل حاليا يكمن في: أين هو القرار؟ ويجب توحيد مصدر القرار، فلا يمكن أن تكون مشاركا في الحكم وفي نفس الوقت غير مشارك في الحكم. ماذا فعل كل هؤلاء، مثلا، يشاركون في الحكم ولكن من خلال أشخاص من المستوى الثاني والثالث ككوادر في الحكومة، لماذا؟ لماذا لا يتحملون المسؤولية بأنفسهم؟ أنا على قناعة بأنه كان من الأفضل أن تشارك هذه القوى السياسية بالمستوى الأول من شخصياتها في الحكومة، لا أدري لماذا ينظرون إلى الحكومة باستخفاف؟ لماذا لا يكونون وزراء؟ ليتولوا المسؤولية، الآن، تجدهم مسؤولين وتجدهم ليسوا بمسؤولين في نفس الوقت. هذه هي أسوأ الحالات. فهم من جهة يتولون المسؤوليات، ومن جهة أخرى وأمام الشعب يتظاهرون بأنهم ليسوا مسؤولين عما يجري، ونحن نعلم جميعا أن الخيارات المتاحة أمام رئيس الوزراء، أي رئيس وزراء في العراق، محدودة".
وحول اتهام رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي بمحاباة إقليم كوردستان، فرد قائلاً: "ما يستخدم حاليا، والزعم بأنهم يولون الإقليم الأفضلية، فلا أساس له، بل أن خصومه السياسيين يريدون الاستفادة من ذلك ضده. حتى فيما حدث أخيرا، فقد كان دولة رئيس الوزراء متعاونا إلى أبعد الحدود لتقليل الخلافات بشأن قانون الموازنة، لكن بالنتيجة أدركت الأطراف جميعا أن قانون الموازنة هذا قانون يراعي مصلحة كل الأطراف إلى حد بعيد"، مشدداً على "يجب أن نحل وجوب أن يكون السلاح محصورا في إطار مؤسسات الدولة، ولا يمكن أن يقرر كل من جانبه توجيه طائرات درون مسيرة إلى أربيل ويطلق صواريخ على (بلد) ويقصف الأماكن الأخرى. علينا أن نجد حلا، وأنا واثق من أنه في حال وجود إرادة جادة في بغداد لن يكون من الصعب تشخيص الجهة التي ارتكبت هذه الأعمال، وهذا واضح".
وفيما يتعلق بالتنسيق الأمني بين البيشمركة والجيش العراقي، قال رئيس إقليم كوردستان: "نتيجة للفراغ القائم حاليا والذي يبدأ من محافظة صلاح الدين ويمتد إلى كركوك ومن كركوك إلى الموصل فراغ كبير جدا نجم عن غياب التنسيق بين البيشمركة وبين الجيش العراقي، بات داعش ينفذ في ذلك الممر عمليات إن لم أقل بصورة يومية فمرة كل بضعة أيام، هذا يعني أنه ليس هناك شيء يجزم بأن داعش قد انتهى".
ووجه رئيس إقليم كوردستان رسالة إلى الشعب العراقي قائلاً: "رسالتي هي رسالة التآخي، رسالة التعايش، رسالة قبول الآخر، رسالتي هي أن نسعى نحن معا مجتمعين في سبيل مصلحة هذا البلد، ونعمل في سبيل ذلك معا".
وفيما يلي نص المقابلة بحسب ما نشره موقع رئاسة إقليم كوردستان:
القسم الأول:
الشرقية نيوز: حياكم الله من أربيل مع شخصية قبلت الظهور في اول قناة عربية… وهذا الظهور الأول له… مع فخامة رئيس إقليم كوردستان السيد نيجيرفان بارزاني…
ولدت في ستينيات القرن الماضي هده الحقبة شهدت تأسيس الجمهورية العراقية الأولى والثانية، أبرز حدث سياسي واكبت فخامة الرئيس؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: شكرا لقناة الشرقية، مرحبا بكم، رمضان كريم عليكم وعلى عموم الشعب العراقي والمسلمین كافة.
أنا ولدت عام 1966 في منطقة حاج عمران التي كانت من معاقل ثورة أيلول بكوردستان العراق، أمي من مدينة السليمانية ووالدي هو إدريس مصطفى البارزاني، بقينا في كوردستان العراق لغاية سنة 74 و75، وبعد نكسة الثورة التجأنا إلى إيران حيث قضيت بقية مرحلة الطفولة هناك، والدي كان مشغولاً دائماً بأمور اللاجئين من اهلنا الذين التجأوا إلى إيران. فأمضيت مرحلة الطفولة بين معاقل الثورة والتشرد واللجوء في إيران التي استمرت لغاية سنة 79، وهنالك بدات الدراسة ودخلت المدرسة… بعد الثورة الإيرانية تغيرت الأمور شيئاً فشيئاً حيث تسنى لنا الرجوع إلى المناطق الحدودية وجبال كوردستان العراق.
فيما يخص حياتي السياسية، بداياتي كانت في اتحاد طلبة كوردستان التي كانت من منظمات ثورة أيلول، أما دخولي الجدي في معترك السياسة فبدأ في أعقاب وفاة والدي سنة 87، حيث دخلت أغوار السياسة وتفرغت للنضال السياسي.
الشرقية نيوز: هذه الحياة الصاخبة بعض الشيء والتنقل بين مدينة الأم إلى بلد آخر بالتأكيد ربما تاخذ الفرد أو الانسان من الطفولة. هل عشت طفولة حقيقية؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: في الحقيقة لا.. لم نعش مرحلة الطفولة بشكل طبيعي، حيث كنت لاجئاً كأي لاجئ آخر، بمعنی أنها لم تكن صعبة بالنسبة لنا فحسب بل كانت صعبة وقاسية لكل هؤلاء الكورد الذين أصبحوا لاجئين نتيجة نكسة الثورة، حتى الحياة الأسرية لم تكن هنيئة حيث كان والدي وأيضا عمي الرئيس مسعود بارزاني منشغلين عنا بسبب كثرة مهامهم وانشغالهم الدائم بإعادة تنظيم أمور البيشمركة واستمرار النضال في العراق، فعليه لم نتمكن من أن نعيش لا فترة الطفولة ولا فترة الصبا والشباب بشكلها الاعتيادي.
