• Thursday, 05 December 2024
logo

البروفيسور أمازيا بارام لمجلة كولان:الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط هي لصالح الكورد و تقربكم أكثر من الأستقلال

البروفيسور أمازيا بارام لمجلة كولان:الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط هي لصالح الكورد و تقربكم أكثر من الأستقلال
- البروفيسور أمازيا بارام كان حتى عام 2006 رئيس مركز سابن لدراسات الشرق الأوسط في معهد بروكينكز المعروف، وواصل اجراء بحوثه على أوضاع العراق منذ عام 1979 أي ما يزيد عن (30) عاماً و تركزت بحوثه خلال الفترة 1990 – 2006 عن تأريخ الميزوبوتاميا، وكان بارام في عملية تحرير العراق أحد الباحثين الذين أستشارهم الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، حول عملية التحرير في عام 2003 وهو أحد المفكرين والسياسيين الذين ينشرون مقالاتهم في الواشنطن بوست و مجلة(فورين أفيروز) ، وهو مختص في القضية الكوردية أيضا منذ ثورة أيلول التحررية وأجرى حولها بحوثاً تفصيلية دقيقة و كان أحد الأجانب المعجبين بزعامة البارزاني و قيادته في ثورة أيلول، وهو الآن، كما جاء في هذا اللقاء، عاكف على أجراء بحث حول: إمكانية تشكيل دول كوردية شاملة في الشرق الأوسط.. وقد حدثنا التحولات الجارية في الشرق الأوسط بصورة عامة والمسألة الكوردية ضمن هذه البيئة المعقدة السائدة اليوم وكان هذا الحوار:
- البروفيسور أمازيا بارام كان حتى عام 2006 رئيس مركز سابن لدراسات الشرق الأوسط في معهد بروكينكز المعروف، وواصل اجراء بحوثه على أوضاع العراق منذ عام 1979 أي ما يزيد عن (30) عاماً و تركزت بحوثه خلال الفترة 1990 – 2006 عن تأريخ الميزوبوتاميا، وكان بارام في عملية تحرير العراق أحد الباحثين الذين أستشارهم الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، حول عملية التحرير في عام 2003 وهو أحد المفكرين والسياسيين الذين ينشرون مقالاتهم في الواشنطن بوست و مجلة(فورين أفيروز) ، وهو مختص في القضية الكوردية أيضا منذ ثورة أيلول التحررية وأجرى حولها بحوثاً تفصيلية دقيقة و كان أحد الأجانب المعجبين بزعامة البارزاني و قيادته في ثورة أيلول، وهو الآن، كما جاء في هذا اللقاء، عاكف على أجراء بحث حول: إمكانية تشكيل دول كوردية شاملة في الشرق الأوسط.. وقد حدثنا التحولات الجارية في الشرق الأوسط بصورة عامة والمسألة الكوردية ضمن هذه البيئة المعقدة السائدة اليوم وكان هذا الحوار:

• ماذا كانت تأثيرات التحولات التي أوجدها عزل الرئيس المصري محمد مرسي على المنطقة كون مصر دولة مهمة؟

- بداية علينا الأنتظار فيما إذا كان الجيش و رجال تيار(التمرد) الأستمرار في إبعاد مرسي من الرئاسة، لأن هناك نوعاً من الضغط من قبل الموجدين والمعتصمين في ميدان التحرير بالقاهرة، لأعادته الى الرئاسة، أنا شخصيا لا أتمنى النجاح لتلك المحاولات بل آمل أن يتمكن الجيش و حركة(تمرد) من الأستمرار في أبعاد مرسي عن السلطة، إلا أن الوقت ما زال مبكراً لذلك. فقد يميل الأخوان المسلمون و مؤيدوهم الى مزيد من العنف، هذا أحتمال، كما أن أهم جوانب المسألة هو في الواقع يتعلق بالولايات المتحدة، فلو أعتبر الرئيس الأمريكي أوباما أو أحد المسؤولين في البيت الأبيض أو وزارة الخارجية الأحداث التي وقعت خلال الأسبوعين الماضيين في القاهرة بإنها(خليط من الثورة الجماهيرية والأنقلاب، فإن هذه مسألة عادية ولا تشكل أية معضلة، ما يحتم عليناً أن ننتظر أسلوب التعامل الأمريكي بهذا الصدد غير أن المساندة الأمريكية من الأساس ستكون ضمانة لنجاح هذه الثورة.

