• Sunday, 06 October 2024
logo

الشاعرة العراقية حنان جميل حنّا: قراءة الشعر بلغته الأصلية أفضل من قراءته مترجماً

الشاعرة العراقية حنان جميل حنّا:  قراءة الشعر بلغته الأصلية أفضل من قراءته مترجماً
الشاعرة المتألِّقة حنان جميل حنّا تولد العراق ١٩٦٣، أعمالها هي نتيجة لبذور جيدة بذرتها منذ زمن بعيد ، ولظروف قاسية جدا خارجة عن إرادتها توقفت عن الكتابة لعقدين من الزمن ، فلم تعد تبصر الحياة كما كانت زمانًا ، لكنها عادت تفتش عن أوراقها لقديمة وبدأت تكتب المزيد منها . اليوم لديها مجموعة كبيرة من النصوص الشعرية والنثرية منها في طريقها للنشر...
أجرى الحوار – الشاعر والإعلامي رمزي عقراوي

الشاعرة المتألِّقة حنان جميل حنّا تولد العراق ١٩٦٣، حاصلة على دبلوم لغة أنكليزية من المجلس الثقافي البريطاني في بغداد، شهادة دبلوم بتقدير عالي للتدريس الأكاديمي من جامعة كلنديل / فينكس الولايات الأمريكية ٢٠١٨، شهادة دبلوم بتقدير عالي في العمل الأجتماعي والتعليمي من جامعة كلنديل / فينكس الولايات الأمريكية ٢٠١٩، شهادات التميز الأكاديمي من رئاسة الجامعة للأعوام ٢٠١٧/٢٠١٨/٢٠١٩، شهادة طلاب الشرف العليا من جامعة كلنديل / فينكس الولايات الأمريكية،عمل مستشارة أكاديمية في قسم الدراسات الأكاديمية في جامعة كلنديل – فينكس أريزونا / الولايات الامريكية، تعمل كمتطوعة في العمل الأجتماعي / الخيري في الجالية العراقية في فينكس/ أريزونا،عضوة متطوعة في المكتب الثقافي مع الجالية العراقية / فينكس، تعمل كمتطوعة لخدمات أجتماعية ، تربوية، وصحية لمساعدة اللاجئين العرب في أريزونا ضمن منظمات خدمية، لها مشاركات طوعية كثيرة ضمن عملها الخيري لدعم المتضررين ونشر روح السلام والتأخي والتسامح ، لها مشاركات خطابية في مؤتمرات إنسانية تربوية في فينكس / أريزونا لدعم المتضررين من الهجرات الدولية ، تكتب الشعر والنثر الحر والكتابات السردية في الصحف والمجلات العربية الورقية والألكترونية ، ومنابر الملتقيات الثقافية الأدبية الألكترونية، تم تكريمها عشرات المرات لدوري الثقافي والأدبي في مختلف أروقة الملتقيات الثقافية والأعلامية العراقية والعربية والعالمية الألكترونية، لها مجموعة شعرية في طريقها للنشر ، حاليا في طور البحث عن دار مناسبة للنشر، تمارس فنون الرسم منذ حداثتها ، ولها مجموعة كبيرة من اللوحات الفنية ، ترسم الزهور بشكل خاص وبعض الأعمال الفنية الأخرى ، لها مشاركات فنية كثيرة في معارض خاصة لفنون الرسم في الولايات الأمريكية.حصلت بعض لوحاتها على جوائز تقديرية ومادية ، كما حصلت لوحتين لها على جائزة (رئيس الجامعة) في المعرض الفني السنوي لجامعة كلنديل / فينكس لعام ٢٠١٨، حصلت أحدى لوحاتها على المركز الثالث في نفس الجامعة عام ٢٠١٩ وتم نشرها في مجلة The Traveler الفنية الأمريكية في أريزونا.
وأدناه الحوار المستفيض الذي أجريناه مع الفنانة التشكيلية والأديبة والشاعرة المبدعة حنان جميل حنّا.
* متى وكيف ظهرتْ موهبتك في مجال الكتابة عموما؟
- عشقت القراءة منذ نعومة أظفاري ، بالنسبة لي كان موسم الصيف رحلة لا تنتهي في عالم المطالعة والقراءة والغور بين صفحات أكبر عدد ممكن من القصص والروايات العربية والأجنبية المترجمة ، ولم أزل لهذا اليوم أتذكر كم كانت سعادتي كبيرة آنذاك خاصة لما أقرأ الصفحة الأخيرة للكتاب فأغلقه سعيدة وأحتضنه كأنني كسبت صديقًا جديدا.