الشرقية نيوز: سيد نيجيرفان بارزاني رمضان كريم أرحب بك، قبل ان ادخل كالمعتاد مع أي ضيف، نبتدئ الحلقة من سيرة الحياة من الطفولة حتى فترة التعليم إلى الحياة السياسية والى آخره، لكني مستعجل ان اعرف جواب لسؤال مهم، هذا دخولي الأول إلى كوردستان تفاجأت بما لديكم من بناء من عمران من تقدم، هذا ما أسبابه كيف استطعتم بفترة وجيزة ان تتقدموا بهذا البناء والعمران؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: في الحقيقة ان تنمية وتطوير واعمار العراق بشكل عام لم ينجز سابقاً بسبب الظروف المعلومة لدى الجميع. ان عملية إعادة الاعمار التي شهدتها كوردستان بدأت بعد 2004، حينها تهيأت الظروف وعاد الامل إلى شعب كوردستان لان يبدأ بإعادة بناء المدن والقرى التي دمرتها الحروب والظروف السابقة. ما قمنا به نحن في البدء، هو تركيزنا على ضرورة اشراك القطاع الخاص بإعادة البناء، فالقطاع الخاص يعد المحرك لتطور وتنمية أي بلد. وفعلا كان لهذا القطاع وللجهود والطاقات المحلية دور بارز وحيوي في انجاح العملية العمرانية والتنمية بشكل عام .. مع ذلك ان ما ترونه الآن من تطور في هذا المجال، إذا ما قارناه مع أي بلد آخر في محيطنا، نرى بان خطوات الازدهار ليست سريعة بشکل کاف وکما هو مطلوب، لذا من الضروري ان يتم تحسين وتسريع مسيرة البناء والتنمية هذه ليست في إقليم كوردستان فحسب بل في عموم العراق ايضا.
الشرقية نيوز: دعنا نعود للحیاة الشخصیة الآن، الجبل یعتبر جزء مهم من هویة وشخصیة الحیاة لاي فرد كوردي، ماذا یمثل الجبل یا سید نیجیرفان بارزاني خصوصا ایام الكفاح والنضال؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: على ذكر الجبل، هنالك مقولة عن الكورد مفادها “انه ليس هناك صديق للكورد عدا الجبال”، هذه المقولة عبرت عن حال الكورد لعهود طويلة. حيث كان احتماؤنا ونضالنا وصمودنا بدا واستمر في جبال كوردستان. انا كأحد افراد أو الشباب المتواجدين في الجبل والمشاركين في النضال، تعلمت منذ ذلك الوقت من أبي وعمي ان اعيش مع آلام ومآسي شعبي، نعم عايشت فترات الكفاح المسلح مع اني لم احصل حينها على شرف ان اكون في الخنادق الامامية كبيشمركة، ولكن نعم عايشت المرحلة ومارست حياة البيشمركة وكنت معهم في الجبال.
الشرقية نيوز: فخامة الرئیس یمكن حضرتك الحفید الاكبر للملا مصطفی البارزاني، شخصیة مثل السید نیجیرفان بارزاني والده إدريس بارزاني، عمه مسعود بارزاني وجده ملا مصطفی البارزاني، نتوقف عند الشخصیة الاخیرة، هل یعتبر ملا مصطفی بارزاني، هو ملهم السید نیجیرفان بارزاني؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: في الحقيقة انا في الفترة التي كان جدي الزعيم الملا مصطفى البارزاني في الحياة، كنت صغيرا في العمر ولم يتسن لي ان اعايش الزعيم لفترة طويلة، الفترة التي عشناها مع جدي المرحوم كانت فترة قصيرة جدا، بعدها وفي عام 1976 اصاب جدي مرض عضال حيث سافر إلى امريكا للعلاج، وتوفاه الاجل هناك. لذلك كان الشخص الذي أثر على مسار حياتي السياسية وكبرت في ظل قيادته كان عمي الرئيس مسعود بارزاني، كان هو ملهمي ومعلمي كشخصية وكقائد وكعم وكوالد حیث كنت انظر اليه، كان لسيادته الاثر الاكبر على مساري وموقعي في الحياة منذ مرحلة الشباب ولغاية اليوم.
الشرقية نيوز: لنقل ماذا تعلمت من الملا مصطفی البارزاني؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: الذي تعلمناه منه جميعا هو ان علينا ان نناضل باخلاص لتحقيق حقوق شعبنا في العراق وان نخدم شعبنا، فاذا ما استطعت ان الخص في كلمتين، استطيع القول ان نهج الملا مصطفى البارزاني هو نهج خدمة الشعب، نهج خدمة الوطن، تعلمنا من هذه الشخصية ان نبذل كل ما في استطاعتنا لخدمة قضية شعبنا.
