مدير مركز الشرق الأوسط في جامعة دينيفر يتحدث لمجلة كولان:(عدم التعامل السليم مع الخلافات بين الشيعة والسنة يتسبب في تقسيم عموم الشرق الأوسط)
June 26, 2013
مقابلات خاصة
البروفيسور نادر هاشمي هو مدير مركز الشرق الأوسط في جامعة دينيفر وأستاذ الدراسات الدولية فيها ومختص في الشؤون الأسلامية بالشرق الأوسط في مجالات الدين والديمقراطية والفكر السياسي و قد تحدث لمجلة كولان عن الوضع الراهن في المنطقة والتقسيمات الدينية والدولية في هذه البقعة المهمة من العالم:• ما مدى تأثير الوضع المتأزم في الشرق الأوسط والخلافات بين الشيعة والسنة في مجتمعاتها على مستقبل العراق؟
- يبدو أن الخلاف الطائفي بين المكونين المسلمين، الشيعة والسنة، هو خلاف سياسي في غاية الأهتمام والذي يتسبب في تقسيم عموم الشرق الأوسط مالم يتم التعامل معه بصورة صحيحة وسلمية فهو، أي الخلاف، يتلخص في أحد جوانبه وأحترام نتيجة السياسة الخارجية لأيران والسعودية اللتين ستخدمانه من أجل مصالحها الذاتية في المنطقة والتفسير الحافظ والمتميز للسنة والذي يثيره بعض علماء الدين في السعودية ، وهنا يجب الأشارة، من وجهة النظر التأريخية، وبمراعاة التقدم السائد نحو الديمقراطية، الى أن عموم المجتمعات ذات التقسيم الأتني أو الديني وبين الأكثرية والأقلية، إنما تعاني من هذه المشكلة فلو أمعنا النظر في تأريخ الديمقراطية في الغرب، لوجدت أن احدى أكبر المشكلات ذات التأثير على الأستقرار السياسي والتقدم نحو الديمقراطية فيه كانت عبارة عن الجدل المحتدم على الحقوق الأتنية والدينية وقد أستغرقت معالجتها مئات السنين، وقد أدت وتواصلت في أوربا نحو الحربين العالميتين الأولى والثانية وأدت الى مقتل ملايين البشر فيهما..
- أي أن ظهور هذه المشكلات هو امر طبيعي و حتمي وجزء من النضال الطويل من أجل الديمقراطية.. ويقيني ان معالجة هذه المشكلات ستزداد صعوبة في سياث الحروب المستديمة والقتل الجماعي وتسلط أنظمة غاشمة لديها مصالحها السياسية وتسعى لأستغلال الأختلافات الأثنية على طريق مصالحها الضيقة والمتعلقة اساساً بحماية سلطاتها السياسية في بلدانهم.. أي أنهما مشكلة سياسية في غاية الأهمية و يجب أتخاذها على محمل الجد... فأنا شخصياً متألم من الأوضاع التي تمر بها المنطقة و غايتها أجهاض العمل والسير نحو النضال من أجل الديمقراطية في عموم المنطقة مالم يتم التعامل معها بصورة صحيحة و سلمية.