* ومَن كان الداعم الأول لك ؟
- الفضل الأول ولسنوات عديدة يعود لوالدي ( رحمه الله) كان يشجعني دوما أنا وأخوتي للقراءة اليومية ، كنا نتسابق فيما بيننا للاستحواذ على الكتب والمجلات التي يزودنا بها والدي والتي كانت تقع بين أيدينا ، أو ما يمكن شراءه من المكتبات العامة أو الاستعارة .. مهمتنا اليومية كانت لا نوم قبل الانتهاء من قراءة الكتب والمجلات من الجلد إلى الجلد .
* ماهو سر شغفك بالقراءة والكتابة ؟
- قرأت كتابا في يوم من الأيام وتغيرت حياتي .. لذا فالقراءة بالنسبة لي كانت وما تزال متعة عميقة و بهجة للنفس والروح وهي عالم واسعٌ جديدٌ للأستمرار في كشف ما حولنا من قصص وأسرار . ففي كل كتاب حكاية جديدة تجذبني فيه إلى مواضيع شتى وتضيف لي الكثير من المعلومات التي تلتصق بذاكرتي .
* ما هي مقومات نجاح الكاتب أو الشاعر ؟
- مقومات الكاتب الناجح هي الأنضباط والالتزام كسلسلة مترابطة معا ، بالأضافة للدافع الذي يولد مع الإنسان ، كما حصل معي ويتبلور باستمرار ، وبدافع الالتزام التام ومع مهارة التصور والموهبة والصبر يخطو الكاتب أولى خطواته للنجاح والتميز.
* هل واجهت صعوبات في حياتك الأدبية ؟
- بالتأكيد الكثير منها، الصعوبات هي ظروف غير ملائمة تحدث لنا جميعاً ، فمن يتغلب عليها ويجعلها ملائمة يولد محصنًا منها ومع ذلك لا يمكننا ألقاء اللوم على الصعوبات ونتوقف عن العطاء .
*هل تبحث المرأة الشاعرة أوالكاتبة عن الشهرة أم عن النضج الأدبي ؟
- موضوع الشهرة بالنسبة للمرأة هو هامشيٌ مقارنة بطموحها وإبداعها الأدبي ، المرأة كائن هش يعتمد البوح الكتابي وهي دوما تستخدم لغة عاطفية تعبر عن ذاتها الأنثوي وآلامها وأنكساراتها .. شخصيا أرى اليوم في فضاءات أفق العطاء الأدبي نماذج راقية مبدعة ، هناك تميز أنثوي يوازي ميزان الأبداع مع الرجل ، الكاتبة أو الشاعرة الأديبة هي ذاتية المشاعر بالأساس ، وهذا يعني أنها متواضعة لا تكتب من أجل أسترضاء الأخرين أو لفت أنظارهم بل هي صادقة بكل كلمة تكتبها
* هل تكتبين بمجال واحد أم بعدّة مجالات أخرى ؟
- في أيام الثانوية كنت أكتب بكثرة ، كنت أحتضن كتاباتي حتى أغفو مع أحلامي عن الفراشات والطيور والطبيعة ، كنت أكتب مايسمى آنذاك الخاطرة القصيرة ، كانت عبارة عن انفعالات مراهقة ، بعدها تحولت للشعر الحر أصور مشاعر شتى تعتريني وبمرور الوقت خاصة في فترة المطالعة والقراءة اليومية تحولت لكتابة الشعر النثري والسردية التعبيرية والنصوص والمقالات التي تستهوني بمجالات متعددة مثل الحنين للوطن والحياة والطفولة والحب . بالنسبة لي الكتابة هي رسالة وفن رائع يشبع الكاتب والقارىء على السواء ، فالأول يعبر عن انفعالاته والثاني يطالع الإمتاع والدهشة .