*عندما تولى مرسي والأخوان المسلمون السلطة، فقد توقع الكثير من الخبراء حكماً سيئاً إلا أن جميع الأطراف صممت على منح فرصة لهم للوقوف على أسلوبهم في الحكم، فهل كان من الممكن، ومنذ البداية و قبل الأنتخابات تلافي ما حدث؟

- هذا في الواقع كان أحد الأحتمالات وكان التصرف الأمريكي برأيي غير مسؤول بل وخاطئاً بالكامل، وبالأخص موقف أوباما و مستشاريه.. وهذا ما أخبرت به بعض المتنفذين في البيت الأبيض، بل كان عليهم مساعدة المصرين لتشكيل حكومة وقتية طويلة الأمد.. إلا أنه لا الأخوان المسلميين ولا حسني مبارك لم يشكلا حكومة وقتية ، كما هي الآن، للتمهيد لأجراء الأنتخابات، لفسح المجال أمام جميع الأطراف لتنظيم ظروفها و أمورها. إلا أن ما حصل هو أنه قد تم اجراء الأنتخابات بشكل مبكر و سريع، حيث كان الأخوان المسلمون أحد طرفي المعادلة بسبب عدم توفر الوقت أمام الليبراليين والعلمانيين لتنظيم أنفسهم ، والآن وقد أعلنت الحكومة والجيش ضرورة أجراء الأنتخابات في ظرف(6) اشهر، فإنني أقترح أن تستمر الحكومة المؤقتة لسنة واحدة.. إلا أنني أجهل إن كان قرارهم ذلك نهائياً لأن الناس هم بأمس الحاجة لأعادة تنظيم أنفسهم ، لأنها لو أجريت خلال عدة شهور فإن النتائج ستكون كما حدث قبل سنة من الآن، وعلى العموم فإن مجريات الأحداث في مصر ستؤثر على المنطقة بشكل من الأشكال.
* وجدنا فشل تجربة الأحزاب الأسلامية في الجزائر وتجربة حركة حماس الفلسطينية ، والآن فشل تجربة الأخوان المسلمين في مصر أيضا، فهل توافقنا الرأي بفشل الأسلام السياسي في الشرق الأوسط؟

- ليس بالكامل، وذلك بسبب وجود فرق بين الفشل وبين تلقى ضربة مؤلمة، و رأيي أن ذلك كان ضربة قد أصابت الأسلام السياسي وليس فشلاً، لأن التأكيد يتطلب وقتاً طويلا ثم أن النتائج لم تزل مجهولة، نعم سؤالكم هو مهم، فالولايات المتحدة هو طرف مهم جداً في هذه المسألة، وهي لا تنظر اليها من هذه الوجهة وتسعى لتحقيق الديمقراطية وهو ما نتطلع اليه جميعاً بالنسبة للشرق الأوسط.. إلا أن ذلك لا يمكن تحقيقه بين ليلة وضحاها، فالديمقراطية تحتاج الى وقت ، وأحياناً الى ثورة على غرار ما حدث و يوم 30 حزيران وتماماً كما حدث في العراق.. فالمنطقة الوحيدة في العراق التي تعيش نظاماً ديمقراطياً، قلَّ أم كثـُر، هي الأقليم الذي ندرك جميعاً أنه ليس ديمقراطياً كاملاً، إلا أنه ليس غير ديمقراطي في ذات الوقت، فهناك اليوم جوانب ديمقراطية مهمة عديدة في كوردستانن فيما لا تبلغ بقية مناطق العراق هذا المستوى بل هي في غاية التعقيد... إلا أن أصحاب القرار و السلطة في الولايات المتحدة كانوا ليعتقدون، قبل أحتلال العراق، بإنه من الممكن تحقيق ديمقراطية جيدة جداً في غضون (3) أو(4) أشهر.. وبالتالي يعودون هم الى بلادهم فرحين مستبشرين ، إلا أنني قد أبلغتهم بإنها قضية قد تدوم طويلاً.. أي أن الأسلام السياسي قد تلقى ضربة كبيرة، ولكن هل أنتهى؟ كلا بل هو باق و ينتظر فرصة سانحة أخرى، وهي مسائل تحتاج الى الوقت إلا أن الأوضاع لو سارت بصورة جيدة، فإن ذلك يكون بمثابة ضربة خطرة جدا على الأسلام السياسي، ولكن دعنا ننتظر النتائج.
* وما هي تأثيرات عزل مرسي على الأزمة السورية؟