الشرقية نيوز: كما ذكرت، فخامة الرئيس عن دور إدريس بارزاني الراحل كنت متاثرا وانت تتحدث عن رحیله، دعنا نتحدث عن فترة نضاله ما هو دوره في موضوع القضیة الكوردیة وایضا التقارب العربي الكوردي؟
الرئيس نيجيرفان: فيما يخص المسألة والثورة الكوردية كان واضحا. في ظل زعامة جدي الملا مصطفى البارزاني، ان المرحوم كاك إدريس أو عمي فخامة الرئيس مسعود بارزاني كلاهما كانا مساعدين له في الثورة، فكان كاك إدريس في الغالب مسؤولاً عن المسائل الاجتماعية والعسكرية في الثورة كمساعد للزعيم الملا مصطفى، ولعب دوراً بارزا على المستوى الشخصي في ابرام اتفاقية الحادي عشر من آذار عام 1970 مع النظام آنذاك، إذ قام بزيارة بغداد مرات عديدة لكي تصل هذه التفاهمات إلى النتيجة، وكان يفتخر دائما بأن الشعب العراقي بکافة أطیافه من البصرة إلى كافة المناطق العراقية الاخرى قد رحب بحرارة بهذه الاتفاقية بعد سنوات طويلة من النضال والتعب، فالشعب العراقي عموما رحب بهذه الاتفاقية التي ابرمت عام 1970، وبالطبع الشخصيات الاخرى أيضاً لعبت دورا كفخامة الرئيس مسعود بارزاني والاخوة الاخرين ولكنه كان يفتخر بانه كان له دور في هذه الاتفاقية وفي التقارب بين الشعب العراقي عموما كوردا وعربا والمكونات الاخرى کافة، لأنه بالنسبة لنا نحن نؤمن ايمانا عميقا بان المسألة الكوردية يجب حلها في اطار العراق، في هذا السياق ومنذ 1970 كان لنا نفس التوجه وفي سنة 75 أيضاً كان لنا نفس التوجه وحاليا أيضاً حيث نؤمن بانه من الضروري التعامل مع المسألة ومع المشاكل وايجاد الحلول لها في اطار العراق.
الشرقية نيوز: هذه الرؤية رؤية السبعینیات تعاد الیوم علی الطاولة ماهي الاسباب التي ربما دعت أربيل إلى تصفیر الازمات، واخذ دور المبادر الیوم وربما طلب من بغداد إلى ان تنتهج ذات النهج ربما، ما هي الاسباب؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: إن مشاكل العراق حسب قناعتي هي في الغالب تكمن في كيفية التفكير، فبقناعتي لا یمکن حل مشاكل العراق بمعیار من هو القوي ومن هو الضعيف، مشاكل العراق مشاكل عائلة واحدة، ومشكلة عائلة واحدة بحاجة إلى الجلوس والحوار والوصول إلى حلول علی طاولة المفاوضات، إن نمط التفكير بمبدأ من هو القوي ومن هو الضعيف ورط العراق بمآسي كبيرة، الاهم بالنسبة لنا كلنا هو ان نتعظ من دروس الماضي، نتعلم من هذه الأخطاء التي اقترفناها كلنا، بغداد أيضاً بدرت منها الأخطاء وبالتأكيد أربيل أيضاً اقترفت العديد من الأخطاء في النتيجة والامر الاهم بالنسبة لنا هو استقرار العراق، استقراره من الناحية السياسية ومن الناحية الاقتصادية هذا هو الاهم، علينا ان نشخص المشاكل ونفكر في كيفية حلها. فلا يمكن وضع الحلول لمشاكل العراق ابدا إذا لم نتخلص من القناعة البائسة التي تتصور بانه إذا كانت بغداد قوية هذا يعني ضعف أربيل أو بالعكس إذا كانت أربيل قوية فهذا يعني ضعف بغداد، نحن نكمل الآخر، بغداد وأربيل، الكورد والعرب هم مواطنو هذا البلد، علينا جميعا ان نحاول معا، اولا: أن نقوي مفهوم المواطنة لدى الفرد العراقي في هذا البلد، ثانيا: ان نبني شراكة حقيقية لنتمكن في المستقبل معا ان نتشارك البعض، فاليوم المشاكل الموجودة في العراق لم تترك الطمأنينة لاي مكون حيال مستقبله، علينا ان ننهي هذه الاشكالية، الشعب العراقي بشكل عام يستحق حياة افضل بكثير من الموجودة حاليا، إن على كافة المكونات العراقية وكافة السياسيين العراقيين ان نعمل معا من اجل هذا الهدف، نحن في إقليم كوردستان نتفهم انه علينا واجبات على عاتقنا ومستعدون للالتزام بها ولدينا الحقوق ايضا، لدینا الحقوق وعلینا الواجبات، کلاهما معا، نحن نفهم هذا ومستعدون لتحقیق هذا النهج في إقليم كوردستان بشکل عام لنتوصل مع بغداد إلى تفاهم مشترك لاجل مستقبل العراق.
الشرقية نيوز: فخامة الرئیس ارید ان اعود ونتكلم عن السید ملا مصطفی كیف كان ینظر لوحدة العراق والاخوة العربیة الكوردیة؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: إذا ما نظرنا إلى احاديث المرحوم الملا مصطفى البارزاني بشكل عام، كان يؤكد دوما على الاخوة بين الكورد والعرب، كان يؤكد على ان حقوق شعب كوردستان يجب ان تتحقق في اطار العراق، ولكن مع الاسف الانظمة المتعاقبة على دفة الحكم في العراق كانت ترد بالقمع وبالعنف والسلاح على القضية الكوردية، المسألة الكوردية في العراق هي مسالة جدية ويجب ان تكون الحلول جذرية.
لأتحدث لكم عن حدث كمثال: بعد عام 70 أي بعد اتفاق آذار، جرت محاولة اغتيال للزعيم ملا مصطفى، وذلك عن طريق ارسال وفد باسم رجال دين إلى مقر البارزاني بهدف تفجير المقر واغتياله. وفعلا تم التفجير ونجا الزعيم باعجوبة من الحادث. اراد مساعدو البارزاني الرد والانتقام وفكروا في طريقة للرد على تلك العملية الغادرة. روى لنا الرئيس مسعود بارزاني ان الملا مصطفى سمع عن فكرة الرد ووصلته اخبار بان عملية الرد يمكن ان تؤدي إلى سقوط ضحايا بين المدنيين. فكان موقف الزعيم الملا مصطفى رفض والغاء فكرة الرد جملة وتفصيلا، حيث قال: لا يمكن ولا اسمح باي شكل من الاشكال ان تتحول المشكلة والصراع إلى نزاع بين الكورد والعرب ولن اقبل ابدا ان يندلع هكذا صراع بسببي، هذا غير ممكن ابدا.