* بمَن تأثرت من الكتّاب والشعراء ؟ وما هي الكتب المفضّلة لديك ؟
- قرأت كثيرا في حداثتي .. قرأت للسياب و لنزار قباني وجبران خليل حتى ارتويت. أغرمت بجين أوستن وشارلوت برونتي وليوتولستوي وهمنغواي وغيرهم ، ثم بدأت أحفظ للجواهري وأحببت كتابات صفي الدين الحلي وتأثرت جدا بقصائد له ما تزال في ذاكرتي لليوم .. كان هدفي الأول هو المعرفة وتنمية العقل والمنطق والكتابة ، ولا أنسى التراتيل الملائكية لنازك الملائكة و كتابات الشاعرة الراقية وداد الأيوبي التي وجدت ذاتي ومرآتي في كتاباتهم ، ولا أنسى عشقي وتأثري الكبير برواد التصوف كالحلاج وأبن الرومي فهم الأقرب و وسادة السكينة لنفسي ، نصوصهم سلسة خالية من التعقيد. أما بالنسبة لكتابي المفضل فهو ( النبي ) لجبران خليل جبران و رواية ( الأم ) الشهيرة لمكسيم غوركي
*ماهي المواضيع التي تمت طرحها في اشعارك وكتاباتك الآخرى ؟
- أبتعادي عن الوطن لظروف قاسية جعلت من حنيني للوطن مادة تلازمني في معظم نصوصي .. أيضا لدي مواضيع ونصوص أخرى عن محبة الله ، الفقدان ، الرثاء والألم .أعتقد أن نصوصي لها إيقاع حسي متدفقٌ ومشاعر عذبة أتمنى أن تحقق للمتلقي المتعة والأستحسان الطيب .
* حدّثينا عن أعمالك ودواينك الشعرية ؟ وما هي أول قصيدة كتبتيها ونشرتيها متى واين ؟
- أعمالي هي نتيجة لبذور جيدة بذرتها منذ زمن بعيد ، ولظروف قاسية جدا خارجة عن إرادتي توقفت عن الكتابة لعقدين من الزمن .. فلم أعد أبصر الحياة كما كنت زمانًا ، لكنني عدت أفتش عن أوراقي القديمة وبدأت أكتب المزيد منها . اليوم لدي مجموعة كبيرة من النصوص الشعرية والنثرية منها في طريقها للنشر، لكنني في طور البحث عن دار نشر مناسبة . أما بالنسبة للشق الثاني من سؤالك ، أول قصيدة كتبتها ونشرت كانت في جريدة الجمهورية المحلية في العراق في بداية الثمانينات الماضية وكانت عن محبة الوطن والانتماء إليه.
* كيف ترين هذا الجيل الجديد هل هو قارئ أم لا بأس به في الوقت الراهن ؟
- كم أخشى على هذا الجيل الجديد المعانق لرفاهية التكنولوجيا الحديثة . الخوف إذا لم تعد لديه قيمة للكتاب أو حتى الشعور بالحاجة للقراءة، والسبب كله يعود لهيمنة وسائل التواصل الأجتماعي والمواقع والألعاب الإلكترونية التي تنشر كل الأمور باختصار شديد ، حيث بالأمكان معرفة ملخصٍ كاملٍ بأسطر عدة لأي كتاب . مسؤوليتنا كبيرة وتبدأ من الطفل ، نحتاج لإعادة نظر وتشجيع الطفل للقراءة اليومية ، نحتاج لمبادرات واسعة لترسيخ مدى أهمية القراءة ، فالذي يسير في طريق القراءة والبحث الدائم سينال خطوات النجاح.
* ما هي منصات التواصل الإجتماعي التي تفضّلينها لنشر كتاباتك عموما ؟ وما هو دورها في إنتشار الشعر في العالم ؟
- جميع المنصات وملتقيات التواصل الأجتماعي تقدم الدعم الكامل للكاتب والشاعر والأديب. ولها الدور الكبير في تنمية الوعي الثقافي وتعمل على بلورة التفاعل مع القارىء والمستخدمين لهذة المنصات بكافة الأعمال والأهتمامات الثقافية والأدبية والفنية .
*هل ترجمتْ قصائدك وكتاباتك الى اللغات الأجنبية؟
- من المؤكد أن قراءة الشعر بلغته الأصلية أفضل كثيرا من قراءته مترجماً، عملية الترجمة تتطلب موهبة خاصة ، لأن لكل لغة نظامها الخاص وقواعدها الخاصة بها ، ومع ذلك فقد قمت أنا بنفسي بترجمة بعض النصوص القصيرة لي للأنكليزية أثناء دراستي في جامعة كلنديل في ولاية أريزونا الأمريكية .
* هل شاركت في مهرجانات شعرية محلية اودولية وهل حصلت على جوائز وشهادات تقديرية منها مثلا ؟
- لم أشارك في أي مهرجان شعري عربي لكوني أعيش في المهجر ، ولكنني ألقيت بعض قصائدي ونصوصي النثرية في تجمعات عربية أكاديمية وثقافية في مدينة فينكس بأريزونا .