- هذا في الواقع أمر ملفت للنظر، غير أن تأثيراته ستكون محددة و كذلك تأثيرات ثورة مصرية على سوريا ... فالقتال في سوريا يجري بين نظام علماني وبين (80) مجموعة معارضة على الأقل ، و غالبيتها من السنة، في حين أن نظام الأسد يحظي بمساندةالعلويين و حزب الله في لبناني في العراق أيضا فضلاَ عن طرفين آخرين يساعدان الأسد، احدهما هو (أهل الحق) رغم محدودية أعدادهم فهناك اليوم في سوريا زهاء(2000) من مسلحي حزب الله اللبناني وزهاء(500-1500) من مسلحي الميليشات الشيعية العراقية ، والمسيحيون محايدون إلا أنهم متاعطفون مع الأسد وكذلك الدروز أي أن القتال محصور بين نظام علماني وبين جماعات أسلامية، و بين الأسلام السياسي بشكل أقل و يهم بدرجة أكبر الأختلاف الطائفي والديني أي بإمكاننا القول هو أقتتال بين الشيعة وبين السنة.. هذا هو القتال الرئيسي.. لذا فإنه لن تكون للثورة المصرية سوى آثار محدودة لأن إدارة البلاد من قبل نظام الأسد والعلويين بشكلها الحالي لا ترضى السنة العلمانيين عكس الشيعة والعلويين الذين يساندون الأسد، وأعرف أناساً من المسلمين السنة ما زالوا يساندون نظام الأسد واياً كان السبب.. أي أن الأوضاع في سوريا هي الأكثر تعقيداً ولن تكون لأحداث مصر تأثيرات تذكر فيها.. أما فيما يتعلق بالكورد في سوريا، فإن نسبة 95% منهم هم من السنة غير أنهم مازالوا لا يساندون الثورة بل و محايدون أزاءها لأن جميع الكورد فيها يتطلعون الى أعتراف الدولة بحقوقهم، و مطلبهم اليوم هو نوع من الحكم الذاتي ، على غرار ما يتمتع الكوردي في العراق... وهو مطمع لا يقبل به لا ألأسد ولا الثورة ما أبقى الكورد في حالة من الحياد وأعود وأكرر أن ما يحدث في مصر لا يؤثر على الأوضاع المعقدة في سوريا إلا قليلا.. والقتال الرئيسي فيها قائم بين الشيعة وبين السنة..
(علاقات الكورد مع بغداد)
• كيف ترون سير العلاقات بين أقليم كوردستان وبغداد في ظل الترحيب الأمريكي بالزيارات المتبادلة بين البارزاني والمالكي؟
- لقد قررت القيادة الكوردية و رئيس الوزراء العراقي المالكي بقناعتي أن الأسهل لهما هو أيجاد حلول و معالجات حتى لوكانت لقسم من الخلافات وهو الذي دفع المالكي لزيارة أربيل و فيما بعد البارزاني لزيارة بغداد... هذا هو الواقع اليوم.. أي أننا نلاحظ بعض التقدم الأيجابي بين الكورد و بين المالكي ولا أعلم مدى شمول السنة بذلك أيضا.
• هل من كلمة أو رسالة أخيرة ؟