نحن تربينا جميعا على هذا النهج المتسامح على ايدي الملا مصطفى واستمرينا على نفس النهج بعده بقيادة سيادة مسعود بارزاني. لذلك ايماننا راسخ بالاخوة الكوردية العربية، ونريد للعراق ان يكون وطناً لجميع مكوناته نتعايش فيها معا، فهذا التعايش كفيل بوحدة وقوة العراق. هذا ما تعلمناه من الخالد الملا مصطفى، نحن تعلمنا ان الكورد والعرب يجب ان يكونوا اخوة.
هناك مثال آخر يتم تداوله بخصوص ذلك: بايام الخالد مصطفى البارزاني، كان محافظ أربيل انذاك احد اخوتنا العرب، قامت الحكومة في بغداد بتبديله بمحافظ كوردي ظنا منهم ان تلك الخطوة سوف تكون موضع رضا الملا مصطفى، ولكن في لقاء للمرحوم حدث العكس وفي احدي لقاءاته بالمسؤولين العراقيين، قال لهم الملا مصطفى: انني افضل كثيرا ان يعود المحافظ العربي لأربيل، لانه بالنسبة لنا القضية ليست قضية هذا كوردي وذاك عربي، المهم هو خدمة الناس وان نتمكن معا من العيش في هذا البلد بامان واستقرار وفي ظل عيش رغيد للجميع.
الشرقية نيوز: رسالة السید ملا مصطفی استلمتموها، وتطبقونها الآن. افهم من حديثك انه كرست اثناء فترة دخول داعش واحتضانكم للنازحین العرب الذین نزحوا وتحركوا من محافظاتهم، مازلت اتحدث في اطار الاخوة، والوحدة العراقیة؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: انا لا اريد ان اتحدث عن هذا الموضوع كمنة لاننا في إقليم كوردستان قمنا بواجبنا، كان واجبنا عام 2014 عندما هاجم داعش ومع شديد الاسف استطاع ان يسيطر على مناطق شاسعة في الموصل والانبار ونتيجة تلك الاحداث المؤلمة التجأ اهالي هذه المناطق إلى إقليم كوردستان، كان واجبا علينا ان نفتح لهم الابواب وان يقيموا هنا معززين وفي امان، استقبلنا برحابة صدر حوالى مليوني نازح ولاجئ من العراق وسوريا.
بهذا الخصوص اريد ان اوصل رسالة إلى الشعب العراقي والتي نفتخر بها ومن دواعي اعتزازنا، مفاد الرسالة هو انه في تلك الفترة ولغاية اليوم لم نر أي خرق امني من قبل هؤلاء النازحين أو تهديدا امنيا منهم لإقليم كوردستان، لم نر من أي واحد منهم يقوم بخلق مشكلة اجتماعية بين الكورد والعرب. بل بالعكس، الذي اسمعه ان الكثير من الذين عادوا إلى مناطقهم، حيث فرحنا بتمكن نسبة منهم في العودة إلى الفلوجة والانبار والموصل والمناطق الاخرى، ان هذه العلاقات الطيبة والاجتماعية بين هؤلاء الاخوة النازحين إلى إقليم كوردستان وبين اهل كوردستان، باقية ومستمرة وهذا موضع افتخارنا وسرورنا.
فالذي قمنا به في تلك الفترة العصيبة تجاه اخوتنا في الوطن، لم يكن الا واجبا على عاتقنا نابعاً من ايماننا والقيم التي تربينا عليها في وجوب احترام وتقوية الاخوة العربية الكوردية مع جميع المكونات الاخرى، بالعكس فاذا كان هناك أي نقص في اداء هذا الواجب تجاه اخوتنا النازحين، فنحن نعتذر منهم.
**
القسم الثاني:
الشرقية نيوز: حياكم الله من جديد لا زلنا مستمرين مع فخامة رئيس إقليم كوردستان…
عندما تحدثت عن الجبل، هناك مقولة تتحدث الجبال كانت ملاذاً آمنا للسیاسیین المعارضین وكذالك للخائفین وایضا اصبحت الجبال ما بعد 2014 ملاذا امنا للنازحین، السؤال هنا هل ستبقی الجبال ملاذا امنا لكل العراقیین وملاذا امنا للخائفین والمعارضین وكذالك للراغبین بحیاة افضل؟
الرئيس نيجيرفان: الاهم بالنسبة لنا هو اننا نأمل ان لا تبقى ضرورة للجوء الى الجبال في عموم العراق وان لا نحتاج الى ذلك، وان نبدأ جميعنا وبكافة مكوناتنا التفكير في كيفية الاتعاظ من أخطاء الماضي، الأخطاء التي اقترفناها جميعنا، وان يمدنا هذا التفکیر الايجابي بالقوة والهمة من أجل بناء مستقبل افضل للعراق، لذلك أرجو الا يحتاج اي عراقي ابدا الى اللجوء للجبال وان لا يتصور ان المكان الآمن الوحيد له هو الجبل، ان شاء الله العراق يجتاح هذه المرحلة و صعابها.