* عقب كل ما حدث فيها، لماذا لم نشهد تقدم الديمقراطية في الشرق الأوسط؟
- أنه من دواعي الخطورة أن نقارن أوربا الشرقية بالدول العربية أولاً بسبب الأختلاف الكبير في التأريخ السياسي المعاصر لدول أوربا بالشرقية وتقدمه بكثير عن العالم الأسلامي والعربي أي أن المنحى ألأول له علاقة بالمواقع الأقتصادية والأجتماعية لمواصلحة الديمقراطية في مجالات عصرنة و تطوير الحيز الأقتصادي والأجتماعي و مستوى المعيشة و القطاع التربوي و غيرها وهي على العموم أكثر تطوراً بكثير في أوربا الشرقية، فالملاحظ، على سبيل المثال، أن الأيراد اليومي لأكثر من 40% من سكان مصر لا يتجاوز دولارين مع نسبة كبيرة من الأميين وبالأخص بين النساء.. والمنحى الثاني هو أن منطقة الشرق الأوسط تعاني بشدة من التدخل الخارجي تزامناً مع الخلاف السياسي غير أن المستقر، والتي تبدأ من الخلاف العربي الأسرائيلي وهي مشكلة في غاية التعقيد والخطورة و عقدت أحتمالات تحقيق الديمقراطية فيها أي أن مخن الخطورة بمكان القول بوجوب مرور دول الشرق الأوسط باذت المسار الذي مختلف المجتمعات أن تتابع طريقها الخاص في التقدم والعمل وفق جدولها الزمني، وتكون العملية الديمقراطيو بصورة عامة في العالم العربي مختلفة جداً قياساً باوربا الشرقية بسبب الأختلاف الكبير بين التأريخ المعاصر للعالمين العربي والأسلامي عن مثيله في أوربا، الشرقية.
• الملاحظ أن تركيا و ماليزيا هما دولتان أسلامتيان إلا أنهما ليستا عربيتين ولا ديمقراطيتان الى حد جيد بينما لا توجد مثلها في الدول العربية الأسلامية، فكيف ترون ذلك.
- أحد الأختلافات الكبيرة هو عبارة عن مسالة النفط، الذي يسمح بطول الحكم للأنظمة المتسلطة وهناك بالمقابل دول غير منتجية للنفط، هناك نظرية في العلوم السياسية تسمى(Rentier States) أي الدول الربيعية والتي ترى سهولة مواجهة أو معارضة حث الخطى نحو الديمقراطية قياساً بالدول غير المنتجية للنفط، أي أنها أحدى المسائل هي الأقتصاد السياسي.. والنقطة الثانية هي الخلاف العربي الأسرائيلي وهو جزء أساس من هوية العالم العربي.. والذي كانت له آثار وتأثيرات أكبر على عدم تحقيق الأستقرار السياسي في لدول العربية مقابل الدول الأسلامية غير العربية مثل ماليزيا وأندونيسيا أو تركيا الى حد معين.. والنقطة الثالثة هي الطبيعة التسلطية للأنظمة في العالم العربي، مثل الأسد في سوريا، صدام في العراق بن على في تونس، مبارك في مصر، والتي كانت أكثر الأنظمة ممتعية وقساوة مما كانت في أندونوسيا أو ماليزيا أو تركيا في ظلا الجنرالات الكماليين أي أن ذلك هو ميراث او أرث مر يصعب من عملية الأستقطاب السياسي بين مختلف أقسام المجتمع وعملية التقدم نحو الديمقراطية، أي أن تلك الخلافات توضح لنا الصعوبات الأكبر التي تواجه العالم العربي بصورة عامة في سيرها نحو الديمقراطية... أي أن تلك الخلافات توضح لنا الصعوبات الأكبر التي تواجه العالم العربي بصورة عامة في سيرها نحو الديمقراطية قياساً بغيره من الدول مثل تركيا وأندونيسيا و ماليزيا.
• هناك اليوم محوران الأول هو الشيعين و تمثله أيران وحتى لبنان والثاني هو المحور السني و يضم الدول العربية وتركيا ويسانده الغرب والولايات المتحدة فأين تقع المصالح الأيرانية في المنطقة من هذا التعقيد.