* هل تعتبرين الشعر موهبة أم دراسة أم الإثنين معا ؟
- قديماً قالوا .. لا أحد يُولد شاعراً ، بأعتقادي لا يمكن للشعر أن يكون موهبة أو أكتساب ، فهو ليس كالرسم والفنون الأخرى .. والموهبة هي فن لا أرادي من دون سابق نية فيه أن كنت بمقدورك الكتابة أو السرد . لكن الشعر يتعاطى مع اللغة ، الشعر ينبعث من منطلق عشق الإنسان لكتابة الشعر ولا يتم ذلك إلا بالمطالعة والممارسة والغوص في أسرار الشعر والبحور وإتقان اللغة ، وبذلك يكتسب الشخص المهارة المرجوة.
* هل إستفادت شاعرتنا المبدعة حنان جميل حنا من إنتاجها الأدبي ؟
- الأنتاج الأدبي أضاف لي مقدرة إضافية للكتابة بشتى المعاني والمفردات وأشكال الشعر ، وخلق عندي حاسة تذوق شعرية وتمكنت من معرفة الجيد من الرديء أثناء القراءة ، بالإضافة إلى ذلك الأضاءات التي تمكنت من الخوض فيها للكشف عن سر الإلهام الإبداعي الفني الأدبي الذي ينهض بداخلي منذ طفولتي.
* ماذا يعني عندك – الطفولة – المرأة – الحب – الطبيعة – الوطن – وأخيرا جائحة الكورونا ؟
- الطفولة : مرتع الصبا والنقاء والبراءة ، رمز لكل شيء جميل .
المرأة : صدفة تحتضن لؤلؤة .. عطاء لا ينضب
الحب : نور من الله وأساس الوجود.
الطبيعة : لوحة رمزية إبداعية أتقن الخالق عملها ، لنعرف فضل الله علينا
جائحة كورونا اللعينة : وقت عصيب تمر به الإنسانية ، يحتاج لأدراك نهج كامل متبع من قبل الجميع لتجاوزه .
* في اليوم العالمي للشعر على قبر مَن تضعين وردة سوداء أكان شاعرا أوشاعرة وما أسبابك ؟
- بل سأضع زهوراً بيضاء على قبور الشعراء أجمع صناع الخير ، فقد كان الشعراء على مر العصور أداة لتهذيب النفوس وسفراء يحملون رسالة سامية من أفكار وقيم متوارثة وتأثير اجتماعي ثقافي عالي بتأريخ وعادات وتقاليد لخدمة قضايا المجتمع ككل.
* ما جدوى الخلود في الشعر أو سواه إن كان القساة والطغاة يلتهمون العالم فيما نشاهد دماؤنا تسيل من أشداقهم القذرة ؟
- الخلود في الشعر هو خلود الأزمان من خلال المثل والقيم العربية التي نفخر بها ، وليس خلود الأرواح .. أما الشخوص المعروفة مثل شجاعة عنترة وكرم حاتم و وفاء السموأل فليت أفعالهم ستبقى لتكون فخر القيم . ومهما طغى الطغاة فلن يمحو المأثر العربية والعقائدية بأدبها وملامح حضاراتها العريقة كحضارة وادي الرافدين و وادي النيل –
* هل يجوز أن يبقى الشاعر على الحياد وكما نعلم أن الحياد هو الموت بعينه ؟
- الحياد هو الخذلان بعينه وهو أمر مرفوض في كافة مجالات الحياة . حين يكتب الشاعر عن قضايا شعبه وأمته ضد الاحتلال مثلاً . . فلا يمكن للشاعر أن يقف في المنتصف بين الحق والباطل ، بل أن يشهد بالحق ولو عاد عليه بالضرر –
* والشعر هو صوت الإنسان الحقيقي في ضمائرنا فكيف نعبّر عن ذلك يا ترى ؟
- الشعر هو حجر الأساس للحفاظ على هويتنا الثقافية ، وهو حاجة أجتماعية ملحة نعبر فيها عن ذواتنا و دواخلنا وقيمنا المتوارثة وأيضا يمتاز بالعراقة والريادة والفرادة . والشعراء هم ضمير الأمة و صوت الحق الذي يجعل الإنسان في حالة الاستعادة فيما يفعله مع نفسه ومع الأخرين . ولطالما كتب الشعراء عن الضمير الإنساني الحي ، ولطالما كانوا الكتاب هم أنفسهم ضمير الشعب و وخزًا عميقًا في نفوس خونة الوطن . وكما أن الضمير هو عبارة عن مجموعة من القيم الأخلاقية التي تتحكم في الإنسان كذلك الشاعر فهو يتحلى بأفضل الأخلاق الحميدة ومهمته نقلها للآخرين .