الشرقية نيوز: ان شاء الله، لكن من خلال حدیثك ایضا قبل قلیل تفضلت به، یمكن أننا اخذنا قليلاً من جانب الحیاتي . لكن تحدثت وقلت ان بغداد اخطأت وسیاسیو بغداد اخطأوا ونحن ایضا اخطأنا، الآن تتحدث بلغة لنتعلم من أخطائنا في الماضي، هذه اللغة وكانما لاول مرة اسمعها من الجیل الثاني للسیاسیین، یعني حضرتك من الجیل الثاني لیس من الجیل الأول، لا اعلم هل كان جیل الأول ذا عقلیة كلاسیكیة، یعني تختلف عن الجیل الثاني، هذا التقدم من حضرتك راح یكون علی حساب انه حیاة افضل فعلا بالنسبة للعراقیین وانهاء كل الملفات العالقة بین أربيل وبغداد؟
الرئيس نيجيرفان: إن اساس المشكلة في العراق بشكل عام تكمن في طريقة التفكير، هناك نمطان للتفكير:
نمط يقول: أين أخطأنا وادى الى ما جرى لنا؟
والنمط الاخر يقول: من هو السبب فيما حصل لنا؟
في قناعتي يجب ان نترك جانبا طريقة التفكير المبنية على (من هو السبب؟)..
علينا جميعا في العراق ان نسال انفسنا سؤالا واحدا، وهو: أين أخطأنا كلنا وادى الى ما جرى في العراق؟
فاذا ما اجبنا على هذا التساؤل فبالتاكيد تنتظر العراقيين جميعا حياة افضل، انا في زيارتي الاخيرة الى بغداد كانت رسالتي لكل السياسيين العراقيين هي اننا اخطأنا وانتم ايضا اخطأتم، فلنجلس ونتعظ من هذه الأخطاء من اجل حياة افضل لكافة العراقيين، فان لم نفكر بهذا النمط فلا يصل العراق الى الغد المشرق الذي ننتظره، فشعب العراق يستحق حياة افضل بكثير مما يعيشه الان، هذه الصراعات والحروب السياسية التي ليس لها معنى ومبرر، حول ماذا؟ اليس من الأفضل ان يفكروا كيف يطورون الاقتصاد العراقي؟! هل من المعقول ان يقوم العراق ومعه كوردستان لحد الان باستيراد كافة السلع والمواد التي يحتاجها من البلدان المجاورة، هل هذا معقول؟! العراق بلد غني فلا يملك الثروات الطبيعية فحسب بل لديه الثروة البشرية ايضا، وبدل خوض كل هذه المعارك السياسية لتكن الحرب والصراع على كيفية تطوير العراق وتقدمه، كيف نجعل من العراق بلدا منتجا، هذا اهم بكثير من كل تلك الصراعات والسجالات السياسية العقيمة التي اجهدنا أنفسنا بها واتعبنا معنا الشعب العراقي، من اجل ماذا؟ برايي يجب ان يتم التركيز على جوانب حيوية اخرى: كيف نحاول جميعنا ان تعود ثقة الشعب العراقي بالسياسيين العراقيين وبالعملية السياسية، فليس للثقة وجود اليوم، حيث اثبتت الانتخابات العراقية السابقة، كم كانت نسبة المشاركة في الانتخابات في عموم العراق؟ وعلى الرغم من المبالغة الكبيرة الا ان النسبة كان منخفضة جدا. لماذا كانت منخفضة؟ لانه لم يعد للشعب ثقة بان صناديق الاقتراع بمقدورها ان تحل المشاكل.
نحن نتحدث عن نظام ديمقراطي، فالديمقراطية ليست اجراء الانتخابات كل اربع سنوات فقط وان تقول للناس تعالوا وصوتوا، الناس تنتظر النتائج من السياسيين العراقيين، الشعب يريد ان يرى حياة افضل، الشعب يريد ان يتخلص من الوضع الراهن المزري للعراق والعراقيين.
الشرقية نيوز: لكن فخامة الرئیس الاعتراف بالخطأ وحده لا یكفي. لا بد ان تكون هناك جهود حقیقیة یلمسها المواطن العراقي حتی یطمئن ویقول فعلا إننا مقبلون علی حیاة افضل ؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: انا اعتقد بان العراقيين ماضون بهذا الاتجاه رويدا رويدا، وهذا الجيل الذي تتحدثون عنه قد وصل الى هذه المرحلة، جيل الشباب الحالي للعراق ليس نفسه جيل الشباب قبل عشر سنوات. كم يبلغ الآن عمر الذي ولد في العام 2003؟ حوالى ثماني عشرة سنة. هذا مستعد لهذه التغييرات، ولا يقبل الحالة القائمة والشعب العراقي لا يمكن ان يقبل من السياسيين العراقيين الشعارات الخالية من المضمون، فهو يريد الحياة؛ ومشاكل اقليم كوردستان وبغداد جزء من هذا الاستقرار السياسي الذي يجب ان يشهده العراق. هناك حقيقة في العراق الیوم، اود ان اتحدث عنها بصراحة، انظر الى العراق، هناک باستمرار مكون عراقي يتملكه الخوف من الماضي، وهناک باستمرار مكون آخر يخاف من مستقبل العراق، ومكون آخر يخاف باستمرار من الماضي والحاضر والمستقبل معا وهؤلاء هم الكورد، فالى متى؟ الى متى علينا ان ننتظر؟ نحن نصفها منذ 2003 بانها فترة انتقالية لكننا الآن في 2021 فالى متى تمتد هذه الفترة الانتقالية؟ ألم یحن الأوان؟ بلغت ثمانیة عشر عاما، و18 عاما عمر كامل، الذي ولد في 2003 يبلغ الان 18 عاما، هذا كاف جدا؛ علينا ان نجلس معا ونجد الحلول، وحينما نصر على حل مشاكل أربيل وبغداد لا نقصد من ورائه أربيل فقط بل نقصد استقرار عموم العراق، والمشاكل الموجودة بين أربيل وبغداد هي جزء من موانع استقرار العراق، فالى متى سننتظر؟ اقصد العراقيین ككل الى متى علينا أن ننتظر؟ کان وضع اقليم كوردستان قبل 2003 نفس الوضع الحالي، في سنة 2002 جاء الامريكيون الينا واقنعونا بان نتعاون معهم لان العراق يمضي باتجاه التحول إلى بلد ديمقراطي، وكانوا قد قرروا اسقاط النظام السابق وكانوا يطلبون المساعدة للعراق الجديد. شاركنا في هذه العملية حاملين آلاف الامنيات لعراق جديد، عراق يكون لكافة العراقيين. على اي اساس بنينا هذا العراق؟ على اساس الشراكة وعلى اساس التوازن، علی أساس الشراکة والتوازن، حسنا هل المفاهيم التي بنينا عليها العراق موجودة وهل الشراكة موجودة؟ هل التعايش موجود؟ لا، هناك واقع في العراق اليوم، أصاب اليأس جزءا كبيرا من العراقيين الذين لا يجدون أنفسهم جزءا من العملية السياسية في هذا البلد. فداعش ولد نتيجة ذلك، لم يأت داعش من المريخ، أرى أن داعش ولد نتيجة بعض الأخطاء السياسية في هذا البلد، ولا يمكن ان نكرر هذه الأخطاء لانها ستولد من جديد ارضية اخرى لهذا التشدد، ان لم يكن باسم داعش فسيكون باسم آخر، إن همنا ليس هم كوردستان لوحدها، همنا هو هم كل العراق، الذي نطلبه هو حياة كريمة لكافة العراقيين في اطار هذه الجغرافيا التي تسمى العراق. ومنذ 2003 بذل سيادة المرحوم مام جلال وسيادة الرئيس مسعود بارزاني كل ما في وسعهما من اجل ان يقف العراق على قدميه، وصدقاً لم يقصرا في ذلك، وفعلا كل ما كان في مستطاعهما. إن دورنا ليس دورا تخريبيا في العراق بل هو دور بناء، دورنا هو رغبتنا في حل مشاكل العراق من خلال الحوار، وهذا مهم من اجل استقرار العراق.
الشرقية نيوز: طیب هذا الخطاب ربما لافت وجدید علی مستوی العلاقات بین بغداد وأربيل الحدیث بلغة البلد الواحد، ربما تقدم ملحوظ جدا في ما یخص هذه الازمة، كاك نیجیرفان دعنا ننتقل إلى آخر شيء، ربما هذا امتداد لما تتحدث به وهي كركوك هي العقدة والحل وانا اتصفح في الاخبار لفتني خبر، یعني مساعي حضرتك مع المجتمع الدولي أو ربما مع الامم المتحدة في ما یخص تنفیذ بنود المادة 140 من الدستور والاعلام العراقي المحلي وصلها هذا المانشیت، لكن من خلال تواجدنا مع حضرتك ربما تفسر لنا اكثر كیف یمكن ايصال هذه القضیة وربما هي دولت لاكثر من مرة من مساعي سیاسیة كوردیة أو عربیة، ما هو الجدید في ملف كركوك؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: كركوك مدينة عراقية، كما أن أربيل مدينة عراقية والسليمانية ايضا مدينة عراقية في هذه البقعة الجغرافية التي يقال لها العراق. ما هي مشكلة كركوك؟ مشكلة كركوك هي اننا نعلم كلنا بانها مشكلة، ولكن ليس هناك استعداد لتداولها وحلها. للمشكلة شقان حسب رأيي، الشق الاول هو مسألة الثروات الطبيعية، فهذه الثروات والخيرات موجودة في كل العراق وليس في كركوك وحدها، موجودة في البصرة وفي أربيل والسليمانية كذلك وفي كافة المناطق، هذا جزء منها، وإن كان عندنا قانون للنفط والغاز في العراق لما كان بات موضوع النفط مشكلة. لانه كان يصبح لدينا قانون يطمئن بموجبه اقليم كوردستان والمناطق العراقية الأخرى إلى أنها ستحصل على ميزانياتها. وهكذا فإنه لحل مسألة كركوك يجب ان يكون لدينا اولا اتفاق كامل على قانون النفط والغاز. والشق الثاني هو مسالة الارض، المشكلة لا تحل بأن يقول اقليم كوردستان: كركوك، او المنطقة الفلانية هي کوردستان، لا تحل هكذا؛ واصرار بغداد بعدم الاعتراف باي حق للكورد في كركوك أیضا لا يساعد على الحل. هذا الامر يحتاج الى وجود مرونة لدى الطرفين لحل المشكلة، لدينا مادة دستورية تسمى المادة 140 في الدستور العراقي الذي صوت لصالحه اكثر من ثمانين بالمئة من الشعب العراقي. بموجب هذه المادة هناك حلول لهذه المشاكل، الذي نريده نحن هو تطبيق هذه المادة الدستورية ليس الا. فاذا ما طبقت هذه المادة الدستورية اقول واثقا بأنه لن تكون لدى الكورد مشكلة ولا لدى اي مكون آخر في كركوك، ولكن التأجيل وعدم حل مشكلة كركوك والمناطق الأخرى، بالمناسبة الموضوع ليس كركوك فقط فهناك مناطق اخرى، المناطق التي نسميها المتنازع عليها، هذا بحاجة الی الجلوس والتفاهم معا، يجب ان نجلس ونتحاور من اجل ايجاد حلول لها، ونحن لا نرى اي سبيل آخر.
الشرقية نيوز: ما هو دور الامم المتحدة في هذا الملف انت ركزت في بدایة اللقاء علی ان طاولة الحوار العراقي هي الحكم في هذه المشاكل، إذا ما هو دور الامم المتحدة في ملف كركوك؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: بعثة الامم المتحدة (يونامي) موجودة في العراق وتمثل الامين العام للامم المتحدة في مجال مساعدة العراقيين من اجل حل المشاكل، انا اعتقد اننا في العراق لا نستطيع حل مشاكلنا بانفسنا بطبيعة الحال، وبمقدور الامم المتحدة ان تلعب دورا مساعدا لا غیر، وبالنتيجة يتوقف الأمر علينا كعراقيين، علینا ان نجلس ونتحاور من اجل الحل، هم بمقدورهم ان يساعدونا من الناحية الفنية على الاغلب ومن خلال تشجيع الطرفين، انا لا اتصور دورا اكبر من هذا تحبذ بغداد أو أربيل ان يلعبه اي طرف كان في حل المشكلة.
