الأنبار تأمل استثماراً على غرار أربيل وتطلق دعوة للشركات
March 29, 2021
مقابلات خاصة
وجهت الحكومة المحلية في الأنبار، يوم الأحد، دعوة إلى الشركات الاستثمارية للقدوم الى المحافظة لجعلها انموذجا من مدينة أربيل عاصمة إقليم كوردستان. وحدد النائب الفني لمحافظ الأنبار جاسم العسل خلال مقابلة صحفية جملة من الأسباب لنقص الخدمات المقدمة للأهالي...وجهت الحكومة المحلية في الأنبار، يوم الأحد، دعوة إلى الشركات الاستثمارية للقدوم الى المحافظة لجعلها انموذجا من مدينة أربيل عاصمة إقليم كوردستان. وحدد النائب الفني لمحافظ الأنبار جاسم العسل خلال مقابلة صحفية جملة من الأسباب لنقص الخدمات المقدمة للأهالي، وفيما يلي نص المقابلة.
*ما سبب شمول مدن الرمادي، والفلوجة، بالمشاريع الاستراتيجية والعمرانية أكثر من باقي مدن المحافظة ؟
العسل: السبب وراء هذا الأمر، هو كون الموازنة توزع حسب الكثافة السكانية في المدن، إضافة إلى أن خطة إعمار الانبار شملت جميع المدن، لكن هناك مشاريع لا يمكن تنفيذها سوى في الرمادي، مثل البنايات الحكومية المركزية، كونها مركز المحافظة، وليس من المنطق بناؤها بمدينة أخرى، كما هو الحال بالنسبة لمدينة الفلوجة، فالكثافة السكانية التي تتميز بها عن باقي المدن، والقرى والنواحي التابعة لها، تجعلنا أمام التزام أكبر في الاهتمام بها اكثر من باقي المدن، علاوة على أنها مدخل المحافظة، ومن الضروري الاهتمام بواجهة المحافظة كي تعطي صورة مشرقة تمكن الزوار والوفود، من رؤية الانبار بأبهى صورة".
* أغلب المشاريع تتم إحالتها لشركات يقال أنها تابعة لمسؤولين، هل هذا الأمر من باب الكفاءة ام فرص المناقصات الأوفر حظاً ؟
العسل: قبل المباشرة بحملة إعمار المحافظة عام 2017، تم إجراء كشف دقيق على جميع الشركات الاعمارية في الانبار، وعلى ضوء الكشف تم اختيار الشركات المكلفة بأعمال البناء والتأهيل، وتم اختيار الشركات المحلية من المحافظة فقط، وذلك لسببين، الأول هو أن أسعار المواد الإنشائية واستئجار الآليات في الانبار أقل بكثير من أسعار باقي الشركات في محافظات البلاد، والثاني هو، لتشغيل أكبر عدد من العاطلين عن العمل من أبناء الأنبار، كون الشركات المحلية يكون عمالها من أبناء المحافظة فقط، وبهذا الإجراء فإن الإيرادات والقوى الاقتصادية تبقى داخل المحافظة، كما أنها ليست لها أي علاقة بالمسؤولين وأن كانت كذلك، فالمهم هو العمل الذي تنفذه بالجودة والمواصفات المطلوبة".
* كيف يتم التعامل مع الشركات المتلكئة في عملها؟
العسل: هناك العديد من الشركات المتلكئة، وخاصة في مشاريع تنمية الأقاليم، التي تمت إحالتها منذ عام 2013، حيث إنهم تسلموا مستحقاتهم المالية أكثر من نسبة الإنجاز الفعلي، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، والتي تمثلت بسحب العمل منها وحجز أموال الشركة المنقولة وغير المنقولة، وذلك بعد أن تم توجيه انذار اول وثانٍ لهم، وتم تشكيل لجان تسريع للعمل على حساب هذه الشركات، كما تتم إزالتها من قائمة الشركات التي تحال إليها المشاريع الأخرى".