- لوكان بأمكانكم التوصل الى نوع من الأتفاق مع المالكي بشأن أستخراج النفط والعقود النفطية و موافقة بغداد على ذلك، فأقدموا عليه، والمهم في كل ذلك أقرار و الأعتراف الشرعي بأنشاء أنبوبكم النفطي الذي تقدمون على بنائه الآن، وذلك نظراً لأرتباطكم بعقود نفطية مع كبريات الشركات مثل شيفرون و أيكسن موبيل و توتال الفرنسية وش ركة النفط الروسية، والخطوة الأهم في ذلك تكون بالتوصل الى أتفاق بشأن المنازعات المتعلقة بالأراضي ويكون التوافق والمساومة هما الأفضل.. وهو المطلوب في هذه المرحلة..
(علاقات أقليم كوردستان مع تركيا)
وهي علاقات في غاية الأهمية كون تركيا بوابتكم الوحيدة نحو البحر.. صحيح هناك المنفذ العراقي أيضا ولكنكم تعملون اليوم يداً بيد مع تركيا وعليكم أن تكونوا مستعدين لمساعدة كورد سوريا وهو ما تفعلونه حقاً، وأنا مطلع على بعض أنواع وأوجه تلك المساعدة من مادية وغيرها وهو أمر طبيعي جداً.. ولكن عليكم إدراك حقيقة أن لهم قياداتهم لذا عليكم أن تصبروا لأنهم في النهاية سينضمون اليكم.. وأرى أن النقطة الأخطر بالنسبة لكوردستان العراق هي وجود صراعات سياسية بين بعض الأطراف الكوردستانية، صحيح أنكم موحدو الموقف في العراق وهناك أتفاق بين الطالباني والبارزاني، والأتفاق هو مبعث قوتكم دائماً عكس الأختلافات والصراعات، وعليكم معالجة هذه الخلافات لضمان تحقيق ما تصبون اليه في الأقليم.. نحن في أسرائيل لدينا(5) أحزاب رئيسة(3) منها في السلطة وأثنان في المعارضة وهناك مسار اللعبة يختلف عن هو هو موجود في كوردستان ولكن عليكم الألتزام بهذا الأسلوب وكان السبب الرئيس في نجاح وديمومة بلادي هو التقيد الدائم والأزلي بقواعد اللعبة ومنذ عام 1948 وحتى الآن وتتلخص أهمية ذلك في وحدة أهداف الأحزاب الخمسة وهي أسرائيل مستقلة وقوية و محمية... لذا فإن عليكم طرح الدستور للأستفتاء الجماهيري لأنكم بامس الحاجة اليه، نعم صادق البرلمان الكوردستاني عليه ويتطلب مصادقة الجماهير ايضا، لأن الدستور يكون الدافع لوضوح قواعد اللعبة، ثم هناك مسألة في غاية الأهمية وهي الخلاف القائم والتأريخ السئ بينكم و بين العرب السنة، ورغم مأساة حلبجة والأنفال، عليكم التواصل معهم طريقاً لأستمرار تأثيركم في العملية السياسية في العراق ومن موقع أقوى وأعز وأنا على دراية بلقاء أثيل النجيفي، محافظ نينوى، وشقيق أسامة النجيفي مع قياداتكم في كوردستان قبل عدة أسابيع، هذا أمر جيد إلا أن تلك اللقاءات لم تتمخض عن نتائج ملموسة، نعم أنا أدرك أمتعاضكم من العرب السنة و ذلك بسبب مآسي الماضي، ومع ذلك أذكركم بإن، المانيا الهتلرية قد قتلت زهاء(6) ملايين يهودي، إلا أن علاقاتنا اليوم مع ألمانيا هي جيدة جدا.. لذا فإن الحكمة تتطلب دفن تلك الأحقاد وأن تعمل للمستقبل لا أن تكون أسير الماضي.. وأتمنى للشعب الكوردي أوفر الحظوظ كما أنني أكتب مؤخراً مقالاً لا أتمكن من أرساله اليكم كونه في غاية السرية و يتعلق بأحتمال تشكيل دولة كوردية شاملة (سوبر دولة كوردية) والذي أستبعده حالياً، وأتصور دائماً مختلف طرق الحل حول أستقلال الكورد أو الحكم الذاتي أو عدة أقاليم ذات حكم ذاتي تعمل معاً و كذلك مع الدول التي تعيش في أطارها.. وبرأيي أن ما يحدث الآن في الشرق الأوسط سيكون السبب في تحسن أوضاعكم وتكونوا أقوى وأكثر أستقلالية..)
ترجمة/ دارا صديق نورجان
Top