الشرقية نيوز: دعني اسأل من حیث ابتدات زمیلتي زینب. فخامة الرئیس حول المادة 140 من الدستور لماذا هناك اطراف سیاسیة تعتبر هذه المادة الیوم بحكم المادة المیتة؟
الرئيس نيجيرفان: لانهم لا يريدون ان يروا الواقع، لا يرغبون في رؤية واقع العراق، هم يتصورون ذلك. واذا ما تصورت اية جهة الأمور بهذا الشكل فانها تخطئ فهم الحل لمشاكل العراق؛ لاضرب لك مثلا، الثورة الكوردية التي بدات سنة 1961، في سنة 1970 تم توقيع اتفاقية الحادي عشر من آذار بين المرحوم ملا مصطفى البارزاني وبين الحكومة العراقية آنذاك. في ذلك الوقت جاء المرحوم صدام بنفسه الى ناوبردان لاعداد الاتفاقية مع البارزاني، وبعد ذلك تم اعلان اتفاقية الحادي عشر من آذار في بغداد، رحب جميع الاطراف من العرب والكورد والمكونات الأخرى بهذه الاتفاقية كما اسلفت، لكن في سنة 1974 عندما تصورت بغداد انها اصبحت قوية شنت الحرب مرة اخرى على ثورة البارزاني وثورة الکورد. فعجزت عن قهر الثورة الكوردية واضطرت لعقد اتفاقية مع شاه ايران تنازلت فيها عن نصف شط العرب لايران، ومن اجل اعادة هذا النصف من شط العرب خاضت حربا مع ايران لثماني سنوات، ووقعت تحت طائلة الديون فاحتلت الكويت للتعويض. هذه المآسي وقعت في التاريخ القريب، بالأمس، ولكن ما تفسير ذلك؟ فكرة الحل لم تكن سليمة، كان نمط التفكير يقوم على من هو القوي ومن هو الضعيف. لا يمكن حل المسالة الكوردية، المادة 140، والمشاكل في العراق بهذه التصورات وهذه العقلية، هذا غير ممكن. انها مشكلة عائلة واحدة وعلينا ان نجلس ونتحاور من اجل الحل، الذي يقول ان المادة 140 مادة ميتة فهو يخطئ الفهم جدا، وبدل ان يقول بانها ميتة عليه ان يقول تعالوا لنجلس ونجد لها حلا صحيا وواقعيا، حلا يكون في صالح جميع العراقيين.
الشرقية نيوز: بخصوص الدستور والمادة 140 ومشاركتكم في كتابة الدستور اصلا یعني شاركتم في كتابة الدستور في حینه. سٶالي، دائما ما نجد تصریحاتكم سید نیجیرفان بارزاني، تصریحاتكم تتحدثون، نبحث عن المشاركة، نبحث عن المشاركة.. هل من جهات تحاول ان تضیق مشاركتكم السیاسیة مع حكومة المركز بصورة عامة ولماذا تحاول هذه الجهات اصلا ان تقنن وتحدد مشاركتكم في العملیة السیاسیة؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: بصدد المشارکة، نحن لا نتحدث عن انفسنا ككورد فقط. نحن نعتقد بان المكونات الأخرى ايضا يجب ان تكون لديها الرغبة في أن تكون جزءا من العملية السياسية في العراق، انا لا اتحدث عن الكورد فحسب، لماذا؟ لان هذه المشاركة والوصول الى القناعة باننا جميعا جزء في هذا البلد، ليس مشكلة الكورد فقط بل مشكلة المكونات الأخرى ايضا. لذلك فانني كثيرا ما اقول بأننا ولحد الان نقول بان الفترة إنتقالية، ولكن هذا انتهى. لم تعد المرحلة إنتقالية، نحن مقبلون على انتخابات غاية في الاهمية في المستقبل، نحن نعلم بانه كانت هناك اسباب عديدة في الماضي منعتنا من أن نركز على هذا الموضوع، كان داعش من اكبر هذه الاسباب، كان لدينا في اقليم كوردستان منذ عام 2014، خط مواجهة طوله 1100 كم مع داعش، وكنا نؤوي مليونين من النازحين واللاجئين وأصيب قرابة عشرة آلاف من افراد البيشمركة بجروح واستشهد نحو الفين، طبعا لم يقع هذا في كوردستان وحدها بل طال كل العراقيين الذين ضحوا في هذا السياق، نحن نرى ونعتقد بان ظرفا اخر استجد اليوم، ظرف علينا ان نجلس فيه مع بعض ونتحاور من اجل حل هذه المشاكل.