* كم تحتاج الانبار من مبالغ تقديرية، لتغطية ملف الخدمات في مدن ونواحي وقرى المحافظة كافة ؟
العسل: ملف الخدمات والبنى التحتية من الملفات الشائكة جدا، خاصة ملفات الكهرباء والماء والصرف الصحي، كون هنالك مشاريع محالة من قبل وزارة البلديات، ولكن بسبب عدم إطلاق الوزارة للتخصيصات المالية تم تعطيل العمل لإنجاز عشرات المشاريع، كما أن مشروع تأهيل شبكة الصرف الصحي الذي أحيل من قبل وزارة البلديات، لتنفيذه في الرمادي والفلوجة وعدد من المدن الغربية الأخرى، وبسبب عدم صرف المبالغ المالية لإنجازها، تسببت بإعاقة أعمال اكساء الشوارع وانارتها، كما أن عدم إقرار موازنة عام 2020 تسبب أيضا بعدم إنجاز العديد من المشاريع، لذا نحن بحاجة إلى دعم اكبر من الحكومة الاتحادية والمنظمات الدولية، ليتم تأهيل وإيصال الخدمات الي مناطق المحافظة كافة".
* هل هناك خطط لإنهاء ملف التجاوزات على أراضي الدولة ؟
العسل: تجاوز المواطنين على الممتلكات الحكومية، تسبب أيضا بإعاقة العديد من المشاريع، وتم توجيه رؤساء الوحدات الإدارية في مدن المحافظة، لإزالة التجاوزات، وتم بالفعل إزالة الكثير منها، لكن تبقى التجاوزات السكنية، وهذا ما لم يتم حتى الآن، بسبب عدم قدرتنا على بناء مجمعات سكنية متوسطة او واطئة الكلفة لغرض نقل المتجاوزين إليها، وإزالة تجاوزاتهم، كما أننا لا يمكننا إزالة التجاوز ورمي العوائل في الشوارع، إذا ما تم توفير سكن بديل لهم".
* ما السبب وراء عدم تخصيص الأراضي للموظفين، والصحفيين والأجهزة الأمنية وغيرهم ؟
العسل: خلال اجتماع رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بالمسئولين في الانبار، وجه خلاله بتخصيص الأراضي لكافة شرائح المجتمع، وحتى العاطلين عن العمل، ولكن العائق وراء عدم التخصيص، هو اختلاف مساحات الاقضية، فعلى سبيل المثال، فإن المتقدمين على الأراضي في مدينة الفلوجة، بلغ أكثر من 40 ألف شخص، من الشرائح كافة، وأما عدد قطع الأراضي المتوفرة في الفلوجة لا يتجاوز خمسة آلاف قطعة أرض، وبالتالي تقرر بأن يتم منح القطع على الاكثر خدمة من المستحقين، وأما الاقضية التي تتمتع بمساحة شاسعة ونسب سكانية قليلة مثل المناطق الغربية من المحافظة، فسيتم المباشرة بتوزيع القطع على مستحقيها قريبا".
*كم من الوقت تحتاج الانبار لتصبح انموذجا من محافظة اربيل عاصمة إقليم كوردستان ؟
العسل: اربيل لم تعتمد على الموازنات فقط، بل ان مسؤوليها اعتمدوا على الاستثمار، خاصة في بناء المجموعات السكنية والمولات التجارية والفنادق وغيرها، وأما نحن كمسؤولين في الانبار فقد بدأنا بمشاريع إعادة الأمن والاستقرار، وتوسيع الطريق وتأهيل البنى التحتية وتوفير الخدمات، ونحن بحاجة إلى مدة زمنية وتعاون الجميع للنهوض بالمحافظة على غرار محافظات إقليم كوردستان، ومن خلال مؤسستكم الإعلامية العريقة، أوجه دعوة للشركات الاستثمارية كافة للقدوم الى المحافظة وبحث فرص الاستثمار بها، والانبار آمنة وترحب بكم وبكل الزائرين والوفود والمستثمرين من داخل وخارج البلاد".
حاورته: وكالة شفق نيوز