• Sunday, 06 October 2024
logo

البروفسورة الينا ليون ل(كولان): الاوضاع في سوريا تكاد تخرج عن نطاق السيطرة و على امريكا اتخاذ موقف معين

البروفسورة الينا ليون ل(كولان): الاوضاع في سوريا تكاد تخرج عن نطاق السيطرة و على امريكا اتخاذ موقف معين
ترجمة/ بهاءالدين جلال

البروفيسورة الينا ليون استاذة العلوم السياسية في جامعة نيوهامبشير و المتخصصة في مجال قضايا السلام و حل الأزمات وسياسة الشرق الأوسط والأرهاب والتطرف السياسي، لقد اتصلت مجلة كولان بالبروفيسورة الينا واجرت معها لقاء حول الأوضاع الراهنة في سوريا وتصرفات بشار الأسد :
* لقد وصلت الأوضاع في سوريا الآن مرحلة يتوقع الجميع أنّ نظام الأسد على وشك السقوط،ولكن يجب بذل الجهود الممكنة لآيقاف نزيف الدم و العنف الحالي ، تُرى لماذا ظل المجتمع الدولي ساكتاً ازاء تلك الأوضاع ؟
- مجال اختصاصي هو السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية و الأمم المتحدة،أنا اعلم بأنكم تتحدثون عن الدعم العسكري و التدخل الأنساني،الهدف من هذا هو قيام امريكا و الأمم المتحدة و بعض الحلفاء الأوروبيين بالتدخل ومساعدة الشعب السوري، اعتقد أنّه لاتوجد فرصة مناسبةا أمام هذا المطلب،وذلك لعدة أسباب،الأول هو على خلاف ليبيا حيث تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية و الأمم المتحدة التدخل عن طريق الناتو،ولم تعارض الصين و روسيا هذا التدخل،ولكن في مسألة سوريا نرى أنهما تعارضان المساعدات العسكرية وهذا ما عقّد المشكلة اكثر، والسبب أنّ في حالة ليبيا كان المجال الجوي أوسع بالمقارنة مع سوريا لقربه من اوروبا، وبالنسبة الى الغرب و المجتمع الدولي المسألة السورية أكثر تعقيداَ من ليبيا، حيث لم يكن الرئيس الليبي معمر القذافي متحالفاً مع أي جهة لتقوم بمساعدته عسكرياً، في حين أنّ للنظام السوري حلفاء و اصدقاء، خاصة ايران وهذا مايعقّد الأمور اكثر على الصعيدين الأقليمي و الدولي، اذاّ هناك تناقض في هذا المجال، قبل فترة تحدث عدد من القادة الدوليين امثال كوفي عنان عن أنّ المجتمع الدولي غير قادر على العمل معاً، حيث أنّ العالم يوجه بأستمرار الأنتقادات اليه بسبب عدم فاعليته ولم يتحرك بأتجاه هذا الجانب كالمطلوب، وهذا مايعمّق مصطلح سياسة الأستهانة، وعندما يُهان أحد أوجهة يحتّم أنْ يُقدم على خطوة و يكثّف من فاعليته، نحن نقول هذا في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن يجب أنْ لاننسى أننا مقبلون على الأنتخابات السياسية وهذا ما يؤثر على توقيت التدخل في الأوضاع السورية، حيث تعتبر خطوة فعالة على الصعيد الداخلي في امريكا، أعتقد أنّ الولايات المتحدة حسناَ فعلتْ، عندما انقذت أرواح مئات الآلاف من اهالي بنغازي في ليبيا،ولكن الكثير من الأمريكيين لم يكونوا مقتنعين بهذه العملية، كما أنّ الرئيس الأمريكي الحالي اوباما لم يشر الى اهمية هذه المسألة، وذلك لأن الأنتخابات تجري في هذا العام و لم يكن هذا التدخل الأنساني قراراً يلقى دعم الشعب الأمريكي، اعتقد أنه بعد الأنتخابات بغض النظرعمن سيفوز فيها ،ستكون هناك مجالات اوسع للمزيد من الجهود على صعيد ايران ومع الجامعة العربية حيال الحكومة السورية.