* ما هو دور الإعلام حول نشاطاتك ؟ومَن من النقاد كتبَ عنك وعن كتاباتك الأخرى ؟
- المنبر الشعري كان منذ القدم وعبر مختلف المراحل جزءاً من العملية الشعرية ، و للإعلام اليوم دور كبير للتفاعل ما بين الشاعر والمتلقي وليقدم محتوى أعلامياً وفنياً أفضل شكلاً ومضموناً . نعم فقد أضاف لي الإعلام معرفة أكبر و وسيلة أفضل للتطور والنهوض بنشاطي الأدبي . وقد أشاد بعض النقاد والكتٌاب بجمالية نصوصي الشعرية وعلى وجه الخصوص في كتابة الشعر الصوفي والذي كتب عنه الناقد الأدبي صالح جبار والإعلامي القدير لخضر خلفاوي رئيس تحرير صحيفة الفيصل الباريسية .
* هل ترين أن القصيدة العربية تعاني العزلة في الوطن العربي عكس دول العالم الأخرى ؟
- بالعكس ، فقد حافظت العديد من الدول العربية على القصيدة العربية من خلال الاحتفال باليوم الوطني للشعر. وقد مارس هذا التقليد منذ عام 1999 وتم أختيار يومٍ عالميٍ للشعر من قبل منظمة اليونسكو الثقافية هو يوم 21 أذارمن كل عام . ويتم فيه دعم الشعراء العرب وتكريمهم وحث الدول الأعضاء للقيام بنشاطات ثقافية ، أدبية ومناظرات شعرية وعلى المستوى المحلي والقطري .
* ما هي القصيدة التي تمنيت لوكنت قد كتبتيها أوكنت أنت صاحبتها ؟
- لم يَدُر في خَلدي أية قصيدة أكون صاحبتها .. فأنا أقرأ الكثير وأغرمتُ ببعض القصائد وحفظت بعضا مما طابت نفسي لها ، ولكن لكل شاعر لغته الخاصة ولونه المميز . فالشعر وكتابته تتحكم به ظروف معينة تبعا لحاجة الشاعر ومشاعره وأحاسيسه .
*هل تتميز أشعارك بالغموض والرمزية وما هو سبب إستعمال الشاعر لهاتين الميزتين في أحيان كثيرة ؟
- أجمالاً تتميز معظم نصوصي الشعرية والنثرية بالواقعية والسردية التعبيرية . ولكن من حين لأخر أمارس ريح المباغتة في نصوص معينة لأضافة طابع الغموض والتميز، فعلى سبيل المثال أحاول أعطاء صورة صادقة عن واقع مؤلم أو بالعكس ، ربما تكون أكثر تأثر وأكثر جاذبية للمتلقي . وأحيانا أخرى أكون مسبهة بشكل مطلق لوصف شيء معين بعيد كل البعد عن مخيلة القارىء ، ففي نيتي إيهامه ثم فجأة أنتشله من براثن أفكاره نحو سفح أخر غريب عنه تمامًا يغير أفكاره وخلجاته فتكون الرؤية مختلفة تمامًا . هنا تكمن أهمية اللغة وكتابتها فهي أولاً وأخراً وسيلة لتمرير الأفكار الجذابة للقارىء
* هل نستطيع أن نقول أن القصيدة النسوية هي الآن بخير وهل تسير في طريق الإبداع أم ما زالت تراوح في مكانها ؟
- نعم وبالتأكيد فقد سجل نتاج واضح جدا للمرأة المبدعة في أجناس أدبية مختلفة كالشعر والنصوص والقصص السردية. في مختلف مراحل الشعرية العربية المعاصرة على وجه التحديد. للمرأة حضور أجرائي فعال فهي الذات الواعية لكتابة الشعر فنيًا وجماليًا . برأيي فأن المرأة لا تقف عند الثابت في التشكيل والطرح ، بل هي تبحث عن المتميز والمتغير أيضا داخل المجتمع لتؤسس لذاتها حركة أبداعية أنثوية راقية جداً . وهذا ما نلاحظه اليوم ، فهناك طفرة واضحة جدًا لشاعرات العراق وسوريا والجزائر والمغرب وغيرهم من الأقطار العربية الأخرى . وأهم أهداف هذا التطور هو أبراز الأسلوب الأنثوي في كتابة النصوص الشعرية والروايات والمقالات الراقية للتصدي للتميز الجنسي الذكوري في الأداب ، فما زال التأريخ يذكرنا بالكاتبة الأنكليزية ماري آن إيفانس 1819-1889 والتي أشتهرت بأسمها القلمي الذكري ( جورج إليوت ) والذي أتخذته لنفسها بسبب رفض المحافظين البريطانيين أنذاك أن تأخذ كتاباتها على محمل الجد فقط لكونها أنثى.
