السفير على الحفنى نائب وزير الخارجية المصرى ل" كولان":قوى خارجية زجت بالإتحاد الأفريقى لتدويل الحالة المصرية وتحركت بإنتهازية لفرض أجنداتها الخاصة
August 26, 2013
مقابلات خاصة
أكد السفير على الحفنى نائب وزرير الخارجية للشئون الإفريقية أن معركة مصر داخل الإتحاد الإفريقى الذى جمد أنشطة مصر بأجهزته ليست سهلة ، ولكن مصر لديها إصرار على التعامل معها بمنتهى العزم والقوة ، بل والشراسة إذا تطلب الأمر . وقال الحفنى فى حوار ل" كولان " إن هناك دولا وأطرافا خارجية لم يسمها استغلت أوضاع مصر الداخلية بعد ثورة 30 يونيو ، وتحركت بإنتهازية داخل الإتحاد الإفريقى لفرض أجنداتها الخاصة .
سألته عن مهمة وفد الإتحاد الإفريقى الذى زار مصر مؤخرا والهدف منها ونتائجها ، فقال : إن الوفد الذى يضم كبار الشخصيات الإفريقية بعضوية رئيسى مالى وبتسوانا السابقين ورئيس وزراء جيبوتى السابق ، يرافقهم وفد من الفنيين ، والذى زار مصر لمدة أسبوع تقريبا ، فى مهمة تم التشاور بشأنها بين مصر والإتحاد الإفريقى ، الهدف منها هو جمع المعلومات وإجراء الإتصالات بهدف التعرف على واقع الحال وحقيقة الأحداث التى شهدتها مصر فى الآونة الأخيرة ، لتقديم تقرير بذلك إلى المفوضية الإفريقية أومجلس السلم والأمن الإفريقى التابع لها ، وكان المجلس قد أصدر قرارا فى 5 يوليو فى أعقاب إجتماع عقده لم يكم مخصصا لبحث أحداث ثورة 30 يوليو ، إلا أنه فعل ذلك ، ووصف ماحدث فى مصر بأنه إجراء غير دستورى ، وهو الأمر الذى رفضته مصر شكلا وموضوعا ، وبمجرد علم مصر بالإتجاه لعقد ذلك الإجتماع فى أديس أبابا بادر وزير الخارجية السابق محمد كامل عمرو على الفور بالإتصال برئيسة المفوضية ، ودعاها إلى إيفاد بعثة للمفوضية للإطلاع على الأوضاع فى مصر وتقديم تقرير عقب عودتها لمجلس السلم والأمن الإفريقى ، إلا أن رئيسة المفوضية لم تبد أى مرونة وأصرت على موقفها ، وهو الأمر الذى يثير العديد من التساؤلات حول المغزى الحقيقى من وراء الإصرار على التوصيف الخاطىء لماحدث ويحدث فى مصر .
وحول رد الفعل المصرى لذلك القرار : قال رفضنا ذلك القرار والأسانيد القانونية التى بنى عليها ، إذ أن تلك الأسانيد تتعلق بحالة الإنقلابات العسكرية ، التى يتولى على إثرها العسكريون الحكم ، وهو مالاينطبق على مصر بتاتا ، بل إنه من الأهمية الإشارة هنا إلى الإجتماعات التى عقدت فى إطار الإتحاد الإفريقى منذ فترة من الوقت على مستوى الخبراء لتوصيف الثورات الشعبية ، ومدى إختلافها عن المفهوم المستقر للعنف الإفريقى وللتحول غير الدستورى منذ عقد من الزمان، علما بأن معظم الباحثين ذهبوا فى تلك الإجتماعات للتميييز بين الحالتين ، والإعتراف بأن التغيير تاا والثورات لا علاقة لها بالتحول غير الدستورى ، الذى يستوجب فرض العقوبات ، ولقد كانت مصر واضحة فى رفضها للقرار ، ورفضها لما حواه من إشارة لإنشاء منتذى لمتابعة التحول غير الدستورى فى مصر على حد زعم الإتحاد الإفريقى ، الذى تم الزج به بهدف تدويل الحالة المصرية ، وقد وافقت مصر على استقبال وفد كبار الشخصيات الإفريقية فى مهمة واحدة لاتتكرر، أى أنها ليست مهمة تقصى حقائق ، وهو ماترفضه مصر ، وقد وافقت مصر على تسهيل لقاء الوفد بالرئيس السابق بناء على طلب الوفد ، رغم أن ذلك لم يكن مدرجا ضمن برنامج زيارته ، حيث أتيحت له كل الفرص فى إطار من الشفافية الكاملة والوضوح ، ويتبقى أن يقوم الوفد بإعداد تقريره ورفعه للغتحاد ، حينما يتم إعادة بحث ثورة 30 يونيو فى مصر فى مجلس السلم والأمن الإفريقى للبت فى أمر رفع العقوبة المفروضة على مصر بتجميد مشاركاتها فى أنشطة الإتحاد .
وعن المسار الثانى الذى اتخذته مصر بإيفاد مبعوثيها للدول الإفريقية قال نائب وزير الخارجية ، إن مصر أوفدت ستة من ألمع دبلوماسييها كمبعوثين شخصيين للرئيس المؤقت عدلى منصور إلى مناطق إفريقيا الخمسة ، حيث قاموا بزيارة معظم الدول الإفريقية ، بما فى ذلك الدول التى لم تكتف بالمبادرة بطرح أمر تجميد مشاركة مصر فى انشطة الإتحاد الإفريقى فحسب ، وإنما قامت بحملة غير مبررة للهجوم على ثورة 30 يونيو والإصرار على أن ماحدث هو إنقلاب عسكرى ، بل والتلويح بالتصعيد فى إجراءاتها ، وهو الأمر الذى أكد شكوك مصر فى هذه الصبغة الإنتهازية لبعض تلك الدول ، والتى يبدو أنها استغلت الفرصة لتحقيق مطالب خاصة بها وبأجنداتها الوطنية ، وقد ساهمت جولات المبعوثين المصريين فى شرح الكثير من الأمور وعلى أعلى المستويات فى تلك الدول ، وأكدت أن الصورة التى تم نقلها عن ثورة 30 يونيو والأحداث التى تبعتها هى صورة مغلوطة ، بسبب نفاذ عدد محدود من وسائل الإعلام ، وبصفة خاصة "سى إن إن " والجزيرة والتليفزيون الفرنسى وتأثيرها القوى على الرأى العام فى العديد من الدول الإفريقية ، وللأسف فإن مصر لاتملك حتى الآن الأداة الإعلامية النافذة باللغات الأجنبية ، التى يمكنها أن تصل لكافة الدول الإفريقية ، لنقل حقيقة مايحدث ، فضلا عن شرح مواقفنا وسياساتنا تجاه مختلف القضايا ، وهو الأمر الذى يتعين أن نوليه أهمية فى الفترة المقبلة .
وأكد الحفنى أن إنتماء مصر لقارتها الجغرافية هو إنتماء تاريخى وجغرافى حقيقى ، ودورنا فيها كان ولايزال وسوف يظل دورا هاما ومطلوبا ، وهو الأمر الذى أكده العديد من رؤساء الدول الإفريقية وكبار مسئوليها الذين التقاهم المبعوثون المصريون ، إذ أنهم جميعا يدركون أهمية مصر ، ويطالبون بإستمرارها فى القيام بأدوارها الهامة ، ويأملون فى عودة الإستقرار إليها باسرع وقت ، لأن فى إستقرارها إستقرار للقارة ، والعكس صحيح .