* يعتقد الكثير بأن اسباب عدم اتخاذ أي خطوة تعود الى الأنتخابات الرئاسية الأمريكية،ولكن لماذا لاتقّدم الدعم الى المعارضة من اجل حسم الأوضاع؟ خاصة أنها تستطيع مساعدة تركيا على هذا الصعيد؟
- هذا سؤال معقول،وحسب علمي أنّ الولايات المتحدة بصدد تدخل غير عسكري في سوريا في الوقت الحاضر،حيث اعلن وزير خارجيتها أنّ الاوضاع تخرج عن نطاق السيطرة وعلى امريكا القيام بعمل ما،و يتجسد ذلك في تقديم المساعدات عن طريق التزويد بالمعلومات الأستخبارية والمعدات العسكرية عبر السعودية وقطر، ربما لانرى التحركات العسكرية ولكننا نتحسس بدعم الجيش السوري الحر خطوة بعد خطوة، الشىء الآخر الذي هو غريب بالنسبة لي هو أنّ المعارضة السورية وفق وجهة النظر الأمريكي هي معارضة غير منظمة و غير موحدة على عكس المعارضة الليبية التي كانت موحدة ومنظمة،اذاً هي تريد أنْ تعلم لأي طرف تقدم المساعدة ،وإنّ عدم وجود هذا الوضوح حول هوية المعارضة و كذلك هوية الجيش السوري الحر هو مبعث قلق بالنسبة الى امريكا،ومن المنظور الدولي هناك مفهوم الحماية،عندما يجري انتهاك صارخ لحقوق الأنسان ويعني مقتل اعداد كبيرة من الأفراد،عندها نجد أنّ الكثير من العالم يخرج من اطار الصمت ويتخذ موقفاَ معيناً وهذا يتطلب جهوداَ كبيرة ،وفي الوقت ذاته فإنّ مقتل السفير الأمريكي في ليبيا و التظاهرات التي عمت اليمن ومصر لاتخدم القضية السورية، لأنه من يتولى ادارة الولايات المتحدة الأمريكية يتردد في موضوع التدخل في اي مسألة تخص الشرق الأوسط، اعتقد أنّ مسألة مايتمخض عن تظاهرات مصر وما سيحدث في اليمن و ليبيا سوف تكون لها نتائج معينةفي غضون ثلاثة اسابيع المقبلة،حيث من جهة أنّ هذا الأمر سوف يزيد من القلق الأمني لدى الولايات المتحدة الأمريكية خاصة لدى وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين بشأن برنامجهما في الشرق الأوسط،لقد تلقت الأدارة الأمريكية انتقادات شديدة حول عدم قيامها بحماية أرواح دبلوماسييها العاملين في المنطقة،اذاً هناك فعلاً قلق على أرض الواقع،ما يجعل الولايات المتحدة الأمريكية لن تقدم على اتخاذ أي اجراء،وبغض النظر عن ما ستؤول اليه الآوضاع بعد مظاهرات مصر واليمن و المناطق الأخرى ضد السفارات الأمريكية أو تتفاقم الآوضاع وتتعقد اكثر ،فأنَ هذا يعني أنّ هناك معارضة قوية تعمل ضد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، و يجعل مهمة الولايات المتحدة الأمريكية اصعب وبالتالي يولّد موقفاً يُجبر امريكا و المجتمع االدولي على اتخاذ خطوات اكثر علنية بشأن الأوضاع في المنطقة برمتها.
* برأيكم ماهي التداعيات والأفرازات السياسية و الأمنية التي سوف تترتب على سقوط نظام الأسد لو حصل ذلك فعلاً؟
- اذا سقط نظام الأسد فإنّه يؤدي الى نتائج عديدة على صعيد العراق و ايران و تركيا تحديداً،وهذا يثبت أنّ نتائج النزاع والصراعات في سوريا سوف يكون لها تأثير مهم و فعال على العراق،أما على الصعيد الأقليمي فأنَ ما يحدث في سوريا ينعكس على ايران لأنّ هناك ادلة على الدعم الذي تقدمه ايران لنظام الأسد والعراق هو ايضاً جزء من هذه المسألة،وأخيراَ لو سقط نظام الأسد فلن يبقى هناك أي تحالف و بالنتيجة يؤدي ذلك الى اضعاف كل من العراق و ايران.
Top