**
القسم الثالث:
الشرقية نيوز: تطرقت إلى كثیر من الحدیث السیاسي، یعنی كنا نتامل ان نتطرق بالحدیث أو نتسلسل وفق الحیاة التاریخیة ندخل بالسیاسة، لكن دخلنا بالسیاسة. علی أي حال، نرجع قليلاً لمرحلة السبعینات، في السبعینیات یمكن كانت انتقالتك إلى طهران، درست في جامعة طهران وعاصرت حكم الشاه. حدثنا كیف كانت دراستك وایضا كیف عاصرت هذا الحكم؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: بعد نكسة الثورة ذهبنا إلى إيران في سنة 1974. بعد الثورة في إيران في العام 1979 كان عمري 12 أو 13 سنة تقريبا، وقع حدثان، أولهما كان ثورة إيران، والثاني وفاة المرحوم جدي ملا مصطفى في نفس الفترة، كان في احد مستشفيات امريكا وكان ينوي العودة بعد ثورة إيران، في تلك الاثناء كان والدي إدريس معه ولم يكن كاك مسعود معهما آنذاك، إذ كان قد عاد إلى إيران. في هذا العمر لم أکن استوعب كثيرا ما حصل فعلا ولكنني كنت اعرف ان هناك فرحة عارمة بعد الإطاحة بالشاه، كان الشاه واحدا من أطراف اتفاقية الجزائر وأحد اسباب نكسة الثورة الكوردية، لذا كان ذلك حدثا كبيرا ومهما جدا بالتأكيد لاهالينا الكورد بصورة عامة. في تلك الفترة التحقنا بالدراسة في إيران، لكني لم اكمل الدراسة الجامعية، فبعد اكمالي المرحلة الاعدادية كنت أنوي الذهاب لامريكا وكان المرحوم الدكتور احمد الجلبي الطيب الذكر واحدا من الذين بذلوا جهدا كبيرا لترتيب أموري لمواصلة الدراسة. كان الدكتور احمد الجلبي من المقربين جدا لعائلتنا، وكان بصورة خاصة صديقا مقربا لوالدي. كان يرغب كثيرا ويحثني على الذهاب إلى أمريكا لتكملة تعليمي، وکانت الترتیبات قد استكملت کلها، لكن والدي توفي في اليوم الذي يلي اليوم الذي كنت أنوي السفر فيه. توفي كاك إدريس عن عمر يناهز 43 أو 44 سنة نتيجة سكتة قلبية، وبعد ذلك ولأن أعباء ومسؤوليات العائلة والأطفال ألقيت علي، لم أسافر لإكمال دراستي. في تلك الاثناء كان عمي فخامة الرئيس مسعود بارزاني في سوح النضال المسلح ولم يكن هو ايضا يستطيع العودة بسبب التزامته مع البيشمركة والحزب، واستغرق فترة طويلة قبل أن يعود، هکذا کانت الحال. لم اكن تلمیذا متفوقا جدا في الدراسة ولكن لم یکن مستواي سيئا أيضاً، كنت أعاني من مادة الرياضيات بينما كنت متفوقا في المواد الأخرى مثل الفلسفة والتاريخ والجغرافيا، ولكن عندما كانت الامور تتعلق بالرياضيات وما يرتبط بها لم اكن بالمستوى المرجو في تلك الفترة، وكنت أمارس الرياضة التي كانت جزءا من حياتي منذ ذلك الحين ولا زالت.
الشرقية: طيب، يمكن تحدثت عن نقطة مهمة، المسؤولية في مرحلة مبكرة من العمر، ستؤدي إلى نمو أكبر، أليس كذلك؟
الرئيس نيجيرفان: كما اسلفت، تحملت المسؤولية في مقتبل العمر وتحت اشراف وتوجيه الرئيس بارزاني. فقد كنت يافعا آنذاك. كان هو أيضا الشخص الذي كان يهتم بي دوما وله الدور الرئيس في ممارستي الحياة السياسية، ثم مضيت في الحياة السياسية وتسلمت مسؤوليات. يرتكب كل شخص أخطاء في حياته ويقوم ايضا باعمال جيدة وانا كأي انسان آخر قمت بامور جيدة واقترفت أخطاء كثيرة ايضا في حياتي السياسية. اقترفت الأخطاء بالتأكيد ولم تكن ممارساتي كلها صحيحة. يدرك الإنسان ذلك عندما يراجع ما فعله، لكن المهم هو ان يتعلم المرء من هذه الأخطاء ويحولها إلى عناصر قوة في المستقبل.
الشرقية: یمكن اتخذت منطلق لحلحلة الاخلاف یعني الشيء بالشيء یذكر وما ذكرت. لكن بسؤال سریع، حضرتك تجید الانجلیزیة وتتقن ما السر بعدم تحدثك باللغة العربیة، هل لأنها صعبة؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: هذه والله واحدة من الامور التي اعاتب نفسي عليها كثيرا، ولا اقول بانها صعبة فالإنسان يستطيع أن يفعل أي شيء إن اراد ذلك. لكني بالتأكيد اوصي أولادي دائما واقول لهم تعلموا العربية وأكرر توصيتي هذه لهم، واقول للجيل الجديد في كوردستان تعلموا اللغة العربية، وان شاء الله ساتعلمها انا أيضاً.
الشرقية وباللغة الكوردية: اللغة العربية صعبة؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: نعم صعبة لكن ليست لهذه الدرجة وهي ضرورية، وضرورية جدا.
الشرقية وباللغة الكوردية: دمتم ناجحين.
الرئيس نيجيرفان بارزاني: شكرا جزيلا
الشرقية نيوز: كاك نیجیرفان بما ان هشام اخذنا بالة الزمان إلى الماضي ورجع بنا إلى تاریخ نشأتك، ربما نتحدث ایضا عن تنقلاتك إلى المدن العراقیة حضرتك من الشخصیات السیاسیة الذي زاروا بغداد قبل سقوط النظام السابق حسب المعلومات الموجودة عندنا، هناك مدن اخری زرتها بالعراق وایضا ماهي مشاعرك وانت تزور بغداد تحت نظام صدام حسین؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: حتى قبل 2003 كان عندنا مبدأ مهم نتبعه في طريقة تفكيرنا وسياساتنا، وهو اننا عراقيون ويجب ان تحل مشاكلنا مع بغداد في الأخير. نحن لم نقطع علاقاتنا مع بغداد أبدا في تلك الاثناء، كنا مستمرين في علاقاتنا حتى في زمن النظام السابق ضمن الإطار الذي يقول بأن الحل لمسالتنا، المسألة الكوردية، يكمن في العراق. كان نظام الحكم في بغداد آنذاك يمثل السيادة العراقية وكان صدام حسين رئيس جمهورية هذا البلد. لذلك نعم كانت هذه العلاقة