* لمَن تقرأ شاعرتنا حنان وماذا تقرأ الآن بالتحديد ؟
- القراءة ضرورة لمتع النفس والروح فهي تمد الفكر بمادة المعرفة الغنية لتذكي الخيال وتنمي الشخصية وتزيد من فهمنا للإنسانية . أقرأ للكثيرين وأتذوق جمال ما يستحق أن يتذوق ويهضم وأعشق التغير والمتميز.. وأفرح جداً عندما يهدى لي كتاباً جديدًا ، فالكتاب هو الهدية الوحيدة التي يمكنك أزالة غلافها من جديد في كل مرة تقرأه . اليوم أقرأ كتاب مترجم بعنوان ( غذاء الروح ) للكاتب والواعظ ريتشارد بنيت ، وكتاب أخر بعنوان ( أصل الخلق ) وهو كتاب يتحدث عن الفنون الجميلة باللغة الأنكليزية للكاتب الأمريكي إيان روبرتس .
* هل ترين نفسك مختلفة أومرتبكة أمام المشهد الشعري النسوي الملئ بالقوالب والأساليب الشعرية المتعددة ؟
- لست مختلفة تمامًا ، ولكن لي أنطباعي وتصوري الذي يميزني عن زميلاتي الشاعرات والكاتبات . فالله أعطى للجميع مواهب متساوية ولكنها مختلفة ، هناك شريحة من مرحلة تأريخية يمثلون رواد الشعر والنثر والكتابة وهناك شعراء معاصرون لا يختلفون في أساليب الكتابة فحسب بل أيضا فيما يتميزون بتركيبهم الفكري ورؤيتهم للعالم . ومع ذلك فنحن نتحادث معهم حين نقرأ لهم ونستلهم رونق وبهاء الفكر الجيد والمتميز ، فهم بالنسبة لنا أرقى أشخاص القرون الماضية . أما بخصوص قصائدي ونصوصي الشعرية والنثرية فهي تخرج من رحم قالبي الخاص المتمثل برؤيتي المنفردة للأشياء.
*هل لديك طقوس معينة أثناء إنغماسك في الكتابة والإبداع ؟
- نعم الليل هو رفيق محفز وملهم لأفكاري وأحاسيسي ، وبالتأكيد لا بد أن يكون وقت أنغماس الكتابة طقس مختلف ، خاصة على الصعيد الروحي والأنفصال عن الروتين اليومي والأبتعاد عن الضوضاء والتشويش ، فلا يمكن أن يتضح بفكري شيء ما لطالما كان الجو غير مناسب . الليل هو الوقت الملائم لخلق ولادة جديدة لنص كتابي وهو غالبا يشبه وإلى حد ما ولادة طفل جديد لعالمنا .. لطالما أخبرت أفراد عائلتي في صباح اليوم التالي : ولد لي نص جديد ليلة أمس ، بعدها أشعر برغبة بالتحليق حرة مع فكرتي بعيدا .. وكما قال إيمرسون بعض الكتابة تجعلنا أحراراً .
* ما هو سبب عشقك للشعر وهل لديك إضافة أخرى على هذا الحوار
- عشقت الشعر منذ عقود خلت ، عندما وقعت بيدي قصيدة للسياب بعنوان ( هل كان حبا ) عن ديوانه ( أزهار وأساطير) قصيدة جميلة كتبها بطابع محبب وسلس ممزوجًا بهيام عميق بالمحبوبة ، أحببت كتابة الشعر الحر بسببه ، ثم بدأت محاولاتي الشعري الأولى وقصة عشقي للشعر الحر ومن ثم كتابة النصوص النثرية. سأبقى أحلم بأن أسير نحو أحساسي الذي يحلق بي في سماء القراءة والكتابة فهما نبع الحياة خاصة القراءة فالإنسان الذي لايقرأ يعيش مرة واحدة في حياته ، أما الإنسان الذي يقرأ فهو يعيش ألف مرة قبل أن يموت .


masralyoum-news.com
Top