• Thursday, 05 December 2024
logo

السفيرة منى عمر ل" كولان":النظام المعزول أضر بمصالحنا فى أفريقيا ونحتاج لصياغة مستقبل علاقتنا بالقارة

السفيرة منى عمر  ل
ومن جهتها أكدت السفيرة منى عمر المبعوث الخاص للرئيس المصرى المؤقت المستشار عدلى منصور للدول الأفريقية ومساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية سابقا فى حديث ل"كولان" أن نظام الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسى ارتكب أخطاء عديدة أضرت بمصالح مصر فى أفريقيا ، سنعانى منها فى الفترة القادمة ، مشيرة فى هذا الصدد إلى الإجتماع السرى الذى عقده مرسى بشأن بحث قضية سد النهضة والذى تم بثه تلفزيونيا ، وقالت إن الإنعكاسات السلبية لهذا الاجتماع لم يكن على علاقتنا بإثيوبيا وحدها ، وإنما شمل الدول الإفريقية جميعا ، وعكس رؤية متخبطة متعالية وعدائية ، وأكدت أن مصر تحتاج إلى تحركات سريعة لرأب الصدع الذى ترتب على هذا الأمر ، ولاستكمال تحركاتها التى بدأتها عقب ثورة 30 يونيو ليس فقط لشرح حقيقة التغيير الذى تم فى مصر لأشقائها الأفارقة ، بل لإعادة صياغة علاقاتها المستقبلية بدول القارة .
وقالت عمر إن الجولة التى قامت بها مؤخرا لسبع دول إفريقية ، وشملت إثيوبيا وأوغندا وبروندى وكينيا وسيشل وجيبوتى وإريتريا كانت إيجابية للغاية ، وأنها وجدت رؤساء هذه الدول متفهمين تماما للتغيير الذى حدث فى مصر فى 30 يونيو ، وقد شرحت لهم الوضع الذى أدى إلى الثورة ، وكيف استعدى النظام المعزول كل فئات المجتمع عليه ، وقالت إنها أكدت للجميع أن ماقدمته مصر والمصريين من تضحيات فى ثورة يونيو ليس فى مصلحة مصر فقط أوحتى شمال أفريقيا أو القارة بل العالم كله ، الذى أنقذناه بإزاحة حكم الإخوان فى مصر من كثير من المشكلات .

وأضافت السفيرة منى عمر أنها أكدت للقادة الأفارقة أن قرار الإتحاد الإفريقى بشأن تجميد أنشطة مصر كان قرارا خاطئا ومتسرعا، وأنه لم يتريث حتى يعلم حقيقة ماجرى ، وقالت : إن عددا من الرؤساء أكدوا لها أن قرار الإتحاد الأفريقى كان نتيجة ضغوط من خارج القارة ، وأعربت عن إعتقادها بأن مصر يجب أن تستمر فى طرق أبواب الدول الأفريقية ليس فقط بشأن تصيح صورة الموقف الحالى ، بل من أجل مستقبل العلاقات مع دول القارة، وتعويض غياب مصر عن القارة ، وأعنى بالغياب هنا غياب الدور القوى لمصر كقوة إقليمية ، وقد قال لى أحد الزعماء الأفارقة إن غياب مصر جعل دولا هامشية تتصدر المشهد السياسى فى إفريقيا .

وأشارت إلى أن جولات مبعوثى الرئيس أشعرت الدول الإفريقية بإهتمام مصر بها ، وباننا لسنا متعالين عليهم ، وأننا نلجأ إليهم ، وكانت العناوين الرئيسية للصحف تتحدث عن أن مصر تطلب دعمهم ، وهو مايعنى أننا نتعامل معهم بندية ، وهو أمر مهم أننا صوبنا إهتمامنا عليهم ، ولم نذهب لأمريكا أو الغرب .

وترى أن مصر يجب أن تعمل على إستعادة دورها فى القارة ، وأن تكون حاضرة بقوة من الآن فصاعدا فى حل كل القضايا فى إفريقيا وفى الحلول التنموية ، ويجب أن يعود للقاهرة كموقع مفضل للمؤتمرات الأفريقية ، وأن نحرص على مشاركة المسئولين المصريين على أعلى مستوى فى كل المؤتمرات الإفريقية، وأن تتحدث مصر باسم القضايا الإفريقية ولاتكتفى بالحديث فقط بغسم القضية الفلسطينية ، مشيرة على سبيل المثال إلى قضية الصومال، التى أصبح العالم يتحدث بشأنها مع تركيا وكينيا وأثيوبيا ، فى حين لم تدخل مصر فى قضية المصالحة أو التنمية بها .

وأكدت السفيرة منى عمر ضرورة التحرك نحو الدول الأفريقية بشكل متواز مع التحرك لتصحيح الأوضاع الداخلية ، التى لايجب أن تلهينا عن قضايانا الخارج ، وبعضها فى غاية الأهمية مثل قضية سد النهضة ، على أن يكون تحركنا نحو أفريقيا وفق خطة واضحة المعالم واستراتيجية محددة ومخططة وليست عشوائية أو جزافية، تركز على مصالحنا وأهدافنا ، وقالت : إن الشعب المصرى قدم تضحيات كبيرة وقدم دماء الشهداء ، ويجب أن يكون الثمن لذلك أن تتقدم البلد وتتجه نحو الأفضل .

وقالت : إنها لمست خلال زيارتها لأديس أبابا أن الإخوة فى إثيوبيا حريصين على التعاون مصر، وأضافت أن مصر رأت أن التقارير المقدمة بشأن سد النهضة غير كافية ، والآن هناك اجتماعات قادمة بشأن هذا الموضوع تحظى بأكبر اهتمام فى مصر .

وحول الأخطاء التى ارتكبها النظام السابق قالت : إن الموقف الذى اتخذه بشأن الأزمة فى مالى كان مسار إنتقاد الدول الإفريقية جميعا ، حيث كان دفاع النظام المخلوع عن الجماعات الإرهابية فى مالى غريبا ، وهى تقتل المدنيين وتتقدم لإحتلال العاصمة وتدمر تمبكتو أهم مدن التراث الإسلامى ، وبدت مصر وقتها كداعم لحركات التطرف ، التى تعانى منها دول القارة كلها ، وأصبح يبدو أن هناك شبكة من العلاقات بين النظام المعزول وهذه الجماعات المتطرفة ، وفى رأيى أن المعركة الحالية هى معركة إستعادة مصر وإقتصادها ودورها ، وهى معركة حاسمة .
Top