- إن حقيقة المعارضة الشديدة للتدخل الأمريكي في المنطقة تفسح المجال أمام الحكومة الأيرانية لأستقلال الشعور الجماهيري ضد سياسة الولايات المتحدة لصالحها، ولوعدنا الى ما قبل حدوث(الربيع العربي) قبل(5) أو(6) سنوات لوجدنا أن أشخاصاً في العالم الأسلامي من مصر الى الأردن وأقسام عديدة من العالم العربي كانوا من السنة فيما كانت شخصيات أخرى مثل محمود أحمدي نزاد وحسن نصرالله تتمتع بدعم جماهيري كبير بسبب أستغلالهم للمشاعر المعادية للولايات المتحدة ذات العلاقة بأرث الحقبة الأستعمارية والأحتلال و ذلك من أجل التوسع في النفوذ الأيراني في المنطقة وقد تعقد الوضع بسبب الربيع العربي ومساندة أيران و حسن نصرالله وحزب الله لنظام الأسد في تدمير الثورة الجماهيرية في سوريا، فإن نفوذ أيران و حزب الله قد تراجع بشكل كبير اي نحن نعيش اليوم أجواء تختلف تماماً عن الحقبة ما قبل الربيع العربي و بالذات في قدرات ايران لأستغلال التدخل الأمريكي في المنطقة و للعب على ورقة الشيعة والسنة وجمع دعم الرأي العام للمسلمين السنة لصالحهم وهي أكثر تعقيداً مما يمكن، تطويره بمراعاة ما يحدث في سوريا و ليبيا فإيران تقف بالضد من ذلك النضال الجماهيري.
* وهل تحل المشكلة السورية بوادر حرب باردة جديدة بسبب الأستقطاب الدولي المتفاعل معها؟
- نعم هذه وقائع يمكن ملاحظتها في كثي من الأوجه، إلا أن الطريق ما زال طويلاً أمام العالم ليشهد ذلك التقاسم الذي وقع في أعقاب الحرب العالمية الثانية بين الولايات المتحدة والأتحاد السوفيتي و حلفاء الطرفيين.. وكما ذكرت هناك الآن تحالفات جديدة تظهر للعيان و تزداد قوة بأستمرار القتال في سوريا حداً نلاحظ معه نوعاً من الأنقسام بين الدول الكبيرة في العالم والذي لايشترط أن يكون مماثلاً للرب الباردة مع وجود بعض أوجه التشابه فيها.
وهو سبب آخر يفرض ضرورة أنهاء القتال في سوريا لأن بقاء المشكلة دون حل سيزيد من هذا الأنقسام العالمي، ويعمق التحالفات تلك وهو تطور سئ للغاية في مسار السلام والأمن الدولي.
يجري الحديث حول أستخدام سوريا للأسلحة الكيمياوية وأكتمال البرنامج النووي الأيراني فالي أي مدى يمكن أن يكون الصمت الدولي سبباً لتعقيدات أكثر للوضع؟
هما في الواقع مسألتان مختلفتان ، تتدخل فيهما ردود فعل المجتمع الدولي و دور أسرائيل اي ليست هناك رابطة مباشرة بينهما فالقلق ارئيس لأسرائيل سببه هو أن يكون لأيران سلاحها النووي، لأنهما تعتبر أيران منافساً اقليمياً شديداً ما يدفعها لكسب الدعم الدولي والرأي العام العالمي لأيقاف البرنامج النووي الأيراني، ويختلف ذلك فيما يتعلق بسوريا و رد الفعل الدولين فالمجتمع الدولي أكثر أنقساماً أزاء المشكلة السورية و مسألة أستخدام السلاح الكيمياوي فيها والذي تطور مؤخراً الى أنقسام روسي، أمريكي وتردد الولايات المتحدة في الأنضام الى الدول الأخرى لممارسة الضغط على سوريا ثم أن سياسة أسرائيل أزاء سوريا هي أكثر تعقيداً ولا أعتقد أن القادة الأسرائيليين قد حسموا أمرهم في أي منهما هو الأسوء:
بقاء الأسد في السلطة أم تولى الثوار للسلطة فيها وعلى العموم فإن قضية علاقة أسرائيل والمجتمع الدولي ومشكلة سوريا قد تعقدت كثيراً فأسرائيل تعمل على مستوى مختلف تماماً ولا أرى سهولة في الربط بكل هذه المساؤل وتعقيداتها..
ترجمة / دارا صديق نورجان